إلى علماء السوق

المعلقة السابعة والأربعون
المعنونة بعنوان:
الترحيب بالأخ الحبيب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله وهو من أحاط بكل شيء علما.
وأصلي وأسلم على نبي الهدى محمد بن عبد الله خيار من خيار أبا وأما.
ورضي الله عن صحابته الأئمة الدعاة، العلماء البررة الهداة.
ومن تبعهم إلى يوم الدين بإحسان، من اتبع الهدى بالسنن الحسان.

الأستاذ الفاضل محمد المختار، بارك الله فيك بركة الأبرار.
ثم حياك الله في منتدى من منتدياتك: مدينة ـ أسُّوك، كما نسعد بزيارتك لها سعادة من ظفر بالتبر المنضد والمسبوك.
هذا ونحن في حفاوة بك في مجلس من مجالس البحث ـ مجلس مدينة السوق، وكلنا، كما قال من قال : كل الناس يطلب صيد.
إذ نحن وإياك نبحث عن تاريخ نفائسه ما زالت كدفن إلا أنه من الدر المنسوق.
لذا فما زال البحث عنه جاريا منك ومنا ـ بحثا عن ذلكم التاريخ ـ تاريخ أفقنا المعطار، وهو تاريخ لم يحظ حتى الآن بما يليق به كما حظي به تاريخ عامة الأقاطار.
فبمثل بحثك الكريم، يحظ الباحث ـ بإذن الله تعالى ـ على درة من ذلك الدر اليتيم.
ولقد أصبت في سبيل توجهك إلى مظان بحثك، وهي منتديات مدينة السوق، لقول الشيخ الكبير الكنتي عن أسلافها:
لكل أناس حرفة عرفوا بها***فحرفتكم نشر العلوم كما يدرى
ومن تلك القصيدة التاريخية الغالية قوله ـ رحمه الله تعالى:
ولو كنت بوابا على باب جنة***لقلت لأهل السوق أنتم بها أحرى
لذا فأنت قد وفقت في قصدك موقعك هذا لمعرفة ما يتعلق بالتراث الكنتي في القديم والحديث، لما بين القبيلتين العلميتين الشقيقتين من عهد قديم، مزيج بأخوة علمية ورحم بر بار كريم.
وكم في نثر وشعر علماء القبيلتين من ذكر كل طرف فضائل الطرف الآخر، من ذلك إشارة الشيخ محمد آلمين ـ الألمين السوقي الوامي في قصيدة تاريخية أخرى تناولت إشارته تلك منها جلالة أثر من الآثار العلمية الكنتية النفيسة بقوله ـ رحمه الله تعالى:
كنتية من عتاق الغيد زينها***صواغها بثمين الدر والذهب
هذا ولما يكن عندي حاليا إلا الابتدار إلى الترحيب بك، ولجت عليك هنا تحية وسلاما.
على أني سأقدم في ضيافتك ما معي من زاد يسير مما يتزود به من ركب السبيل لبلوغ محطة رحله.
ذلك أني أعلم عن مركز للكنتيين مفاخر العصور، وهو مركز معتنى بجمع تراثهم العتيق سلفا وخلفا.
وكان مقر مركزهم ذلك في ولاية: قاو، وقد زرته شخصيا نحو سنة 1423هـ.
مع بعض طلبة العلم السوقيين، وقد وجدنا فيه إخوة فضلاء ممن يسمو بهم وبمثلهم العصر.
فلعلك أيها الأستاذ الفاضل أن تحاول من قبل معارفك، من يعرف لك خبرهم، لأن الأحداث التي وقعت ما زالت آثار عواصفها ترمي بأهل المنطقة إلى خارج منطقتهم ـ نسأل الله أن يصلح الحال في الحال والمآل في جميع بلدان المسلمين، وأن يعيذهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
لذا فحينما تجد خبر أؤلئك الفضلاء تتصل بهم، لعلك تجد عندهم بغيتك النفيسة ـ وفقك الله وإيانا إلى مرضاته، وجعلنا وإياك ممن من عليه ـ في الأولى والآخرة ـ ببلوغ ما هو حسن من غايته.
هذا ونحن ننظر إليك نظر من يمدنا بمثل ذلك من تاريخ أفقنا الغالي، لا سيما تاريخ علماء الكنتيين والسوقيين وغيرهما متى ما وجدت إلى ذلك سبيلا.

هذا وقبل الختام: نحن الضيوف وأنت رب المنزل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولا وآخر.
أخوكم/يحيى بن إبراهيم السوقي

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين
أشكر لك أستاذي الفاضل يحيى بن ابراهيم السوقي حفاوتك وترحيبك، متفكراً بك قول الشاعر:
لو كنت أعرف فوق الشكر منزلة أوفى مــن الشكر عند الله في الثمـن
أخلصتهـا لك من قلبي مهذبـــةً حذواً على مثل ما أوليت من حسن

أستاذي الكريم؛ إن لأهل السوق علينا واجب الحب والخدمة وهو قدر قلامة يُرد لهم على واجبهم في حفظ الدين والعلم، بفضلهم كانت لنا الصلة بالسابقين الأولين. ولهم هم وعلماء كنتة من المؤلفات النفيسة ما لم تبلغ رفوف المكتبة التراثية العربية، ولا سمع بالذي تحويه كثيرون في هذا الزمان ظنوا أن العلم وقف عندهم.
إنني في بحث مع معارفي ومشايخي من أهل السوق عن التأليف، وإن تيسرت الأمور قد نركب إلى تيمياوين وإلى قاو طلباً له، نسأل الله عز وجل التيسير فإن هذا العمل مبتغاهُ وجهه ورضاه.

أشكر لك أستاذي يحيى كرمك وفضلك
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته