|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#4 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
![]() ![]() |
![]()
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ -- كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً -- بالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ لا أرْمقُ الظِّلَّ الكئيبَ ولا أرَى -- مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّوداءِ وأَسيرُ في دُنيا المَشَاعرِ حالِماً -- غَرِداً وتلكَ سَعادةُ الشعَراءِ أُصْغي لمُوسيقى الحَياةِ وَوَحْيِها -- وأذيبُ روحَ الكَوْنِ في إنْشَائي وأُصيخُ للصَّوتِ الإِلهيِّ الَّذي -- يُحْيي بقلبي مَيِّتَ الأَصْداءِ وأقولُ للقَدَرِ الَّذي لا ينثني -- عَنْ حَرْبِ آمالي بكلِّ بَلاءِ لا يُطْفِئُ اللَّهبَ المؤجَّجَ في دمي -- موجُ الأسى وعواصفُ الأَزراءِ فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ فانَّهُ -- سيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ لا يعرفُ الشَّكوى الذليلَة والبكا -- وضراعَة الأَطفالِ والضّعفاءِ ويعيشُ جبَّاراً يحدِّق دائماً -- بالفجر بالفجرِ الجميلِ النَّائي إِملأْ طريقي بالمخاوفِ والدُّجى -- وزوابعِ الأَشواكِ والحصباءِ وانْشر عليه الرُّعب واثر فوقه -- رُجُمَ الرَّدى وصواعقَ البأساءِ سَأَظلُّ أمشي رغمَ ذلك عازفاً --- قيثارتي مترنِّماً بغنائي أَمشي بروحٍ حالمٍ متَوَهِّجٍ --- في ظُلمةِ الآلامِ والأَدواءِ النُّور في قلبي وبينَ جوانحي -- فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ إنِّي أنا النَّايُ الَّذي لا تنتهي -- أنغامُهُ ما دام في الأَحياءِ وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ ليس تزيدُهُ -- إلاَّ حياةً سَطْوةُ الأَنواءِ أمَّا إِذا خمدت حياتي وانقضى -- عُمُري وأخرسَتِ المنيَّةُ نائي وخبا لهيبُ الكون في قلبي الَّذي -- قد عاش مِثْلَ الشُّعْلَةِ الحمراءِ فأنا السَّعيد بأنَّني مُتحوِّلٌ -- عن عالمِ الآثامِ والبغضاءِ لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ -- وأرتوي من مَنْهَلِ الأَضواءِ وأَقولُ للجَمْعِ الَّذين تجشَّموا -- هَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي ورأوْا على الأَشواكِ ظلِّيَ هامِداً -- فتخيَّلوا أَنِّي قضيْتُ ذَمائي وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما -- وجدوا ليشوُوا فوقَهُ أشلائي ومضَوْا يَمُدُّونَ الخُوَانَ ليأكلوا -- لحمي ويرتشفوا عليه دِمائي إنِّي أقولُ لهمْ ووجهي مُشرقٌ -- وعلى شفاهي بَسْمَةُ استهزاءِ إنَّ المعاوِلَ لا تَهُدُّ مناكبي -- والنَّارَ لا تأتي على أعضائي فارموا إلى النَّار الحشائشَ والعبوا -- يا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي وإذا تمرَّدتِ العَواصفُ وانتشى -- بالهولِ قلْبُ القبَّةِ الزَّرقاءِ ورأيتموني طائراً مترنِّماً -- فوقَ الزَّوابعِ في الفَضاءِ النَّائي فارموا على ظلِّي الحجارةَ واختفوا -- خَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ وهناكَ في أمنِ البيوتِ تطارحوا -- غَثَّ الحديثِ وميِّتَ الآراءِ وترنَّموا ما شئتمُ بِشَتَائمي -- وتجاهَروا ما شئتمُ بعِدائي أمَّا أنا فأُجيبكمْ مِنْ فوقكمْ -- والشَّمسُ والشَّفقُ الجميل إزائي مَنْ جَاشَ بالوحي المقدَّسِ قلبُه -- لم يحتفل بحِجَارةِ الفلتاءِ |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|