|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() طلابه ـ رحمه الله: فعش بعلم تفز حيـــّاً به أبــــدا**الناس موتى وأهل العـــــلم أحياء
قلت: هذا البيت ضرب السوقيون في تحقيق معانيه في أرض الواقع أروع الأمثلة، ولقد كانت حياة آل السوق حياة علم، حتى أصبح اسم: السوقي ـ الذي هو: أَوَسُّوكْ ـ لقب علم عند كثير من العامة، في مضارب الطوارق، فيطلقه الكثير من العامة على كل من يتصف بالعلم، ولو كان من غير قبائل السوقيين... وقد حاولت إقناع بعضهم بأن: أوسوك اسم مشتق من اسم قبيلة: كل السوك ـ التي قد يوجد فيها من لا ينطبق عليه اسم العالم حقيقة، الذي يتضمنه مفهوم إطلاقكم به في معنى العالم، فالعالم صفة من كان ذا رتبة متميزة في العلم، وأوسوك نسبة إلى اسم قبيلة: كَلَ السُّوكْ ـ أهل السوق ـ باللغة الطارقية.. فمنهم من يقتنع مع جهله الفرق بين تلك المعاني السُّوكِية المجملة، من بياناتها المفصلة. فصار اسم أوسوك ـ السوقي ـ لقب علم عندهم بالغلبة.. قلت: ولو أوتي أولئك العوام حظاً من المعرفة لجادلوني بقول الشيخ الكبير الكنتي ذلك في قبائل السوقيين بقوله: لكل أناس حرفة عــــــــــرفوا بها**فحرفتكم نشر العلم كمــــا يدرى ولو نطقوا جدلاً لدوا افتراض: وجود آحاد من السوقيين لم يبلغوا رتبة حقيقة العالم، مع ندرة ذلك في كثير من أهل القرون من أسلافنا. لقالوا أليس من القواعد العلمية: الحكم على الغالب. ولا سيما الذين هم من أسباب أن لم يستحق من لم يبلغ رتبة العالم عندهم، فيوصف باسم العالم في تلك العصور، كان من أسبابه كثرة العلماء في السوقيين الأفذاذ في العصور السالفة. ومن الأشباه والنظائر ما أثر عن العز بن عبد السلام، مما معناه: أنه كان ـ رحمه الله ـ في طواف فرأى بعض المخالفة من الطائفين، فينهاهم فلم ينتهوافلما انتهى من طوافه رجع ولبس لباس الفقهاء، ثم عاد إلى ساحة الطواف، فما إن نهى الطائف عن مخالفة من مخالفات لسنن الطواف إلاّ انتهى، فقال: ينبغي لأهل العلم أن يتزيوا بزي أهله. قلت: فإذا كان زي أهل العلم لدى أممه يبلغ في الشهرة على أهله أن يكون أمارة كافية للاعتراف بمن تزي به أنه من أهل العلم: فعكساً استعمل تجده سهلا. في لقب: أوسوك ـ السوقي، وما في معناهما باللسان العربي والطارقي الناطقين بجلالة مآثره العلمية... ولو كنت بواباً على باب جنة**لقلت لأهل السوق أنتم لها أهل خاصة أن قبائل هذا اللقب، بلغت حداً عظيماً في التفاني في طلب العلم، الذي خرج بهم اجتهادهم فيه، أن صار لقبهم كلقب علم: لا يمتري فيه الصحيح المعرفة. ما الفخر إلاّ لأهل العلم إنــــــهمُ**على الهدى لمن استـــهدى أدلاء فمما لا شك فيه افتخار السوقيين بالعلم دون سواه، كما من أمثلته السائرة، قول الشيخ العلامة السلفي إغلس بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله ـ كما في قوله: ولا أرى غير التعلم الحسب**لكنني من ضئــــضئ ابن المنتخب فكان نشأة حب السوقيين للعلم وطلبه، هو شنشنتهم، صاغراً عن كابر، إلى وقت قريب، وما زال الأمل بارقاً في الشباب السوقي ـ جعلهم الله جيلاً جيلاً حملة لعلم والهدى إلى أمم عصورهم على الوجه الذي يرضي بنا ـ جلّ في علاه. ولقد قدموا أصدق معاني المعانات في سبيل طلبه، حتى أصبح طلب العلم عنهم: أشهى من العسل. كما تظاهرت آثارهم المنثورة والمنظومة في بيانه تارة وتارة بإشارات، كما قال أحدهم الشيخ العلامة محمد الامين الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمه الله ـ في قصيدة منها، قوله: وهسهست الليالي قدر جهــــــدي**بلا ملل لدى غمنا الرئـــــيس يمج النحو لي والتصريف مـــــجا**أنيقاً من عوالي غدير قوسي فهذا سبيل القوم، الذين لم يكن ما نالوه من المكارم العلمية العالية ما شيبه إن تتبعته بعلم تجده كمنامات النوم. فالآن آن الشروع في مسرد من تلقى العلم من العلماء الأعلام في رحاب: الشيخ العلامة الحسن بن عيسى الإدريسي السوقي الجنششي ـ رحمه الله. منهم: * الشيخ العلامة عيسى بن أَيّادْ الجنششي الأنصاري السوقي من بيت هَتاتا ـ رحمهم الله... قرأ عليه جمع الجوامع، والنحو واللغة.. * الشيخ العلامة خَلْمَتّا الإدريسي السوقي الجنششي ـ رحمه الله. قرأ عليه النحو، والفقه، والمعاني، والأصول. * الشيخ آحمدْ الملقب إِسَنْقَدْ ابن يوسف بن محمد بن عياض بن بدر الدين الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله. قرأ عليه: المقدمة الآجرومية، والخلاصة، وخليل، وشرحه الدسوقي. · الشيخ بن عبد الله بن حَمّا بن محمد المختار بن هَمّاهَمّا بن المبارك الملقب آدَّ دِتّا الجامع لقبيلة كل جنششي الأنصاري السوقي ـ رحمه الله. قرأ عليه: المقدمة الآجرومية، وملحة الإعراب، والخلاصة، ورسالة ابن إبي زيد القيرواني، ومختصر خليل، وشرحه الدسوقي ![]() رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................................................. ......................... اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
آخر تعديل السوقي الأسدي يوم
10-05-2011 في 08:19 PM.
|
![]() |
#2 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() مناقبه ـ رحمه الله: إن مناقب السوقيين جملة مناقب جميلة وجليلة، لا تعد ولا تحصى، فضلاً عن مناقب أفراد أعيانها الكثيرة الحسنى، فهي تفصيلاً مما لا يستحصى. فكان المترجم له، ممن رزق الدرر الحسان في ذلك، وإن انقرض عصر العلم بها، إلاّ أن ما بلغنا من شعاع نضارها يغني في معرض الإشارات غناء ما ظفر به من المنقولات، وهي: أن صاحب الترجمة كان بدراً من بدور زمانه، الذي بلغ في جلالة قدره العلمية، أنه ـ رحمه الله: هو قاضي أفقه من تغاروست إلى تمبكتو.. وكان من العلماء الأجلاء، المثنى عليهم بالصلاح والورع، كما أثنى عليه بذلك الشيخ العلم المعمر والد المنقول عنه ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف... هذا ما أدركنا من درر المناقب الحسان، التي بلغت في الكثرة الكاثرة المتواترة جيلا جيلا لدى آل السوق العلم والفضل نظماً ونثراً عند العلماء الأجلاء من أهل المعرفة الكبار ممن يعرف أفراداً منهم فضلاً عن قبائل لرجالات السوقيين العلماء الأبرار فيصفونهم بأنهم من أهل القدم الصدق في المآثر الحميدة الجليلة، من التبحر في العلوم، ومكارم الخلق، والزهد والورع والقوى... على نحو ما ذكره البرتلي عن أحد أسلافهم: سيدي محمد الأمين السوقي نسباً الجبيهي داراً ووطنا ـ رحمهم الله: وكان لا يلتفت إلى كبير إلاّ بالاستقامة، وكان كثيراً ما يقول: ميزان الشرع امتثلاً واجتناباً بأيدينا، وهو الفصل بين الناس والمعيار.. ويمازح قليلا تلامذته بطرح المسائل وباللحن الخفي، ويلاعب صبيان أقاربه صلة ـ وصله الله تعالى. فتح الشكور...151 درر الفوائد: الدرة الأولى: حسن ما يتمع به سلف السوقيين من مكارم الأخلاق المرضية المؤصلة.. الدرة الثانية: اهتمام ذلك السلف الكريم بالعلم والهدى بالعمل بعلمهم، لأن عدم عمل العالم بعلمه جرم كبير، كما قال قائلهم: وعالم بعلمه لن يعمــــــــــــــلا**معذب من قبل عباد الـــــــوثن فكل عالم وقف بعلم على حق فإنه لا يجوز له العمل بما سواه، وإن كان على خلافه من لا يحصى كثرة من الخاصة والعامة، إلاّ في معرض الضرورات التي تبيح المحظورات... العلم قال الله قال رســـــــــوله**قال الصحابة هم أولو العــــــرفان وما أحسن ما كان الإمام ملك ـ رحمه الله ـ ينشده: وكل خير في اتباع من سلـــف**وكل شر في اتباع من خــــــــلف الدرة الثالثة: كون ذلك السلف الكريم بمنن لا تعد ولا تحصى، التي منها: أنهم مصدر تلقي طلبة العلم عنهم العلم جيلا جيلاً، وتفننهم المتميز باستعمال سنن العلماء في التدريس التي منها ترويض طلبة العلم على فهم العلم بمثل ما في هذا النقل، كما قاله الإمام السيوطي في ألفية مصطلح الحديث: واختمه بالإنشاد والنــــــــــــوادر**ومتقــــن خرجه للقــــــــــــاصر الدرة الرابعة: ما يتمتع به ذلك السلف الجليل العلم والفضائل التي منها صلة الرحم، التي بلغت أن يلاعب أسود غابات العلوم والفنون والمكارم العظام أطفال السوقيين صلة بسلفهم الكرام، وخفض الجناح بأفراخهم صقور العلم في جو سماء المعرفة عصرا عصراً، كما من شواهده ما أثر عن السوقي الجبيهي نفسه ـ رحمه الله ـ قال البرتلي: ووافق اشتغاله بالتعليم زمن الفتن والحروب والغلاء وتراكم الأهوال بوجوه، فلم يشغله ذلك كله عن التعليم، بل جاهد مجاهدة حتى فتح الله ـ ولله الحمد ـ وتصدر للتدريس من صغره في الفنون.. فتح الشكور...149 حقاً إن ادعى ابن أم كلثوم دعواه: إذا بلغ الرضيع فينا فطــــــــاماً**تخر له الجبابرة ساجـــــــــدينا فإن السوقيين نالوا أصدق معانيه حقاً في العلوم الإسلامية الشريفة، ما يبلغ به الأمر أن يعتلي الطفل السوقي الكريم بالعلم عرش تدريس العلوم والفنون في صغره قبل البلوغ، وهي من المناقب المتوارثة جيلا جيلا، إلى وقت قريب، وما زال أمل ذلك بارقاً في الطفل السوقي إلى حين كتابة هذه الأحرف ـ ولله الحمد. لا تفرحن بتبرع ابني زيننا**بصوابه من قبل رشد يؤنس كما قيل في بعض من أدركناهم شيخي الشيخ العلامة زين الدين الإدريسي السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله... قلت: ومما يذكر من تلك المنن الباهرات، في حق بعض أهل عصرنا ما صرح الدكتور محمد سعيد القشاط ، حين قال في مناسبة ما في عاصمة الثقافات ـ الرياض ـ لها مناسبة تذكر في موضعها ـ بإذن الله ـ فقال ما جوهر درره، أن قال: عجباً من أمر السوقيين في التبحر في العلوم الإسلامية، وتصدرهم فيها، أن كنت تلميذاً لأعيانهم هناك ـ أي: في صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق ـ أيام كنت في جمع مادة الرسالة العلمية: الطوارق عرب الصحراء. وأنا اليوم تلميذ لشبابهم هنا.. وذلك حين عاين هو وغيره من الشخصيات العلمية الحاضرة من الدكاترة وغيرهم شيئاً من مهارات شباب السوقيين في ضروب من العلم والأدب والثقافة متميزة، ما جعله يستغرب تمتعهم بتلك المقامات العلمية الجليلة الملاحظة في عدد من مستوى من في سنهم. يا سليلي الكرام أنتم حمــــــــــــاة**ووعاة فعوا عهود اليـــــــــراعة
كما وصاهم به أحد سلفهم الأعلام الكرام الشيخ العلامة السلفي إغلس الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله رحمة واسعة. الدرة الخامسة: ما تتمتع به قبائل السوقيين من التفنن في العلوم على مختلف قبائلهم التي منها قبيلة: بوجبيها. فبوجبيها قبيلة من قبائل السوقيين، كما هو معروف عندنا وعندهم، بل وعند غيرنا كما في نقل البرتلي السابق الذكر. فنقول كما قلنا في الإشارة إلى قبيلة إروان السوقية، من أنه نرجو أن يمد في العمر بخير حتى نتمكن من زيارة قبائل السوقيين قبيلة قبيلة اللاتي منها قبيلتي بوجبيها وإروان، لنسلط الضوء على تاريخهما الجميل المناقب، الجليل المراتب... هذا ومما يذكر ويشكر للأستاذ الفاضل الأديب السوقي الخرجي النبيه الأريب ما قاله لي فيما نحن بصدده، أن أفادني بحديثه العزيز الصحيح كما في قوله: إذا مر عليك في الكتب نسب: الجبيهي، فاعلم أنه نسبة إلى: بوجبيها. وكانت تلك الإفادة المشكورة أتحفني بها ليلة الجمعة البارحة 9/11/1432هـ في منزله الكريم في الخرج، حين زرته فزارني الفضل والكرم، على موائد المحبة والمودة ولأنس، فضلاً عن كرم الضيافة من موائد الحيس، كأن أضلاع مشوي ذبحها أضلاع عجل ثمين حنيذ، ونحن في جو سعادة أخوي متينة ـ اللهم زد وبارك ـ إذا نحن بالشيخ الفاضل نجل الشيوخ الكرماء الأفاضل الأستاذ، ذلكم الشيخ عبد الأول نجل العلامة المحدث أحد أسلافنا البدور الأعلام الشيخ حماد الأنصاري ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف. فازداد الأنس في أبدع معانيه، وانتقل بنا الحديث إلى الاستماع الشيق بما شنف مسامعنا به الشيخ أبو عبد الرحمن السوقي الخرجي، حين قرأ علينا بعض قصائد السوقيين، من ديوان الأدب ـ كتابه الذي هو كاسمه ـ: أنوار الشروق على بعض شعر شعراء أهل السوق. فكان مما شنف به مسامعنا قصيدة الشيخ العلامة السلفي إغلس بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المَرْسِي، في رثاء الشيخ العلامة العلم الداعية السلفي عبد الله بن المحمود الأدرعي السوقي التِّيسِي ـ رحمهما الله رحمة واسعة ـ والقصيدة طويلة منها قوله: إن كنت أسلو فلن أسلو حياتي عن**قوت الفؤاد بَلالي نَهلتي عَللي إنسان عيني روحي أستريح به**وفي مريئي مثل الراح والعـــسل من أرضعته لبان المجد في صغر**عناية الله لم يطـــــبع على خلل بالمجد حنك لم يجرع تكالــــــــفه**بعد البلوغ فلن يلجأ إلى مــــلل وراودته المعالي قبل نشـــــــــأته**عن نفسه فرآها أول العــــــمل وساعدته مساعي النجح تقـــــذفه**حتى انتهى لجوار سيد الرسل هناك عاين إيقانا بــــــــــــــلا نبأ**عين الشريعة بالتفصيل والجمل دعجا الحقيقة تقذي كلما طرفت**زرق الأباطل في سهل وفي جبل الجود إن كان علقاً فهو جوهره**والعلم بحرا عميقا فهو عم وسل وهذا وقد مازج ذلك الجو الجميل الماتع بحديث في جلالة تاريخ السوقيين، لأنه تاريخ علم متنوع الفنون، فعاب الجميع ما أصيب هذا التاريخ من عدم الجمع له قديماً بل حديثاً، فكل أدلى بدلو من الاقتراحات النيرة التي منها قول الشيخ عبد الأول ـ حفظه الله ـ لو اجتهد في تصنيف كتاب مستقل بعنوان: فضائل السوقيين. فقلت له موافقة: إن لابن حزم كتابا باسم: فضائل أهل الأندلس. وهو كتاب تناول مآثر علمائها ممن تقدم ابن حزم، ومن كان من أهل عصره ـ رحمهم الله. فمضى في حديثه أي: الشيخ عبد الأول الشيق قائلا: ما كنت أعلم أن أحداً يستنكر اللقب السوقي إلاّ في وقت قريب جدا، قال ذلك في معرض عدم استساغته ذلك الإنكار... ثم مضى الحديث بنا إلى أهمية الكتابة في تراجم علماء السوقيين القدماء منهم والمتأخرين.. فكان مما أفادنا به ما صدر من ترجمة الشيخ العلامة العلم الشهير أبو بكر التمبكتي، ضمن تراجم قام بها طالب علم تشادي ـ شكر الله له. وكان هذا العلم من علماء السوقيين المشرقيين الأعلام الذين لم ينالوا ما يستحقون من الذكر الجميل في معرض التراجم في مصنفات المشارقة، اللهم سوى ذكر يسير جدا. ومثله في الذين قصر في حقهم الشيخ الداعية السلفي الجبل الشامخ عبد الله المدني ـ رحمه الله ـ الآنف الذكر الذي من فضل الله على الأجيال ترجمة الشيخ العلامة حماد الأنصاري له المضمنة في كتاب الجموع لجليسنا الكريم الشيخ عبد الأول ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف. قلت: فمما لا شك فيه أنه ما تجرأ من تجرأ على النيل من السوقيين إلاّ جهله المطبق لتاريخهم العلمي الجليل، أو لتجاهله لفضائلهم ودورهم العلمي التاريخي القديم والحديث الجميل. ولست براضي الجهل خدنا وصاحبا**ولكنـــني أرضى به حـــــــين أحرج |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 10-10-2011 الساعة 09:34 AM
![]() |
![]() |
#3 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]()
وفاته ـ رحمه الله تعالى:
إن هذا العلم توفي ـ رحمه الله ـ عام 1929م. وكانت وفاته في موطنه بانقيل، ودفن في مقبرة بانقيل، وهو من رعيلها الأول ـ رحمهم الله جميعاً. لأن القبيلة بأسرها ما انتقلت من شرق نهر الجير إلى غربه إلاّ زمن دخول النصارى الغزاة صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق. فائدة لطيفة: وهي ما أتحفنا به كمداخلة كريمة ربيعة الرأي شيخي المؤرخ عبد الله الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله: أن جلّ قبائل السوقيين اللاتي انتقلت من شرق النهر إلى غربه، كان ذلك زمن دخول النصارى الغزاة صحراء أسياد الصحراء.. قلت: من براهين شواهده الساطعة انتقال هذه القبيلة المكرمة إلى موطنها الحالي غرب النهر بانقيل.. هذا وكانت من عادة قبائل السوقيين اتخاذ القبيلة مكاناً خاصاً للمقبرة كغيرها من الأمم، إلاّ أن مقابر السوقيين من لدن مدينة السوق إلى وقت قريب، مع عدم انقراضه تماماً، أنهم ينقشون أسماء المقبور على نوع من الأحجار المتسعة لمثل نوع تلك الكتابات، وأحياناً يزاد في المكتوب تاريخ وفاة المقبور، وفي بعضها تصدر بآت من الذكر الحكيم... كما يوجد ذلك في الكثير لأعيان مقابر مدينة سوق العلم الكبير، كما وقفت عليها أنا وجمع من أبنائها الأبرار، وقد صورنا كثيراً من ذلك، من ضمن نشاطات تلك الرحلة التاريخية من أبناء مدينة السوق إليها، المقيدة دررها في أرجوزة الرحلة المنشور جزء كبير منها في منتديات مدينتها.. وكنت ممن يعتني بزيارة مقابر السوقيين الشهيرة لأجل الوقوف على الأسماء المنقوشة على أحجارها، لفوائد تاريخية منها: · معرفة أسماء كثير من أربابها أعيان وعلماء القبيلة نفسها، ومن في معناهم من طلبة العلم. · الوقوف على أسماء بعض الأعيان من قبائل السوقيين الأخرى الشقيقة، الذين وافاهم الأجل في الزيارات الرحمية الكريمة، كما وجدت نموذجاً من ذلك في مقبرة: كَلْ وامي ـ المسمات: تِينَ الخير. وهي زيارة مصورة، كما زرت مقبرة: كَلْ تنغاكل ـ المسمات: دَبْدَبا. المصورة زيارتها.. على ضوء تصويرنا مقابر مدينة السوق، ومقبرة كَلْ: جُنْهان، ومقبرة الشيخ العلم الشهير محمد بن يوسف ـ إدَ إينْ تَكَرَنات ـ رحم السلف وبارك في الخلف. قلت: وفي الترجمة الخاصة بهذه القبيلة المكرمة، تحت عنوان: مهارات النحات في تطريز الديباج بمناقب ومآثر كَلْ تَكَرَنات. عندها تفتح قوارير المسك عن بعض أسماء الأعيان المدفونين في مقبرة الشيخ محمد بن يوسف العلم الشهير، وكل ذلك سيأتي ـ بإذن الله العلي القدير، نقلاً عن أحد الأعيان من القبيلة نفسها أحد رموز منطقة: أَكْرَنْبَيْنَتْ. ولكن القارئ الكريم صبراً جميلاً، إذ الترجمة الكريمة لعلها تتأخر نوعا ما، لأن عمدتي فيها وعدني زيادات، ولعل الرحلة المقبلة ـ بإذن الله ـ إلى هذه القبيلة المكرمة للظفر بتلك الزيادات، حينها نمتعكم بدررها الحسان، متاعاً حسناً ـ بإذن من بيده ملكوت كل شيء. ولعل القارئ المنصف ساعتها يقول كقول القائل: قدني من نصر الخبيبين قدي. هذا وما أحسن ما نستصبر به أنفسنا فيما نحن بصدده بقول القائل: ولم أر في عيوب الناس عيبـــــاً**من نقص القادرين على التمــــــام ورجوعاً إلى ترصيع ذكرى أسماء المقابر السوقية ـ رحم الله المستقدمين منهم والمسأخرين ـ أني لما كان الوقت عليّ ضيقاً جداً لظروف وقت الأمطار لم يسعفني الوقت بمشيئة الله النافذة أن أزور تلك المقبرة المسمات: مقبرة بانقيل. الزيارة التاريخية لمقبرة الجنششيين الجديدة، ولي نية بزيارتها وزيارة مقبرة موطنهم الأصيل: جنشش.. وأرجو هذه الزيارة التاريخية الآثارية أن تبلغ بقية مواطن المقبارات السوقية، لنظفر بمزيد من أسماء أربابها كي نمد الأجيال بسفر خاص تحت عنوان: إتحاف الأكابر بمعجم أسماء أعيان السوقيين المنقوشة على المقابر. إن شاء من بيده ملكوت كل شيء: وما ذلك على الله بعزيز. وهو رجائي نعم المولى ونعم النصير. فائدة توحيدية: هذا ومن أعمال الشــــــــرك**من غير ما تردد أو شـــك ما يقصد الجهال من تعظيم ما**لم يأذن الله بأن يعــــظما ثم الزيارة على أقســــــــــــام**ثلاثة يا أمة الإســــــــلام فإن نوى الزائر فيما أضمره**في نفسه تذكرة بالآخـــرة ثم الدعا له وللأمــــــــوات**بالعفو والصفح عن الزلات ولم يكن شد الرحال نحوها**ولم يقل هجرا كقول السفها فتلك سنة أتت صريحــــــة**في السنن المثبتة الصحيحة أو قصد الدعاء والتوسلا**بهم إلى الرحمن جل وعـــلى فبدعة محدثة ضلالــــــة**بعيدة عن هدي ذي الرسـالة وإن دعا المقبور نفسه فقد**أشرك بالله العظيم وجــحد لن يقبل الله تعالى منــــــه**صرفا ولا عدلا فيعفو عنـه إذ كل ذنب موشك الغفران**إلاّ اتخاذ الند للرحـــــــــمن معارج القبول بشرح سلم الوصول...ص412- 421. ط: مؤسسة الريان. وهي من المنظومات في التوحيد السليم النفيسة، وشرحه للناظم نفسه من أنفس شروحات كتب التوحيد على نهج السلف الصالح الرضي، فأوصي نفسي وجميع القراء بمطالعته واقتنائه، فهو من الكتب التي تناولها قول القائل: الحمد لله الذي قد نــــــدبا**لكي نميز البيع عن لبس الربا ومنّ للمؤلفين الكتـــــــــبا**تكشف عن الفؤاد الحــــــجبا إذا حجـــاب دون ضــــــــــــربا
|
![]() |
![]() |
#4 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() ذريته ـ رحمه الله: إن المترجم له زرق من الذرية الكريمة من يذكر من أعيان القبيلة المكرمة.
· السيد الشريف محمد · السيد الشريف سيدي محمد. وأما السيد الشريف محمد ـ رحمه الله. فمن ذريته: الأخ الشريف الكريم محمد المحمود المعروف لدينا، القاطن في إنْتَهَقا الآن ـ حفظه الله. فهو ممن عرفناه بالعشرة الطيبة، والمودة الجليلة خاصة لأهل قرابته السوقيين، وكان منزله لأطيافهم منزل أنس ومحبة، بل لغيرهم كذلك لما يتمتع به من الفضل والكرم. ذلك أيام كان في الرياض ـ عاصمة المملكة العربية السعودية ـ حرسها الله من كيد الكائدين. وأما السيد الشريف سيدي محمد ـ رحمه الله. فمن ذريته: الأخ الشريف الكريم عمر، وهو الآن عند حي الشيخ الشهير محمد بن هتاهتا السوقي الجنششي الأنصاري في طلب العلم ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف. قلت: إن الأستاذ عمر ـ حفظه الله ـ ليذكر صنيعه الموروث في طلب العلم قول من قال: لسنا وإن كرمت أوائلـــــــــــنا**يوماً على الأحساب نتكل نبني كما كانت أوائلـــــــــــــنا**تبني ونفعل مثل ما فعلوا هذا ومن نظر في اهتمام أجيال السوقيين قدماً في طلب العلم ـ والأمل بارق في خلفهم ـ والتفاني في التفنن فيه لينهل من إرث الأنبياء الكبير العظيم منهلا يجعله بحراً ذاخراً، بعد جهد جهيد، كما يوضحه لنا قول أحد أسلاهم الحميد: وكم رعى نجوم ليل وارتقب**ما ذاك إلاّ في خصائص العرب وكم طوى أحشاءه على سغب**وذاك من تأدابه على الطلب وكم مداد قد ألاق وكــــــــــتب**وكم يراع شجه وكم قصـــب فلذلك تجد الفتى السوقي تقذفه قاذفات الاجتهاد ـ بعد مشيئة الله النافذة ـ إلى يم العلوم فيصبح إحدى جواريه المنشئات في بحر الفنون كالأعلام. فضلاً أن يرضى الأجيال النجباء، بالتخلي عن العلم وفنونه لغرض من أغراض الدنيا الدنية. إذ وما حسدنا حاسدنا إلاّ لتصدر آل سوق العلم الكبير في العلم قديماً وحديثاً. أورد البرتلي ما من مفاخر آل السوق قوله: الفقيه سيدي الأمين بن الحبيب الجكني ـ رحمهم الله تعالى ـ كان شيخاً عالماً فقيها فاضلاً..: أخذ القراءات السبع عن الشيخ العالم الصالح التقي سيدي أحمد بن البشير الكلسوكي ـ السوقي ـ وأجازه ـ رحمه الله. فتح الشكور..ص69 أتعلمون يا أبناء مدينة سوق العلم أنه مما اشتهر في فطر الشناقطة قولهم: العلم جَكَنِيٌّ. من تصدر الجكنيين فيه وتربعهم على عرشه في أفقهم. أو تعلمون ـ معشر السوقيين أنه مما اشتهر في أفقكم ما قاله الشيخ الكبير الكنتي عنكم: وحرفتكم نشر العلوم كما يدرى. أو لم يكن سلفكم العالم الصالح التقي هو الذي نشر علم القراءات السبع على جو هذا العالم الجكني، المتوفى سنة 1108هـ لما التقى هذان العالمان العلمان التقاء الساكنين... ألم تر السوقي البار بسلفه وخلفه، كيف نثر الدر المكنون، من الدر المصون ـ القراءات السبع ـ هذه هي المناقب، بل ومن أغلاها: هي بحر غُص على حليـــــــــــــــــتها**فلآلي البحر ليست تنحــــــــــــــــصر هذا ومعلوم ما في علم القراءات من جلالة قدر العالم به، لما ينبغي أن يتمتع به صاحبها من التفنن في العلوم خاصة علوم اللغة، ليكون قادراً توجيه أيّ حرف منها، كقوله تعالى: وعبقري حسان. وقرئ: وعباقري حسان. أورد القرطبي ـ رحمه الله ـ ما ملخصه: قال الجوهري: العبقري موضع تزعم العرب أنه من أرض الجن.. ثم نسبوا إليه كل شيء يعجبون من حذقه، وجودة صنعته، وقوته.. ثم خاطبهم الله بما تعارفوه، فقال: وعبقري حسان. وقرأه بعضهم: عباقري. وهو خطأ لأن المنسوب لا يجمع على نسبته. وقال قطرب: ليس بمنسوب، وهو مثل: كرسيّ، وكراسيّ، وبُختيّ، وبَخاتيّ. الجامع لأحكام القرآن 17/192-193. أو تظن أنت القارئ الكريم أن تمر على طالب العلم تلك القراءات المشحونة بكنوز من درر العلم، لم يستخرج يواقيتها لدى من يتلقى علمها لديه من العلماء، فضلاً بمواقف عالم فذ بعالم فذ كل يحدد مستوى صاحبه عبر ميزان علمي دقيق رصين.. لذا من لم يغبطكم يا آل سوق المجوهرات العلمية النفيسة بسلفكم الجليل البار بكم إن عرفكم، إن كان من أهل العلم الصالحين؟؟؟ أو يحسدكم ـ إن عرفكم ـ ظلماً وعدوانا إن كان من أهل الجهل الطالحين. قوم إذا ما حج عيسى حــــــــــــــجوا**وكلــهم حجـــــــهمٌ معـــــــوج فيظل عيساهم تارة يقلل من شأن منقبة فضيلة العلم... كضرائر الحسناء قلنا لها**حســــــــــــداً إنك لذميمـــــــة أو كما قال القائل. وحيناً آخر يرفع من شأن الجهالة وجهل الجاهلية ليزهد عن العلم ضعفة العقول ظناً أن في آل سوق العلم والدهاء سفهاء الأحلام، المكشوف اللثام عن ضيعة أدبهم ـ والعياذ بالله. إذ المجد القديم توارثــــــــــــــــته**بُناة السوء أو شك أن يضــــــيعا ولم يعلم أن السيف سبق العزل ـ ولله الحمد ـ كما قيل في المثل المشهور به الممثل. إذ جل أجيال السوقيين البررة ـ ولله الحمد ـ يتسربلون في العلوم قبل أن يجب على مثلهم ستر العورة المغلظة، من شدة صغرهم، كما قال أحد آبائهم ـ آباء صدق، وكان طفلا: ثيابنا إعرابـــــــــنا هــــــــــــــــذان**وإن هــــذان لساحــــــــران وكان ذاك في يوم عيد، متغرباً في طلب العلم مع صغر سنه، المبين صغر ذلك السن في قول أحد آبائهم ـ آباء صدق، وكان أيضاً طفلا: بتعلمي طفلاً لدى خالي الوسط**وتأدبي استغنيت عن خال الوسط هذا ولقد سررت غاية السرور بخبر الأخ الشريف عمر حفيد المترجم له في طلبه للعلم، ومضيه قدما في سيرة سلفنا العلمية، ليبرهن للدهر، أن هم الفتى السوقي هو طلب العلم الذي هو مجد سلفه، بل هو ورث الأنبياء المعظم. ليكون هو أيضاً أحد آباء الصدق لمن بعده من أجياله ـ حقق الله ذلك بعلم نافع. ورثنا المجد عن آباء صـــــــــدق**أسأنا في ديـــــــارهم الصنـــــيعا قلت: ليس في خير الأمة مثل السوء، فليكن الطفل السوقي دائماً مجتهداً في طلب العلم والتفنن فيه بغض النظر عن ميراثه العظيم العتيق القديم على نحو معاني ما قاله القائل: ولست أبالي بعد إدراك العــــــــلا**أكان تراثاً ما تنــــاولت أو كسبا ليدرك هو العلا، كما أدركها سلفه الكريم، لأن سلفه بالفعل نالوا في العلوم المقامات العلا. وإياكم وإياي من الزهد عن العلم، والرغبة عنه ، وطلب المجد من غيره، فإنكم ـ معشر السوقيين ما حسدتم إلاّ من أجل العلم، وما فضلتهم عن غيركم من السادات فضلاً عمن سواهم إلاّ بالعلم، فلا تستبدلوا الأعلى بالذي هو أدنى. ما يحسد المرء إلاّ من فضائله**بالعلم والحلم أو بالبأس والجــــود وكل ذلك ـ والحمد لله ـ نلتم فيها المقامات العزيزة الجليلة المحمودة نقلاً وعقلا. هذا ومما يحاط به علماً أن من حب آل سوق العلم الكبير للعلم الكبير، أن بغزارته لدى آحادهم يقع التفاضل، ليتبين المفضل عندهم بالأجل علما، مهما اتصلت بهم قرابة المتفاضلين الجليلين بمقامات العلم الكبار، كما قال البرتلي في ترجمة: الشيخ حم بن أحمد السوقي..: وكانت السوقيون تفضله على أخيه محمد أحمد في العلوم.. فتح الشكور...ص94 ما زكى تفاح لبنان عــــــــلى**حسك السعدان في ذوق مَـذِر هكذا في نظر الأعشى استوى**زهر روض وهشيم المحتظر |
![]() |
![]() |
#5 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]()
ترجمة الشيخ العلامة آحمدْ الملقب إسَنْقَدْ الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله.
توطئة:
هذا ومن القواعد المسلمة، نقلاً وعقلاً، قولهم: ما لا يدرك كله، لا يترك جله. المشفوعة بالمأثور عن من رحم الله قائله: رحم الله من انتهى إلى ما سمع. أو كما قال، قلت: هذا الأثر وما قبله، مما أستأنس به فيما نحن بصدده، وما في معناه، لأنني على علم تام أني ما أدركت من آثار علمية جليلة، ومآثر السوقيين الكبار الحسان الجميلة، ما هو إلاّ من نزر النزر اليسير، الذي لولا أنه في معنى المعروف الجميل، لاحتقرت نقله في حق آل سوق العلم الغزير، جيلاً جيلاً ـ ولله الحمد والمنة ـ رحماك يا أرحم الراحمين: نزف البكاء دموع عينك فاستعر**عينا لغيرك دمعها مدرار من ذا يعيرك عينه تبكي بها**أرأيت عيناً للبكاء تعـــــــــار وعلى كل حال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله. فإن كان في التاريخ من عانده الزمان، فأنا من العاندين له، لكوني أعانده في واقع حال أربابه من آل السوق الجميل بنقله، لقول الشرع الحكيم: لا تحقرن من المعروف شيئاً. هذا وصدق الله العظيم القائل ـ:ومن أصدق من الله قيلاً ـ: فاتقوا الله ما استطعتم. والآن آن لنا الشروع في ترجمة هذا العلم: الشيخ العلامة آحمدْ الملقب إسَنْقَدْ الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله. ولادته: إنه ـ رحمه الله ـ ولد عام 1912م تقريباً، إذ قدره لي المنقول عنه شيخي المؤرخ رتبة ـ حفظه الله ـ بتأسيس محافظة تغارسوت... الذي حدده بتأسيس تغارست، سنة 1912ميلادية. فيحتمل أنه ـ رحمه الله ـ ممن الرعيل الأول في القبيلة الذين ولدوا في موطنهم الجديد ـ بانقيل. وقد يكون من أواخر من ولد فيها شرق النهر، حسب تاريخ نزولهم منزلهم الجديد غرب النهر، كما تقدم بيان تزامن ذلك بدخول النصارى الغزاة الظلمة، المدعو عليهم بدعاء نوح ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم: رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا. فإنهم قد طغوا طغياناً كبيرا، وعثوا في الأرض فسادا، يا من لا يتضرع إلاّ بين يديه ـ وحده ـ بدعاء: أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، عزة للإسلام والمسلمين ـ يا سميع الدعاء. شيوخه: هذا ومن تأمل ميل آل السوق إلى العلم ميلاً عظيماً، يقدر لعلمائهم عصراً عصراً أثنى المقامات في فنون العلم، دراسة، ودراية، ورواية، ومساهمة فيه نظماً ونثرا، وبذلاً سخياً لطلاب العلم في تعليم أهل أفقهم، وإن لم يدون ذلك كما ينبغي، فإن ما أثر في ذلك في كتب التاريخ في المشرق والمغرب، ليقال عمن لم يدون له أثر مقالة النحاة: المقدر كالثابت. بل وقد يرزق من لم تدون آثاره أجل المآثر، بالنسبة لمن أثر له شيء من الآثار، لأن فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. إذ الذي دون له شيء من مآثره، ربما من أسبابه أن قطره ممن له حظ بمن دون لهم بعض آثارهم، كما يقع لكثير من الأعيان المدونة مآثرهم... دون من لم يتناولهم الذكر التاريخي العطر لهم لا جملة، لا تفصيلا، هذا أمر. وأمر آخر: هو ما من شواهده في معرض الأمثال النيرات، ما حرمته كثير من قبائل السوقيين من الذكر التاريخي المدون، التي منها: قبيلة تنغاكل، التي لا يجهل من يعرف أهل العلم في أفقهم، ما تتمتع من مقامات نادرة في جلالة القدر العلمي وفضائله، التي يكفي في ضرب أروع الأمثلة ما هو معروف من المتواتر المستفاض من مآثرهم الجليلة التي منها: قول الشيخ العلامة عبد العزيز ـ بوجل ـ السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله ـ حين سئل عن عمود نسبهم، فقال ـ تورية ـ: نحن أبناء عم أهل البصرة والكوفة. أي: مثلنا لا يهمه حيازة أي نسب بعد حيازتهم نسب العلم الشريف، فيكفيهم من شرافة النسب وجلالته بلوغ المقامات العلمية العلية، التي منها: أن صار نسب قرابتهم خاصة في علوم الآلة أن بلغ حالهم أن صاروا أبناء عم البصريين والكوفيين. في بلوغ الدرجة العالية التي يتربع على عرشها فطاحلة علم النحو في البصرة والكوفة، فلا يحتاجون إلى رفع نسب، مادام نسبهم العلمي بلغت نسبته المقامات الأسنى. قلت: وقد صدق الشيخ العلامة بوجل ـ رحمه الله ـ إذ كأن القائل ما عنى إلاّ دعواه بقوله: وليس يصح في الأذهان شـــــــــيء**إذا احتاج النهار إلى دلـــــــيل كما سيأتي ذلك منقولاً ـ بإذن الله ـ عن شيخي عمدتي المؤرخ في كتاب: نشر رياحين العهد المبرم.... وهو كنز ثمين بتاريخ أهله، وتاريخ قبيلة تنغاكل، إذ كثير من مآثر تنغاكل لم أفق عليها وقوفي فيه من قبل. قلت: ومع ذلك فقبائل السوقيين حرم كثير منها من يدون لها مآثرها الجليلة في ميزان المحاسن العلمية الكثيرة الحسان. فعوداً على ذي بدء، فإن شيوخ المترجم له ـ رحمهم الله جميعاً ـ منهم: ** الشيخ العلامة الحسن بن عيسى السابق الذكر الإدريسي السوقي الجنششي ـ رحمه الله. كما تقدم في مسرد طلابه النجباء الكرام. ** الشيخ العلامة اليسير بن فُنْكَلا السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله. قرأ عليه: النحو، والفقه، وجمع الجوامع. ** الشيخ العلامة أمسسر بن محمد بن خَلَكّدي السوقي التغاكلي ـ رحمه الله. قرأ عليه: فن النحو. قلت: إن الشيخ العلامة أمسسر التنغاكلي ـ رحمه الله ـ من جبال العلم الراسيات في عصره، عصر الدرر الغاليات، ولقد اجتهدت في معرفة زيادة من الدرر التاريخية المتعلقة به ـ رحمه الله ـ التي منها معرفة مزيد من أسمائه، فلم أحصل عليها، إلاّ عند شيخي في كتاب: نشر رياحين العهد المبرم... فهو شيخ مؤرخ حافظ لدرر تنغاكلية، التي منها الظفر باسم والد الشيخ العلامة أمسسر، وجده ـ رحمهم الله ـ كما تقدم آنفا. الذي لما طلبت من شيخي ربيعة الرأي عبد الله الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله ـ أن يبحث عن اسم والد الشيخ أمسسر ـ رحمهما الله ـ سأل عنه الشيخ الشهير عياض بن محمدُ بن أحمدّى السوقي التنغاكلي ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف. فقال له، ما معناه: أن سبب عدم معرفة كثير من الناس باسم والد الشيخ أمسسر ـ رحمهما الله ـ أن والده توفي يوم تسمية الشيخ أمسسر نفسه ـ وكان مقبلاً بمتطلبات تسميته الكريمة ـ فتوفي في نهر النيجر قرب مدينة قاوى، إذ غرق به وبمن معه القارب.. فتربى الشيخ أمسسر تربية يتيم كريم بلغ به الإكرام أن صار اسم والده لا يذكر في صغره لكي لا يسمع الخبر فيتأثر بالخبر المؤلم. ثم بعد ذلك اعتاد الناس الاكتفاء بذكر اسمه فقط، في معرض المخاطبة من النداء، وما في معناه، بعد أن شب إلى أن توفي ـ رحمه الله. قلت: ثم مضيت في البحث عنه، حتى ظفرت باسم والده واسم جده، عند شيخي عمدتي في: نشر الرياحين... وسيأتي ذلك والمزيد فيه إذا بلغه سلطان النقل ـ بإذن من بيده ملكوت كل شيء. شكى إليّ جملي طولى الســـــــــرى**صبراً جميلاً فكلانا مبــــــــــتلى |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|