اول من حمل الاسلام إلى تادامكة

انتباه، الفتح في نافذة جديدة. PDFطباعةإرسال إلى صديق


يختلف علماء البلد في وصول الإسلام إليها في القرن الأول وإنما تعددت الأقوال في أول من حمل إليها بشائر الهـــــدى ومشاعل الإيمان.
فهل هو عن طريق عقبة بن عامر القرشي كما في بعض الروايات التي بين العلامة الشيخ العتيق الإدريسي السوقي خطأها من جهتين : الأولى وهي مسلمة أن عقبة بن عامر جهني لا قرشي والأخرى أنه لم يتجاوز القيروان بأرض تونس ثم إنه لم يعرف من قادة الفتح المغربي .

 


ويقابلها نقل يروى عن أبي الحسن الصغيّر في شرحه على البراذ عي يفيد أن المدينة افتتحت على يد الفاتح الشهير عقبة بن نافع الفهري وهي إذذاك مدينة عظيمة يتبعها خلق لا يحصى كثرة فأقام بها ريثما وطدها وبنى بها مساجد وحفر بها آبارا ...............ثم غادرها وخلف بها جماعة من الصحابة مهاجرين وأنصارا فاستوطنوها وأعقبوا فيها ذرية طيبة ...
 وزعم صاحب هذا النقل أن بها قبورهم والرواية كما تراها مليئة بالأخطاء وقد تولى الشيخ العتيق استقراءها وملاحقتها بالتعقيب والتوهين في عدة صفحات من الجوهر الثمين في صحراء الملثمين وتخلص إلى أن جميع مافي هذا النقل من خبر عن السوق وولاتة إلى ما فيه من التخليط إنما عرف لبلاد القيروان فلعل المنقول عنه أولا أسند ذلك إلى القيروان فهي أولى به وأضاف أن السوق  حينذاك من أعماله (القيروان) فاختلط الأمر على الناقل فنسب للسوق ما يعرف للقيروان من نزول الصحابة فيه وبناء المساجد وبقاء ذراريهم ثم إلى قتل كسيلة لعقبة بن نافع..إلخ ووجه استناد فتح السوق إليه بأنه فتح بلادا تشتد العلاقة بينها وبين أرض السوق مثل القيروان وغدامس وكوار (بيلما) حدود ما عرف أخيرا بجمهورية النيجر  مع ليبيا- وبلاد هوار (أهكار)فلما عم الإسلام هذه البلاد تلقاه إخوتهم المتصلون بهم من أهل السوق رغبة وطواعية فنسب إسلام الجميع إلى عقبة الذي هو السبب الأول فيه.فقد انتهى في فتحه الأول إلى أعماق الصحراء وفي الثاني إلى المأهول من إفريقية وحتى المحيط.
الرواية الثالثة وهي منسوبة إلى أشياخ البلد ونقلها محمد بن عال عن الشيخ كلاس من آل (إدرفن) أن إسلامهم بواسطة جيش بعثه عمر بن عبد العزيز إلى المغرب لم يسم فيه قائد الجيش ولا تأريخه وهو محتمل للصحة أكثر من سابقه على رأي الشيخ استئناسا بأن عمر بن عبد العزيز لما تولى الخلافة سنة 99هـ ولى إسماعيل بن عبيد الله على حرب المغرب وخراجه في شهر المحرم سنة 100هـ وحمد البربر سيرته فلم يبق منهم أحد إلا دخل الإسلام وخلص إلى أن الصواب عنده في إسلام بلد السوق أنه قديم في القرن الأول وبذلك تواترت النقول التي بأيديهم وإن تنوعت في تعيين طريق وصوله بالتحديد فإن الطرق التي انتشر بها الإسلام في بلاد البربر عديدة إما بالفتوح أو عن طريق التلقف من الإخوان طوعا أو على أيدي الدعاة الناشرين للإسلام والفقه والعربية.إهـ