|
||||||
| منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
|
آثاره ـ رحمه الله: إن العالم يعظم على الأجيال مقامه الإرث النبوي، لا سيما إذا ترك لهم أثارة من علم نافع..
وكان صاحب الترجمة من العلماء الذين رزقوا التبحر في العلم، ما جعل النفس تتطلع لآثاره العلمية التي تفتخر العصور بالوقوف على مثلها رجاء الاستفادة منها.. لذا فإن المترجم له ترك بعض درر الآثار العلمية المنثورة والمنظومة. فكان مما أتحفنا به التاريخ من آثار المترجم له ما يلي: *- قصائد من بينها مرثيات. ومن الجدير بالاهتمام الاهتمام مثل هذه القصائد المرثية، لغلبة الظن أنها قيلت في شخصيات بارزة في المنطقة، من العلماء، وسادات عصره. *- رسائل في مسائل فقهية. قلت إن هذه الرسائل الفقهية هي مظنة كبيرة في كشف اللثام عن بعض النوازل في أفق صحرائنا الغالية، وهي محل إفادة فقهاء المنطقة عصراً عصرا. *- قصيدة مدح فيها الثورة الطارقية الأولى، ونوه بها وبما يتعلق بها من آمال سعيدة كبيرة، لا سيما إذا بقيت على سيرتها الأولى. قلت، ومن هنا وقفتان: الوقفة الأولى: بُعد نظرة المجتمع البارة في أبنائه إذا اتسمت فيهم نجابة سلفهم الكريمة، أن ينظر إليهم بعين النفع العام، ودفع السوء عن الخواص والعوام. فلذا ينبغي لكل جهة ظهر لهم باب الفضل العظيم أن يوصلوه إلى مجتمعات أفوقهم بغض النظر عن ألوانهم، واختلاف ألسنتهم، خاصة الشعب المسلم الشقيق المعصوم الدم والمال والعرض... الوقفة الثانية: بيان شيء من لمحة تاريخ الثورات، وأسبابها البغيضة، وهي: أن الحركات المصطلح عليها بالثورات، هي من مخلفات الاستعمارات الغربية، خاصة في بلدان المجتمعات الإسلامية الأخوية. وعن منكرات الاستعمار خاصة في أفق إفريقيا، يقول الدكتور زاهر رياض، في كتابه: إستعمار إفريقيا: ((الاستعمار قديم قدم المجتمع، وهو كائن طالما هناك دول ضعيفة تملك شيئاً ما، ودول قوية لا تملك هذا الشيء، وتود أن تستولي عليه.. وعلى هذا فإن استعمار إفريقيا بواسطة الدول الأوروبية قد بدأ منذ القرن الخامس عشر حين قدمتها أساطيل هذه الحكومات، وأقامت فيها الحصون والمراكز التجارية من أجل تجارة الرقيق، ولو أن هذا القدوم لم يصاحبه استغلال للأرض، بل صحبه فقط استغلال للسكان، على ما جرى العمل في تجارة الرقيق. وإذا كانت تجارة الرقيق قد خمدت بعض الشيء، حتى انتهى أمرها في منتصف القرن التاسع عشر، فإن استغلال الأرض والسكان لم يتوقف، بل بدأ بواسطة الشركات التجارية لفترة قصيرة، لا تتجاوز عشرات السنين، لتبدأ خطوة جديدة، هي دخول الحكومات الأوروبية دخولاً صريحاً، ترتب عليه استغلال أرضها وسكانها لصالح الدولة صاحبة السيادة)). انتهى الغرض من النقل صفحة 5-8. الناشر: الدار القومية للطباعة والنشر ـ القاهرة 1384هـ 1965م. قلت:بهذا يعلم أن الحركات الثورية لا سيما في القرون المتأخرة، هي من آثار الاستعمار الغربي لبلاد المسلمين، لأن الاستعمار أقذر مدرسة من مدارس القهر البشري، واستذلال الغير والغطرسة عليه، تحت محاولة الديمومة على المجتمعات بصفة عامة، والمجتمعات الإسلامية بصفة خاصة، والمكر بهم، والهيمنة عليهم، وإشعال نار التقاتل فيما بينهم ـ نعوذ بالله من مكرهم وكيدهم. لذا فإنه ليس في القاموس المحيط للاستعمار الفعلي إلاّ بسط السيطرة على المجتمع وممتلكاته، وأراضيه، فترك ذلك كلغة منطقية لفعله الغاشم في أرض الواقع، فنشأت بسبب ذلك حركات ثورية دموية في بلاد المسلمين مشارقها ومغاربها، قاومت ذلك الاستعمار الغربي، ومن ضمن تلك الثورات ثورات المجتمعات الطارقية، ومن جاورهم من بعض المجتمعات المسلمة، كلها ضد الاستعمار الفرنسي، ما إن خرجت تلك المجتمعات المسلمة من تلك المقاومة، إلاّ واحتال الاستعمار عليهم بحيلة الاستقلال، ليمارس هيمنته النكراء من وراء الستار، ليتربص بالمسلمين بينهم الدوائر ـ عليهم دائرة ـ ما جعل كتاب التاريخ يقومون بتدوينها في سجل التاريخ الاستعماري الغاشم. ومن بين أخبار تلك الثورات الثورة الطارقية المشار إليه في قصيدة صاحب الترجمة ـ رحمه الله ـ ولنشر تاريخ هذه الثورة وقت خاصة، في سفر خاص بها ـ بإذن الله ـ تحت عنوان: ((إخماد الجمرة بمحاسن لطائف ما تناثر من أخبار الثورة)). ولقد دونت شيئاً منها، ناقلاً ذلك عن بعض الثقات ممن عاش أحداث تلك الثورة الطارقية الأولى، المسمى ((الفَلَّاقَ)) في لسان العوام، ولقد رويت لطائف أخبارها عن بعض رجالاتها القدامى الكوادر ممن حظيت بلقائه الكريم. وسأضيف إليها ـ إن شاء الله ـ ما تبعها من لطائف أحادث الثورات، التي وقعت في عصرنا والتي نحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات، ما وفقت به دولتنا الغالية جمهورية مالي من ضم أبنائها أولئك إلى رحاب حجرها الأم كرجال الدولة سياسياً وعسكرياً، هم في ذلك كغيرهم من بقية المواطنين المخلصين لوطنهم بالنفس والنفيس. فالله المسئول أن يمن على بلادنا بالأمن والأمان، ويديم عليها السلام، هي وغيرها من بلاد المسلمين، ويقي جميع المسلمين شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................... |
|
|
#2 |
|
مراقب عام القسم التاريخي
![]() |
ثناء العلماء عليه ـ رحمه الله: قلت: إن ثناء العلماء المتصلين بهذا العلم معرفة، المطلعين على مكانته العلمية السامية، مما يصعب الإحاطة بذكرهم، وحصر ثنائهم على المترجم له ـ رحمه الله. إلاّ أنه مما أثر عن بعض أعلامه كشيخنا الشيخ العلامة زين الدين الإدريسي السوقي التنغاكلي، أنه كان ممن يذكره ذكراً عطراً، ومما أفادني به سعادة الدكتور عنه قوله في حق صاحب الترجمة : إنه من العلماء الكبار، خاصة في علم النحو، كما أنه من أرباب فن الشعر.. كما أحسن سعادة الدكتور زبير ـ حفظه الله ـ في الثناء عليه، بالفضل، وعلو المكانة العلمية، والاجتماعية.. فكان مما قاله: الشيخ بزّ بن هسبا، عالم خلوق، وكان يحب الناس، وهو شخصية اجتماعية فذة. وكان يحب ((كل السوك ـ آل السوق)) حباً جماً ما بلغ به الحد أن يوصي خيراً قبيلته( كل قابرو) بالسوقيين، بأن يقدروا آل السوق، ويجلونهم، ويوقرونهم، وغير ذلك مما في معنى إجلال مقامات أهل العلم الأعلام. قلت: ولقد ذكرني ذلك ما وصى به الشيخ الكبير الكنتي ـ رحمه الله ـ قبيلته (كل الكناتة) بتوقير السوقيين، وإنزالهم منازل العلماء الكبار الأبرار أرباب أهل الفضل والإكرام. كما في قول حفيده العلامة ابن بادي الكنتي حين وافته الأجوبة السديدة حول أسئلته التي وجهها إلى علماء السوقيين، فقال ما ملخصه: وأنشدت بعض ما في الود نحفظ قد** ولّى به الجد آل السوق مــــن رتب فقلت لو كنت بواب جنة لقلت لئـ**ال السوق أنتم لها أهل مع الـــنخب فقلت لو كنت وال النار ما حـرقت **كلباً لهم نجّنا وهاب من لــــهب يا واسع الفضل آل السوق ما حرقت** نارٌ ولا من آووا من كل من منتسب أعاذ من كــــــل ما استعاذ أحمدنا** منه من الشر آل السوق في الصحب قلت هذه هي أزهى المناقب الجليلة الجلية، المقول عن مثل شمسها النيرة السمية: وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل . فأين منتهى محاسن مفاخر المناقب مثل ثناء العلماء الأفذاذ على عموم القبيلة بعامتها بالمناقب الحسان المتضمنة التبحر في العلوم اسلامية، المشتملة على أجل معاني التقوى والصلاح، والتي بلغت في معرض المفاخر الحميدة نهاية الغاية المضمنة في توصيات أولئكم الأعلام بما حواه صدفها العقيق، كما في معاني أبيات قصيدة ابن بادي الكنتي الآنفة الذكر، المرصعة بمعاني توصيات صاحب الترجمة الغالية في معرض الثناء العطر على آل السوق، لما رزقوا من محاسن المآثر الجليلة. وما يذكر، فيشكر من العهد الجليل القديم بين (كَلْ قابِرُ ـ أهل قابِرُ )، وبين (كَلَ السوكْ ـ أهل السوق)، ما أحيى به سعادة الدكتور هذا الدهر، من معاني حسن العهد بين القبيلتين العلميتين ليلة ذلك اللقاء الكريم، وذلك حين أدركتنا إحدى الصلوات الخمس، وكنا في إفريقيا التي هي من أحوج الآفاق لمشاريع بناء المساجد ـ وعلى كل حال، فإنه حين حانت الصلاة اجتمعنا في مسجد تقليدي داخل قصره الكريم، وكان كالمساجد التقليدية التي أدركناها في مضارب الطوارق، وهي عبارة عن دائر من الحجار، أو الأخشب تتسع تلك الدائرة عادة لجماعة رجال الحي. وإذا انتقل الحي بين مضاربه، ترك ذلك المسجدالتقليدي كما هو، وأنشأ مثله في موطنهم الجديد، هذا هدي خاص غالباً بأحياء القبائل العلمية. فعلى نحو تلك المساجد مسجد قصر سعادته موضوع هيكله التقليدي من لبنة لبنة من الإسمنت، على شكل دائرة كما وصفناه، يميزه محراب تقليدي وهو عبارة عن دائرة وسط الدائرة الكبيرة التي هي المسجد، وتتسع دائرة المحراب للإمام، وهي من الوضع التقليدي الجميل، ويزينه كونه شعيرة من أجل شعائر الإسلام: ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ..)) ومن نواقص كمال هذه المساجد التقليدية الجليلة أنها لا تقي من حر الرمضاء، ولا من برد الشتاء، ولا من حرارة الشمس، ولا من مياه الأمطار.. لكونها لا سقف لها، بل إذا كانت من الأحجار، أو من لبنات، فإنها لا يتجاوز ارتفاعها عدة ((سنت مترات))، وصدق الله إذ يقول: ((فاتقوا الله ما استطعتم)). فكان قصر سعادته من جماله مسجده التقليدي الجليل جامعاً بين أصالة تقليدية، وعظم هذه الشعيرة، وبين لطف الله على عباده، وتيسيره عليهم أمور دينهم، إذ: لا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها. والآن آن لنا التعرج إلى ما قام به سعادته من الأدب الجميل، وحسن إحيائه العهد الجليل، وذلك أنه حين قامت الصلاة، انتظرت أن يشرفنا بالإمامة، لكن التاريخ أعاد نفسه، في قوله: أنا لا أتقدم على السوقيين في الإمامة. فعرضت عليه حين شرفني بالإمامة ما معناه: أن لا ينبغي لطالب علم أن يؤم مثل من كان في مستوى مناصبه الدينية والسياسية الجليلة خاصة من تربع على عرشها بمقام عالم علامة في العلوم الإسلامية ـ حفظه الله ـ فقال لي قوله التاريخي الكريم: ((ذلك لا يكون ـ بإذن الله ـ أن أتقدم إماماً وعندي أحد السوقيين، وذلك لكونهم أئمتنا وعلماؤنا، وقد أدركنا سلفنا على ذلك، ونحن على ذلك العهد ماضون ـ إن شاء الله)). فقمت مصلياً بهم صلاة طالب علم يؤم أحد العلماء الجهابذة الأعيان.. فما ملكت ـ بعد شكر الله تعالى على هذا الفضل الموروث المتوارث جيلاً جيلا، ثم شكر الفضل لأهله، إذ : لا يعرف الفضل لأهله إلاّ ذووه. ـ إلاّ أن أقول، حقاً ما قاله الشاعر: فمثل هذه المناقب تتلى *** ومثل هذه المحاسن تظهر وتجلى كما طرز به شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري كتابه: نهاية الأرب في فنون الأدب: يا أجيال السوق دهراً دهراً، كونوا محققين هذه التوصيات النيرات، من قبل أحد آبائكم الأعلام الشيخ العلامة إغلس بن محمد الإدريسي السوقي ـ رحمه الله. يا سليل الكرام أنتم حماة***ووعاة فعوا عهوداليراعه
مثلما كانت الجدود تراعي***حقها فاعتلوا لحسنالصناعه فهم من هم مصابح غرب***رائضوه وممسكون قناعه تلك آياتهم سجايا خيار***عاودوها وأورثتهم قناعه |
|
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 10-23-2010 الساعة 11:28 AM
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|