العودة   منتديات مدينة السوق > القسم العـام > المنتدى العام

المنتدى العام يختص بالمواضيع العامةباحة شاسعة تسع آراءكم وأطروحاتكم وحواراتكم، التي لم تسعفها المنتديات الأخرى

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-06-2010, 04:48 AM
اليعقوبي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5560 يوم
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : اليعقوبي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
السلام عليكم, جذبني موضوع العادات ؛ لأهميته وتميز تناول الإخوة له, فشكرا لأخي أبي فارس ولجميع منادميه على هذه الكأس الطيبة.

من المقولات الحائزة على القبول عند الكثير من الناس قولهم: (الشيء إذا تكرر تقرر) ومن أبسط التعاريف لمصطلح (العادة)أنها:
"ما يتكرر وقوعه دائما"
من هنا نشأت الصعوبة في تغييرها فلا يخفى التباعد بين مفهوم "التقرر" ومفهوم "التغير".
إن شوائب الضلال في العقائد والبدعة في العبادات, والخرافة في العادات, إذا استحكمت في النفوس صعب اقتلاعها واحتاج إلى جهد ووقت كبيرين, وهذه المقدمة يسهل استيعابها جيدا لمن له إلمام بتاريخ العرب قبل الإسلام وبعده, فرغم أن العرب أوتوا كثيرا من مكارم الأخلاق إلا أنهم مع ذلك قد ابتلوا بكثير من العادات السيئة الفظيعة مثل الوأد وأنواع النكاح الغريبة المعروفة في حديث عائشة عند البخاري في صحيحه.


ولكن لما كانت عند العرب بقايا من دين إبراهيم لم يصلوا يوما من الأيام إلى درجة بعض الشعوب في الانحطاط, فلما جاء الله بهذا الدين ترك النبي صلى الله عليه وسلم كل ما هو من محاسن تلك الأخلاق والعادات وصرح بأنه لم يبعث إلا من أجل إتمامه, وعدل في مفاهيم بعضها وترك أصولها, كما هو معروف في نصر الأخ ظالما أو مظلوما, هذه لم يغير شكلها ولكن غير من مفهومها, وهكذا.
ولعل ذلك؛ لأن النبوات في الأمم السابقة تمارس دور التجديد في أمتنا, فكل نبي لا يأتي إلا بعد فترة من الرسل, فيجدد ملة إبراهيم, ولا يتعرضون للجانب الممتلئ من الكأس إلا ببعض التصفية والتحلية التي تزيل منه الشوائب, وتصفيه من الكدورات, وتزيل عنه العوالق.
فلما كانت أمتنا هي آخر الأمم ورسالتنا هي آخر الرسالات اقتضى ذلك أن يكون هناك تجديد في أمر ديننا كل مائة سنة, وهذا يفهم منه تلقائيا أن تقادما مّا, سيتوالى على أمور ديننا, فلا غرابة أصلا في وجود تلك البقع السوداء التي تلاحظ في بعض المجتمعات, بل إنها من أعلام النبوة, فلا بد من تقادم, ومن ثم لا بد من مجدد.
وهذا التقادم يأتي على جميع المستويات: مستوى العقائد, مستوى العبادات, مستوى العادات والأخلاق.

لكن مع كل هذا, ومع تفهمنا لهذه الحقيقة يبقى جانب آخر, ألا وهو أن كثيرا من العادات قد يكون لها أصول شرعية, وهذا؛ لأن أمتنا في بعض أجزائها ـ وإن لم يصح إطلاق وصف الجاهلية عليها ـ إلا أن الشريعة المحمدية تصاب بشيء من الشيخوخة أحيانا في بعض المناطق؛ بفعل عوامل, بعضها يمكن تسميته وتحديده, وبعضها قد يخفى على غير الباحث المدقق.

من خلال هذه المقدمة أريد أن أصل إلى أن موضوع العادات يحتاج الحكم فيه إلى تريث من عدة نواح:

الناحية الأولى: الشرعية, فلا يمكن الحكم على أي عادة بمخالفة الشريعة إلا إذا كانت متصادمة مع أمر من أوامر الشريعة أو متحدية لنهي, من نواهيها, وهنالك تأخذ حكمها إما الحرمة أو الكراهة أو خلاف الأولى.
وقبل الحكم على العادة المعينة بهذه الأحكام, لا بد من التأكد من وجودها أولا, ثم تصورها تصورا صحيحا ثانيا, ضرورة أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره كما يقول العلماء.

وعلى زعم أنها مخالفة لأمر مّا من أوامر الشرع, أو متحدية لنهي من نواهيه, فقد تكون مبنية على فتوى مخطئة, مما قد يخفف من المسؤولية على العامة, وترجع المسألة إلى توضيح مأخذ تلك الفتوى والكر عليها بالنقض, ولذلك أمثلة, لكني لا أريد التطويل.

الناحية الثانية: الناحية السياسية(الشرعية أيضا)فلا بد من التأكد من الظروف التي فرضت العادة المعينة, ثم قياس تلك الظروف؛ للاطلاع على مدى كفايتها لتبرير انتهاج ذلك السلوك المعين تجاهها, فقد يكون وراء الأكمة ما وراءها.
ثم التأكد من استمرار تلك الظروف وعدم استمرارها, وعلى استمرارها: هل هناك بديل يمكن اتخاذه تجاهها؟ وهكذا.
وعلى فرض عدم استمرارها, فأحسن علاج لها توضيح أسبابها الأصلية, ولفت النظر إلى أنها لم تعد موجودة, وكما قال النحويون: (ويذهب الإعلال إن زال السبب).ولذلك أمثلة لكني لا أريد التطويل.

الناحية الثالثة: الناحية التكتيكية, فقد تكون بعض العادات من مفرزات أوضاع حربية, عاشها الشعب الفلاني في الفترة الفلانية, ثم تستمر, وهذا أيضا يعتبر فتوى حربية, تحتاج إزالة حكمها إلى توضيح جذورها, ولفت النظر إلى كونها لم تعد موجودة, وقد تكون هذه النقطة راجعة إلى التي قبلها.

الناحية الرابعة: ناحية أخلاقية, فكثير من العادات تعتبر سياجات تعزل بعض الطبقات العالية عن التورط في بعض المواقف المحرجة, و التي قد لا تساعدهم ظروفهم على التعامل معها كما ينبغي, فوضعوا بينهم وبين الوقوف فيها حواجزـ وسمها تكتيكا اجتماعياـ وهذه أمثلتها كثيرة, ويمكن إرجاع كثير من الأمثلة التي تم نقاشها إلى هذه النقطة.

الناحية الخامسة: ناحية اجتماعية(علائقية) فقد تتخذ بعض القبائل من بعضها مواقف, أقلها أن تكون تحفظية, فيستدعي ذلك إيجاد حواجز وهمية من باب "ارتكاب أخف الضررين" وهذا تدعمه قاعدة: (الوقاية خير من العلاج) فقد تكون القبيلة الفلانية جربت في فترة من تاريخها مع القبيلة الأخرى أن كمية السفهاء من كلتا القبيلتين مرتفعة, فيفرق العقلاء بين أطفالهم في المضاجع كخطة وقائية إلى إشعار آخر, وقد يتأخر الرشد أحيانا.

أردت من خلال هذه الفلسفة أن أوجد الشعور عندنا بعدم الاستعجال في إدانة كثير من العادات, وأهمية التريث في نقد المجتمعات, فكما يقال: (أفعال العقلاء مصونة عن العبث)ولا شك أن المجتمع الطارقي بعيد عن الخرافية بمراحل, فليس إلا هجرا توافدت على الصحراء من بقايا حضارات سقطت, أوعبادا لجؤوا إلى الكهوف تحت ظروف معينة, فإرجاع عاداتهم كلها إلى فتاوى مصلحية, ومواقف أمنية, وخطط تكتيكية, أولى من أخذها مأخذ العبث .

أرجو أن فكرتي وصلت, وإلى لقاء آخر.


وأشكر الأخ أبا فارس واليعقوبي وكل من ساهم في إثراء الموضوع ملئ قلبي.



مررت وقرأت وسأعود إن شاء الله



 توقيع : اليعقوبي

[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).

صفحتي في الفيس بوك
https://www.facebook.com/nafeansari

رد مع اقتباس
قديم 04-07-2010, 03:01 AM   #2


الصورة الرمزية اليعقوبي
اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



أخي أبا الحسن وفقه الله ورعاه..
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ثم إني أثمن طرحكم الموضوعي وموضوعكم المطروح أخيرا (وأفعال العقلاء مصونة عن العبث)... فقد أثريتم الموضوع ونبهتم إلى مهمات مهمة ذات أولوية أولية.
وقد عضضت بنواجذي على قولكم: (وعدل في مفاهيم بعضها وترك أصولها, كما هو معروف في نصر الأخ ظالما أو مظلوما, هذه لم يغير شكلها ولكن غير من مفهومها, وهكذا) إنها سنة عزيزة.. سترة واقية من الغرق في الصدام مع المجتمع..
تدبر كيف أوصل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة (كف الأخ الظالم عن الظلم) من بوابة نصرة الأخ مطلقا.. بطريقة لفتت أنظار الصحابة حتى سألوه سؤال متعجب !!!
ولا تذهلنّ عن مكانة مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوب الصحابة.. ومع ذلك يأتيهم من الجانب اللين في الأسلوب والإقناع.. ولا تعجب فقد كان خلقه القرآن بل تذكر فقط كيف كان تعاطي القرآن مع عادة الخمر: كيف تدرج معهم وهم المؤنون حقا حتى قالوا من تلقاء أنفسهم: انتهينا انتهينا.. وانظر في المقابل كيف يعالج بعضنا (أجمَمْ) والتدخين وما شبههما في قوم لا يعدونه في العير ولا في النفير ولم تبحّ سورة النور أصواتهم بتلاوة سمعنا وأطعنا...
ولي توقف أو وقفة مع قولكم: (ولا شك أن المجتمع الطارقي بعيد عن الخرافية بمراحل, فليس إلا هجرا توافدت على الصحراء من بقايا حضارات سقطت, أوعبادا لجؤوا إلى الكهوف تحت ظروف معينة, فإرجاع عاداتهم كلها إلى فتاوى مصلحية, ومواقف أمنية, وخطط تكتيكية, أولى من أخذها مأخذ العبث .)
إن من مصادر العادات الأساسية: الخرافة، ومن مصادر الخرافة ما أبعدتموها به عن مجتمعنا الطارقي:
فالهجر يعني البدو هم نسّاج الخرافة، وأبعد الناس عن العلم والمعرفة وإذا تعلموا طرفا من العلم ظنوا أن ذلك المجلد الذي وصل إليهم هو العلم كله حتى إن من حججهم (مكتوب).
والصحراء: مأوى الجن والشياطين وكم من أخروفة تحاك عنهم تبنى عليها جبال من العادات الراسيات الشامخات.
والعباد إن كانوا قسيم العلماء فهم أوهم الناس وأشدهم تعبدا لعاداتهم حسبما تمليه أهواؤهم..
والعباد العلماء الذين عاشوا في صحرائنا بل وفي أغلب العالم الإسلامي قبل ثلاثمائة سنة والذين يعبر عنهم بالصوفية هم الذين خدروا الأمة بالخرافة .. بل لم تتسلل الخرافة إلى عاداتنا إلى من قبل ثغورهم التي ما حماها إلا الطلاسيم والتماتيم والهماهيم..
بل حولوا أصل الدين إلى خرافة ولذلك سموا خرافيين..
وإذ كنت ــ وإن كنت مقتنعا بما أقول ــ محاورا يرد ويرد عليه ويقتنع ويقنع ويراجع ويتراجع فسأذكر لك عادات مبناها على الخرافة مثل: عدم قطع السواك من تادهنت بعد العصر، وعدم النداء وراء المسافر، والمرور بين الحدأتين وفروع الطيرة وفروع الجن وفروع الشيوخ...
وأرجو منكم رجاء محاور لا متحد أن تضربوا لي أمثلة على عادات مبنية على فتاوى.. أو على ما سميته بخطط تكتيكية، أو مواقف أمنية...
وخلاصة وجهة نظري أن المجتمعات البدوية من أكثر المجتمعات تعلقا بالخرافة ويشد وساق أسر الخرافة لهم احتصان التصوف وتعشعشه فيهم قرونا.
دمت موفقا سعيدا...


 

رد مع اقتباس
قديم 04-08-2010, 01:10 AM   #3
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



وعليكم السلام, أشكرك أبا أسعد, وقبل تلبية مطالبك في التمثيل أود أن أشير إلى بعض مصطلحات أساسية في تعليقي, قد فهمتها على غير ما أقصد بها, وهذا أمر يتكرر يوميا في عالم طلبة العلم.
فتعليقك على كلمة(الهجر)من تعليقي, فهمت منه أن ذهنك قد ذهب إلى الاستعمال السائد للهجر في المملكة العربية السعودية, وهي: تجمعات البدو وقراهم, وأنا أقصد بالهجر جمع هجرة بمعناها اللغوي الوضعي المشهور.
وفي زعمي أن الأمة القاطنة في الصحراء أغلبها بقايا حضارات سقطت بأسباب معروفة, فتفرق بعض فلول جيوشها وبعض أبطالها الذين لا يرضخون للغزاة, وقصدوا الصحراء؛ ليتحصنوا بها, فليس في الصحراء إلا فصائل عربية وبربرية عاشوا في ظل دول في فترات معروفة, فلما فقدوا السيطرة على أمورهم لجؤوا إلى الصحراء للتمتع بالحرية وتنفس الهواء المجاني.
وكذلك (الخرافة) التي نفيتها عن المجتمع الطارقي ليس القصد منها أن المجتمع الطارقي مجتمع ملائكي, كما أنني لا أقصدأنه لا يوجد أفراد خرافيون, إنما أقصد أن مكونات المجتمع الطارقي أغلبها معروفة بالحِكم, وامتلاك أزمة المناقشة والإفحام, والاستفسار عن الأسباب.
وفي الأمثال الطارقية كثر مما يبعد الخرافة عن المجتمع الذي أنتج تلك الأمثال, وهذا أيضا قد يكون ناتجا عن الاختلاف في فهم مفهوم الخرافة, ولا أقصد الخرافة بمعنى: كل علم فاسد وعمل منحرف, كما عرفه به مؤلف كتاب:
(طرق أهل الباطل في نشر الخرافة - (1 / 3).
وإنما أقصد الخرافة التي جعلت بعض الأمم تلتزم بطقوس معينة تعتقد من ورائها التحكم أو الاستفادة من قوى معينة خفية بطريق غير عقلية ولا مسببة, هذه قليلة في المجتمع الأزوادي, فالقدر الموجود فيه من الخرافة ـ كما تفضلت ـ كله معتمد على الصوفية ومبني على استدلالاتهم, وما يرد عليها من النقد فالنقض, فأصلها دعاوى علمية, فلا أقصد هذه.
أقصد الخرافات التي ليس بأيدي أهلها إلا أنهم أدركوها عند أسلافهم, ولا تلزمني بأن ذلك هو شأن الصوفية, فإنهم مع تفاهة استدلالهم وتهافته إلا أنهم يستدلون ويتبعون منهجا معينا.
ولننتقل إلى أمثلتك للعادات في المجتمع الطارقي:
أولا: قطع السواك من(تادهانت)الشجرة المعروفة.
هذه ليست عادة وإنما هي تجربة يذكرون سببها وهو معقول, فإنهم يقولون: تكرر مرارا أنك إذا قطعت سواكا من هذه الشجرة بعد العصر, فغالبا ما تأتيك الحية(الثعبان)قبل أن تصبح, هذا هو أساس هذه الظاهرة.
وبكل بساطة يمكن فهمه عقليا قبل الحكم عليه بأنه خرافة, فمن المعروف أن بعض الثعابين يتقصى الأثر, وأنها في الغالب لا تخرج من جحورها إلا ليلا, وأن تقصيها يعتمد على حاسة الشم, أكثر من اعتماده على حاسة البصر, فإذا مررت بمقربة من جحورها, وكان ذلك قريبا من الليل بحيث تبقى رائحتك حتى يدركها خروجها, ولا سيما إذا قطعت من تلك الشجرة التي من صفاتها أن لها رائحة نافذة, فقد هيأت لذلك الحيوان بيئة مناسبة للتعرف على أثرك, ومن ثم تقصيه بعد دخول الظلام, طمعا في أن يجد من صاحب الأثر غرة فيلدغه, وهذا وقع مرارا وتكرارا.
ثانيا: عدم النداء وراء المسافر.
فهو سوء فهم لقصة علي بن أبي طالب لما أرسله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال له: اذهب ولا تلتفت, ويذكر أنه ناداه بعد ذلك فرجع علي مقهقرا ولم يلتفت احتراما لأمر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلعل بعض خرافيي المجتمع بفهمك للخرافة فهم من هذا الحديث أن الالتفات ليس جيدا للمتجه إلى مهمة معينة, فعمموه, ثم ابتعدوا عن إحراج المسافر بندائه حتى لا يلزموه بالالتفات.
ثالثا: المرور بين الحدأتين فقد يكون من باب الاحتياط والحذر؛ لأن الراكب على الجمل إذا مر بينهما فطارتا وأحس الجمل بالحفيف في كلا جانبيه فقد يتحرك حركة غير مرغوبة.
أما تعليقك على (العباد) فراجع إلى ما ذكرنا؛ لأنني لم أقصد الخرافة المبنية على استدلال غير صحيح, إنما أقصد الخرافة بمعناها السابق الذي حاولت أن أعرفها به, ويصدق على (الهامة)أو (الصدى)الذي يزعم العرب أنه: طائر خرافي زعموا أنه يخرج من رأس المقتول ولا يزال يقول اسقوني حتى يؤخذ بثأره المعجم الوسيط - (1 / 511)( انظر هامة ), فهذا لا يدعي عنه العرب أي دليل ـ حسب علمي القاصرـ وشكرا.
ولي عودة ولكم الشكر.


 
 توقيع : م الإدريسي

قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).


رد مع اقتباس
قديم 04-12-2010, 06:49 AM   #4


الصورة الرمزية أبو فارس
أبو فارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 490
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 02-23-2011 (03:43 PM)
 المشاركات : 55 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[i][center]السلام عليكم, جذبني موضوع العادات ؛ لأهميته وتميز تناول الإخوة له, فشكرا لأخي أبي فارس ولجميع منادميه على هذه الكأس الطيبة.

مررت وقرأت وسأعود إن شاء الله
عزيزي
م.الإدريسي
شرفتُ بحضورك ومشاركتك لنا بهذا الطرح الهادئ وهذا الفكر النيّر..
ولقد وقفت مندهشاً أمام روعة عرضكم وتحليلكم.. وقوة ثقتكم وحجتكم واحتجاجكم.. وسلاسة أسلوبكم وعذوبة ألفاظكم.. ولا أملك إلا أن أقول زادكم الله علماً وفهماً وتألقاً.
ولقد رجعت بنا إلى التاريخ وما أعذبه من رجوع.. وربطت ما نحن بصدده بالماضى بطريقة في غاية السطوع..

واسمح لي رغم انبهاري الذي لا أخفيه، أن أعلّق برأيي الخاص ووجهة نظري القاصرة..حول القليل مما جاء في ثنايا مقالكم بما يتيسّر لأمثالي.. وبما أن اليعقوبي كفاني التعليق على بعض الأمور التي أوافقه على جزء منها.. لذلك سأتجاوزها لأنني لأن آتي بمثل ما جئتما به فضلاً عن أن أزيد عليه..

أول وقفة لي على المقولة التي سقتموها
اقتباس:
من المقولات الحائزة على القبول عند الكثير من الناس قولهم: (الشيء إذا تكرر تقرر)
يؤسفني أني لست من ذلك الكثير.. إذ كيف اسلم لها مع أني لا أظنها آية حتى من التوراة المحرفة.. ولا حديث..ولا أثر.. ولا حتى قاعدة.. بل هي من ضمن ما يطلي به العقلاء مقالاتهم لتسويقها على من دونهم.. وربما نتيجة تجربة في محيط محدود..في غابر الزمان وقد آن لها أن تفقد قيمتها.. وعلى كل حال لا تلزمنا في شيء.. لأنها مجرد مقولة..انظر الكثير من المتكررات البذيئة والشنيعة التي لا يجرؤ عاقل على وصفها بالتقرر..
وهذه من العادات الثقافية ـ إن صح التعبير ـ التي أصاب منها بالدوار.. أن يساق مثل أو حكمة.. بانتظار التسليم له.. وكأنه نص قرآني.. أو حديث نبوي.. (وأنا هنا لا أتكلم عن سياق كلامكم..ولا أتهم طرحكم.. فكيف بكم.. وإنما أتكلم بشكل عام..)
وإن اختلفت معي على مصطلح التقرر ـ فأنتم أهل المطلحات ـ بأن كونها واقعاً هو ما يعنيه.. فلا مشاحة في الاصطلاح..
ولكننا دائماً لا نبحث عن تبرير ما وقع كيف وقع بقدر ما نبحث عن حلول.. ونقل عن ذلك الواقع إلى ما هو أفضل وأحسن.

الموضع الثاني قولكم:
اقتباس:
أردت من خلال هذه الفلسفة أن أوجد الشعور عندنا بعدم الاستعجال في إدانة كثير من العادات, وأهمية التريث في نقد المجتمعا
لا أظن أننا استعجلنا في نقد مجتمعاتنا بعد كل تلك الحقب والدهور التي مضت.. فلم نؤت إلا من قبل التريّث الذي لا حدّ له.. مخافة مواجهة المجتمعات بما لم تعهده.. وفهمنا للنقد على أنه مناهضة لها وإدانة لتراثها.. واستخفاف بماضيها!!؟؟ ولا أظن لنقاد اليوم سلف حتى يوصفوا بالاستعجال..
ثم أجدني مضطراً إلى توضيح أمرٍ حتى لا يفهم طرحنا على غير وجهه..
وهو أن الجميع ولا شك.. يتفق معنا إلى أن العادات منها ما هو حسن بلا جدال.. ومنها ما هو سيئ بلا جدال.. ومنها ما فيه قدر من الأمرين.. يغلّب كل فرد حكمه عليها بحسب تقديره لأحد الجانبين فيها..
ومن هنا جاء هذا الطرح.. يهدف إلى ذكرها المصاحب بالإشادة بأحسنها ومعالجة أسوئها.. والتباحث فيما بين ذلك..
وليس الهدف هنا إنكار وجودها وانتشارها واستشرائها.. ولا إدانتها ونصب العداء لها ولمن يحملها.. ولا نفي حسن بعضها.. أو صعوبة تغيير القبيح منها.. وقوة تشبث أهلها بها.. ودفاعهم عنها.
وعندما نتكلّم عن عادة ونصفها بالسيئة، أو نذكر بعض مثالبها وسلبياتها.. أو نصف أخرى بالحسنة والإيجابية.. لا يعني ذلك أننا نحكم على الأولى بالحرمة.. وعلى الثانية بالاستحباب ضرورة.. فكلامنا في غالبه في دائرة المباحات والاستحسانات.. ولأن ما يتعلّق بالحرام والحلال لا يخفى.. ثم لا خيار فيه لأحد.. كما أسلفنا جميعاً.
وأختم بشكرك على وقفاتك البديعة التي تجلّى فيها ثاقب الفهم.. ونيّر العقل.. وواسع الإدراك..
متمنياً أن تثنيك ثرثرتي عن العودة التي وعدت بها.. فنحن في انتظارها بشغف.. وتقبل مني أرق المنى وأذكى التحيات.



 

رد مع اقتباس
قديم 04-12-2010, 07:04 PM   #5
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



بسم الله.
شكرا لك أبا فارس يا فارس المنتديات, شكرا يتضوع منه هذا الصندوق الماسي بأريج الحب والتقدير.
أشكرك على تثمينك لتعليقي على مقالكم الرصين, كما لا أخفيك استمتاعي بنكهة أسلوبك في الحوار, وأشعة فؤادك الطيب التي تعشي خفافيش الظن السيئ بل تعميها.
وقد وقفت كثيرا عند عبارة:
(فلم نؤت إلا من قبل التريّث الذي لا حدّ له.. مخافة مواجهة المجتمعات بما لم تعهده.. وفهمنا للنقد على أنه مناهضة لها وإدانة لتراثها.. واستخفاف بماضيها!!؟؟ ولا أظن لنقاد اليوم سلف حتى يوصفوا بالاستعجال..).
وو الله, إنها أصدق من أن يطالها التعليق بغير التسليم لها.
أما تعليقي السابق الذي دندنت فيه حول حساسية الموضوع الموهومة, فلا أعني به أمثالكم, حيث إنني لا أتوقع أي إشكال من نقد أمثالكم لأي موضوع, مهما بلغت حساسيته, فقد لمست من خلال الأسلوب أدبا جما, وتعقلا عاليا, وفكرا ساميا.
وصدقني, لا أجد أي حرج في أن أقطع جزءا من وقتي للحضور عندكم؛ للاستفادة من هذا الكنز الأدبي الذي بهرني بريقه تحت سطوركم النيرة.
فمثلكم يتناول الموضوع.
ومثل مجتمعاتنا أحوج إلى أمثالكم من أبنائه من أن يتحكم في ألسنتهم وأقلامهم.
فأرجو كريم تسامحكم إن كانت مشاركتي الخجولة قد أوحت إليكم بما يشبه الإرشاد أو التوجيه, فإنني لم أتقصد ذلك, وإنما مقصدي فقط إثراء الموضوع بإبداء بعض جوانبه التي يمكن أن يسرح فيها الفهم أو الوهم.
أشكركم أبا فارس مرة أخرى, وأجد حنينا إلى التعرف عليكم أكثر, إن رأيتم ذلك مناسبا.


 

رد مع اقتباس
قديم 04-14-2010, 01:06 AM   #6


الصورة الرمزية اليعقوبي
اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



هنيئا أبا الحسن فقد أبلعتكم ما يكفي .. بالعافية..
ثم أعتذر عن التأخر..عن التعليق على ردكم.
أما موضوع الهجر فكما ذكرتَ.. والسبب في ذلك السياق أو علة في الفهم أو كلاهما وتمرا.
وأما قولكم: (وفي زعمي أن الأمة القاطنة في الصحراء أغلبها بقايا حضارات سقطت بأسباب معروفة, فتفرق بعض فلول جيوشها وبعض أبطالها الذين لا يرضخون للغزاة, وقصدوا الصحراء؛ ليتحصنوا بها, فليس في الصحراء إلا فصائل عربية وبربرية عاشوا في ظل دول في فترات معروفة, فلما فقدوا السيطرة على أمورهم لجؤوا إلى الصحراء للتمتع بالحرية وتنفس الهواء المجاني).
هذا تاريخ وأنت صدرته بالزعم فما أدري أي معانيه تقصد، والموضوع تاريخي وليس أدبيا فأعد له عدته بارك الله فيك.
وأما خرافتي وخرافتك فأعتقد أنها كلها خرافة في النهاية وأنك ذكرت خرافة المجتمعات الوثنية وأنا ذكرت خرافة المسلمين.
وأما المواضيع الثلاثة التي أجبت عنها:
فالأول: إذا كان الأمر كذلك فلم المسافر المغذ السير المسرع يخشى من ذلك، وأنت تقول تجربة هل سمعت أحدا قطعها فعضته، هناك بعض المجتمعات يقطعونها في كل آن ولا يعضوٍْن، إنها عادة خرافية.
وأما النداء فإنهم لم يفهموا الموضوع على ما ذكرت إنما يذكرونه في سياق التطير، وما ذكرت من حديث علي رضي الله عنه أشبه ما يكون بتخريج منك لهذه العادة، أو ليس كذلك؟؟
وأما خرافة الحدأتين فإنك لم تتصورها إنهم يقصدون المرور بينهما ويسرعون بالجمال ويزفون ويتعبون، ويزعمون أن ذلك يجلب الخير والبركة.. إنها تفريع على خرافة العرب في الغراب.
تنبيه: لعلك نسيت التمثيل في مقالك السابقك.. فإن كان على طرف الثمام فهاته، وإن كان على الورور فالوقت أثمن...
وأرجو أن لا تطلقني والسلام


 

رد مع اقتباس
قديم 04-18-2010, 07:15 PM   #7
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وأرجو أن لا تطلقني والسلام



أبشرك أني ضد مصطلح: (الطلاق) جملة وتفصيلا, ولعله من أبغض الحلال إلى الله, كما ضعف به الحديث.
ولكني منشغل بشيء يقهرني, حيث إنني أكتب في موضوع, لا أحسنه, ولا أجيده.
ولي عودة ـ بإذن الله ـ.
وكثير من تعليقك يفحمني, ولكن سأمشي على مذهب الشافعي في (الإجماع) حيث لم يعرف دليله إلا بعد ما سأله عنه بعض المحاورين, وأظن أن كثيرا من العادات اعتُقدت قبل الاستدلال لها, ولكن لا داعي إلى التنازل عنها بسهولة فإنها من التراث ـ أقصد التي في دائرة المباح طبعاـ.
دم مطمئن البال.


 

رد مع اقتباس
قديم 04-22-2010, 02:04 PM   #8


الصورة الرمزية اليعقوبي
اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وأظن أن كثيرا من العادات اعتُقدت قبل الاستدلال لها, ولكن لا داعي إلى التنازل عنها بسهولة فإنها من التراث ـ أقصد التي في دائرة المباح طبعاـ.




أعتقد أن هذا هو مسار بحث الأخ الفاضل أبي فارس..
أعني أن تفصيل هذا المجمل ...
ومعرفة ما يتشبث به منها .. وما ينهى عنه.. وما يحارب..
أعتقد أن هذا هو المسار الأنسب للبحث..
ثم إنه أخذ مسارا آخر هو: التأصيل والتعقيد (وضع القواعد والأصول) أو بالأحرى ذكر قواعد التعامل مع العادات عموما وعاداتنا خصوصا..
هذا المسار الثاني مثاره مهم جدا بل وقد ينافس التفصيلي في الأهمية خصوصا أن هناك عادات خاصة لأهل كل ريف وواد وقرية وتل...
عودا على بدء أرجو من أخينا الفاضل أبي فارس ومن المداخلين الفضلاء أن نواصل البحث في آحاد العادات؛ لأن هذه النقطة تهمنا نحن كطلاب العلم ودعاة قبل عوام المجتمع لأمور منها:
1) أن تباحث العادات يعطينا ثروة من المعلومات الشرعية والاجتماعية نستفيد منها حين الحديث عن هذه العادات.
2) أننا جزء من المجتميع فقد نكون أسرى عادات لم تنبه إلى أنها عادات .. وقد ننسى أن نعرضها على ما عندنا من النصوص.. وقد لا نحسن عرضها؛ لأنها جزء من ذاتنا لا نستطيع النظر إليها إلا بواسطة مرآة (ليكنها هذا الموضوع) أو جزءً منها.
3) أن الحديث عن الأمور إجمالا يوقع في إرباكات علمية .. واجتماعية .. فكلما كان حديثنا أخص كان أكثر واقعية وعملية اجتماعيا ودعويا ، وأقرب إلى السداد والموضوعية فقهيا وعلميا..

إنه موضوع مهم .. أتمنى أن لا ينتهي ..
أتمنى أن يكون مثل وادي الغضا نمشي فيه ولا نقطعه...
فليت الغضا لم يقطع الركب طرفه*** وليت الغضا ماشى الركاب لياليا


 

رد مع اقتباس
قديم 04-23-2010, 02:51 PM   #9
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



موضوع العادات جميل.
فما رأيكم فيمن يستدل (لتضولن) بحديث علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في باب الطهارة, من الصحيحين.
و الذي ورد فيه أنه استحيى من سؤال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن حكم المذي, فأمر المقداد ـ رضي الله عنه ـ أن يسأله.
وقد ورد في هذا الحديث التصريح بأن سبب الاستحياء (فاستحييت أن أسأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم؛ لمكان ابنته مني...) يعني أن كون ابنة الشخص عند شخص آخر, له دور في وضع الحواجز بينهما من الاحترام, وتعبر المجتمعات عن ذلك الاحترام كل بحسبه.
ملاحظة: السؤال عن العلم عند الصحابة أمر مهم جدا, فلا يحول بينهم وبينه إلا حائل قوي.


 

رد مع اقتباس
قديم 04-24-2010, 08:56 PM   #10


الصورة الرمزية أبو فارس
أبو فارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 490
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 02-23-2011 (03:43 PM)
 المشاركات : 55 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي مشاهدة المشاركة
موضوع العادات جميل.
فما رأيكم فيمن يستدل (لتضولن) بحديث علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في باب الطهارة, من الصحيحين.
و الذي ورد فيه أنه استحيى من سؤال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن حكم المذي, فأمر المقداد ـ رضي الله عنه ـ أن يسأله.
وقد ورد في هذا الحديث التصريح بأن سبب الاستحياء (فاستحييت أن أسأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم؛ لمكان ابنته مني...) يعني أن كون ابنة الشخص عند شخص آخر, له دور في وضع الحواجز بينهما من الاحترام, وتعبر المجتمعات عن ذلك الاحترام كل بحسبه.
ملاحظة: السؤال عن العلم عند الصحابة أمر مهم جدا, فلا يحول بينهم وبينه إلا حائل قوي.
عزيزي: م الإدريسي..
ممتن لتواجدك وعودتك بهذا الطرح اللبق.. وأستأذنك في إبداء رأيي..

أولاً: (تضولن) أظن أنها (تضّولا) ويمكن وصفها بأنها مجموعة من الاحتياطات الاحترازية المبالغ فيها في تعامل الزوج مع أم زوجته وأبيها بشكل خاص ومع أهل الزوجة بشكل عام.. والعكس..

ثانياً: المشكلة ليست في الاستحياء من الأمور التي ينبغي أو من المنطقي الاستحياء منها....ولكن المشكلة عندنا أن هذا الاستحياء مفروض حتى في الأمور العادية كالمجالسة والمحادثة.. فأحرى المؤاكلة والمباسطة في الحديث.. فلا يتنزّل الحديث (المذكور) حينها على محل نقاشنا..

ثالثاً: الأمر يتجاوز عندنا مجرد الحياء.. بل هي طقوس لا بد منها.. فقد يستسلم لها من يجد الحرج الشديد فيها أو لا يرى لها معنى.. كما هو الحال في الكثير من العادات.. بل حتى من لا يستحيي بطبعه لن يتجرأ على خرم هذه العادة.. لأن المجتمع كله سيلومه ويستهجن فعلته.. وسيصبح فاكهة المجالس وعرضة للتندر والتقليل من شأنه.. ويجرّ العار لنفسه ولمن يعول!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟

رابعاً: ماذا لو استدللنا على خلاف هذه العادة بحديث مصدره نفس البيت الطاهر .. والذي جاء في الصحيحين عن(عَلِيٌّ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَا فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَبْىٌ فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْتُ لأَقُومَ فَقَالَ عَلَى مَكَانِكُمَا فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي وَقَالَ أَلاَ أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا ...الحديث).


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع