العودة   منتديات مدينة السوق > قسم اللغة والدروس العلمية > المنتدى الأدبي

المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-06-2009, 09:16 PM
محمد أغ محمد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 78
 تاريخ التسجيل : Apr 2009
 فترة الأقامة : 5692 يوم
 أخر زيارة : 09-27-2012 (01:03 AM)
 المشاركات : 299 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : محمد أغ محمد is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الواقعية من منظور إسلامي



لم يعقب النهضة الادبية إلا استقبال تيارات جارفة من الغرب ، وعنيفة في إعلان أفكارها ، فانقسم النقاد المسلون والمفكرون كشأنهم في كل وافد من الخارج ما بين معجب متبن لافكاره بكل جراة ووضوح ، ومعرض معارض لها بالكلية ،
هذا ومن بين تلك التيارات المنحرفة ( الواقعية) فما هي وما أفكارها ؟؟ وما رأي النقد الإسلامي فيها ؟؟
هذه الأسئلة ستجيب عنها هذه الإطلالة ، وهي عبارة عن تلخيص لتعريف الندوة العالمية للشباب الإسللامي لها ورأيها فيها .
التعريف :

الواقعية مذهب(*) أدبي فكري مادي(*) ملحد، إذ يقتصر في تصويره الحياة والتعبير عنها على عالم المادة، ويرفض عالم الغيب والإيمان بالله، ويصور الإنسان بالحيوان الذي تسيره غرائزه لا عقله.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

ارتبطت نشأة المذهب الواقعي بالفلسفات الوضعية والتجريبية والمادية(*) الجدلية(*) التي ظهرت في النصف الأول من القرن التاسع عشر وما بعده، وسارت الواقعية في ثلاثة اتجاهات: الواقعية النقدية والواقعية الطبيعية والواقعية الاشتراكية. وللواقعية أعلام في شتى فروعها:

أعلام الواقعية النقدية:

- القصّاص الفرنسي أنوريه دي بلزاك 1799 – 1850م ومن قصصه روايته المشهورة الملهاة الإنسانية في 94 جزءً، صور فيها الحياة الفرنسية بين عام 1829 – 1948م.

- الكاتب الإنكليزي شارل ديكنز 1812 – 1850م وله الرواية المشهورة قصة مدينتين.

- الأديب الروسي تولستوي 1828 – 1910م وله القصة المشهورة الحرب والسلام.

- الأديب الروسي دستوفسكي مؤلف الجريمة والعقاب.

- والأديب الأمريكي أرنست همنجواي 1899 – 1961م وله القصة المشهورة العجوز والبحر وقد مات منتحراً.

أعلام الواقعية الطبيعية:

- إميل زولا الأديب الفرنسي 1840 – 1920م مؤلف قصة الحيوان البشري وفيها يطبق نظريات دارون في التطور، ونظريات مندل في الوراثة، وكلود برنار في الطب.

- جوستاف فلوبير 1821- 1880م الأديب الفرنسي ومؤلف القصة المشهورة مدام بوفاري.

أعلام الواقعية الاشتراكية(*):

- مكسيم جوركي 1868 – 1936م كاتب روسي، عاصر الثورة(*) الروسية الشيوعية، ومؤلف قصة الأم.

- ماياكو فسكي 1892 – 1930م وهو شاعر الثورة الروسية الشيوعية، وقد مات منتحراً.

- لوركا 1898 – 1936م وهو شاعر أسباني.

- بابللو نيرودا 1904 – 1973م وهو شاعر تشيلي.

- جورج لوكاش – وهو كاتب فرنسي حديث.

- كما كان من أعلامها : روجيه جارودي – وهو مفكر فرنسي اهتدى إلى الإسلام وسمى نفسه رجاء جارودي وإن كان مازال يتأرجح بين ماضيه وحاضره.

الأفكار والمعتقدات:

تشعب المذهب(*) الواقعي، كما تقدم، إلى ثلاثة اتجاهات.

- الواقعية النقدية ومن أفكارها:

1- الاهتمام بنقد المجتمع ومشكلاته.

2- التركيز على جوانب الشر والجريمة.

3- الميل إلى التشاؤم واعتبار الشر عنصراً أصيلاً في الحياة.

4- المهمة الرئيسية للواقعية النقدية الكشف عن حقيقة الطبيعة.

5- اختيار القصة وسيلة لبث الأفكار التي يريدونها.

- الواقعية الطبيعية:

تتفق مع الواقعية في جميع آرائها وأفكارها وتزيد عليها:

1- التأثر بالنظريات العلمية والدعوة إلى تطبيقها في مجال العمل الأدبي.

2- الإنسان في نظرها حيوان تسيره غرائزه، وكل شيء فيه يمكن تحليله، فحياته الشعورية والفكرية والجسمية ترجع إلى إفرازات غددية.

الواقعية الاشتراكية:

وقد نادت بها الماركسية ومن أفكارها:

1- إن النشاط الاقتصادي(*) في نشأته وتطوره هو أساس الإبداع(*) الفني، لذلك يجب توظيف الأدب لخدمة المجتمع حسب المفهوم الماركسي.

2- العمل الأدبي الفني عليه أن يهتم بتصوير الصراع الطبقي بين طبقة العمال والفلاحين وطبقة الرأسمالية والبرجوازيين(*)، وانتصار الأولى التي تحمل الخير والإبداع على الثانية التي هي مصدر الشرور في الحياة.

3- رفض أي تصورات غيبية، وخاصة ما يتعلق منها بالعقائد السماوية.

4- استغلال جميع الفنون الأدبية لنشر المذهب(*) الماركسي.

الجذور الفكرية والعقائدية:

إن الأسس التي قامت عليها الواقعية هي المذاهب الفلسفية المادية(*)، مثل الفلسفة (*) الوضعية التي انتشرت في فرنسا في النصف الأول من القرن التاسع عشر ورائدها الفيلسوف الفرنسي كونت التي ترفض كل ما هو غيبي، وتقتصر على عالم المادة والحس.

وكذلك تعد الفلسفة التجريبية التي تلتقي مع الوضعية في رفض الغيبيات من جذور الواقعية.

ومن الجذور الفكرية العميقة للواقعية الاشتراكية(*): الفلسفة المادية الجدلية(*) التي نادى بها ماركس وإنجلز التي تعد العقيدة الرسمية للشيوعية الدولية والتي من مفاهيمها أن المادة هي الوجود الحقيقي، وأن القيم العقلية انبثقت من العلاقات المادية بين الناس.

وكذلك ترتبط الواقعية بالنظرية الفلسفية التي ترى أن الحياة تنبت على الشر، وأن ما يبدو من مظاهر الخير ليس إلا طلاءً زائفاً يموه واقع الحياة الفكرية ويخفي طبيعة الإنسان الحقيقية.

وقد عبر الفيلسوف الإنكليزي هوبز عن هذا الاتجاه بقوله: "إن الإنسان ذئب لا هم له إلا الفتك بالإنسان".

وقد عمل دعاة الواقعية على ربط الإنسان الغربي بغرائزه وحيوانيته، وتوجيه نظره إلى التراب لا إلى السماء، وزادوا في ماديته، وساعدوا على إفساده وإيقاظ شهوته.

أما دعاة الواقعية الاشتراكية أو الشيوعية، الذين سطروا الكتب والمقالات والقصص والمسرحيات والأشعار في تمجيد الشيوعية، والزعم أنها الحقيقة للسعادة البشرية، فقد زادوا الإنسانية شقاء وتعاسة ومعيشة ضنكا، وقد تحطمت فلسفتهم في أوروبا الشرقية تحت مطارق الواقع المؤلم.. كما نرى بأم أعيننا الآن، إذ بدأت تتراجع بخطى سريعة إلى عفن التاريخ الذي لا يرحم، وتفكك ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي، وعاد الإسلام إلى الدول الإسلامية.

والإسلام يدعو إلى الاهتمام بالدنيا" اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً" ويرفض النظر بتشاؤم إلى تصاريف القدر وليس ثمة ما يمنع الإنسان من التأثير والتغيير في حياته والمجتمع الذي يعيش فيه. وقد كرم الإسلام الإنسان ولم يضعه في مصاف القرود واهتم بجانبه الروحي باعتباره – أي الإنسان – جسداً وروحاً، ولكلًّ مطالبه التي لا يجوز إغفالها ولا الاقتصار على أحدها دون الآخر. والمسلم يرفض النظرية الفلسفية التي تقول: "إن الحياة قد بنيت على الشر" والأديان (*) عموماً جاءت للقضاء على الشر والنهوض بالنفس البشرية.

ويتضح مما سبق:

أن الواقعية مذهب(*) أدبي فكري مادي ملحد، يصور الحياة كمادة ويرفض عالم الغيب ولا يؤمن بالله، ويرى أن الإنسان عبارة عن مجموعة من الغرائز الحيوانية، ويتخذ كل ذلك أساساً لأفكاره التي تقوم على الاهتمام بنقد المجتمع وبحث مشكلاته مع التركيز على جوانب الشر والجريمة، والميل إلى النزعات التشاؤمية وجعل مهمة النقد مركزة في الكشف عن حقيقة الطبيعة(*) كطبيعة بلا روح أو قيم. ومن هنا كانت آثار هذا المذهب الأدبي المدمرة على الشباب المسلم إذا لم يضع هذه الأمور في حسبانه وهو يتعامل مع الإفرازات الأدبية لهذا المذهب.



 توقيع : محمد أغ محمد

اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا
وعملا متقبلا


آخر تعديل محمد أغ محمد يوم 12-06-2009 في 09:18 PM.
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2009, 11:34 AM   #2
مراقب عام القسم الأدبي


الصورة الرمزية السوقي الخرجي
السوقي الخرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الواقعية من منظور إسلامي



موضوع جيد ياأديبنا محمد الحسني قرأته واستفدت منه.


 
 توقيع : السوقي الخرجي

غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس
قديم 12-09-2009, 12:37 PM   #3


الصورة الرمزية اليعقوبي
اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الواقعية من منظور إسلامي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الحسني نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لم يعقب النهضة الادبية إلا استقبال تيارات جارفة من الغرب ، وعنيفة في إعلان أفكارها ، فانقسم النقاد المسلون والمفكرون كشأنهم في كل وافد من الخارج ما بين معجب متبن لافكاره بكل جراة ووضوح ، ومعرض معارض لها بالكلية ،



أخي أحسنت بارك الله فيك في هذه الإطلالة وأفدت.. ولي أسئلة للمعرفة والعلم لا أقل ولا أكثر..
1) ذكرتم انقسام النقاد المسلمين والمفكرين إلى طائفتين... فمما يفيدني جدا ذكر أمثلة لكل من الاتجاهين خصوصا الإسلاميين منهم .
2) هل هناك مذهب وسط يمكن أن نضيفه إلى رأي النقد الإسلامي في الواقعية يتمثل في التركيز على اهتماماتها الاجتماعية والسياسية والطبيعية دون مجاراتها في إدليوجياتها الواضح تباينها للإسلام.. هل من قائل بهذا.
3)والثالث تساؤل هو: هل تتفق معي في أن تفسير الكاتب وشرحه وحديثه عن الواقعية غلب عليه جانب التركيز على إلحاديتها... أرى أنها مذهب أدبي إن اعتنقه المسلم أو الإسلامي كانت إسلامية أو البوذي كانت بودية أو اللاديني كانت إلحادية .. فما ذا ترى وأنت صاحب التخصص والاهتمام والعناية والمشكور على الإفادة والمهنأ بالعيد والأضاحي والإجازة والعوة....


 
 توقيع : اليعقوبي

[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).

صفحتي في الفيس بوك
https://www.facebook.com/nafeansari


رد مع اقتباس
قديم 12-10-2009, 11:59 PM   #4


الصورة الرمزية محمد أغ محمد
محمد أغ محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 78
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 09-27-2012 (01:03 AM)
 المشاركات : 299 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الواقعية من منظور إسلامي



لك مني كل الشكر والتقدير ،
1: بالنسبة للسؤال الأول ،
أعني بالتقسيم فقط عرض موقفنا نحن المسلمين في كل وافد علينا من الغرب ،وفي كل قضية ، وأنتم أعلم مني بهذا ..... أما ما يتعلق بالواقعية خصوصا فإلى الأن لم أر واقعيا مسلما غير روجي جارودي الذي أسلم ، ولم استبعد أن يكون هناك من يقبلها كما قلت ، مثل الدكتور الذي يدرسنا النقد الحديث ، وكل من على شاكلة د/ طه حسين ،متأكد أنهم سيعجبون بالفكرة ، أما الرافضون فيكفي مثالا الدكتور / محمد غنيم هلال مؤسس الادب المقارن بالنسبة للعرب ،
2: السؤال الثاني : (المذهب الوسط ) لا أراه ممكنا ، فالنظرية أصلا مبنية على الإلحاد والماركسية المادية ، فهي فكرية مادية قبل أن تكون أدبية ، فليس بينها وبين الأدب من علاقة سوى علاقة المروج بالبضاعة ، فمؤسسوها مفكرون طبيعيون ملحدون ماركسيون ،أنما شغلوا الأدب لنشرها ، ليس إلا ،وليست كالتفكيكية مثلا فهي رغم كونها غربية النشأة استفاد الأدب منها أيا كان ، وحظيت برواج كبير .....
فالواقعية باطل وتشاؤم وشذوذ فكري ، لعله ساعد على نشرها ما عاناه الروسيون من الاضطهاد والاستبداد .... من قيل الاتحاد السوفيتي ، لذالك نلاحظ تراجع وانقراض الفكرة قليلا قليلا بعد الاتحاد .
3: هذا هوالجواب عن السؤال الثالث ، فهناك تناقض كبير ومساحة واسعة بينها وبين الاسلام ، فتتناقض معها لأول مرة عندما ترفض الغيبيات ،وتجعل المادة إلها يسير الحياة ، .... إلى أخر معتفداتها الفاسدة .
فكيف يعتنفها مسلم ويبقى إسلامه ،؟؟؟؟؟؟؟ فهي كما قلت : ليست مذهبا أدبيا بقدر ما كانت اتجاها ماديا أوطبيعيا أو.....
وما سمعت إلى الان --__ وانا لم أسمع شيئا __ ب(الواقعية الإسلامية ) مثل ( الواقعية الاشتراكية)وربما لديكم الكثير ......
ولكن أستاذ النقد الحديث لدينا ممن يحاول إقناعنا دآئما بأهمية هذه الأفكار ، وانا أعارضه تماما ، وهو قد اقتنع بها من المغرب ، وعنوان رسالته الدكتراه ( الرواية العربية المعاصرة مقاربة سوسيونصية).
فلا شك أنه ابتلعها من بيئة تومن بالحضارة الأوربية أيما إيمان .
هذا والله أعلم .



 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع