البدر المشهود في سيرة السيد الشريف هود

جرم فتك النصارى بمجتمعات وسيادات: صحرائنا الغالية

هذا وإن جيش الاستعمار لما أحكم قبضته على سيادة مجتمعات صحرائنا العزيزة ككل، قام بتصفية رجالات مجتمعات صحرائنا...
وذلك حين غلبوا على سيادة مجتمعات أفقنا بقوتهم الاستعمارية الفتاكة، بعد مشيئة الله النافذة.
من ذلك ما جرى للسيد المناضل أوضن ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ سيد قبيلة: إقودرن في وقته.
ذلك أنه لما بلغ الأمر مبلغه في شدة الوطأة عليه وعلى من تحت سيادته من قبل قوات الغزاة الظلمة ـ الاستعمار الفرنسي...
وقد انتهى غدرهم البغيض بتلك المجتمعات أن ألقت النصارى القبض على سيدهم الأمير وهو السيد أوضن ـ أيام سلطان سيادته.
فاعتقلوه وبقي في أيدي أولئكم النصارى الظلمة مسجونا عندهم، حتى نقلوه إلى باماكو، فمات في السجن هناك ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ كلما ترحم المترحمون على من قتل من المسلمين في أيدي الكفار ـ اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأزل الشرك والمشركين، يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

قبائل محيط قبيلة: إقودرن

قلت: إن القبائل الحليفة لسيادة قبيلة: إقودرن، وقتئذ:
· قبيلة: كلَ اهْكَكْ ـ إحدى قبائل: إموشاغ ـ ذات التاريخ المجيد.
ومن أشهر أعيان قبيلة: كل اهككن في عصرنا هذا: السيد الفاضل محمد عثمان ـ أغ عثمان.
قلت: إن السيد محمد عثمان من سادات صحرائنا النبلاء المشاهير، وهو من رجالاتها السياسيين القائمين بمساع جليلة مشكورة، خاصة في أعمال الخير ـ حفظه الله تعالى، وأجزل له المثوبات جزاء دوره الخيري البارز.
وهو ممن يتمتع بخلق رضي، وحب للدين وأهله، ولعلي إن وجدت فرصة أن أتناول شيئا من سيرته وتاريخ قبيلته السيادية الشهيرة.
هذا وللسيد محمد عثمان حق على كتاب تاريخ أفقه، خاصة في ذكر سيرته، لأنه شخصية بارزة سياديا، وسياسيا، واجتماعيا، وغير ذلك من خصال النبلاء.
فإن وجدت فرصة تدوين شيء من سيرته، سأضمها في مصنف خاص بأعيان صحرائنا ـ بإذن الله تعالى ـ تحت عنوان: سرايا القادة فيمن جمعني وإياه صداقة أو لقاء من الأعيان السادة.
· قبيلة: كل أولي: إحدى قبائل: إمغاد ـ الشهيرة المجد.
· قبيلة: كل جنششي: إحدى قبائل: كل أسوك ـ السوقيين ـ ذات التاريخ المجيد.
قلت: وقد جمعت عن قبيلة: كل جنششي ما نشرته ـ نشر التصنيف، باسم: رعود العشي في ذكر مناقب ومآثر كل جنششي.
· قبيلة: كل الحرمة: إحدى القبائل المعدودة في قبائل أهل العلم والفضل....
· قبيلة: أنَّواكِتَن: إحدى قبائل صحراء الطوارق، المعروفة.
· قبيلة: إكُورْشانْ: إحدى قبائل صحراء الطوارق، المعروفة.
· قبيلة: كَلَ اماسِنْ: إحدى قبائل صحراء الطوارق، المعروفة.
· من في محيط قبيلة: إقودرن، من قبائل: سُنْغَيْ.
قلت:إن مجتمع سنغي أحد مجتمعات صحرائنا الشهير، الذي لعب دورا يذكر فيشكر في تاريخ صحرائنا، فينبغي أن ينالهم كتاب التاريخ بذكر تاريخهم.
هذا وقد جمعت شيئا من تاريخهم، بل بعضه نشر كما في تاريخ: كل قابرو...
فكل ما وجدت من تاريخهم ما يليق بالتصنيف والنشر أبرزته ـ بإن الله تعالى ـ لأنهم مجتمعنا، وتاريخهم تاريخنا، ومآثرهم مآثرنا، والعكس كذلك لأن مجتمع صحرائنا من: الطوارق، والعرب، والسنغي، والفلاتة مجتمع أخوي شقيق إسلاما وجوارا ونهوضا بمسؤوليات صحرائهم ـ دينيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ـ قديما وحديثا.

ما آل إليه شأن قبيلة: إقودرن، وحلفائها

قلت: إن ما آل إليه أمر هذه القبيلة، والقبائل المتحالفة معها، هو: أن اجتمعت فيما بينها لمحاولة الخروج من التصادم مع الاستعمار بالصلح...
فتصالحوا مع القوة الغازية الاستعمارية صلحا أعاد استقرار الأمر نوعا ما مع ما توالى عليهم من نكبات إثر المعارك الجهاد، التي خلفها اعتداء الاستعمار الفرنسي الظالم الغاشم بالقيام في اعتقالات في صفوف سيادتهم...
وقد زاد الطين بلة اضطراب في استقرار السيادة مرة بالاعتقال، وتارة من جهة قصر عمر سيادة بعضهم، كالسيد واقد ابن السيد المحمود الشريف، الذي ما لبث في سيادة قبيلته ومن في محيطها إلا سنة واحدة، ثم توفي ـ رحمه الله تعالى.

سيادة قبيلة إقودران في هذا العصر

إن سيادة هذه القبيلة الآن، معقودة للسيد الشريف أتا أغ هود ـ رحم الله السلف وبارك الله في الخلف.
ولعلي أجد فرصة لتناول تاريخها الحاضر، بذكر بيوتاتها، ورجالاتها، ومآثر أعيانها.
هذا وإن قبيلة إقودرن بصفة عامة، تنسقم إلى قسمين:
قسم في محيط منطقة: قوسي، وقد تناولت شيئا من تاريخها ومآثرها، في مصنف خاص، تحت عنوان: السهم الصائب في سيرة السيد الشريف إبراهيم أغ ساقب.
ولعلي أجد أيضا فرصة لتناول تاريخها الحاضر، بذكر بيوتاتها، ورجالاتها، ومآثر أعيانها.
وقسم القبيلة الآخر: من في محيط منطقة: تغارست، وهذا القسم، هو الذي تناولته في هذا المصنف، تحت عنوان: البدر المشهود في سيرة السيد الشريف هود.
هذا وقد قيدت مزيدا من تاريخ هذه القبيلة عن أحد أعيانها السيد اليزيد ـ حفظه الله، وشكر له.
لذا فإني أتحين فرصة نشر ذلك التاريخ بصفة خاصة، لما نهجته من نهج أهل المساند...
علما أن كل قسم من أقسام هذه القبيلة السيادية الشهيرة، تناولته بسم: قبيلة إقودرن، عند ذكره، ولم ألجأ إلى مصلح تقسيم القبيلة إلى بعض مصطلحات فروعها، لاشتهار اسم فروع قبائل محيطنا بسم: القبائل.
فلذلك اتبعت المعمول به، وتركت التعرج إلى مصطلحات المؤرخين في القبائل، وما تفرع منها، خاصة في هذه الفترة ـ فترة الجمع ـ وإن كنت انتهجت منهج صنيع آخر، معروف لدى أهل العلم والمعرفة، وهو ما ملخص دلالته الفقهية: العمل بالمعمول به وترك المشهور.

الخاتمة

وفي ختام المسك ـ أشكر الله الذي بنعمته تتم الصالحات، ثم من مدني بنقولات تاريخ هذه القبيلةالكريمة...
هذاوإن كان قليلا مادون في حقهم، وحسبي أن ما لم أذكره من أخبارهم ومآثرهم سلفا وخلفا، هو مما لم أحظ به،ولعلي أن أجد فرصةأخرى لائقة بلقط درر مآثرهم وآثارهم...
بهذا نصل إلى ما نسأل الله أن يتقبل صالح عمله،ويتجاوز عني سيئه، وأن لا يجعلنا ممن يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
فيكونوا ممن ضل سبيل الهدى ـ نعوذ بالله من ذلك ـ إن ربي لسميع الدعاء.

قاله وكتبه الراجي عفو ربه ورضاه، الغني عمن سواه.

يحي بن إبراهيم السوقي







بتاريخ



26/6/1435هـ