العودة   منتديات مدينة السوق > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-15-2012, 09:15 AM
مراقب عام القسم التاريخي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5562 يوم
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : السوقي الأسدي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت



الترصيع:
الحمد الله الذي قد ندبا**لكي نميز البيع عن لبس الربا
ومن للمؤلفين الكتبا**تكشف عن عين الفؤاد الحجبا
إذا حجاب دون علم ضربا

جزا الله قائل هذه الأبيات خير الدنيا والآخرة.
لما تضمنته من معان صدق، في كتب المتمسكين بالكتاب والسنة، وما عليه السلف الصالح.
الذين منهم هذا العالم العلامة المفسر محمد جمال الدين القاسمي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ في هذه المسألة، التي ضل فيها، من اتبع غير سبيل المؤمنين فيها، فساء سبيلا.
وقد ارتأينا الاختصار ما يتعلق بهذه المسألة التي من لم يتبع فيها السلف الصالح، فإنه قد ضل ضلالا مبينا، جاهلا كان، فضلا أن يكون من أهل العلم ـ نعوذ بالله من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع ـ اللهم آمين.
فالآن مع العلامة القاسمي في تفسيره قوله تعالى: { فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً }.
تنبيهات :
الأول - الوجيه : لغة بمعنى السيد ، كالوجه ، يقال : هؤلاء وجوه البلد ووجهاؤه ؛ أي : أشرافه ، وبمعنى ذي الجاه - والجاه القدر والمنزلة ، مقلوب عن وجه ، فلما أخرت الواو إلى موضع العين ، وصارت جَوَها ، قلبت الواو ألفاً . فصارت جاهاً ، وكذا في القاموس وشرحه .
الثاني - قال الزمخشري : وجيها ؛ أي : ذا جاه ومنزلة عنده ، فلذلك كان يميط عنه التهم ويدفع الأذى ويحافظ عليه لئلا يلحقه وصم ولا يوصف بنقيصة ، كما يفعل الملك بمن له عنده قربة ووجاهة . وقال ابن جرير : أي : كان موسى عند الله مشفّعاً فيما يسأل ، ذا وجه ومنزلة عنده ، بطاعته إياه ، أي : مقبولاً ومجاباً فيما يطلب لقومه من الله تعالى ، عناية منه تعالى وتفضيلاً .
الثالث - اتخذ العامة ، وكثير من المتعالمين ، وصف الوجاهة للأنبياء ذريعة للطلب والرغبة منهم ، مما لا ينطبق على عقل ولا نقل ، ولا يصدق على المعنى اللغوي بوجه ما ، وقد كتب في ذلك الإمام الشيخ محمد عبده فُتْيا ، أَبَان وجه الصواب فيما تشابه من هذه المسألة ، وذلك أنه سئل ، رحمه الله ، عمن يتوسل بالأنبياء ، والأولياء ، معتقداً أن النبي أو الولي يستميل إرادة الله تعالى عما هي عليه ، كما هو المعروف للناس من معنى الشفاعة والجاه عند الحاكم ، وأن التوسل بهم إلى الله تعالى كالتوسل بأكابر الناس إلى الحكام .
فقال امرؤ : إن هذه مخل بالعقيدة ، وإن قياس التوسل إلى الله تعالى على التوسل بالحكام محال ، وإن عقيدة التوحيد أن لا فاعل ولا نافع ولا ضار إلا الله تعالى ، وإنه لا يدعى معه أحد سواه ، كما قال تعالى : { فَلا تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَداً } [ الجن : 18 ] ، وإن النبي صلّى الله عليه وسلم ، وإن كان أعظم منزلة عند الله تعالى من جميع البشر ، وأعظم الناس جاهاً ومحبة ، وأقربهم إليه ، ليس له من الأمر شيء ، ولا يملك للناس ضراً ولا نفعاً ولا رشداً ولا غيره ، كما في نص القرآن .
وإنما هو مبلغ عن الله تعالى ، ولا يتوسل إليه تعالى إلا بالعمل بما جاء على لسانه صلّى الله عليه وسلم ، واتباع ما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة المجتهدون من هديه وسنته ، وإنه لا سبب لجلب المنافع ودفع المضارّ إلا ما هدى الله الناس إليه ، ولا معنى للتوسل بنبي أو ولي إلا باتباعه والاقتداء به ، يرشدنا إلى هذا كثير من الآيات الواردة في القرآن العظيم ، كقوله تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } [ آل عِمْرَان : 31 ] ، { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ } [ الأنعام : 153 ] ، إلى غير ذلك من الآيات . وإن كان هو الصواب فأرجو إقراري عليه كتابة ، لأدافع بذلك من أساء بي الظن .
فأجاب رحمه الله ، بعد البسملة والحوقلة : اعتقادك هذا هو الاعتقاد الصحيح ، ولا يشوبه شوب من الخطأ ، وهو ما يجب على كل مسلم يؤمن بما جاء به محمد صلّى الله عليه وسلم أن يعتقده ؛ فإن الأساس الذي ينبت عليه رسالة النبي محمد صلّى الله عليه وسلم هو هذا المعنى من التوحيد ، كما قال الله تعالى : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ } [ الإخلاص : 1 - 2 ] و : { الصَّمَدُ } هو الذي يقصد في الحاجات ، ويتوجه إليه المربون في معونتهم على ما يطلبون ، وإمدادهم بالقوة فيما تضعف عنه قواهم ، والإتيان بالخبر على هذه الصورة يفيد الحصر ، كما هو معروف عند أهل اللغة ، فلا صمد إلا هو .
وقد أرشدنا إلى وجوب القصد إليه وحده بأصرح عبارة في قوله : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } [ البقرة : 186 ] ، وقد قال الشيخ محي الدين بن العربي ، شيخ الصوفية ، في صفحة 226 من الجزء الرابع من " فتوحاته " عند الكلام على هذه الآية : إن الله تعالى لم يترك لعبده حجة عليه . بل لله الحجة البالغة ، فلا يتوسل إليه بغيره ؛ فإن التوسل إنما هو طلب القرب منه ، وقد أخبرنا الله أنه قريب ، وخبره صدق . انتهى ملخصاً .
على أن الذين يزعمون جواز شيء مما عليه العامة اليوم في هذا الشأن ، إنما يتكلمون فيه بالمبهمات ، ويسلكون طرقاً من التأويل لا تنطبق على ما في نفوس الناس . ويفسرون الجاه والواسطة بما لا أثر له في مخيلات المعتقدين . فأي حالة تدعوهم إلى ذلك ؟ وبين أيديهم القرون الثلاثة الأولى ، ولم يكن فيها شيء من هذا التوسل ، ولا ما يشبهه بوجه من الوجوه ، وكتب السنة والسير بين أيدينا شاهدة بذلك ، فكل ما حدث بعد ذلك فأقل أوصافه أنه بدعة في الدين وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
وأسوأ البدع ما كان فيه شبهة الإشراك بالله تعالى وسوء الظن به ، كهذه البدع التي نحن بصدد الكلام فيها ، وكأن هؤلاء الزاعمين يظنون أن في ذلك تعظيماً لقدر النبي صلّى الله عليه وسلم ، أو الأنبياء أو الأولياء ، مع أن أفضل التعظيم للأنبياء هو الوقوف عندما جاءوا به ، واتقاء الزيادة عليهم فيما شرعوه بإذن ربهم . وتعظيم الأولياء يكون باختيار ما اختاروه لأنفسهم . وظن هؤلاء الزاعمين أن الأنبياء والأولياء يفرحون بإطرائهم , وتنظيم المدائح وعزوها إليهم ، وتفخيم الألفاظ عند ذكرهم ، واختراع شؤون لهم مع الله ، لم ترد في كتاب الله ولا في سنة رسوله ولا رضيها السلف الصالح .
هذا الظن بالأنبياء والأولياء هو أسوأ الظن ؛ لأنهم شبهوهم في ذلك بالجبارين من أهل الدنيا ، الذين غشيت أبصارهم ظلمات الجهل قبل لقاء الموت ، وليس يخطر بالبال أن جباراً لقي الموت وانكشف له الغطاء عن أمر ربه فيه ، يرضى أن يفخمه الناس بما لم يشرعه الله . فكيف بالأنبياء والصديقين ؟
إن لفظ الجاه الذي يضيفونه إلى الأنبياء والأولياء عند التوسل ، مفهومه العرفي هو السلطة . وإن شئت قلت نفاذ الكلمة عند من يستعمل عليه أو لديه ، فيقال فلان اغتصب مال فلان بجاهه ، ويقال فلان خلص فلاناً من عقوبة الذنب بجاهه ، لدى الأمير أو الوزير مثلاً ، فزعم زاعم أن لفلان جاهاً عند الله بهذا المعنى ، إشراك جلي لا خفي ، وقلما يخطر ببال أحد من المتوسلين معنى اللفظ اللغوي ، وهو المنزلة والقدر ، على أنه لا معنى للتوسل بالقدر والمنزلة نفسها ؛ لأنها ليست شيئاً ينفع . وإنما يكون لذلك معنى ، لو أوّلت بصفة من صفات الله ، كالاجتباء والاصطفاء ، ولا علاقة لها بالدعاء ولا يمكن لمتوسل أن يقصدها في دعائه ، وإن كان الآلوسي بنى تجويز التوسل بجاه النبي خاصة على ذلك التأويل . وما حمله على هذا إلا خوفه من ألسنة العامة وسباب الجهال ، وهو مما لا قيمة له عند العارفين . فالتوسل بلفظ الجاه مبتدع بعد القرون الثلاثة ، وفيه شبهة الشرك والعياذ بالله ، وشبهة العدول عما جاء به الرسول صلّى الله عليه وسلم ، فلم الإصرار على تحسين هذه البدعة ؟
يقول بعض الناس : إن لنا على ذلك حجة لا أبلغ منها . وهي ما رواه الترمذي بسنده إلى عثمان بن حنيف رضي الله عنه قال : إن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلّى الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافني . فقال : < إن شئت دعوت , وإن شئت صبرت فهو خير لك > . قال : فادعه . قال فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ، ويدعو بهذا الدعاء : < اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة . يا محمد ! إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي . اللهم فشفعه في > . قال الترمذي وهو حديث حسن صحيح غريب .
ونقول أولاً : قد وصف الحديث بالغريب ، وهو ما رواه واحد ، ثم يكفي في لزوم التحرز عن الأخذ به ، أن أهل القرون الثلاثة لم يقع منهم مثله ، وهم أعلم منا بما يجب الأخذ به من ذلك ، ولا وجه لابتعادهم عن العمل به ، إلا علمهم بأن ذلك من باب طلب الاشتراك في الدعاء من الحي ؛ كما قال عمر رضي الله عنه ، في حديث الاستسقاء : إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلّى الله عليه وسلم فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبيك العباس فاسقنا ، قال ذلك ، رضي الله عنه ، والعباس بجانبه يدعو الله تعالى ، ولو كان التوسل ما يزعم هؤلاء الزاعمون ، لكان عمر يستسقي ويتوسل بالنبي صلّى الله عليه وسلم ، ولا يقول كنا نستسقي بنبيك ، وطلب الاشتراك في الدعاء مشروع حتى من الأخ لأخيه ، بل ويكون من الأعلى للأدنى ، كما ورد في الحديث ، وليس فيه ما يخشى منه ، فإن الداعي ومن يشركه في الدعاء وهو حيّ ، كلاهما عبد يسأل الله تعالى ، والشريك في الدعاء شريك في العبودية ، لا وزير يتصرف في إرادة الأمير كما يظنون : { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } [ الصافات : 180 ] .
ثم المسألة داخلة في باب العقائد ، لا في باب الأعمال ، ذلك أن الأمر فيها يرجع إلى هذا السؤال : هل يجوز أن نعتقد بأن واحداً سوى الله يكون واسطة بيننا وبين الله في قضاء حاجاتنا أو لا يجوز ؟ أما الكتاب فصريح في أن تلك العقيدة من عقائد المشركين ، وقد نعاها عليهم في قوله : { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ } [ يونس : 18 ] ، سورة يونس ، وقد جاء في السورة التي نقرؤها كل يوم في الصلاة : { وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } فلا استعانة إلا به ، وقد صرح الكتاب بأن أحداً لا يملك للناس من الله نفعاً ولا ضراً ، وهذا هو التوحيد الذي كان أساس الرسالة المصطفوية كما بيّنا .
ثم البرهان العقلي يرشد إلى أن الله تعالى في أعماله لا يقاس بالحكام ، وأمثالهم في التحول عن إرادتهم ، بما يتخذه أهل الجاه عندهم ، لتنزّهه جل شأنه عن ذلك ، ولو أراد مبتدع أن يدعو إلى هذه العقيدة ، فعليه أن يقيم عليها الدليل الموصل إلى اليقين ، إما بالمقدمات العقلية البرهانية أو بالأدلة السمعية المتواترة ، ولا يمكنه أن يتخذ حديثاً من حديث الآحاد دليلا على العقيدة مهما قوي سنده ، فإن المعروف عند الأئمة قاطبة أن أحاديث الآحاد لا تفيد إلا الظن { وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً } [ النجم : 28 ] ، انتهى كلامه رحمه الله .
ثم راجعت " اقتضاء الصراط المستقيم " للإمام العلم تقي الدين ابن تيمية رضي الله عنه . فرأيته ذكر نحواً من ذلك ، وعبارته : فالوسيلة التي أمر الله بابتغائها ، تعم الوسيلة في عبادته وفي مسألته ، فالتوسل إليه بالأعمال الصالحة التي أمر بها ، وبدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم ، ليس هو من باب الإقسام عليه بمخلوقاته.
ومن هذا الباب استشفاع الناس بالنبي صلّى الله عليه وسلم يوم القيامة ، فإنهم يطلبون منه أن يشفع لهم إلى الله ، كما كانوا في الدنيا يطلبون منه أن يدعوَ لهم في الاستسقاء وغيره ، وقول عمر رضي الله عنه : إنا كنا ، إذا أجدبنا ، توسلنا إليك بنبينا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا . معناه نتوسل بدعائه وشفاعته وسؤاله ، ونحن نتوسل إليك بدعاء عمه وسؤاله وشفاعته ، ليس المراد به ، إنا نقسم عليك به ، أو ما يجري هذا المجرى مما يفعل بعد موته وفي مغيبه ، كما يقوله بعض الناس : أسألك بجاه فلان عندك ، ويقولون : إنا نتوسل إلى الله بأنبيائه وأوليائه ، ويروون حديثاً موضوعاً : < إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي ، فإن جاهي عند الله عريض > فإنه لو كان هذا هو التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه ، كما ذكر عمر رضي الله عنه ، لفعلوا ذلك بعد موته ، ولم يعدلوا عنه إلى العباس ، مع علمهم أن السؤال به والإقسام به ، أعظم من العباس ، فعلم أن ذلك التوسل الذي ذكروه ، وهو مما يفعل بالأحياء دون الأموات ، وهو التوسل بدعائهم وشفاعتهم ؛ فإن الحي يطلب منه ذلك والميت لا يطلب منه شيء ، لا دعاء ولا غيره ، وكذلك حديث الأعمى ؛ فإنه طلب من النبي صلّى الله عليه وسلم أن يدعوا له ليردّ الله عليه بصره . فعلّمه النبي صلّى الله عليه وسلم دعاءً أمره فيه ، أن يسأل الله قبول شفاعة نبيه فيه ، فهذا يدل على أن النبي صلّى الله عليه وسلم شفع فيه ، وأمره أن يسأل الله قبول شفاعته ، وأن قوله < أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة > أي : بدعائه وشفاعته ؛ كما قال عمر : كنا نتوسل إليك بنبينا . فلفظ : التوجه ، والتوسل في الحديثين بمعنى واحد . ثم قال : يا محمد ! يا رسول الله ! إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها . اللهم ! فشفعه في . فطلب من الله أن يشفع فيه نبيه . وقوله : يا محمد ! يا نبي الله ! . هذا وأمثاله نداء . يطلب به استحضار المنادى في القلب ، فيخاطب المشهود بالقلب ؛ كما يقول المصلّي : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . والْإِنْسَاْن يفعل مثل هذا كثيراً ، يخاطب من يتصوره في نفسه ، وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب ، فلفظ التوسل بالشخص والتوجه به والسؤال به ، فيه إجمال واشتراك ، غلظ تسببه من لم يفهم مقصد الصحابة ، يراد به التشبث به [ في الأصل : التسبب به ] لكونه داعياً وشافعاً مثلاً ، أو لكونه الداعي محبّباً له ، مطيعاً لأمره ، مقتدياً به . فيكون التسبب إما بمحبة السائل له واتباعه له ، وإما بدعاء الوسيلة وشفاعته ، ويراد به الإقسام به والتوسل بذاته ، فلا يكون التوسل ، لا شيء منه ولا شيء من السائل ، بل بذاته أو بمجرد الإقسام به على الله . فهذا الثاني هو الذي كرهوه ونهوا عنه . انتهى . الكتاب : محاسن التأويل
المؤلف : محمد جمال الدين القاسمي
مصدر الكتاب : برنامج تاج الأصول من أحاديث الرسول
[الكتاب] مرقم آليا غير موافق للمطبوع
أعده للشاملة: أبو عبد الله السسقي ومحمد الألخاسي.



 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 02-18-2012, 09:31 AM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت



الوزر العظيم في العمل بحديث: توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم.
الأحاديث الضعيفة والموضوعة:
قال الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى: وأما القسم الثاني من أحاديث التوسل، فهي أحاديث ضعيفة، تدل بظاهرها على التوسل المبتدع.
قلت: ونحن مع نقولات من كتاب: التوسل المشروع والممنوع.
فيما يتعلق بقسم المردود من أحاديث التوسل الممنوع، الذي بلغ حب الانتصار له من قبل أربابه، إلى أحاديث أقل درجاتها الضعف، وعامتها موضوعة، وكلها مردودة عند أهل العلم بالحديث النبوي الشريف، مبينين عوارها، وكاشفين زيفها، خدمة للإسلام والمسلمين ـ أجزل الله لهم أعظم المثوبات، يوم يقال: وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون.
ثم هذه أمثلة من أحاديث التوسل الممنوع الضعيفة:
· توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم...
قال ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى: هذا الحديث كذب، ليس في شيء من كتب المسلمين، التي يعتمد عليها أهل الحديث...
· إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور....
قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: هذا حديث كذب مفترى على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإجماع العارفين بحديثه....
· يا ربي أسألك بحق محمد...
قال الإمام الذهبي خبر باطل، وموضوع.
ووافقه الإمام ابن حجر ـ رحمهما الله تعالى.
قال الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى: ومع كون هذين الحديثين ضعيفين، فهما مما لا يدلان على التوسل بالمخلوقين أبدا.
وإنما يعودان إلى أحد أنواع التوسل المشروع...
وهو التوسل إلى الله تعالى بصفة من صفاته ـ عز وجل ـ لأن فيهما التوسل بحق السائلين على الله، وبحق ممشى المصلين، فما هو حق السائلين على الله تعالى؟ لا شك أنه إجابة دعائهم، وإجابة دعاء عباده صفة من صفاته ـ عز وجل.
وكذلك حق ممشى المسلم إلى المسجد، هو أن يغفر الله له، ويدخله الجنة.
ومغفرة الله تعالى، ورحمته، وإدخاله بعض خلقه ممن يطيعه الجنة، كل ذلك صفات له تبارك وتعالى.
وبهذا تعلم أن الحديث الذي يحتج به المبتدعون ينقلب عليهم، ويصبح بعد فهمه فهما جيدا حجة لنا ـ والحمد لله على توفيقه.
كتاب: التوسل أنواعه وأحكامه.
وقال الشيخ المحدث حماد بن محمد الأنصاري ـ رحمه الله ـ: وهذا كله مع أن الحديث خارج عن الموضوع، لأن الغماري ساقه مستدلا به، على التوسل بالذوات.
فليس في توسل بالذوات، بل هو توسل بحق تفضل الله به على من سأله ودعاه، وحده وهو الإجابة في قوله تعالى: ادعوني استجب لكم.
كتاب: تحفة القاري في الرد على الغماري.
· إذا أصبح استفتح بصعاليك المهاجرين.
حديث مرسل....
فثبت بذلك ضعف الحديث.
قال الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ: إن الحديث لو صح فلا يدل إلا على مثل ما دل عليه حديث عمر، وحديث الأعمى من التوسل بدعاء الصالحين...
فقد علمنا بهذا الحديث أن الاستنصار بالصالحين يكون بدعائهم، وصلاتهم، وإخلاصهم، وكذا الاستفتاح.
وبهذا يكون الحديث إن صح دليلا على التوسل المشروع، وحجة على التوسل المبتدع ـ والحمد لله.
كتاب: التوسل أنواعه وأحكامه.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 02-20-2012, 09:33 AM   #3
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت



الترصيع:
· أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي ـ فقال: يا رسول الله استسق لأمتك، فإنهم هلكوا....
أثر باطل.
قال المحدث العلامة الألباني ـ رحمه الله تعالى:
إنها ـ أي: القصة ـ مخالفة لما ثبت في الشرع، من استحباب إقامة صلاة الاستسقاء لاستنزال الغيث من السماء.
كما ورد في الأحاديث الكثيرة، وأخذ به جماهير الأئمة، بل هي مخالفة لما أفادته الآية من الدعاء والاستغفار...
((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا)).
وهذا ما فعله عمر بن الخطاب، حيث استسقى وتوسل بدعاء العباس، كما سبق بيانه.
وهذا كانت عادة السلف الصالح، كلما أصابهم القحط أن يصلوا، ويدعوا.
ولم ينقل عن أحد منهم مطلقا أنه التجأ إلى قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وطلب منه الدعاء للسقيا.
ولو كان ذلك مشروعا لفعلوه، ولو مرة واحدة.
فإذا لم يفعلوه دل ذلك على عدم مشروعية ما جاء في القصة.
كتاب: التوسل أنواعه وأحكامه.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 02-22-2012, 08:25 AM   #4
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت



السقف المرفوع بالمتأله به لله تعالى من التوسل المشروع
التوسل المشروع:
· هو كل وسيلة تقرب العبد إلى الله ـ سبحانه وتعالى.
· وأذن فيها الشارع الحكيم، ندباً أو إباحة.
وهو التقرب إلى رضوان الله تعالى، بما يحبه، ويرضاه، من العبادات:
· الواجبة.
· أو المستحبة.
سواء كانت أقوالا، أو أفعالا، أو اعتقادات...
واعلم أخي الموحد ـ وفقني الله تعالى وإياك لكل خير:
أن التوسل المشروع، والصحيح إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ هو:
التوسل الذي أمر به الله ـ عز وجل ـ في كتابه العزيز، وبينه رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سنته، وعمل سلف هذه الأمة من الصحابة، والتابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يومنا هذا، وأجمع عليه المسلمون، ولا خلاف فيه بينهم. والتوسل المشروع أنواع عديدة، أهمها يتخلص في ثلاثة أنواع:
أولاً: التوسل إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
ثانياً: التوسل إلى الله تعالى، بالأعمال الصالحة.
ثالثاً: التوسل إلى الله تعالى بدعاء الصالحين.
كتاب: التوسل المشروع والممنوع.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-23-2012 الساعة 12:56 PM

رد مع اقتباس
قديم 02-25-2012, 08:36 AM   #5
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت



الترصيع:
أولا: التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
إن التوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، من خير الوسائل، وأعظمها، وأنفعها، للعبد المسلم، حين يدعو ربه ـ سبحانه ـ بها.
فإن ذلك من أعظم أسباب إجابة الدعاء، كما جاءت بذلك الأدلة، قال سبحانه وتعالى:
((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)).
قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك...
أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك...
إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحا)).
رواه أحمد، وصححه الألباني.
((اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحييني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي...))
رواه النسائي، وصححه الألباني.
((يا حي يا قيوم، برحمتك أثتغيث)).
رواه الترمذي، وصححه الألباني.
((أعوذ بالله وقدرته، من شر ما أجد وأحاذر))
رواه مسلم.
قال الإمام الألباني ـ رحمه الله رحمة واسعة:
فهذه الأحاديث، وما شابهها تبين مشروعية التوسل إلى الله تعالى:
· باسم من أسمائه.
· أو صفة من صفاته.
وأن ذلك مما يحبه الله ويرضاه، ولذلك استعمله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.
وقد قال الله تبارك وتعالى: ((وما آتاكم الرسول فخذوه)).
فكان من المشروع لنا أن ندعو بما دعاه به ـ صلى الله عليه وسلم.
فذلك خير ألف مرة، من الدعاء، بأدعية ننشؤها، وصيغ نخترعها.
قلت: هذا من الدر المكنون في مجوهرات نصوص، وفصوص: كتاب: التوسل المشروع والممنوع.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-25-2012 الساعة 09:16 AM

رد مع اقتباس
قديم 02-27-2012, 08:52 AM   #6
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت




من الترصيع:
ثانيا: التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة.
التوسل إلى الله بعمل صالح قام به الداعي من التوسلات المشروعة.
وصيغة ذلك أن يذكر المسلم بين يدي دعائه عملا صالحاً قام به، ليكون سببا في حصول مطلوبه، كقوله عند دعائه: ((اللهم بإيماني بك، وبمحبتي لك، وباتباعي لرسولك محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبإيماني به، ومحبتي له، أن تفرج عني كربتي، وترحمني، وتغفر لي))... ونحو ذلك.
والدليل على مشروعية هذا النوع من التوسل، قوله تعالى:
((ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين))
وقوله تعالى: ((ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار))
والدليل من السنة، ما تضمنته قصة أصحاب الغار.
فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم، حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح عملكم.
فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا، فنأبي في طلب شيء يوما، فلم أرح عليهما، حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما، حتى برق الفجر، فاستيقظا، فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا، لا يستطيعون الخروج...
وقال الآخر: اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إليّ، فأردتها عن نفسها، فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت حتى إذا قدرت عليها، فقالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها، وهي من أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها ـ اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك، ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا، لا يستطيعون الخروج...
وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أُجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد، ترك الذي له وذهب.
فثمّرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله أدي إليّ أجري، فقلت له: كل ما ترى من أجرك، من الإبل، والبقر، والغنم، والرقيق.
فقال: يا عبد الله لا ستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه، فلم يترك منه شيئا ـ اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون.
رواه البخاري في: كتاب الإجارة.
ومسلم في: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار.
قلت: هذا من الدر المكنون في مجوهرات نصوص، وفصوص: كتاب: التوسل المشروع والممنوع.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-27-2012 الساعة 10:05 AM

رد مع اقتباس
قديم 02-29-2012, 08:22 AM   #7
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت



من الترصيع:
ثالثا: التوسل إلى الله، بدعاء الصالحين.
وهو التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح الحي، الذي ترجى إجابة دعائه، عند الله تبارك وتعالى.
((كأن يقع المسلم في ضيق شديد، أو تحل به مصيبة كبيرة، ويعلم من نفسه التفريط في جنب الله ـ تبارك وتعالى ـ فيحب أن يأخذ بسبب قوي إلى الله، فيذهب إلى رجل صالح، يعتقد فيه الصلاح والتقوى، أو الفضل والعلم بالكتاب والسنة.
فيطلب منه أن يدعو له ربه، ليفرج عنه كربه، ويزيل همه)).
قاله الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه: التوسل أنواعه وأحكامه.
فهذا النوع من التوسل المشروع، دل عليه الكتاب والسنة، وأرشدا إليه.
قال تعالى في كتابه حكاية عن عباده المؤمنين:
((قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين*قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم))
ومن التسول بدعاء النبي في حياته، توسل ذلك الأعرابي بطلب الدعاء منه ـ صلى الله عليه وسلم.
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه: أن رجلا دخل يوم الجمعة...
ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قائم يخطب، فاستقبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قائماً، فقال: يا رسول الله، هلكت المواشي، وانقطعت السبل ـ فادع الله يغيثنا ـ فرفع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يديه فقال: اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا...
فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت، ثم أمطرت.
رواه البخاري، في: الاستسقاء.
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: إن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتسقينا.
وإنما نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا.
رواه البخاري، في الاستسقاء.
ومعنى قول عمر ـ رضي الله عنه ـ أي: إنا كنا نقصد نبينا محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونطلب منه أن يدعو، ونتقرب إلى الله تعالى بدعائه.
والآن قد انتقل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الرفيق الأعلى، ولم يعد من الممكن أن يدعو لنا، فإننا نتوجه إلى عم نبينا العباس، ونطلب منه أن يدعو لنا...
فما إن برحوا حتى سقاهم الله.
إن السماء قحطت، فخرج معاوية بن أبي سفيان، وأهل دمشق يستسقون...
قال: أين يزيد بن الأسود الجرشي؟ فناداه الناس، فأقبل يتخطى الناس، فأمره معاوية، فصعد، فقعد عند رجليه، فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا، وأفضلنا، اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بيزيد بن الأسود الجرشي، يا يزيد ارفع يديك إلى الله.
فرفع يديه، ورفع الناس أيديهم...
فسقينا حتى كاد الناس، أن لا يبلغوا منازلهم.
صححه الألباني، في كتابه: التوسل أنواعه وأحكامه.
هذه ثلاثة أنواع التوسل الصحيح المشروع، التي جاءت بها الأدلة من الكتاب والسنة، وعن علماء الأمة، وما عداها من التوسلات فبطل، لم يرد فيه دليل تقوم به الحجة.
قلت: هذا من الدر المكنون في مجوهرات نصوص، وفصوص: كتاب: التوسل المشروع والممنوع.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-29-2012 الساعة 09:03 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-05-2012, 09:34 AM   #8
مراقب القسم الإسلامي


أداس السوقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 84
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-15-2022 (01:06 AM)
 المشاركات : 1,240 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: أجوبة حول التوسل بالجاه وما يجري مجرا ه.



الأستاذ الفاضل أسد المنتديات السوقي الأسدي ، بارك الله لك ولنا في علمك ، قرأنا فاستفدنا


 
 توقيع : أداس السوقي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 03-07-2012, 09:58 AM   #9
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: أجوبة حول التوسل بالجاه وما يجري مجرا ه.



الشكر والتقدير:
بعد أسمى التحيات:
شيخنا شيخ المنتديات الشيخ محمد أداس السوقي ـ بارك الله فيكم وفي أثر قلم البر بأمته.
لقد تتبعت أثره فيما سر به من الحكم الدرر، وفيما أحزن به من خبر الاعتداء على الأسر ـ شفى الله جرحاها، وغفر لمن ألت نفسه إلى عالم البرزخ أحد منازل كل نفس ومثواها.
غفر الله لنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه ـ إنا لله وإنا إليه راجعون.
كما أسأل الله أن يلهم أهلنا من ذويهم الصبر والسلوان، ويجمعنا ومن سلف من سلفنا ويأتي من خلفنا وجميع المسلمين في روضات الجنان.
إن ربي لسميع الدعاء، وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت السوقي الأسدي منتدى الأعلام و التراجم 35 08-29-2012 10:24 AM