|
المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
أجوبة حول التوسل بالجاه وما يجري مجرا ه.
ذيل: وإذا ما قصرت أقــــــــــــــــــــــــلامنا***عن حقوق للأخــــــــــلاء كبار فالذي قد حل في الصــــــــدر من الـ***ـود يكفي عن كثـــــــير الاعتذار إنه حقاً بيتان من أبيات الحكمة، وكل حكمة فهي ضالة تبتغى ما لم يقف عليها الواقف من مأثور الكلمة. رواه مسلم فى صحيحه عن على بن أبى طالب عن النبى صلى الله عليه وسلم : (((أنه: لعن من أحدث حدثًا أو آوى محدثًا))) فتكون في غاية الحسن إذا ارتبط جمال نقلها بمعنى من معاني المثل المأثور: لكل مقال مقام. لأن الحكمة هي فائدة دينية أو دنيوية وفق القائل إلى القول بها فذهبت مذهب الأمثال السائرة المحكمة، سواء وردت في منثور الكلام أو منظومه كحكمة هذه الكلمة. إذ لما عدنا إلى دار الضيافة على الأسرة الكريمة، توالت علينا زمر شخصية القبيلة المكرمة حينها تبين لي تقصيري حقاً عن أداء أمثال كثير من تلك الحقوق، فذكرني جمال ذلك من باب المشاكلة في معرض شكر تقدير خطاهم الجليلة إلينا ما بلغ بي حسن التذكير به عبر معاني هذين البيتين من ألأبيات الحكيمة. لذا فإني ـ بادئ ذي بدء ـ أقدم معاني هذين البيتين لكل ذي حق علي عموما وخصوصاً من تشرفت بلقائه من أعيان هذه القبيلة السوقية المكرمة ، ومن لم أحظ بالتشرف في لقائه الكريم.... ثم كل من رزق طبعا سليماً، وفهما مستقيماً يعلم أن المجالس لها أسرار، بالنسبة لمن لم يحضرها فإن حضرها كان من أهلها الذين منهم نقلة الأخبار. فكان مما جرى في تلك الليلة الممتعة من لطائفها، ما مد إليّ حتى بلغني من لحافها. ذلك أن الشيخ الفاضل الداعية القاسم ابن الشيخ الشهير الداعية نَقا ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف ـ عرض عليّ مسألة التوسل بجاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كعرض الناحي مسألة من العوائص النحوية على أحد أعلام تغاكل كأحمدُ بن مَقا. ولقد قام بذلك ـ حفظه الله ـ محسنا الظن بي ـ عفا الله عني ـ اللهم إني لا أستمد العون إلا بك ـ سبحانك ـ ولا أرجو اللطف إلاّ منك بي. ولقد وطّأ لذلك توطئة جميلة، حين سأل بعض أهل العلم عن بعض أدلة المتوسلين فذكر له حديث: الأعمى. ثم سأله ـ بعد قراءته متن الحديث، كما سيأتي ـ بإذن الله فيما بعد ـ كما تناول ذكره الشيخ القاسم ـ حفظه الله ـ مرة أخرى عن منزع إستدلالات المتوسلين من الحديث نفسه، فتناول ذلك الشيخ بعض ما أوقع المتوسلين ـ من نزع ما نزعوه من منازع فاسدة أوقعتهم شبهها البدعية الصوفية ـ في محظور الحمى. فبعد تلخيص ما جرى بينهما، مما كنت أتحاشاه في الرحلات الدعوية، فضلاً في رحلات صلة الرحم في التقاط الدرر التاريخية. وذلك لقلة بضاعتي العلمية، خاصة في معرض الكلام في الحلال والحرام فما البال إذا كان في أصول الديانات من مسائل التوحيد والعقدية. وكنت أتمنى أن أجد من يكفيني مثل ذلك متى ظهر ما يوجب القول بما يبلغ العالم بشيء من العلم به، للنصوص الوعيدية من الكتاب والسنة في جرم كتمان العلم. ومن المعلوم أن الإحاطة بالعلم لله وحده ـ عز اسمه ـ الذي أطاح بكل شيء علما. وهو الذي يرى دبيب الذر***في الظلمات فوق صم الصخر وسامع للجهر والإخفــات***بسمعه الواسع للأصــــــــــوات وعلمه بما بدا وما خـــــــفي***أحاط علما بالجلي والخفي فلما كانت الإحاطة بالعلم من خصائص الخبير العليم ـ سبحانه ـ لذا فإنه مما يعسر الاعتذار فيمن عنده أثارة من علم في أن لا يدلو بدلوها قلمه أو للسان، حين يتحقق في حقه معنى من معاني القاعدة القائلة: لا يجوز السكوت في معرض البيان. إنه لما انتهى الشيخ القاسم من سؤال الشيخ المسئول بالسؤال ـ فأدلى بدلو النقل، لا أنه في معرض إجازته التوسل الممنوع ـ جزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا، كما نسأل الله أن يجعله من الهداة المهتدين على نهج السلف الصالح النهج الرضي. عندها وجّه الشيخ القاسم ـ على وجه معرفة الصواب في مسألة السؤال نفسه ـ إلى الضعيف إلى الله تعالى الغني عمن سواه ما ذكر مما تولد من شبه الصوفيين ومن نهج منهج التصوف في التوسل بجاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن ألحقوه من الأولياء ـ على زعمهم ـ بالنبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ القائل فيما: قلت وللكلام في الأولياء عند الصوفية، والصوفية نفسها بصفة خاصة موضع ـ بإذن الله ـ أتحين الفرصة له نقلاً وعقلا. هذا وما توفيقي إلاّ بالله عليه وإليه أنيب. إليه أدعو وإليه مآب. لأنه قد عظمت المصيبة بالأمة الإسلامية في القديم والحديث حين نشأت البدعة الصوفية، فإنها حقيقة أضر بأمة الإسلام من عام أمة يوسف ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ـ بها: عام يغاث الناس وفيه يعصرون. ويرى ذلك من اطلع في أقوال السلف الصالح، ولم يكن ممن أعمى الله بصيرته فتكاثر به من ضل عن الهدى ـ القوم العمون. وسأمر ـ بإذن الله تعالى ـ في هذه العجالة ببعض أقوال السلف الصالح في ذم الصوفية عموما لا خصوصاً بئست البدعة هي ـ بئست البدعة هي ـ بئست البدعة هي... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ولكن ذكرى لعلهم يتقون.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
آخر تعديل السوقي الأسدي يوم
01-25-2012 في 07:58 PM.
|
01-28-2012, 08:58 AM | #2 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت
ذيل الذيل: وخير أمور الدين ما كــــــان سنة***وشر الأمور المــــــحدثات البدائع قلت: ومما أثر عن الإمام مالك كثرة ذكر هذا البيت، كيف لا، وهذا البيت اشتمل على حكمة بالغة، وهي أن الدين شرع من الله شرعه ليتبع، وكفى في وجوب أمر الاتباع قول الله ـ جل في علاه ـ لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك لعلى هدى مستقيم)).
وهذا أمر تظاهرت فيه نصوص الكتاب، كهذه الآية الكريمة، كما تظاهرت فيه نصوص السنة، كالحديث الصحيح، وما في معناه مما صح: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. فالآن مع بعض أقوال العلماء نثرا ونظما في ذم التصوف جملة، لا تفصيلا. ولعلي أجد مجالا في التعرج إلى التفصيل، ليتضح لمن لم يطلع على ضلال الصوفية، ليعلم أنهم يجتمعون في الضلال، ويتفاوتن في دركات ضلالات الضلال ، على حقيقة قول من قال: بعض أشر أهو من بعض. لا أن في الصوفية ما يمدح على من ثبت نقلا أنه منها فيما هو من خصائص خزي مذهبم، فيكون ممن له ضلالات، من الاستغاثة بغير الله، والتوسل به، والذبح والنذر لغيره، وغير ذلك مما بلغ ببعضهم درجة المنكرات الكبار العظائم، كما سيأتي بعض الأمثلة لذلك في هذه العجالة ـ بإذن الله تعالى: · قال الشاعر أبو النجيب الجزري المتوفى سنة 401هـ أيا جيل التصوف شرّ جــــــــــــــيل***لقد جــــئتم بأمر مستــــــــــــــــحيل · أورد ابن كثير ـ رحمه الله ـ مشيرا إلى جرح الإمام أحمد ـ ابن حنبل ـ في الحارث ـ المحاسبي الصوفي. قائلا ـ ابن كثير: إنما كره ذلك الإمام أحمد، لأن في كلامهم من التقشف، وشدة السلوك، التي لم يرد بها الشرع، والتدقيق، والمحاسبة الدقيقة البليغة، ما لم يأت بها أمر. ولهذا لما وقف أبو زرعة الرازي على كتاب الحارث ـ المحاسبي الصوفي ـ المسمى بـ: الرعاية. قال للرجل الذي جاء بالكتاب عليك بما كان عليه مالك، والثوري، والأوزاعي، والليث ـ وهو ابن سعد ـ ودع عنك هذا، فإنه بدعة. كتاب: البداية والنهاية. · أورد الإمام الذهبي ـ رحمه الله تعالى ـ أنه نقل عن القاضي عياض ـ رحمه الله ـ قوله: والشيخ أبو حامد ـ الغزالي ـ ذو الأنباء الشنيعة، والتصانيف العظيمة، غلا في طريق: التصوف. ونصر مذهبهم، وصار داعية في ذلك، وألف فيه تواليفه المشهورة، وأخذ عليه في مواضع، وساءت به ظنون الأمة ـ والله أعلم بسره ـ ونفذ أمر السلطان عندنا بالمغرب، وفتوى الفقهاء بإحراقها، والبعد عنها، وامتثل أمر ذلك. كتاب: سير أعلام النبلاء. وأورد ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ قوله: وأراد المازري ـ المالكي ـ أن يحرق كتابه ـ أي الغزالي ـ الإحياء. وكذلك غيره من المغاربة، قالوا: هذا كتاب إحياء علوم دينه. وأما ديننا فإحياء علومه: كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم. كتاب: البداية والنهاية. أورد الإمام القرطبي في تفسيره: سئل الإمام أبو بكر الطرطوشي ـ رحمه الله ـ ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟ وأعلم ـ حرس الله مدته ـ أنه اجتمع جماعة من رجال، فيكثرون من ذكر الله تعالى، وذكر محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم، ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيا عليه، ويحضرون شيئا يأكلونه. هل الحضور معهم جائز أم لا؟ أفتونا مأجورين، وهذا القول الذي يذكرونه: يا شيخ كف عن الذنوب***قبل التفرق والزلل واعمل لنفسك صالحا***ما دام ينفعك العمل أما الشباب فقد مضى***ومشيب رأسك قد نزل وفي مثل هذا ونحوه. الجواب: ـ يرحمك الله ـ مذهب الصوفية بطالة، وجهالة، وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم. وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري، لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار، فقاموا يرقصون حواليه ويتواجدون. فهو دين الكفار، وعباد العجل. وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقة، ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى. وإنما كان يجلس النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع أصحابه، كأنما على رءوسهم الطير من الوقار. فينبغي من السلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد، وغيرها، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر، أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم. هذا مذهب مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم من أئمة المسلمين ـ وبالله التوفيق. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ـ سورة طه. · وقال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ : وما زال إبليس يخطبهم بفنون البدع، حتى جعلوا لأنفسهم سننا. وجاء أبو عبد الرحمن السلمي، فصنف لهم كتاب السنن، وجمع لهم حقائق التفسير، فذكر عنهم فيه العجب في تفسيرهم القرآن بما يقع لهم، من غير إسناد ذلك إلى أصل من أصول العلم، وإنما حملوه على مذاهبهم، والعجب من ورعهم في الطعام، وانبساطهم في القرآن. كتاب: التلبيس... وقال الإمام ابن الصلاح: صنف أبو عبد الرحمن السلمي، حقائق التفسير، فإن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر. كتاب: فتاوى ابن الصلاح. وقال الخطيب: وكان يضع للصوفية الأحاديث. تاريخ بغداد. ونقل الإمام الذهبي من أقواله قوله: من قال لأستاذه لم؟ لا يفلح أبدا. كتاب السير... قال محمد بن عبد الرحمن الغماري المغربي: هذه الكلمة التي قالها هذا الرجل، أصبحت قاعدة مقدسة عند الصوفية، وهي عندهم بمنزلة الوحي. واستغلها مشايخهم في ارتكاب كل ما يريدون من قول وفعل. فإن كان قولاً أولوه، وقال: الشيخ يقصد كذا، ويقصد كذا. وإن كان فعلاً كذلك، حتى أصبحوا يعدون فعل الفاحشة من الكرامات. وقد سمعت أنا شخصيا من بعضهم، حتى لو قرر الشيخ كفراً، فلا يجوز الاعتراض عليه، وقالوا نظما: وسلم للرجال في كل حال***ولا تغتب ولا تمري إشاره فإن الرجال بحر عميق***لن تـــــــــدرك له قــــــــراره. كتاب: مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية... · قال أبو عبد الله محمد بن علي الشهير بالحفار، آخر المحدثين بالأندلس ـ رحمه الله تعالى: إن هذه الطائفة المنتمية للتصوف، في هذا الزمان، وفي هذه الأقطار، قد عظم الضرر بهم في الدين، وفشت مفسدتهم في بلاد المسلمين... يظهرون ما انطوى عليهم باطنهم من الضلال، من تحليل ما حرم الله، والافتراء عليه وعلى رسوله. وبالجملة فهم قوم، استخلفهم الشيطان، على حل عرى الإسلام وإبطاله، وهدم قواعده... فهم أعظم ضررا على الإسلام من الكفار... كتاب: لا حلق: الذكر البدعي في الإسلام. لمحمد المنتصر الريسوني المغربي... · قال محمد المغراوي المغربي حول شخصية: عبد الوهاب الشعراني من أكبر مخرفي الصوفية في القرن العاشر... لنختم بأقوال الشعراني الصوفي، وأقوال بعض أولياء الصوفية، على وجه الإيجاز، من قلمه في طبقاته الصوفية ـ طبقات الشعراني ـ حسب ما كشف النقاب عن بعضها بقلم المغراوي المغربي، القائل: ولنأخذ على سبيل المثال كتابه: الطبقات، ولنجل النظر فيه، هل نرى هذا الكتاب يطابق اسمه مسماه؟ أم العكس؟ فاسم الكتاب: لواقح الأنوار في طبقات الأخيار. وهي عبارة عن تراجم مؤلفه لأئمة طريقته ومشايخهم، وأقحم غير مبال تراجم بعض الصحابة والتابعين، وزمرة من أئمة الحديث المجتهدين، وختمها بشيوخ وقته الذين عاصرهم. وقد ضمن التراجم ألوانا من الشرك، وأنواعا من الكفر والزندقة، وشذوذا في السلوك والأخلاق... والعجب ادعاؤه اتباع سنن المحدثين، ومنهجهم في انتقاء الأخبار، فلم يرو ـ كما زعم ـ في كتابه إلاّ ما صح بالسند الصحيح عند القوم، وما أدري أين يتجلى انتقاؤه المزعوم؟ أكل هذه الطامات العقدية والتعبدية والخلقية منتقاة؟ فما ذا لو لم ينتق؟ وإليك أخي القارئ أقوال الشعراني في كتابه، ولا تعجل بالإنكار علينا إلاّ بعد قراءتك لهذه الأقوال. وقارنها بأقوال من تشبع بالكتاب والسنة، من الصحابة ومن تبعهم بإحسان، تجد بونا شاسعا، رغم ما زعمه الشعراني في مقدمة طبقاته، بأن القوم ما وصلوا ما وصلوا إليه إلاّ من طريق الكتاب والسنة، وتشبثهم بهما. · كنت أمشي بين يدي الله تعالى تحت العرش، فقال لي كذا وكذا... · كل بدل في قبضة العارف، لأن ملك البدل من السماء إلى الأرض، وملك العارف من العرش إلى الثرى. · وقد كان سهل التستري، يقول: أعرف تلامذتي من يوم: ((ألست بربكم)). وأعرف من كان في الموقف عن يميني، ومن كان عن شمالي، ولم أزل من ذلك اليوم أربي تلامذتي، وهم في الأصلاب، لم يحجبوا عني إلى قوتي هذا... · إن أولياء الله يطلعون على أمور لم يطلع عليها العلماء، فلا يسع الخائف على دينه إلا الأدب والتسليم. · ما أخذت العهد قط على مريد حتى رأيت اسمه مكتوبا في اللوح المحفوظ.... · يطلع الشيخ شعبان على ما يقع في سنة، من رؤية هلالها، فكان إذا رأى الهلال عرف جميع ما فيه مكتوبا على العباد. · فلو تسألني عن شيء لم يكن عندي أجبتك من اللوح المحفوظ. · إذا دخل بلدا سلم على أهلها كبارا وصغارا بأسمائهم، حتى كأنه تربى بينهم. · إذا صلح القلب صار مهبط الوحي والأسرار. · ولو أن أبا حامد، وغيره اجتمعوا في زمانهم بكامل من أهل الله، وأخبرهم بتنزل الملك على الولي، لقبلوا ذلك، ولم ينكروه، وقد نزل عليّ الملك ـ ولله الحمد. · عليكم بتصديق القوم في كل ما يدعون، فقد أفلح المصدقون، وخاب المستهزئين، فإن الله تعالى يقذف في سر خواص عباده، ما لا يطمع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل. · ولما وضعوه في لحده، نهض قائما يصلي، واتسع له القبر، وأغمي على من كان نزل قبره. · وكان الخضر ـ عليه السلام ـ يحضر مجلسه مرارا، فيجلس عن يمينه، فإذا قام الشيخ قام معه، وإذا دخل الخلوة شيعه، إلى باب الخلوة. · إذا غلب عليه الحال نزع ثيابه، وصار عريانا، ليس وسطه شيء. · إذا رأى امرأة أو أمرد راوده عن نفسه، وحسس على مقعدته، سواء كان ابن أمير، أو ابن وزير، ولو كان بحضرة والده، أو غيره، ولا يلتفت إلى الناس ولا ينكر عليه أحد. · وخطب مرة امرأة عروسا، فرآها فأعجبته فتعرى لها... ثم مسك ذكره وقال انظري، هل يكفيك هذا؟ وإلا فربما تقولي هذا ذكره كبير، لا أحتمله، أو يكون صغيرا، لا يكفيك، فتقلقي مني، وتطلبي زوجا أكبر آلة مني. · وما كان ولي متصلا بالله تعالى، إلا وهو يناجي ربه، كما كان موسى ـ عليه السلام ـ يناجي ربه. وإن الله ـ عز وجل ـ خلقني من نور رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمرني أن أخلع على جميع الأولياء بيدي.... قال المغراوي المغربي تعليقا: فما عسى أن يقول العاقل، إذا قرأ، أو سمع مثل هذا الكلام، متى سمع عن صحابي، من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الله كلمه مباشرة؟ أو جالسه؟ أو أنزل عليه ملكا؟ وهم ـ رضي الله عنهم ـ خير الناس بعد الأنبياء، على الإطلاق. فكيف يزعم الشعراني وأضرابه مرتبة لهم أفضل من مرتبة الصحابة؟؟؟؟... كيف يزعم هؤلاء أنه يوحى إليهم مثل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكفينا فيهم قول الله تعالى: ((ومن أظلم ممن افترى على كذبا أو قال أوحي إليّ ولم يحو إليه شيء))... قائلا الغماري: وغير هذا كثير، وإنما هي غيض من فيض، يكفينا منها ما ذكر، للدلالة على المقصود... هذه هي الصوفية المسعورة، وهؤلاء هم رجالاتها، ومربوا أجيالها. التلخيص: · وقد كان سهل التستري، يقول: أعرف تلامذتي من يوم: ((ألست بربكم)). وأعرف من كان في الموقف عن يميني، ومن كان عن شمالي، ولم أزل من ذلك اليوم أربي تلامذتي، وهم في الأصلاب، لم يحجبوا عني إلى قوتي هذا... قلت: هذه الشرذمة مما سيق من طبقات الشعراني، عن نفسه، وعن بعض الأولياء عند الصوفية نفسها من إحدى الكبر، إذ لو كان ذلك من كتب غيرهم، لاحتمل من الاحتمالات أنه تقول عليهم، لكن الأمر أصبح مصبح المثل المشهور: بفمك ندانيك. لذا لو كان هذا في زمن الإمام مالك ـ والعياذ بالله ـ ماذا يقول، من تطور الضلال الصوفي الذي بلغ هذا الحد، بل هناك ما هو أكبر مما أثر عنهم من الكفر الشنيع، كقول أحدهم: لأن ترى البسطامي خير من أن ترى الله سبعين مرة!!!!! كما في إحياء علوم الدين ـ دين أبي حامد الغزالي. أورد القاضي عياض ـ رحمه الله ـ قوله: قال التنيسي: كنا عند مالك ابن أنس، وأصحابه حوله، فقال رجل من أهل نصبين: عندنا قوم يقال لهم الصوفية، يأكلون كثيرا، ثم يأخذون في القصائد، ثم يقومون فيرقصون. فقال مالك: أصبيان هم؟ فقال: لا. قال: أمجانين هم؟ قال: لا. هم مشايخ وعقلاء. قال ـ الإمام مالك ـ: ما سمعت أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا. كتاب: ترتيب المدارك... · ولنأخذ على سبيل المثال كتابه: الطبقات، ولنجل النظر فيه، هل نرى هذا الكتاب يطابق اسمه مسماه؟ أم العكس؟ فاسم الكتاب: لواقح الأنوار في طبقات الأخيار. وهي عبارة عن تراجم مؤلفه لأئمة طريقته ومشايخهم، وأقحم غير مبال تراجم بعض الصحابة والتابعين، وزمرة من أئمة الحديث المجتهدين، وختمها بشيوخ وقته الذين عاصرهم. قلت: هذه دندنة المبتدعة وأهل الأهواء، ضم الأبرياء من باطلهم في باطلهم... قديماً وحديثاً، وما حال رجال السلف الصالح من الصحابة ومن نهج منهجهم إلا حالة من كذبة هذه الدعوى الباطلة، فضلا ما تظاهر من أقوالهم المتواترة في ذم مذاهب أهل الأهواء والبدع، وبصفة الصوفية ـ البدعة المضلة المعضلة. وأحسن بالمثل المأثور: ودت الزانية أن تكون النساء كلهن زواني. وهذا المذهب الشنيع هو الذي يلوح في سطور بعض كتاب متصوفة صحراء الطوارق من أن أهلها من الصوفية من غير استثناء، ليكونوا هم والأبرياء سواء في الضلال المبين، فسيبقى الضلال لأهله، الذين ابتلوا به قديما وحديثا، ويبقى البريء بريئاً، ما لم يثبت نقل صحيح سندا ومتناً، على من يتصوف بالتصوف ـ بئس ما ثبت إن ثبت. وعند ما أجد فرصة سأفصل القول في تصوف صوفية: صحراء الطوارق. لما بدت أقلام أربابها من نشرها، من تلقاء أنفسهم، بقلعاتها، وبيعاتها، والافتخار بها، حينها ـ إن شاء الله ـ سأدلي بدلوي نقلا وعقلا لبيان البريء من الأثيم ببدعة التصوف، ليفتخر بالبدعة الصوفية أهلها في صحراء الطوارق، إن كان الضلال يفتخر به ـ والعياذ بالله من الشيطان الرجيم ـ الذي زين لهم سوء أعمالهم. وممن حاول مثل ذلك صاحب كتاب: حقائق من التصوف. حاول محاولة سمجة في الاستشهاد بالإمام مالك والشافعي، على أنهما يمدحون التصوف... من أين له ذلك، بل هو إفك مبين، كما هو مبين بطلانه في مواضعه. فلذا ما يتناوله قلم بعض الكتاب في إحياء صوفية: صحراء الطوارق، من أبناء المنطقة نفسها، من كون المنطقة كلها صوفية سابقا. فهو حكم منتج من أمرين: إما من قول رجل لا يعتد بقوله علميا في معرض التحقيق.... أو قول أخ له ابتلي ببلاء الوضع والتقول والتلفيق.... والقول الحق، أن من ثبتت تصوفه بنقل صحيح إليه بما يدل على تصوفه، اعتبر النقل إليه، سندا ومتنا، حسب قواعد أهل الحديث، من الشذوذ والإرسال الخفي... فإن ثبت بعد كل الاعتبارات، وإلا: لا ينسب لساكت قول. فيكون حكمه حكم الساكت، وغيره من قواعد أهل العلم في مثله، بأنه هو بريء ما لم يثبت بشيء من أقواله وأفعاله في مأثور ضلالات الصوفية.... فإن ثبت ذلك ولو في مسألة واحدة، نسب إليه قدر ذلك من النسبة الصوفية.... فمنهج التحقيق يلزم الشخص بقوله، وفعله، لا بالتقول عليه، هذا هو النهج المعتبر عند المحققين، في فنون العلوم، من ذلك أن السيوطي قال في بعض كتبه اللغوية، مترجما للآجرومي، فقال ما معناه: أنه كوفي، لقوله: وللخفض... وقوله: والأمر مجزوم... لاستعماله المصطلح الكوفي في هذين الحرفين... وعلى هذا النحو، فامض، وقس... قلت: كما أن من يقول: إن التصوف عندنا أخف بكثير بالنسبة لغيرنا، فهذا القول أيضا، يقوله أحد الرجلين السابقين... بل ما في كتب القوم في صوفية صحراء الطوارق، حين ينشر بأمانة علمية، فستجد أمامك العفيف التلمساني، وابن السبعين، وأضرابهما ممن نهج تلك المناهج الصوفية الباطلة. وليس هذا موضع الاستطراد في ذلك، بل له موضعه ـ بإذن الله تعالى ـ حين يضعون هم لذلك ثيابهم من الظهيرة ـ بإذن من بيده ملكوت كل شيء. · ورد ابن كثير ـ رحمه الله ـ مشيرا إلى جرح الإمام أحمد ـ ابن حنبل ـ في الحارث ـ المحاسبي الصوفي. قائلا ـ ابن كثير: إنما كره ذلك الإمام أحمد، لأن في كلامهم من التقشف، وشدة السلوك، التي لم يرد بها الشرع، والتدقيق، والمحاسبة الدقيقة البليغة، ما لم يأت بها أمر. قلت: إن التصوف، وأهلها الصوفيون ـ الصوفية قديما وحديثا ـ يتبجحون بالزهد ـ الزهد الباطل، كما يشهد عليه هذا النقل، وغيره من أئمة المسلمين من السلف الصالح، هذا الأحمد من زهاد السلف الصالح على النهج الرضي، وهو ينكر عنهم هذا الزهد الباطل، الذي يفتقر إلى دليل من الكتاب والسنة... بل الإمام أحمد ممن ألف في الزهد، وكتابه في الزهد أشهر الكتب في الباب، ومن أقدمها... وهذا الإمام الطرطوشي القائل عن البدعة الصوفية: الجواب: ـ يرحمك الله ـ مذهب الصوفية بطالة، وجهالة، وضلالة... هو من الزهاد المصنفين في الزهد، فمن الثناء العطر بذلك على الإمام الطرطوشي ما أورده الذهبي بقوله: الإمام العلامة القدوة، الزاهد شيخ المالكية.... وله مؤلف: في تحريم الغناء، وكتاب في الزهد، وكتاب في الخلاف، ومؤلف في البدع والحوادث... كتاب: سير أعلام النبلاء. والإمام القرطبي الذي نقل عنه ذمه الصوفية، من الزهاد أيضا، بل له كتاب في الزهد، وهو: قمع الحرص بالزهد والقناعة... وقد قرأته من أوله إلى آخره، هو وغيره من كتب القرطبي ـ ولله الحمد والمنة ـ وفيها ذم التصوف، خاصة كتابه هذا: قمع الحرص بالزهد... إذن ما ذا بقي للصوفية من شيء يتمسكون به، إذا كان زهدهم زهدا باطلا، ليس معتدا به عند السلف الصالح، فقد سقطوا في هاوية الضلالات، والادعاءات الباطلة، بل يكفي القول هنا قول الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ عن أبي تراب النخشبي الصوفي، المتوفى 245هـ قوله: إذا رأيت الصوفي قد سافر بلا ركوة، فاعلم أنه قد عزم على ترك الصلاة. كتاب: السير... ولهذا الباب مزيد بيان في موضعه ـ بإذن من بيده ملكوت السماوات والأرض. · وما كان ولي متصلا بالله تعالى، إلا وهو يناجي ربه، كما كان موسى ـ عليه السلام ـ يناجي ربه. قلت: الولي الصوفي مرة في درجة الرسل، ومرة فوق درجة الرسل، بل والملائكة. وكل ذلك زور وبهتان عظيم، واستحواذ من الشيطان، كما في مثل هذا النقل. أورد ابن رجب ـ رحمه الله ـ قول عبد القادر الجيلاني: بدت لي صورة، ونوديت منها: يا عبد القادر أنا ربك، وقد أحللت لك المحرمات... فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ـ أخس يا لعين... ثم خاطبي، وقال: يا عبد القدر نجوت مني بعلمك بحكم ربك... وقد أضللت بمثل هذه الواقعة سبعين من أهل الطريق.... كتاب: الذيل على طبقات الحنابلة. قلت: إن الجيلاني، ممن قالت الصوفية من أعيانها، حين افتروا عليه بذلك، ولقد صحح غير واحد من علماء المسلمين المحققين، خلاف ذلك. ولهذا الباب مزيد بيان في موضعه ـ بإذن من بيده ملكوت السماوات والأرض. · وقال الخطيب عن صاحب التفسير الصوفي، المفتى بكفر مؤلفه إن اعتقده تفسيرا... : وكان يضع للصوفية الأحاديث. قلت: إن أهل البدع بصفة عامة، والصوفية بصفة خاصة، لا يتورعون من الباطل، إذا لم يمكن نصر مذهبهم إلا به ـ على قواعدهم ـ وإلاّ الباطل لا ينصر به، عند من رزق طبعا سليما، وهداه الله سراطا مستقيما. ويكفي من الاستطراد في ذلك هذا النقل، وإلا هذا من النزر اليسير، في وضعهم، وتقولهم، وتفننهم في حيل الوضع والتقول، وغيرها من أنواع الحيل المبيحة للمحرمات.... ويتنافسون في الوضع بدرجة سرقات الموضوعات، ونسبتها إلى أنفسهم، كما يمثل القول به، عن طريق هذا النقل. قال الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ: روى عبد الغني بن سعيد عن الدارقطني، قال: كتاب العقل، وضعه ميسرة بن عبد ربه. ثم سرقه منه داود بن المحبر، فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة. وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء. ثم سرقه سليمان بن السجزي... قلت وهذا الكتاب استفاد منه الصوفية كثيرا، لأن دينهم على ما تهواه نفوسهم، فتشرع لهم عقولهم التحريم والتحليل في معرض الذوق الفاسد... وممن استند إلى حديث العقل الشاذلي الصوفي، صاحب الطريقة الشاذلية... وليس هذا موضع الاستطراد في ذلك، بل له موضعه ـ بإذن الله تعالى. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 01-29-2012 الساعة 09:44 AM
|
01-30-2012, 09:43 AM | #3 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت
جر الذيول وكل خير في اتبــــــــــــــاع من سلف***وكل شر في اتبــــــــــاع من خلف هذا بيت من أبيات الحكمة، الذي لو كتب بمداد من الذهب لكان قليلا في حق حقيقة معانيه المؤصلة المحكمة. وما أدراك ما السلف، هو صفوة هذه الأمة، من الصحابة ومن تبعهم بإحسان. ولقد بلغ الشطط ببعض أقلام متصوف: صوفية صحراء الطوارق، أن أشهدت على أهلها بأنهم ليسوا من السلف، بل سمعت أحدا هنا في بلاد الحرمين من طلبة العلم ينفي عن نفسه الانتساب إلى هذا الاسم الشريف لشرف أهله الهداة المهديين أهل المآثر الحسان. كما ينفي انتساب نفسه إلى جماعة الإخوان... وبلغ به أمر الشطط أن يساوي عنده الانتساب إلى اسم السلف، بالانتساب إلى اسم جماعة الإخوان، وأضرابهم كجماعة التبليغ، ومن في معناهم، الجماعات الحزبية والطائفية، التي لا يمثل ما هم عليه من الأفكار، إلا حقائق معتقداتهم الظاهرة في التوجهات السياسية والدينية، المنبثقة عن آرائهم المحضة، فإن وافق ما هم عليه شيئا من هدي السلف الصالح، فهم على الهدي القويم ـ هدي الكتاب والسنة، وإن خالفت ما عليه السلف الصالح ـ وما أكثره ـ فهم على فهم خاطئ... بخلاف هدي السلف الصالح فهم على هدى مستقيم، على ضوء الكتاب والسنة، في القديم والحديث، وليس في شيء من تلك التوجهات المذبذبة بين الحق والباطل ـ وما أكثر الباطل عند أصحابها من الحق من الحق. إضافة إلى أن أسماء الفرق الضالة، والطوائف عصرا عصرا أسماء محدثة، نشأت منشأ بدعها المحدثة، بخلاف من كان أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سلفه، ومن تبعهم بإحسان جيلا جيلا، على ضوء الكتاب والسنة. هذا ولقد أخذني العجب كل العجب من أمر ذلك القائل، وأمر من صرح بمثل ذلك عن نفسه ـ نعوذ بالله من الشيطان الرجيم. لأنه إن قصد أن اسم السلف الصالح، أهله على غير هدي القويم الرضي المرضي. فإن مدعي هذه الدعوى الشنيعة من الضالين المضلين الهالكين المهلكين... وإن قصد فصل الاسم عن المسمى فقد يلزمه أمور، منها أن الانتساب إلى اسم الشيطان جائز الانتساب إليه، فلينتسب إليه، لأنه لا يتناوله ذم ولا مدح على أصول هذا المذهب الشيطاني، حين سولت له نفسه انحصار الشر كله في ذات المسمى فقط، دون أن يشارك الاسم مسماه في معرض المدح والذم، فهذا من سفه فلسفات ضلالات أهل الأهواء... وقال الراغب الأصفهاني ـ رحمه الله ـ في تعريف الهوى: هو ميل النفس إلى الشهوة. وقيل سمي بذلك لأنه يهوي بصاحبه في الدنيا إلى كل داهية، وفي الآخرة إلى الهاوية. وقال الجرجاني: هو ميل النفس إلى ما تستلذه الشهوات من غير داعية الشرع. فإذا تأملنا على عجالة حول هذين النقلين، نجد ما الداعي إلى نفي مثل هذا الانتساب الشريف المصطلح به الذي اشتهر به الرعيل الأول من الصحابة ومن اقتفى أثرهم، وتظاهرت نصوص العلماء بتسميتهم به، حينما يقيدون النقول المتقيدة أهلها بالكتاب والسنة، وما عليه الصحابة ـ رضوان الله على الجميع. وهذا باب له موضعه ـ بإذن الله ـ لبسط القول فيه نقلاً وعقلا، وإنما الإشارة هنا وردت مورد الذكرى: فإن الذكرى تنفع المؤمنين. فالسلف هم أهل السنة والجماعة، فيذكرون باسم السلف الصالح تارة.... وتارة أهل السنة والجماعة، وحقيقة أرباب هذا الأسامي الشريفة أنهم المتمسكون بالكتاب، والسنة، كما سنكتفي بنقل واحد في هذه العجالة ـ بإذن الله ـ ليقرب لنا وصف السلف الصالح... قال الشيخ صالح المقلبي اليمني، المتوفى 1108هـ : ((ثلة من الأولين، وقليل من الآخرين، أقبلوا على الكتاب والسنة، وساروا بسيرها، وسكتوا عما سكتا عنه، وأقدموا وأحجموا بهما، وتركوا تكلف ما لا يعنيهم، وكان تهمهم السلامة. وحياة السنة آثر عندهم من حياة نفوسهم، وقرة أحدهم تلاوة كتاب الله تعالى، وفهم معانيه على السليقة العربية، والتفسيرات المروية، ومعرفة ثبوت حديث نبوي لفظاً وحكما. فهؤلاء هم السنية حقا وهم الفرقة الناجية)). العلم الشامخ في إيثار الحق على الآباء والمشايخ: فالسلف الصالح، اسم تواثر الهدى القويم، هدى المصطفى النبي الكريم، حبل الله المتين، إن هو إلاّ حي أوحي إليه نزل به الروح الأمين... فلذا تجد السلف الصالح في كل عصر، لا ينسبون في أصول الدين أنفسهم إلاّ إلى هذا الاسم الكريم، أو ما في معناه، كأهل السنة والجماعة.... فلا يقولون: الحنفية ـ المالكية ـ الشافعية ـ الحنبلية ـ التيمية ـ الوهابية.... وإن كان الإمام أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وابن تيمية، وابن عبد الوهاب، من أهل السنة والجماعة، ومن السلف الصالح كغيرهم ممن سبقهم، أو لحقهم... فبقي الانتساب في الفروع بين علماء السلف الصالح معمولا به، حسب نشأة المذاهب الأربعة، لأنها مذاهب اجتهد أئمتها غاية الاجتهاد في معرفة الكتاب والسنة، والعمل بمقتضاهما، وما عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان... وأما في أصول الدين فهم فيه سواء، توحيدا وعقيدة على الهدى القويم... فكل من أتى بعدهم، إما أن يتبع آثارهم جليلا جيلا، فيكون من المهتدين، أو يحيد عنها جهلا أو على علم فيكون من الضالين. والضالون في كل عصر، تجدهم يرمون المتبعين سبيل السلف الصالح بالزور والبهتان، والألقاب التي لم يلقب به أتباع السلف أنفسهم بها... كالوهابيين ـ والوهابية. وهناك بين أهل الأهواء والبدع من صوفية صحراء الطوارق، من يسمون من شاءوا: الهَبَنْكِيِّين، والمفرد: الهنبنكي، وهما مما لا مشاحة في تنكير لفظهما عندهم من تعريف لفظهما... وهذه النسبة تساوي عندهم ما يساوي نسبة: الحشوية عند سلفهم على سلف الأمة الصالح. التي أطلقها عمرو بن عبيد على الصاحبي الجليل عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما. قال ابن عماد في ترجمة عمرو بن عبيد المتعزلي: وكانت له جرأة فإنه قال عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما هو حشوي.فانظر هذه الجرأة والافتراء ـ عامله بعدله. كتاب: شذرات الذهب. ثم استعمله المبتدعة على السلف الصالح، على نهج سلفهم ـ سلف الإحداث والبدع والضلال. وليتضح المعنى اللغوي لهذا اللفظ، نتعرج إلى قول اليافعي الصوفي، في حق الإمام الذهبي، لما أشار إلى بعض ضلالات أبي الحسن الشاذلي الصوفي الهالك.. فقال اليافعي عن الذهبي: وإنه يرفع الأوصاف في حق الأئمة الحشوية ـ السلف ـ الجامدين على الظواهر. كتاب: مرآة الجنان. قلت: كما قال السلف الصالح، لا يلحق السلف الصالح من هذه الألقاب شيء، لأنها ألقاب زور محدثة، فأهل الأهواء هم أحرى بكل ضلال، حين اختاروا العمى على الهدى. إلاّ أن اسم الهبنكي، ومشتقاته، إن كان نسبة إلى ما عليه الإمام محمد بن عبد الوهاب من متابعة السلف الصالح في الهدى القويم، فنقول فيه كما قال الشيخ مُلاّ عمر ـ رحمه الله: إن كان تابع أحمد مـــــــــــتوهبا***فأنا المـــــقر بأنني وهابي أنفي الشريك عن الإله فليس لي***رب سوى المتفرد الوهاب وكما قال الشيخ العلامة السلفي عال بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله: فإن كان التوهب ذا فيـــــــــــائي***كيــــــائهم مشددة انتــــــــباهي علما أنه لم يكن معمولا من بين علماء السلف ممن أتى بعده، ممن اشتهر أن يكتب الانتساب إليه، إلى علماء السلف الصالح الذين أدركناهم في بلاد الحرمين، كالإمام ابن باز، والعثيمين، وأضرابهما، من ينسب نفسه إليه، وإن كان على حق كغيره من علماء السلف الصالح... بل هذه الدولة المباركة، دولة التوحيد، المملكة العربية السعودية، لم تنسب نفسها إليها، وهو من أجل رجالاتها علما وديانة، على الهدى القويم، بل نسبت نفسها إلى السلف الصالح، المملكة العربية السعودية ـ السلفية. فكل من صنف من على نهج السلف الصالح بالوهابية، فذلك من تلقاء نفسه لا غير، أو على نهج من يطلقه عليهم، ممن سواهم، سواء أطلقه عليهم، وهو ذو مقصد صحيح سليم، أو ذو مقصد سيء فاسد ذميم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا. فريق على نهج السلف الصالح على سنن واحد رضي الهدى، أو فريق على نهج أهل الأهواء من الصوفية وغيرهم، على نهج أبي حامد الغزالي، الممثل به في معنى قول ابن رشد ـ رحمه الله ـ عنه في كتابه ـ إحياء علوم دينه: وكثيرا ما يختلف كلامه في القضية الواحدة، يوافق هذه الفرقة في موضع، ويخالفها في آخر... يوما يمـــــــــان إذا لاقيت ذا يمن***وإن لقــــيت معديا فعدنــاني كتاب: العلم الشامخ... فختاما بهذه النكتة اللطيفة، أن الفرق بين الانتساب إلى اسم السلف الصالح، وما في معناه من أهل السنة والجماعة، دون الانتساب إلى أحد رجالات السلف الأبرارـ في كل عصر، أن البدع التي حدثت، في عصره، فضلا عما بعده ـ إذ لا يعلم الغيب إلا الله ـ ولم يوجد له القول فيها، سيبقى من قصر به الاجتهاد في معرفة الصواب منها عن طريق ذلك العلم السلفي.... لذا لما كان السلف الصالح أهل دين وهدى، كان من هديهم أن من قال بالحق وبينه ونفى ما أحدث في عصره من البدع... أخذ به من بعده من رجال السلف الصالح، وهكذا على ضوء قول أحد النحاة: إذ كل نحوي له زيادة. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((واضرب لهم مثلا)) قلت: إن من نظر في نشأة بدع الفرق، يعلم أنه ما تكلم في بيان بدعيتها إلا علماء السلف الذين في عصر كل بدعة، أومن أتى بعدهم. لذا فالمتعصبون لأصحاب المذاهب الذين كثير ما يضل أحدهم في ضلال مبين، حين يقول في معرض الجدل، ما ذا قال الإمام مالك في الأشعرية، في بدعة المولد، في بدعة التوسل بالأنبياء والرسل والأولياء، بدعة السفر إلى أي مسجد لشهود ختم القرآن في رمضان.... وهذه البدع اشتهرت بعد وفاة الإمام ملك بأزمنة متفاوتة القرون، وهو في هذه كغيره من أقرانه، فمن أين تكلم الإمام مالك، وأبو حنيفة والشافعي وأحمد، وغيرهم من الأئمة في شيء وقع بعد أزمنتهم. ومثل ذلك من يطلب أقوال المغاربة، في بدع وقعت في المشرق، ولم تصل المغرب بعد، وبدع وقعت في المغرب، ولم تصل المشرق؟؟؟؟ ومثل ذلك أيضاً من يطلب أقوال المالكية فقط في بدعة ما، فإن قالوا ببدعيتها قال بها، وإلا رد القول بها، وعكسا استعمل تجده سهلا؟؟؟؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لَا يَهِدِّي)) فالمطلع في التاريخ يعلم أزمنة حدوث بعض أصول البدع كبدعة المعتزلة ـ المرجئة ـ الجهمية ـ الأشعرية... ولقد حقق غير واحد من العلماء رجوع الأشعري إلى مذهب السلف الصالح، فيما تفرد به من بدع التأويل .... وللتعرج إلى بدعة التوسل بالنبي ـ صلى الله عليه ولسم ـ بعد موته، لم يتكلم فيها من كان قبلها من السلف، بل الذي تكلم فيها من أتى بعدهم من علماء السلف الصالح، بعدم الجواز... وهذه المسألة أم الباب التي سنتناول جملا منها في هذه العجالة ـ بإذن الله تعالى. إلا أن المراد هنا تسليط الضوء أن من المحال أن يتكلم أحد في شيء من أمور الغيب، بعد الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ حين يوحى إليهم ما أخبروا به... فإن تعجب فعجب الصوفية وأولياؤها القائل أحدهم: أعرف تلامذتي من يوم: ((ألست بربكم)). وأعرف من كان في الموقف عن يميني، ومن كان عن شمالي، ولم أزل من ذلك اليوم أربي تلامذتي، وهم في الأصلاب، لم يحجبوا عني إلى قوتي هذا... |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 01-30-2012 الساعة 10:17 AM
|
02-01-2012, 08:22 AM | #4 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
اجوبة
المدخل: أدين بدين الحــــــــــب أنّى توجــــهت***ركائبه فالحب ديــــني وإيمـــاني قلت: إن هذا البيت من أبيات الحكمة التي فيها معرفة كثير من المعاني المشروعة من غيرها المضمنة في حقائق منثور الحكم، ومنظومها التي منها حكمة هذا البيت....
المؤصل بقول تعالى: ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله... فإن كثيرا من الناس يستحكم فيه الهوى، فيكون تبعا لما يحبه ويهواه، وافق الشرع، أو خالفه... على حقيقة معنى هذا البيت. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون... وصدق الصادق المصدوق في الحديث الحسن: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أيأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا من دون الله أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلون. وفي هذه المحكمة دروس وعبر، من مواعظ وزواجر في التحذير من الشرك والكفر. سواء وقع في حق من عظم شأنه من عباد الله الكرام ـ الملائكة والنبيين. ومما لا شك فيه أنه لم يبلغ حال الكفر بمن اتخذهم أربابا من دون الله إلاّ للعلم بمكانتهم الكريمة التي علم بها عن طريق الكتب السماوية التي نزلت لهداية البشر، وفيها خبر الملائكة والأنبياء، وشرف مقامهم عند الله، فسول الشيطان في قلوب من اتخذهم أربابا من دون الله أمر تعظيمهم ـ التعظيم المحرم، فصيروهم أربابا من دون الله، وذلك لا يكون إلاّ بصرف حق من حقوق العبادة لهم، دون الله تعالى. كالاستغاثة بهم في دفع المضار، والتوسل بهم في جلب الخير ودفع الضرار... وهم على يقين أنهم ليسوا آلهة، بل عباد مكرمون عند ربهم. كما أخبر الله عنهم: ما نعبدهم إلاّ ليقربونا إلى الله زلفى. فكان من تلك العبادة التوسل بهم المحرم، عند من هداه الله إلى الصراط المستقيم... فنداء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا رب الأرباب، هو دعاء ذلك المدعو لغة وشرعا. ودعاء غير الله على نحو ما سبقت الإشارة إليه، هو العبادة للمدعو المنادى... وصدق الصادق المصدوق في قوله: الدعاء مخ العبادة. فنداء غير الله ودعؤه والتوسل والاستغاثة بينها عموم وخصوص من وجه، وهو جهة المعاني اللغوية، لا من جهة الشرع، لأنها رفع طلب المضطر.... إلى الله تعالى بواسطة ملك أو نبي أو ولي على زعم أهل الضلال المبين... بل قد يصل الأمر أن يكتفى بذلك الوسيط جهلا، أو من من ضل على علم ـ والعياذ بالله تعالى. فالآن آن لنا الشروع فيما نحن بصدده: التوسل لغة: قال في القاموس: وسل إلى الله تعالى توسيلا: عمل عملا تقرب به إليه. وقال في المصباح المنير: وسلت إلى الله بالعمل... وتوسل إلى ربه تقرب إليه بالعمل. قلت: فهذه بعض التعريفات اللغوية، حصرت التوسل إلى الله ـ جل في علاه ـ بالعمل. وهذا العمل إن كان مشرعاً، فهو من العمل الصالح المقول في عظم شأنه: والعمل الصالح. وإن كان غير مشروع من المحرمات والبدع، فهو مردود، لحديث: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. التوسل: شرعا. ينقسم التوسل من جهة الحكم عليه، على قسمين. أحدهما: التوسل المشروع. ثانيهما: التوسل الممنوع. قلت: وستناول بعض مسائل: التوسل المشروع والممنوع، فيما نحن بصدده ـ بإذن الله. مقدما خلاصة القول في التوسل الممنوع، من بعض كتب من درسه دراسة تحقيق. مستندا في مسألة هذا النوع الممنوع، من كتاب: أنواع التوسل المشروع والممنوع. وفيه: التوسل إلى الله بحق أو بجاه الأشخاص. من التوسل البدعي الممنوع شرعاً: · سؤال الله تعالى بجاه أحد من خلقه، كقول أحدهم: ((اللهم إني أسألك بجاه نبيك، أو بجاه عبدك فلان أن ترحمني وتغفر لي.)) · أو سؤال الله تعالى بحق نبيه، أو بحق أحد من عباده: ((اللهم إني أسألك بحق نبيك عليك، أو بحق فلان عندك أن ترحمني وتغفر لي.)). · ومن التوسل الممنوع شرعا الإقسام على الله بالمتوسل به، كقولهم: ((اللهم إني اقسم عليك بفلان، أن تقضي حاجتي)). وهذا النوع من التوسل لم يرد في كتاب الله ـ عز وجل... ولا في سنة نبيه الأمين ـ صلى الله عليه وسلم... ولم يرد أيضاً في فعل أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ الذين نقلوا لنا كل أقوال وأحوال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم. ولا رواه علماء الحديث الذين عرفوا سنته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونقلوا أخباره وآثاره بكل دقة. كتاب: أنواع التوسل المشروع والممنوع. ص87-88 لعبد الله بن عبد الحميد. مراجعة وتقديم: فضيلة الشيخ المحدث عبد القادر الأرنؤوطي. فضيلة الشيخ أ.د. عبد الرحمن بن صالح المحمود. مطبعة دار الرؤية. قلت: وهناك من تناول التوسل وأقسامه وفصل فيه القول، وبين الصحيح من الفاسد، كابن تيمية والألباني، وغيرهما من علماء السلف الصالح ـ رحمهم الله رحمة واسعة جزاء لما قدموا من حماية الدين، وحراسته من أن يصاب من قبل المبتدعة عموما، وخصوصا الصوفية الرائدة في باب البدع المضلة خاصة بدع التوسل... وعلى كل حال فالذين تناولوا حكم التسول من علماء السلف الصالح كلهم على هذا القول من عدم مشروعية التوسل بالجاه، وما في معناه، سواء كان التوسل بجاه أحد من الأنبياء ـ عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ فضلا غير الأنبياء من عباد الله الصالحين... وهناك مسائل:..... |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-01-2012 الساعة 11:18 AM
|
02-04-2012, 11:01 AM | #5 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت
تحذير الساري ليوث الغابة باتقاء سبلهم واتباع سَنن سًُنن الصحابة. الناس نبت وأرباب العـــــلوم معا***روض وأهل الحـــــــديث الماء والزهر
قلت: هذا البيت من أصدق أبيات الحكمة، لأن أهل العلم المعتنين بالحديث أعلم بالهدي من غيرهم، لأن السنة لا يتوصل إليها إلاّ عن طريق حديث من أحاديثها. فكل حديث صحيح أو حسن من السنة، كما أن كل شعبة من شعب الإيمان من الإيمان. فكان من أعلم الناس بالهدى على الإطلاق بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صحابته ـ رضوان الله عليهم. فهم الذين تلقوا الوحيين ـ الكتاب والسنة ـ من نبي الهدى والرحمة المصطفى المختار. وهم الذين نقلوهما نقلا عظيما في غاية آمانات النقل: · الكتاب ـ القرآن الكريم بالقراءات. · السنة المطهرة في ألفاظ غاية في التحري في نقلها بضبط الروايات. ثم هم ـ الصحابة من أجل الناس تمسكا بها من غيرهم، حتى قال حبر الأمة ابن عباس قوله المشهور المأثور: أخشى عليكم أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقولون قال أبو بكر وعمر. رضي الله عن أبي بكر وعمر وابن عباس وعن بقية الصاحبة الكرام. والكلام في هذا يقال في شدة تمسك الصحابة بالهدى المتين، والنور المبين، بقول من قال: كمستبضع تمرا إلى أرض خيبرا. كيف والصحابة أثنى الله ـ جل في علاه ـ عليهم جملة وتفصيلا في غير ما آية منها، قوله تعالى: ((والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم)). وقوله تعالى: ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)). وغير ذلك من نصوص الكتاب التي أكثر من أن تحصى عموما، وخصوصا في مثل هذه العجالة، التي يراد بها إلفات الانتباه إلى التمسك بما هم عليه من الهدى، كما تعالى: ((واتبع سبيل من أناب إليّ)). إذ هم أشد المنيبين صدقا وحقا إلى ربهم ـ عز وجل ـ بعد الأنبياء ـ عليهم وعلى صحابة النبي السلام. المثنى عليهم في القرآن الكريم، كما تظاهرت نصوص السنة على الثناء عليهم جملة وتفصيلا، من ذلك: قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) رواه البخاري في صحيحه ـ كتاب: فضائل الصحابة. ومسلم في صحيحه ـ كتاب: فضل الصحابة ثم الذين يلونهم. ((فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)). رواه أبو داود في سننه ـ باب: لزوم السنة. والحديث صححه الألباني ـ رحمه الله. ((تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلها في النار إلاّ ملة واحدة. قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي)). رواه الترمذي في سننه ـ باب: افتراق هذه الأمة. والحديث صححه الألباني ـ رحمه الله. قلت: هذا غيض من فيض، مما ورد في السنة من الثناء عليهم، وكذلك ما ورد في الآثار من الثناء عليهم جملة وتفصيلا ما لا يحصى منه: قول عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل ـ رضي الله عنه: ((من كان مستنا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا خير هذه الأمة، وأبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم، وطرائقهم، فهم على كانوا على الهدي المستقيم)). رواه البغوي في شرح السنة. قال إبراهيم النخعي ـ رحمه الله ـ: ((لو أن أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ مسحوا على ظفر، لما غسلته التماس الفضل في اتباعهم)). أورده ابن بطة في كتاب الإبانة. وقال الإمام الأوزاعي ـ رحمه الله ـ: ((العلم ما جاء عن أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما كان غير ذلك، فليس بعلم)). رواه ابن عبد البر في جامع بيان فضل العلم وأهله. وكان الإمام مالك ـ رحمه الله ـ كان كثيراً ما ينشد: وخير أمور الدين ما كان سنة***وشر الأمور المحدثات البدائع ذكره الإمام الشاطبي في كتاب: الاعتصام. قال الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ: أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والاقتداء به، وترك البدع)). رواه الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الصحابة والتابعين. فلذا شيء لم يرد مشروعيته: من النوع الممنوع: ((( من التوسل لم يرد في كتاب الله ـ عز وجل... ولا في سنة نبيه الأمين ـ صلى الله عليه وسلم... ولم يرد أيضاً في فعل أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ الذين نقلوا لنا كل أقوال وأحوال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم. ولا رواه علماء الحديث الذين عرفوا سنته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونقلوا أخباره وآثاره بكل دقة)). كما حرر في كتاب: أنواع التوسل المشروع والممنوع. وغيره إلاّ أنه أقرب ديوان مذكور اعتمدنا النقل منه في مسائل هذه العجالة ـ تقبل الله منا ومنه. قلت: فإذا كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ لم يترك مثقال ذرة في كل مشروع إلا وسبقوا من بعده إلى فعله، في أروع أمثلة... فبأي طريق وصل أهل بدع التوسل إلى مشرعيتها، إن كان من طريق الكتاب والسنة، فلم يرد فيه ذلك نصا، ولم يأثر أيضا من طريق فهم الصحابة، ومن اقتفى أثرهم... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((فبأي حديث بعده يؤمنون)) |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-04-2012 الساعة 11:56 AM
|
02-06-2012, 08:39 AM | #6 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت
وجوب الفرار من جراثيم إحداث ليوث الغابة إلى الركن الشديد المنيع الكهف هدي الصحابة. وهل أفســـــــد الدين إلا المــــــــــلوك***وأحــــــبــار ســــوء ورهبـــــــــانها وهذا البيت أيضاً من أبيات الحكمة، المشتملة على خطر علماء السوء والبدع والأهواء.
فإذا كانت زلة العالم لا تبقي ولا تذر، فما البال بالعلماء المبتدعين الدعاة بأفعالهم وأقوالهم إلى البدع في الأصول والفروع ـ أعاذ الله الأمة من شر حيهم وميتهم ـ الشر المستطيل في مشارق الأرض ومغاربها، على كل جيل ـ إن ربي لسميع الدعاء. وكل من له أدنى نظر في العلم والمعرفة، يعلم أن تلك البدع لا تقع من العامة، لأنه ليس أهلا أن يقتدي بهم فضلا آحادهم مثله، فضلاً أن يكون أسوة لأهل العلم، بل أهل البدع المأثورة بدعهم كلهم ممن ينتسب إلى العلم من المعتزلة والأشعرية والصوفية... وإن كان الصوفية لها نصيب الأسد في البدع المحدثات في الدين، سواء في الأصول كبعد التوسلات والاستغاثات بغير الله ـ جل في علاه. أو في الفروع وما أكثرها وما أكثر ما وضعوا لها من الأحاديث الموضوعة، منها على سبيل المثال: صلاة الرغائب ـ التي من روائع العلماء التمبعين على نهج السلف الصالح ما أورده ابن دقيق العيد في شرح العمدة: أن بعض المالكية مر على قوم في إحدى ليالي الرغائب، وهم يصلونها، وقوم آخرون عاكفون على محرم، فحسن حالة حال هؤلاء على أولئك، لأن هؤلاء عالمون بارتكاب المعصية، وترجى لهم التوبة، وأولئك يعتقدون أنهم في طاعة، فلا يتوبون. وهي صلاة موضوعة بالاتفاق كما قال الفيروز آبادي في المختصر... وغيره من العلماء... التي قال عنها الغزالي بعد ذكرها في إحياء علوم دينه. فهي صلاة مستحبة وإنما أوردناها في هذا القسم، لأنها تتكرر بتكرار السنين، وإن كانت رتبها دون رتبة التراويح، وصلاة العيدين... والصلاة وضعها الوضاع علي بن عبد الله بن جهضم الصوفي، وركب لها في إسنادها إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رواة من المجاهل.... قال ابن الجوزي في المنتظم ترجمته بعد ذكر أسمائه: أبو الحسن صاحب: بهجة الأسرار. وكان شيخ الصوفية، توفي بمكة، وقد ذكروا أنه كان كذابا.... هذا غيض من فيض في جهود الصوفية النكراء في تضليل المجتمعات الإسلامية في كل صغيرة وكبيرة عن طريق آثار علمائهم علماء سوء البدع: فبئس ما يفترون. قال ابن الجوزي وجاء أبو عبد الرحمن السلمي ـ الصوفي ـ: وجمع لهم حقائق التفسير، فذكر عنهم فيه العجب في تفسيرهم القرآن بما يقع لهم، من غير إسناد ذلك إلى أصل من أصول العلم، وإنما حملوه على مذاهبهم، والعجب من ورعهم في الطعام، وانبساطهم في القرآن. وقال الخطيب: وكان يضع للصوفية الأحاديث. صدق الإمام الطرطوشي المالكي ـ رحمه الله رحمة واسعة: الجواب: ـ يرحمك الله ـ مذهب الصوفية بطالة، وجهالة، وضلالة... حقا ما قاله، ومن لم يقل بذلك فهو أحد الرجلين السابقين، وإن تفاوتوا في ضروب الضلالة، وشظايا شهب بدعها في المشرق والمغرب في القديم والحديث... ولسنا في صدد تفصيل القول فيها، وإنما أوردناها هنا كمثال من أمثلة خطر ليوث البعد الضواري على افتراس الداني والقاصي من اللاجئين إلى هذه الشريعة السمحة ـ أعاذ الله الأمة من شرورهم عصرا عصرا ـ حيهم الضال المضل بتلك البدع الخبيثة بها الحياة، وميتهم الخبيث سموم البدع بعد الممات. ولنا بإذن الله حياة مع بيان بعض خطر التصوف، وبيان دور بدع أهلها الخبيث في الإسلام، والتعرج إلى ما يراه البعض من حسنات الصوفية وعرض نقلا وعقلا لتبرز في نظر ناظر الإعجاب بها على نحو من لا ينطق عن الهوى: صدقك وهو كذوب. القائل: تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم... إلاّ من تاب منها كما أثر عن الغزالي، ومن في معناه، فإن توبته شيء، وما تركه من سوء البدع المضلة شيء آخر إلى اليوم، وما شاء الله من الأزمنة... وما الدين إلا الكتاب والسنة وما عليه السلف الصالح، كما قال الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله تعالى ـ في كتاب السنة: والدين إنما هو كتاب الله ـ عز وجل ـ، وآثار وسنن وروايات صحاح عن الثقات بالأخبار الصحيحة القوية، يصدق بعضها بعضا، حتى ينتهي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأصحابه ـ رضوان الله عليهم، والتابعين وتابعي التابعين، ومن بعدهم من الأئمة المعروفين، المقتدى بهم، والمتمسكين بالكتاب والسنة، والمتعلقين بالآثار، لا يعرفون ببدعة، ولا يطعن فيهم بكذب. فالآن في هذه المسألة مع بعض النقول من كتاب: التوسل الممنوع والمشروع. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين)). قال ابن كثير رحمه الله: أي: من سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فصار في شق، والشرع في شق، وذلك عن عمد منه بعد ما ظهر له الحق، وتبين له، واتضح له.. (( نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) قائلا أي: ابن كثير ـ رحمه الله ـ: أي: إذا سلك هذا الطريق جازيناه على ذلك بأن نحسنها في صدره، ونزينها له استدراجا له، وجعل النار مصيره في الآخرة، لأن من خرج عن الهدى لم يكن له طريق إلاّ إلى النار يوم القيامة. وقال تعالى: ((واتبع سبيل من أناب إليّ)). قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: وكل من الصحابة منيب إلى الله، فيجب اتباع سبيله، وأقواله، واعتقاده، من أكبر سبيله. والدليل على أنهم منيبون إلى الله تعالى، أن الله تعالى قد هداهم، وقد قال: ((واتبع سبيل من أناب إليّ)). قلت: فمن يريد النجاة حقاً فليستمسك بالكتاب والسنة وما عليه السلف الصالح، من الصحابة ومن تبعهم بإحسان. وليبعد وليجتنب سبل البدع والأهواء من الصوفية وغيرهم، ثم ليعلم القارئ الكريم أن تفنن الصوفية في وضع البدع كلما تذوقت الإحداث وضعت له أسانيد منكرة، مكذبة باطلة، أمر معروف في تاريخهم القديم، وأما في الحديث، فهم أشد مما قيل في قول القائل: وينشأ ناشئ الفــــــــــتيان فينا***على ما كـــــــــــــــــــــــــــــان عوده أبوه فما بالكم بخطر الصوفية في جانب انتزاع مشرعية بدعها على وجه الأدلة من الكتاب والسنة، على تأويلات باطلة بعيدة كل البعد عن الهدى، التي منها: بدعة التوسل بجاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فضلا عن غيره من أوليائهم الذين تجاوزوا الأئمة الاثني عشر الشيعية، بأضعاف في العدد والضلالات ـ نعوذ بالله من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع.... الذين ما من ولي منهم ممن اشتهر أمر خبره عندهم إلاّ وصرفوا له ما لا يصرف إلا لله تعالى، وتفننوا في تفخيم الألقاب لهم مما تسوله وأملاه عليهم الشيطان، كالولي الفلاني: غوث الإنس والجان. إن إبليس لا يرضى لهم إلاّ التدرج في أن يفعلوا ويقولوا بمقتضى حقائق معاني تلك الألقاب المفتعلة المحدثة العظيمة الإثم، مقام لم يحصل لملك مقرب ولا نبي مرسل، لأنه حق لله الواحد القهار... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا. هذا مما فاقت به الصوفية المعتزلة والجهمية والقدرية والأشعرية، وغيرهم من أهل أصول البدع المنكرة إلا أن كثيرا من الصوفية شاركهم في تلك البدع، ليجمع بين ذلك منهم الجامع بين الشرين الأشعري الصوفي....... ثم تفردت الصوفية بالطامة العظام، فتنافست مع الراضفة في أئمتهم: أولياء الشيطان. فما أشد سوء وبعدا وضلالا من الذين: يحسبون أنهم يحسنون صنعا. الذين من أمثلة ذلك ما أورده ابن دقيق العيد في شرح العمدة المتقدم ذكره: أن بعض المالكية مر على قوم في إحدى ليالي الرغائب، وهم يصلونها، وقوم آخرون عاكفون على محرم، فحسن حالة حال هؤلاء على أولئك، لأن هؤلاء عالمون بارتكاب المعصية، وترجى لهم التوبة، وأولئك يعتقدون أنهم في طاعة، فلا يتوبون. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (سواء عليهم أدعوتموهم أم أنتم صامتون). |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-07-2012 الساعة 09:40 AM
|
02-08-2012, 09:22 AM | #7 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت
ضعف الحيلة لدى المجيزين التوسل الممنوع بآية: وابتغوا إليه الوسيلة. العلم قال الله قال رســـــــــــوله***قال الصحابة هم أولو العــــــــرفان قلت: هذا البيت من أجل أبيات الحكمة، لأن الإسلام دين مبني على الكتاب والسنة، وما أثر عن الصحابة على ضوئه.
فكل شيء إذا لم يوجد في الكتاب والسنة ولم يرو عن الصحابة خاصة في أصول الدين عقيدة وتوحيدا، وجب الوقوف على الحد الذي وقف عنده الصحابة، إن قالوا قال به من بعدهم، وإن فعلوا فعل، وإن تركوا ترك، هذا هدي السلف الصالح. لأن الصحابة نقلا، كما مرت الإشارة إلى ذلك، في شأن فضل هديهم، وعقلا لأنهم الذين نقلوا الهدى على الفهم الصحيح السليم، فمن زاد فقد أربى ربا الجاهلية في الضلالات... التي من ضلالات تلك الجاهلية، ما ذهب إليه المبتدعة من الصوفية ومن نحا نحوهم خاصة في باب جواز التوسل الممنوع، مشبثين بشبه نزعوها من الكتاب والسنة، ومنها قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة. وما في معناها، وهي من أوهى الشبه نقلا وعقلا. أما النقل فلعدم وروده نصا صريحا صحيحا، ولم يرد أيضا ذلك المفهوم الخاطئ عن السلف الصالح، خاصة الرعيل الأول الصحابة ـ رضوان الله عليه. ولم يفهمه بقية السلف خاصة المفسرين، الذين منهم الإمام الطبري ـ رحمه الله تعالى ـ الذي فسر الوسيلة في الآية، بقوله: واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه... وعن قتادة: تقربوا إليه بطاعته، والعمل بما يرضيه... وقال المفسر العلامة الألوسي البغدادي: الوسيلة. فعيلة بمعنى ما يتوسل به، ويتقرب إلى الله عز وجل ـ من فعل الطاعات، وترك المعاصي... واستدل بعض الناس بهذه الآية على مشروعية الاستغاثة بالصالحين، وجعلهم وسيلة بين الله تعالى وبين العباد... وكل ذلك بعيد عن الحق بمراحل، وتحقيق الكلام في هذا المقام: أن الاستغاثة بمخلوق، وجعله وسيلة بمعنى طلب الدعاء منه، لا شك في جوازه، إن كان المطلوب منه حيا... وإن كان المطلوب ميتا أو غائبا، فلا يستريب عالم أنه غير جائز، وأنه من البدع التي لم يفعلها أحد من السلف. كتاب: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني. قال الشيخ العلامة محمد جمال الدين القاسمي في تفسير: الوسيلة. أي: القربى، كذا فسره ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وزيد، وعطاء، والثوري، وغير واحد... قال ابن كثير: وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه. كتاب: محاسن التأويل... قال الإمام الشنقيطي: اعلم أنم جمهور العلماء على أن المراد بالوسيلة هنا القربة إلى الله تعالى بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، على وفق ما جاء به محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإخلاص في ذلك لله تعالى، ونيل ما عنده من خير الدنيا والآخرة. وأصل الوسيلة الطريق التي تقرب إلى الشيء، وتوصل إليه، وهي العمل الصالح بإجماع العلماء، لأنه لا وسيلة إلى الله تعالى إلاّ باتباع رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى هذا فالآيات المبينة للمراد من الوسيلة كثيرة جدا... فالمعنى: وابتغوا إليه الوسيلة. واطلبوا حاجتكم من الله، لأنه هو الذي يقدر على إعطائها... وبهذا التحقيق تعلم أن ما يزعمه كثير من ملاحدة أتباع الجهال المدعين للتصوف، من أن المراد بالوسيلة في الآية الشيخ الذي يكون بينه وبين ربه، أنه تخبط في الجهل والعمى وضلال مبين، وتلاعب بكتاب الله تعالى.... فيجب على كل مكلف أن يعلم أن الطريق الموصلة إلى رضى الله وجنته ورحمته، هي: اتباع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن حاد عن ذلك فقد ضل سواء السبيل: ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجزى به. أضواء البيان. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-11-2012, 09:29 AM | #8 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت
حصن حصون الحمى بدحض شبه المجيزين التوسل الممنوع بحديث الأعمى زين الفقيه حديث يستضـــــيء به***عنــــد اللجــــــاج وإلاّ كان في الظلم إنه بالفعل بيت حكمة بالغة، لأن الذين ضلوا عن الهدى من العلماء غالب أمرهم بعدهم عن السنة المطهرة، من معرفة صحيحها من سقيمها. فكمن تائب منهم كالغزالي والرازي، إلا وقبل موته شديد الاعتناء بصحيح السنة، من صحيح الباخري وغيره... ثم الصحيح من قال بفقهه من السلف الصالح سواءً في أصول الدين، أو فروعه. على أي فهم خطر ببال غيرهم، إن كان صحيحا فإنه مسبوق إليه من قبل السلف الصالح، كما وجد مستنده مدونا من قبلهم أيضا، فيكون ذلك الفهم هو فقه ذلك النص. فإن قال السلف بما فهمه هو منه، فذلك فقه، وإن ترك السلف مقتضى فهمه فذلك فقهه. فتركهم ذلك الفهم من السلف، فذلك عين فقه لأنه محل إجماع بينهم، ومعلوم أن خلاف المبتدعة لما أجمع عليه السلف الصالح فعلا، أو قولا، أو تركا، فلا يعتد بخلاف المبتدعة في ذلك، كما هو مقرر في كتب السلف الصالح. هذا أمر، وأمر آخر: أن السلف هم الذين اعتنوا بتدوين السنة المطهرة، مبينين الصحيح منها من الضعيف.... بل بلغ اعتناء ببعضهم أن قال ما وقفت على علة حديث واحد إلاّ بعد أكثر من عشرين سنة، كما أثر عن الإمام يحيى ابن معين، وغير ذلك مما وقع له، هو وأضرابه ـ رحمهم الله تعالى. بخلاف المبتدعة وأهل الأهواء من الصوفية وغيرهم، الذين بلغ ببعضهم قلة الإيمان أن يضع أحاديث مفتريات لنصرة مذهبه، كما تقدم مثال سوء في ذلك في حق الوضاع السلمي الصوفي... أي الفريقين أهدى سبيلا؟؟؟؟ من يخلق ما يقول، فيقول به، أو يفعل به، أو من بلغ به التقوى أن يصل في التحري ما سبق... الذي عنه يقول الإمام السيوطي، في حق معرفة علة حديث واحد من الأحاديث: والوجه في إدراكها جمع الطـــــــرق***وسبر أحوال الرواة والفــــــــرق فمن هنا يعود بنا الحديث، إلى حقيقة توسل الأعمى بعد سوق متن الحديث: عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضريرا أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال ادع الله لي أن يعافيني، فقال: إن شئتَ دعوتًُ، وإن شئتَ صبرت، فهو خير لك. فقال: فادعه. قال: فأمره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتوضأ وضوءه، فيصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه فيّ. فعاد وقد أبصر. رواه الإمام أحمد بسند صحيح. ورواه ابن خزيمة بسند صحيح. وصححه الألباني في صحيحي سنن الترمذي وابن ماجه. وهذا الحديث ارتأيت الاقتصار على هذه الخلاصة، ممن رواه والحكم عليه من كتاب: التوسل المشروع والممنوع.. الذي هو عمدتي في عجالة هذا البحث. والكلام في فقهه واضح أنه توسل بدعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما هو فهم الصحابي الأعمى نفسه في مطلع سؤاله من نبي الرحمة ـ صلى الله عليه وسلم ـ المسند إلى الدعاء أن يرد الله إليه بصره. وهذا الفهم الصحيح، وهو طلب الدعاء من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حياته وفي حضرته، هو فهم جميع الصحابة من غير استثناء، لعدم ورود شيء عنهم خلافه على وجه صحيح مسلم. وذلك الفهم هو فهم من رواه وغيرهم من علماء السلف، فمن أين يستدرك مستدرك عليهم فهما يخالف ذلك إلا من أعمى الله بصيرته فساء سبيلا ـ نعوذ بالله من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع.... فما أجل وأحسن قول العلامة ـ علامة العراق الألوسي ـ رحمه الله: وأما ما ذكرتم من أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أشرف الوسائل، فهي: كلمة حق يراد بها الباطل. كقولهم: إنه ذو الجاه العريض، والمقام المنيع. ونحن ـ أي: أهل السنة والجماعة ـ أولى بهذا المقام منكم، لاتباعنا لأقوله وأفعاله. واقتدائنا به ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جميع أحواله، مقتفين لآثاره، واقفين عند أخباره. فهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبينا وهادينا إلى سبل السلام، ومنقذنا برسالته من مهاوي أولئك الجفاة الطغام. فلا نعمل إلا بأمره، ونتلقى ذلك بالسمع والطاعة في حلوه ومره. وقد أوجب علينا سبحانه علينا أن نتبع سبيل المؤمنين، ونهانا عن الغلو في الدين، وهذا طريق سلفنا الصالح، والاعتقاد الراجح... فليس لنا وسيلة إلى الله تعالى إلاّ طاعة رسوله، والأعمال الصالحة، والدعاء المبني على أصول الذل والافتقار، وهو مخ العبادة. جلاء العينين في محاكمة الأحمدين. إنه كلام متين، بأسلوب واضح مبين، فمن يقل بالتوسل الممنوع بين شرار سيئات، منها: الأولى: أنه عنده مصادر إسلامية صحيحة ليست عند السلف الصالح، وهذا لا يتصور من مسلم عاقل، إلاّ ممن كان على شاكلة القائلين: حدثني قلبي عن ربي من ضلال الصوفية، وهو زعم في غاية السفالة في أنواع الضلال... ثانية السيئتين: أن يكون جاهلا أو في حكم الجهل ممن إذا ابتلي بشيء قال به، أو فعله تابعا لهواه فضله عن سواء السبيل ـ نعوذ بالله من ذلك. ثالثة أثافي السيئات: وقوع اتهامه لا محالة لحملة الدين من الصحابة بقصور الفهم، والمحبة والتعظيم، ومعرفة جلالة القدر للمصطفى ـ عليه الصلاة والسلام ـ في حياته وبعد مماته. وهكذا قل فيمن نقله عنهم نقلا صحيحا من التابعين لهم بإحسان، وتابعيهم..... فكان المجيز هو ومن على شاكلته أهدى سبيلا من ذلك السلف الصالح؟؟؟ على قول ابن مسعود الصحابي على سلفهم الضال: إنكم لعلى ملة أهدى من ملة محمد أو مفتحوا باب ضلالة... أو كما قال في ضلال أهل ذلك المجلس الذكر البمتدع... أو ليس الصحابة فرادى وجماعة وكذلك بقية السلف الصالح ابتلي الجميع بضروب من الكرب والشدائد العظام، فلم يصح وقوع شيء من هذا التوسل الممنوع!!!!! وإلا من أين له جواز التوسل الممنوع؟؟؟؟ من إمامه في ذلك؟؟؟؟ من أئمة إمامه؟؟؟؟ إلى منتهى هاوية ذلك الضلال المبين!!!!! نقل الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ قول ابن تيمية ـ رحمه الله: لم يكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل ولا أحد من الأنبياء قبله، شرعوا للناس أن يدعوا الملائكة والأنبياء والصالحين، ويستشفعوا بهم، لا بعد مماتهم، ولا في مغيبهم، فلا يقول أحد: يا ملائكة الله اشفعوا لي عند الله... وكذلك لا يقول لمن مات من الأنبياء والصالحين: يا نبي الله، يا رسول الله ادع الله لي... فهذا مما علم بالاضطرار من دين الاسلام، وبالنقل المتواتر، وبإجماع المسلمين أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يشرع هذا لأمته، وكذلك الأنبياء قبله، لم يشرعوا شيئا من ذلك. بل أهل كتاب ليس عندهم عن الأنبياء نقل بذلك، كما أن المسلمين ليس عندهم عن نبيهم نقل بذلك، ولا فعل هذا أحد من أصحاب نبيهم، والتابعين لهم بإحسان، ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين، لا الأئمة الأربعة، ولا غيرهم. كتاب: التوسل أنواعه وأحكامه. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-11-2012 الساعة 07:40 PM
|
02-13-2012, 09:43 AM | #9 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت
الترصيع
قال الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى:
ومما لا شك فيه أن جاهه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومقامه عند الله عظيم، فقد وصف الله تعالى موسى، بقوله: ((وكان عند الله وجيها)). ومن المعلوم أن نبينا محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ أفضل من موسى، فهو بلا شك أوجه منه عند ربه ـ سبحانه وتعالى ـ ولكن هذا شيء، والتوسل بجاهه ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيء آخر. فلا يليق الخلط بينهما كما يفعله بعضهم، إذ إن التوسل بجاهه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقصد به من يفعله أنه أرجى لقبول دعائه. وهذا أمر لا يمكن معرفته بالعقل، إذ إنه من الأمور الغيبية، التي لا مجال للعقل في إدراكها. فلا بد فيه من النقل الصحيح الذي تقوم به الحجة، وهذا مما لا سبيل إليه البتة. فإن الأحاديث الواردة في التوسل به ـ صلى الله عليه وسلم ـ تنقسم إلى قسمين: · صحيح. · وضعيف. أما الصحيح فلا دليل فيه البتة على المدعى، مثل توسلهم به ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الاستسقاء، وتوسل الأعمى به ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنه توسل بدعائه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا بجاهه، ولا بذاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولما كان التوسل بدعائه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى غير ممكن، كان التوسل به ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد وفاته غير ممكن، وغير جائز. كتاب: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة. إن بمثل هذا البذل السخي في خدم الشرع الحكيم يخدم دين الإسلام، في بيان الحق من الباطل، لا بهدم الإسلام تحت بدع وضع لها نصوص مفتريات، أو نزع لها مفاهيم خاطئة من نصوص ثابتة بباطل التأويلات، كما أوجزت في نقل الترصيع إشارة متينة بنبراس الهدى المبين، المسوقة النقل من كتاب: التوسل المشروع والممنوع. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-13-2012 الساعة 10:15 AM
|
02-15-2012, 09:15 AM | #10 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت
الترصيع:
الحمد الله الذي قد ندبا**لكي نميز البيع عن لبس الربا ومن للمؤلفين الكتبا**تكشف عن عين الفؤاد الحجبا إذا حجاب دون علم ضربا جزا الله قائل هذه الأبيات خير الدنيا والآخرة.
لما تضمنته من معان صدق، في كتب المتمسكين بالكتاب والسنة، وما عليه السلف الصالح. الذين منهم هذا العالم العلامة المفسر محمد جمال الدين القاسمي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ في هذه المسألة، التي ضل فيها، من اتبع غير سبيل المؤمنين فيها، فساء سبيلا. وقد ارتأينا الاختصار ما يتعلق بهذه المسألة التي من لم يتبع فيها السلف الصالح، فإنه قد ضل ضلالا مبينا، جاهلا كان، فضلا أن يكون من أهل العلم ـ نعوذ بالله من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع ـ اللهم آمين. فالآن مع العلامة القاسمي في تفسيره قوله تعالى: { فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً }. تنبيهات : الأول - الوجيه : لغة بمعنى السيد ، كالوجه ، يقال : هؤلاء وجوه البلد ووجهاؤه ؛ أي : أشرافه ، وبمعنى ذي الجاه - والجاه القدر والمنزلة ، مقلوب عن وجه ، فلما أخرت الواو إلى موضع العين ، وصارت جَوَها ، قلبت الواو ألفاً . فصارت جاهاً ، وكذا في القاموس وشرحه . الثاني - قال الزمخشري : وجيها ؛ أي : ذا جاه ومنزلة عنده ، فلذلك كان يميط عنه التهم ويدفع الأذى ويحافظ عليه لئلا يلحقه وصم ولا يوصف بنقيصة ، كما يفعل الملك بمن له عنده قربة ووجاهة . وقال ابن جرير : أي : كان موسى عند الله مشفّعاً فيما يسأل ، ذا وجه ومنزلة عنده ، بطاعته إياه ، أي : مقبولاً ومجاباً فيما يطلب لقومه من الله تعالى ، عناية منه تعالى وتفضيلاً . الثالث - اتخذ العامة ، وكثير من المتعالمين ، وصف الوجاهة للأنبياء ذريعة للطلب والرغبة منهم ، مما لا ينطبق على عقل ولا نقل ، ولا يصدق على المعنى اللغوي بوجه ما ، وقد كتب في ذلك الإمام الشيخ محمد عبده فُتْيا ، أَبَان وجه الصواب فيما تشابه من هذه المسألة ، وذلك أنه سئل ، رحمه الله ، عمن يتوسل بالأنبياء ، والأولياء ، معتقداً أن النبي أو الولي يستميل إرادة الله تعالى عما هي عليه ، كما هو المعروف للناس من معنى الشفاعة والجاه عند الحاكم ، وأن التوسل بهم إلى الله تعالى كالتوسل بأكابر الناس إلى الحكام . فقال امرؤ : إن هذه مخل بالعقيدة ، وإن قياس التوسل إلى الله تعالى على التوسل بالحكام محال ، وإن عقيدة التوحيد أن لا فاعل ولا نافع ولا ضار إلا الله تعالى ، وإنه لا يدعى معه أحد سواه ، كما قال تعالى : { فَلا تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَداً } [ الجن : 18 ] ، وإن النبي صلّى الله عليه وسلم ، وإن كان أعظم منزلة عند الله تعالى من جميع البشر ، وأعظم الناس جاهاً ومحبة ، وأقربهم إليه ، ليس له من الأمر شيء ، ولا يملك للناس ضراً ولا نفعاً ولا رشداً ولا غيره ، كما في نص القرآن . وإنما هو مبلغ عن الله تعالى ، ولا يتوسل إليه تعالى إلا بالعمل بما جاء على لسانه صلّى الله عليه وسلم ، واتباع ما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة المجتهدون من هديه وسنته ، وإنه لا سبب لجلب المنافع ودفع المضارّ إلا ما هدى الله الناس إليه ، ولا معنى للتوسل بنبي أو ولي إلا باتباعه والاقتداء به ، يرشدنا إلى هذا كثير من الآيات الواردة في القرآن العظيم ، كقوله تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } [ آل عِمْرَان : 31 ] ، { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ } [ الأنعام : 153 ] ، إلى غير ذلك من الآيات . وإن كان هو الصواب فأرجو إقراري عليه كتابة ، لأدافع بذلك من أساء بي الظن . فأجاب رحمه الله ، بعد البسملة والحوقلة : اعتقادك هذا هو الاعتقاد الصحيح ، ولا يشوبه شوب من الخطأ ، وهو ما يجب على كل مسلم يؤمن بما جاء به محمد صلّى الله عليه وسلم أن يعتقده ؛ فإن الأساس الذي ينبت عليه رسالة النبي محمد صلّى الله عليه وسلم هو هذا المعنى من التوحيد ، كما قال الله تعالى : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ } [ الإخلاص : 1 - 2 ] و : { الصَّمَدُ } هو الذي يقصد في الحاجات ، ويتوجه إليه المربون في معونتهم على ما يطلبون ، وإمدادهم بالقوة فيما تضعف عنه قواهم ، والإتيان بالخبر على هذه الصورة يفيد الحصر ، كما هو معروف عند أهل اللغة ، فلا صمد إلا هو . وقد أرشدنا إلى وجوب القصد إليه وحده بأصرح عبارة في قوله : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } [ البقرة : 186 ] ، وقد قال الشيخ محي الدين بن العربي ، شيخ الصوفية ، في صفحة 226 من الجزء الرابع من " فتوحاته " عند الكلام على هذه الآية : إن الله تعالى لم يترك لعبده حجة عليه . بل لله الحجة البالغة ، فلا يتوسل إليه بغيره ؛ فإن التوسل إنما هو طلب القرب منه ، وقد أخبرنا الله أنه قريب ، وخبره صدق . انتهى ملخصاً . على أن الذين يزعمون جواز شيء مما عليه العامة اليوم في هذا الشأن ، إنما يتكلمون فيه بالمبهمات ، ويسلكون طرقاً من التأويل لا تنطبق على ما في نفوس الناس . ويفسرون الجاه والواسطة بما لا أثر له في مخيلات المعتقدين . فأي حالة تدعوهم إلى ذلك ؟ وبين أيديهم القرون الثلاثة الأولى ، ولم يكن فيها شيء من هذا التوسل ، ولا ما يشبهه بوجه من الوجوه ، وكتب السنة والسير بين أيدينا شاهدة بذلك ، فكل ما حدث بعد ذلك فأقل أوصافه أنه بدعة في الدين وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . وأسوأ البدع ما كان فيه شبهة الإشراك بالله تعالى وسوء الظن به ، كهذه البدع التي نحن بصدد الكلام فيها ، وكأن هؤلاء الزاعمين يظنون أن في ذلك تعظيماً لقدر النبي صلّى الله عليه وسلم ، أو الأنبياء أو الأولياء ، مع أن أفضل التعظيم للأنبياء هو الوقوف عندما جاءوا به ، واتقاء الزيادة عليهم فيما شرعوه بإذن ربهم . وتعظيم الأولياء يكون باختيار ما اختاروه لأنفسهم . وظن هؤلاء الزاعمين أن الأنبياء والأولياء يفرحون بإطرائهم , وتنظيم المدائح وعزوها إليهم ، وتفخيم الألفاظ عند ذكرهم ، واختراع شؤون لهم مع الله ، لم ترد في كتاب الله ولا في سنة رسوله ولا رضيها السلف الصالح . هذا الظن بالأنبياء والأولياء هو أسوأ الظن ؛ لأنهم شبهوهم في ذلك بالجبارين من أهل الدنيا ، الذين غشيت أبصارهم ظلمات الجهل قبل لقاء الموت ، وليس يخطر بالبال أن جباراً لقي الموت وانكشف له الغطاء عن أمر ربه فيه ، يرضى أن يفخمه الناس بما لم يشرعه الله . فكيف بالأنبياء والصديقين ؟ إن لفظ الجاه الذي يضيفونه إلى الأنبياء والأولياء عند التوسل ، مفهومه العرفي هو السلطة . وإن شئت قلت نفاذ الكلمة عند من يستعمل عليه أو لديه ، فيقال فلان اغتصب مال فلان بجاهه ، ويقال فلان خلص فلاناً من عقوبة الذنب بجاهه ، لدى الأمير أو الوزير مثلاً ، فزعم زاعم أن لفلان جاهاً عند الله بهذا المعنى ، إشراك جلي لا خفي ، وقلما يخطر ببال أحد من المتوسلين معنى اللفظ اللغوي ، وهو المنزلة والقدر ، على أنه لا معنى للتوسل بالقدر والمنزلة نفسها ؛ لأنها ليست شيئاً ينفع . وإنما يكون لذلك معنى ، لو أوّلت بصفة من صفات الله ، كالاجتباء والاصطفاء ، ولا علاقة لها بالدعاء ولا يمكن لمتوسل أن يقصدها في دعائه ، وإن كان الآلوسي بنى تجويز التوسل بجاه النبي خاصة على ذلك التأويل . وما حمله على هذا إلا خوفه من ألسنة العامة وسباب الجهال ، وهو مما لا قيمة له عند العارفين . فالتوسل بلفظ الجاه مبتدع بعد القرون الثلاثة ، وفيه شبهة الشرك والعياذ بالله ، وشبهة العدول عما جاء به الرسول صلّى الله عليه وسلم ، فلم الإصرار على تحسين هذه البدعة ؟ يقول بعض الناس : إن لنا على ذلك حجة لا أبلغ منها . وهي ما رواه الترمذي بسنده إلى عثمان بن حنيف رضي الله عنه قال : إن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلّى الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافني . فقال : < إن شئت دعوت , وإن شئت صبرت فهو خير لك > . قال : فادعه . قال فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ، ويدعو بهذا الدعاء : < اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة . يا محمد ! إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي . اللهم فشفعه في > . قال الترمذي وهو حديث حسن صحيح غريب . ونقول أولاً : قد وصف الحديث بالغريب ، وهو ما رواه واحد ، ثم يكفي في لزوم التحرز عن الأخذ به ، أن أهل القرون الثلاثة لم يقع منهم مثله ، وهم أعلم منا بما يجب الأخذ به من ذلك ، ولا وجه لابتعادهم عن العمل به ، إلا علمهم بأن ذلك من باب طلب الاشتراك في الدعاء من الحي ؛ كما قال عمر رضي الله عنه ، في حديث الاستسقاء : إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلّى الله عليه وسلم فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبيك العباس فاسقنا ، قال ذلك ، رضي الله عنه ، والعباس بجانبه يدعو الله تعالى ، ولو كان التوسل ما يزعم هؤلاء الزاعمون ، لكان عمر يستسقي ويتوسل بالنبي صلّى الله عليه وسلم ، ولا يقول كنا نستسقي بنبيك ، وطلب الاشتراك في الدعاء مشروع حتى من الأخ لأخيه ، بل ويكون من الأعلى للأدنى ، كما ورد في الحديث ، وليس فيه ما يخشى منه ، فإن الداعي ومن يشركه في الدعاء وهو حيّ ، كلاهما عبد يسأل الله تعالى ، والشريك في الدعاء شريك في العبودية ، لا وزير يتصرف في إرادة الأمير كما يظنون : { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } [ الصافات : 180 ] . ثم المسألة داخلة في باب العقائد ، لا في باب الأعمال ، ذلك أن الأمر فيها يرجع إلى هذا السؤال : هل يجوز أن نعتقد بأن واحداً سوى الله يكون واسطة بيننا وبين الله في قضاء حاجاتنا أو لا يجوز ؟ أما الكتاب فصريح في أن تلك العقيدة من عقائد المشركين ، وقد نعاها عليهم في قوله : { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ } [ يونس : 18 ] ، سورة يونس ، وقد جاء في السورة التي نقرؤها كل يوم في الصلاة : { وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } فلا استعانة إلا به ، وقد صرح الكتاب بأن أحداً لا يملك للناس من الله نفعاً ولا ضراً ، وهذا هو التوحيد الذي كان أساس الرسالة المصطفوية كما بيّنا . ثم البرهان العقلي يرشد إلى أن الله تعالى في أعماله لا يقاس بالحكام ، وأمثالهم في التحول عن إرادتهم ، بما يتخذه أهل الجاه عندهم ، لتنزّهه جل شأنه عن ذلك ، ولو أراد مبتدع أن يدعو إلى هذه العقيدة ، فعليه أن يقيم عليها الدليل الموصل إلى اليقين ، إما بالمقدمات العقلية البرهانية أو بالأدلة السمعية المتواترة ، ولا يمكنه أن يتخذ حديثاً من حديث الآحاد دليلا على العقيدة مهما قوي سنده ، فإن المعروف عند الأئمة قاطبة أن أحاديث الآحاد لا تفيد إلا الظن { وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً } [ النجم : 28 ] ، انتهى كلامه رحمه الله . ثم راجعت " اقتضاء الصراط المستقيم " للإمام العلم تقي الدين ابن تيمية رضي الله عنه . فرأيته ذكر نحواً من ذلك ، وعبارته : فالوسيلة التي أمر الله بابتغائها ، تعم الوسيلة في عبادته وفي مسألته ، فالتوسل إليه بالأعمال الصالحة التي أمر بها ، وبدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم ، ليس هو من باب الإقسام عليه بمخلوقاته. ومن هذا الباب استشفاع الناس بالنبي صلّى الله عليه وسلم يوم القيامة ، فإنهم يطلبون منه أن يشفع لهم إلى الله ، كما كانوا في الدنيا يطلبون منه أن يدعوَ لهم في الاستسقاء وغيره ، وقول عمر رضي الله عنه : إنا كنا ، إذا أجدبنا ، توسلنا إليك بنبينا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا . معناه نتوسل بدعائه وشفاعته وسؤاله ، ونحن نتوسل إليك بدعاء عمه وسؤاله وشفاعته ، ليس المراد به ، إنا نقسم عليك به ، أو ما يجري هذا المجرى مما يفعل بعد موته وفي مغيبه ، كما يقوله بعض الناس : أسألك بجاه فلان عندك ، ويقولون : إنا نتوسل إلى الله بأنبيائه وأوليائه ، ويروون حديثاً موضوعاً : < إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي ، فإن جاهي عند الله عريض > فإنه لو كان هذا هو التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه ، كما ذكر عمر رضي الله عنه ، لفعلوا ذلك بعد موته ، ولم يعدلوا عنه إلى العباس ، مع علمهم أن السؤال به والإقسام به ، أعظم من العباس ، فعلم أن ذلك التوسل الذي ذكروه ، وهو مما يفعل بالأحياء دون الأموات ، وهو التوسل بدعائهم وشفاعتهم ؛ فإن الحي يطلب منه ذلك والميت لا يطلب منه شيء ، لا دعاء ولا غيره ، وكذلك حديث الأعمى ؛ فإنه طلب من النبي صلّى الله عليه وسلم أن يدعوا له ليردّ الله عليه بصره . فعلّمه النبي صلّى الله عليه وسلم دعاءً أمره فيه ، أن يسأل الله قبول شفاعة نبيه فيه ، فهذا يدل على أن النبي صلّى الله عليه وسلم شفع فيه ، وأمره أن يسأل الله قبول شفاعته ، وأن قوله < أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة > أي : بدعائه وشفاعته ؛ كما قال عمر : كنا نتوسل إليك بنبينا . فلفظ : التوجه ، والتوسل في الحديثين بمعنى واحد . ثم قال : يا محمد ! يا رسول الله ! إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها . اللهم ! فشفعه في . فطلب من الله أن يشفع فيه نبيه . وقوله : يا محمد ! يا نبي الله ! . هذا وأمثاله نداء . يطلب به استحضار المنادى في القلب ، فيخاطب المشهود بالقلب ؛ كما يقول المصلّي : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . والْإِنْسَاْن يفعل مثل هذا كثيراً ، يخاطب من يتصوره في نفسه ، وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب ، فلفظ التوسل بالشخص والتوجه به والسؤال به ، فيه إجمال واشتراك ، غلظ تسببه من لم يفهم مقصد الصحابة ، يراد به التشبث به [ في الأصل : التسبب به ] لكونه داعياً وشافعاً مثلاً ، أو لكونه الداعي محبّباً له ، مطيعاً لأمره ، مقتدياً به . فيكون التسبب إما بمحبة السائل له واتباعه له ، وإما بدعاء الوسيلة وشفاعته ، ويراد به الإقسام به والتوسل بذاته ، فلا يكون التوسل ، لا شيء منه ولا شيء من السائل ، بل بذاته أو بمجرد الإقسام به على الله . فهذا الثاني هو الذي كرهوه ونهوا عنه . انتهى . الكتاب : محاسن التأويل المؤلف : محمد جمال الدين القاسمي مصدر الكتاب : برنامج تاج الأصول من أحاديث الرسول [الكتاب] مرقم آليا غير موافق للمطبوع أعده للشاملة: أبو عبد الله السسقي ومحمد الألخاسي. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 35 | 08-29-2012 10:24 AM |