260. مَحمد بن سيدي بو بكر الإدريسي التبورقي السوقي :
هو الشيخ مَحمدْ بن سيدي بو بكر بن القاري بن أكاي بن محمد إنكل ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
قال الشيخ العتيق : جد الشيخ حماد وهو الذي انتشر فضله وكراماته في الأفاق . ترجمه الشيخ الخضر بن الشيخ حماد في كتابه " التبر التالد في مناقب الشيخ الوالد " وعقد فيه فصلا يتكلم فيه على أعيان عشيرته وذكر في ترجمته أنه معاصر للحاج عمر الفوتي الثائر في القرن الثالث عشر ، وكان له عارف مع بعض قواد جنوده تمكن به من أن يشفع عنده لبعض المسلمين الذين يغزونهم . قال ومن كراماته أن إمرءة من إمْغَادْ كانت تحسن إليه وتعتقد فيه الخير ، راودته يوما على أن يضمن لها أن تحسن عاقبتها فأبى من ذلك الضمان وألحت عليه حتى قال لها أفعلُ بشرط أن لا تطلبي مني أمرا دنيويا بعد فالتزمت له ذلك ، وفي بعض الأيام فزعت فاستغاثت به وقضيت حاجتها ثم تذكرت الشرط فندمت وقالت له فعلت ما فعلت ولكن أريد أن لا يغير ضمانك لي فقال لها الحمد لله الذي أنقذني من الورطة التي وقعتني فيها والآن لا أعود إلى ذلك الضمان . وقال أيضا بلغني أن بعض المعتقدين فيه أهدى له جاما كبيرا في بلد بعيد وأخبره بذلك فحضر الجام بين يديه من غير حامل يرى . ووقائعه في هذا الباب كثيرة . ومن أجل كراماته أن أولاده كلهم علماء عاملون أسخياء يحفظون القرآن ويأتون في تلاوته بالغرائب ، منهم من يختمه في اليوم أكثر من مرة ، ومنهم من لا يزال حالا مرتحلا في التلاوة لا يفتر عن القراءة ليلا ولا نهارا . وأما الآخذون عنه فلم أقف على أثر من يقوم بتعيينهم ، وكذلك شيوخه إلا أني وقفت بخط عم جدي مَحمد ألاغْ المعروف باسم آلاَّ أنه أجازه برواية صحيح البخاري وكتب له سلسلة شيوخه إلى صاحب الصحيح . ورأيت بخط الشيخ الخضر أن له قصيدة لامية يحض فيها على تكثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما رآها ابن عمه أحمد بن مَحمد إكْنَنْ أنشد أخرى على بحرها ورويها ممتثلا فيها ما أمر به من الصلاة ، وكلتا القصيدتين في " التبر التالد " من أراد أن يقف عليهما فليرجع إلى كلام مؤلفه على آبائه(2) .