مسارح الصيد ...

مسارح الصيد
في
قيد ما أطلق من سيرة العلم التنغاكلي الشهير الشيخ العلامة أحميد.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله مجزل العطاء الجزيل الكريم.
الذي خلق من عدم، وعلم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم.
رزق خلقه ما كتب لهم في الأزل، فكان فضله عظيماً على من يشاء ـ سبحانه عز وجل.
اللهم ارزقنا من فضلك المدرار ما يزيد فيضه عليّ بشكره لك وحدك، فلا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ـ سبحانك اللهم وبحمدك...
وأصلي وأسلم على سيد الأولين والآخرين أفضل من خلق، المهدي الهادي من قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق.
صلى الله عليه وعلى صحابته أهل المقام الكريم، الهداة المهديين المرضي عنهم بالرضوان العظيم.
وبعد:
فإن تدوين التاريخ ضرب من ضروب التحصيل العلمي الذي لا ينال براحة الجسم. كما أثر عن يحيى بن أبي كثير ـ رحمه الله.
لذا فإن التاريخ ليس مما يبر به القاعدون غير أولي الضرر من الأمم.
فإن وقع النقير منهم فذلك مما يعد من خوارق العادات، فإن لم يقع فلا سوال فيه؟ لأنه أصل من الأصول الجارية على سنن العادات.
أخي القارئ الكريم مادة هذه الترجمة مع كونها يسيرة، إلاّ أنها ما قيدت إلاّ بعد جهد جهيد، ومحاولات عسيرة إلاّ أنها يسرها ربي الكريم البر الحميد.
ذلك أني لما دخلت مدينة قوسي، قادماً من زيارة لبعض قبائل السوقيين ممن سيأتي ـ بإذن الله ـ في مواضعه ـ ما بذلته من جهد المقل من المدونات التاريخية المتعلقة بهم.
جئت إلى هذه المنطقة ماراً بها، فصادف قدومي إلى هذه المدينة مدينة (قوسي) يوم سوقها الأسبوعي، فتشرفت بزيارة الشيخ السيد داود بن يوسف السوقي التنغاكلي ـ حفظه الله ـ أحد المسئولين الحكوميين عن قبائلهم.
فلما تشرفت بزيارة مقر هذا السيد الشيخ داود، مع من كان معي من الإخوة الأفاضل الكرام في مثل تلك الرحلات من أوزاع القبائل السوقية الكريمة.
قلت وتلك الرحلات قيدت ما يتعلق بها مما هو من من ضمنه أسماء من كان فيها من إخوتي الذين يسر الله أن تتمتع تلك الرحلات بمصاحبتهم سنة سنة ـ ولله الحمد...
هذا ولما حقق الله لنا زيارة مقر السيد داود ـ حفظه الله ـ وقد كنت قد استفدت منه من قبل بسنين فيما نحن بصدده.
كانت هذه الزيارة زيارة صلة رحم أتشرف بها، خاصة لهذه القبيلة التي يتوجب لها عرفاً حسن العهد.
إذ قلت قبيلة علمية في أفقها خاصة قبائل السوقيين، إلاّ ويتوجب منها عرفاً حسن العهد لها لتتلمذ كثير من مشاهير عليها، كما مضى في غير ما موضع، وكما سيأتي ـ بإذن الله...
وحينما ينشر من تاريخ المنطقة ما لعله سينشر في تاريخ العلم، إن كان كما ينبغي، فإن القارئ الكريم لعله وقتئذ سيتذكر قول القائل:
القول ما قالت حزام.
قائلاً: هذا البيت له حقائق، منها هذه، مما أصاب لسان حال البيت فيه الصواب من حزام: فصدقوها.
لأن الأمر كما قال القائل:
اخدع الأحياء إن شئت فلن***تخدع التاريخ في المنخدعين
هذا فلما كان حسن العهد من الإيمان، إضافة إلى روابط القرابة بصلة رحمها تشرفنا بذلك، وكنا في تلك الزيارة الكريمة إذ تشرف المجلس بالشيخ الفاضل السيد بايْ بن سيدي الامين السوقي التغاكلي أحد المسئولين الحكوميين أيضاً السادات لجهاتهم ـ حفظه الله.
فلما بدأ ذلك المجلس الكريم تنتقل به الحال، إلى شوق العودة الكريمة إليه.
التمست من السيد الشيخ باي أن يشرفني ببعض المعلومات التاريخية المتعلقة بهذه القبيلة الجليلة المناقب.
لأني ما مر أن تشرفت بشيء من ذلك منه، فتلاطف معي تلاطف الوالد الكريم مع أحد أبنائه، مع ما لا يخلو مثله من ارتباطات مسبقة، فقال لي: لعل الموعد المناسب يكون في مثل هذا اليوم في السوق الأسبوعي المقبل...