67. السلطان / الإنصار بن النابغ الطارقي

67. السلطان / الإنصار بن النابغ الطارقي :

هو السلطان الإنصار بن النابغ بن كاوا بن أمّا بن أك الشيخ بن كردنّ(1) .
قال فيه الشيخ العتيق : تأمر بعد أخيه أصَّلْمِ وذهبت أيامه في الحروب ولم يسس الرعية إلا بالدفاع عن الأوطان ، فممن حاربهم جماعة هَلَوْ بن وَزَّيْدِ التي هي منتهى المملكة من جهة الجنوب الغربي ، وسبب ..أنهم كانوا من أتباعه أولا فهاجر بعض القبائل إلى بلادهم وأحسنوا إليهم وءامنوهم وأسقطوا عنهم كثير من المغارم فتسامع الناس بسيرتهم مع أتباعهم ، وكانت أحسن من سيرة ملوك...فرغبوا في الانحياز إليهم ، وكان من المنحازين إليهم قبيلة إهَلَشَّنْ ، وإكُيَيْتَنْ ، وكثير من مماليك ...فطلب سادة أولئك المماليك أن يستردوهم فمنعهم الأمير أسِنَفَلْ بن وَزَّيْدِ الذي كانوا ... فشكوه إلى سلطان البلد الإنصار بن النابغ فأرسل إلى ذلك الأمير يأمره بأن يخلي سبيل أولئك وأن يرسل إليه جميع القبائل التي في بلده وإلا أتاه بجنود لا قبل له بها فلم يلتفت ذلك الأمير إلى ... فلما رجع الرسول إلى الإنصار امتلأ غيظا وخنقا على جميع من في ذلك البلد ، ثم مات أسِنَفَلْ بفور...فأوصى أخاه هَلَوْ ابن وَزَّيْدِ أن لا يرد أولئك إلى من فروا منهم وأن يفديهم بنفسه وماله وأتباعه ...ولي بعد موت أخيه أظهر الحماية والذب وأنه لا يخاف أحدا فلما بلغ ذلك الإنصار قامت قيامة واستنكف أن تعلن تلك الفئة القليلة حربه فحشد جيوشا في بلده ، ثم ....بأمر السودان ...يمر بهم في الطريق إلى أن التقت الجيوش فانتصرت الفئة القليلة مع رهبهم من السلطان وجنوده واستعظامهم مقاومة السلطان ثم غزاهم السلطان بعد ذلك أربع أو خمس مرات وينتصروا على ما يزعم قصاص ذلك الفريق ، وأضدادهم يزعمون خلافه ، والحق أن تلك الطائفة لم تزل قائمة من ذلك العهد إلى الآن لم يعاملهم أولئك السلاطين بما يعاملون به من حاربهم بعد الظفر ....إلى أن تغلب فرنسا على بلادهم .
ومن أيامهم يوم كُلْمَنْ في أكِرِرْ ، ويوم تِرَ ، ويوم في ساحل ، ثم كان أخر الأميرين أن اصطلحا وخلى السلطان بين الأمير ومن يهاجر إليه بشرط أن يؤدوا إليه ...التي يؤدونها إليه قبل ، ثم مات عن قريب في أوائل القرن الرابع عشر الهجري .
وممن حاربهم الإنصار أهل دنّك كانت بينه وبينهم وقائع آخرها في مَنَكَا سنة خمس وثلاث مائة بعد الألف 1305هـ ، ومات في ذلك اليوم ابنه دُرَّةَ ، فلما مات انهزمت طائفته ، والإنصار بنفسه لم يمت في ذلك اليوم بل مات حتف أنفه في وادي إنْشَوَاكْ وقبره عند تلّة إنَنَ قريبا من وادي سمِتْ بنحو يوم ، ولم أتحقق تعيين عام وفاته(2) .
وقال عنه أيضا : وفي أيامه خرج عنه عرب المشاكر وذهبوا إلى ابن عمه في دنك . بتصرف(3) .
وقال الشيخ محمد حب : وهو الذي كتب في شأنه العلامة الكُنْهَاني محمد إكْنَنْ ما نصه : ( ولما ولي الإنصار وانعقدت له الولاية بأهل الحلّ والعقد من العلماء والكبراء من إِوِلِّمَّدَنْ وكَلَسُّوكْ أتتنا تَكَرْسَدُتْ فقالت يا معشر كَلَسُّوكْ أنتم ولّيتم من تطبّع بطباع تَرْغَيْتَامُوتْ وهم لا يخالطون من يعلمهم أمر دينهم ولم يبالوا بأمره فعلموه القواعد والعقائد ، فامتثلنا أمرها فأنزل على نفسه واحدا منّا فرضي بالتعلم عنده وما زال يكرر عليه ما يلزمه من أمر دينه ودنياه حتى علم ذلك وأذعن له كل الإذعان ، وكلما زاره واحد منّا كرر عليه الوصايا والمواعظ وذكر له ما يلزمه من أمر الدنيا والدين . ولكنا قد جربنا أبناء السلطان الأول كَرِدَنَّ متنزهون عن الكفر وأسبابه ومستنكفون منه وبعضهم يتوضأ وبعضهم يحفظ كثيرا من القرآن وبعضهم يتعلم القواعد والعقائد بل كلهم مُوحدون ، وقد فتشناهم وبحثنا عن عقائدهم في الله وبالله وعلى الله فلم نجد أحدا منهم إلا وهو موحد ولا تكاد تسمع منهم قاتل نفس مسلمة إلا أن يكون مقتولهم هو الذي همهم في قعور بيوتهم وظلمهم فيدفعونه على أنفسهم إلى أن يجر الدفع إلى القتال ، بل ظلمهم من جهة الأموال فقط ) . انتهى العرض من كلام الكُنْهَاني . والإنصار هذا هو الذي كانت الوقعة الشديدة بينه وبين الأمير محمد بن الكُمَيتِ عند أفَرَاكْ مَنَكَا عام 1304هـ , وقيل ذلك بخمس سنين أو أربع كانت وقعة أفَرَاكْ طَيرَا بينه وبين الأمير هَلَوْ بن والزّيدِ عفا الله عنا وعنهم آمين(4) .

قلت : من ضمن رسائله رسالة أرسلها إلى فون بن ارْكسُ نصها :

(بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد فيسلم السلطان بن السلطان الإنصار بن النابغة على فُون بن ارْكُسُ ويعلمه أن كتابه بلغه وعَلم ما فيه من عتابك لي إن لم أمنعك من اسِنًفَلْ وغيره هذا أما ما ذكرت من منعكم من أسِنَفَلْ وغيره فما حال بيني وبينه إلا مخافة أني إن فعلتُ ذلك تعاضدت معهم علينا وفعلتم معهم كما فعلتم معهم قبلُ من التوافق علينا كلما غزوناهم أو هددناهم بسبب شيء صنعوه بنا أدخلتموهم خندقكم فلا نقدر عليهم وأما إذ أرسلت إلي واستشفعت في فـ.... أعلم أنكم إن صالحت بينكم وبينهم انقطع ما بينكم وبينهم ولم تعودوا لما كنتم قبلُ لفعلت فإن كان ذلك كما قلت لك فاختر إحدى من اثنتين أنزع منهم كل أمَغِدْ لنا وتحاربوا أنتم معهم خـ... أو أصلح بينكم وبينهم كلهم وما اخترته من .. فاكتب إلي بها فإني إن شاء الله سأنجز ذلك وارسل إلي فرسين من خيار أفراسكم أنجو عليه من العدو وتبا .... السواد .... حسلة وشيء من ... فإن فعلت ذلك كنت لي وكنت لك والله .


والفرغات من المخطوطة .