الضيف الحميم "رمضان"
قصة سحر حمزة
كما كل الأطفال المسلمين ،يحبون رمضان ،يعشقون نفحاته ،،هكذا هو محمد ،طفل رائع لم يتجاوز العاشره لكنه يملك حساً مرهفاً ،في أول يوم من ايام شهر رمضان المبارك ،، سمع محمد حديث والديه بالصباح ، عن زائر حل ضيفاً عليهم ، في الخيرات والصدقات ،والمودة والمحبة والعطاء والصوم والعبادة ،كان صانتاً صامتاً يستمع و يتابع والدته وهي تخبر والده حول ما أعدته ، وحضرته خلال شهر شعبان ، لأستقبال هذا الزائر ، وبفضوله الطفولي سأل والدته بعفويه ،، قال محمد :من هذا الضيف يا أمي أهو قريب لك أم صديق والدي ؟ ومتى سيكون معنا ؟ أجابته الام وهي تبتسم ، حانية عليه بعطف الأمومة : أنه شهر رمضان المبارك ،ليس رجلاً أو شخصاً معيناً ، فقد حل ضيفاً علينا وهو شهر يأتي مرة كل سنة ،،الم تعيش أجواءه يا حبيبي ،أم أنك تمازحني ،،طبعاً يا أمي ،،رمضان ،،سمعت عنه بالطبع بالتلفزيون ،مسلسلات وحزازير ،ماكولات سهر ولعب حتى السحور ،،نظر الأب والأم إلى محمد بإستغراب ،،وقال الأب :لا لا يا حبيبي أنه عبادة وصلاة وتقرب لله وزيارة الأرحام وإفطار للصائمين المسلمين وصدقات.
فقال محمد : ولماذا كل هذا الإهتمام به عبر الفضائيات فقط بالمسلسلات ؟ لماذا يتميز عن غيره من الأشهر ؟ فقالت الأم : حبيبي هذه دعايات وإستغلال للشهر في ترويجه على انه للتسلية والطعام فقط ،،وهذا خطأ ومسيء للشهر فليس كمثلهِ شهر ، يحمل الخير في كل ايام ، ويعم بالبركات ، وبه تزداد الألفه ، والمحبة بين الأهل ، والجيران ، والأصدقاء ، ويتسابق الجميع فيه على عمل الخير ، ومساعدة الأخرين ، فقال محمد : يا له من شهر عظيم ! وماذا أيضاً يا أمي ؟ فأجابت الأم : فيه ليلة خير من ألف شهر ، إنها ليلة القدر التي تنزّل الملائكة والروح فيها (بإذن الله ) فقال محمد : وماذا نستفيد منها ؟ فأجابت الأم : تحل البركة ، وراحة البال ، والإطمئنان في قلوب المسلمين ، المتعبدين ، والصائمين الذين يتقربون إلى الله بالطاعة ، وعمل الخير ، ويساعد الغني الفقير ، ويبقى الناس متساوون امام الله ( سبحانه وتعالى ) وليس هذا فقط يا محمد ، فإن الناس يصومونه ؛ أداءً لفريضة الصوم وإستجابة لأمر الله ؛ لأن هذه الفريضة من أركان الإيمان ، فوقف محمد وقال باستغراب : ولماذا نمتنع عن تناول الطعام والشراب يا أمي طوال الشهر ؟! فضحكت الأم وقالت : نمتنع عن تناول الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس ، كي نشعر مع غيرنا من الفقراء ونكون أمتنا إسلامية تعيش التكافل الإجتماعي بأجمل صوره إضافة إلى إمتناعنا عن عمل الشر ، والغيبة، والنميمة ، ونقدم المساعدة للفقراء ، والمحتاجين ، ونتسامح ، ونعفو عن الكثير من الإساءة التي نتعرض لها ، فنكسب الأجر من الله ، ونجزى بالجنة ( بإذن الله )كما وعدنا الله . فسألها محمد : الجنة يا أمي كيف سأصل إليها،إني أحلم أن أكون طيراً محلقاً فيها ؟! فأجابت الأم : إنها مأوى للمتقين والمتعبدين الصائمين ، وكلما إلتزمنا بأمر الله وطاعة رسوله ،كانت لنا مسكناً في الآخرة ، والصوم في رمضان جزاءه الجنة كما وعدنا الله ( سبحانه وتعالى ) . فقال محمد : إذا لماذ لا أستطيع الصوم يا أمي فأنتِ يا أمي لا تجعلني أتسحر ؛ أريد أن اصوم واصلي لأصل للجنة التي قلتِ عنها، فقالت الأم :حسناً يا أمي ولكن ( قدر أستطاعتك ) يا حبيبي فأنت نحيل وأخشى عليك وقد أحل الله إفطار الصغير إن كان لا يقدر عن الإمتناع عن الصوم مثل المرضعة والحامل ، فالصيام يا حبيبي صحة ، ورياضة روحية ، وسمو في النفس ، وشعور مع الأخرين ، وتقبلهم بالبِشر والإبتسام . فقال محمد : إنه ( والله ) لشهر عزيز ، وضيف حميم على قلوبنا ، سأصلي مع أبي بالمسجد ، وأصوم ايامه مثلكم يا امي ،،أرجوكي أيقيظيني كل ليلة للسحور ودعيني أصلي ، كي أبذل جهدي في فعل الخير مثل سائر المسلمين ، وتقديم الصدقات للمحتاجين ، وسأخبر أصدقائي عن فضائله كي يصوموا ولا يفطروا ؛ ليعم الخير على المسلمين جميعاً في وطننا الحبيب ،،سنزين مدخل بيتنا بالفوانيس وأضوية الشهر الفضيل وهلال الشهر الكريم ،،اليس كذلك يا ابي ؟ضحك الأب وقال :حسناً يا ولي إنك طفل صالح ،وسوف اصطحبك للسوق كي نشتري فوانيس رمضان ،وستكون معي كل يوم رفيقاً للمسجد ،قفز من الفرح وقبل والدته وقال :هيا أمي حضري لنا طعام الإفطار ،وهيا أبي نذهب للسوق وقبل ذلك نصلي في المسجد وندعو الله أن يتمم علينا ايام الشهر الفضيل بالخير والبركات.
أنتهت