|
المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
تجاذبات فكرية في الدعوة ( القومية والإسلامية)
[justify]
بسم الله الرحمن الرحيم (تجاذبات فكرية في الدعوة ) القومية والإسلامية الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله ومن والاه. قبل كل شيء أرجو أن لا يسبق إلى الذهن شيء من الكلام النفسي (فالمؤمن نفس المؤمن ولا يلدغ في جحر مرتين). وعليه فحديث النفس الذي سأسطره في هذه المقالة وأخواتها هو: هي أحاديث تحدثها به نفسه كل داعية ومصلح .. أحاديث لم تكن بأضغاث أحلام ، ولا بمنى أباطيل .. وإنما هي تجاذبات فكرية كان ولا بد أن يعيشها من يعيش مجتمعا (يتيما) وعالَما (تائها).. فتارة تجذب النفس إلى العمل للإسلام باعتبار الدعوة إليه رسالة المسلم في الوجود .. والدعوة إليه خلافة خيط منها بيد الداعي منتهى السلسلة إلى آدم عليه السلام. وتارة تجذب إلى العمل لمجتمعه (بغض النظر عن حجمه) الذي يصل إليه صوته وتحيط به عينه ويعرف لغته... تجاذب أرجو أن لا يفهمه من يعيشونه على أنه اضطراب أو حيرة... ولا على أنه عدم وضوح أو ازدواجية... ولا على أنه عدم وضوح الرسالة أو الرؤية أو انعدامهما... قبل أن أقدم رؤيتي للموضوع وقبل الخوض في أعماقه ـ أتقدم بصورة أريد الانطلاق من فهمها إلى فهم مسألتنا وهي: مركبة من نص ومسألة... أما النص فهو: حديث قصة عبد الله بن عمر في تطليقه امرأته حائضا وأمر النبي صلى الله عليه وسلم إياه بمراجعتها.. فمنه أخذ العلماء عدم وقوع الحيض في الطلاق، ومنه أخذوا وقوعه فيه.. والخلاف مشهور.. وأما المسألة فهي: ما شاع في هذه الأيام من المعاملات التي تعتبر نوازل مثل: الإيجار المنتهي بالتمليك. من العلماء من منعها لاشتمالها على الغرر .. ومنهم من اعتبارها من العقود المحاطة بسور عموم الإباحة.. في مناقشات وردود ليست محل البحث كيف ننظر إلى فقيه من الفقهاء تجاذبه طرفا المسألة أو الدليل أو هما معا فتارة يقول بوقوع الطلاق في الحيض وتارة يقول بعدمه، وتارة يقول بجواز تلك المعاملة وتارة يقول بحرمتها... بعض الناس ينظر إليه بما صدّرت بنفيه عن (مسألتنا) من التناقض والاضطراب... لكن النظر الصحيح: أن نتخطى الفقيه إلى المسألة أو إلى الدليل لندرك أن الدليل هو الباعث على الاختلاف كالمسألة ، ولا يدي للفقيه في رفع هذا الخلاف أو سد بابه أو حسم مادته.. إنه ما يعبر عنه العلماء بالنصوص المشتبهات، والمسائل المتشابهات التي لا يعلمهن كثير من الناس.. اشتباه وتشابه يعد من تجليات حكمة الله تعالى ... ليميز الله الذين يخافونه في غيب أفكارهم، كما ماز الذين يخافونه بغيب إخوانهم.. وهناك مثال أكثر وضوحا من هذا وهو الاشتباه في عبارات بعض الماتنين تؤدي إلى حشد الشراح والمحشين عددا من الأقوال المتضاربة، تضارب لا يعود إلى طبيعة أذهان الشراح لكن إلى طبيعة عبارة الماتن: كما وقع لابن الصلاح في عبارته في إقفال باب التصحيح والتضعيف، ووقع لخليل في عبارته في ذبح الهدي قبل يوم النحر للمتمتع .. ولا يكاد متن يخلو من مثل هذا... بهذا أدعي أن (مسألتنا) باتت على طرف الثمام فما علينا إلا أن نفرع عما أصلناه أن الباعث إلى التجاذب الفكري بين القومية والإسلامية ـ جزء من تداخل وتباين، وتقاطع ولا تقاطع، بين الأمرين ... بمعنى أن الداعية الذي يتجاذبه العمل الإسلامي والقومي إنما هو داعية يعيش واقعه كما هو دون تجاهل ولا فهم مقتضب... هذا التبرير مشروط بأن لا يكون الداعية من المرضى بأنفلونزا التعارض: إنهم ثلة من خيار طلاب العلم والدعاة لفرط عنايتهم وحرصهم على الكمال أصيبوا ب(وسواس) بدأ من الفشل في الجمع بين العلم والحفظ فجعلوهما عموما وعموما متعارضين وذهبوا يحشران أدلة وترجيح هذا على هذا.. ثم مروا إلى التعارض بين طلب العلم وبين العبادة، وبينه وبين طلب المال والكسب والوظيفة... وحتى الزواج!!!، وبينه وبين الدعوة... وبين طلب علوم الآلة وعلوم المآل... فلم يصلوا إلى الدعوة إلا وهم مبرمجون على أن النسبة بين كل حقيقة وحقيقة هي التعارض .. والتناقض.. فكان همهم البحث عن المرجحات... ولو تأملوا في رسالة مالك الإمام إلى أحد زملائه في الشباب نشآ عابدين... فأوغل هذا في العلم وطلبه وبذله.. وذاك في التعبد وترويض النفس و سياستها، فكتب إلى مالك يعذله في العلم والفقه ..ويرغبه في التعبد والعزلة، فأجابه الإمام الفقيه: (كما في السير 8 / 114) : (إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرب رجل فتح له في الصلاة، ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد. فنشر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر)... لو تأملوا فقه هذا الفقيه لكان مئنة من فقههم ... وهم كذلك إن شاء الله. وإذ تأملها وفققها فإني لا أكتفي بالتفريع عن قول مالك فقد يكون ظاهريا.. فهلم بنا أخي إلى القومية والإسلامية لنحلل النسبة بينهما وتقبلني مالكيا متظاهرا معك في فهم هذه المسألة فتملك أعصابك وتحمل تطويلي: وببساطة (كما تقول العامة وهو لحن) انظر إلى العالم الإسلامي على أنه عشر دوائر أصغرها محاطة بتسع وأوسعها محيط بتسع كذلك ... واذرع باع قدراتك وإمكانياتك بأي الدوائر يحيط، فإذا بدأت العد من أوسعهن وكان قومك بعض أو كل الثامنة أو السابعة ... العاشرة فلا خفاء أن عملك القومي الإصلاحي أو الدعوي سطر في سياق العمل الإسلامي .. [/justify]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-28-2010, 11:35 PM | #2 |
عضو مؤسس
|
رد: تجاذبات فكرية في الدعوة ( القومية والإسلامية)
أخي اليعقوبي, حديثك حديث نفس, ولكنه كلام رغم اللفظ وشروط النحاة, فهذا كله كلام؛ لعدم اللفظ واللفظ مشروط عندهم.
لي عودة, وتقبل مروري. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-29-2010, 07:47 PM | #3 |
|
رد: تجاذبات فكرية في الدعوة ( القومية والإسلامية)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي أخي اليعقوبي, حديثك حديث نفس, ولكنه كلام رغم اللفظ وشروط النحاة, فهذا كله كلام؛ لعدم اللفظ واللفظ مشروط عندهم. لي عودة, وتقبل مروري. أما مرورك ف"مقبول" في حقه تطفيف ولا أرضى له إلا بوسام المثالية لا سيما وأن له أفضلية السبق والتقديم .. فمرحبا بأبي الحسن.. وأما الشروط فالحمد لله الذي أرغم بك أنوف الحدود والكلام رغم أنف أبي ذريرة. أما عودتك فموعد نعد له الساعات وعيد نعد له التأملات.. تأتي بسلامة أبا الحسن على جناح اليمن والبركة.. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فهم واقع المجتمعات وأثره في الدعوة | اليعقوبي | المنتدى الإسلامي | 11 | 03-25-2010 10:31 PM |
الدعوة الفردية | ابو الهيثم | المنتدى الإسلامي | 5 | 02-01-2010 02:28 AM |