نثرة الورود الرابعة العنونة بإتحاف الأنام ببعض سير العلماء القابريين الأعلام

إتحاف الأنام

ببعض

سير العلماء القابريين الأعلام


بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله ذي المنن الوافرة، والهبات الجليلة الوافية، أحمده حمد الشاكر لنعمه، الراجي مزيد فضله ومحض كرمه ـ سبحان من له أسماء العز والكمال، وصفات العز والعلو والإجلال.
والصلاة والسلام على السراج المنير، محمد بن عبد الله الهادي البشير، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ومن سار على نهجه المستقيم، واقتفى أثر صحبه القويم.
ثم إنه من فضل الله علي المديد، الذي لا أشكره إلاّ للمنعم المتفضل عليّ وعلى الناس البر الحميد.
أن التقيت في رحلتي إلى وطننا الغالي ـ جمهورية مالي، بكبار كوكبة من الأعلام، بين دكاترة وشخصيات حكومية، وسادة اجتماعية وعلمية، التقطت أثناء لقاءاتي بهم ما هو أغلى من الدرر الحسان، التي هي من نفائس الكنوز التاريخية المكنونة في صدور حفاظ تاريخ صحرائنا الغالية من الأعلام الكبار الأعيان.
وسأودع ـ بإذن الله ـ صفحات منتدانا الغالي من ذلك الدر النفيس، مرصعاً خرزه المجوهر ما يسر ذواق التاريخ المنقول نقل المنادم الجليس.
ومن أسنى التحف، ما ظفرت به من مقام الشرف، حين حظيت بلقاء صاحب السعادة الدكتور محمود بن عبد الرحمن بن الزبير سفير جمهورية دولة مالي سابقاً لدى المملكة العربية السعودية، والمستشار لرئيس جمهورية مالي حالياً في الشؤون الدينية..
فالحق إنني جلست بين يدي عالم مؤرخ مطلع، فضلاً عما يتمتع به من معرفة أحداث عصره خاصة أعلام أفقه، ولا سيما أهل العلم فيهم، وخاصة كواكب العصور اللامعة، ونجوم العلم قرناً قرناً البدور الساطعة ـ شيوخه بل شيوخ المنطقة ـ آل السوق، وسيحدثنا حديثه العطر عنهم ما كأنه لآلي من الدر المنسوق.
وسأتناول ـ إن شاء الله ـ عرض يقوت خرزه المكنون، حسب نخب نفائس درر إفاداته الجليلة الجميلة الرائعة.