أنا والحوار (2) : الخطوة الأولى تفهم الآخر (1)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد طليعة (أنا والحوار : خطوات نحو الإفادة والاستفادة) فسأحول ـ كما وعدت ـ أن نخطو معا أولى خطوات الاستفادة والإفادة من الحوار، وعنو ان هذه الخطوة: تفهم الآخر.

مدخل
نذهب به إلى تفهم الآخر عبر بوابتين

البوابة/1: تفهم الآخر: هومحاولة الفهم (على أقل تقدير)، وبعض المراد بالفهم ما يترتب عليه التقارب والتجانس مع الآخر/ أو على الأقل تضمنان عدم التصادم والمواجهة، وإن كان بينكما خلاف أو اختلاف: لفظي أو معنوي، أو مبدئي أو مصلحي.
البوابة/2: تفهم الآخر على نوعين:
- أحدهما: عقلي قلبي، أو تنظيري فكري: وهو الاتفاق على الفكرة والمبدأ، سواء كان العامل في الاتفاق أحد الطرفين أو سواهما.
- وثانيهما: عملي مصلحي، أو ظاهري تمثيلي: وهو التعايش وتبادل المصالح مع الاختلاف في الاعتقاد أو الحضارة ، فأحرى في الفكرة والتوجه، بله الألفاظ والتعبيرات والوسائل...
وكلا نوعي تفهم الآخر ـ حسب التصور السابق ـ يحتاج إلى رؤية الآخر رؤية كاملة، وذلك من خلال ثلاث قواعد:
القاعدة الأولى: تفهم لغته وتعبيراته: ومعاجم تفهم اللغة والتعبيرات كما أتصورها أربعة:
1) القراءة الجيدة : (ولا أقول الإنصات لأني أتحدث ـ حصريا ـ عن المنتديات) ونعتها بالجيدة؛ لأن أغلب الرواد كرام يمرون ولا يعوجون، ويزيدون الطين بلة أن بعض الكتاب أسخياء مسهبون (وما أبرئ نفسي).
2) الظاهرية في الفهم: فإن كثيرا من الكتاب يكتبون بمنتهى العفوية، فمن أسباب عدم التفهم لهم تسليط مفاهيم الأصوليين، أو باطنية المتصوفة، أو ما بين سطور المشاغبين ـ على عبارات الآخر. وإن كان أصوليا، أو غوثا، أو من تتطلب عثراته.
3) فهم الآخر انطلاقا من ذاته، أعني لا تفهمه انطلاقا من مستواك العلمي أو منزلتك في هرم أمراء التعبير، ولكن تفهم عبارته على مستوى أخواتها مما يدل على المستوى المعرفي له.
4) وأخيرا لا تظلم الللفظ، فالمعنى حق محفوظ له بمقتضى قوانين (الشرع واللغة والعرف والاصطلاح والعصر والمغرب والمشرق ومقابليهما).
وهذا الأخير في غاية الأهمية وإن كان في الظاهر بدهي التصور، لكنه (عمليا) دقيق التصور لا يكاد يدرك إلا بعين البصيرة التي تبصر بنور العدل والإنصاف ، قال الزيلعي: (وما تحلى طالب العلم بأجمل من العدل والإنصاف).
وحتى لا أسهب فإلى القاعدة الثانية، وهي: تفهم مقاصد الآخر ومعانيه.

أخي اليعقوبي
إن كنت قد استثرت فكري بنفيك المثير للانتباه فقد ملكت مني العقل والقلب وتقبل مني أن أردها إليك مسلوبة من أداة السلب مزهوة بلباس الإيجاب

فقد أحسنت..

و أجدت ..

وأفدت ..

وأجزت..

وأجملت..

نعم فهم الآخر هو الطريق الوحيد لدرء أسباب الفتنة بل واجتثاثها بالكلية
فكم من دماء أريقت بسبب عدم التفهم بل حتى محاولة التفهم
وكم من أرحام قطعت بسبب ذلك
وكم من أخوة انقلبت رأسا على عقب
وكم .. وكم
نسأل الله السلامة
أضف لديك
الخارطة ليست هي الواقع : أي ما تتصوره عن الآخر ليس هو الحقيقة

أخي ابن الوادي: أشكركم على مروركم الكريم (وأسأل الله أن يرقيك إلى المراتب العليا ) ومثلك قرأ ففهم وفهم فحلل وحلل فأوجز

أخي اليعقوبي بعد التحية
اشكرك كل الشكر على هذا الموضوع الهام والذي يتعلق بعلاقة الفرد مع الجماعة او الآخر
وهو موضوع الحوار فالحوار اصبح من أهم مواضيع العصر حتى اصبح تعلمه لمن اراد نشر فضيلة ضرورة ملحة وأصبح فقه الحوار من أهم ما يتسلح به الدعاة بعد العلم والإحتساب بل يجب على جميع اطياف المجتمع الإلمام ببعض اخلاقياته وإشاعته إبتداء من الأسرة والمجتمع إلى الدول فيما بينها مرورا بأصحاب لأديان والنحل ومن الآسباب التي جعلته ملحا تسارع نقل المعرفة والمعلومات فأصبحنا نتلقى سيل جارف من الأفكار التي يصطدم بعضها مع مسلماتنا العقدية والفكرية
فأصبح الجميع متأثرين ومؤثرين بشكل او بآخر

تشكر أخي أبا عبد الله على المرور الكريم... وسامحني على الرد المختصر ... فهو خير من عدمه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالله

ومن الآسباب التي جعلته ملحا تسارع نقل المعرفة والمعلومات فأصبحنا نتلقى سيلا جارفا من الأفكار التي يصطدم بعضها مع مسلماتنا العقدية والفكرية ، فأصبح الجميع متأثرين ومؤثرين بشكل او بآخر

أخي بارك الله كلمتك على وجازاتها استوقفتني خاتمتها فليتنا نعي الهدف من الحوار كما وعاه الغرب الذين استاطعوا أن يفهموننا أن الشمس لا تطلع نهارا، وأن السماء تحتنا والأرض فوقنا...ولم نستطع أن نفهم بعضنا فضلا عن غيرنا أن الليل مظنة لطلوع الكواكب..كل ذلك لعدم امتلاك أو تسخير وسائل الحوار، أو على الأقل بالتي هي أحسن.
فجزاك الله خيرا على تتمتك الموفقة