تمبكتو أسطورة التاريخ

تمـــــــــــــــبكتو:
تقع تمبكتو في شمال مالي عند الأطراف الجنوبية في الصحراء الكبرى، مما أكسب تمبكتو هذا الموقع في منحى نهر النيجر.
وقد اختلفت الروايات حول نشأتهايقول عنها ((تمبكتو اسم مدينة بناها الملك منسي سليمان عام 610 هـ – 1214م على نحو اثني عشر ميلاً عن أحد فروع النيجر... ))
وأغلب المؤرخين يجمعون على أن المدينة قد تم بناؤها في،في القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي من قبل طوارق أمقشرن. وتعتمد هذه القبيلة في حياتها على الترحال من أجل الرعي، فكان الطوارق من قبيلة أمقشرن ينزلون في فصل الصيف تمبكتو من أجل أن ترعى أنعامهم ولاسيما الإبل منها ثم يرجعون في الخريف إلى أوطانهم في أوران وهى تقع شمال تمبكتو وهى موطنهم الأصلي قبل استقرارهم في تمبكتو.
وهناك رواية تقول أن قصتها بدأت في الصحراء حول بئر ماء كانت تقف عندها قوافل الطوارق لترتوي وعند هذا البئر كانت تقيم امرأة تدعى ((يوكتو)) عرف المكان باسمها تمبكتو وهى تعنى في لغة الطوارق مكان بوكتو واستقر اسمها على هذا الحال بمرور الزمن .
إلا أنى أميل إلى الرأي القائل بأن المدينة تم بناؤها في القرن الحادي عشر الميلادي وأعتقد أن رأى حسن الوزان غير دقيق، لأن منسي سليمان تولى عرش مالي عام 1341م فكيف استطاع أن يؤسس المدينة وهو لم يكن قد وصل إلى الحكم في تلك الفترة التي تم فيها بناء المدنية.
ومن التجمعات العديدة للطوارق في تمبكتو تحول هذا المكان الذي كانت ترعى فيه الأنعام إلى سوق للتبادل التجاري بين الشمال والجنوب وأخذت تمبكتو تتسع وتكبر إلى أن تحولت إلى بلدة صغيرة ثم تطورت تمبكتو إلى أن صارت من أهم المركز التجارية في الصحراء الكبرى، وكانت بمثابة بواب للصحراء الكبرى وبهذه المكانة تعد تمبكتو مركزاً مرموقاً كمحطة نهائية لجميع طرق القوافل التجارية القادمة من الشمال الأفريقي إلى السودان الغربي، وانتشر اسمها وذاع صيتها إلى ما وراء إفريقيا فعرفها،أهل مكة والمدينة وبلاد المشرق والهند، وتعد ذات أهمية كمركز تجارى مهم في الصحراء الكبرى يأتيه الناس من كل جهة ومكان حتى صار سوقاً للتجارة وأكثر الناس إلية وروداً للتسوق أهل غدامس ثم أهل تلك الجهة سكن فيها العديد من العلماء والصالحين وذوى الأموال من كل قبيلة ومن كل بلاد من أهل مصر أوجلة وغدا مس وتوات ودرعة وفاس.
استمر الطوارق في السكن في الضواحى مع أنهم يحكمون المدينة،أما خارج المدينة، فالإقليم الصحراوي الذي يمول المدينة كان جزءاً من البنية الأساسية الريفية فهو منطقة ازاواد أو المنطقة الواقعة بين تمبكتو أراوان وتحد هذه المنطقة في شمالها مناجم الملح في تاودينى، شرقاً مبروك، وغرباً بلاكلا، وجنوباً تمبكتو نفسها وتقيم في المنطقة عرب البرابيش من البدو وهم مجموعة متنقلة تجمع بين الترحل والموسمي والتجارة ن وكانوا مرتبطين ارتباطاً وثيقاً بتجارة المغرب، ويتعاملون أيضاً في تجارة الملح في تاودينى ولقد كانت لهم علاقات قوية مع الطوارق إذ كانوا يتزوجون منهم.
وقد تخصص الطوارق في العديد من الأعمال في المدينة وضواحيها ويسكنون أغالب الطوارق في الخيام على الحدود المدينة حيث ينزحون موسمياً بحثاً عن الماء والكلاء ونظراً لأهمية المدينة واعتمادها عليها في معاملتهم فإنهم حريصون على الإقامة على مدى استريتجى على الحدود الريفية وكان بعض الطوارق يحرسون مضارب الخيام وأخذ الإيجار والاحتفاظ بالعبيد في القرى المستقرة وكان هؤلاء العبيد يمارسون الزراعة والتجارة وتمثل منتوجتهم الزراعية وتجارتهم البنية المادية للسيطرة السياسية والعسكرية التي يمارسها أسيادهم على المدينة، إلى حد ما، هؤلاء على العمل في الرعي والزراعة، مع أن تمبكتو تقع وسط سهل وأرضى واسعة من التربة الخصبة، وأراضى وعرة ومنخفضة خاصة وأن مياها قريبة من السطح والعديد من البحيرات في الجنوب الغربي كما أن المنطقة توفر في معظمها مراعى جيدة بينما تنتج أراضيها الخصبة في الجنوب والغرب أنواعاً من الحبوب .....

للمزيد انظر احمد الحبوني الطوارق خلال القرن التاسع عشر رسالة ماجستير ...دراسة سياسية اقتصادية جامعة القاهر ومعهد البحواث والدرسات العربية القاهر وكذلك عبد الرحمن سوالمة تمبكتو جوهرة تغمرها الرمال..

معلومات طيبة عن عاصمة الصحراء, تنبكت مسقط رأسي,,, ومنشئي إرواني, رحم الله محمد محمود الإيرواني رحمة واسعة, نشكرك أيها الماجستير أحمد الحبوني على معلوماتك القيمة.

شكراً اخي الادريسي ورحمة الله كل علماء وفقهاء ورجال الامة الاخيار
وسكانهم فسيح جناته
برك فيك
ورحمه الله والديك
وجزءك الله خير
ولك مني كل التحية والتقدير ايها المشرف التنمكتي

أستاذنا المؤرخ أحمد الحبوني جزاك الله خيرا على هذه المعلومات التاريخية القيمة.
نرجو منك اﻻستزادة منها، مع ما تيسر من تاريخ باقي مدننا الصحراوية.

نشكرك أخي أحمد الحبوني على إختيارك للطوارق موضوعا لرسالتك للماجستير ولنا عليك حق أن تضع لنا رابط الرسالة لكي يستفيد منها الجميع أكرر شكري وتقديري لشخصكم الكريم

الأخ الفاضل أحمد رجب تشكر غاية الشكر علي كتابتك القيمة عن هذه المدينة الاسلامية الأثرية التاريخية القديمة،وبما أنك باحث في هذا المجال أضم صوتي إلي صوت الأخ الفاضل أبو عبدالله بأن تنقل لنا رابط لكتابك القيم هذا كي نستفد من انجازك العلمي الطيب نفع الله بك وبارك فيك. فتقبل عطر تحياتي.

مزيد من الشكر والتقدير للكاتب، وأضم صوتي للأخوين اللذين طلبا نسخة من الرسالة (ماجستير) للاستفادة منها.
وشكرا

مقال للنائب في مجلس الشورى السعودي /نجيب الزامل عن المعلمة التاريخية (تن بكتو).
تمبكتو.. والموتُ حبـّاً




نجيب الزامل
.. لقد استغرقنا في أحداثِ شرق البحر المتوسط، وما أسميه بظاهرة استيقاظ الضمير الإنساني بلا حدود في الأيام الماضية، واليوم نلتقط أنفاسنا لأحدثكم في موضوع أُحِبّ أن تعرفوه ..
قد تذكرون هنا أني كتبت عن «الخميادو» لغة الموريسكيين بعد ضياع فردوس العرب في إسبانيا، وكانت من أكثر ما أخذ لبي في رحلتي البحثية عن تلك اللغةِ هي المدينة السحرية ذات التاريخ الغامض، أغرب مدن العالم في وقتها «تمبكتو». اليوم أحدثكم عن جزءٍ من حكاياتها، ربما وجدنا يوماً آخر نكمل حكاية مدينة السحر المختبئة بين الصحراءِ والنهر وعبَق التاريخ..
«تمبكتو» كانت عاصمة جمهورية «مالي» الإفريقية (جنوب الصحراء الكبرى) .. وما زالت، يا لها من مدينة، هذه المدينة التي لا يعرفها إلا أقل القليل في العالم كانت حتى أواسط القرن الـ 18 لغز الألغاز، وحديث الأوساط العلمية والجغرافية، وحلم طالبي الأمجاد، وأمنية صائدي الكنوز والثروات .. كانت المدينة الغامضة الساحرة الثرية التي ملأت خيالَ الأوروبيين حتى زرعت فيهم الرغبةَ العارمة للمغامرة. لقد هاجتْ الرحلاتُ الاستكشافية الأوروبية، واستطارت منذ النهضة على يد دولةٍ جاهلةٍ فقيرة، ولكن رجالها رجالُ بحرٍ متمرسون وأشداء، هي البرتغال، حتى دانَ أكثرَ العالم المعروف لإمبراطوريات أوروبا الكبرى.
في القرن الـ 18 كان معظم العالم قد عُرف، واستـُكشِفَ، ما عدا هذه المدينة الغامضة الساحرة «تمبكتو».. وكل من حاول الوصول إليها قبل ذلك الوقت مات إما نافقاً عطـَشا في الصحراء، أو مقطـّعاً من غزوات الطوارق، أو محموماً حتى الموت ببعوض وحشرات الأنهار إن حاول الوصول من الجنوب متتبعاً مسار نهر «النيْجر» نحو رأس تقوّسِهِ العظيم، قبل أن يحط عائدا للمحيط، حيث حُدِّدتْ المدينة الساحرة ..
أما من ولــَّعَ الأوروبيين بهذه المدينة، فهو عميدُ رحالة العرب والعالم، «ابن بطوطة»، ولم يكن ابن بطوطة دقيقا، ولكنه لم يكن مبالغا، حين وصف ثراءَ إمبراطورية «مالي» وعاصمتها البازغة «تمبكتو». إلا أن هذا كان في بداية القرن الـ 14 ..
تغيرت الأيامُ، وغارتْ الأمجادُ، وتقلبت الأحوالُ، وطار الذهب. ولكن المخيلة الأوروبية نسجتْ الأسطورة من بَعد، وتفاقمتْ حتى إنه صار يُعتقـَد أنها نهاية العالم، وذروة الحضارة، والفكر، وأن كل العلوم ومخطوطات العرب والإغريق والرومان محفوظة بمكتباتها العامرة، وكانوا يؤمنون بأن شعبَ تمبكتو مثقفٌ ومتطورٌ بما يفوق العالمين، وأنهم يتخايلون ثراءً، وأن كنوز «ألدور رادو» في أمريكا الجنوبية لا تقارن بعظمة كنوز تمبكتو، وأنها قلبُ إفريقيا الذي يضخ الجاهَ والثراء. وأن علماءَها يحملون العلومَ وأسرارَ الكون.
.. تمعنوا بهذا التقرير الذي شاع بأوروبا في القرن الـ 17: «إنها مدينة العجب تمبكتو، سقوفُ بيوتِها من صفائح الذهب الخالص، ومحاطة بجبال ما إن تجرح سطحها حتى تعميك أشعة الذهب التي تحالف أشعة الشمس لإبهار روح المنقبين». وتقريرٌ آخر يقول: «إن هواءَها من أعجب الأهوية للصحةِ والنموّ والقوة ولا يدور في الهواء إلا معبـّقاً بأريج أحلى الزهور والنهار». بل في عام 1809م كتب تاجرٌ بريطاني يدعى جي. جاكسون، تعامل مع المغرب، واصفاً تمبكتو في كتابه: «المعلومات المهمة عن تمبكتو، (المتجر الأعظم) لإفريقيا الوسطى»، أنها تستوي على نهر «النيجر» بازدهار فوق الخيال، وتنتشر قراها على ضفاف النهر العريض غنية خصبة مرهقة للعين بسطوع جمالها، ومزدحمة بالسكان مثل ما هو على أنهار الصين. وأن حكامها يتنقلون من قصورهم الفارهة إلى المساجد البراقة القباب كالألماس (مستخدما الصفة الإنجليزية المعبرة الكلاسيكية Lustrous) محفوفين بالخدم والحشم والعبيد. كتابُهُ هذا انتشر كالعدوى في القارة الأوروبية، وتربع ملكا على كل الكتب انتشارا، ومضت 11 سنة وما زال بذات الألق .. ولكن «جي جاكسون»، عرفنا أنه كذّاب ولم يرَ أو حتى حاول أن يرى تمبكتو!
وجاءت حملاتٌ وحملات، ومكتشفون، وطامعون، ومبشرون، اندثروا عبر الصحراء، أو بغزوات الطوارق أباطرة تجارة الصحراء وقراصنتها، أو بالموت بالهذيان والانتفاخ حتى الموت لمن سلك ضفاف النهر.. حتى وصل أمريكيٌ إلى لندن أرسله قنصل بريطانيا في «أغادير» وروى هذه الرواية أمام لجنة من الخبراء الجغرافيين: «تحطمت سفينتي قبالة الشاطئ الجنوبي للمغرب وأُسِرْتُ عبدا مع تجارٍ عربٍ أخذوني لتمبكتو، ثم أطلقوا سراحي». ووصف لهم الصحراءَ بدقةٍ عجيبة، وواحاتها، وممراتها، وعيونها، ومناخها .. وأعجبوا بالدقة، ولكن لما أتى على وصف تمبكتو بأنها: «مدينةٌ فقيرةٌ وجافـّة ومتخلـّفة وقذرة، وليس بها إلا مئات الأكواخ البائسة ..» طرَدْته اللجنة ووصفته بالعَتـَهِ والسُخفِ، وأرسل قنصلُ أغادير عنه أنه «مجردُ أفـّاقٍ مختل». ثم سنعرف فيما بعد أن ذاك البحّارَ الأمريكي كان أول من قال الحقيقة.
أما أول مَن وصل فعلا إلى تمبكتو برحلتين توقفان القلب والأنفاس فهما شابان، الأول إنجليزي مات بعد أن وصل، والآخر فرنسي وصل وروى الحقيقة عن تمبكتو بعد أن عاد لباريس مبتورة نصف أعضائه.
وأما ما دفعهم لهذه المجازفة فلم يكن حبهم للاكتشاف .. وإنما حبّ امرأة.
ربما حكينا تلك القِصصَ في يومٍ آخر.

شكرا لك أخي الباحث أحمد رجب الحبوني وأضم صوتي إلى صوت الإخوة المطالبين بالكتاب، وتمبكتو قرينة مراكش في المغرب الأقصى وكثير من الأوروبيين يشبهون تمبكتو بمراكش ولعل الظروف أن تسهل لنا زيارتها لنرى صدق تلك المقارنة- شكرا لك مرة أخرى أخي الباحث الكبير كما أشكر النائب السعودي على ماذكر عن تمبوكتو وننتظر المزيد منه كما وعد