194. محمد الأمين بن أحمد الإدريسي الجلالي السوقي

194. محمد الأمين بن أحمد الإدريسي الجلالي السوقي :
هو محمد الأمين بن أحمد بن الشيخ بن أحماد الكبير بن محمد المعروف باسم أنْك ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي .
قال فيه الشيخ العتيق : كتب الشيخ حمدا في ترجمته ما لفظه :كان من العلماء النحارير وأرباب التقارير والتحارير له تأليف وسط سماه ( نخبة الفكر فيما تخرج منه زكاة الفطر ) وقد أفاد فيه وأجاد , وله أيضا قصيدة يذب فيها عن أسلافه , وشرح عليها في حل ألفاظها وذكر مئاثر أولئك الأسلاف ووصل كثير من أنسابهم وبعض تنبيه على أصولهم وكان السلف يتداولونه ويرجعون إليه فيما يتعلق بالمذكورات فكأنه لم يسبقه أحد ممن قبله إلى مثل ذلك وما وقفت له على أثر غير هذين مع كونه مشهورا بالعلم والتقوى فيما بين من لهم به خبرة وإن لم يبلغ في الاشتهار بهما رتبة كبيره حَمَّ رضي الله عنهما ، ومن حديثه أنه في بعض وفادته على علماء تنبكت سأله بعض المعتقدين له أن يناوله لقمة كان قد التقمها وهو ناظر إليه فناوله الشيخ إياها فالتقمها السائل ولما نام بعد ذلك رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه فلما انتبه أنشأ هذين البيتين :
إني وربي هذه يمين
من ليس في يمينه يمين

إنك يا محمد الأمين
بالبر مني والجزا قمين


إنتهى كلامه ، قلت وقد ظفرت بعد وفاة الشيخ الذي نقلت ترجمته له بقصيدة له من بحر الرجز في مدح النبي صلى الله عليه وسلم كل بيت من أبياتها شطره الأخير من ألفية ابن مالك قاصد به معنى غير المعنى المقصود به في فن النحو ولفظ القصيدة هو هذا :
يقول من ليس له من ذنبه
غير دعاء ورجاء ربه

للقلب مني لوعة متصلة
على الذي استقر أنه الصلة

من هو للخلق المتم الفائدة
كالله بر والأيادي شاهدة

من فضله على الأنام قد أتى
في النظم والنثر الصحيح مثبتا

من خله جبريل في السرى فما
أوفى خليلنا وأصدق بهما

من خص بالرؤية والنجوى كما
قد خصص الفعل بأن ينجزما

من فاز بالمعالي كلا واشتهر
وما بإلا أو بإنما انحصر

من نفسه علية مفضلة
على ضمير لائق مشتملة

من قدره عز عن أن يفسرُه
مميز كنعم قوما معشره

من يسبق القوم لدى اللقاء
ولو توالت زمر الأعداء

من اعتراه شرف أما وأب
وكونه أصلا لهذين انتخب

أقسم برا في يميني إن ذا
لقد سما على العدا مستحوذا

من أسس الدين لنا وشيدا
فما لنا إلا اتباع أحمدا

من بمحامد الأمور وعمل
بر يزين وليقس ما لم يقل

محمد ختم نظام الرسل لا
يكن إلا غاية الذي تلا

وحكمه التقديم في الأصل كمن
من ألبسن من زاركم نسج اليمن

مقدم عليهم بلا مرا
وجوزوا التقديم إذ لا ضررا

بمدحه يا صاح فه معتمدا
على الذي في رفعه قد عهدا

لكن إذا مدحته بما منح
فما أبيح إفعل ودع ما لم يبح

لأن مدحه تعبدا إذا
لم يك قول معه قد نبذا

ولذ به تسمُ فمن تعلقا
بالرافع ، النصب له محققا

... حال من سنته ينعزل
كحاله إذا به... يتصل

بشرى لمن كان به تأنسا
فهو به في كل حكم ذو ائتسا

إذ لا يرى في خلق ربي القاهر
كطاهر القلب جميل الظاهر

بالمجد هاهنا وباللوا غدا
يخص فالرفع التزمه أبدا

كم غيب التاح له فأخبرا
عن الذي خبره قد أضمرا

فهذه اللهنة من ذي أمل
مروع القلب قليل الحيل

راج من الحبيب أن يقول من
يصل إلينا يستعن بنا يعن

صلى إلهنا على ذا المصطفى
وآله المستكملين الشرفا(2)