144. عبد القادر بن محمد الصالح الفهري الكنتي السوقي :
هو الشيخ عبد القادر بن محمد الصالح المعروف بمتّال بن الأمين بن مـمّا بن أحمد بن حَمَكُ بن محمد إكْنَنْ بن إكَوِلْ الفهري الكنتي السوقي ينتهي نسبه إلى عقبة المستجاب (1).
ترجمه الشيخ الشيخ العتيق فقال : ولد عام خمسة وثلاثين وثلاث مائة وألف 1335هـ في منازل قومه من الصحراء في أعمال كاو وتربى في حجر أخواله سعد الدين ومحمد أحمد وأحمد أبناء عُمار وتأدب بآدابهم السني ، والمتولي لتلقينه العلوم منهم الشيخ سعد الدين وهو الذي خصه بأن لا يسميه باسمه بل يطلق عليه اسم شيخي أخذ عنه شيئا من القرآن ولم يتمه إلا بعد ما فرغ من قراءة علم النحو وشيء من العقائد والفقه المالكي وكان تلقى هذه العلوم في زمن صباه ولما شب أقبل على حفظ القرآن برواية ورش كما هو عادة قومه واشتغل بذلك حتى أتم حفظه ولم يزل على ذلك الحفظ لم ينسه حتى مات ولما فرغ من حفظ القرآن اشتغل بعلم اللغة وعلم البلاغة حتى أتقنهما ثم اشتغل بعلم الفقه المالكي والتفسير وقراءة الحديث وكان له حظ غير قليل من علوم القوم وآدابهم ، وأخذ العلم عن جماعة من قومه منهم ابن خالته حمّدَا بن حدي ، ومنهم الشيخ والده محمد الصالح وأخوه أحمدُ ومنهم محمود بن محمد الصالح ، ومنهم حُميد بن عبد الرحمن الأنصاري ومنهم الشيخ المحمود بن الشيخ حماد وكثير من علماء قومه ولم يرتحل إلى الخارج في طلب العلم وأجازه جماعة في كتب الحديث منهم خاله سعد الدين ومنهم محمود بن محمد الصالح ومنهم إسماعيل الأنصاري الذي صار إلى الرياض وعمل في دار الإفتاء وكان عضوا في هيئة كبار العلماء هناك وكان من قبيلة المترجم ولكنه هاجر إلى البلاد المقدسة وبقي فيها إلى أن مات في الرياض ، وكان عبد القادر نقالة للعلم كثير الاشتغال بنقل العلوم من سائر الفنون ، ولا يفارق الدواة والقلم ، وكان كثير التعليم لصغار قومه وشبابهم يقرئ الصغار القرآن ويدرس الشباب في النحو اللغة وانتفع بعلمه كثير من الناس من قومه ومن غيرهم وكان حبيبا وقورا كثير الصمت متباعدا عن فضول النظر والكلام حتى صار مثلا في الصلاح والإقبال على ما يعنيه والإعراض عما لا يعنيه ، ومن صمته أنه قرأ الفنون التي تقرأ في بلاده وأتقنها ولكن لا يعرف من لا يخالطه أنه يعرف شيئا إلا أن يرى شعره أو إنقاله من الكتب وشعره كثير جيد جله في المديح النبوي ومد شيخه في الطريقة وفي زمان شبابه له كثير من القصائد الإخوانيات وكان مجيدا في تلك القصائد ، ومن قصائده تقاريظ لمؤلفات إخوانه وضاع كثير من ذلك وبقي منه قليل ومما بقي من تقاريظه ما قرظ به الشيخ المحمود بن الشيخ حماد حين فرغ من كتابه " التبر التالد " وهو موجود في الكتاب المقرظ ، وقرظ جواب العتيق بن الشيخ سعد الدين للشيخ سيد محمد بن بادِ الكنتي في مسألة الحج بالطائرة وأرسل إليه سيدي محمد قصيدة فيها شيء مما لا يليق بما قاله في قصيدته وكان غاية في القدرة على جوابها لكنه أعرض عن مجاوبته وقابله بالإعراض . ولم يزل مقبلا على التعليم ومطالعة الكتب والتخلق بأخلاق السلف الصالح والتأدب بآدابهم حتى مات في عصر الثلاثاء 11 رمضان عام 1414ه الموافق 22 فبراير 1994م في ينامي عاضمة النيجر ودفن في مقبرة كودَالْ أحد أحياء العاصمة غربا(2) .