|
المنتدى العام يختص بالمواضيع العامةباحة شاسعة تسع آراءكم وأطروحاتكم وحواراتكم، التي لم تسعفها المنتديات الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
نوع من الذكاء
نوع من الذكاء
الذكاء أنواع ومن الصعب تحديد عدد أنواعه لأنها تكاد تكون بعدد الأشخاص وبعدد ما يأتي منهم من أفعال وكل فعل فيه لمحة ذكاء فهو نوع قائم بذاته وإن حكمت مجموعة من أنواع الذكاء قاعدة عامة إلا أن ما يدخل تحتها يتعدد وينقسم إلى أقسام . وقد يحكم المكان المحيط الذي يعيش فيه الشخص وقد تكون الحاكمة لذلك طبيعة الذكي أو تربيته أو تعليمه وقد تكون التجارب العديدة التي تمر به في حياته الطويلة فيستفيد منها ذكاء يتمثل في مقدرته على الاستفادة مما مر به للكسب أو الخروج من مأزق أو لربح أو لربح سباق من نوع أو آخر وإذا كانت الحاجة أم الاختراع فالحاجة أم الذكاء لأن الحاجة قد تجبر الإنسان على التفكير العميق وكد الذهن والدأب لما يسد الحاجة ويقضي على العوز . والحيل الناجحة عادة يكمن خلفها ذكاء وقد يكون ذكاء مفرطاً يأتي بالهدف بطرق مدهشة ، والمحتالون قد يعيدون الحيلة نفسها على شخص بعينه وهذا قليل النجاح وقد يختارون لها ضحية أخرى وغالباً تنجح الحيلة أكثر من نجاحها في المرة الأولى لأنها في الثانية جاءت بعد تجربة. ويستغرب الإنسان أحياناً كيف يهزم الذكاء وتتضارب أجزاءه الذكي الذي يكسب بالحيلة لو صرف ذكاءه في عمل ينتج له ما يغنيه عن الاحتيال لكسب بذلك ربح حلالاً تكمن الطمأنينة فيه فيستقر الأمان والغرابة أن هذا الذكي المحتال لا ينصرف ذكاءه إلى هذا فكأن حب الاحتيال والكسب عن طريقه داء يغشي ذكاءه ولا يرى العيب الذي يراه أغبى الناس وما ذلك يبقى إذا نجحت حيلته ذكياً ضحك على غيره دون أن يكتشف أمره وإن اكتشف جاء هذا الاكتشاف متأخراً . وبعض أنواع الذكاء تأتي لصاحبها بربح دائم وكسب مستمر يستغله طوال حياته أو جزءً كبيراً منها وبعضها يأتي ذكاءُ محدوداً بأمر واحد منقطع في زمانه يلمع مثل البرق في فائدته ثم يختفي في انتظار سحاب ينشأ وبرق جديد وفي المجتمعات البدائية يأتي الذكاء بدائياً ساذجاً لا تعقيد فيه ولا إلتواء وقد يراعي جوانب نفسية يدخل منها وعن طريقها يصل إلى الغاية ويمثل ذلك المشعوذون والسحرة والدجالون . أما في زماننا هذا وفي مجتمعات مثقفة فالأمر يختلف كثيراً ياتي الذكاء معقداً مركباً ويحتاج إلى تمهيد وتغطية جيدة وخدمة للأمر فائقة قد تحتاج إلى مقدرة في التمويه والتمثيل . وقد أحسن الحريري في مقاماته في تعداد حيل السروجي التي اتخذت أنواعاً مبتكرة كان أبو زيد هذا يتفنن في تنوعيها وتغيير المعالم فيها وكانت من الحريري مقدرة أدبية فائقة . وقد عانى العالم من ذكاء اللصوص والمجرمين والحيل التي يأتون بها والوسائل التي يخترعونها لينجح عملهم المنحرف ولا يجادل احد في ذكائهم في هذا الجانب ولكن ما يطفئ نوره أنه استخدم للإجرام والأذى وكان بالإمكان أن يصرف للبناء والتشييد ولكن المرض غالب على روح هؤلاء مما لا يجعلهم يشبعون نفوسهم المظلمة إلا بأذى الآخرين واخذ تعبهم بهذه الطرق المنبوذة . وفي التراث العربي حيل تدل على ذكاء مفرط لمست جوانب مختلفة دون كثير منها فكانت مثار الدهشة للقارئ ومصدر متعة ومجال دراسة لدراسي الاجتماع ليعرف ما أوصلهم إلى هذا وما أثار عليهم في صغرهم وفي حياتهم حتى يكون منهم ما كان وهنا مثل سوف نسوقه لذكاء جاء بنفع عميم عن طريق حيلة متقنة لم يكن للضحية مفر منها حتى لو عرف أنها حيلة لأن في يد صاحبها إذا لم تنجح سلاح آخر وهو الحقيقة والضحية تعيبه الحقيقة قال الشعبي: ( حضرت مجلس زياد وحضر رجل فقال : أصلح الله الأمير إن لي حرمة افأذكرها ؟ قال : هاتها قال: رأيتك في الطائف وأنت غليم ذو ذؤابة وقد أحاط بك جماعتك من الغلمان وأنت تركل هذا مرة برجلك وتنطح هذا مرة برأسك وتكدم هذا مرة بأسنانك وكانوا مرة ينثالون عليك وهذا حالتك وحالهم ومرة يندون عنك وأنت تتبعهم حتى كاثروك واستقووا عليك فجئت حتى أخرجتك من بينهم وأنت سليم وكلهم جريح قال : صدقت أنت أنت ذاك الرجل ؟ قال : أنا ذاك قال : حاجتك.؟ قال: حاجة مثل الغنى عن الطلب قال: يا غلام أعطه كل صفراء وبيضاء عندك ونظر فإذا قيمة ما يملك في ذلك اليوم أربعة وخمسون ألف درهم فأخذها وانصرف فقيل له بعد ذلك: أنت رأيت زياد وهو غلام بهذا الحال قال: إي والله فقد رأيته وقد اكتنفه صبيان صغيران كأنهما من صغار المعز فلولا أدركته لظننت أنه ما يأتيان على نفسه) هذا ليس نفاقاً ولكنه ذكاء زياد يعلم أنه كاذ ب ولكن ليس من صالحه أن يكذبه وقد مدحه مدحاً فائقاً فإن كذبه وأقر المادح هذا بكذبه أصبح هذا وصمة في جبين زياد لقد سد عليه هذا الذكي المآرب ولم يترك إلا طريقاً واحدا وهو طريق المال إلى جيبه . ومن الذكاء فك الألغاز التي هي محك الأفكار وحله دليل صفاء العقل ونباهة الذهن ومن يصوغها لا بد أن يكون متميزاً في تفكيره بارعا في صياغة أفكاره قادرا على قول شيء له ظاهر وله باطن يتراوح التفكير بينهما ويضيع في الصحراء التي تفصلهما والذي يفك الألغاز لا بد له من الذكاء المفرط والمعرفة المغرقة واللمحة السريعة والنباهة الفائقة والتجربة العميقة وهذا لغز من ألغاز العرب ( قيل لما حارب أهل حمص مروان بن محمد وعليهم السمط وكان معاوية السكسكي فارس أهل الشام معه فأسر مروان معاوية السكسكي فقال : دعني أكلم أهل حمص وادعهم إلى طاعتك فأرسله مروان ووكل به من يحفظه فأتاهم فكلمهم فشتموه من فوق السور وشتموا مروان وقال لهم : أما إذا أبيتم ، ( فأرسلوا إلى غلامي ميسرة الأسود ، ولتكن معه ثيابي كلها ) ورجع الى مروان الذين كانوا معه فقال لهم ماذا قال لهم ؟ فاخبروه فقال مروان أتدرون ما أراد قالوا لا .................................................. ........
آخر تعديل أبوعبدالله يوم
10-25-2009 في 05:43 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|