وفاة الزعيم ابن الزعيم /الروديني أغ هامتو الطارقي

(الروديني رحمه الله في سطور)
هو أبو الفقراء ومدوخ العقلاء والكرماء ، شهد بذلك الأقارب والأباعد والمحب والأعداء : الروداني بن هامتو بن السلطان فهر بن السلطان الإنصار بن السلطان النابغ بن السلطان كاوا ينتهي نسبه إلى السلطان كردن بن أشواد رحم الله الجميع .
ولد في عام 1373هجري .
درس في مدارس الفرنسية في بلده منكا ثم تفرغ للأشغال الحكومية فمن ضمن الأعمال التي تقلدها مير دائرة أضر إمبكار ورئيس شباب منطقة منكا .
للفقيد جهود جبارة في تجميع الناس ونبذ الفرقة بينهم لا فرق عنده بين أجناس كل تماشق وارابن وإهاتن وإفولانن في ذلك وله قصص كثيرة في ذلك وفي عهد احتلال مالي لأزواد كان من المشمرين على إحياء تراث كل تماش وأرابن وإهاتن وإفولانن في بلده وفي بلاد أروبا حيث أنشأ اجتمعات كثيرة في الداخل والخارج لعرض تراثهم .
وتتجلى مواقفه الرافضة للفرقة في كلمته التي ألقاها رحمه الله في ( الملتقى الثقافي لقبائل السوقيين ) في مدينة تيناهم الحبيبة.
وفي الأحداث الجارية في أزواد له مواقف تسجل له منها كلمته في اجتماع أعيان ومشائخ المنطقة في مدينة غاو بعد تحريرها .
وله مواقف بعد تحرير أزواد تجاه القبائل الساكنة في منطقة منكا على اختلاف أجناسها حيث كان دوره رحمه الله هو أنه لا يستقر في منطقة منكا أسبوعا كاملا بل كان جائلا بين فرنسا وألمانيا وبلجيك وغيرهم يجمع تبرعات لسكان منطقة منكا والنازحين الموجودين في النيجر من بداية التحرير إلى الساعة التي أغتيل فيها غدرا ويمكث أشهرا سائحا في أوربا للتعريف بقضية كل تماشق في أزواد من كل النواحي . أما المشاكل التي تحدث بين قبائل منطقته خصوصا والمناطق الأخرى عموما فيعد أعجوبه في إطفائها بمجرد سماعه بها في أي وقت وفي أي مكان يذهب إلى القبيلة فإن كانت سببها مال أنفقه وإن كان سوء تفاهم أزاحه برزانة عقله لا يترك ذلك المكان حتى يصلح بين الفئتين فرحمه الله رحمة واسعة .
فشخصية الروداني لا يمكن تسطيرها في وريقات لكن مع هذا كله فهو أحب الناس في مطقته ونقش حبه بأعماله وأقواله في قلوب جميع قبائل منكا وعارفيه من خارجها لا فرق عنده في ذلك بين الفقراء والأغنياء والشرفاء والنبلاء رحمه الله رحمة واسعة وجعل أعماله الصالحة التي قام بها في ميزان حسناته .
ومن آثاره إنه يقيم الملتقى الذي يسمى با تمداشت خلا15عشرة سنة ليجلب للامة مافيه الخير حتى لقب في بلاد منكا بصاحب الفقراء والارامل وكان ذا اهتمام بحوئج الاخرين لا يسعى لقريته فقط بل يسعى لبلاد أزواد كافة وكانت كلمته التي ألقاها في زيارته لكيدال يعزيهم في وفاة الشيخ إنتلا بن الطاهر رحمه الله قال إنه (سيقيم اجتماعا لرؤساء القبائل والشيوخ) ليكون الناس يدا واحدة ، وفي سفره الذي اغتيل فيه كان متوجها إلى القبائل التي تسكن أزواغ ليخبرهم ويتعاون معهم ليقيم هذا الاجتماع الغير مسبوق في المنطقة رحمه الله .
لقد أبا الفقيد أن يكون له حراس يحرسونه في الذهاب والإياب في المنطقة مع خطورة ذلك عليه وفضل رحمه الله أن يسافر في المنطقة والدول المجاورة مع سائقه وغلامه الذي يصنع له بعض حوائجه فقط .
فرحمك الله الروديني