مدينة الإباء

زارني طيف الخيال .. رأيت كأني أمشي في فسحة جرداء ..
قد انبسطت رمالها على سطح قاموس الماء ..
وكانت الشمس قد ازورت بعد أن كانت في كبد السماء ..
فكتبت أمشي لا أعرف لي مذهبا .. ولا أدم ولا حواء ..
وأنى يكون لي ذلك في هذه الصحراء ..
وقد تشاكلت مذاهبها وتشابهت مسالكها كتشابه الظباء ..


*****

لم أزل في هذه الأجواء ..
حتى انحدرت الشمس إلى مستقرها .. وطار طائر الليل من مكمنه ونشر الظلام أجنحته السوداء ..
فقرأتني أحير من دمعة وجد في مقلة عاشق يدفعه الحب ويمنعه الحياء ..
ولا أعلم هل أنا سر كامن في باطن الظلماء ..
أو حوت مضطرب في أعماق الماء ..


*****

... وأتى الصباح ينشر بسمات الأضواء ..
فوجدتني في مدينة سمراء ..
مدينة امتازت بأشياء وأشياء ..
إنها مدينة .. استهوت نظري بواحاتها الخضراء .. وحدائقها الغناء
مدينة يعرف فيها الرجال حق النساء والأغنياء حق الفقراء ..


*****

فدخلت في بيت من بيوتها الرحباء ..
فاستقبلني أهله بكل سرور وإخاء ..
............ .................... ...................

فهل عرفتم هذه المدينة .. ؟ وهل عرفتم أهلها الكرماء الأوفياء ..؟
إنها مدينة السوق .. مهد العلم والعلماء ..
مدينة الشعر والشعراء والأدب والأدباء ..
مدينة تسوق منهلها لطالب الماء .. وتسقي طالبها علما .. قبل فراغ الإناء ..


*****

آه آه .. كيف لي أن أصف سروري وأنا غصن يترنح في تلك السماء ..
وآه .. ثم آه ..كيف لي أن أصف فخري وأنا تلة في تلك الصحراء ..
وكيف أرسم لوحة وسامي وأنا ياقوتة مكنونة في أعماق هذا الماء ..
وكيف ... وكيف ...
لقد جف قلمي .. لأنه ليس مبقدوره أن يصل إلى الشاطئ للإرساء ..
فعذرا يا مدينة السوق على الخروج وعذرا على الإرجاء ..
فأنت مدينة الآباء ... مدينة الأبناء
بل أنت مدينة الإباء

خاطرة تنتظر نقدكم فأرجو أن تشبعوها نقدا ، يهمني رأيكم فيها

دمتم على الخير

رأيي أن من تعاريف الأدب أنه ( قول جميل يؤثر في النفس ويثير العواطف )
وهذا التعريف هو الذي اخترته لنفسي ضمن ركام من التعاريف مر علي في دراستي ومطالعتي ،
فهل ترضين أن أختاره لأصف به هذه القطعة ، لا شك أنها رائعة وأكثر من رائعة هذا في شكلها ومضمونها ،
وهذا ما رأيت كأول نظرة
وعدت فوجدته كذلك قائما
فلم أعود مرة ثالثة وقد غنمت روعة اللفظ وعمق الخيال وتسلسل الأفكار
لا أعود ، وبالتالي أستأذن منثنيا ومثنيا وتمنياتي بالتوفيق

بسم الله الرحمن الرحيم موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
قرأت هذه الخاطرة يا (بنت السوق) والتي كانت المشاعر الجميلة فيها حاضرة, فأخذت بتلابيب قلبي وغمرتني عباراتك السلسلة المتدفقة, بكل أنواع الفرح والسرور بهذا الأسلوب الجميل الذي يلامس شغاف القلوب, ويوقظ العواطف من رقدتها, ويصفي جو مدينة السوق الملبد بغيوم الإهمال والنسيان وأجمل مامر علي وكل الخاطرة جميلة وأكثر من رائعة قولك(فقرأتني أحير من دمعة وجد في مقلة عاشق يدفعه الحب ويمنعه الحياء .. ولا أعلم هل أنا سر كامن في باطن الظلماء ..
أو حوت مضطرب في أعماق الماء ) كلام جميل ينادي بعضه بعضا في تناسب أخاذ وما سمي الجمال جمالا إلا للتناسب بين أجزائه مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووورة ألف يا(( بنت السوق)).

أختي المبدعةبنت السوق
سوف أتطفل على النقد وإن كانت بضاعتي فيه مزجاة
وأقول بعد حمد الله عن هذه القطعة الأدبية الراقية
وفكرتها الجميلة ونصها المحلق الذي يستدعي المتضادات من الصور والأخيلة
الزمانية والمكانية وبلغة غير موغلة في الرمزية هذا مكمن الإبيداع في النص
ولو لم تتقيدي بالقافية لكان أكثر وهج وإبداع ففكرة النص وسلاسة مفرداته
البعيدة عن التكلف هي التي تثريه لا القافية
هذا ما يحضرني الآن بعد قرائتي السريعة للموضوع وملاحظتي هذه لاتنقص من قيمة النص
فأنتي مشروع اديبة من الطراز الأول مع تمنياتي لك بالتوفيق
ولي الفخر بأن أقول هذه بنت السوق
وهذا فكر بنات السوق

تحياتي وشكري للشاعرة السوقية بنت السوق وآله.
والحقيقة أنني لست في مستوى النقد، للروائع الأدبية ، وهذه - ﻻ شك - رائعة من روائعه ، لكني أختار دائما - ومن باب النصح - اﻻبتعاد عن مثل عبارة : فكتبت أمشي لا أعرف لي مذهبا .. ولا أدم ولا حواء، ففيها في نفسي شيء ، فيها تجاهل ﻷبي البشر نبي الله آدم ، وأمنا حواء، وهذا عقوق شعري إن لم يكن شرعيا، وكم يقشعر جلدي عندما أسمع بعض البرامج ، تطلق اسم أبينا على كل رجل ، وأمنا على كل امرأة، وهذا المصطلح الدخيل يسري سير النار في الهشيم ، فداخَلَ كل شيء ، وإن أردت أن تشعري بما شعرت به ، فأطلقي على كل رجل محمد، وعلى كل امرأة عائشة ، فقولي لي هل ترضين ، أن أسمي أي فنان باسم نبينا ، وأي ممثلة باسم أمنا ، فإن أحسست بما أحسست به؛ فكل الأنبياء سواء في اﻻحترام ، وكل زوجاتهم أمهاتنا ، (ﻻ نفرق بين أحد من رسله) ، وبمثل هذه العبارات، تكلم العلماء في المتنبي، والمعري، وابن هانئ اﻷندلسي ، وغيرهم .
وﻻ شك أنهم لم يفقدوا شاعريتهم ، ولكنهم فقدوا بعض النقاط.
وتقبلي خالص تحياتي
عمك أداس السوقي

أيها الزميلة الكريمة العزيزة الغالية الأديبة
لقد انفحمت بهذه القصيدة النثرية ، فلم أدر ما أقول ، غير أن أستقبل القبلة وأبتهل إلى الله بالدعاء لتكثير أمثالك من جنسك في قبيلتنا ، والمقالة رائعة جدا ، فلو قرأتها الخنساء ، لأصبحت عن الإتيان بمثلها خرساء
فإلى الأمام ، إلى الأمام ، إلى الأمام ،
وإليك أليك [ والمألكة ، والألوكة الرسالة المرسلة من بلد إلى آخر ]
أبهى السلا م وخيره وأنضره *************** وحلوه ومديده وخالده
شكرا لك ، وبارك الله فيك .

ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الإنتاج السوقي الرائع
ولا غرو فكل إناء بالذي فيه يرشخألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبرح

رائع ... رائع ... ولا أروع منه إلا أنامل كتبته ...
فعذرا يا مدينة السوق على الخروج وعذرا على الإرجاء ..
فأنت مدينة الآباء ... مدينة الأبناء
بل أنت مدينة الإباء
آلمني هذا المقطع فعذرا يا مدينة السوق على الخرووووووووج وعذرا على الإراجاء ...
ننتظر إبداعك أختي ... كوني على الود

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف الأدرعي الجلالي

رأيي أن من تعاريف الأدب أنه ( قول جميل يؤثر في النفس ويثير العواطف )
وهذا التعريف هو الذي اخترته لنفسي ضمن ركام من التعاريف مر علي في دراستي ومطالعتي ،
فهل ترضين أن أختاره لأصف به هذه القطعة ، لا شك أنها رائعة وأكثر من رائعة هذا في شكلها ومضمونها ،
وهذا ما رأيت كأول نظرة
وعدت فوجدته كذلك قائما
فلم أعود مرة ثالثة وقد غنمت روعة اللفظ وعمق الخيال وتسلسل الأفكار
لا أعود ، وبالتالي أستأذن منثنيا ومثنيا وتمنياتي بالتوفيق

عد أخي فقد غنمت روعة مرورك وعمقك وتشجيعك لي دمت أخا كريما :)
أشكرك جزيل الشكر