ومضات نادرة أعجبتني في تراجم الأعلام

أقترح عليكم موضوعا بعنوان( ومضات نادرة أعجبتني في تراجم علماء آل السوق ) يعني أن كل من عرف موقفا مشرفا من أخلاقيات السوقيين سواء فيما يعود إلى الكرم أو إلى العلم يسجله لنا
أبدأ لكم لتتضح الصورة وما أذكر هنا أنا إلا ما أعلم ، وما سأذكره هنا لن يخرج عن :
إما أن يكون في الجوهر الثمين للشيخ العتيق
أو في التبر التالد للشيخ المحمود
أومسموعا من ثقات صار عندهم متواترا
أو مشاهدا
وما سمعته أو شاهدته أوضح ذلك وما في المصدرين السابقين سكت عنه وما كان من مصدر آخر بينته .
وللإحاطة فإني أكتب محفوظاتي فقط ، وسأسردها كما تيسرلي حتى يفرغ الشريط وليفعل كل منكم ذلك

من أغرب ما سمعت من الجود أن شيخ الشيوخ المحمود بن حماد الحسني الإدريسي ـ رحمه الله ـ ت 1407هـ ( كل تبورق )كان ماله مشاعا بين الناس ،فقد أحله لكل أحد ، فأخذ الناس يتنازعون فيه ، فكل يراه ملكا له ، ويختلف من كان عنده المال أمانة مع من رءاه يحتاجه ، فيقول المستودع هذا أمانتي ويقول الثاني هذا مالي
ومن أغرب ماأتذكر من شجاعتهم قصة الشيخ العلامة سيد محمد إنباكوا الأنصاري (كل تكرنت)من إحيائه لسنة خبيب في الصلاة وهو يراد به القتل ، ناهيك بذلك ثبات الجأش
ومن أغرب ماأتذكر من أمانتهم أن الشيخ البكاي بن البخاري الحسني الأدرعي (كل تجللت)توفي أخوه فجاء أحد معارفه بقبضة من النبق فأعطاها لابن صغير لأخيه المتوفى ، فأخذها الشيخ البكاي ورباها حتى صارت قطيعا من البقربلغ النصاب، وسلمه للولد بعد البلوغ ، ولذلك قال عنه بعض أهل العلم حواليه ( أحمد البكاي أمين هذه الأمة ) يعني الأمة التي حوله من الناس تشبيها له بأبي عبيدة واقتباسا للفظ الحديث
ومن أغرب ما سمعت من صدقهم أن شيخ الشيوخ العلامة محمد الصالح حاي بن محمد بن ميدي الحسني الأدرعي ت 1350تقريبا ،(كل تجللت) مشهور عنه أنه لم ينقل عنه الكذب في كل حياته لا جادا ولا هازلا ، وذلك ما سجله تلميذه محمود بن محمد الصالح الجلالي ت 1370هـ بقوله :
والصالح البكاء نجل محمد***د بن الشيخ ميدي وأمره سيار
هو من أجل شيوخنا وأشدهم *** ورعا وضبطا صادق مختار
ولقد تواتر عنه أن الكذ*** لم ينقل عليه ومثله اوزار
إلى هنا أفتح لكم المجال على هذا النمط ، وإن تفاعلتم عدنا .إن شاء الله ـ وقد ذكرت ما مجه ذهني عندما فكرت في اقتراح الموضوع

ومن أغرب ما سمعت أن الشيخ محمد أحمد بن الجنيد الأنصاري السوقي كان له ثوب فاخر ، فنزعه ليلة ، فأحرقه أحد مرافقيه حسدا منه له.
فأخبر من رآه الشيخ ، فاشترى للمحرق نفس النوع ، وقال أنا الملام إذ لبسته ، وهو يحبه ولم أهب له مثله.

جـــــــــــــــــــود وكــــــــــــــــــرم وعبادة و تقبل مروري لي عودة

ومن غريب حفظهم أن الشيخ العلامة محمد بن محمد محمود الحسني الإدريسي ت 1350هـ (كل تبورق)قال وهو ثقة لو تبعثرت مكاتب قومه وهي كثيرة غير مرقمة كالاغلب في المخطوطات لأعاد كل ورقة إلى محلها في الكتاب
ومن غريب ضبطهم أن الشيخ عيسى بن حلال الحسني الأدرعي توفي في اواسط القرن الرابع عشر (كل تجللت)قال : لو عدمت المصاحف في بلده لا استطاع ان يكتب للناس مصحفا مراعيا فيه كل ميراعيه علماء الرسم والضبط من غير زيد ولا نقص
ومن غريب حفظهم أن الشيخ حياي بن عمر الحسني الإدريسي ت 1416هـ تقريبا (كل تبورق)يحفظ ما لا يقل عن مائة أرجوزة من أراجيز العرب
ومن غريب معرفتهم بالخط أن الشيخ محمد بن محمد الشيخ الحسني الأدرعي ت 1414هـ (كل تجللت)وهو من الخطاطين يكتب بيده اليسرى مثل كتابته باليمنى ،
وكذلك كان عمه محمد بن البكاي ت في اواخر القرن الرابع عشر من (كل تجللت) حتى إنه ليشتبه عليه ما كتب بهذه بما كتب بتلك
ومن غريب جودهم ان الشيخ نوح بن محمد بن سيدي بوبكر الحسني الإدريسي ت 1340 هـ (كل تبورق)تقريباكان يتتبع منازل النمل فينفق عليها

ومن غريب قراهم للضيوف أن الشيخ المنير ( أنار) بن حماد الحسني الإدريسي ت 1414(كل تبورق)كان يجهز القرى كل يوم وكل ليلة للضيوف حتى في حال غيبتهم ، فتاتي الضيوف فتقدم لهم الضيافة كأنهم وصلوا منذ ساعات وهذا في عمره كله

ومن غرر حسن خاتمتهم أن الشيخ البرآ بن محمد الحسني الإدريسي توفي في أوائل القرن الخامس عشر(كل تبورق)لما حضرته الوفاة ارتجل بيتا في سكرات الموت وهو :
أمد (بلى )ما دمت ياربنا ربا *** وما دام خير الخلق أفضل من لبى
يعني تجديدا للميثاق الأول (ألست بربكم قالوا بلى )
كما حدثنيه العلامة الثقة الحفاظة خالنا إسماعيل(إما ) بن السعيد الحسني الإدريسي التبورقي

ومن حسن برهم أن إبراهيم بن البكاي الحسني الأدرعي1373هـ ـ (كل تجللت)وكان مضرب مثل في البربأمه ـ قال للناس يوم موته لا تذهبوا بي المقبرة إلى المقبرة بل ادفنوني بحيث تراني أمي وترحمني فدفنوه خارج الحي بمحل قريب لم يسبق أن يكون مقبرة ولكن صار بعد ذلك مقبرة كبيرة .

ومن عجيب تواضعهم أن الشيخ العلامة محمد بن البكاي الحسني الأدرعي ، (كل تجللت)وكان نظامة ثرثارة بالعلم ، كثير التقييد له ، بلغ به التواضع أنه لا ينسب شيئا من ذلك لنفسه بل يقول هذا عملته لله ، وإنما يعتني غيره من طلابه بضبط علومه وتحليتها باسمه

ومن حسن خاتمتهم أن أمننين بن محمد أحمد بن عمار الحسني الإدريسي (كل تجللت)لما جاءه الأجل غفل عنه من يمرضه قليلا ، وهذا غالبا ما يحدث عند النزع أن ينشغل الناس عن الميت في تلك السويعة ، فقواه الله على الجلوس وسوى الأرض أمامه ثم كتب عليه كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) بخط عريض حدثني بذلك الشيخ أحمد المصلي وهو شاهد عيان

ومن حسن تواضعهم ان الشيخ العلامة السداد بن الصالح الحسني الأدرعي(كل تجللت) لما نبغ ابن عمه ابن اخته في الشعر محمد بن البكاي ساءه ذلك جدا وقال له نحن لا نريد الشعر ، فإن الشعر يسبب الشهرة والشهرة ما نفر منه