العودة   منتديات مدينة السوق > القسم التاريخي > المنتدى التاريخي

المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد .

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-25-2009, 04:02 PM
مراقب عام القسم التاريخي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5563 يوم
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : السوقي الأسدي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي



(8)



المحور الخامس: ذكر شيء من مناقب السوقيين
قلت: وفي هذا المحور خمس فقرات:
الفقرة الأولى: ثناء العلماء على السوقيين:
قلت: إن القوم كانوا ـ كما هو مشهور ـ معروفين بالعلم والصلاح، كما شهد لهم بذلك كل من كتب في تاريخ المنطقة، من ذلك الدكتور الهادي الدال بعد كلام عن أهل السوق: وقد خربت مدينة السوق في عهد إسكيا الحاج محمد 1493 ميلادي أي قبل جودر ومن ثم انتشر أهلها فبعد أن كانوا أهل استقرار في مدينتهم السوق أصبحوا رحالاً تنقلوا حتى طاب بهم المقام من أزواد عهد جودر باشا وقد أعجب بهم سكان أزواد لعلمهم وتقواهم( ) الخ
وسنترك بيان لبعض الأعلام القدماء من بدور السوقيين ذلكم الشيخ العلامة والحبر الفهامة حَنَّ بن أمتّال السوقي الأنصاري، بعد كلام له نفيس، ما نصه: ولا شك أنهم (أي: السوقيين) قد حازوا قصب سبق هاتين الخصلتين على التمام في هذه البلاد، كما شهد به لهم كل ثقة رضي، وكل عدل فاضل من المتقدمين ممن عاصرهم وعرفهم، كالشيخ جلال الدين السيوطي، والشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي، والشيخ محمود التمبكتيّ الذي قال فيهم كل من أقيم شاهداً أسأل عن عدالته وجرحته، إلاّ السوقيين، فإنهم وجدناهم وجربناهم كلهم عدولاً مرضيين تابعين للحق. وقال فيهم أيضاً إنا وجدنا الصغير منهم يغلب الكبير من غيرهم في العلم، كحال أجدادهم أهل الحجاز. وكذلك الشيخ أحمد باب التنبكتيّ وهو الحبر الفهامة سأله مرة أهل بلده عن سميه باب السوقي، وقالوا له أيكما أعلم فقال لهم أنا أروى والسوقي أدرى ، وقد عده جدك الشيخ المختار في كتابه: (البرد الموشى في تحريم المطامع والرشى ).
من المجددين للدين في زمانه، وكذلك المتأخرون كالشيخ الولي الفهامة العلامة.البارع في جميع العلوم شيخ ـ جدنا القاضي محمد البشير ـ سيدي المختار الرقادي، وابنه محمد الأمين الشيخ الصالح الناصح، كانا يثنيان عليهم (أي: السوقيين) ويتنازعان معهم كأس المودة والصفاء، والموالاة والإخاء، وكذلك العلوي وأبناءه الأخيار السادة الأبرار، المشهورون بأنهم من أولاد محمد بن الخليفة بن علي ـ كرم الله وجهه ـ كانوا يزورون السوقيين كثيراً، ويراسلونهم بالقصائد البليغة الحسان في الثناء عليهم، وذكر مآثرهم (أي: السوقيين). وكذلك شيخ الحقيقة والشريعة سيدي المختار جدك له في الثناء عليهم نظماً ونثراً غير ما قليل. الخ
وقال المؤرخ الأديب العلامة الرحلة الشيخ محمد بن ناصر العبودي، حين تعرض لذكر الطوارق، فقال ما نصه: ويساكنهم ويعيش معهم جماعة متميزة بالعلم والفهم، ومحبة الأدب هم السوقييون الذين ينتسبون إلى السوق في تادمكة. الخ
ومن ذلك قصيدة يمدح أحد العلماء فيها السوقيين.
قال صاحب تفتيش الوثائق: ومن أوفر القبائل علماء، أهل السوق وآل محمدأقيت وآل أندغمحمد. الخ
وقالت مجلة الكوثر حين قالت في مقالها: وكانت بلدة السوق مركزاً علمياً مهماً تخرج منه آلاف العلماء.
قال أبو بكر الصديق بن محمد المولود إدول بن محمد على الإيشكاغني الكلتجبستي: منطقة الطوارق المحيطة بسوق تادَمَكَتْ وقد احتفظت هذه المدينة بمن لا يحصى كثرة من العلماء والزهاد والأتقياء والصالحين والأولياء والكبراء. الخ
وقال البكاي بن سيدي أحمد التيمبكتي: بعد كلام له سابق:.
وقد بقيت هذه المجموعات مرتبطة فيما بينها بعد خراب المدينة، وتشتت أهلها في الآفاق، وظلت متمسكة بالانتساب إلى (السوق) وموروثها العلمي، فكانوا وما يزالون أقطاب العلوم والآداب من بين سائر القبائل العربية والطارقية المحيطة بهم، لقد جعلوا همهم الوحيد تعلم لغة الضاد وحفظ القرآن والسنة يتوارثون ذلك إلى يومنا هذا، ضاربين صفحاً عن الصراعات والتكاليب على حطام الدنيا مقبلين شؤونهم ويشهد لهم بذلك علماء البلد من مختلف العصور.
ويقول أحد شعرائهم:

إنا قريش وإنا القواميس علماً ومن أصلنا تسقى النواميس

ويقول آخر من قصيدة طويلة:

سائلن عـــــــنا الذي يعرفنا في قــــــرانا يوم تفسير الكتب
أبنو عــــــــدنان أم من عجم سيـــــــــقول هم هام الــعرب
أنـــــــحاس نحن أم من فضة سيــــــقولون هم عين الـذهب
بلــــــــــــداء العصر أم نقاده سيــــــــقولون بهم قــام الأدب
بخــــــــلاء الوقت أم أجواده سيــــــقولون بهم نُجح الأرب

وذكر مزايا القوم وفضائلهم تغص به الدواوين التي ما تزال قابعة في غرائر في أعماق الصحاري لم يكتب لها أن ترى النور بسبب العزلة الثقافية المفروضة على المنطقة منذ أربعة عقود من الزمن. الخ
وإليك طرفا منه هذه الارجوزة الرائعة للشيخ الشاعر الأديب : أحمدمحمد بن الحاج الحسني الأدرعـــــــي الجلالي
في قوله، معارضاً أرجوزة لأحد شعراء الشناقطة، قال فيها:

شنقيط إن لم تــــك فها زمزم ففيهم للعلم ركن أقـــــدم

فقال شاعرنا الأديب:

السوق إن لم تك فيه زمزم فــــــثمّ للــــعلوم ركن أقدم
لــه رجال في السماء أنجـم بل البدور للعلى هــــمُ همُ
سل بهم التكرور هـــــل هم سلَم إلى الهدى؟ يجـــــبك ذا مسلم
فبــــثهم للــــعلم شــــــــأن يعلم كـــم ثقّفوا من جاهل وعلّموا
والأمر بالعرف لهم معتصم دأبهم،والنهي عمّا يصـــــــم
يا رب عود ذي اعوجاج قوّموا ورب هدي في الشعوب قسـموا
هم جامعات قد حوتها الـــخيم شعارها الإرشاد، ثــــــم الشيم
ونهجها هو الكتاب المـحكم إن نـــطقوا، فلؤلؤ أو حكــــم
سل بهم الصحراء سل من يرسم وسل نياقاً بـــــهم كــــم ترســم
كم تزرع الصحراء كم تلـــثموا من غبرة، وكم صــــقيعاً نسموا
والهدف التعيـــــــلم والتعلـــــم لا يسمعون ما يقول اللــــــوم
والعلما بفــــــضلـهم قد حــــكموا والحــــــال شاهد ونعم الحكم
وفي العلوم لــــــــهم التقــــــــدم وكل أهل قطرهم قد سـلّموا
قد أخلصوا لله ثم اعتصــــــموا بالدين،نعم ما به يعتصــــــم
ثم النزاهــــــــــــــــــة وثم الكرم وثم تـــــــــقوى الله ثم القيم
وركن علم فيهــــــــــــم لا يحطم والكــــل بحر زاخر ملتطم
إن قيل سوقيّ يقال: الكــــــــــرم وليـــس تؤبن لديـــــه الحُرَم
أولاك يا جرير قومي وهـــــــــم هام العلى، فأرني مثلهــــــــــم

الفقرة الثانية: الألفاظ المرادفة لـ ((السوقي، وأهل السوق)) في الإطلاق الاصطلاحي على هذه القبيلة مفرداً، أو جمعاً:
قلت: إن السوقيين يطلق عليهم علماء أفقهم أهل السوق اطلاقاً عربياً فصيحاً، وهو الإطلاق الفصيح الصحيح، ويطلق عليهم أيضاً اسم: كَلَ السُوكْ وهو إطلاق شاع عند غير أهل اللسان العربي، وهو بمعنى أهل السوق قولاً واحداً . إلاّ أن كثيراً ممن يتكلم بغير اللسان العربي يقلب القاف كافاً في مثل هذا كما هو معروف لذا: فلا مشاحة في الاصطلاح. والآن آن لنا تناول إشارات حول هذه الفقرة، من ذلك قول أحد علماء سنغاي المشاهير وهو الشيخ الشهير ببزي من علماء المنطقة الذي جرت مناقشة بينه وبين الشيخ العلامة الأدرعي الآتي ذكره بعد قليل ـ إن شاء الله ـ فقال الشيخ بزي السنغاي:

شنــــشنة أعرفها من أخزمِ ومن ينـــاقش كُلْ سُــــوكِيّاً يهزمِ

فعبر بها بأهل السوق بلفظ لغة (سنغي) أفادني بهذا البيت الشاعر الأديب الشيخ أحمد محمد الأدرعي
ابن الشيخ العلامة محمد الحاج بن محمد أحمد بن أحمد الحسني الأدرعي ـ رحمه الله، القائل: اعلم أن (السوق) اسم يطلق على مدينة تادمكة وهو إطلاق عربي ويطلق عليها بلسان الطوارق (السوك). الخ
وقال الشيخ العلامة المؤرخ العتيق بن سعد الدين ـ حفظه الله: الباب الأول في الكلام على مدينة تادمكة، وهي التي يسميها العرب (السوق) والتوارق (أسوك). الخ
ومن ذلك ما ورد من نسبة العلامة : القاضي محمد الأمين الأنصاري التادمكي بن القاضي هَمَّاهَمَّا بن القاضي سَلَهُ بن قاضي قضاة كل السوك محمد البشير بن آدَّ السوقي الأنصاري ـ رحمه الله.
ومن ذلك الشيخ العلامة المؤرخ النسابة الشريف: الحسني المراكشي أصلاً السوقي حالاً محمد حبّ بن محمد أحمد ـ رحمه الله. الخ
قائلاً ، في موضع آخر: هذا ما نقلناه من خطوط أسلافنا من علماء كلسُّوك وهم ثقاة وأي ثقاة. الخ
ومن ذلك: العالم الفقيه الطالب سيدي أحمد بن البشير الكَلَسُّوكيُّ. الخ
الشيخ العلامة المؤرخ النسابة الشريف الحسني المراكشي أصلاً السوقي حالاً محمد حبّ بن محمد أحمد ـ رحمه الله ـ :هذا ومما نقلنا من الخطوط القديمة الكلسوكية. الخ
وقال سليمان الطيب: ولقد ساهم علماء كل السوق في الحفاظ على الدين الإسلامي ونشره في المنطقة. الخ
__________________



 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2009, 04:05 PM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



(9)



الفقرة الثالثة: خطوطهم التقليدية الجميلة:
الحمد لله ذي الفضل العظيم، والعطاء الكريم، على ما أولى هذه القبيلة العلمية من الهبات الجسام، والمناقب العطرة العظام، التي منها نعمة المهارة في حسن الخط، وجودته، وجماله، والاهتمام به منذ القدم من العصور، والاعتناء به جيلا جيلاً كمهنة دينية جليلة محافظ عليها من بين المهن الدينية المتعلقة بعلوم الدين وفنونه، التي ضرب السوقيون في كلها بنصيب وافر، إن لم يكونوا ممن اعتلى على عرشها في أفقهم بسبق ظاهر.
هذا ولما كانت هذه الفقرة متعلقة بالخط السوقي المتميز الجميل كما ستشاهده أيها القارئ الكريم ـ حسب براهين نماذجه في هذه العجالة ـ بإذن الله ـ بعد هذه المقدمة التي مهدنا بها في بيان شأن أهمية الخط الحسن الجميل بين علماء الأمة الإسلامية، قال العلامة أبو حيان الأندلسى
في : البحر المحيط ـ دار النشر / دار الفكر ـ عند تفسير قوله تعالى : {يَزِيدُ فِى الْخَلْقِ مَا يَشَآءُ}. قال بعد كلام له ما نصه : وقالوا : في هذه الزيادة الخلق الحسن، أو حسن الصوت، أو حسن الخط.
وقال بدر الدين أبو عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله الزركشي، في كتابه : النكت على مقدمة ابن الصلاح 3/566الناشر : أضواء السلف – الرياض ـ النوع الخامس والعشرون. قائلاً بعد كلام له نفيس ما ملخصه: قالت العرب " حسن الخط إحدى الفصاحتين. الخ
وهذا غيض من فيض مما سنترك لطاهر الجزائري الدمشقي تسليط الأضواء عليه في وصف صفته صناعة، وجمالاً، من كتابه : توجيه النظر إلى أصول الأثر 2/795مكتبة المطبوعات الإسلامية – حلب، قائلاً :
وتحقيق الخط هو أن تميز كل حرف بصورته المميزة له، وتجويد الخط تحسينه
والحسن في أي شي كان مما تميل إليه النفس طبعا وكثيرا ما دعا حسن الخط إلى المطالعة في كتاب لا يميل المطالع إليه. وسأل الصوفي بعض الكتاب عن الخط متى يستحق أن يوصف بالجودة فقال إذا اعتدلت أقسامه وطالت ألفه ولامه واستقامت سطوره وضاهى صعوده حدوره وتفتحت عيونه ولم تشتبه راؤه ونونه وأشرق قرطاسه وأظلمت أنقاسه وأسرع إلى العيون تصوره وإلى القلوب تنوره وقدرت فصوله واندمجت أصوله وتناسب دقيقه وجليله وتساوت أطنابه واستدارت أهدابه وصغرت نواجذه وانفتحت محاجره وخرج عن نمط الوراقين وبعد عن تصنع المحررين وخيل إليك أنه يتحرك وهو ساكن، ولا تحصل جودة الخط إلا بإعطاء كل حرف ما يستحقه من التقوس والانحناء والانبطاح وغير ذلك من الطول أو القصر والرقة أو الغلظة ومراعاة المناسبة بين الحروف بعضها مع بعض وبين الكلمات كذلك إلى غير ذلك مما هو معروف عند أهله. الخ
فالآن آن الشروع لنا في ترك القراء مع هذه الفقرة الجميلة ليرتع بين زهور المنقولات في بساتين نماذج الخط السوقي، قائلاً. قال محمد سليمان الطيب : وأهل السوق مشتهرون بنسخ الكتب، ويمتهنون هذه المهنة ويحترفونها في تلك الأصقاع التي لا وجود للمطابع بها ولا وجود للآلات الكاتبة. وخطوطهم جميلة مغربية أندلسية وأغلب الكبت المنسوخة في المنطقة نسخها فقهاء من كل السوق. الخ
قلت : صدق ـ ورب الكعبة. هذه صورة من صور بعض تلك المخطوطات في المنطقة بالخط السوقي، كما سيأتيك خطها واضحاً جلياً في بعض صور نماذج هذه الفقرة الممتعة.

قلت :. قول محمد سليمان الطيب الآنف الذكر: وأهل السوق مشتهرون بنسخ الكتب، ويمتهنون هذه المهنة ويحترفونها في تلك الأصقاع التي لا وجود للمطابع بها ولا وجود للآلات الكاتبة. ليس معناه أنه مجرد نساخي الكتب فحسب على نهج الوراقين، الذي يشر إليه كلام بدر الدين العيني الحنفي في : عمدة القاري شرح صحيح البخاري ـ باب هل يمضمض من اللبن ـ قبيل هذا الباب، قائلاً: وغالب من يكون خطه حسنا لا يخلو عن الجهل. الخ
بل أصحاب الخط السوقي من أرباب العلوم وفحولها، هم الذين يقول عنهم الشيخ الكبير سيدي المختار بن باب أحمد بن أبي بكر الكنتي ـ رحمه الله ـ في قصيدته المشهورة، ما ملخصه:

جزى الله أهل السوق عنا بخيره فما حسدوا فضلاً ولا نطقوا هجرا
حووا كل فخر عن كرام أجلة رووه عن آباء مداولة دهرا
لكل أناس حرفة عُلموا بها وحرفتكم نشر العلوم كما يُدرا

بل ذلك لا يختلف فيه اثنان بين أهالي أفقهم تاركاً للشيخ المحمود بن يحيى الأنصاري، تسليط الأضواء على ذلك في قصيدة له جميلة رائعة، قائلاً فيما يلي تلخيصه:

بين كفي كل ابن خمس من الأط فال لوح كم تعتليه اليراعــه
فــــهذبتنا وثقفتنا صغاراً شيخة قادة أباة لكاعــــه
نتعــــاطى ما بيننا بأكف بوركت منهم كؤوس اليراعه
نتباحث الـــــفنون لساناً ثم نحواً ونستمد شعاعـــه

الخ مع التلخيص أنوار الشروق على بعض شعر شعراء أهل السوق /81
قلت: قال البكاي بن سيد أحمد التمبكتي الكنتي، في أثناء كلامه على بعض القصائد المكتوبة بالخط السوقي، فقال ما نصه: كتبت بما يعرف في المنطقة بالخط السوقي، وهو خط متميز عن الخط المغربي ببعض الزوائد التي تلحق بعض الحروف حتى كأنه ينحو نحو الخط الكوفي، ولكنه ظل محافظاً على شكل الحروف المغربية.
قلت: تمتع أيها القارئ الكريم ذي الذوق السليم بهذه النماذج الخطية السوقية الرائعة.
النموذج الأول من الخط السوقي :

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قلت : هذا هو نوع الخط السوقي بغض النظر عن اختلاف صوره، وجودته، وجماله، وعصوره بين أربابه في المنطقة قديماً وحديثاً
وهو المعني في قول سيدي عمر بن علي، عن فهرس مخطوطات مركز أحمد باب، فقال ما نصه: وكتبت مخطوطات المكتبة بعدة خطوط، منها الشرقي، والمغربي، والسوقي، والسوداني. الخ
النموذج الثاني من الخط السوقي :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


النموذج الثالث من الخط السوقي :

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فائدة تاريخية جليلة، ولطيفة نقلية جميلة، يقول الشيخ العلامة الأديب الشيخ محمد الحاج بن محمد أحمد السوقي الحسني الأدرعي مسلطاً الأضواء على الخط السوقي، قائلاً ما نصه : ثم إن الخط السوقيين جملة له مزية على غيره من الخطوط التي ببلادهم، ولا يشبه جميعها خط السوقيين، وإن أقرب الخطوط إلى خطهم خط أهل المغرب الذي تكتب به المصاحف المطبوعة في المغرب، وهو خط أسلافهم الأولين، كما رأيته في كتبهم، وعلى ألواح قبور أجدادهم الأقدمين. ثم تجددت فيه صنعة في القرن الثاني عشر الهجري تميز به السوقيون على غيرهم من الكتاب. الخ
النموذج الرابع من الخط السوقي :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


قلت: ما أحسن ما صور الخط السوقي العالم العلامة أحد بدور أرباب هذا الخط الجميل الشيخ المحمود بن يحيى الأنصاري ـ رحمه الله ـ قائلاً في قصيدته الجميلة الرائعة :

فنخط الـــــحروف خطاً أنيقاً لم يقرمط مجودين ارتصاعـه
فـــــنمد المدود منها ونوفي كل حرف حقوقه وطباعــه
لا تــرى الألفات تشكو اعوجاجاً لا ولا الميم تشكو الطمس ساعه
أسطر تـــستوي كأسنان مشط قومت أسهماً كذاك الصناعــه

الخ. أنوار الشروق على بعض شعر شعراء أهل السوق /81
>>>>>>>>>>>>>


 
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-25-2009 الساعة 04:21 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2009, 04:22 PM   #3
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



(10)



الفقرة الرابعة: مكانتهم السياسية
قلت: من المعروف تاريخياً أن العلماء قديماً وحديثاً هم أجل رجالات أي دولة من الدول خاصة الدول الإسلامية لأن الدولة الإسلامية سياستها قائمة على المنظور الشرعي في كل صغيرة وكبيرة، إذ القرآن الكريم كتاب الله هو المرجع الحق للبشرية كلها المقول في حقه : ما فرطنا في الكتاب من شيء. لذا فإن علماء السوقيين من علماء المسلمين الذين اعتمدتهم دولهم في القضاء والإفتاء والتعليم والاستشارة، وما يتعلق بذلك، بل علماء السوقيين هم أهل عقد وحلّ ولاية لولاة الأمر في سيادة دول الطوارق عبر مختلف قرونها وازدهارها إلى ما قبل الإستعمار.
من ذلك ما سنترك الشيخ العلامة حَنَّ بن أمتّال السوقي الأنصاري ـ رحمه الله ـ وهو من أعلام السوقيين القدامى يحدثنا عن تلك اللفتة التاريخية الدينية الرائعة، بعد كلام له نفيس، ما نصه: إن أولي الأمر من ولاة الطوارق كلهم حكّموا العلماء والصالحين من السوقيين في أمورهم كلها حتى على أنفسهم واحترموهم، وبجلوهم، وفوضوا أمورهم كلها إليهم ، فجعلوا يخدمونهم بأنفسهم، بل وولوهم على تولية من شاءوا منهم وعزلهم، وما ذلك منهم إلاّ لعلمهم بأنهم أعلم بأحكام الله، وأتقى له،
وهذا من زمن دولة إِمَزْغِرَسَنْ، قبل مجيء إوَلَّمَدَنْ، إلى امتداد دولة إوَلَّمَدَنْ فلما انعقدت الولاية لأول سلطانهم كَرِدَنَّ بعد عقد أهل الحل والعقد من جميع طوائف الطوارق، ومن العلماء والصالحين من السوقيين، وغيرهم، من المومنين وبيعتهم له، وعقد أمير المومنين بإِكَدَشْ من عند الإمام الشريف عثمان. فلما تمت له البيعة من الكل أحضر العلماء والصالحين من أهل بلاده والطوارق وغيرهم، وأشهدهم وقروهم، بعد ما بحث كل البحث، وتجسس وتحسس عن أعلم من في ولايته من علماء أهل زمانه، وأتقاهم، وأرضاهم، وأورعهم، وأشدهم لله خشية، وأشدهم خوفاً بحيث لا تأخذه في الله لومة لائم، فدلّه أهل بلده باتفاق منهم على جدنا محمد المختار (الملقب بأمّدْ)الولي بن الولي محمد أحمد بن الشيخ الولي الجليل البشير بن الشيخ الولي القطب الرباني محمد بن يوسف، فقلده خطة القضاء وكتب إلى من بعد عنه كتادمكت وغيرهم بذلك. ثم كتب رسالة مضمنها أنها وصية منه إلى من سيجيء بعده من أبناءه إلى يوم القيامة أن يقلدوا ذرية هذا العبد الصالح الذي استقضاه باتفاق أهل بلده كلهم على أنه أعلم أهل بلده، وأتقاهم، وأرضاهم، مثل ما قلدوه ويفوضوا إليهم جميع الأحكام الشريعة والوظائف العادية المرتبة، بل ويحكمونهم على أنفسهم، وعلى من تحت أيديهم بأخذ الزكاة منهم، وصرفها في مصارفها، وإنفاذ كل ما حكموا به لهم وعليهم، من أمر الدين والدنيا، ومصالحهم، وبعد ذلك، حث الكل على رفع أيديهم بالدعاء على من خالف ذلك من أولادهم بالبوار، ودائم الشقاء، فامتثلوا أمره هذا. فكان السوقيون هم السلاطين والحكام وأولو الأمر من هذه الحيثية، أيضاً في المعنى من زمن دولة إِمَزْغِرَسَنْ إلى الآن، وأمراء وسلاطين الطوارق بالاسم فقط، فكيف يجوز لأهل هذه البلاد أن ينتزعوا من السوقيين وظائفهم الموسسة على مصالح الدين والدنيا، المشيدة بما اقتضته قواعد الكتاب والسنة، واجتمعت عليه أهل الملة الحنفية السمحاء، ويقلدوها من عموا وصموا. الخ
قال بول مارتي لما تعرض في كتابه لبداية دراسة الشيخ الكبير الكنتي، بعد كلام له سابق منه: فبلغ فخذا من قبيلة كل السوق الذين هم كما هو معروف (طلبة) ووعاظ الطوارق. الخ
قلت: والطلبة اصطلاح معروف عند الموريتانيا على أهل العلم كما قال الشيخ الطيب بن عمر بن الحسين، لما ذكر (الزوايا) فقال مشيراً في تعليقه ما نصه: كما يطلق عليهم اسم الطلبة لطلبهم العلم، واشتغالهم به
قلت : قوله: الذين هم كما هو معروف (طلبة) ووعاظ الطوارق. معناه أنهم من رجال الدولة المنوط إليهم السياسة الدينية التي منها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حق الساسة الولاة فضلاً عن رعيتهم وهذا أمر متواتر جيلا جيلاً. خاصة في أفقهم وذلك معروف على حد قول الشاعر:

وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل

من ذلك ما يقوله العلامة المؤرخ الشيخ النسابة محمد حبّ بن محمد أحمد السوقي الإدريسي الحسني ـ رحمه الله ـ،حين تكلم على تاريخ دولة إولمدن، فقال ما نصه: ومنها محبتهم لكلسُّوك ـ أي : السوقيين ـ خصوصاً بين علماء التكرور وتعظيمهم لهم والانقياد إليهم والعفو عن زلاتهم والغض عن هفواتهم وإعطائهم من الأموال كل ما طلبوه إليهم وإن كان أنفس نفيس لديهم. الخ
قلت: قوله: والعفو عن زلاتهم والغض عن هفواتهم. أي أن من شأن الآمر بالمعروف الرباني والناهي عن المنكر أن لا تأخذه في الله لومة لائم. لذا فإن علماء السوقيين لهم مع ساساة وساداة الطوارق مواقف دينية مشهورة تتسم بالجرأة والشجاعة في باب الأمر والنهي من شأنها أن يتجاوزها ولاتهم عنهم مهما بلغت في الإنكار الديني النصوح. ولعل العمر يطول لتناول ذلك مفرداً مفصلاً ـ إن شاء الله.
الفقرة الخامسة: ذكر أمثلة من أعلامهم
قلت: إنني حين أتناول هذه الفقرة المتعلقة ببعض من ترجم لهم من أعلام السوقيين القدامى من باب تسليط الأضواء على حقائق ثابتة من تبوء السوقيين مبوأ المقامات العزيزة في العلوم الشرعية وفنونها في أفقهم بلا منازع، كما سأترك بعد قليل ـ إن شاء الله ـ صاحب فتح الشكور ليحدثنا عن بعض أعلام السوقيين في عصره. ولعل موضوع تراجم أعلام السوقيين سينال الاهتمام البالغ في حياتنا ـ إن شاء الله ـ من ذلك ما قد تمّ من الترجمة لبعضهم كالشيخ العلامة محمد إِكْنَنْ بن محمد الصالح بن إِنْكَسْ أُونَنْ الوامي الإدريسي ـ رحمه الله ـ في ترجمة مفردة، بعنوان: (الرصف المتقن في ترجمة الشيخ محمد إكنن). ومنهم ترجمة البحر شيخي الشيخ العلامة والحبر الفهامة القاضي زين الدين بن محمد الصالح التَّنْغاكْلِي الإدريسي ـ رحمه الله ـ في ترجمة مفردة أيضاً، بعنوان: (مرآة المقتدين في ترجمة الشيخ العلامة زين الدين).،ومنهم من ترجمنا لهم مع غيرهم في مصنف يضم عدداً من الأعلام، ككتاب : النجم السامي في تراجم أعلام كَلْ وَامي). وغيرهم من الأعلام مدى الحيات ـ بإذن الله ـ أنا مع بعض الفضلاء من طلبة العلم فينا المهرة النابغين الأدباء الذين يتمثل لهم بقول الشاعر :

لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلاّ لصابر

وإن تأخر رؤية العالم لتراجم أعلامنا كغيرهم من الأعلام الذين اكتحلت عيون القراء بكحل مناقبهم العطرة، ومحاسنهم المعطرة، إلاّ أننا نرجو أن نكون ممن ينطبق عليهم قول القائل في القريب العاجل:

يا عجباً لمشيك المدلل تمشي رويداً وتجيء أول

هذا ونسأل الله البر الكريم أن يوفقنا وإياهم إلى كل ما فيه خدمة الدين وأهله رجاء ما عند الله من ثواب الدنيا والآخرة.
لذا فقد آن لنا الشروع في هذه الفقرة المهمة لأجل تسليط الأضواء على قدم العلم في هذه القبيلة، واشتهارها به خاصة في أفق الصحراء طوارق مالي ونيجر وبركينافاسوقديماً وحديثاً.
على أن يسلط لنا على شيء من ذلك الدر المؤرخ أبو عبد الله الطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتلي الولاتي من باب البرهنة على مفاخر قبيلة السوقين العلمية، فنترك الولاتي، قائلاً:
الطالب سيدي أحمد بن البشير بن محمد بن محمد بن موسى الكلسوكي رحمه الله تعالى. نشأ رحمه الله في بلد السوقيين بلاده , ثم قدم أروان وهو ابن خمس وعشرين سنة. وسبب خروجه عن بلده أنه خرج يطلب رجلاً صالحاً اسمه سيدي أحمد الهكاري وهو معلم عند أهل رأس الماء , وله أولاد ثمت يعرفهم أهل رأس الماء. فلما قدم عليه أمره أن يتوجه لأروان , وذكر له أنه يدرك الخير ثمة , ثم إنه توجه لأروان ونزل عند كاهية البلد ,
وأخذ الورد عن سيدي أحمد بن عبد القادر بن محمد بن أحمد بن محمد الرقادي , وأخذ القراءات السبع عن الشيخ سيدي الأمين بن حبيب الجكني , وسيدي إبراهيم بن الإمام العلوي رحمهما الله تعالى.و أجازاه.
وأخذ روايات البخاري ومسلم والشفاء والخصائص إلى غير ذلك عن القاضي سيدي الوافي بن طالبن الأرواني , وأخذ التفسير أيضاً في أروان , وكان أكثر ما يستعمل من الكتب التفاسير والأحاديث والقراءات , وقد كان رحمه الله تعالى قليل الكلام فيما لا يعنيه , ولا يكاد يفتر عن الذكر ليلاً ونهاراً , ولا تراه إلا يقرأ أو يقرئ أو يذكر وكثيراً ما يرتل القرآن بقالون , ولا يكاد يترك من يتكلم حذاءه , ويأمره أن يذكر الله.
وكثيراً ما يسرد للعوام المواعظ , ويعظ كل واحد ويسرد لهم الترغيب والترهيب , وكتاب السمر قندي والعلوم الفاخرة في أمور الآخرة , وشرح الصدور في أحوال الموتى والقبور وتنبيه المغترين. وذكر رحمه الله تعالى: أنه ذكر له بعض الصالحين قبل أن يبلغ خمسين عاماً أن الصالحين اجتمعوا وجعلوه من أهل التصريف


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ضع هنا ما وقفت عليه في (النت) حول مدينة السوق اليعقوبي المنتدى العام 58 01-19-2014 06:33 PM
تعرف على مدينة السوق alsoque.net المنتدى التاريخي 27 09-10-2010 11:47 AM
تساؤلات حول مدينة السوق ابن الوادي المنتدى التاريخي 3 04-27-2009 07:59 PM
الورد الحميد إلى مناهل أودية منتديات مدينة السوق العذبة بما مهّد له التمهيد السوقي الأسدي المنتدى التاريخي 0 03-29-2009 07:31 PM
جامعة مدينة السوق ابوتسنيم المنتدى الأدبي 2 02-12-2009 03:22 AM