العودة   منتديات مدينة السوق > قسم اللغة والدروس العلمية > المنتدى الأدبي

المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-23-2009, 12:56 PM
مشرف منتدى الحوار الهادف
أبوعبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 فترة الأقامة : 5817 يوم
 أخر زيارة : 10-28-2024 (10:35 AM)
 المشاركات : 1,680 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أبوعبدالله is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي مصطلح الأدب عند العرب



مصطلح الأدب عند العرب
النشأة والتطور والدلالة:
المصطلح هو وعاء لغوي ضخم، ومستودع جامع يحتوي في داخله المناهج والدلالات والحقائق والمكونات التي تعكس المخزون الفكري والثقافي لذاكرة الأمة.
يقول شوقي ضيف: "كلمة" أدب" من الكلمات التي تطور معناها بتطور حياة الأمة العربية وانتقالها من دور البداوة إلى أدوار الحضارة، وقد اختلفت عليها معان متقاربة حتى أخذت معناها الذي يتبادر إلى أذهاننا اليوم وهو الكلام الإنشائي البليغ الذي يقصد به التأثير في عواطف القراء والسامعين سواء أكان شعرًا أم نثرًا
والملاحظ لمشتقات الكلمة التي كانت سائدة في العصر الجاهلي أنها كانت تدل على المعنى الحسي نحو: الآدب: الداعي للطعام، ومن ذلك ((المأدبة)) الطعام الذي يدعى إليه الناس.
و كانت هذه الكلمة في عهده صلى الله عليه وسلم تعني مادة (التهذيب والتعليم) وفي ذلك إشارة لتطور هذا المعنى في نهاية العصر الجاهلي الذي انتهى ببداية العصر الإسلامي.
ولما جاء العصر العباسي وازداد سموق الثقافة العربية الإسلامية ارتفاعًا بدأت كلمة (الأدب) تظهر في خضم الازدهار الثقافي وفي تعبيرات الكتاب ومؤلفاتهم، فمنهم من استعملها للدلالة على معرفة أشعار العرب وأخبارهم ولغتهم، ومنهم من اتسع بها لتشمل كل المعارف التي ترقى بالإنسان، فظهرت كتب مثل (الأدب الصغير) و(الأدب الكبير) لابن المقفع وكتاب (الأدب) لابن المعتز، و(البيان والتبيين) للجاحظ، و(العقد الفريد) لابن عبد ربه، حتى قال ابن خلدون: (الأدب هو حفظ أشعار العرب وأخبارهم والأخذ من كل علم بطرف) وكأنها أصبحت ترادف كلمة الثقافة بمعناها الموسوعي.
واستمر هذا المصطلح في مسيرته حتى القرن التاسع عشر، ليدل على ما ينتجه العقل والشعور من خلال اللغة، ثم استقل في نهاية الأمر على معنى الأدب الخالص، بعد أن استقلت العلوم بدلالتها وعناوينها، ليكون مصطلحًا خاصًا لفنون الشعر والنثر، وقد أضاف إليها العرب في القرن العشرين الفنون التالية: (فن الرواية، وفن المقالة، وفن المسرحية، والحديث الإذاعي، والندوة والحوار والمرافعات، وغيرها من الفنون...) وذلك بحكم انتشار الطباعة والصحافة والإذاعة، وإلى هذا المصطلح ينصرف الذهن في الدراسات الأدبية الحديثة.
ولم يطرح مصطلح (الأدب الإسلامي) إلا بعد ظهور مصطلح الأدب العربي واستقراره في الثقافة العربية، وكان ذلك عندما بدأت عملية الإحياء والتجديد الإسلامية في عصر النهضة الحديثة، وبالتحديد في النصف الثاني من القرن العشرين، على يد دعاة الإسلام المعاصرين، لمواجهة عملية التغريب والتخريب الثقافي التي كانت تغزو الأمة من جوانب حياتها المختلفة. الدعوة للأدب الإسلامي لم تتضح معالمها إلا مع بداية النصف الثاني من هذا القرن على يد كل من: سيد قطب، والدكتور صلاح الدين السلجوقي، والدكتور عبدا لرحمن الباشا، والدكتور نجيب الكيلاني، وأبي الحسن الندوي – رحمهم الله جميعًا -، ثم جهود كل من محمد قطب وعماد الدين خليل ويوسف العظم وغيرهم... هذا بالإضافة إلى جهود مباركة لعدد من العلماء الأجلاء كان معظمهم في الجامعات العربية أمثال: الدكتور شوقي ضيف، والدكتور شكري فيصل، والدكتور محمد محمد حسين، والدكتور إبراهيم السامرائي، وأنور الجندي، والشيخ علي الطنطاوي وغيرهم، ساعدت في تأصيل الوعي الأدبي والثقافي العام لدى أبناء الأمة الإسلامية
لكن المذهل في هذا الجيل الذي نجح في الدعوة إلى فكرة الأدب الإسلامي، أنه لم ينجح في طرح مفاهيم محددة وواضحة حول تعريف الأدب الإسلامي والفكر النقدي الذي يطرحه فبقيت تعريفات الرواد المختزلة على حالها، دون إضافة أو تفصيل أو تصحيح أو تعديل، يقول الدكتور صالح آدم بيلو بعد ذكره لتعريف سيد قطب للأدب الإسلامي وتعريف محمد قطب للفن الإسلامي معلقًا:
(ويكاد الكاتبون والباحثون الذين خاضوا في هذا الموضوع للوصول إلى تعريف موحد للأدب الإسلامي، لا يخرجون عن ذلك إلا في بعض ألفاظ وعبارات
ويقول الدكتور محمد زرمان: (وعلى الرغم من هذه النهضة الشاملة، التي شهدتها حركة الأدب الإسلامي فقد بقي المصطلح من الناحية النقدية في حاجة ماسة إلى الدراسة والإثراء والمناقشة والتعمق لمعالجتها معالجة علمية وموضوعية دقيقة
منقول بتصرف قلت ومازالت هوية مصطلح الأدب الإسلام في طور التشكيل وأزعم أن الأدب الإسلامي هو أدب
{ قاعدته الأوامر وسقفه النواهي وفضائه المباحات }وأتمنى من جميع الأعضاء المشاركة في الموضوع وإجاد مصطلح للأدب الإسلامي والأدب كما هو معروف مرآت المجتمع



 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص



آخر تعديل أبوعبدالله يوم 05-23-2009 في 01:04 PM.
رد مع اقتباس
قديم 05-23-2009, 06:57 PM   #2
مراقب عام القسم الأدبي


الصورة الرمزية السوقي الخرجي
السوقي الخرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي اختيار موفق




خصائص الأدب الإسلامي :
للأدب الإسلامي صفات بارزة، ومعالم واضحة يمتاز بها عمّا سواه من المذاهب الأدبية، وكلها مأخوذة من الإسلام ذاته، منتزعة منه لا من خارجه؛ لأنها هي التي تعطيه حق الانتساب إلى الإسلام، وتجيز انتماءه إليه، ومن هنا تصحّ تسميته بالأدب الإسلامي ... وهذه الخصائص كثيرة، نتناول أهمها فيما يلي من حديث :
أولاً : الالتزام العقديّ والخلقيّ :
لعل أولى خصائص الأدب الإسلامي هي أنه أدب ملتزم، وكل ما سوى هذه الصفة، فهو منبثق منها، متفرع عليها .
ثانياً : الغائبة والجدّية الهادفة :
إن الأدب الإسلامي له هدف وغاية مقصودة من ورائه، وهذه حقيقة منبثقة عن حقيقة إسلامية كبيرة هي : أن الفرد المسلم ينزّه نفسه عن أن يحدث عملاً ما من الأعمال، أو يقول قولاً ما من الأقوال ليس من ورائه غاية جادّة ، أو يتلفظ بلفظ دون أن ينظر مسبَّقًا إلى عواقبه ونتائجه، ومدى العائد عليه منه، أو هو عائد على الآخرين .
إنه يترفع أن يأتي هذا العبث المضيّع للوقت المحسوب، وأن يهدر طاقته الخلاّقة ، أو أن يضيع أوقات الآخرين من عباد الله ، ويبدد طاقتهم فيما لا خير فيه !..
ثالثاً : الشمول والتكامل :
ينظر الإسلام للنفس نظرة شاملة متكاملة باعتبار الإنسان جسدًا وروحاً معاً ، ويأخذه أخذاً شاملاً متكاملاً بكلّ ما فيه من كل جوانبه وزواياه؛ ليحدث فيه التوازن والانسجام فالسلام . وليباعد بينه وبين الصراع والتناقض .
وهو لاينظر إلى الجانب المادّي وحده بمعزل عن الروح ، فيترتب على هذا طغيان الصراعات الاقتصادية وبروزها حتى لتصير كأنها هي جوهر الحياة الإنسانية وحقيقتها ، وأنها هي المحــرك والدافع الأصيل للسلوك البشري ، وتهمل بإزاء ذلك القيم الأخرى : معنوية وروحية وأشواقًا إنسانية عليا !..
رابعًا : الواقعية :
ولا نريد بالواقعية هنا الواقعية المتعارف عليها في المذاهب الفنية الغربية ، التي تحصر واقع الإنسان في حيّز ضيّق محدود ، وتنسى الواقع الإنساني الكبير الذي يشمل حياة الإنسان كلها طولاً وعرضًا وعمقًا ، وزمانًا ومكانًا .
الأدب الإسلامي في واقعيته يرسم ما في الفرد من نقائص وعيوب وضعف وخسّة وهبوط؛ ولكن على أساس أنها شرُّ ، وعلى أنها نقائص ، لا على أساس أنها واقع وضربة لازب لا محيد عنها ، ولا أمل في الفكاك منها ، أو الارتفاع عليها .
خامسًا : الإيجابية والحيوية المتطورة :
الخصيصة الخامسة للأدب الإسلامي ، وهي مشتقة ، من الإسلام ذاته كأخواتها المتقدمات كما أسلفنا ، هي الإيجابية والحيوية المتطورة ، لا السلبية المستسلمة ؛ فالإسلام يعترف أن في الإنسان ضعفًا يجرّه إلى السقوط والانزلاق ومقارفة الآثام والمُنكَرات، ويدفعه إلى هوّة الدنايا والانحطاط ، أو يمسك به عن إتيان العظائم : "وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيْفًا"(36) .
ومن هنا تتبين لنا الحقائق التالية :
إن الأدب الإسلامي الذي نعنيه، ويدعو الداعون الناسَ إليه، هو ذلك اللون من الأدب الذي يحمل عاطفة أو نزعة إسلامية، ويعبّر ويدل على مفهوم فكري إسلامي، أو يدعو إليه .. وبهذا، فالذي يُميّز الأدبَ الإسلاميَ عن غيره من ألوان الأدب ومذاهب فن القول محليًا وعالميًا ، هو الدلالة والمحتوى ، وليس الصورة أو الشكل أو القالب ، أو اللغة التي قيل بها – وإن كانت العربيةُ هي لغتَه الأُولى والأَولى – ولا كذلك العصر الذي قيل فيه ، ولا الموقع والمكان ، ولا الظرف السياسي الذي أظلّه .
ليصير الأدب إسلاميًا ، ليس ضروريًا أن يكون دعاءً وتسبيحًا وتحميدًا واستغفارًا وابتهالاً.. وذكرًا لأنعُم الله وآلائه .. وليس ضروريًا – كذلك – أن يكون مدحًا للرسول (صلى الله عليه وسلم) , وتسجيلاً لانتصاراته وصفاته وشمائله، أو يكون إطراء ومدحًا لأصحابه الغُرّ الميامين ، وتغنّيًا بأمجاد الإسلام والمسلمين ، وإشادة ببطولاتهم وتاريخهم الماجد النبيل !..
ليس هذا وحده هو الأدب الإسلامي .. فهذا جزء من كل ... الأدب الإسلامي بحسب ما قدمناه أوسع من ذلك بكثير؛ إذ قد نجد نصًّا أدبيًا ليس فيه شيء مما قدّمنا من تلك الأمور بتّة، ونجده مع هذا أدخلَ في باب الأدب الإسلامي، وأكثرَ لصوقًا به من غيره؛ لأنه أكثر تعبيرًا عن "امتلاء النفس بالمشاعر الإسلامية" الحية الدافقة، وأدعى إلى إيقاظ نوازع الخير والطهر والجمال التي جاء الإسلام لإشاعتها في الكون ، وبسطها في العالمين...!(37)
منهاج الله قرآنًا وسنةً ، والواقع البشري الذي تمّر به الدعوةُ :
إن من مظاهر واقِعِنا اليوم أن الشعوب كلها أخذت بالنهج والتخطيط حتى أصبح علمًا قائمًا بذاته في كل ميدان من الميادين . والدعوة الإسلامية أحرى أن تنهض لهذا الأمر ليكون سببًا من أسباب قوتها ، ورباطاً من روابطها .
ولا يستطيع الأدب الإسلام نثرًا، أن ينعـزل عن سائر ميادين الإسلام . إنه مرتبط بها متصل معها، يُغذِّيها وتُغذّيه ، ويُنميها وتُنميه . وبدون هذا الارتباط والاتصال بين جميع الميادين من خلال النهج والتخطيط، سيفقد الأدبُ الإسلامي كثيرًا من خصائصه ، وقُوىً من قواه .
إنه ينعزل بذلك عن الواقع الذي يعيشه ، وينعزل عن تربيته الحقيقية وغذائه الحقيقي . وهذا الارتباط لا يتم إلا من نهج موَحّد ، وخطة واحدة، دفعتْها المواهب ، ورسمها العلم ، وأرسى قواعدَها الإيمانُ .
فميدان الدعوة والانطلاق ، وميدان التربية والبناء، وميدان الدراسات والتخصّص، وميدان الاجتماع ، وميدان الجهاد، وميدان الاقتصاد، لو عمل كلُ ميدان وحدَه منعزلاً مفصولاً لفقد كلُ ميدان خصائصه، وخسرت الدعوةُ الإسلامية الكثير الكثير من مقوماتها، وفقدت النصرَ في كثير من جولاتها .
إن هذه القضية نراها هامة وخطيرة نطرحها أمام كل موهبة ، وأمام كل مؤمن، لتأخذ دورَها الحقيقي، وليتضح لنا أن الأدب الإسلامي ليس ميدانًا معزولاً . عند ذلك يصبح الأدب الإسلامي قوة حقيقية من قوى الإسلام ، مرتبطاً بعقيدة، مغروسًا في تربة ، ناميًا في أجواء، يعطي ويأخذ، ينمو ويتطور، ويمضي إلى أهدافه. عند ذلك يحمل خصائصه الإيمانية في ممارسة إيمانية واعية وعمل صالح مبارك إن شاء الله .
عند ذلك ينمو الأدب الإسلامي ويمضي ؛ ليكون أدب الإنسان ، وحاجة الإنسان، وليكون للناس كافةً والأجيال كلها . ينمو نموًا مطّردًا يُعالج قضية الجماعة ، وقضية الأمة ، وقضية الإنسان ، تاريخًا وقصة ورواية، شعرًا أو نثرًا .
إن الأدب الإسلامي اليوم لن يتنزل من السماء، ولن تنشقّ الأرضُ فتدفعه . إنه اليوم جهد بشري، ومعاناة بشرية، إنه بحاجة إلى الموهبة والجهد والبذل . إنه لا ينهض في قوم غافلين ، ممَزّقين ، تائهين . ولن ينهض مع رايات لا تجد لها رصيدًا أمينًا في الواقع . لقد كان مرة وحيًا يتنزل من عند الله على محمد (صلى الله عليه وسلم) قرآنًا وسنة ، ليكون أدبُ الإنسانية في أعظم صوره المعجزة ، التي لايبلغها الجهد البشري ؛ ولكن الجهد البشري يستهدي بها.
هذا الجهد البشري تبذله الطاقة البشرية بمقدار ما تحمل من خصائصها الإيمانية ، وبمقدار ما تحمل من الموهبة، وبمقدار ما تجد الموهبة من رعاية وتوجيه .
إن الأدب الإسلامي اليوم لا يستطيع أن ينهض به إلا الجيل المؤمن المتميز، يصنعه منهاج الله – قرآنًا وسنة – وتصلقه الممارسة ، ليمضي في واقع لا في خيال ، وفي بذل لا في شعارات وروايات .
من هنا كان دراسة الأدب الإسلامي ضرورة من ضرورات الدعوة والإيمان ، وحاجة من حاجات الوثبة والجهاد ، على أن يكون ذلك كله على نهج مدروس ، وخط مُشرق ، وعمل مترابط، وكذلك على أن يكون عملاً طاهرًا نقيًا خاليًا من عجاج الفتن ، وقتام التناجش ، وسواد التحاسد، وحسرات التنافس . إنه عمل من أعمال الدعوة الإسلامية ، وليس من أبواب الأدب فحسب . إنه عدة من عدد الإسلام وقوة من قواه .
لذلك فإننا نعتبر هذه الدراسة ليست دراسة أدبية منعزلة عن جذورها ؛ ولكنها في الوقت نفسه دراسة دعوة ، وبحث جهاد ، وجمع عدة .
والأدب الإسلامي يُرسي قواعدَه الإسلامُ، ولا يرسيها هوى بشر، ولا رغبة متاع، ولا نزوة طامع. شتان بين أدب يقوم على قواعد تُرسيها العقيدة ، ويُرسيها الوحي المتنزل من عند الله، وتُرسيها النبوة والبلاغ والبيان، وبين أدب يخرج من تجارب محدودة وتصورات مكدودة، لتضع قواعد من عندها، تفرضها على الناس على أنها حق. ثم يأتي آخرون ينقضون هذا الذي زعم غيرهم أنه حق، فيزعمون زعمًا جديدًا، ويطرحون وهمًا جديدًا، ثم ينهض غيرهم ليزعم كما زعموا، وتمضي القافلة في جهود متضاربة متناقضة، لا تكاد تمسك بينها بشعاع من نور.
إن الأدب الإسلامي قواعده عقيدةُ الإسلام والوحي المتنزل. من هناك نصدُر أولاً من الإسلام: من القرآن والسنة، لنتلمس قواعد الأدب الإسلامي. إن المهمة ليست مهمةَ أديب فحسب، إنها مهمة المسلم المؤمن الداعية أولاً، ثم هي مهمة الموهبة المتفتحة . إنها مهمة الموهبة التي ترعاها العقيدة، ويصوغها الإيمان : الموهبة التي أسلمت لربّ العالمين . إنها مهمة أمة كذلك(38).
إن الأدب الإسلامي الذي نتحدث عنه اليوم لن ينبت من فراغ .. إنّه يُشرق في سطور القرآن الكريم، وفي كلمات المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفي كثير من الشعر العربي منذ فجر الدعوة الإسلامية وحتى يومنا هذا ، وفي النثر وفي كتابات الوعاظ وقصصهم، وغيرهم نرى الالتزام والارتباط بقيم الإسلام الخالدة(39).
فالالتزام في الأدب الإسلامي، لايقاس بالمقياس التي وضعتها المذاهب المادية الأخرى؛ بل لابد وأن ينبع الالتزام من العقيدة أولاً، ومن شرع الله عمومًا .
والأدب الإسلامي مُطالِب بأن يخط لنفسه خطأ ملتزماً متميزًا ، وأن لايخضع إلى ما تعارفت عليه المذاهب والمدارس الأخرى ؛ لأنه سيترك حينئذٍ منافذ خطرة تفجره عناصره من الداخل، وتقتل روحه قبل أن ينهض من جديد . فإنه التزام بالإسلام، والتزام بالكلمة، والتزام بالعقيدة، والتزام بالسلوك(40).
وخلاصة القول هي، أن الأدب الإسلامي أدب يلتزم بقِيَم ربانية ويدعو إليها ويبشر بها .
إن الطريق لم يزل طويلاً، والنجاحُ آتٍ إن شاء الله ؛ لأن مجتمعاتنا الإسلامية لا يمكن أن يترجم عنها بصدق إلا أدب إسلامي ، وهي بدورها لا تُفرز فنًا إلا إذا صور عواطفها ومشاعرها وآمالها وواقعها ، هذا هو المنطق ، وهذا هو الحق ، وما عداه زيف وضلال(41).
منقوووووووووووول


 
 توقيع : السوقي الخرجي

غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 05-23-2009 الساعة 06:59 PM سبب آخر: تغيير لون الخط

رد مع اقتباس
قديم 05-23-2009, 09:57 PM   #3
عضو مؤسس


الصورة الرمزية الشريف الأدرعي
الشريف الأدرعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
 المشاركات : 932 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



لي عودة إن أذن الله ولعلي ألقاكم على خير


 
 توقيع : الشريف الأدرعي

[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد
[/marq]


رد مع اقتباس
قديم 05-24-2009, 12:51 AM   #4
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي وقفة مع ...



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالله مشاهدة المشاركة
ويقول الدكتور محمد زرمان: (وعلى الرغم من هذه النهضة الشاملة، التي شهدتها حركة الأدب الإسلامي فقد بقي المصطلح من الناحية النقدية في حاجة ماسة إلى الدراسة والإثراء والمناقشة والتعمق لمعالجتها معالجة علمية وموضوعية دقيقة
منقول بتصرف قلت ومازالت هوية مصطلح الأدب الإسلام في طور التشكيل وأزعم أن الأدب الإسلامي هو أدب

{ قاعدته الأوامر وسقفه النواهي وفضائه المباحات }وأتمنى من جميع الأعضاء المشاركة في الموضوع وإجاد مصطلح للأدب الإسلامي والأدب كما هو معروف مرآت المجتمع
************************************************** ******
مقال رائع ومفيد يا أبا عبد الله , لكن لا بد له من تتميم فيما يتعلق بتعريفات الأدب الإسلامي بغض النظر عن جدة المصطلح وقدمه وضعا ,
وقفة مع تعريفات الأدب الإسلامي
طرح النقاد والمنظرون للأدب الإسلامي تعريفات متعددة لهذا الأدب، ومن هؤلاء الأساتذة : سيد قطب -رحمه الله- ومحمد قطب، وعبد الرحمن رأفت الباشا -رحمه الله-، ومحمد الحسناوي، ومحمد المجذوب، ومحمد حسن بِرِيغَش، ومحمد عادل الهاشمي، والطاهر محمد علي، ونجيب الكيلاني - رحمه الله - وعدنان النحوي، ورابطة الأدب الإسلامي.
ومن هذه التعريفات تعريف الرابطة، ونصه:
"الأدب الإسلامي هو التعبير الفني الهادف عن الإنسان والحياة والكون، في حدود التصور الإسلامي لها".
وتعريف سيد قطب - رحمه الله - :
"الأدب الإسلامي هو التعبير الناشئ عن امتلاء النفس بالمشاعر الإسلامية".
وتعريف د.عبد الرحمن رأفت الباشا - رحمه الله - :
"الأدب الإسلامي هو التعبير الفني الهادف عن وقع الحياة والكون والإنسان على وجدان الأديب تعبيرا ينبع من التصور الإسلامي للخالق - عز وجل- ومخلوقاته، ولا يجافي القيم الإسلامية".
وتعريف محمد المجذوب:
"الأدب الإسلامي هو الفن المصور للشخصية الإنسانية من خلال الكلمة المؤثرة " .
وتعريف محمد حسن بريغش:
"الأدب الإسلامي هو التعبير الفني الجميل للأديب المسلم عن تجربته في الحياة من خلال التصور الإسلامي.
وتعريف الدكتور نجيب الكيلاني - رحمه الله - :
"الأدب الإسلامي تعبير فني جميل مؤثر، نابع من ذات مؤمنة، مترجم عن الحياة والإنسان والكون، وفق الأسس العقائدية للمسلم، وباعث للمتعة والمنفعة، ومحرك للوجدان والفكر، ومحفز لاتخاذ موقف، والقيام بنشاط ما".
هذه نماذج لتعريف الأدب الإسلامي، وتجاهها نلاحظ ما يأتي:
1.كان تعريف الشهيد سيد قطب -رحمه الله- هو أشدها إيجازا وتأطيرا، وقد يرجع ذلك إلى أنه كان يوجه أغلب جهوده للإبداع.
2.تعريف الأستاذ بريغش هو التعريف الوحيد الذي اشترط صراحة أن يكون المبدع الإسلامي مسلم الديانة، وهذا لا ينفي أن "إسلامية" المبدع مفهومة ضمنا من أغلب التعريفات السابقة.
واشتراط "إسلام المبدع" صراحة هنا تحسم الحكم في الإبداع ذي المواصفات الإسلامية الذي يصدر من غير المسلم، ويمكن تسميته بالأدب المحايد، أو أدب الفطرة السوية.
3.يكاد يكون تعريف الدكتور رأفت الباشا هو أعمر بالاهتمام بالجانب الوجداني أو التأثير العاطفي للموضوع الأدبي: فالأدب الإسلامي تعبير عن (وقع) الموضوع على (وجدان) الأديب، ومن ثم لا يكفي مجرد التصوير، ولو كان جماليا؛ فشخصية الأديب، وتوهجه الوجداني -كما يظهر من التعريف- لها أهمية كبرى.
4.يبدو تعريف الأستاذ المجذوب غير جامع، إذ قصر موضوع الأدب الإسلامي ومهمته على "تصوير الشخصية الإنسانية" لأن موضوع الأدب الإسلامي يتسع له الوجود كله بما فيه ومن فيه.
5.جاء تعريف الدكتور الكيلاني -رحمه الله- وافيا لأنه مزج ببراعة بين التعريف، وسمات الأدب الإسلامي وأهدافه النفسية والفكرية والتربوية في سبيكة واحدة بإيجاز واضح بارع.
ومع ذلك نجد هذه التعريفات -أو أغلبها- تلتقي في العناصر والنقاط الآتية:
1.إطلاق التعددية الموضوعية: فهي لم تنص على موضوعات معينة يختص بها الأدب الإسلامي دون غيرها، لأن الأدب الإسلامي بتصوراته يفتح كل الآفاق ليأخذ منها موضوعاته - من إنسان وحيوان وحياة، ووجود شهود، ووجود مغيب.
2.إطلاق تعددية الأشكال التعبيرية، أو ما يسمى بالأجناس الشعرية والأدبية: من قصة، ورسالة، وخطبة، ومقالة، وقصيدة غنائية، ومسرحية، وملحمة... الخ.. فليس هناك شكل أدبي يحرمه الإسلام ما دام لا يتعارض مع قواعد الدين، والخلق.
3.التصور الإسلامي: فالرؤية الذاتية، والتجربة الشعرية الصادقة هما مدد الإبداع، ولكن بعيدا عن العبثية، وكل أولئك يجب أن يسترفد روح الإسلام، ملتزما أبعاده ورؤاه.
4.التعبير الفني المؤثر: فالمضمون الطيب الذي يمثل التصور الإسلامي الراقي لا بد أن يعرض في قوالب لفظية آسرة، ولنا في الأسلوب القرآني المثل الأعلى، وهو الذي وظف ألفاظا متعددة للتعبير عن الجمال، ومن ذلك: الجمال والحسن والبهجة، والنضرة والزينة.. كما أشار إلى بعض وسائل التجميل: كالحلية، والريش، والزخرف.. كما استعمل ألفاظا أخرى للتعبير عن آثار الجمال، منها: السرور، والعجب، ولذة الأعين.. الخ.
ومما سبق نرى أن هذه التعريفات تلتقي كلها في "الأساسيات" حتى يكاد الخلاف بينها يكون لفظيا - كما يقول النحاة - ولا شك أن توالي "إبداعات" الأدباء الإسلاميين يدل على نجاح هذا التنظير ، كما يعمل - من ناحية أخرى- على تطوير التعريف والتنظير.. فالعلاقة بينها علاقة "مفاعلة " هدفها الوصول إلى الأفضل والأرقى.
بقلم الدكتور / جابر قميحة
منقول





 
 توقيع : م الإدريسي

قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).


رد مع اقتباس
قديم 11-15-2009, 07:34 PM   #5
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 10-28-2024 (10:35 AM)
 المشاركات : 1,680 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مصطلح الأدب عند العرب



اساتذتي وإخوتي الأكارم السوقي الخرجي , الشريف الأدرعي , م الإدريسي أشكر لكم تواجدكم وإضافاتكم على الموضوع والتي أتمت بعض القصور الذي يصاحب كل عمل إنساني
لكم كل الشكر والتقدير


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع