العودة   منتديات مدينة السوق > نعــــــــي وتعازي

نعــــــــي وتعازي هنا ننثر أحزاننا ونخلد من فاقرتنا أجسادهم وبقي طيف حبهم يكلل سمانا

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-09-2017, 12:22 PM
مشرف منتدى الحوار الهادف
أبوعبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 فترة الأقامة : 5830 يوم
 أخر زيارة : 11-18-2024 (09:50 AM)
 المشاركات : 1,680 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أبوعبدالله is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي وفاة الشخ العلامة الجليل العتيق بن الشيخ سعد الدين السوقي الادريسي



وفاة الشيخ . العلامة الجليل الفقيه المفسر المؤرخ المسند التقي الصالح السيد الشيخ/ العتيق بن الشيخ سعد الدين...أسبغ الله عليه رحماته وثبته
من لا يسع المجلد ترجمته الشريفة فكيف بكلمات..
إنا لله وإنا إليه راجعون
عزائي للجميع.

"الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين"

اسمه ونسبه: هو/ محمد العتيق بن الشيخ سعد الدين بن عمار، ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي ـ رضي الله عنه .
وأبوه هو الشيخ سعد الدين علامة كبير، مفسر مشهور ،التفَت حوله مجالس العلماء لأخذه عنه .
أسرته: أسرة دين وعلم وفقه وصلاح منذ قرون.
ميلاده : ولد ـ حفظه الله ـ عام 1340هـ تقريبا
قبيلته: (كل تجللت ) وهي من أهم القبائل في "آزواد" التي احتفظت بالعلم درسا وتدريسا وتوجيها وإرشادا طيلة خمسة قرون.
*****
شيوخه ومكانته العلمية:
لا نستطيع هنا أن نحصر من استفاد منهم شيخنا في أطوار تعلمه، فقد علمت أن أباه علامة كبير يغص مجلسه بالعلماء الكبار والطلاب ذوي النهمة البالغة في طلب العلم.
وكذلك كانت قبيلته "كل تجللت " من أشهر القبائل في صحراء "آزواد" في خدمة العلم، وكذلك أبناء عمه من القبائل الأخرى، وأخصهم به مجالسة ومذاكرة علماء "كل تبورق"وكذلك أخواله"كل تكرتن" فهم معروفون أيضا بالعلم وخدمة الفقه المالكي،وكذلك من يفد على مجتمعه من العلماء من علماء "كل أسوك" وكنتة" و"إجلاد" و"ضوسهاك" وبالضروري أن يستفيد من هؤلاء ويستفيدوا منه،ولكن إذا رجعنا إلى من يصح أن يطلق عليه أنهم من شيوخه فأخصهم الأجلة التالية أسماؤهم وهم:
1ـ أبوه العلامة:سعد الدين بن عمار ت(1371)هـ هو شيخه الذي لازمه وأخذ عنه كل ما يؤخذ ببلده درسا وإجازة.
2ـ الشيخ العلامة:حمدا بن محمد ت ( 1389)هـ من (كل تجللت)و هو من بني عمه الأدنين،كان ملازما لأبيه، وقل كتاب يدرس في "آزواد" إلا وأخذ عنه منه درسا.
3ـ الشيخ العلامة:المحمود بن الشيخ حماد ت (1407)هـ من (كل تبورق)ذكر في ترجمته في الجوهر الثمين أنه "أخذ عنه جمع الجوامع لابن السبكي إجازة ، ثم أخذ عنه نظمه له رواية ، وانتفع بدروسه وأبحاثه ومؤلفاته من سائر الفنون .
4ـ الشيخ العلامة: محمود بن محمد الصالح ت (1370)هـ من (كل تجللت)وهو من بني عمه الأدنين، وقد لازمه واستفاد منه كثيرا.
5ـ الشيخ العلامة حميد بن عبد الرحمن ت (1371)من (كل تكرتن) فقد أجازه في الإفتاء .
6ـ الشيخ العلامة عيسى القاضي بن تحمد ت (1405)هـ تقريبا من (كل تبورق)إجازة بجميع مروياته ومسموعاته.
مكانته العلمية: إن الكلام على مكانة الشيخ العلمية تستدعي طولا،وتكلفنا جهدا كبيرا وقراءة متأنية لذخيرته العلمية المباركة والتي تناولت بالتأليف كثيرا من مسائل العلم من مختلف الفنون، وسيأتي سرد مؤلفاته .
فشخصيته العلمية ـ كغيرها ـ من جوانب شخصيته تستحق دراسة جامعية عالية،ومؤلفاته كثيرة تأتي في مسردها ، ويمكن أن نعرج هنا قليلا على نقاط تستحق كلا منها بحثا شاملا ..
أولا :الشيخ مع القرآن : كان الشيخ حفظه الله تلاء للقرآن،حالا مرتحلا فيه، وكان لايفتر عن قراءته طوال الليل والنهار،و قد أخذ تفسيره عن والده باللغة الطارقية في مقتبل عمره،ولم يزل كذلك دأبه يتفهم معانيه، وقد فسره مرتين على أشرطة الكاسيت، وانتفع الناس في بلده بذلك.
ومن كان قريب الصلة بمؤلفات الشيخ واستدلالته بالقرآن يدرك أن استنباطاته في القرآن عميقة عمق صلته به.
ثانيا:الشيخ مع الحديث سندا ومتنا، كان الشيخ ـ حفظه الله ـ من رجال الحديث سندا ومتنا، فقد جمع كثيرا من نوادر كتب الحديث وعكف عليها،وكانت مكتبته من أثرى المكتبات في "آزواد" قبل أن دمرت في وادي الشرف شمال الشرق لمدينة (غاو) عام 1415هـ
ثالثا:الشيخ مع الفقه :كان الشيخ ـ حفظه الله ـ موسوعة في الفقه المالكي، وكانت تنتهي إليه النوازل والمسائل العويصة في بلاد "آزواد"،وقد أجيز في الإفتاء والقضاء ، وممن أجازه خاله العلامة حميدي بن عبد الرحمن من (كل تكرتن)والعلامة متال بن الأمين من (كل تجللت) وله مؤلفات وفتاوى كثيرة، وتميز طرحه فيها بالتحرر من التقليد المذهبي فهو يدور مع الدليل حيثما دار، بل ينتهي حيث أنهاه فهمه للدليل وبمعونة فهومات من قبله من العلماء في الصدد ذاته، وقد نال التصدير العلمي من أشياخه حيث انضم إلى مجالسهم وهو صغير في السن لكنه كبير في العلم، فأخذوا يعتدون بقوله،ويستطلعون رأيه في النوازل، ويشاركهم في بت أحكام القضاء في منطقتهم حتى كان منتهى النوازل الفقهية في بلده، يختصم العلماء إليه لرفع النزاع بينهم في المختلف فيه، فضلا عن عامة الخصوم،وكلما انتهت إليه المسألة وقال فيها بقوله ارتفع النزاع ؛ وذلك لثقة الناس بعلمه ودينه، وكان مجتهدا ـ كما عبر به عن نفسه ـ في قصيدته التي وجهها للعلامة سيدي محمد (سيدي حم)بن بادي الكنتي في شأن الحج في الطائرة متحدثا عن الاجتهاد وقلة أهله فقال هو عن نفسه متحدثا عن الاجتهاد وأهله (من ذاك القليل بحمد الله فاقتد بي،)
رابعا:مع علوم العربية: من نافلة القول أن نذكر تبحر الشيخ العتيق في علوم العربية، فهذا العلم من العلوم التي يتبحر فيها من دون مرتبة الشيخ في العلم من الآزواديين فكيف بمثله؟
خامسا:مع التاريخ: يعتبر الشيخ موسوعة فيما يتعلق بتاريخ "آزواد"، وقد صارت مؤلفات الشيخ من أهم المرجعيات لأهل المنطقة،ومن أهم مؤلفاته في التاريخ :موسوعته الشهيرة عند طلاب العلم في آزواد (الجوهر الثمين في تاريخ صحراء الملثمين ومن يجاورهم من السوادين )
وبالجملة فالشيخ علامة في علوم الشريعة والعربية وتشهد مؤلفاته وآثاره بذلك، ولو أخذنا نتحدث عن شخصيته في كل فن لطال بنا الحديث .
تلامذته:
:له تلامذة أجلاء من أشهرهم عند طلاب العلم الآزواديين:
الشيخ العلامة محمد الحاج بن محمد أحمد ت 1423هـ ـ رحمه الله ـ درسا وإجازة.
الشيخ العلامة زين الدين بن أنار ـ حفظه الله ـ إجازة.
الشيخ العلامة آمدي بن حمدا ت 1431هـ درسا وإجازة.
الشيخ العلامة المبارك بن محمد ـ حفظه الله ـدرسا وإجازة.
وغيرهم كثير.
أخلاقه وبعض صفاته الشخصية :
كان مهيبا، لايخاف في الله لومة لائم،أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر، صالحا مصلحا ، محبا للمسلمين، متوددا إليهم، منقطعا إلى عبادة ربه بشكل قل له نظير،لايقطع قراءة القرآن ليلا ونهارا إلا بالكلام في العلم أو لطارئ من ضروريات الحياة.
مكاتباته العلماء والشخصيات البارزة :
للشيخ مكاتبات مع أهل العلم في كثير من الأمصار الإسلامية:
في السعودية :كاتب الإمام عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في بعض المسائل المختلف فيها، وكاتب الشيخ محمد بن عبد الله السبيل إمام الحرم، وكاتب الشيخ حماد الأنصاري ـ رحمه الله ـ وكاتب الشيخ إسماعيل بن الأنصاري ـ رحمه الله ـ وكلاهما أجاز الشيخ وأجازه في مروياته ومسموعاته .
في موريتانيا :كاتب العلامة محمد بن أبي مدين صاحب "الصوارم والأسنة في الذب عن السنة، وقرظ كتابه هذا، وكاتب الشيخ الإمام بداه البوصيري ـ رحمه الله ـ المفتي العام في موريتانيا ، وتبادلا إهداءات مؤلفاتهما، وكاتب الشيخ أحمد ولد المرابط ـ حفظه الله ـ المفتي العام لموريتانيا حالا، وبينهما ود،وكاتب مؤرخ موريتانيا الشهير المختار بن حامد الديماني ت 1400هـ ـ رحمه الله ـ في أمور تأريخية.
في آزواد: كاتبه الشيخ السيد إنتال بن الطاهر ـ رحمه الله ـ شيخ قبائل أضغاغ ،وكاتبه العلامة فاضل بن الحسن ـ رحمه الله ـ أحد كبار علماء الإسحاقيين،وكاتبه بز بن هسب،شيخ الفلان ـ رحمه الله ـ من أهل هوسا فلان، وكاتبه العلامة محمد محمود بن القاسم الجعفري ـ رحمه الله ـقاضي "منكا" سابقا وغيرهم كثير .
من ثناء العلماء عليه:
نال الشيخ من ثناء العلماء الكثير، ولا زال كذلك يتردد الثناء مع اسمه.
فممن أثنى عليه:
ـ الشيخ العلامة: إغلس بن محمد بن اليماني ت (1395)هـ في قصيدة يحرض فيها على التعليم ويندد بالجهل وآثاره فقال:
ما بذا ساد يوم ساد (عتيق)***بل بفكر في الأمهات أشاعه
ـ الشيخ العلامة الفتى بن محمد أحمد ت 1406هـ يتحدث عن دار بناها الشيخ المترجم .
إن أتاها جاهل مستغرق ... قام بالفور لإنقاذ الغريق
أو أتاها سائل نال المنى ... أو أتى عطشان أسقاه المذيق
أو أتاها عاقل زاد النهى ... أو أتى الزائر فالوجه الطليق
يرتع العالم في روضاتها ... إثر ترحيب وتسليم أنيق
حي في عفو وفي عافية ... فاعلا في كل أمر ما يليق
ـ الشيخ العلامة محمد العاقب السوسي من علماء مدينة (سيغو) في مالي يتحدث عن السوقيين في قصيدة وجهها إلى والدي محمد الحاج بن محمد أحمد ـ رحمه الله ،
وكفاهم فخرا وعزا مثابتا...هذا (العتيق) بفنه المتكاسف
ذو الفرع والأصل الأصيل وحافظ...ومحدث يقفو سبيل السالف
هو مهتد هو مقتف هو مقتدى...وعلى حدود الله عين الواقف
صعب المشاكل إن دجت ظلماءها...فيحلها من ظاعن أو عاكف
ما إن له هم بزهرة ذي الدنا... ويرى السراب شرابها كالزائف
إن كان غر الغرّ با طلها فذا....داعي الهدى لم يستمل بزخارف
ـ الشيخ العلامة المحمود بن يحيى ت (1406)هـ من (كل تبورق)في معرض الثناء على بعض قبائل السوقيين يذكر أجلة يثنون عنهم فقال :
والسيد القاضي العتيق بفضلكم*** أفتى وسلم عَنْ وحَبَّ الماهر
ـ الشيخ العلامة محمد الحاج. ت (1423)من(كل تجللت) قال عنه في تعليقاته على كتابه الدر النضيد فيما لدي من الأسانيد: ( كان عالما جليلا ، وفاضلا نبيلا، له مؤلفات تدل على تبحره في العلوم الشرعية النحو والصرف وعلم البيان والفقه والأصولين وعلم التاريخ )
ـ الشيخ العلامة زين الدين بن أنار ـ حفظه الله ـ على بعض مؤلفاته، وكان مماذكر فيه في وصفه مستشهدا "
ولايلين لغير الحق يمضغه ***حتى يلين لضرس الماضغ الحجر
من أعماله ومناصبه:
ـ رئيس للجمعية الإسلامية بمدينة (غاو.)
ـ قاض في منطقة غاو،فقد حدثني أنه أعطاه والي(غاو) في حدود 1413هـ وثيقة بأن قضاءه ـ نافذ في منطقة آزواد قبل استقلالها، وأنه لا أحد يتعقبه.
ـ سيد لقبيلة "كل تجللت"
ـ نائب الأمين العام بجمعية البر والدعوة إلى الدين الحنيف بقرية وادي الشرف.
ـ مؤسس "مدرسة النجاح والفلاح بقرية وادي الشرف"
ـ مؤسس معهد الإمام مالك بن أنس الإسلامي بنفس القرية.
من دوره الإصلاحي:
ـ رئيس لوفد أهل العلم الذين ابتعثتهم "جمهورية مالي" للمفاوضات مع الآزواديين في اتفاقية "تمرست"
ـ حضر مجالس الإصلاح في (تَرْكَنْتْ) وفي (جوسِي) وفي (جَبَقْ)في التسعينيات.
ـ رئيس لمؤتمر العلماء الذين عينتهم الحكومة المالية في بلاد "آزواد" للإصلاح بين قبائل "كناتة" من جهة و"قبائل عربية أخرى" من جهة أخرى
*****
رحلاته:
رحلاته:شملت كلا من "المملكة العربية السعودية" و"موريتانيا"و"العراق" والجزائر "،وغيرها،وقد لقي فيها كثيرا من أهل العلم ، والدولتان الأخيرتان زارها مبتعثا من جمهورية مالي .
من مؤلفاته وفتاواه :
1ـ الجوهر الثمين في تاريخ صحراء الملثمين ومن يجاورهم من السوادين
2ـ نصيحة المتوسط والغالي من طوائف جمهورية مالي
3ـ القول المفيد، في تحديد الإشراك والتوحيد
4ـ تحرير أقوال الأواخر والأوائل في منع إطالة الركوع للداخل
5ـإتحاف الحواضر والبوادي، بحل مشاكل الشيخ ابن بادي.
وموضوعه الجواب عن شبه من منع السفر إلى الحج في الطائرة، والحث على السفر إلى الحج عليها، ويقع 23ص.
6ـ جواب عن أسئلة وجهها إليه واحد من طلبة تنبكتو اسمه محمود بن محمد دب بن المرحوم فراح سيدي الإرواني، ويقع الجواب في 8ص.
7ـ- جواب للشيخ الناجي بن محمود الموريتاني، سماه: مصباح الداجي في حل مشاكل الشيخ الناجي.
وموضوعه: سوال عمن أتلف ثوراً لغيره، فأعطاه بقرة، فقبلها، ثم قام مهلك الثور فأراد أن يأخذ البقرة بحجة أن الذي ترتب في ذمته لصاحب الثور قيمته من الفلوس، لا البقرة، فقواه بعض العلماء في ذلك، فكتب إلينا الشيخ الناجي في ذلك، وذلك الجواب يقع في 33 ص.
8ـ- ومنها: جواب لعبد الله بن عمر الجنهاني، في شأن الأوراق، والفلوس المتعامل بها في العالم.
وهو يقع في إحدى عشرة صفحة.
9- ومنها: تجويد العبارة في زكاة الأوراق المالية وعروض التجارة. ويقع في 23ص.وهو جواب للشيخ باي بن محاح من أهل أَضْغَاغْ، الساكنين في أرض (كِدَالْ).
10- ومنها: رسالة التوسعة على الأمم بإباحة الخطبة في الجمعة بلغة العجم، وتقع في 33ص
9- جوابه للسيد إنْتَالَّ بن الطاهر في وجوب الجمعة على قرية كِدَالْ.في ورقتين
11- جوابه لأُكّا بن المصطفى عن إقامة الجمعة في مسجد جديد بقرب مسجد قديم.
ويقع في أربع ورقات.
12- وجوابه للأمير إنْتَالَّ في مسألة الاعتماد على الراديو في الصوم والإفطار.
13- وجوابه عن الإحرام من جدة،وهو مسألة خلاف، وقال فيها بجوازه، ويقع في ورقتين
14ـفتح اللطيف في جمع ما وجدت من سلاسل النسب الشريف أي في بلده.

كتب الترجمة تلميذه / أحمد محمد بن محمد الحاج





 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص


رد مع اقتباس
قديم 02-09-2017, 12:36 PM   #2
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 11-18-2024 (09:50 AM)
 المشاركات : 1,680 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: وفاة الشخ العلامة الجليل العتيق بن الشيخ سعد الدين السوقي الادريسي



ما لا يدرك كله:( مرثية شيختا العلامة العتيق بن الشيخ سعد الدين ـ رحمه الله ـ)
بقلم تلميذه/ أحمد محمد بن محمد الحاج الحسني
ــــــــــــــــــــــــ
شَيبيْ، أقِلْ من عِثارِ اليتمِ في كِبَري؟!
أهمسْ بأذنكَ أنْ ذهِ من الكُبَرِ
فلم أمِزْ بين حزن الشيبِ، وا أسفِي
وبين حاليَ، لو يُتِّمتُ في الصغرِ!
ألم يكنْ دمعيَ المدرارُ منحدراً
في رحلةٍ، لم يزلْ فيها على سفرِ؟!
فإن أكن في ربيع العينِِ هاطلةً
فإن قلبيْ بقيظِ الحزنِ في صفَرِ
والدمعُ ماءٌ أرقَُ في سلاستهِ
وحرُّه وقعهُ شرٌّ من الشرَر
وكلما اهتاجت الحمَّى، تأوَّبُني
بين الضلوعِ، حسبتُ القلب من سقرِ
أمن مرارتها أمْ من حرارتها
أخوضُ في مدمعي الفياض كالنهَرِ؟!
وإذ غرقتُ، فلا تعبثْ؛ أتنقذني؟!
ولا نجاةَ لمن أصمتْ يدُ القدرِ
وإن قحطتَ، فمُدَّ الكفَّ مستقياً
أغثكَ؛ إذ في عيوني وابلُ المطرِ
بحران يلتقيان، ليس نزحهما
سهلاً، ولا كالمَعِين الغوْرُ من غُدَر
وهل رأيتَ سيولاً في نقاوتها
مثلَ الدموعِ؟ أصفوٌ بعد ما كدر؟ِ
ولا غرابةَ أن الغيثَ أنزِلُهُ
والنارُ تكمنُ بي، كالنارِ في الشجَرِ
ولو بكيتَ زماناً ما وفيتَ لهُ
فاستنقِ نفسكَ، أو فاستبق من بصرِ
ولو أردتُ بكيتُ الدهرَ أجمعَه
حتى أعفّي رسومَ النُّورِ بالعوَرِ
أين التجلدُ مني؟ ماتَ من أسفٍ
وقد تفجّرُ عينُ الماءِ من حجرِ
وما التغنّي بهذا الشعرِ ينفعُني
إلا كشدو الطيور الشجوَ في الوُكر
وما شكوتُ زماني في تقلبهِ
فكيف أشكوهُ في أجري ومصطبَري؟!
ولم أزلْ راجياً في كلّ فاجعةٍ
بشارةَ اللهِ في آيٍ وفي سُوَرِ
بعضُ المصائب في بعض النفوس لها
ما ليس للقلبِ بالصمصامةِ الذكَرِ
ولم نصَبْ في الحياة، لا نصابُ بمن
كمثل أحمدَ صفوِ صفوةِ الخِيَرِ
ولم أشُكَّ بأنَّ الموتَ يرزأني
برَوْح روحي، ولكني على حذرِ
ولا أرى أسفي إلا سيلزمني
مثلَ الطبائعِ، إذ ركبن في الفِطَر
هي المصيبة، تستقصي البقيةَ من
سر السرور، فما أبقتْ ولم تذر
ليت اللسانَ الفتيق لي، فيندبُ بي
شيخي العتيقَ،ولا ألفيهِ في حصَرِ؟!
وليت ذهني يمدُّ النطقَ عن عجلٍ
فيرتوي حين إذ أرويهِ من فكري
فليروِ عنيَ، عن قلبي حديثَ أسىً
في مسلكِ السمع مثلَ الوخزِ بالإبَرِ
ففقده في الزمانِ، لا أشبههُ
إلا بمثلِ ظهورِ الخسفِ في القمرِ
أو فقدُ جسمٍ سليمٍ طعمَ صحته
والجسمُ للروحِ، أو كالعود للثمرِ
أو العيون إذا أغضت على رمدٍ
أو لم تنلْ كَحَلاً بنعمةِ النظرِ
شيخٌ، إمام، جليلُ القدر، ترجمةٌ
عظمى، تقل لها الأمثالُ في السيرِ
قد عاش ما عاش قرناً في استقامتهِ
والاستقامةُ خيرُ الزادِ في العُمرِ
فخشيةُ الله كانت حشوَ بردتهِ
لم تلهه بُشَرُ عن صيحةِ النذُر
ولم يخفْ في حقوق الحق لائمة
هيهاتَ، بل كان في ذات الإلهِ جَرِيء
ولا يلينُ لغير الحق يتبعهُ
حتى تلينَ لضرسٍ مَضغةُ الحجَرِ
سيماهُ في وجهه النورُ المُشِعُّ كما
شعّ الضيآ عند كشف الشمس للخُمُر
ولم أرَ الشيخَ إلا في ابتسامتهِ
كأنما طبعتْ في وجههِ القمري
ولم يزل تاليَ القرآنِ مدّكراً
يحُلّ يرحلُ في الآصالِ والبكَرِ
بل كان يحيي الليالي، في تدبرهِ
وفي تدرُّبه فيها على السهرِ
في ليلةٍ زرتُه، كابنٍ لوالدهِ
فقال: ليلي خديمُ الذكر لا السمرِ
فعمرهُ في تلاوةِ القرآن مضى
كالمسكِ يرشحُ في أخلاقهِ الغُرَرِ
فلم تزعزعهُ أيامُ الزمانِ على
ما يستكنُّ بها دوماً من الغِيَرِ
أخلاقُه جَنّةٌ، بالوردِ يغرسها
كعودِها الخضِرِ الزاكي لنا النضرِِ
لولا سماحتُهُ ذبنا لهيبتهِ
إذ كان كالأسدِ الضرغامِ، لا النمِرِ
لكن يُقرِّبُنا حتى يَقَرَّ بنا
عيناً، ويألفنا كالروض للزهَر
أين الجبالُ الرواسي في الوقار، وفي
ثباته؟! بل وأين الزفْرُ من زُفَرِ!
تواضعُ العلماءِ نهجُ مدرسةٍ
فلا ترى فيهمُ للكِبْرِ من صعَرِ
ولم تكن هذه الدنيا وزهرتها
إلا كمثل لَقىً - كالظلفِ - محتقَر
ولا يميل لها والمال زينتُها
والألفُ في العدِّ عند الشيخِ كالصِّفَر
صحبته ولداً، يا حسنَ تربيةٍ!
- لو صرتُ أهلاً - فلم يلُمْ ولم يثُرِ
ورب ثوبٍ من الإكرام ألبسني
لفظاً ومعنى، فما أغلاه من حِبَر!!
إن لم أكافئْ فقد حاولتُ مجتهداً
ولا أكافئ فيضَ اليمّ بالدِّرر
في عمقه الجمّ، أجرِ الفلك آمنةً
من الرياح، ففيه معدنُ الدُّرَرِ
كهفُ الفتاوى، إليه يلجأون إذا
جدَّ التنازعُ في بدوٍ وفي حضرِ
وقوله الفصلُ، (قد قال العتيق) كفى
في كل نازلةٍ ضاقت عن النظرِ
وكم به أصلح الله الشقاقَ إذا
ما طار في الناس شرٌّ جدُّ مستعِر
شيخ الشيوخ، ومرقاة الشموخ، على
عمق الرسوخ، حميدُ الورد والصدَر
موسوعةُ العلم، ليتي أن أنالَ بها
في بعض خدمتها بِرّي ومفتخَري
آثاره غنيةٌ للطالبين، كما
في ( الجوهر) الفرد، ذو بالفائداتِ ثري
آثاره، الحسنُ بادٍ في شمائلها
ولم يلِتها سوى أني من الأثرِ
يا كم يشرفني ما قال في ملأٍ
وخط لي، أنتَ من كل العقوق بري،
أحيى به اللهُ من مجدٍ ومن شرف
ما كان يحيى بنفخِ الروح في الصور
وأمةً كان فينا الشيخ مدتَهُ
هيهاتَ لم يك في ذاتٍ بمنحصِرِ
علمٌ وحلم وإحسان وتربيةٌ
إن السيادة كم تحتاج للأطُرِ
وبالأبوة ألحقَ البنوةَ في
برٍّ، فكان بحق حليةَ الأسَرِ
وعمدة الرفع كان، وهو فاعلُه
وفي ندى كفه بُشرى لمفتقرِ
وخُلقه الأبويُّ في تحنُّنه
من خَلقه النبويِّ الطاهر العطِرِ
مثال تقوى، فلا تقوى منازلُها
أما السلوكُ، فبَكريٌّ أو العُمري
وللثناء بأذن العصر مرثية
لو كلّ وكّل عنها ألسُنَ البشرِ
خلافة الشيخ عبءٌ في جسامتها
ينوء بالعصبة الأقوى من النفَرِ
فكم سيرهقنا في قفو خطوته
فالرأي في الفقه كالنعمان أو زفرِ
وحيثما أظلمت في الناسِ نازلة
أضاءها بشعاع رأيه البصري
أوهددت بفناء الحي نائبة
يبدد النفس في إزالة الضرر
أو راعنا طارقٌ في جنح مُظلمةٍ
أهان في حقه كرائم البقرِ
بل كان فينا كمرآة القرون مضت
فيها الجدود القِدى كالأنجمِ الزهُر
قد عاش يحمل منهمْ كل مأثرةٍ
حملَ البوازل ذاتِ الأيدِ للوقرِ
شم العرانين، أبطال المسائل إن
جدت جيادُ الوغى في مهمهِ الطُّرر
وقد بنى مثل ما شاد الأولى ذهبوا
بنايةَ الفخر، فوق الأسِّ والحجر
إن لم نكن هكذا، فلم نكن خلفا
لسالف زاننا في خالف العُصر
رزء عظيم ترقبنا على مضض
من قبل، والموتُ فينا شر منتظَرِ
حتى ألمَّ بنا فهدّني أسفاً
ما بين منبترٍ مني ومنكسِرِ
فليثو في القلب مني، فهو مسكنه
حيا،و إذ مات فهْو خير مقتبَر
أسقيه من عبراتي كل ساريةٍ
إن عبَّرتْ عبَرتْ لشاطئ العِبَر
كفنته بمشاعر الحبيب على
نأيٍ، وبالثوب من نسج الحرير حري
كفنته بغوالٍ من غلائل في
فقر، أعانيه في بلاغة الفقَر
أرشُّ دمعيَ ودقا فوق تربته
يسحُّ ما بين منهلٍّ ومنهمر
إن جفّ - لو جف مني - فالشئون لها
شأنٌ، سيسقي البناء بالدمِ الهدَر
يكفي الدنية ذلا في حقارتها
أن بات في حفرةٍ، والسقفُ بالمدرِ
فهنئ الأرضٍ أن قد وتِّدت جبلاً
ففي الثرى تحتها هناكَ أيٌ سري
وعَزّها في رحيل عِزّها وأطلْ
فإن في فقده بلاء مختبر
لكن أرجِّي له الرحمنَ خالقنا
أن سوف يسكنهُ الجناتِ في سُرُر
يارب أسكنه قصراً غير ذي صخب
وفي جوار النبي المصطفى المضري
في رفقةٍ من رفيق الرشد يقدمها
شيخ الشيوخ أبو بكر إلى عمرِ
هذا العزاء لنا طرا، ويجمعنا
جمع القرابة والأرحام للزمرِ
ويجمع العلمآ والطالبين ومن
حق العزاء له في المُفزِعِ الخبرِ
أستغفر الله، ما أديت واجبه
من الذهول، فذي من أكبر الكبر
ولا تظنن أن اليتمَ يمنعني
فالشيب تشعلهُ نوائب الكُبَرِ


 

رد مع اقتباس
قديم 02-12-2017, 03:18 PM   #3


الصورة الرمزية أبو حفص السوقي
أبو حفص السوقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 103
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 العمر : 37
 أخر زيارة : 07-23-2017 (09:56 PM)
 المشاركات : 622 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: وفاة الشخ العلامة الجليل العتيق بن الشيخ سعد الدين السوقي الادريسي



إنا لله وإنا إليه راجعون ، نسأل الله للفقيد الكبير الرحمة والغفران وجنة الرضوان ولنا ولكم ولكل أهل أزواد جميل الصبر والسلوان ، وعظم الله أجركم وأجرنا في هذا المصاب الجلل


 
 توقيع : أبو حفص السوقي

صدق من قال :
وما من كاتب ٍ الا سيفنى ... ويبقى الدهر ما كتبت يدااه ٌ
فلا تكتب بخطك غير شيئ ٍ ... يسرك في القيامة ان تراه ُ
أبو حفص محمد بن أحمد بن حمدو بن البساطي الإدريسي الأضغاغي


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فهرسة الأعلام المرقمة في منتدى التراجم الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 2 06-23-2015 12:34 PM
89. زين الدين / حماد بن محمد الصالح الأنصاري التكيراتي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 2 06-08-2014 08:47 PM
مؤلفات السوقيين عبدالحكيم منتدى المكتبات والدروس 19 03-27-2014 10:39 AM
17.أحمد بن الشيخ بن أحمادُ الإدريسي الجلالي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 0 03-18-2014 02:32 PM
الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين ـ ترجمة مختصرة ـ الشريف الأدرعي منتدى الأعلام و التراجم 12 06-05-2012 11:51 PM