إتمام نعم الله العظام على المرأة بحماية حقوقها

جمانة مجوهرات اللجين المهداة للمسلمة المخاطبة بآية: ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين.

قال الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى:
يدل على أن النساء يجب عليهن أن يسترن أرجلهن أيضا، وإلا لاستطاعت إحداهن أن تبدي ما تخفي من الزينة، وهي الخلاخل، ولاستغنت عن الضرب بالرجل.
ولكنها كانت لا تستطيع ذلك، لأنه مخالفة للشرع مكشوفة.
ومثل هذه المخالفة، لم تكن معهودة في عصر الرسالة، ولذلك كانت إحداهن تحتال بالضرب بالرجل، لتعلم الرجال ما تخفي من الزينة، فنهاهن الله تعالى عن ذلك.
وبناء على ما أوضحنا، قال ابن حزم...
هذا نص على أن الرجلين والساقين مما يخفى، ولا يحل إبداؤه.

الترصيع
قال الألباني ـ رحمه الله تعالى: ويشهد لهذا من السنة حديث ابن عمر رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقالت أم سلمة: كيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبرا، فقالت: إذن تنكشف أقدامهن، قال: فيرخينه ذراعا، لا يزدن عليه.
حديث حسن صحيح.
قال الألباني وفي الحديث رخصة في الإزار، لأنه يكون أستر لهن، وقال البيهقي: وفي هذا دليل على وجوب ستر قدميها.

ترصيع الترصيع:

قال الإمام الألباني ـ رحمه الله:
وعلى هذا جرى العمل من النساء في عهده ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما بعده...
وترتب عليه بعض المسائل الشرعية، فقد أخرج مالك وغيره عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أنها سألت أم سلمة زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت: إني امرأة أطيل ذيلي وأمشي في المكان الاقذر؟
فقالت أم سلمة: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: يطهره ما بعده.

من الترصيع:

وفي الهامش: ومن خالف هذا فقال: إن القدمين ليسا من العورة...
فليس معه دليل.

من الترصيع:

قال الإمام الألباني ـ رحمه الله:
ومن أجل ذلك كان من شروط المسلمين الأولين على أهل الذمة، أن تكشف نساؤهم عن سوقهن، وأرجلهن، لكي لا يتشبهن بالمسلمات.
كما جاء في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم.

من الترصيع:

وفي الهامش:
فانظر كيف تغير الحال، وانعكس الأمر، حتى صارت المسلمات يتباهين بالتشبه بمن كن يمنعن من التشبه بالمسلمات بالكشف عن سوقهن، وعما هو أكثر من ذلك.
وذلك كله مصداق قوله عليه الصلاة والسلام: لتركبن سنن من كان قبلكم سنة سنة.

الشكر والتقدير:
بعد أسمى التحيات:

الأستاذ الفاضل أبو عبد الله المدير الكريم ـ بارك الله فيك وفي جهودك الجليلة.
ثم كل ما ترى نقل شيء من المواضع الخاصة بي إلى مكان تستحسنه لحكمة تراها.
فلا يسعنا وقتئذ إلا شكر ذلك لجانبكم الكريم، والدعاء بقبول الأعمال الصالحة منا ومنكم، وجميع المسلمين ـ إن ربي لسميع الدعاء.

سدل النقاب على القول بجواز كشف الوجه سدا للذريعة وغيرها من تعاليم شرعنا الجميلة الآداب
قل للمليحة في الخمار المذهب***أفسدت نسك أخي التقي المذهب
نور الخمار ونور خدك تحـته***عجبا لوجــهك كيف لم يتلهب

هذان البيتان من الحاشية، وعلى مدارهما أتناول المسألة جوازاً لكشف المسلمة وجهها عند غير المحارم، وإن قيل بذلك إلا أنه مرجوح.
والصحيح المنع لكشف الوجه، وهو الراجح كما ستأتي منتخبات بعض النقول في المسألة ـ بإذن الله تعالى.

الموضوع:

قال الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى:
مشروعية ستر الوجه:
هذا، ثم إن كثيرا من المشايخ اليوم يذهبون إلى أن وجه المرأة عورة، ولا يجوز لها كشفه، بل يحرم.
وفيما تقدم في هذا البحث كفاية في الرد عليهم، ويقابل هؤلاء طائفة أخرى، يرون أن ستره بدعة، وتنطع في الدين!
كما قد بلغني عن بعض من يتمسك بما ثبت في السنة في بعض البلاد اللبنانية.
فإلى هؤلاء الإخوان، وغيرهم نسوق الكلمة التالية:
ليعلم أن ستر الوجه والكفين له أصل في السنة، وقد كان ذلك معهودا في زمنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما يشير إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله:
لا تتنقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين.
وفي الهامش:
رواه البخاري....
والقفاز: ما تلبسه المرأة في يدها فيغطي أصابعها، وكفيها، والساعدين...
وهو لليد كالخف، أو الجورب للرجل.
والنقاب: الخمار الذي يشد على الأنف، أو تحت المحاجر.

الترصيع:

قال الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى: ولقد علمت أن كتابنا هذا له الأثر الطيب ـ ولله الحمد ـ عند الفتيات المؤمنات، والزوجات المحصنات.
فقد استجاب لما تضمنه من الشروط الواجب توفرها في جلباب المرأة المسلمة الكثيرة منهن.
وفيهن: من بادرت إلى ستر وجهها أيضا، حين علمت منه أن ذلك من محاسن الأمور، ومكارم الأخلاق، متقيدات فيه بالنساء الفضليات من السلف الصالح، وفيهن أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهن.