|
المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-01-2014, 07:42 AM | #21 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: تثقيف اللُّسَن بأخبار ومآثر إمزغيرسن
قبيلة إمز غيرسن: في أواخر سقوط دولتها نقلا هذا وإن لكل شيء سببا... لذا فإن سقوط الدول وقيامها كأي أمر من الأمور، فهو أمر يتعامل معه البشر تعاملا واقعيا من أحداثه، ومعايشته بين انهزام قوم، وانتصار آخرين... وكنت قد أسبقت في موضوع سابق جهلي لاسم الجهة التي أسقطت دولة إمزغيرسن فيما مر علي من مصادر صحرائنا التاريخية. وهاء أنا ذا أسوق اليوم هنا ـ بإذن الله تعالى ـ ما وجدته نقلا عن الراوية السيد ابن سعدن، قائلا ـ حفظه الله تعالى: كان إمزغيرسن سادات المنطقة بأسرها بمن فيها قبائل إموشاغ وإمغاد، وغيرهما، حتى وقعت وقعة مشهورة... فساق لي تلك القصة بتفاصيلها، أي قصة الواقعة المشهورة كما عبر به عمدة هذا النقل، أي: واقعة: مكيدة السيد أقزام بهم المتقدمة الذكر. قلت: وبهذا علم شيئ من تاريخ سقوط دولة إمزغيرسن بالكامل، والجهة التي قامت بتدبير مكيدة إبادتهم... أما بدايات سقوط دولة إمزغيرسن؟ وسعة نفوذ تلك الدولة قبل ذلك؟ وهل كانت سيطرتها على جميع مناطق صحرائنا الغالية؟ وهل زوال سلطة دولتهم كان شيئا فشيئا بافتقاد بعض مناطق سيطرتهم بقوة أخرى تحتلها، حتى ما بقي لها إلا المحيط الذي سقط بمعركة إبادتهم؟ وما منتهى حدود دولة إمزغيرسن ـ في جميع مراحلها السلطانية من قوة وضعف ـ شرقا وغربا، وجنوبا وشمالا؟ وما أسماء سلاطينها ـ سلطانا ـ سلطانا ـ والجيش الذي أتى به السيد أقزام، ودوافع تحرك ذلك الجيش؟ هل لعلاقة قرابة قوية؟ أو صداقة حميمة متينة بينها وبين السيد أقزام، أو جاء ذلك الجيش ليجمع بين مغنمين ـ مغنم: مسنادة السيد أقزام ضد قوات خصمه؟ ومغنم بسط تلك الجهة سلطتها على بقية محيط دولة إمزغيرسن في الوقت نفسه؟ وهل سلطة السيد أقزام تابعة بعد ذلك لسلطة جهة الجيش الذي غزا به قوات خصمه السيد إنتقاد؟ أم سلطة السيد أقزام سلطة مستقلة عن جهة الجيش الذي انتصر به على خصمه؟ فكانت تلك الجهة التي دعمته وساندته لا دوافع لها أخرى غير نصرته على خصمه ابن عمه السيد إنتقاد، لا غير؟ كقوة متواجدة في أرض الواقع منافسة لقوة إمزغيرسن معروفة في ذلك العصر فتحالف معها السيد أقزام، كما تحالف السيد إنتقاد بقوة إمزغيرسن سواء بسواء؟ هذا ومن أي جهة تلك التي جاء من قبلها ذلك الجيش؟ هل من قوات سلطات أهقار؟ أو من قوات سلطات إولمدن؟ أو قوات أخرى في محيطهم اجتمعت عليهم؟ فاسعانت عن بكرة أبيها بتلك المكيدة الإبادية... وما هي مجموع فروع قبيلة إمزغيرسن التي شاركت في معركة الإبادة فبادت؟ وهل كان ذلك زمن فروع قبيلة إمزغيرسن السبعة السابقة الذكر؟ فشملتهم المكيدة الإبادية؟ أو بادت جملة من تلك الفروع قبل ذلك في حروب أخرى؟ وهل كانت دولة إولمدن وقتئذ دولة قائمة مستقلة ـ لأنها في بدايت عصور نشأة دولتها؟ أم قوة إولمدن قوة وليدة في إطار تكوينها كدولة تفرض سيطرتها على مناطق صحرائنا الغالية منطقة منطقة؟ أو هي دولة في أفقها فقط؟ وإمزغيرسن دولة أخرى في أفقها أيضا في الوقت نفسه؟ وهل كل واحدة من الدولتين دولة مستقلة عن الأخرى؟ أم أخرى داخلة في سيطرة سلطة الثانية؟ وذلك أن ما ذكره السيد الراوية ابن سعدن من تاريخ سقوط دولة إمزغيرسن كان متزامنا بزمن قيام دولة إولمدن بنحو قرن، حسب تقدير أن زمن سقوط دولة إمزغيرسن كان زمن السلطان الثاني في دولة إولمدن أو الثالث، كما أن السيد إنتقاد هو بمثابة السلطان الثالث ـ قبل زوال سلطته بسلطة ابن عمه السيد أقزام ـ في دولة بني آلاد، حسب تقارب زمن ظهور الدولتين ونشأتهما ـ دولة بني كاردن ودولة بني آلاد. كل ذلك أسئلة طرحت نفسها أمام تعتيم إخباري لهذا الحدث التاريخي وغيره من أحداث تاريخ صحرائنا الكبيرة الشهيرة، فعفا عنها الدهر، أو ما زالت تحت أنقاض لم يصل إليها الباحثون بعد؟ فيكون من جملة ما لم يحدثنا به التاريخ حتى الآن؟ قلت: وبهذه الرؤى العارضة في عارضة الأحوذي ننتهى إلى التبرك بعرض آية: {يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} هذا ومهما يكن من أمر فإن مما ينبغي أن يدرك عقلا: أن القوة التي استعان بها السيد أقزام قوة مؤهلة عدة وعتادا، وإن استعانت بتلك المكيدة الإبادية، إلا أن من المفترض أن تكون قوة قادرة على مواجهة قوة إمزغيرسن صفا بصف، لو فشلت المكيدة الإبادية السابقة القصة، فتحتدم قوة تلك الجهة المجهولة الاسم والجهة ـ حسب علمي ـ بقوة إمزغيرسن حربا... وعلى كل حال فإن منتهى علمي نقلا ما تقدم من نقل السيد الراوية ابن سعدن، وبه يتوصل ـ كأثارة من علم ـ إلى أن صحرائنا تدالتها ثلاث دول، دولة إمزغيرسن، ودولة إولمدن، ودولة بني آلاد، التي من ساساتها السلاطين السيد أقزام بسلطته التي قامت إثر انقراض دولة إمزغيرسن. |
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................................................. ......................... اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-01-2014 الساعة 02:07 PM
|
09-03-2014, 08:26 AM | #22 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: تثقيف اللُّسَن بأخبار ومآثر إمزغيرسن
قبيلة إمز غيرسن: في ولادة جديدة رجالا وقوة ودولة هذا فإن الله ذا أراد شيئا هيأ أسبابه. لذا فإن معركة الإبادة ما دامت ما طالت إبادتها الأطفال الذكور، الذين بقوا بقاء أيتام، بقي الأمل بهم أملا براقا... أما الرجال فلم يبق رجل بالغ في قبيلتهم ـ قبيلة إمز غيرسن ـ على قيد الحياة، بعد معركة الإبادة الماكرة تلك... فأصبح على قبيلة إمز غيسرن يوم أسود، يوم افتقد فيه إلى رجل منهم يقوم بلم شمل القبيلة مرة أخرى، ورعاية نسائها وأطفالها، ولم يوجد... لكن الله تعالى لطف بلطفه الخفي على هذه القبيلة ـ قبيلة إمز غيرسن، خاصة في القيام بشئون احتضان أيتامها برعاية كريمة بارة... إذ قامت ـ بتلك المهمة على كفاءة عالية وجدارة تامة ـ جهة السيد إنتقاد ـ رحم الله الجميع ـ كما أخبرني به الراويتان السيد ابن زياد، والسيد ابن سعدن ـ حفظهما الله تعالى ـ قالا ما ملخصه: وأما من جهة أيتامهم فقد قام السيد إنتقاد بعد زوال سيادته، وزوال سيادة حلفائه رجالات إمزغيرسن، بعد مقتلتهم، فقام السيد انتقاد برعاية أيتام حلفائه ـ إمز غيرسن. قلت: وما زال إلى اليوم في لسان رواتهم تلك الرعاية يذكرونها ببعض صفاتها المذكورة المشكورة باسم: (أَرَوَيْ، أو أَلِوى وانِنْتِقّاد)، أو كما أثر. أي: أن ذلك المأكل هو نوع طعام ممنهج صفة ووقتا يجهز كغذاء يتغذى به أولئكم الأيتام برا بهم... ومضى الراويتان في قولهما: وهكذا الحال برعية السيد انتقاد أيتام إمز غيرسن، إلى أن بلغ أيتام إمزغيرسن مبلغ الرجال، واشتد ساعدهم... وكان من حالة الأيتام من حين البلوغ أن قاموا بتدريب أنفسهم تدريب المقاتل التقليدي الطارقي، المعروفة لدى قبائل إموشاغ وقتئذ... فتدربوا على أنواع القتال على أصول قبائل إموشاغ، ومن سار على سيرها في القتال التقليدي استعدادا لمواجهة قوة السيد أقزام وحلفائه، من سقطت دولتهم بمكيدته المحكمة التدابير... وكان ممارستهم للأعمال القتالية من تداريب، وما في معناها يمارسونها في مكان بعيد عن الأنظار، إلى أن آنسوا من أنفسهم كفاءة قتالية ذاتا وعتادا، عند ذلك أجمعوا أمرهم إلى تحقيق هدفهم، وهو استرجاع ملك قبليتهم سيادة، ورفع مقامها اجتماعا... فجاءوا إلى الراعي لهم السيد انتقاد، فأخبروه بنواياهم الحربية ضد قريبه السيد أقزام، فلما رأى عزمهم، وأهليتهم على ذلك... قام ناصحا أمينا لهم في إرشادهم أن يذهبوا ويأتوا برمز سيادة قبيلتهم(الطبل) من السيد أقزام فقط، على أن من لم يتعرض لهم بالقتال فلا يتعرضوا له بالقتال... عند ذلك قاموا بتنفيذ وصية السيد انتقاد لهم، من أحسن إليهم بالرعاية الكريمة التامة، فذهبوا إلى محيط السيد أقزام، بل أتوه في سيادته، فأخذوا من سيادته رمز سيادتهم(الطبل)، وهو رمز سيادة كانت قبيلة إمزغيرسن تتمتع به قبل معركة الإبادة الماكرة. هذا فإنهم قاموا بأخذ ذلك الرمز من سيادة السيد أقزام، ووضعوه وضع إعزاز ووفاء عند السيد انتقاد نفسه جزاء وفاقا وتقديرا لدوره الكبير في رعايته لهم، فقاموا بوضع رمز سيادتهم بين يديه مقابل رعايته الكريمة لهم من حين طفولتهم إلى حين بلوغهم الأشد... فقدموا رمز سيادتهم بعد مخاطرتهم عليه رفعوه إلى مقام السيد انتقاد هدية كأثمن وأغلى وأعلى وأندر مكافئة يمتلكونها تقدم من قبلهم بين يدي السيد انتقاد ـ رحمه الله تعالى... هذا وكان رمز سيادة إمزغيرسن عند جهة السيد إنتقاد إلى دخول النصارى أفق صحرائنا الغالي. وزاد لي السيد محمد بن محمد إبراهيم بن سعدنْ بن تُويْتُويْ عمدة النقل الثاني: أن رمز سيادتهم ذلك بقي رمزا سياديا للسيد إنتقاد على محيط قومه من تلك السيادة التي منحها له ذراري إمزغيرسن الذين رعاهم زمن يتمهم بعد معركة إبادة أصولهم، فأصبح السيد إنتقاد سيدا على من في محيطه بمنح سيادتهم له كما أصبح سيد قوم ابن عمه وقربيه السيد أقزام بعد زوال سيادته... هذا وإلى اليوم هو رمز سيادة بقي في عقب السيد انتقاد على من في محيطه دهرا دهرا وإلى اليوم. · سرعة استرداد سيادة إمز غيرسن بحيث أنهم أسقط سيادة من أسقط سيادتهم في وقت تعدى ما يسمى الرقم القياسي، لأن مرحلة بلوغ الأيتام مرحلة يعطي القوة المحتلة قوة نفوذ واسع، وامتلاك قدرة كافية عسكريا هجوما، ودفاعا، ويقظة... وهذا إن دل دل على أمر، لعله دبر بليل، إذ لا يبعد أن يكون مدبره هو السيد انتقاد نفسه، المنزوع السيادة بمعركة الإبادة. فيكون السيد انتقاد هو الذي أمد أيتام إمز غيرسن بكافة ما يمتلكه من خبرة وقوة وعتاد، ليسترد سلطته من قريبه السيد أقزام، كما تحقق ـ رحمهما الله تعالى. فهل هناك من الأعمال العسكرية الطارقية، غير ما عرف باسم(تِيدَمَتِنْ)؟ وهي بالذات ما نوعها من هيئات قتالية، ومن أي آلات يتدرب بها؟ وفي أي سن يبدأ بها لدى قبائل إموشاغ خصوصا، وبقية الطوارق عموما؟ وهل هي لا بد من أخذها على مقاتل سابق ماهر بها في مواطن معينة؟ أم ليست هي تعاليم قتالية ممنهجة سنا، ومدربا، ووقتا، ومكانا؟ ومتى عرفت كعمل عسكري لدى قبائل صحرائنا العزيزة؟ وهل انتهت بانتهاء دخول فرنسا لصحرائنا، أم بعد الاستقلال...؟ قلت: وبهذه الرؤى العارضة في عارضةالأحوذي ننتهى إلى التبرك بعرض آية: {يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِيفِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَاتَعْبُرُونَ}. هذا ومما ينبغي على كتاب صحائنا التاريخية أن لا يغفلوا مثل هذا وغير من تاريخ تقاليد مجتمعات صحرائنا الغالية، خاصة التقاليد الحسنة نقلا وعقلا، كتقاليد المبارزة والقتال المشروع... وكل شيء غير مشروع فلا يجوز التساهل بذكره إلا مع بيان مخالفته للشرع، سواء في التقاليد القتالية أم غيرها. وأحسن بقول الشاعر: وَلا تَكتُبْ بِكفِّكَ غَيْرَ شَيءٍ***يَسُرُّك في القِيَامَةِ أنْ تَرَاهُ بل قل وصدق الله إذ يقول: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ} · حسن سياسة السيد انتقاد بقومه وبحلفائه أيتام إمز غيرسن، إذ لزم الصمت السيادي، ومضى في رعاية مقاتليه من النشأة إلى بلوغهم الأشد إلى أعمالهم العسكرية، إلى غير ذلك مما يطول استنطاقه تاريخيا... · براعة خصوصيات سياسة قبائل إموشاغ الاجتماعية وعبرقيتهم الفذة حربا وسلما، وذلك جلي جدا في مواطن كثيرة ومجالات مختلفة، وتعاملات تذكر فتشكر، كبقاء متانة الأخوة الكريمة الجميلة الجليلة بينهم، وعدم إفراطهم في إبادة العدو، إذا غلبوه... من ذلك أن أيتام إمز غيرسن بإمكان السيد أقزام الذي قتل أصولهم، أن يقتلهم جميعا، خاصة بعد سن المراهقة، إلى البلوغ، إلى ما بعد ذلك... هذا ولو أراد أن يقتلهم جهارا نهارا لفعلته سلطته ـ بإذن الله تعالى ـ لأنها السلطة القاهرة المسيطرة على من في محيطهم، كما أنه لو أراد أن يقتلهم قتل غيلة لكان ذلك بإمكانه أيضا، ومع ذلك لم يفعله على حكمة بالغة تعيشه قبائل إموشاغ حربا وسلما. أضف إلى ذلك صنع أيتام إمز غيرسن أنفسهم أيضا بالسيد أقزام ـ رحمه الله تعالى ـ إذ لم يقتلوه هو كذلك تشفيا منه وانتقاما، بل ما أهانوه ولو بأدنى إهانة تذكر، سوى أنهم أخذوا منه رمز سيادته، وسيادتهم، إن ذلك ـ منه ومنهم ـ حقا: لمن خلق السادات ـ الأمراء ـ السلاطين الكبار. · إلفات نظر، وهي أن ما وقع من حرب معركة الإبادة ليس بين بني آلاد وبين إخوتهم الأشقاء إمز غيرسن، بل ذلك حرب بين سيدين من سادات بني آلاد، وهما السيد أقزام، والسيد إنتقاد، لا غير، فمن قتل بينهما من الأحلاف قتل على أنه قوة للآخر، لا أنه قوة مستقلة اعتدي عليها... لذا فليست قبيلة إمز غيرسن مستهدفة لدى بني آلاد، ولا بنو آلاد مستهدفون لدى إمز غيرسن، وإنما أحد سادات بني آلاد يستهدف شقيقه من سادات بني آلاد أنفسهم، فرحم الله الجميع رحمة واسعة: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبت. رأيت التقوى والجود خير تجارة***رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا · إلفتة أخرى، وهي أن هذه القصة من معركة الإبادة إلى هنا، قد حدثنيها أحد الراويتين لها أمام رجل من رجالات: (كل برم ويشقغنن)، وهم قبيلة من قبائل بني آلاد... هذا فكل من الراوية وذلك السيد يفيد بعضهما بعضا في استذكار القصة... وكأنهما يتحدثان عن واقعة ليست بهما صلة لا من قريب ولا من بعيد. قلت: والأمر كذلك لأن القصة تتعلق بسيدين من سادات بني آلاد يقاتل أحدهما بحلفائه الآخر بحلفائه، فيُقتَل أحدهما أو يغلب هو وحلفائه، كما هو شأن التحالفات البشرية في القديم والحديث. فلأجل ما تقدم بيانه رويتها، وكما سبق سردها من بدايتها إلى هنا، ورد ذكره لسلامة ذكر القصة اجتماعا، وكما هو معروف ما يقع من تحارب أهل القرابة فيما بينها، من أخوة أشقاء أبا وأما، ثم الأقرب فالأقرب... فالحرب المذكورة في القصة من حروب القرابات بحلفاء كل سيد من السيدين، فحلفاء القرابتين لا يلحقهم تبعات المعركة ملاحقة تاريخية تصنفهم تصنيف الأعداء المستقلين. قلت: ومن الفوارق اللطيفة في معرض ذكر ما يقع بين القرابتين القريبتين من جهة التاريخ، دون الأبعد قرابة، كقبيلة بقبيلة أخرى يجتمعون في جامع بعيد... أن حالة القرابة القريبة يؤمن معها الانفلات العدائي أكثر مما يؤمن من انفلات الأبعد فالأبع، لما سيأتي مبثوثه عن قريب ـ بإذن الله تعالى. لذا فعلى سبيل المثال النقلي في معرض الفروق الآنفة الذكر: قصة قابل وهابل، فإنها قصة ذكرت بالتفصيل، في غير ما موضع، منه ـ بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {واتل عَلَيْهِم نبأ ابْني آدم بِالْحَقِّ إِذْ قربا قرباناً فَتقبل من أَحدهمَا وَلم يتَقَبَّل من الآخر} الْآيَة. فذكرا ذكر التفصيل تاريخيا، في مواضع من الذكر الحكيم دون إشارة لحكم بالغة، منها ـ والعلم عند الله ـ: أنها قضية أسرية فردية ماتت بموت أربابها الأشقاء... فالحمد لله القائل: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} هذا بخلاف القبائل فيما بينها ذات قرابة فضلا عن غيرها، فإن شرها مستطير كلما ذكرت فتنهم فيما بينها، لقلة الرشد في أفراد كل قبيلة، بخلاف ما يقع بين فردين في أسرة واحدة، فنادر من بقية الأفراد من يخرج عن الرشد، لأنه إن قتل قريبه وقع كما قال القائل: يا أقرع بن حابس يا أقرع***إنك إن يصرع أخوك تصرع لذا تعقل الأسرة ما يقع من ذلك، فتقوم بإحاكم أمر سفهاءها، وتتدارك أخطاءها بالصلح والإصلاح، متكاظمة غيظها، حينا بعد حين لتدفع عن نفسها بذلك شمامة الأعداء... بخلاف مستوى القبائل فإن ذكر فتنها خطير جدا، وذلك لقة ضبط عقلائها وانضباطهم، فضلا عن إحكام أمر سفهائهم... لمثل ذلك يعظم خطر ذكر فتنتهم نقلا وعقلا، عظما يجعل ذلك الذكر محظورا لا يجوز، فإن دعت إليه الشريعة ذكرت على حكمة ذكر الله لما وقع بين القبيلتين ـ الأوس والخزرج، إذ لم يذكر ما وقع بينهم ذكر التفصيل، بل ذكره ذكر الإشارة والإيماء، كما قال تعالى: {واذْكُرُوا نعْمَة الله عَلَيْكُم إِذْ كُنْتُم أَعدَاء فألف بَين قُلُوبكُمْ فأصبحتم بنعمته إخْوَانًا}. فذكروا في الذكر الحكيم ذكر الإشارة تاريخيا، دون تفصيل لحكم بالغة، منها ـ والعلم عند الله ـ: مبالغة في إماتة الفتنة، إذ ذكر الفتنة ذكر ما يراد به الإحياء، فإن مبتغي ذلك ملعون، كما أثر :(الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها). وبهذه الاستئناسات انتهى ما يتعلق بموضوع ما نحن بصدده من القصة المتقدمة الذكر موضعا ـ موضعا. هذا ونسأل الله أن يختم بالصالحات أعمالنا، وإذا أراد بعباده فتنة أن يقبضنا إليه غير مفتون. |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-04-2014 الساعة 12:02 PM
|
09-06-2014, 10:33 AM | #23 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: تثقيف اللُّسَن بأخبار ومآثر إمزغيرسن
قبيلة إمز غيرسن: في مواجهة حرب ضروس أخرى بين قبائل: (إيهيون نضاغ)، ومجتمعات من:(سنغاي).
إنه حقا: لولا المشقة ساد الناس كلهم. هذا وكل مشقة دون النفس، فهي مشقة صغرى، وكل مشقة تزهق فيها الأرواح، فهي المشقة الكبرى القصوى العظمى. ومهما يكن من أمر، فإن كل من ساد أي سيادة علمية، أو اجتماعية، أو سيادة سلطة، فإنه ما نالها من نالها بكل سهولة، بل نالها لبذل جاد في سبيل تحقيق معاني تلك السيادة: ببذل وحلم ساد في قومه الفتى. لذا فإن رجالات وفتية إمز غيرسن سادوا سيادة سلطة بقدر ما بذلوه من أرواحهم تجاه امتلاك عرش سيادة أفقهم، كما تحقق لهم في دهر من الدهور، كما حدثنا به التاريخ، وما لم يحدثنا به التاريخ، فنحن على أمل من الوقوف عليه، كتاريخ من تاريخ قبائل أفقنا السادات علما وسلطة، الذي ينبغي لنا أن لا يقر قرار لأهل قلم أفقنا حتى يقف على ذخيرة من ذخائره النفيسة... هذا فمن تلك الذخائر ما وقفت عليه، بعد أن حدثني عنها الراوية السيد ابن سعدن ـ حفظه الله تعالى: أنهم ـ أي: قبيلة إمز غيرسن، كانوا في ضواحي مدينة: (قاوى)، وكان في محيطهم قبيلة(إيهيون نضاغ) ـ إحدى قبائل إمغاد الشهيرات. فتجول رئيس من رؤساء سنغاي حتى وقف على ماشية لهم أي: لقبيلة: (إيهيون نضاغ) الآنفة الذكر. فقال ذلك الرئيس السنغايي لبعض رفقائه قوموا فخذوا لي كبشين من هذه الماشية، وكان مع الماشية راعيها، وهو رجل من قبيلة: إيهيون نضاغ أنفسهم، فلما رأى الراعي صاحب الماشية عزمهم على أخذ الكبشين قهرا رماهم فأصاب منهم ذلك الرئيس فمات، فحمله أصحابه في قاربهم فساروا في النهر نحو قومهم، فلما بلغوا به محيطهم، اجتمع رجالات سنغي فيه، على حرب قبيلة: (إيهيون نضاغ) انتقاما من قبيلة إيهيون نضاغ. لكن المجتمع السنغاي ذلك اجتمعوا في محيطهم على تقديم مطلبين كحل لقضية الحرب إن نفذتهما قبيلة إيهيون نضاغ كفوا عن محاربتهم... فذانك المطلبان تضمنتهما رسالة أرسل بها قوم سنغاي إليهم رسولا منهم يحمل تلك الرسالة، التي تنص على: · تسليم قبيلة إيهيون نضاغ من ساداتهم خمسة لقوم سنغاي، هذا هو المطلب الأول. · المطلب الثاني أن السادات الخمسة من قبيلة إيهيون كلهم سيقتلهم قوم سنغاي بدل رئيسهم المقتول. قلت: وبهذه الشروط القاسية تدور دائر الحرب منعا أي: إذا لم تقبل بهما قبيلة إيهيون نضاغ في معرض تنفيذ ذينك المطلبين. لذا فإن قبيلة إيهيون نضاغ غير راضية بهذين المطلبين، وبذلك لم تدرأ فتنة الحرب بين الجانبين، إذ فقدت ما اشترط لها من مجانبة فتنة تلك الحرب بتنفيذهما... فأصبحت الحرب تدق أبوابها بعد انتفاء موانع الحرب لها... هذا وكل يعلم ما هي الحرب، فالحرب هي كما قال أحد مسعريها المجربين: وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم***وما هو عنها بالحديث المرجم |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-07-2014 الساعة 10:03 AM
|
09-08-2014, 01:52 PM | #24 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: تثقيف اللُّسَن بأخبار ومآثر إمزغيرسن
قبيلة إمز غيرسن: في معمعة معركة إيهيون نضاغ ضد مجتمعات سنغي. إنه لما رفضت قبيلة إيهيون نضاغ أوامر تلك الرسالة، فتجهز الجنبان للحرب... عند ذلك طلبت قبيلة: إيهيون نضاغ النجدة والمساندة من بعض القبائل القتالية الضاربة في محيطهم... ،كما طلبت المساندة والتعزيز من قبيلة: إمزغيرسن... وذلك ليشارك رجالات تلك القبائل الطارقية مع إيهيون نضاغ في الحرب إن وقعت المعركة فعلا مع قبائل سنغاي القادمة لقتالهم... فاستجابت قبيلة إمزغيرسن لإيهيون نضاغ للمشاركة في حرب قبائل سنغاي... فوقت المعركة بين قبائل سنغاي، وبين قبيلة إيهيون نضاغ وقبيلة إمزغيرسن المتحالفتين. فوقعت المعركة بين الصفين وحمي الوطيس، واشتد المعركة، واستعر الحرب بين الجانبين، ما جعل المعركة تنتهي بتسلط قبيلة إيهيوان نضاغ مع حليفتها قبيلة: إمز غيرسن على من حضر من مجتمعات سنغاي المعركة... بعد أن منيت كل جهة بخسائر في الأرواح، وبذلك انتهى الحرب بانهزام رجالات قبائل سنغاي أمام رجالات القبيلتين الطارقتين في تلك المعركة.. |
|
09-10-2014, 11:07 AM | #25 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: تثقيف اللُّسَن بأخبار ومآثر إمزغيرسن
قبيلة إمز غيرسن: في معاهدة تاريخية مع إهيون نضاغ
إنه لما كان: الجزاء من جنس العمل. ذلك مما يدرك عقلا، كما ورد نقلا. لذا فإن قبائل إيهيون نضاغ، لما استنجدوا ببعض قوى من في محيطهم، ولم ترفع أية قوة رأسها لتلبية نداءات جارتهم، الواقعة في حرب ظلوم، وقوة تريد فرض سيطرتها على من بلغته يدها الباطشة، فتولد من قبلها فتنة طائشة، لم تكن على العلم بها قبيلة إيهيون نضاغ، حتى أصبحت بين نار خوضها، وعار تسليم ساداتهم الخمس إلى قتل متحقق. عند ذلك استغاثت، ونادت نداء من لا يتجاهل نجدته، كما قال القائل: وجار البيت والرجل المنادي***أمام البيت عهدهمُ سواء فلبت قبيلة إمز غيرسن نداء جارتها المتورطة بحرب ضروس... وقبيلة إمز غيرسن لما لبت النداء، تعلم في تاريخها ما معنى تلبية نداء يدعو إلى حرب متسعرة، من مجتمعات قادمة غاضبة، فاستعدت قبيلة إمز غيرسن جنبا إلى جنب مع إيهيون نضاغ منتظرتين مجتمعات سنغاي على معاني قول من قال: مَتَى تَبْعَثُوهَا، تَبْعَثُوهَا ذَمِيمَةً***وتَضْرَ، إذا ضَرَّيْتُمُوهَا فَتَضْرَمِ وعلى كل حال وقعت المعركة، ووقعت الخسائر بين الطرفين، وانتهت بكسب إيهيون نضاغ مع حليفتها إمز غريسن ـ تلك المعركة... عند ذلك قامت قبيلة إيهيون نضاغ بحسابات حربية، تولد منها تقيمات باهرة لدور قبيلة إمز غيرسن، من خوضها حربا لأجلها، مات منها رجالات كثير من إمز غيرسن، فما هي أغلى وأكبر وأعظم مكافأة تاريخية مالا كانت أو غيرها تقدمها قبائل إيهيون نضاغ لقبيلة إمز غيرسن، هذا ما سيحدثنا به الراوية السيد ابن سعدن ـ حفظه الله تعالى: إن معاهدة وقعت بعد نهاية تلك الحرب... أي: معاهدة بين قبيلة: إيهيون نضاغ مع قبيلة: إمزغيرسن الآنفتي الذكر. وذلك حين قالت سيادة إيهيون نضاغ لسيادة إمزغيرسن بعد انتهاء المعركة في صالح إيهيون نضاغ... يا معشر سيادة إمزغيرسن أخبرونا عما نجازيكم على مساندتكم القتالية لنا ومحاربتكم الشرسة معنا، فأخبرونا من جهة الأموال ما ذا نبذله لكم من الغالي والنفيس تجاه وقفتكم العزيزة القتالية التحالف... فقال لهم حلفاؤهم إمزغيرسن الآن لا يحضرنا شيء نريده منكم خاصة في جانب الأموال... لكن إن احتجنا إلى أموالكم في المستقبل فأجيزوا لنا شرعا قدر حاجتنا في تلك الساعة، فتراضى الجانبان على ذلك رضا أصبح عادة جارية معمولا بها إلى اليوم، كما أصبح عرفا معروفا بين الجانبين كابرا عن كابر... كما امتاز ذلك الرضا التعاهدي أيضا بنوع لطيف من عادة تداعبية تعرف في اللسان الطارقي: (تِزِيدِتْ). قلت: وقد قال لي راوية المعاهدة: إن تلك المعاهدة ما زالت القبيلتان تتعامل بمقتضاها الفعلي الفعال من بذل مال ـ بذلا تحت قوانين تلك المعاهدة، وحسن عهد، ومؤاخات قبلية رائعة متينة، وغير ذلك من معاني التعاون التعاهدي الفضلي بينهما... هذا وسيأتي مزيد بيان عن قبيلة إيهيون نضاغ ـ بإذن الله تعالى ـ في موضع خاص بها تحت عنوان: تنميق البلاغ بذكر بعض مآثر قبائل إيهيون نضاغ |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-15-2014 الساعة 07:58 AM
|
09-15-2014, 07:34 AM | #26 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: تثقيف اللُّسَن بأخبار ومآثر إمزغيرسن
قبيلة إمز غيرسن: في معمعة المعارك الجهادية هذا فإن إمزغيرسن الذين أحيوا في كل مناسبة عصرية صراعية معاني قول من قال: إن لم أقاتل فالبسوني برقعا***وفتخات في اليدين أربعا كان خوضهم قتال ومحاربة أعداء الدين كان من باب أولى على قوم مسلمين: أشداء على الكفار رحماء بينهم... وهذا ما يحدثنا به ـ بإذن الله تعالى ـ الراويتان السيد ابن سعدن، والسيد ابن زياد ـ حفظهما الله تعالى. هذا وسأعتمد رواية الراوية السيد ابن زياد لما فيها من تفصيل أجمل في رواية الراوية ابن سعدن، قائلا السيد ابن زياد ما ملخص معانيه: عن جهاد قبيلة إمزغيرسن. إنهم لما غزت فرنسا صحراءنا الغالية شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، قامت قبيلة إمز غيرسن مع من في محيطها باتحاد الصف لمواجهة القوة الغازية النصارى المعتدين... فخاض كل من إمز غيرسن وشقائقهم من القبائل الأخرى معركة: تَوْسا... قلت: إنها معركة شهدت مقوامة شرسة من المجتمع الطارقي في انتفاضة قلت جهات من جهات مجتمعات صحرائنا العزيزة لم تشارك فيها مشاركة في جهاد الدفع، إنه جهاد آكد من جهاد الطلب، وكلا الجهادين فرض على المسلمين، تحت شروط شرعية مؤصلة مأخوذة من الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة، ما لم تتوفر تلك الشروط، فلا يجب، بل في حالة يحرم فيه حتى جهاد الدفع، حين يؤدي بالمسلمين إلى التهلكة المحضة... لذا فما خالف ضوابط تلك الشروط، فلا يجوز الافتيات على الله بمشروعيته... هذا وإن ادعى الأدعياء توفر تلك الشروط، وانتفاء موانعها، بل قد عززوا ذلك الافتيات بذريعة حماية لبيضة الدين، وأهله... فويل للذين يقولون بلا علم معتبر شرعا، الذي منه جهل تلك الضوابط الشرعية، ذلك من المصيبة، وأما من علم بها فتجاهلها فالمصيب أعظم... العلم قال الله قال رسوله***قال الصحابة هم أولو العرفان |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-15-2014 الساعة 09:14 AM
|
09-15-2014, 08:03 AM | #27 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: تثقيف اللُّسَن بأخبار ومآثر إمزغيرسن
قبيلة إمز غيرسن: في حصيلة شهداء معركة تَوْسا هذا ما يحدثنا به ـ بإذن الله تعالى ـ الراوية السيد ابن زياد ـ حفظه الله تعالى ـ قائلا ما ملخص معانيه: سبعة شهداء من قبائل إمزغيرسن في معركة توسا في جهاد جيوش النصارى فرنسا. وفي قبيلة كل تجيوالت ثلاثة شهداء: السيد الشهيد أعالي، والسيد الشهيد أبو. وفي قبيلة كل درقو استشهد منهم رجل واحد. وفي كل تقايقروت استشهد منهم رجلان: السيد الشهيد موسى بن قركوي، وابنه... قلت: هذا ما وقفنا عليه من عدد شهداء المعركة جملة وتفصيلا... كما لم أجد ذكر أسماء شهداء قبيلة إمز غيرسن من الراوية... هذا ولما كانت كل معركة من المتوقع أن تخلف القتلى والجرحى والأسرى بين القوى المتقاربة عدة وعتادا، فما البال بقتال لا مقارنة بين عَدد، وعُدد وعتاد الفريقين... فريق يقاتل بالسيوف والرماح... وفريق يقاتل بالراجمات والأسلحة الثقيلة والخفيفة الحديثة... ومهما يكن من أمر فإن رجالات الطوارق لم ينظر بالفوارق بينهم وبين عدوهم عدة وعتاد، بقدر ما نظروا الفوارق الدينية: دين الكفر والشرك والضلال... ودين الإسلام و العز والهدى... دين يقال عن جزاء أتباعه ترغيبا: فنعم عقبى الدار. ودين يقال عن جزاء أتباعه ترهيبا: وعقبى الكافرين النار. وعلى كل حال فالمعركة وقعت، وشاء الله أن يكرم أرواح من مات في أرض المعركة بالشهادة ـ إن شاء الله تعالى. ويرسل الأخرى إلى الى أجل مسمى، لحكم بالغة منها حكمة: آية: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة... هذا وسيكون ـ بإذن من بيده ملكوت كل شيء ـ موضع اهتمامي صيد تاريخ هذه القبائل السيادية المذكورة آنفا وغيرها لنقوم لهم بالوفاء التاريخي ذكرا حسنا عنهم، وتخليدا لمآثر أيامهم الحسنى الخالدة... |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-15-2014 الساعة 09:49 AM
|
09-15-2014, 08:12 AM | #28 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: تثقيف اللُّسَن بأخبار ومآثر إمزغيرسن
قبيلة إمز غيرسن: في لمحة تاريخية من حياتهم الدينية قلت: إن كتابة التاريخ ـ وإن احتوت على صعوبات علمية واجتماعية، إلا أنه احتوت مادته التاريخية على نفائس المعلومات التاريخية ـ جعلت كتاب التاريخ يتجشمون مصاعب كتابة المادة التاريخية بكل معانيها حين جمعها بما لا يتصور إلا بقول القائل: لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى***فما انقادت الآمال إلا لصابر هذا فمن الفوائد التاريخية الجليلة علاقة كل مجتمع بالإسلام اعتناقا وتدينا بمزيد من سننه، وإحكاما لفرائضه، وطلبا لمعرفة ما لا يجوز جهله من كل مسلة ومسلمة... ذلك ما سيحدثنا به الراوية السيد ابن سعدن ـ حفظه الله تعالى ـ ما ملخص معانيه: إمزغيرسن ليسوا من قبائل أفقنا اللاتي ليس لها صلة بتعاليم الدين الواجبة فضلا عن النافلة، كما أنهم ليسوا ممن ليس لهم صلة برجال الدين صلة تعلم منهم، لا صلة رفع القضاء إليهم، وما معناه... لذا فإن إمز غيرسن كانوا لهم صلة بالدين تعلما وتعلقا برجالاته تعلق التعلم منهم الدين، من ذلك ما وقع عصورت مضت: أن الشيخ أحمدُ بن هَمّالِ من شرفاء(قابري)، أمر بعدم الاختلاط بين الرجال والنساء في محيطه، وفي غير محيطه حتى بلغ الأمر أن الأخوين لا يدخل أحدهما بيت أخيه في غيبته، وفيه زوجته، وهي غير محرمة له... ثم أرسل ذلك الشيخ المذكور رسالة في ذلك إلى شيخ شرفاء(قندام)، واسمه(إلَّقايْ) من الطوارق، وكذلك شرفاء(قابري) من الطوارق أيضا. وهم يذكرون في السجل المدني لدى حكومة مالي بـ(أغ)، كناية عن أن المذكور بها من الطوارق... قلت: ذلك ما قال لي عمدة النقل في معرض إثبات أنهم من الطوارق أنهم يذكرون بتلك الكناية حتى الآن. وعلى كل حال: فإن شيخ شرفاء(قندام)، قال لشيخ شرفاء(قابري) لا أقبل ما في رسالتك من منع الاختلاط بين الرجال الأجانب والنساء الأجنبيات حتى تريني ذلك في الكتب... فجهز شيخ شرفاء(قابري) تلك المسألة من الكتب، ثم توجه إلى شيخ شرفاء(قندام). هذا فلما بلغ الشيخ ومن معه إلى شرفاء(قندام)، وكان مع شيخ شرفاء(قابري) قوم من: إمزغيرسن، وجماعة من إرجنتن ـ إموشاغ، وإيهيون نضاغ، وكل تغشيت، وكل سقمر، وكل دُنْبري. وكل من معه من هذه القبائل الآنفة الذكر، كانوا طلبة علم لدى شيخ شرفاء(قابري)، ليسوا جيشا يتقوى به على خصمه... فاجتمع علماء(شرفاء قندام)، وعلماء(شرفاء قابري) في مناقشة: مسألة حرمة الاختلاط بين الرجال والنساء غير المحارم. وأن شيخ شرفاء(قابري) أناب في قراءة المسألة جد عمدة النقل: الشيخ السيد سعدن الإمزغيرسي ـ رحمه الله تعالى. فهو الذي قرأ المسألة في الكتب بأمر من شيخه، فلما بلغ الشيخ سعدن في القراءة المسألة. عند ذلك باشر شيخ شرفاء(قابري) مناقشة المسألة بعينها مع الجانب الآخر علماء شرفاء(قندام). ما جعل علماء شرفاء(قندام) يقرون بحرمة الاختلاط، فمنع علماء الجهتين الاختلاط في محيطهما... هذا فما زال أثر منع الاختلاط باقيا في محيطهما حتى الآن... قلت: هذه لفتة تاريخية رائعة في هذه الذخيرة التاريخية الدينية في معرض ذكر مآثر قبائل صحرائنا العزيزة المتعلقة بطلب العلم الشرعي، وبالتمسك بالكتاب والسنة كما في مسألتهم النازلية في حرمة الاختلاط... كما أفادت الذخيرة نفسها وجود من بلغ درجة العلماء في قبيلة إمز غيرسن، كما وقع: للشيخ: سعدن جد عمدة النقال ابن سعدن الراوية ـ رحم الله سلفهم وبارك في خلفهم دهرا دهرا... |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-15-2014 الساعة 10:13 AM
|
09-17-2014, 07:51 AM | #29 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: تثقيف اللُّسَن بأخبار ومآثر إمزغيرسن
قبيلة إمز غيرسن: في لمحة تاريخية لمواطنهم الأصلية إن تاريخ البشر متصل بمواطنهم سواء مواطنهم القديمة أو الحديثة. فمن عرف موطنه الأصلي ذكر، ومن جهل ذكر بالموطن الذي انتهى العلم إليه... وذلك أن البشر أمة استقرت على ظهر الأرض استقرارا أدى إلى التمتع بالتنقل في أرجائها تحقيقا لحقائق آية: فامشوا في مناكبها. ومن هذا الأصل، وما في معناه انطلقت هجرات البشر، وانتشروا في أرجاء المعمورة أمما أمما. ولله الحكمة البالغة في ذلك، حكمة ألهموا تحقيقها بأسباب شتى. فمن تأمل يجدها متنوعة ومتشعبة وكلها جملة أو تفصيلا لا يمكنها حصرها، ولا عدها، إن من أهمها ما يلي ـ بإذن الله تعالى: * أسباب طلب السلامة عدوا كان أو غيره... * أسباب طلب المعيشة تجارة كانت أو غيرها... * أسباب طلب المعاشية بين المتجانسين قرابة كانوا أو غيرها... * أسباب طلب المعرفة دينية كانت أو غيرها... * أسباب طلب النفوذ سلطة كانت أوغيرها... هذه الأسباب الخمسة احتوت على أهم أصول هجرات البشر جماعات كانوا، أو فرادى. ومهما يكن من أمر فإن المهاجر من موطن تمت فيه معاني الأصالة تجده يحن إليه على ضوء قول من قال: وحنينه لأول منزل. هذا ما سنلمسه من الراوية السيد ابن سعدن عمدة هذا الباب، قائلا ـ حفظه الله تعالى: إن إمز غيرسن قبل ما يحلون في محيط صحرائنا الغالية، كانوا في موطنهم الأصلي، وهو الجزائر. قائلا في معرض تعزيز أثارته العلمية ما أخبرني به ـ حفظه الله تعالى: أن أخته سافرت إلى الجزائر فوصلت منطقة من مناطق الجزائر، فرأت امرأة هناك وقد جرى بينهما سؤال، فقالت له أخت عمدة النقل: ما هي قبيلتك، فقالت لها الأخرى الجزائرية إن قبيلتي تسمى: إزَنْغيرسن، أي: أمزغيرسن. بذلك فسره لي كما أخبرني أيضا: أن رجلا غربيا أي من دول الغرب جاء ليأخذ دم الأشخاص لإجراء دراسات تناسلية، إضافة إلى أخذ أوسمتهم التي يسمون بها بهائمهم. فكان ممن أجرى عليه تلك الدراسة بعض رجالات إمزغيرسن كان في تلك الجماعة، ثم كتب له وسمهم أي: وسم قبيلة إمز غيرسن الموسوم على هيئة: ( رأس السيف) لدى الطوارق. فقال لهم ذلك الرجل الغربي إن هذا الرسم رسم قبيلة: (كل تفدست) وهي قبيلة من قبائل مجتمعات دولة الجزائر. قلت: إن عمدة النقل رسم لي وسمهم، لكني لا أحسن رسمه بالرسام في الحاسوب الآلي، لذا عدلت عنه إلى وصفة جملة بما تقدم وصفه آنفا. هذا وقد دل هذا الوسم في الأصل، على رمز من رموز القوة الفتاك في القرون السوالف... كما تفيد الرواية أن مجتمعات صحرائنا مجتمعات اجتمعت إثر هجر، كما هو معلوم بالضرورة، وقد يكون عامل ذلك الاجتماع عامل التعايشات القرابية القبلية، كاجتماع قبائل إموشاغ قبيلة قبيلة، وكلسوك ـ السوقيون ـ قبيلة قبيلة، وإفوغاس قبيلة قبيلة، وإمغاد قبيلة قبيلة... كلها حلت في محيط أفقنا الغالي، بعد تفرق وقع في مواطن لها سابقة قديمة إلى مواطن أخرى حديثة بين حين وآخر من الدهر... وما سبق يقال مثله تماما في بقية قبائل مجتمع صحرائنا الغالية قبيلة قبيلة... وعلى كل حال فإن العامل القرابي ظاهر في جمع شتات كل قبيلة بأختها في موطن واحد بعد هجرهم من مواطنهم الأصلية موطنا موطنا... فلذلك يحتاج كتاب تاريخ صحرائنا الغالية إلى استنطاق حفظة التاريخ في كل قبيلة لنقف على ما أمكن من معرفة مواطنهم القديمة والحديثة لحكم تاريخية جليلة لدى أهل المعرفة... وعليها نهجت نهج هذا النهج لدى التعريف بكل قبيلة أجمع شيئا من تاريخها على لسان أهلها الحفظة لما يلفظونه من تاريخ قبائلهم قبيلة قبيلة... |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-18-2014 الساعة 10:09 AM
|
09-17-2014, 08:25 AM | #30 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: تثقيف اللُّسَن بأخبار ومآثر إمزغيرسن
قبيلة إمز غيرسن: في تاريخ تنقلها داخل الصحراء إلى غرب نهر النيجر إنه لما وقفنا على ما تقدم من معرفة جهة الأفق الذي وردت منه صحرائنا الغالية قبيلة إمز غيرسن، وهي أفق الجزائر. الذي هو من المظان في تلك الهجر التي نقلت قبائل صحرائنا من كل حدب وصوب إلى صحرائها إبان تأسيس مملكة تادمكة ـ مدينة السوق التاريخية. فتكون كل قبيلة وردت أصلوها إلى مملكتهم هذا... سواء كانت الأصول من القبائل السيادية السلطة، أو السيادية العلم... كما أن القول وارد في أن تلك الأصول ممكن أن تكون من قبائل صنهاجة جملة، أو قلنا إشارة إنها كتل قبائلية ذات أصول مختلفة شتى. كما أنه ممكن أيضا أن تكون تلك الأصول من جمل جماعات المرابطين السائرة سير نشر الإسلام وتعاليمه بلدا بلدا على وجه الجهاد، فتجعل في كل مجتمع اعتنق الإسلام من يعلمهم أمر دينهم كدعاة كما أثر... أو قلنا إن قبائل هذه المملكة بلغت بها الهجر مملكتهم هذه لعامل من عوامل النفوذ... ومهما يكن من أمر فأن قبيلة إمز غيرسن من القبائل اللاتي احتضنتها صحرائنا الاستقبال ثم النجابة... ثم سرت في أرجائها ما بلغ بها ما يحدثنا به عمدة النقل الراوية السيد ابن سعدن قائلا ـ حفظه الله تعالى: إمز غيرسن و(كَلْ هَنْسَطَّفَنْ) أسبق قبائل إموشاغ إلى غرب النهر ـ نهر النيجر جهة: دولة مالي. |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-18-2014 الساعة 11:12 AM
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|