|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-01-2011, 05:35 PM | #11 | |||||||||
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: إنظار المعسر المدين
بارك الله فيك مؤرخنا الكريم أبي العباس وجزاك خيرا على هذه السلسلة النيرة عن أعلام اهل السوق عامة وعن شيخنا زين الدين التنغاكلي ولي ملاحظة على ماتقدم من ترجمته وهي عدم ذكر شيوخه في الترجمة .
أكرر شكري وتقديري لكم |
|||||||||
|
01-03-2011, 12:34 PM | #12 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: إنظار المعسر المدين
الشكر والتقدير: بعد أسنى التحيات: الأستاذ الكاتب أبو عبد الله ـ بارك الله فيك وفي مرورك الأخوي الثقافي المثري، أشكرك الشكر الجميل. الأستاذ الفاضل، من حقكم إبداء حقائق الملاحظات، والملاحظ هو المستفيد الأول. لذا لتعلم أن ملاحظتك وصلت بوصولنا مواطن معانيه ـ فارحمني بالدعاء الصالح، ولك مني الشكر والتقدير... علماً أن صعوبة الوقوف على مثل أولئك الشيوخ الأكابر من علماء السوقيين وغيرهم، هو الذي أوردني موارد متشعبة المذاهب. وكل ذلك لأشارك في انتشال ما يمكنني إنقاذه من تاريخنا الغني المناجم المجدية... نسأل الله أن يتداركنا برحمته الواسعة في الدنيا والآخرة. |
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................................................. ......................... اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ |
01-03-2011, 12:37 PM | #13 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: إنظار المعسر المدين
شيوخ شيخنا الأطواد الرواسي ـ عليهم شآبيب رحمات الرب ـ سبحانه في علاه:
قلت: إن من مواطن الحزن الأليم، ما أسوتي فيه هدي النبي يعقوب ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم: إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ... اللهم ألطف بنا يا من بلطفه أكرم من سن سنة الحزن حين يغيب خبر فضلاء الأنام بإيناس وحشته بابن الكريم بن الكريم الكريم...: يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ. إن مما يعد من بلاء التاريخ السيئ المبين، ما دفن في صحرائنا التي اعتدت علينا بتصحرها الذي لم يسل منه أرباب القلم العليم الصائب، كقلم صاحب: أدب الكاتب.... من تدوين باذخ مفاخر مجد تاريخ ما لا يحصى من علماء آل السوق عصراً عصراً خاصة مثل هذه الفترة المتمتع بجهابذة العلماء الأعلام، في كل فن، بين قبائل السوقيين، ولا سيما أعلام هذه القبيلة التي من غدر الزمان بأهله ما كنزه من درر تاريخ مثل أعلام هذه القبيلة الجليلة المآثر العلمية فناً فناً... الذين منهم بعض شيوخ شيخنا المهتدى بهم إلى ما هو من يسير أثرهم أثراً كاد أن يندرس باندراس جهته.... وقد وقفنا عليه بعد طول البحث في براري مضارب تلك الصحراء التي كأنها المعنية في دفنها مفاخر أهلها بالمثل المشهور، الموعوظ به صاحب: لعاب المنية ـ المناقش:وعلى نفسها جنت براقش. وفي مجلة الكوثر ـ العدد 16 ـ السنة الثانية ـ ذو الحجة 1421هـ ما نصه: وكانت بلدة السوق مركزاً مهماً تخرّج منه آلاف العلماء. كل هذه الأعداد الحقيقية وغيرها من آل السوق، ومن القبائل العلمية المتمتعة بها هذه الصحراء الجانية على نفسها مع غلائها في نفوسنا، إلاّ أنها أصيبت بداء الصحارى، الخاص بدفن محاسن أهلها ـ إنا لله وإنا إليه راجعون. فها نحن نتعرج الآن مع سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ إلى سلسلة من شيوخ شيخنا الأطواد. **- الطود الأول: والده الكريم الشيخ العلامة محمد الصالح ـ إنقنا ـ بن حازَّ السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. فقد أفادني سعادته بأن نجله شيخنا قرأ على والده جمع الجوامع. قرأ عليه جمع الجوامع.. قلت: ما أدراك بهذا العلم النير به زمانه الشيخ العلامة محمد الصالح ـ إنقنا ـ رحمه الله ـ الذي مما التقفناه من يد الاندراس، ما حدثني به شيخي المؤرخ ربيعة الرأي عبد الله بن محمد آحمد الشهير بإنتملمولي الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله ـ أحد حفاظ التاريخ الثقات الأكياس، أن أحد أعلام الدعوة إلى الله تعالى ـ في عصره الشيخ العلامة السلفي الحجة الرباني، المتفنن في العلوم الإسلامية الشيخ عبد الله بن المحمود المدني الأدرعي السوقي التيسي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ من سما بصحرائنا إلى عالم المفاخر الحقيقية ـ الدعوة إلى الله على الصراط المستقيم ـ هدي إمام أئمة الدعوة محمد بن عبد الله المصطفى ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أهل النهج القويم. إن بدر الدجى الشيخ عبد الله المدني، لما زار الكثير من قبائل آل السوق، المتمتعة وقتئذ بأعلام العلماء الكبار، كان من بين من زار قبيلة تنغاكل الحصينة الدار، وكانت زيارة هذا العلم الدعوي الكبير، وقعت في زمن جبال من العلماء في حيّ تنغاكل، ومن بين أولئك السادة الأكابر العلم الشامخ محمد الصالح ـ إنقنا ـ رحمه الله. فاستقبلوه بالحفاوة والإكرام، وبعد أن وقع أسنى معاني الضيافة اللائقة بالأعيان الكرام، تفرغ له هذا الطود الشيخ محمد الصالح ـ إنقنا ـ بعد أن التمس من أسود أفقه الضارية، أن يتيحوا له الفرصة الانفراد بهذا الضيف الدعوي الكريم، خاصة فيما يتعلق بالكتاب والسنة، فآثروه على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة. عند ذلك التقى البحران، إلاّ أن بينهما برخ السنة النبوية ومواطن مختارة من آي الذكر الحكيم، فلا يبغيان. في وسط جهابذة أولئك الحضور، فما من سؤال دقيق تخفيه الصدور، إلاّ وعرض هذا العلم الشيخ محمد الصالح ـ إنقنا ـ ما دق منه في الكتاب والسنة، وكان بقدر دقة تلك الأسئلة الدقيقة، قدر ما ورد عليها جواب علم الدعوة إلى الله تعالى الشيخ عبد الله المدني بكل ثبات وإتقان وتمكن ومهارة في معقوله وحفظ وضبط لمنقوله... ما جعل العلامة العلم الشيخ محمد الصالح ـ إنقنا ـ يقول لأعلام عصره: ما رأيت أحفظ لكتاب الله ولا للسنة، ولا أعلم بهما من هذا الشاب... وكان أسن من المدني بكثير... ولما أشعرهم بتركه لهم وتركهم له، بإقراره للمدني بتلك الشهادة التي بمثلها يسمو التاج على الرؤوس، ولو تعامى عنها المقصور من مرضى النفوس... بمثل تلك الشهادات التي يفتخر بها إن وقعت لأنها من قبل أهل العلم العلماء الأعلام، لا من يعد إن وقعت منه الشهادة بمثلها تكون في مقابلها كشهادة العوام. ثم إن بدر الدجى الشيخ عبد الله المدني، لما خرج من المغاطسة في علوم القرآن والسنة، خرج من السباحة بمهارة فائقة، من حينها قال لؤلئكم الأسود ـ جبال العلم الجدد البيض الغرابيب السود، أريد القِرى ـ الضيافة، قلوا مقالة: نحن الضيوف وأنت رب المنزل. أي: اختر من أنواع الضيافة ما تتوق إليها النفس، فقال بعد أن صعد به الحال النفس: إنني أشتاق ما اشتهر عنكم من المهارة في النحو، فنزل ببعضهم الميدان، فخدره ببعض مخدرات النحو الحسان... ما جعله يقول قوله المأثور: أشهد أن النحو ما شرّق ولا غرّب لإنَبْرامْ... فأين نجلة أعيان كبار الرجال، فلتبك تلك الباكية هنا بكاء ذات الدلال. قلت: وإنبرام، منزل من منازل قبيلة تناغكل في الربيع والخريف، وهو في ضواحي قوسي على مشرقها، ويبعد عنها نحو عشرين كيلاً. هذا وإن هذه الحادثة التاريخية الجليلة أتحفني بها شيخي ربيعة الرأي استطراداً هذه السنة 1431هـ. لأنها قالها لي معرض ما كتبته عنه مما يتعلق بالشيخ العلامة السلفي العلم عبد الله المدني، الذي سمع منه تلك القصة، إذ كان شيخي ربيعة الرأي ممن يستصحبه الشيخ المدني ـ رحمه الله. وكان شيخي غلاما وقتئذ، فلازمته لأخذ ما في ذاكرة التاريخ خلال يومين هما ظرف زمان، لما يتعلق بهذا العلم الدعوي الشامخ، الذي مازلت أسعى إلى أن أظفر بمزيد من تاريخ أيامه الجليلة لأسبكها سبك المجوهرات ـ بإذن رب الأرض والسماوات. لأن الدعوة إلى الله تعالى أجل ما شغل بها المرء حياته لأنها سعادة الدارين، والذي دعاني إلى المشاركة في جانب التاريخ إنما هو ضرب من التحيز، الذي يمكنني من تدوين شيء من تاريخ مجتمعاتنا في صحرائنا الغالية، خاصة جانب أهل العلم، وسادات المنطقة... فإذا تيسر شيء من قيد بعض ذلك الصيد الثمين، فسنعتزل الساحة للغير عائدين إلى الدعوة إلى الله بين خدمة آثار أهلها ـ بإذن الله ـ وبين نشر ما تدعو إليه من إفراد الله تعالى وحده، وبيان ما يضاده مما ابتدع خاصة في جانب العقيدة الصحيحة والتوحيد السليم ـ إن شاء من بيده ملكوت كل شيء. فصبر جميل، وقديماً قيل قول الشاعر النبيل: لا بد من صنعا وإن طال السفر. هذا ما أرجو أن نوفق إليه، وما ذلك على الله بعزيز، وهو ولي التوفيق. |
|
01-03-2011, 10:25 PM | #14 |
|
رد: إنظار المعسر المدين
شكرا لك أخي على نقلك هذه السيرة العطرة لهذا الجبل الأشم - أجزل الله لك وله المثوبة-.
|
قال صلى الله عليه وسلم: (( من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس)) |
01-05-2011, 10:46 AM | #15 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: إنظار المعسر المدين
الشكر والتقدير: بعد أسنى التحيات: سعادة الدكتور أبو عمرو المراكشي زينة الدور ـ بارك الله فيك وفي مرورك الأخوي الجميل، الحسن معاني الدعاء الجليل.
سعادة الدكتور الأستاذ الفاضل، لتعلم أن ليس هناك قبيلة علمية غير آل السوق في صحرائنا الغالية إلاّ وبحث عنها وعما لها من الفضائل. ودونت من ما ـ إن شاء الله عندما يتلى فضلها عند ذكر مآثرها بنشرها، ليقولن القارئ الكريم إن الكاتب من حفدتها الفخورين بمكللات جواهر عرشها. وفاءً لتاريخ أعلام صحرائنا الذين منهم سادات دولهم الذي أسطر شكري هنا مرة ثانية لمرورك الثمين على موضوع: تطوير الفن....في تاريخ آلاد وكردن. |
|
01-05-2011, 10:49 AM | #16 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: إنظار المعسر المدين
الطود الثاني: الشيخ العلامة أحمدُ بن محمد الصالح ـ إنقنا ـ بن حازَّ السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله.
قلت: من أجل ما أتحفني به سعادته من فوائد مدخرات التاريخ، الوقوف على هذا الطود الشامخ. وإنني كلما لمت صحرائنا الغالية ندمت على ذلك لما ظهر لي من أسرار صناع التاريخ. قوم يقودك صنيعهم الجميل إلى ما بلغ بهم التواضع والزهد عن الدنيا والبعد عن خشية العجب بالنفس كل مبلغ، فكان من توافقهم العجيب، أن تواطئوا على ذلك الهدي الجليل الذي لو تأمله حق تأمل من دان نسفه، لأصيبت مقاتل نفسه خاصة في معرض إظهار المفاخر التي هي خلاصة مآثر الأقوال والأفعال المحمود في ميزان المناقب، فمن نظر في آية: أتعلمون الله بدينكم. لا شك أنه إن لم يكن مغلوباً سيسرع إلى إحياء معنى قول القائل الحكيم: ما يصنع العبد بعز الغنى***والعز كل العز للمتقي. هذا إذا كان في جواهر الغنى الملموس المشاهد، فما البال بصنيع وقع كمنقبة جليلة وفق إليه المحظوظ بها، ثم مضت بمضي يومها، بل ساعتها... فلا يمكن الاستفادة منها إلاّ على سبيل ذكرها... وذلك مما يدركه أيّ عاقل، فما بالك، بمن أمر أن يتدبر قول الحق ـ سبحانه:إن أكرمكم عند الله أتقاكم... قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله: وفي الآية ما يدلك على أن التقوى هو المراعى عند الله تعالى وعند رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون الحسب والنسب. سورة الحجرات. فكان هؤلاء الأطواد من الذين أكرمهم الله بفقه قوله سبحانه: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس... فلذلك تجد أن كثر ما دون من قبيل المآثر من السير والتراجم إنما كتبه دون من أكرم به خشية الإفلاس. فما وقع منه خلاف ذلك كمن كتب عن نفسه ـ مشكوراً ـ إنما وقع بعد أن تلثم بلثامه الحديث متزينا بمعاني آية: وأما بنعمة ربك فحدث. فأورث هول الموقف ـ نقلاً وعقلاً ـ علماء صحرائنا خاصة آل السوق أن جبنوا كلهم، حتى عن تحدث أحد أعلامهم بتدوين سير من سواه فكان كل جيل ضحية من قبله على سواء كأسنان مشط، متوارثين تحقيق أسمى معاني قال الشاعر، خاصة في مثل تي المشاعر: حسبت التقى والجود خير تجارة***رباحاً إذا ما المرء أصبح ثاقلا ومما يؤيد ذلك ما تناوله الدكتور الهادي المبروك الدالي، حين تكلم آل السوق، قائلاً: وبما نحن بصدد الحديث عن الحياة الثقافية في تمبكتو يجدر بنا أن نتحدث عن مدينة السوق التي كانت مركز إشعاع حضاري في السودان الغربي... وقد أعجب بهم سكان أزواد لعلمهم وتقواهم... مملكة مالي وعلاقتها مع المغرب ـ ط: دار صنين للنشر والتوزيع. لذا فكل ما وقف عليه من آثارهم الحسنة، هم وأمثالهم، إنما هو من باب قول الآخر: يخفي صنائعه والله مظهرها***إن الجميل إذا أخفيته ظهرا هذا وإني بهذا الطود العظيم الذي آوى إليه أخاه، ليقوي أصوله الثابتة في شتى الفنون... إذ الحال ينطق بأن مبادئ العلوم أخذها شيخنا بينه ويبن ركن أصلهما المتين الشيخ العلامة محمد الصالح إنقونا ـ فنشأ شيخنا بين والده العلم الشهير وبين أخيه ذي المقام العلمي الكبير، المتين المعارف أحمد، فامتلأ علماً من رأسه إلى أخمص قدمي الجسد، كوعاء علمي طاهر حصين، فحوض فياض فنهر عذب معين... ثم إنه بعد هذه المرحلة الجميلة بدأت رحلته العلمية في سفن بحرية علمية تنغاكلية إماماً بعد إمام كالجواري المنشآت في البحر كالأعلام. على معنى قول أحد الناطقين بحقيقة آل السوق جيلاً جيلاً، وهو الشيخ العلامة إغلس الإدريسي السوقي المرسي، حين تخلص إلى قوله: ولا أرى غير التعلم الحسب***ولا أمت بأساليـــب النســـــب لكنني من ضئضئ ابن المنتخب***الحسن اللباب من أم وأب |
|
01-08-2011, 09:25 AM | #17 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: إنظار المعسر المدين
الطود الثالث: الشيخ العلامة أحمدُ بن الصالح ـ مَقا السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله.
قلت: إن هذا الحبر بحر من بحور العلم الزخار، وعلم من أعلام العلم الوهاج به عصره من كأنه العلم الذي: في رأسه نار. ولقد كان من بحار فنون العلم الذي تتسابق إليه سفن أعيان طلاب العلم لاستخراج أفخر أنواع المجوهرات العلمية، فتظل تلك السفن ـ ما شاء الله رواكد، ثم تعود بأربابها أعيان العلماء كل علم شامخ مشاهد. بعضهم اسقر به مغربه ركناً شديدا للبلاد، وبعضهم شرق إلى المشرق فإذا هو ركن شديد العماد. فطرزت بهذا العلم تراجمهم في المخطوط والمطبوع من مشاهير آل السوق ممن تشرق، ليقيد مسطراً بماء الذهب المعنوي في مسرد شيوخه الأعلام اسم هذا العلم: أحمدُ بن مَقا. هذا وإن طالباً واحداً فقط من مشاهير طلابه في بلاد الحرمين، قد تخرج في يده هو جمهور من علماء المشرق الأعلام ـ جعله الله ممن لم ينقطع عنه أجر ما بذله من الجهد الكبير في تعليم فنون العلم العظام. وهنا أقول ومن الفوائد الفرائد الجليلة العجيبة، أن ليس هناك من يسعى آل سوق العلم الكبير في أفقهم بمنافسه في العلم... بل الحقيقة أن المنافسة بين الشيخ السوقي وتلميذه أياً كان، على نحو ما شافهني به شيخنا زين الدين صاحب هذه الترجمة قائلاً، في معرض بيانه القرابة بيننا كما مضى، مضيفاً قوله: وإن كنت أتيتني لأجل العلم فلا تفضحني، معللاًً معنى ذلك بقوله: لأن الطالب إذا لم يكن نجيباً بسبب جده واجتهاده يصبح في ظاهر الأمر عاراً على شيخه... فلذا آل السوق لا ينافسون إلاّ شيوخهم جيلاً جيلاً على نحو قول القائل: مشى الطاووس يوماً باختيال***فقلد شكل مشيته بنوه ولقد كان طلاب السوقيين أروع الأمثلة في حقيقة ذلك، وسعادته المنقول عنه هذه التراجم نسخة من نسخ واقعهم العلمي الجليل. لذا فمن يسوق لنفسه بمنافسة كل أسوك له في مراتبه العلية، فليعلم أنه على زعم منه لا غير... فالسوقيون لا يعلمون عنه ولا يدرون به ولا يعرفون عنه شيئاً فضلاً عما يسوقه شأنهم في ذلك من أتاهم من أهل العلم وعرض عليهم ما أشكل من مسائل العلم بينوا له ما شهد التاريخ بمثله، كما في مسألة حكم الحج بالطائرة، أتاهم السوال نظماً فأجابوا عليه نظماً بمائة قصيدة منها النيرات، كما سماها الشيخ الكنتي صاحب الطرح، ما جعل التاريخ يتغنى بثنائه عليهم بأعطر ثناء، كما وقع من غيره لهم، وإذا لم يقصدهم عالم بمثل ذلك فهم في القديم والحديث همهم التبحر في العلم كمهنة شرفهم الله بها جيلاً جيلا. وليس ذلك عن آل السوق بالشيء العجيب، بل ندرة وجود من لم يبلغ مرتبة العلماء الأفذاذ فضلاً ما دونهم من طبقات العلماء المتفاوتين. هو الذي يجعل من يتكلم عن السوقيين من أعيان العلماء الثقات الأثبات العدول يعمم المدح في آل السوق جهة تبحرهم في العلوم، وتنافسهم في المقام العلمي الأسمى كما تقدم بيانه. ولقد مضى شيء من ذلك مما قاله علماء الآفاق، الذين منهم: الشيخ العلامة اندغ محمد المختار بن القاضي ـ رحمه الله ـ حين جمعهم به المحيط أنشد: قصيدة يمدح فيها السوقيين. كما في كتاب: التاريخ السياسي والاقتصادي فيما وراء الصحراء، ص 370 للدكتور الهادي الدالي. هذا غيض من فيض ما لو رام أيّ مدع في أفق صحرائنا الغالية أن يولد وليدة تنافس من توتر ثناء العلماء عليهم، لكذب حين يخضع لتحقيق قول القائل: والدعاوى ما لم تقوموا عليها***بينات أبناؤها أدعياء وباب الدعاوى باب يهرع إليه ضعفة الحجج والبينات خاصة، كوسيلة إثبات مزاعم صنف بعض أهل العلم في بيانها، من ذلك عبد الحافظ عبد الحق الحجاجي المصري، تحت عنوان: منح مفيض التوفيق في كيفية الدعاوى والتوثيق. جمع فيه قواعد أحكام شرعية وأصول الدعاوى وشروط صحتها... كما قاله محمد مطيع الحافظ، في كتاب: فهرس مخطوطات الظاهرية ـ الفقه الحنفي 2/217. قلت: بمثل تلك الشروط ينكشف كل جعل الكذب مطية، ليفجر بكذب لم يعرف له أصل من قبل بل محض فرية ومينة. ولقد كان استصحابي لنقول العلماء في مصادرهم نقلاً موثقاً من باب قوله تعالى: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. ليكون مما يمكن القارئ الكريم الرجوع إليها حول ما أسندته إليها من درر ما قيل من الثناء العطر كدليل جليل لما بلغه من المرتبة العلمي العليا ((كل أسوك ـ السوق ـ السوقيون ـ آل السوق ـ التادمكيون...إن ذكرت تادمكة في معرض العلم)). ولولا إفادة القارئ الكريم الآفاقي ببعض حقائق آل السوق العلمية الجليلة السامية، لما تناولت ـ بإذن الله ـ تلك النقول النيرات بمدح آل السوق في معرض التبحر في العلوم الإسلامية، لما قيل: المرء أدرى بما في بيته.. لكن جنحت إلى النقول المسندة لإتحاف القارئ الكريم بما يورثه التحقق من القول. فمن ادعى قرب مستواهم على الخصوص والعموم، فضلاً عن محاذاتهم حذو القذة بالقذة فليكشف لنا عن ذلك السر المكتوم. ممن بلغ ذلك في أفقهم نقلاً من صادر مطبوعة مغربية، أو أخرى مشرقية مطبوعة عربية، باسم قبيلة مشهورة باسم يميزها عن بقية قبائل العالم غير العامة، فالعامة يشترك فيها من ينتسب إليها من أرجاء المعمورة. فعند الرجوع إلى المصادر، يعلم حقيقة الوارد من الصادر، في مثل ذلك تورد شواهد المغلوب، قائلين بقول القائل: سوف ترى إذا انجلى الغبار***أفرس تحتك أم حمار فمن أراد إثابة دعواه فليأت بها بيضاء نقية على منهج المتبع لدى: ذي المعرفة. قال ابن الصلاح: روينا من غير وجه عن عبد الله بن المبارك، أنه قال: الإسناد من الدين، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء. ص 215. ط: دار الحديث للطباعة والنشر والتوزيع. إذ من رام إثبات محجة بلا حُجة، كان كمن بر غيره بفرض عينه حِجة. ولقد كانت التراجم والسير والتاريخ عموماً من المناقب وما في معناها مما لا ينبغي أن يتناولها الكاتب من عندياته من غير: أثارة من علم. فما أحسن قول القائل: الدين إنما أتى بالنقل***ليس بالأوهام وحدس العقل ولقد كان بوسعي أن لا أذكر نقولات الشواهد عن ((كل أسوك)) البتة على نحو ما مر شيء منها، لكن ذلك سبيل من يهرف بما لا يعرف، أو من يعدم شواهد البراهين على إثبات مزاعمه، فيحيي لقراء الحقائق حقيقة قول القائل: إذا قالت حزام فصدقوها***فإن القول ما قالت حزام. فعند الرجوع إلى تاريخ: آثار آل السوق العلمية، سيرى القارئ الكريم رأي العين حقيقة قول الشاعر: العلم أبقى لأهل العلم آثارا***يريك أشخاصهم روحاً وأبكارا من ذلك ما يتمتع به مركز أحمد بابا التمبكتي، من مخطوطات كثير منها تأليف آل السوق، وكثير منها منسوخة بخط كل أسوك، ما جعل مركز أحمد بابا التمبكتي يصنف ما وجد منسوخاً بخطهم الجميل المعروف بصنف خطي خاص، كما يلي نصه: وكتبت مخطوطات المكتبة بعدة خطوط، منها: المشرقي، والمغربي، والصحراوي، والسوقي، والسوداني. ولكل نوع من الخطوط تنوعات عديدة، فذكرنا الأنواع الرئيسية فقط. 1/د.فهرس مخطوطات أحمد بابا للتوثيق والبحوث التاريخية بتنبكتو. إعداد سيدي عمر بن على. طبعة: مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي. وكل من عجز عن إثبات دعاويه التي هي أوهى من بيت العنكبوت، أجبر خاطره بمعرفة مصير مقلوب الحقائق، بقول القائل عنه: كناطح صخرة يوماً ليوهنها***فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل لذا إذا بلغ بنا السعي تاريخ: التاريخ التراثي السوقي، ستكون هي الحكم الفاصل، كما يكفي دليلا ما في مركز أحمد بابا التمبكتي، وفيه غنية تجعل القارئ الكريم يقول حقاً ما قاله الشاعر: العلم أبقى لأهل العلم آثـــــــــارا***يريك أشخاصهم روحاً وأبــــكارا حيّ وإن مات ذو علم وذو ورع***ما مات عبد قضى من ذاك أوطارا وذو حياة على جهل ومنــــــقصة***كميت قد ثوى في الرس أعــصارا واجعله لله لا تجـــعله مفـــــــخرة***ولا ترائي به بـــــدواً وأحــــضارا كما أورده صاحب كتاب: الحركة التجارة والإسلام والتعليم الإسلامي في غرب إفريقيا... فاستناداً إلى مثل تلك النقول الموثقة نأوي إلى ركن علمي شديد في هذه الترجمة، لنتواصل به وهو من صحبناه ليبث لنا درر تاريخ أعيان المنطقة ذلكم سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ قائلاً: **- الشيخ العلامة أحمدُ بن مَقا السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. وهو من شيوخ الشيخ زين الدين السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. مضيفاً إفادة فريدة جليلة أخرى، وهي قوله: **- الشيخ العلامة مفلح بن حماسْ السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. من علماء تنغاكلي القدامى. وهو من شيوخ الشيخ العلم أحمدُ بن مَقا ـ رحمه الله تعالى. قلت: إن هذا الطود أحمدُ بن مَقا ـ رحمه الله تعالى ـ من العلماء الربانيين الأفذاذ، الذين أحفظ لشيخنا زين الدين ذكره الشذي لشيخه هذا العلم في موضعين. الموضع الأول: أن شيخنا من أعيان طلاب العلم الذين استناروا بعلم هذا الطود في سن مبكر، إذ أخبر شيخنا في مناسبة تتعلق ببعض من تخرج بين يدي هذا الطود العلمي العظيم، قبل أن يتهج إلى بلاد الحرمين، قائلاً شخينا عن نفسه إنه وقتئذ صغير سناً بالنسبة لمن كان وقتئذ في مستوى التخرج لانتهائه من المقررات المختارة الشهيرة من متون العلم التي لا يصلها في المشرق والمغرب إلاّ من بلغ منتهى التحصيل ـ حسب تلك المناهج العلمية السامية. متخلصاً شيخنا إلى بيان معاني شوقه الشديد لأخيه ذلك قائلاً هذا من أسباب تعطشي لملاقاتي ذلك الخريج الجليل، لأنه غادر البلاد في الفترة نفسها التي وصل فيها شيخنا إلى ظل هذا الطود الظليل ـ رحم الله الجميع. الموضع الثاني: جاءت مناسبة تتعلق بذكر تاريخ الغزو الفرنسي الغاشم البغيض، خاصة لصحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق ـ الذين سطروا على صفحات رمال صحرائهم العزيزة بالدماء، التي جرت عليها في سبيل إعلاء كلمة الله العليا فقَتلوا وقُتلوا الشهداء. فلما أحكم الاستعمار المعتدي الظالم سيطرته على تلك البلاد الإسلامية، كانت هناك مواقف جليلة النماذج من مجتمعات صحرائنا في كره الكفر وأهله البغاة ومن شدة البغض للاستعمار وما يتعلق به ما ذكره شيخنا زين الدين من أمر شيخه هذا الطود، أن حكى من صنيعه الجليل: أن شيخه العلم أحمدُ بن مَقا ـ رحمه الله تعالى. كان لا يكتب بالقلم الصناعي، ولا يشرب في الصحون الصناعية، وإذا مر في طريقه بأثر سيارة، إن كان راكباً غمض عينين حتى يشعره من كان معه بتجاوزهما أثر تلك السيارة. كل ذلك وقع بغضاً للكفر وأهله وكره الاستفادة مما لم يعرف لدى القوم في صحرائهم قبل الاستعمار الذي جاء به ـ أخذاهم الله في كل حين وآخر بأخذه الأليم، أخذ عزيز مقتدر ـ يا مجيب الدعاء السميع العليم. هذا نزر يسير من دور آل السوق البارز في محاربة الاستعمار بعد استحكامه، من تحريم ما يتعلق بهم من الاختلاط بهم، وتحريم التعليم في مدارسهم، وتهجير أبنائهم إلى مواطن متوغلة في محيطهم ما جعل المجتمعات المجاورة لهم خاصة الطوارق ينهجون نفس المناهج مع النصارى حتى غلبوا على أمرهم ـ نسأل الله أن يتداركنا برحمته في دار الدنيا والآخرة. هذه إشارات ما بعد استحكام الاستعمار، وأما ما كان قبله فمن دور السوقيين البارز: الجهاد ضمن المجاهدين البواسل، بل بعضهم قاد معارك جهادية ساخنة تميزت فيها شخصية الفقهاء القادة في الجهاد ـ رحم الله الجميع. أضف إلى ذلك ما قاموا به من: دور الإفتاء بالجهاد، خاصة إذا غزا أهل الكفر ديار المسلمين، مبينين عظم أجر المجاهد في سبيل الله، من ذلك ما كان سبباً لهذه اللفتة من شيخنا عن شيخه. إذ كان سبب تناول ذلك لقاء وقع له مع أحد موالي قبائل إمغاد إحدى قبائل الطوارق التي أبليت في ذلك الجهاد بلاءً حسناً، وبصفة خاصة قبائل إمغاد: كل قُوسي. الذين يتحدث أحد مواليهم عن دورهم الجهادي الكبير، وكان هذا المولى ممن أدركه بداية الغزو الفرنسي الظالم، وهو قريب عمره إلى سن الشباب، إذ يحدث شيخنا ـ وأنا أسمع وما كنت أرى أن أكون راوية لمعاني هذه القصة الجليلة كما كنت أرويها هذه اللحظة المكتوبة في الأزل أن ستكون كما كانت ـ سبحان من أحاط بكل شيء علماً. وعلى كل حال فإن ذلك المولى المتقدم في السن، إذ بسبب كبر سنه وكونه شاهد عيان موثوق لدى شيخنا استنطقه شيخنا عن بعض مشاهداته التي منها قوله: إن كل قوسي، لما فوجؤا بالنصارى غازين لم يتصادموا معهم، حتى أفتاهم علماء آل السوق المجاورة قبائلهم بهم: قائلين لعلمائهم أنتم تقولون من قاتل هؤلاء فقتل في الجنة، ومن جزائه الكريم النعيم المقيم الذي منه حور العين، فقال لهم علماؤهم لا شك في عظم أجر من جاهدهم لإعلاء كلمة الله بإعزاز دينه أنه إن قُتل فهو من الشهداء البررة الميامين. قال المولى المتحدث عن دور أسود قبائل كل قوسي العظيم المواقف، إذ أخبر عنهم مولاهم: إن أعيانهم كل يرتدي ملابس زينته شاكي السلاح، قد جهز على فرسه آلاته الفاخرة بكاملها، ثم يمتطيه أمام عائلته من أمه وزوجته وبناته وأهل بيته ـ حسب عائلة كل واحد من هؤلاء الأسود الحربية الضارية، فيشق بفرسه الحي على نحو قول القائل: وولّى كشؤبوب العشي بوابل. فيخذ الفرس بالخبب تارة وأخرى بالركض، حتى يغيب عن أن أنظار الحي ثم يجريه إلى الحي بمهارة فائقة ونفس مطمئنة بوعد الله الكريم لا سيما النعيم المقيم على فرس عتيق مرتاض على الرياضة الفروسية رائض، كقول الآخر: فأقبل يهوي ثانياً من عنانه***يمر كمر الرائح المتحلب حتى يبلغ منزله في ركض شديد فيقبض في عنان فرسه فتصل بها شدة القبض حساسات اللجام، فيفاجئه فرسه بوقف كوقفة الصائد الجاري الرجام. على غير غفلة من الفارس ما يجعل فرسه يتضرع إلى الله ـ سبحانه ـ نحو السماء برفع يدين، وقيام الفرس الجواد على قوائمه، حتى كأنه ممن قيل في خلقه الكريم العجيب: ومنهم من يمشي على رجلين. ثم يقوم ذلك الفارس البطل بالوداع مع أهل بيته تاركاً ورائه أهله الكريم وملكاً فاحشا، يبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة. ماضياً فرسه في سبيله نحو أرض المعركة بفارسه البطل المجرب، كأنه المقول عنه: يمر كخذرف الوليد المثقب. قلت: وليس هذا موضع سرد ذلك التاريخ الجهادي الجليل ـ اللهم اجعل أولئك في جنات تجري تحتها الأنهار، يوم يحشر المفلحون في زمرة النبيين والصديقين والشهداء... وامنن علينا بالحشر مع أولئك المفلحين الأبرار. |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 01-08-2011 الساعة 10:01 AM
|
01-08-2011, 04:03 PM | #18 | |||||||||
مراقب القسم الإسلامي
|
رد: إنظار المعسر المدين
الشيخ المؤرخ السوقي الأسدي تحياتنا الخالصة وشكرنا الجزيل لكم على هذه التراجم لأعلام آل السوق ، ومن تعلق يهم
ما زلنا نتابع ونستفيد منكم التاريخ ومراجعه من صحف ومجلات ورسائل وكتب. أسأل الله أن يعينك على هذا العمل الجليل ، الذي لا شك أنه الشهادة الوافية والرد الكافي لكل من سولت له نفسه التعالي ، وادعاء المعالي على حساب أولئك الأجلة من علماء هذه الملة. شكرا جزيلا لك. |
|||||||||
l |
01-08-2011, 09:05 PM | #19 |
|
حواش وإضافات ..
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكركم أخي أبا العباس على عنايتكم بترجمة أعلام السوقيين.. وهذه شذرات مما ذكره الشيخ العتيق في الجوهر الثمين عن المترجم، وأهله وبعض علمائهم، مما كان على طرف الثمام.. قال عن قبيلة المترجم: وأما أهل تَنْغَ أكْلِ : (وأصل هذا الاسم أن البئر الذي يسكنون عليه أسلافهم وقع على عبد فمات وسمي البئر بهذا الاسم ومعناه قاتل العبد وتحولوا عن محل ذلك البئر ولكن بقي عليهم الانتساب إليه تبعا لانتساب أسلافهم ، ومثل كثير في القبائل التي تنسب إلى مواطن أسلافهم) فترجمتهم على وجه الإجمال أنهم حي من العلماء يتعلمون ويعلمون سائر الفنون ويحرصون على العمل بعلمهم ، وعنايتهم بالعلوم العربية من النحو والبلاغة والأصول أشد من عنايتهم بغيرها ومن عناية غيرهم بها ولا سيما النحو فقد سلم لهم السبق فيه ولهم في تعلمه وتعليمه طرق مسهلة بحيث لا يرحل إليهم طالب يطلبه إلا نجح باستثناء نادر لم يوفق ، وقد رأيت كثيرا من طلبة أحيائنا يعجزه علم النحو في حيه فيرحل في طلب العلم بل المعروف رحلة الناس إليهم في طلب علم النحو ونجاح الراحل إليهم.. وقال عنهم أيضا: وعلى هذا المنحى أشياخ حي تَنْغَ أكْلِ : فإنهم يفوقون كثيرا من أصحابهم في تحقيق علوم العربية وتحقيق علم الأصول بعضهم يحفظ جمع الجوامع لابن السبكي ويعتنون به فوق اعتناء غيرهم فاكتسبوا بذلك أنهم لا يعتقدون انقراض الاجتهاد كما يعتقده غيرهم ولا يحصرون الحق في قول واحد من الأئمة يدرسون مذهب مالك ويتعلمونه ولكنهم إذا أرادوا الانتقال إلى غيره من المذاهب في بعض المسائل انتقلوا ، وربما نظروا في دليل المخالف فيعتقدونه أرجح فيعملون بقوله لرجحان دليله ولا يعدون ذلك خروجا عن مذهب الإمام مالك بل يجعلونه حق المتابعة للأئمة لأن الأئمة كلهم نقل عنه ما معناه وحاصله الإرشاد إلى الأخذ بالدليل والفرار من التقليد المحض ، وتلك الأقوال كثيرة في كتبهم فوسعوا على أنفسهم في كثير من المسائل مع شدة ورعهم في كثير منها وتحرجهم في كثير يعمله غيرهم من أصحابهم وكان ذلك طريقة لهم قديمة يأخذها الأخلاف عن الأسلاف . وذكر من مؤلفي السوقيين في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل الذي بعده : أحمد بن الهادي من أهل تَنْغَ أكْلِ |
[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).
صفحتي في الفيس بوك https://www.facebook.com/nafeansari |
01-10-2011, 10:43 AM | #20 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: إنظار المعسر المدين
الشكر والتقدير: بعد أسنى التحيات: شيخنا شيخ المنتديات محمد أداس السوقي ـ بارك الله فيكم وفي مروركم بالقلم البار... شيخنا:ولقد يبلغ بي هذا المرور المنشط الزكي، مبلغاً كاد يخدرني فتتداركني رحمة من ربي بلطفه الخفي، وبره الحفي. فارحمني بمثل ما تدعو لي من الدعاء الصالح الذي أسأل الله أن يضاعفه لكم ـ إن ربيع لسميع الدعاء. الأستاذ الأديب أبا أسعد اليعقوبي، الفاضل الكريم الأبي الأب ـ بارك الله فيك وفي مرورك، المقول عنه مقالة القائل: فداويني بالتي هي الداء. في نشروا تاريخ آل السوق المنظوم والمنثور، الغريس الأصول الطيب الفروع الثمير اليانع المنظور. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|