نثرة الورود الثالثة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي البر الكريم

أيام ما كان هذا الدين مغترباً***بل في عرانينه أيام ما كانا

إن لم تكن لرسول الله نسبته***فهبه مخترعاً من آل يونانا

أو الثناية فهي ما تقوله***وفق المشيئة من يدعون برهانا

من بعد موسى فليست من مئالفنا***كلا فإن كتاب الله أغنانا

أثنى صلاة تليق بالجليل على***وجه يليق بقدر نجل عدنانا

عليه أحمد مع الآل وعترته***ما كان للدين هذا الذكر ديوانا

أنوار الشروق 87-88.
قال مؤلفه ـ حفظه الله ـ تعليقاً:
((السر هو بعض الجداول والطلاسم التي يستعملها المشعوذون تارة بحروف مقطعة، لا يعرف معناها، وآونة بطلاسيم وجداويل تتخللها أسماء الجن، وبعض الملائكة، وغير ذلك من الشركيات التي يستعملها هؤلاء.
والشيخ يقول لهم: إن السر الذي تدعون أنه يجر إليكم مكاسب دنيوية، ليس فيه إلاّ إحباط لدينكم.
فإن أردتم معرفة السر الحقيقي فارجعوا إلى الله، وتقوه فسوف يوتكم كل ما تريدون لأن التقوى هي السر بين الله وعباده كما أن السر هو السبب بين الإنسان والجن والشياطين.
يدعي بعض المشعوذين أن السر من العلوم التي خص الله بها رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كبرت كلمة تخرج من أفواههم.
أرى هنا إدحاض حجة الذين يدعون أن لهم علماً ببعض الأمور الغيبية التي استأثر الله بعلمها، ولم يطلع عليها ملكاً مقرباً، أو نبياً مرسلاً.
ثم قال: إذا كان ما تقولون من ادعاء علم الغيب، أو المكالمة حقاً فاتركوا لنا البحر رهواُ، وألقوا عصى ترتد ثعبانا، كما فعله موسى ـ عليه السلام.
وقد شدد علماء المسلمين النكير على من يدعي علم الغيب، أو التصرف في الكون.
ونقل ابن رشد في سماع ابن القاسم من كتاب السلطان : ثلاثة أقوال فيمن يقول إنه يعلم متى يعدم فلان، أو وقت نزول المطر، أو حدوث الفتن، والأهوال، وما يستتر الله به من الأخبار والمغيبات، وشبههما، فقيل: إنه كافر يجب قتله من غير استتابة، وقيل: بعد الاستتابة..)).

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي البر الكريم

احجزني قبل هجوم الهجو ما التاسا***حجري ولا حول محمي الحمى داسا

ولا ألم قريباً من شقاق قدى***ولا القرينة عافت سائساً ساسا

ولا استهلت بذاء فوق جمعهم***عقيرتي حينما استبصرت إيناسا

ولا مكاشفتي على مكاشفة***من مستقيم تعدت قلت وسواسا

ولا استباحت نجيع الشرع طائفة***لهم ركوني وما عن أضمروا باسا

ولا استهانت بمهيع الجنيد ولا***أمثاله من عدوا للدين حراسا

ولا انتديت بناد ما يخوض بهم***ولست آخذهم حاشاي جلاسا

ولا ضربت إذا ما كنت فاقدهم***ولا احتسيت سوى معينهم جاسا

ولا نكرت صراطاً يستقيم إلى ***نهبي طريقتهم فالرهط قد هاسا

من لي بعزلهم من لي بهجرهم***قد خلطوا الطيب المطروق ارجاسا

كالاتحادية الأولى جهودهم***في قلب متحد التوحيد انكاسا

إن كان قيلهم حقاً فليس إلى***إنكار شيء طريق يرشد الناسا

الحق والحق قلب نون باطنهم لاما***وناسهم بالضعف نسناسا

لا لا أداهن فيهم كل مدرع***ولا معد تجافيفا واتراسا

ولا اعتقدت متاهات الظنون هدى***فكيف والذكر قد أحقبت مقباسا

==================================

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السوقي الأسدي
ffice:office" />

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ذي البر الكريم

احجزني قبل هجوم الهجو ما التاسا***حجري ولا حول محمي الحمى داسا

ولا ألم قريباً من شقاق قدى***ولا القرينة عافت سائساً ساسا

ولا استهلت بذاء فوق جمعهم***عقيرتي حينما استبصرت إيناسا

ولا مكاشفتي على مكاشفة***من مستقيم تعدت قلت وسواسا

ولا استباحت نجيع الشرع طائفة***لهم ركوني وما عن أضمروا باسا

ولا استهانت بمهيع الجنيد ولا***أمثاله من عدوا للدين حراسا

ولا انتديت بناد ما يخوض بهم***ولست آخذهم حاشاي جلاسا

ولا ضربت إذا ما كنت فاقدهم***ولا احتسيت سوى معينهم جاسا

ولا نكرت صراطاً يستقيم إلى ***نهبي طريقتهم فالرهط قد هاسا

من لي بعزلهم من لي بهجرهم***قد خلطوا الطيب المطروق ارجاسا

كالاتحادية الأولى جهودهم***في قلب متحد التوحيد انكاسا

إن كان قيلهم حقاً فليس إلى***إنكار شيء طريق يرشد الناسا

الحق والحق قلب نون باطنهم لاما***وناسهم بالضعف نسناسا

لا لا أداهن فيهم كل مدرع***ولا معد تجافيفا واتراسا

ولا اعتقدت متاهات الظنون هدى***فكيف والذكر قد أحقبت مقباسا

==================================

_______________

نشكر الأخ الفاضل السوقي الأسدي على هذه الدرر التي يتحفنا بها كل يوم وهنا أحببت أن أصحح بعض الأخطاءالإملائية الواردة في القصيدة وهي:احجزني, وهي أحجوني- محمي- محميي-ماعن اضمروا- ماإن أضمروا,- من عدوا- من غدوا.

بارك الله فيكما وجزاكما خيرا على هذه الدرر وما أحوجنا إلى مثلها فليتقبل الأخ السوقي الأسدي تحيتي وتقديري لما يقوم به من نشره لقصائد التوحيد أحسن الله إلى ناظمها ورحمه رحمة واسعة ووفق من نشرها وأظهرها وعلق عليها إنه جواد كريم

جزاك الله كل الخير يا صديقنا وشيخنا الشيخ الأسدي على هذه المنشورات الخالدة وتقبل مروري

الشكر والتقدير:

بعد أسنى التحيات:

الأخ الأستاذ الفاضل السوقي الخرجي ـ بارك الله فيك وفي مرورك الثمين.
فابق معنا مفيداً ـ ِشكر الله لك.
الأستاذ الفاضل الأخ الأنيس أبو حفص السوقي ـ بارك الله فيك وفي وقفاتك الكريمة المرور ـ مشكوراً لك.
الأخ الفاضل الأستاذ محمد يوسف ـ بارك الله فيك وفي مرورك الجليل ـ شاكراً ومقدراً لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي البر الكريم

ولا اعتقدت تلاويح الكتاب خلت***من الإشارة بالمصنوع مذ ماسا


ولا ازدريت بمن يستنبطون به***غرائب العلم ما مستنبط جاسا


ولا شككت بأن الكون تجمعه***لطائف الذكر أنواعاً وأجناسا


اغرف من البحر إن ما كنت مغترفا***والعق مصفى فكم شائر واسا


ولا ارتعدت ولا أوجست دربصة***تعرو الهبيت إذا ما أيقن الباسا


ولا انقطعت بذكر الاجنبي ولا***لعرض كل بريئ كنت ملحاسا


ولا فههت باحفاظ يراد به***أن لا أفوه كمن يستن ملساسا


ولا تمخضت للتقليد ما منحت***قريحتي مذ جعلت الهم انقاسا


ولا اضطررت إلى الإسراج ما بزغت***يوحي الوحي ولا أردت إلباسا


هذا التبصر واستبصار مدركه***ليس اجتهادا ولكن دونه امتاسا


لو لم أصل على الاثبات نافلة***والنفي كنت عن الإدراك نعاسا


ظن المقلد إذ ألقى مقادته***ما كلف الفكر في شيء فلا قاسا


فمن هنالك حار في غياهبه***فيزعم الزئبق المكنون انحاسا


ما قلت ما قلته فخراً ولا بطراً***بل بالتحدث بالنعمى فلا باسا


ولا نسيت غريباً في ولادته***وأغرب الناس إيجاداً وإحساسا


عيسى كباخرة في اليم ماخرة***أبونا طائرة دبر فلا باسا


ما نس ريقي ولا كلت مساعدتي***بل أوجست رهبا في النفس إيجاسا


لذا التقمت صفاة خوف كارثة***من المراد العربي تنزع الناسا

=================================================

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي البر الكريم
لو غيره استن شأواً في ميادينه***فكري يرقش قرطاساً فكراسا
ويحفن البيدر الذي تراكم من***بساتن الخضر المحمود محتاسا
ما كان مني عفو خاطر وردت***هناته هينات لم ترم باسا
فليعف عنه فإن العفو شيمتكم***ولا يكن لي في إمدادكم باسا
إذ لا ينافي قصاص الشرع حرمتكم***أيدي الأجلة تتوى تتلف الناسا
أيد فهل لك في احيا مؤانسة***ياليتها خلدت إذا فلا آسا
رين التعاوذ من أبريز معدنكم***ورحن مسكاً وخذن الشذر خماسا
خطاب لب لباب المجد من فئة***من (كنت) أضحت على تكرور نبراسا
أثنى الصلاة على المختار من مضر***ما كان أهل الهدى للدين حراسا
والآل والصحب ما دامت مئاشرهم***وكان صيتهم في الأرض نبراسا
أنوار الشروق 70-72

قال مؤلفه ـ حفظه الله ـ معلقاً بقوله: ((يعني أنه لا يستهين بطريقة الجنيد ولا أمثاله كالفضيل بن عياض، وإبراهيم بن أدهم، وسفيان الثوري، ورأى أن هؤلاء ليسوا بصوفية على الإطلاق، وإن لهج بذلك الصوفية.
وما كانوا إلاّ امتداداً طبيعياً للمثل الإسلامية التي دعا إليها القرآن ، وأمر بها رسول البشرية محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا شك أن هؤلاء الرجال بريئون مما نسب إليهم..
بل كل ذلك منسوب على الأصح إلى المتصوفة الذين يصطادون في الماء العكر، والمستنقع الآسن..))

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي البر الكريم
ألقى عصا جولانه تفكيري***فرساً على متيقن التقرير
فأضفت في دعة واهنا عشية***ظهرا إلى عمد من التحرير
وأجلت خمسى ناويا إحكامها***في العروة الوثقى مدى الدهرير
مهلا رويدك ما تحاول فكه***ذرني إذا لم تعتذر كتعذير
عقدي الذي ألقى الإله عقيدتي***تسليم ما جا في كتاب خبير
ولما يفسره الثقاة مفسر****كمجاهد حسبي به وجرير
فعليه يعتمد الايمة كلها***كالشافعي ومالك وكثير
ما رابني أخذ المعطل حذره***وظهيره الجهمي شر ظهير
جهم بن صفوان وجعد قبله***سبقا لزيد اللام في التفسير
ونظير ذا زيد اليهود بحطة***نونا فذانك سلما التقرير
لله أبرأ من دسيسة ملحد***ألجت إلى التشنيع والتنفير
بينا تفاقمها وثورة بطشها***عنا إذا بمحمد النحرير
بمسيطر يسطو بصار سنة***ومدافع عنها أشد سعير
=================================

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي البر الكريم
كلف بحفظ الشرع يجمع شمله***ما هاب لوماً في جناب كبير
في فالق الحب الحبيب مشدد***عمن يجاهر بالخــــنا لنكير
مذ خمس الأشبار ولى أهله***بث العلوم بطبعها المنــــشور
اغتاظ حاسده ولم يك قادراً***إلا على تخـــــريجه بالزور
ما كانه هيهات ليس بخارج***لكـــنه متتبع المــــأثور
بل كان ضربة لازب لمعطل***قدريهــــم جبريهم وحرور
قرع على المجسم طعنة***في لبــــة الداعي إلى التـــغيير
الله أيده وفلل غربهم ***ويــــردهم جمعهم إلى التكـسير
فرق جمعهم بصارم سنة***تكــــلاك عين الله خير مجـير
أنوار الشروق 89-90.
قال مولفه معلقاً بقوله: ((وقال أيضاً معلناً براءته من علم الكلام والتوغل فيه، وكل ما يدعوه إلى أن لا يثبت لله ما أثبته لنفسه، وما أثبته له رسوله ـ صلى الله عليه وسلم..
ويرى أن النجاة من ذلك هي أن يثبت له رسوله ـ صلى الله عليه وسلم.
وما عليه الايمة كالشافعي ومالك وأحمد، وما فسر الثقاة من المفسرين كابن جرير الطبري، ومجاهد وغيرهم.
ثم أعقب ذلك بثنائه على عبد الله بن المحمود الذي كان سبباً في اعتناقه هذا المذهب.)).