العودة   منتديات مدينة السوق > القسم العـام > المنتدى العام

المنتدى العام يختص بالمواضيع العامةباحة شاسعة تسع آراءكم وأطروحاتكم وحواراتكم، التي لم تسعفها المنتديات الأخرى

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-27-2010, 11:38 PM
فتى مرسي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 90
 تاريخ التسجيل : Apr 2009
 فترة الأقامة : 5679 يوم
 أخر زيارة : 08-28-2011 (02:57 AM)
 المشاركات : 127 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : فتى مرسي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



بسم الله الرحمن الرحيم

إطلعت أخيراً على المحاورات والنقاشات والإبداعات حول عادات أزوادية ولقد سررت بما كتبه الإخوان جميعاً من أشاد ومن عقب وأخص بالشكر (أبا فارس) و (اليعقوبي) و (أبا عبدالله) على تلك الردود التي ينبثق منها الإدراك الواعي للتقاليد ومن المناقشة ينبثق النور والشكر موصول لبقية الإخوة وعندي عدة ملاحظات أذكرها بإيجاز :
1- أن التقاليد فيها صالح وطالح فلا ينبغي التعرض لها كما قال الشيخ ابن عثيمين كما نقله أبو فارس :
(قد أزعجتني بعض هذه العادات فكنت أتأهب للخوض ضد تيارها، ومنّ الله علي بسؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن ذلك، فقال لي: بالحرف : احذر من المساس أو التدخل في العادات التي لا تخالف الشريعة الإسلامية...
.. ينبغي أن نظر إلى القسم الممنوع فنركز الجهود على محاربته، وعلى المشروع فنركز رايات الهمم لتثبيته.. ونقدم القسم الثالث عربونا للمجمتع كي يقبل منا تغيير السيئ)...
وقال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ماكان عوده أبوه.
2- يقول المثل العامي (إزالة الجبال ولا إزالة العادات).
3-قد جاء الإسلام والعرب في جاهليتهم عندهم عادات حسنة وسيئة ومن الحسنة إكرام الضيف ونصر المظلوم والشجاعة والوفاء ..إلخ..
ومن السيئة وأد البنات والعصبية وشرب الخمر وتحريم البحيرة والسائبة ..إلخ.. ومع ذلك لم يحرم الإسلام ولم ينه عن العادات الحسنة فبقية كما هي.
4- نسيتم كل الذين سبقوني نسوا مربط الفرس في العادات من المرؤة والشيم الحياء (اتِّقال) وهو الحجاب ووقاية ودرع والسد المنيع على إرتكاب أي خلق شنيع كأنه حجاب بين الفضيلة والرذيلة وحماية للإنسان الطارقي هذه الكلمة (اتِّقال) كأنها التقوى الذي ينبض به قلب كل طارقي فلا يجرؤ على إرتكاب أي فاحشة أو أي رذيلة فعنده من العفة وشيم الأخلاق مايمنعه عن الخوض في أي رذيلة قال الشاعر:
والنفس كالطفل ان تهمله شب على حب الرضاع وان تفطمه ينفطم
وقال الشاعر :
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم

وقد طبق الطوارق تلك القيم والأخلاق السابقة العالية قلما تجدها في أي مجتمع .
5- مبدأ التكافل الإجتماعي بين قبائل الطوارق وتجد الطوارق متضامنين متكاتفين ويكرم البعض البعض بدون تأفف أو غضاضة فتجد فرداً واحداً على العشرات بدون أي مِنَّه ويرى الطارقي أن إكرام أخيه له واجبٌ محتمٌ لا جزاء ولاشكورا ولامنه ويكرمون الغريب أشد إكرام فيكون هو الآمر والناهي وقد ذكر د.مصطفى محمود في كتابه جولة في الصحراء الكبرى بأن الطوارق إشتركيون بطبيعتهم فلا يحتاج أحد أن يدعوا أحد إلى الوليمة فيحضرون بدون أي دعوة .
6- ذكر السيد قطب في كتابه العدالة الإجتماعية ناقلاً عن العزام والكتاب ليس لدي الأن حتى أذكر رقم الصفحة فقال في الكتاب السابق أنهم وجدوا طارقياً في ليبيا يسترفد ومضت عليه سنة وهو لم يرجع إلى الصحراء وقيل له لماذا لم ترجع إلى أهلك؟؟
فقال لم أتي لأجل أسرتي فقط بل أريد مايكفيني ويكفي العشيرة التي تركت عندهم أسرتي فالطارقي لا يسعى لنفسه فقط بل يسعى للجميع لتكاتف رائع ...إلخ.. وعلق السيد قطب أن ذلك من التكافل الإجتماعي الإسلامي.
7- ومن العادات الحسنة إكرام المطلقة عند إنتهاء مدة العدة من الطلاق فيعملون لها أقاربها وليمة يسمونها (أدوكا) وكذالك التي مات عنها زوجها يعملون لها وليمه بعد انتهاء مدة العدة أما ماذكرتم من (تبوبشا) فقيل إن الأبَّاش باللغة العربية بمعنى الممازح وتعلمون ان من إيجابيات التيبوبشا المحبة الصادقة حتى يفضل (الأباباش) أي ابن عمته أو ابن خالته عن أخيه وتكون مودة ومزاح ومقالب لا يتدخل فيها الأبوين من الجانبين ولا يوجد شيء إلا له إيجابيات وسلبيات .
8- ومن عادات الطوارق إحترام الكبير والعطف على الصغير .
9- إذا قلت للطارقي ولو كان عامياً جاهلاً قال الله وقال الرسول(صلى الله عليه وسلم) يقف ويعتبر ولا يجادل ولا يناقش ويستسلم فوراً.
10- الطارقي لا يجالس من هو أصغر منه فالمجتمع على طبقات الكهول مع الكهول والشباب مع الشباب والأطفال مع الأطفال والنساء مع النساء ولا يمكن أن يلعب الطارقي الكبير مع من هو أصغر منه فكل إنسان في كل عمر له حدود ومقياس ومكانه لا يتجاوزها فهذا يسمونه (الحياء) أو (اتِّقال) فلا تجد رجلاً يلعب الكرة مع من هو أصغر منه أو يمازحه أو ينشد الأناشيد معه في فرح وهذه الخصال التي جعلت بين الطوارق تهذيب وشيم يجهلها الكثير.
تم حذف الفقرة/11

12- ومن العادات عند الطوارق أن الجري عيب لا يجري الطارقي أمام أي إنسان فكيف وهو في المعركة وقد ذكر المؤرخون أن الطوارق لم يفروا من أي معركة والله أعلم.
13- اما ما ذكره ابوعبدالله الخزرجي من قوله ان الاخ الكبير لا يزور بيت اخيه الصغير حتى ولو مات ؟!
اعتقد ان ذالك مبالغ فيه ولو كان موجودا لا يكون بصيغه عامه بل يكون خاصاً عند بعض الجهال ويا اخي انا اكبر منك سناً لم اسمع بهذا
يجب التدقيق والتمحيص في تلك المعلومات
وان تسأل من هو اكبر منا سنناً والذي اعرفه ان الاخ الكبير يحن ويعطف على اخيه الصغير ويحقق له مطالبه ومن الغريب الا يذهب الى بيته ويحضر جنازته واما الاخ الصغير فيعتبر اخاه الاكبر كوالده ويبالغ في احتراميه وتقديره فانهم يقدرون( آمقار ) سواءً من جهت العمومه او الاخوه ومعنى آمقار الاخ الاكبر وهي كلمة واحدة فيها ايجاز عن العربيه بدون اضافة كلمة الاخ الاكبر
14- اما ابن الاخت عند الطوارق فهو مدلل ومحبوب عند عشيرة اخواله ويعمل ما يريد وتلبى طلباته مهما طلب
15- ومن العادات التي يشاركونا فيها قبائل الجزيره العربيه عدم ذكر الزوج اسم زوجته وعدم ذكر الزوجه اسم زوجها فيقول الزوج (تمندام) اي فلانه بالعربيه وتقول الزوجه (مندام) اي فلان بالعربيه وهذا مثل ما يقول بعض اهل نجد لزوجته (يا هيشه) وتقول الزوجه لزوجها (يا هيش) وكما يقول بعض قبائل اهل الحجاز اذا اراد ان يسأل عن اهل ابن عمه من النساء (كيف العرب وش حال العرب وش لون العرب ) يقصد بالعرب كنايه عن اهل المسؤول من النساء ولا يذكرون اسماء النساء وهذه من العوائد السيئه ولازالت على حالها
وكما تقدم ان كانت هذه العاده حسنه او سيئه فهي مشتركه بين الطوارق والقبائل في الجزيره العربيه
وختاماً أشكر كل من كتب عن العادات الأزوادية وخاصة (أبا فارس) وأنصح لجميع الإخوة أن لا يقارنوا ويقيسوا العادات الفقهية للعلماء والإختلافات بين الفقهاء ونقد الذات بالعادات الأزوادية عندما نتكلم عن العادات يجب أن نعلم أنها موروثة صالحة وطالحة نترك السلبي منها ونحاول برفق أن نصلحه وليعلم الجميع أن زينة قوم شينة قوم وبالعكس فنحمد الله على ماتقمصه الطوارق من ثياب الحياء والمرؤة والكرم والشهامة والشجاعة ..
وهذا ماتيسر لدي تعقيباً على ماقرأته ومررت به بسرعة وتحتاج المقالات السابقة إلى توثيق وفحص وتدقيق وتمحيص بتمعن ولو أنني مررت عليها مرور الكرام وقد تولدت لدي هذه الخواطر التي ذكرتها لكم فإن أحسنت فمن الله عز وجل وإن أخطأت فهي زلة قدم ومني ومن الشيطان.
كتبه طالب العلم أبو عاصم محمد محمد أحمد الإدريسي السوقي المرسي (فتى مرسي)
حرر يوم السبت 11-4-1431هـ بمكة المكرمة الخانسة (شرفة عقيل)



 توقيع : فتى مرسي

[frame="1 98"]
"](وقل رب زدني علما ) رب اشرح لي صدري ويسر لي امري حسبنا الله ونعم الوكيل
[/SIZE][frame="12 98"]
وارحمتا للغريب في البلد النازح ماذا بنفسه صنعا



وارحمتا للغريب في الـبلد النازح ماذا بنفـسه صنعا
فارق أحبابه فما إنتفعوا بالعيش من بعده ولا إنتفعا
كان عزيز بقرب دارهم حتـى إذا ما تـباعدوا خـشعا
يــقول في نأية وغربـته عــدل مـن الله كـل ما صـنعا


آخر تعديل اليعقوبي يوم 03-28-2010 في 10:48 AM.
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2010, 06:45 PM   #2
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 11-13-2024 (11:11 AM)
 المشاركات : 1,680 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتى مرسي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بسم الله الرحمن الرحيم


13- اما ما ذكره ابوعبدالله الخزرجي من قوله ان الاخ الكبير لا يزور بيت اخيه الصغير حتى ولو مات ؟!
اعتقد ان ذالك مبالغ فيه ولو كان موجودا لا يكون بصيغه عامه بل يكون خاصاً عند بعض الجهال ويا اخي انا اكبر منك سناً لم اسمع بهذا
يجب التدقيق والتمحيص في تلك المعلومات
وان تسأل من هو اكبر منا سنناً والذي اعرفه ان الاخ الكبير يحن ويعطف على اخيه الصغير ويحقق له مطالبه ومن الغريب الا يذهب الى بيته ويحضر جنازته واما الاخ الصغير فيعتبر اخاه الاكبر كوالده ويبالغ في احتراميه وتقديره فانهم يقدرون( آمقار ) سواءً من جهت العمومه او الاخوه ومعنى آمقار الاخ الاكبر وهي كلمة واحدة فيها ايجاز عن العربيه بدون اضافة كلمة الاخ الاكبر




جزاك الله خيرا عمنا أباعاصم فقد علقت فأفدت كل متعطش لمعرفة بعض عادات أهل أزواد
أما بخصوص بعض العادات الشاذة مثل توريث إبن الأخت عند القلة من قبائل الطوارق
وزيارة الأخ الكبير لمنزل أخيه الأصغر فهذه كانت موجودة إلى أواسط القرن الرابع عشر
ولولا الخوف من التشهير المنهي عنه لذكرت لك أسماء القبائل بل والأفراد اللذين كانو متمسكين بها . مع تمنياتي بأن تختفي جميع مظاهر الجاهلية من المجتمع الأزوادي كما أختفت هذه العادات والدليل على إختفائها عدم سماع بعض أعضاء الموقع بها


 
 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص


التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالله ; 03-30-2010 الساعة 02:44 PM

رد مع اقتباس
قديم 04-05-2010, 07:27 AM   #3


الصورة الرمزية أبو فارس
أبو فارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 490
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 02-23-2011 (03:43 PM)
 المشاركات : 55 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتى مرسي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

إطلعت أخيراً على المحاورات والنقاشات والإبداعات حول عادات أزوادية ولقد سررت بما كتبه الإخوان جميعاً من أشاد ومن عقب وأخص بالشكر (أبا فارس) و (اليعقوبي) و (أبا عبدالله) على تلك الردود التي ينبثق منها الإدراك الواعي للتقاليد ومن المناقشة ينبثق النور والشكر موصول لبقية الإخوة وعندي عدة ملاحظات أذكرها بإيجاز :
1- أن التقاليد فيها صالح وطالح فلا ينبغي التعرض لها كما قال الشيخ ابن عثيمين كما نقله أبو فارس :
(قد أزعجتني بعض هذه العادات فكنت أتأهب للخوض ضد تيارها، ومنّ الله علي بسؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن ذلك، فقال لي: بالحرف : احذر من المساس أو التدخل في العادات التي لا تخالف الشريعة الإسلامية...
.. ينبغي أن نظر إلى القسم الممنوع فنركز الجهود على محاربته، وعلى المشروع فنركز رايات الهمم لتثبيته.. ونقدم القسم الثالث عربونا للمجمتع كي يقبل منا تغيير السيئ)...
وقال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ماكان عوده أبوه.
2- يقول المثل العامي (إزالة الجبال ولا إزالة العادات).
3-قد جاء الإسلام والعرب في جاهليتهم عندهم عادات حسنة وسيئة ومن الحسنة إكرام الضيف ونصر المظلوم والشجاعة والوفاء ..إلخ..
ومن السيئة وأد البنات والعصبية وشرب الخمر وتحريم البحيرة والسائبة ..إلخ.. ومع ذلك لم يحرم الإسلام ولم ينه عن العادات الحسنة فبقية كما هي.
4- نسيتم كل الذين سبقوني نسوا مربط الفرس في العادات من المرؤة والشيم الحياء (اتِّقال) وهو الحجاب ووقاية ودرع والسد المنيع على إرتكاب أي خلق شنيع كأنه حجاب بين الفضيلة والرذيلة وحماية للإنسان الطارقي هذه الكلمة (اتِّقال) كأنها التقوى الذي ينبض به قلب كل طارقي فلا يجرؤ على إرتكاب أي فاحشة أو أي رذيلة فعنده من العفة وشيم الأخلاق مايمنعه عن الخوض في أي رذيلة قال الشاعر:
والنفس كالطفل ان تهمله شب على حب الرضاع وان تفطمه ينفطم
وقال الشاعر :
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم

وقد طبق الطوارق تلك القيم والأخلاق السابقة العالية قلما تجدها في أي مجتمع .
5- مبدأ التكافل الإجتماعي بين قبائل الطوارق وتجد الطوارق متضامنين متكاتفين ويكرم البعض البعض بدون تأفف أو غضاضة فتجد فرداً واحداً على العشرات بدون أي مِنَّه ويرى الطارقي أن إكرام أخيه له واجبٌ محتمٌ لا جزاء ولاشكورا ولامنه ويكرمون الغريب أشد إكرام فيكون هو الآمر والناهي وقد ذكر د.مصطفى محمود في كتابه جولة في الصحراء الكبرى بأن الطوارق إشتركيون بطبيعتهم فلا يحتاج أحد أن يدعوا أحد إلى الوليمة فيحضرون بدون أي دعوة .
6- ذكر السيد قطب في كتابه العدالة الإجتماعية ناقلاً عن العزام والكتاب ليس لدي الأن حتى أذكر رقم الصفحة فقال في الكتاب السابق أنهم وجدوا طارقياً في ليبيا يسترفد ومضت عليه سنة وهو لم يرجع إلى الصحراء وقيل له لماذا لم ترجع إلى أهلك؟؟
فقال لم أتي لأجل أسرتي فقط بل أريد مايكفيني ويكفي العشيرة التي تركت عندهم أسرتي فالطارقي لا يسعى لنفسه فقط بل يسعى للجميع لتكاتف رائع ...إلخ.. وعلق السيد قطب أن ذلك من التكافل الإجتماعي الإسلامي.
7- ومن العادات الحسنة إكرام المطلقة عند إنتهاء مدة العدة من الطلاق فيعملون لها أقاربها وليمة يسمونها (أدوكا) وكذالك التي مات عنها زوجها يعملون لها وليمه بعد انتهاء مدة العدة أما ماذكرتم من (تبوبشا) فقيل إن الأبَّاش باللغة العربية بمعنى الممازح وتعلمون ان من إيجابيات التيبوبشا المحبة الصادقة حتى يفضل (الأباباش) أي ابن عمته أو ابن خالته عن أخيه وتكون مودة ومزاح ومقالب لا يتدخل فيها الأبوين من الجانبين ولا يوجد شيء إلا له إيجابيات وسلبيات .
8- ومن عادات الطوارق إحترام الكبير والعطف على الصغير .
9- إذا قلت للطارقي ولو كان عامياً جاهلاً قال الله وقال الرسول(صلى الله عليه وسلم) يقف ويعتبر ولا يجادل ولا يناقش ويستسلم فوراً.
10- الطارقي لا يجالس من هو أصغر منه فالمجتمع على طبقات الكهول مع الكهول والشباب مع الشباب والأطفال مع الأطفال والنساء مع النساء ولا يمكن أن يلعب الطارقي الكبير مع من هو أصغر منه فكل إنسان في كل عمر له حدود ومقياس ومكانه لا يتجاوزها فهذا يسمونه (الحياء) أو (اتِّقال) فلا تجد رجلاً يلعب الكرة مع من هو أصغر منه أو يمازحه أو ينشد الأناشيد معه في فرح وهذه الخصال التي جعلت بين الطوارق تهذيب وشيم يجهلها الكثير.
تم حذف الفقرة/11

12- ومن العادات عند الطوارق أن الجري عيب لا يجري الطارقي أمام أي إنسان فكيف وهو في المعركة وقد ذكر المؤرخون أن الطوارق لم يفروا من أي معركة والله أعلم.
13- اما ما ذكره ابوعبدالله الخزرجي من قوله ان الاخ الكبير لا يزور بيت اخيه الصغير حتى ولو مات ؟!
اعتقد ان ذالك مبالغ فيه ولو كان موجودا لا يكون بصيغه عامه بل يكون خاصاً عند بعض الجهال ويا اخي انا اكبر منك سناً لم اسمع بهذا
يجب التدقيق والتمحيص في تلك المعلومات
وان تسأل من هو اكبر منا سنناً والذي اعرفه ان الاخ الكبير يحن ويعطف على اخيه الصغير ويحقق له مطالبه ومن الغريب الا يذهب الى بيته ويحضر جنازته واما الاخ الصغير فيعتبر اخاه الاكبر كوالده ويبالغ في احتراميه وتقديره فانهم يقدرون( آمقار ) سواءً من جهت العمومه او الاخوه ومعنى آمقار الاخ الاكبر وهي كلمة واحدة فيها ايجاز عن العربيه بدون اضافة كلمة الاخ الاكبر
14- اما ابن الاخت عند الطوارق فهو مدلل ومحبوب عند عشيرة اخواله ويعمل ما يريد وتلبى طلباته مهما طلب
15- ومن العادات التي يشاركونا فيها قبائل الجزيره العربيه عدم ذكر الزوج اسم زوجته وعدم ذكر الزوجه اسم زوجها فيقول الزوج (تمندام) اي فلانه بالعربيه وتقول الزوجه (مندام) اي فلان بالعربيه وهذا مثل ما يقول بعض اهل نجد لزوجته (يا هيشه) وتقول الزوجه لزوجها (يا هيش) وكما يقول بعض قبائل اهل الحجاز اذا اراد ان يسأل عن اهل ابن عمه من النساء (كيف العرب وش حال العرب وش لون العرب ) يقصد بالعرب كنايه عن اهل المسؤول من النساء ولا يذكرون اسماء النساء وهذه من العوائد السيئه ولازالت على حالها
وكما تقدم ان كانت هذه العاده حسنه او سيئه فهي مشتركه بين الطوارق والقبائل في الجزيره العربيه
وختاماً أشكر كل من كتب عن العادات الأزوادية وخاصة (أبا فارس) وأنصح لجميع الإخوة أن لا يقارنوا ويقيسوا العادات الفقهية للعلماء والإختلافات بين الفقهاء ونقد الذات بالعادات الأزوادية عندما نتكلم عن العادات يجب أن نعلم أنها موروثة صالحة وطالحة نترك السلبي منها ونحاول برفق أن نصلحه وليعلم الجميع أن زينة قوم شينة قوم وبالعكس فنحمد الله على ماتقمصه الطوارق من ثياب الحياء والمرؤة والكرم والشهامة والشجاعة ..
وهذا ماتيسر لدي تعقيباً على ماقرأته ومررت به بسرعة وتحتاج المقالات السابقة إلى توثيق وفحص وتدقيق وتمحيص بتمعن ولو أنني مررت عليها مرور الكرام وقد تولدت لدي هذه الخواطر التي ذكرتها لكم فإن أحسنت فمن الله عز وجل وإن أخطأت فهي زلة قدم ومني ومن الشيطان.
كتبه طالب العلم أبو عاصم محمد محمد أحمد الإدريسي السوقي المرسي (فتى مرسي)
حرر يوم السبت 11-4-1431هـ بمكة المكرمة الخانسة (شرفة عقيل)
شيخنا الفاضل نتشرف بحضوركم.. وثناؤكم محل اعتزازي وتقديري..
وتواضع منكم مشاركتنا بهذا الفيض من المعلومات التي هي في غاية الأهمية والندرة إلا عند أمثالكم.. فلكم كامل العرفان شيخنا..
واسمح لكلماتي أن تتقدم باستحياء علها تحظى بشرف تجاذب أطراف الحديث مع فضيلتكم..


اقتباس:
أن التقاليد فيها صالح وطالح فلا ينبغي التعرض لها كما قال الشيخ ابن عثيمين كما نقله أبو فارس :
(قد أزعجتني بعض هذه العادات فكنت أتأهب للخوض ضد تيارها، ومنّ الله علي بسؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن ذلك، فقال لي: بالحرف : احذر من المساس أو التدخل في العادات التي لا تخالف الشريعة الإسلامية...
.. ينبغي أن نظر إلى القسم الممنوع فنركز الجهود على محاربته، وعلى المشروع فنركز رايات الهمم لتثبيته.. ونقدم القسم الثالث عربونا للمجمتع كي يقبل منا تغيير السيئ)
أردت هنا فقط أن أنسب الفضل إلى أهله.. فهذا النقل الذي ذكرتم.. من كلام الشيخ اليعقوبي.. وليس من كلامي أنا .. ولا أظنه إلا سبق قلم منكم.

اقتباس:
4- نسيتم كل الذين سبقوني نسوا مربط الفرس في العادات من المرؤة والشيم الحياء (اتِّقال) وهو الحجاب ووقاية ودرع والسد المنيع على إرتكاب أي خلق شنيع كأنه حجاب بين الفضيلة والرذيلة وحماية للإنسان الطارقي هذه الكلمة (اتِّقال) كأنها التقوى الذي ينبض به قلب كل طارقي فلا يجرؤ على إرتكاب أي فاحشة أو أي رذيلة فعنده من العفة وشيم الأخلاق مايمنعه عن الخوض في أي رذيلة
هذه العادة الجميلة والخلق البارز في المجتمع الأزوادي فعلاً يستحق الوقوف والإشادة.. وكما وصفتم وتفضلتم فهو الوازع الاجتماعي الذي كان يحول بين كل فرد من المجتمع وبين إتيان ما يشين الخلق ويلطخ السمعة.. وحري بنا أن نفرده بالذكر فيما يأتي وأن نجعله من القائمة المهمة التي سنتحدث عنها خلال هذا الموضوع.. وحينها ننتظر منكم شيخنا التفضل بالمزيد والمزيد حول هذا العنصر.


اقتباس:
5- مبدأ التكافل الإجتماعي بين قبائل الطوارق وتجد الطوارق متضامنين متكاتفين ويكرم البعض البعض بدون تأفف أو غضاضة فتجد فرداً واحداً على العشرات بدون أي مِنَّه ويرى الطارقي أن إكرام أخيه له واجبٌ محتمٌ لا جزاء ولاشكورا ولامنه ويكرمون الغريب أشد إكرام فيكون هو الآمر والناهي وقد ذكر د.مصطفى محمود في كتابه جولة في الصحراء الكبرى بأن الطوارق إشتركيون بطبيعتهم فلا يحتاج أحد أن يدعوا أحد إلى الوليمة فيحضرون بدون أي دعوة .
مع أني أوافقك إلى حد بعيد شيخنا إلا أني سمعت قصصاً كثيرة عن أخ أو قريب لا يدري كم من البقر والغنم لديه لكثرتها مع وجود قريبه بجانبه يتضوّر جوعاً.. وكأنه لا يمتّ إليه بصلة.. أرجو أن لا تكون تلك القصص صحيحة ووافعية..


اقتباس:
7- ومن العادات الحسنة إكرام المطلقة عند إنتهاء مدة العدة من الطلاق فيعملون لها أقاربها وليمة يسمونها (أدوكا) وكذالك التي مات عنها زوجها يعملون لها وليمه بعد انتهاء مدة العدة أما ماذكرتم من (تبوبشا) فقيل إن الأبَّاش باللغة العربية بمعنى الممازح وتعلمون ان من إيجابيات التيبوبشا المحبة الصادقة حتى يفضل (الأباباش) أي ابن عمته أو ابن خالته عن أخيه وتكون مودة ومزاح ومقالب لا يتدخل فيها الأبوين من الجانبين ولا يوجد شيء إلا له إيجابيات وسلبيات .
8- ومن عادات الطوارق إحترام الكبير والعطف على الصغير .
9- إذا قلت للطارقي ولو كان عامياً جاهلاً قال الله وقال الرسول(صلى الله عليه وسلم) يقف ويعتبر ولا يجادل ولا يناقش ويستسلم فوراً.
10- الطارقي لا يجالس من هو أصغر منه فالمجتمع على طبقات الكهول مع الكهول والشباب مع الشباب والأطفال مع الأطفال والنساء مع النساء ولا يمكن أن يلعب الطارقي الكبير مع من هو أصغر منه فكل إنسان في كل عمر له حدود ومقياس ومكانه لا يتجاوزها فهذا يسمونه (الحياء) أو (اتِّقال) فلا تجد رجلاً يلعب الكرة مع من هو أصغر منه أو يمازحه أو ينشد الأناشيد معه في فرح وهذه الخصال التي جعلت بين الطوارق تهذيب وشيم يجهلها الكثير.
تم حذف الفقرة/11

12- ومن العادات عند الطوارق أن الجري عيب لا يجري الطارقي أمام أي إنسان فكيف وهو في المعركة وقد ذكر المؤرخون أن الطوارق لم يفروا من أي معركة والله أعلم.
13- اما ما ذكره ابوعبدالله الخزرجي من قوله ان الاخ الكبير لا يزور بيت اخيه الصغير حتى ولو مات ؟!
اعتقد ان ذالك مبالغ فيه ولو كان موجودا لا يكون بصيغه عامه بل يكون خاصاً عند بعض الجهال ويا اخي انا اكبر منك سناً لم اسمع بهذا
يجب التدقيق والتمحيص في تلك المعلومات
وان تسأل من هو اكبر منا سنناً والذي اعرفه ان الاخ الكبير يحن ويعطف على اخيه الصغير ويحقق له مطالبه ومن الغريب الا يذهب الى بيته ويحضر جنازته واما الاخ الصغير فيعتبر اخاه الاكبر كوالده ويبالغ في احتراميه وتقديره فانهم يقدرون( آمقار ) سواءً من جهت العمومه او الاخوه ومعنى آمقار الاخ الاكبر وهي كلمة واحدة فيها ايجاز عن العربيه بدون اضافة كلمة الاخ الاكبر
14- اما ابن الاخت عند الطوارق فهو مدلل ومحبوب عند عشيرة اخواله ويعمل ما يريد وتلبى طلباته مهما طلب
15- ومن العادات التي يشاركونا فيها قبائل الجزيره العربيه عدم ذكر الزوج اسم زوجته وعدم ذكر الزوجه اسم زوجها فيقول الزوج (تمندام) اي فلانه بالعربيه وتقول الزوجه (مندام) اي فلان بالعربيه وهذا مثل ما يقول بعض اهل نجد لزوجته (يا هيشه) وتقول الزوجه لزوجها (يا هيش) وكما يقول بعض قبائل اهل الحجاز اذا اراد ان يسأل عن اهل ابن عمه من النساء (كيف العرب وش حال العرب وش لون العرب ) يقصد بالعرب كنايه عن اهل المسؤول من النساء ولا يذكرون اسماء النساء وهذه من العوائد السيئه ولازالت على حالها
قائمة ثرية من العادات.. والمعلومات المهمة حولها.. لولا ما أنا فيه من عجالة في الأمر لأفردت كلاً منها بما يستحقه من تعليق.. ولكن أعدكم شيخينا أن ندرجها في قائمة ما سنطرحه للتناول لاحقاً.. بإذن الله تعالى..
وتجاوزوا عن تقصيرنا.. في استفاء حقكم.. الذي سبقه تأخير في تثمين جهدكم وعرفانه.. وفائق تقديري لفضيلتكم.





 

رد مع اقتباس
قديم 04-05-2010, 11:07 PM   #4
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



السلام عليكم, جذبني موضوع العادات ؛ لأهميته وتميز تناول الإخوة له, فشكرا لأخي أبي فارس ولجميع منادميه على هذه الكأس الطيبة.
من المقولات الحائزة على القبول عند الكثير من الناس قولهم: (الشيء إذا تكرر تقرر) ومن أبسط التعاريف لمصطلح (العادة)أنها:
"ما يتكرر وقوعه دائما"
من هنا نشأت الصعوبة في تغييرها فلا يخفى التباعد بين مفهوم "التقرر" ومفهوم "التغير".
إن شوائب الضلال في العقائد والبدعة في العبادات, والخرافة في العادات, إذا استحكمت في النفوس صعب اقتلاعها واحتاج إلى جهد ووقت كبيرين, وهذه المقدمة يسهل استيعابها جيدا لمن له إلمام بتاريخ العرب قبل الإسلام وبعده, فرغم أن العرب أوتوا كثيرا من مكارم الأخلاق إلا أنهم مع ذلك قد ابتلوا بكثير من العادات السيئة الفظيعة مثل الوأد وأنواع النكاح الغريبة المعروفة في حديث عائشة عند البخاري في صحيحه.


ولكن لما كانت عند العرب بقايا من دين إبراهيم لم يصلوا يوما من الأيام إلى درجة بعض الشعوب في الانحطاط, فلما جاء الله بهذا الدين ترك النبي صلى الله عليه وسلم كل ما هو من محاسن تلك الأخلاق والعادات وصرح بأنه لم يبعث إلا من أجل إتمامه, وعدل في مفاهيم بعضها وترك أصولها, كما هو معروف في نصر الأخ ظالما أو مظلوما, هذه لم يغير شكلها ولكن غير من مفهومها, وهكذا.
ولعل ذلك؛ لأن النبوات في الأمم السابقة تمارس دور التجديد في أمتنا, فكل نبي لا يأتي إلا بعد فترة من الرسل, فيجدد ملة إبراهيم, ولا يتعرضون للجانب الممتلئ من الكأس إلا ببعض التصفية والتحلية التي تزيل منه الشوائب, وتصفيه من الكدورات, وتزيل عنه العوالق.
فلما كانت أمتنا هي آخر الأمم ورسالتنا هي آخر الرسالات اقتضى ذلك أن يكون هناك تجديد في أمر ديننا كل مائة سنة, وهذا يفهم منه تلقائيا أن تقادما مّا, سيتوالى على أمور ديننا, فلا غرابة أصلا في وجود تلك البقع السوداء التي تلاحظ في بعض المجتمعات, بل إنها من أعلام النبوة, فلا بد من تقادم, ومن ثم لا بد من مجدد.
وهذا التقادم يأتي على جميع المستويات: مستوى العقائد, مستوى العبادات, مستوى العادات والأخلاق.

لكن مع كل هذا, ومع تفهمنا لهذه الحقيقة يبقى جانب آخر, ألا وهو أن كثيرا من العادات قد يكون لها أصول شرعية, وهذا؛ لأن أمتنا في بعض أجزائها ـ وإن لم يصح إطلاق وصف الجاهلية عليها ـ إلا أن الشريعة المحمدية تصاب بشيء من الشيخوخة أحيانا في بعض المناطق؛ بفعل عوامل, بعضها يمكن تسميته وتحديده, وبعضها قد يخفى على غير الباحث المدقق.

من خلال هذه المقدمة أريد أن أصل إلى أن موضوع العادات يحتاج الحكم فيه إلى تريث من عدة نواح:

الناحية الأولى: الشرعية, فلا يمكن الحكم على أي عادة بمخالفة الشريعة إلا إذا كانت متصادمة مع أمر من أوامر الشريعة أو متحدية لنهي, من نواهيها, وهنالك تأخذ حكمها إما الحرمة أو الكراهة أو خلاف الأولى.
وقبل الحكم على العادة المعينة بهذه الأحكام, لا بد من التأكد من وجودها أولا, ثم تصورها تصورا صحيحا ثانيا, ضرورة أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره كما يقول العلماء.

وعلى زعم أنها مخالفة لأمر مّا من أوامر الشرع, أو متحدية لنهي من نواهيه, فقد تكون مبنية على فتوى مخطئة, مما قد يخفف من المسؤولية على العامة, وترجع المسألة إلى توضيح مأخذ تلك الفتوى والكر عليها بالنقض, ولذلك أمثلة, لكني لا أريد التطويل.

الناحية الثانية: الناحية السياسية(الشرعية أيضا)فلا بد من التأكد من الظروف التي فرضت العادة المعينة, ثم قياس تلك الظروف؛ للاطلاع على مدى كفايتها لتبرير انتهاج ذلك السلوك المعين تجاهها, فقد يكون وراء الأكمة ما وراءها.
ثم التأكد من استمرار تلك الظروف وعدم استمرارها, وعلى استمرارها: هل هناك بديل يمكن اتخاذه تجاهها؟ وهكذا.
وعلى فرض عدم استمرارها, فأحسن علاج لها توضيح أسبابها الأصلية, ولفت النظر إلى أنها لم تعد موجودة, وكما قال النحويون: (ويذهب الإعلال إن زال السبب).ولذلك أمثلة لكني لا أريد التطويل.

الناحية الثالثة: الناحية التكتيكية, فقد تكون بعض العادات من مفرزات أوضاع حربية, عاشها الشعب الفلاني في الفترة الفلانية, ثم تستمر, وهذا أيضا يعتبر فتوى حربية, تحتاج إزالة حكمها إلى توضيح جذورها, ولفت النظر إلى كونها لم تعد موجودة, وقد تكون هذه النقطة راجعة إلى التي قبلها.

الناحية الرابعة: ناحية أخلاقية, فكثير من العادات تعتبر سياجات تعزل بعض الطبقات العالية عن التورط في بعض المواقف المحرجة, و التي قد لا تساعدهم ظروفهم على التعامل معها كما ينبغي, فوضعوا بينهم وبين الوقوف فيها حواجزـ وسمها تكتيكا اجتماعياـ وهذه أمثلتها كثيرة, ويمكن إرجاع كثير من الأمثلة التي تم نقاشها إلى هذه النقطة.

الناحية الخامسة: ناحية اجتماعية(علائقية) فقد تتخذ بعض القبائل من بعضها مواقف, أقلها أن تكون تحفظية, فيستدعي ذلك إيجاد حواجز وهمية من باب "ارتكاب أخف الضررين" وهذا تدعمه قاعدة: (الوقاية خير من العلاج) فقد تكون القبيلة الفلانية جربت في فترة من تاريخها مع القبيلة الأخرى أن كمية السفهاء من كلتا القبيلتين مرتفعة, فيفرق العقلاء بين أطفالهم في المضاجع كخطة وقائية إلى إشعار آخر, وقد يتأخر الرشد أحيانا.

أردت من خلال هذه الفلسفة أن أوجد الشعور عندنا بعدم الاستعجال في إدانة كثير من العادات, وأهمية التريث في نقد المجتمعات, فكما يقال: (أفعال العقلاء مصونة عن العبث)ولا شك أن المجتمع الطارقي بعيد عن الخرافية بمراحل, فليس إلا هجرا توافدت على الصحراء من بقايا حضارات سقطت, أوعبادا لجؤوا إلى الكهوف تحت ظروف معينة, فإرجاع عاداتهم كلها إلى فتاوى مصلحية, ومواقف أمنية, وخطط تكتيكية, أولى من أخذها مأخذ العبث .

أرجو أن فكرتي وصلت, وإلى لقاء آخر.

وأشكر الأخ أبا فارس واليعقوبي وكل من ساهم في إثراء الموضوع ملئ قلبي.


 

رد مع اقتباس
قديم 04-06-2010, 04:48 AM   #5


الصورة الرمزية اليعقوبي
اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
السلام عليكم, جذبني موضوع العادات ؛ لأهميته وتميز تناول الإخوة له, فشكرا لأخي أبي فارس ولجميع منادميه على هذه الكأس الطيبة.

من المقولات الحائزة على القبول عند الكثير من الناس قولهم: (الشيء إذا تكرر تقرر) ومن أبسط التعاريف لمصطلح (العادة)أنها:
"ما يتكرر وقوعه دائما"
من هنا نشأت الصعوبة في تغييرها فلا يخفى التباعد بين مفهوم "التقرر" ومفهوم "التغير".
إن شوائب الضلال في العقائد والبدعة في العبادات, والخرافة في العادات, إذا استحكمت في النفوس صعب اقتلاعها واحتاج إلى جهد ووقت كبيرين, وهذه المقدمة يسهل استيعابها جيدا لمن له إلمام بتاريخ العرب قبل الإسلام وبعده, فرغم أن العرب أوتوا كثيرا من مكارم الأخلاق إلا أنهم مع ذلك قد ابتلوا بكثير من العادات السيئة الفظيعة مثل الوأد وأنواع النكاح الغريبة المعروفة في حديث عائشة عند البخاري في صحيحه.


ولكن لما كانت عند العرب بقايا من دين إبراهيم لم يصلوا يوما من الأيام إلى درجة بعض الشعوب في الانحطاط, فلما جاء الله بهذا الدين ترك النبي صلى الله عليه وسلم كل ما هو من محاسن تلك الأخلاق والعادات وصرح بأنه لم يبعث إلا من أجل إتمامه, وعدل في مفاهيم بعضها وترك أصولها, كما هو معروف في نصر الأخ ظالما أو مظلوما, هذه لم يغير شكلها ولكن غير من مفهومها, وهكذا.
ولعل ذلك؛ لأن النبوات في الأمم السابقة تمارس دور التجديد في أمتنا, فكل نبي لا يأتي إلا بعد فترة من الرسل, فيجدد ملة إبراهيم, ولا يتعرضون للجانب الممتلئ من الكأس إلا ببعض التصفية والتحلية التي تزيل منه الشوائب, وتصفيه من الكدورات, وتزيل عنه العوالق.
فلما كانت أمتنا هي آخر الأمم ورسالتنا هي آخر الرسالات اقتضى ذلك أن يكون هناك تجديد في أمر ديننا كل مائة سنة, وهذا يفهم منه تلقائيا أن تقادما مّا, سيتوالى على أمور ديننا, فلا غرابة أصلا في وجود تلك البقع السوداء التي تلاحظ في بعض المجتمعات, بل إنها من أعلام النبوة, فلا بد من تقادم, ومن ثم لا بد من مجدد.
وهذا التقادم يأتي على جميع المستويات: مستوى العقائد, مستوى العبادات, مستوى العادات والأخلاق.

لكن مع كل هذا, ومع تفهمنا لهذه الحقيقة يبقى جانب آخر, ألا وهو أن كثيرا من العادات قد يكون لها أصول شرعية, وهذا؛ لأن أمتنا في بعض أجزائها ـ وإن لم يصح إطلاق وصف الجاهلية عليها ـ إلا أن الشريعة المحمدية تصاب بشيء من الشيخوخة أحيانا في بعض المناطق؛ بفعل عوامل, بعضها يمكن تسميته وتحديده, وبعضها قد يخفى على غير الباحث المدقق.

من خلال هذه المقدمة أريد أن أصل إلى أن موضوع العادات يحتاج الحكم فيه إلى تريث من عدة نواح:

الناحية الأولى: الشرعية, فلا يمكن الحكم على أي عادة بمخالفة الشريعة إلا إذا كانت متصادمة مع أمر من أوامر الشريعة أو متحدية لنهي, من نواهيها, وهنالك تأخذ حكمها إما الحرمة أو الكراهة أو خلاف الأولى.
وقبل الحكم على العادة المعينة بهذه الأحكام, لا بد من التأكد من وجودها أولا, ثم تصورها تصورا صحيحا ثانيا, ضرورة أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره كما يقول العلماء.

وعلى زعم أنها مخالفة لأمر مّا من أوامر الشرع, أو متحدية لنهي من نواهيه, فقد تكون مبنية على فتوى مخطئة, مما قد يخفف من المسؤولية على العامة, وترجع المسألة إلى توضيح مأخذ تلك الفتوى والكر عليها بالنقض, ولذلك أمثلة, لكني لا أريد التطويل.

الناحية الثانية: الناحية السياسية(الشرعية أيضا)فلا بد من التأكد من الظروف التي فرضت العادة المعينة, ثم قياس تلك الظروف؛ للاطلاع على مدى كفايتها لتبرير انتهاج ذلك السلوك المعين تجاهها, فقد يكون وراء الأكمة ما وراءها.
ثم التأكد من استمرار تلك الظروف وعدم استمرارها, وعلى استمرارها: هل هناك بديل يمكن اتخاذه تجاهها؟ وهكذا.
وعلى فرض عدم استمرارها, فأحسن علاج لها توضيح أسبابها الأصلية, ولفت النظر إلى أنها لم تعد موجودة, وكما قال النحويون: (ويذهب الإعلال إن زال السبب).ولذلك أمثلة لكني لا أريد التطويل.

الناحية الثالثة: الناحية التكتيكية, فقد تكون بعض العادات من مفرزات أوضاع حربية, عاشها الشعب الفلاني في الفترة الفلانية, ثم تستمر, وهذا أيضا يعتبر فتوى حربية, تحتاج إزالة حكمها إلى توضيح جذورها, ولفت النظر إلى كونها لم تعد موجودة, وقد تكون هذه النقطة راجعة إلى التي قبلها.

الناحية الرابعة: ناحية أخلاقية, فكثير من العادات تعتبر سياجات تعزل بعض الطبقات العالية عن التورط في بعض المواقف المحرجة, و التي قد لا تساعدهم ظروفهم على التعامل معها كما ينبغي, فوضعوا بينهم وبين الوقوف فيها حواجزـ وسمها تكتيكا اجتماعياـ وهذه أمثلتها كثيرة, ويمكن إرجاع كثير من الأمثلة التي تم نقاشها إلى هذه النقطة.

الناحية الخامسة: ناحية اجتماعية(علائقية) فقد تتخذ بعض القبائل من بعضها مواقف, أقلها أن تكون تحفظية, فيستدعي ذلك إيجاد حواجز وهمية من باب "ارتكاب أخف الضررين" وهذا تدعمه قاعدة: (الوقاية خير من العلاج) فقد تكون القبيلة الفلانية جربت في فترة من تاريخها مع القبيلة الأخرى أن كمية السفهاء من كلتا القبيلتين مرتفعة, فيفرق العقلاء بين أطفالهم في المضاجع كخطة وقائية إلى إشعار آخر, وقد يتأخر الرشد أحيانا.

أردت من خلال هذه الفلسفة أن أوجد الشعور عندنا بعدم الاستعجال في إدانة كثير من العادات, وأهمية التريث في نقد المجتمعات, فكما يقال: (أفعال العقلاء مصونة عن العبث)ولا شك أن المجتمع الطارقي بعيد عن الخرافية بمراحل, فليس إلا هجرا توافدت على الصحراء من بقايا حضارات سقطت, أوعبادا لجؤوا إلى الكهوف تحت ظروف معينة, فإرجاع عاداتهم كلها إلى فتاوى مصلحية, ومواقف أمنية, وخطط تكتيكية, أولى من أخذها مأخذ العبث .

أرجو أن فكرتي وصلت, وإلى لقاء آخر.


وأشكر الأخ أبا فارس واليعقوبي وكل من ساهم في إثراء الموضوع ملئ قلبي.



مررت وقرأت وسأعود إن شاء الله


 
 توقيع : اليعقوبي

[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).

صفحتي في الفيس بوك
https://www.facebook.com/nafeansari


رد مع اقتباس
قديم 04-07-2010, 03:01 AM   #6


الصورة الرمزية اليعقوبي
اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



أخي أبا الحسن وفقه الله ورعاه..
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ثم إني أثمن طرحكم الموضوعي وموضوعكم المطروح أخيرا (وأفعال العقلاء مصونة عن العبث)... فقد أثريتم الموضوع ونبهتم إلى مهمات مهمة ذات أولوية أولية.
وقد عضضت بنواجذي على قولكم: (وعدل في مفاهيم بعضها وترك أصولها, كما هو معروف في نصر الأخ ظالما أو مظلوما, هذه لم يغير شكلها ولكن غير من مفهومها, وهكذا) إنها سنة عزيزة.. سترة واقية من الغرق في الصدام مع المجتمع..
تدبر كيف أوصل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة (كف الأخ الظالم عن الظلم) من بوابة نصرة الأخ مطلقا.. بطريقة لفتت أنظار الصحابة حتى سألوه سؤال متعجب !!!
ولا تذهلنّ عن مكانة مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوب الصحابة.. ومع ذلك يأتيهم من الجانب اللين في الأسلوب والإقناع.. ولا تعجب فقد كان خلقه القرآن بل تذكر فقط كيف كان تعاطي القرآن مع عادة الخمر: كيف تدرج معهم وهم المؤنون حقا حتى قالوا من تلقاء أنفسهم: انتهينا انتهينا.. وانظر في المقابل كيف يعالج بعضنا (أجمَمْ) والتدخين وما شبههما في قوم لا يعدونه في العير ولا في النفير ولم تبحّ سورة النور أصواتهم بتلاوة سمعنا وأطعنا...
ولي توقف أو وقفة مع قولكم: (ولا شك أن المجتمع الطارقي بعيد عن الخرافية بمراحل, فليس إلا هجرا توافدت على الصحراء من بقايا حضارات سقطت, أوعبادا لجؤوا إلى الكهوف تحت ظروف معينة, فإرجاع عاداتهم كلها إلى فتاوى مصلحية, ومواقف أمنية, وخطط تكتيكية, أولى من أخذها مأخذ العبث .)
إن من مصادر العادات الأساسية: الخرافة، ومن مصادر الخرافة ما أبعدتموها به عن مجتمعنا الطارقي:
فالهجر يعني البدو هم نسّاج الخرافة، وأبعد الناس عن العلم والمعرفة وإذا تعلموا طرفا من العلم ظنوا أن ذلك المجلد الذي وصل إليهم هو العلم كله حتى إن من حججهم (مكتوب).
والصحراء: مأوى الجن والشياطين وكم من أخروفة تحاك عنهم تبنى عليها جبال من العادات الراسيات الشامخات.
والعباد إن كانوا قسيم العلماء فهم أوهم الناس وأشدهم تعبدا لعاداتهم حسبما تمليه أهواؤهم..
والعباد العلماء الذين عاشوا في صحرائنا بل وفي أغلب العالم الإسلامي قبل ثلاثمائة سنة والذين يعبر عنهم بالصوفية هم الذين خدروا الأمة بالخرافة .. بل لم تتسلل الخرافة إلى عاداتنا إلى من قبل ثغورهم التي ما حماها إلا الطلاسيم والتماتيم والهماهيم..
بل حولوا أصل الدين إلى خرافة ولذلك سموا خرافيين..
وإذ كنت ــ وإن كنت مقتنعا بما أقول ــ محاورا يرد ويرد عليه ويقتنع ويقنع ويراجع ويتراجع فسأذكر لك عادات مبناها على الخرافة مثل: عدم قطع السواك من تادهنت بعد العصر، وعدم النداء وراء المسافر، والمرور بين الحدأتين وفروع الطيرة وفروع الجن وفروع الشيوخ...
وأرجو منكم رجاء محاور لا متحد أن تضربوا لي أمثلة على عادات مبنية على فتاوى.. أو على ما سميته بخطط تكتيكية، أو مواقف أمنية...
وخلاصة وجهة نظري أن المجتمعات البدوية من أكثر المجتمعات تعلقا بالخرافة ويشد وساق أسر الخرافة لهم احتصان التصوف وتعشعشه فيهم قرونا.
دمت موفقا سعيدا...


 

رد مع اقتباس
قديم 04-12-2010, 06:49 AM   #7


الصورة الرمزية أبو فارس
أبو فارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 490
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 02-23-2011 (03:43 PM)
 المشاركات : 55 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[i][center]السلام عليكم, جذبني موضوع العادات ؛ لأهميته وتميز تناول الإخوة له, فشكرا لأخي أبي فارس ولجميع منادميه على هذه الكأس الطيبة.

مررت وقرأت وسأعود إن شاء الله
عزيزي
م.الإدريسي
شرفتُ بحضورك ومشاركتك لنا بهذا الطرح الهادئ وهذا الفكر النيّر..
ولقد وقفت مندهشاً أمام روعة عرضكم وتحليلكم.. وقوة ثقتكم وحجتكم واحتجاجكم.. وسلاسة أسلوبكم وعذوبة ألفاظكم.. ولا أملك إلا أن أقول زادكم الله علماً وفهماً وتألقاً.
ولقد رجعت بنا إلى التاريخ وما أعذبه من رجوع.. وربطت ما نحن بصدده بالماضى بطريقة في غاية السطوع..

واسمح لي رغم انبهاري الذي لا أخفيه، أن أعلّق برأيي الخاص ووجهة نظري القاصرة..حول القليل مما جاء في ثنايا مقالكم بما يتيسّر لأمثالي.. وبما أن اليعقوبي كفاني التعليق على بعض الأمور التي أوافقه على جزء منها.. لذلك سأتجاوزها لأنني لأن آتي بمثل ما جئتما به فضلاً عن أن أزيد عليه..

أول وقفة لي على المقولة التي سقتموها
اقتباس:
من المقولات الحائزة على القبول عند الكثير من الناس قولهم: (الشيء إذا تكرر تقرر)
يؤسفني أني لست من ذلك الكثير.. إذ كيف اسلم لها مع أني لا أظنها آية حتى من التوراة المحرفة.. ولا حديث..ولا أثر.. ولا حتى قاعدة.. بل هي من ضمن ما يطلي به العقلاء مقالاتهم لتسويقها على من دونهم.. وربما نتيجة تجربة في محيط محدود..في غابر الزمان وقد آن لها أن تفقد قيمتها.. وعلى كل حال لا تلزمنا في شيء.. لأنها مجرد مقولة..انظر الكثير من المتكررات البذيئة والشنيعة التي لا يجرؤ عاقل على وصفها بالتقرر..
وهذه من العادات الثقافية ـ إن صح التعبير ـ التي أصاب منها بالدوار.. أن يساق مثل أو حكمة.. بانتظار التسليم له.. وكأنه نص قرآني.. أو حديث نبوي.. (وأنا هنا لا أتكلم عن سياق كلامكم..ولا أتهم طرحكم.. فكيف بكم.. وإنما أتكلم بشكل عام..)
وإن اختلفت معي على مصطلح التقرر ـ فأنتم أهل المطلحات ـ بأن كونها واقعاً هو ما يعنيه.. فلا مشاحة في الاصطلاح..
ولكننا دائماً لا نبحث عن تبرير ما وقع كيف وقع بقدر ما نبحث عن حلول.. ونقل عن ذلك الواقع إلى ما هو أفضل وأحسن.

الموضع الثاني قولكم:
اقتباس:
أردت من خلال هذه الفلسفة أن أوجد الشعور عندنا بعدم الاستعجال في إدانة كثير من العادات, وأهمية التريث في نقد المجتمعا
لا أظن أننا استعجلنا في نقد مجتمعاتنا بعد كل تلك الحقب والدهور التي مضت.. فلم نؤت إلا من قبل التريّث الذي لا حدّ له.. مخافة مواجهة المجتمعات بما لم تعهده.. وفهمنا للنقد على أنه مناهضة لها وإدانة لتراثها.. واستخفاف بماضيها!!؟؟ ولا أظن لنقاد اليوم سلف حتى يوصفوا بالاستعجال..
ثم أجدني مضطراً إلى توضيح أمرٍ حتى لا يفهم طرحنا على غير وجهه..
وهو أن الجميع ولا شك.. يتفق معنا إلى أن العادات منها ما هو حسن بلا جدال.. ومنها ما هو سيئ بلا جدال.. ومنها ما فيه قدر من الأمرين.. يغلّب كل فرد حكمه عليها بحسب تقديره لأحد الجانبين فيها..
ومن هنا جاء هذا الطرح.. يهدف إلى ذكرها المصاحب بالإشادة بأحسنها ومعالجة أسوئها.. والتباحث فيما بين ذلك..
وليس الهدف هنا إنكار وجودها وانتشارها واستشرائها.. ولا إدانتها ونصب العداء لها ولمن يحملها.. ولا نفي حسن بعضها.. أو صعوبة تغيير القبيح منها.. وقوة تشبث أهلها بها.. ودفاعهم عنها.
وعندما نتكلّم عن عادة ونصفها بالسيئة، أو نذكر بعض مثالبها وسلبياتها.. أو نصف أخرى بالحسنة والإيجابية.. لا يعني ذلك أننا نحكم على الأولى بالحرمة.. وعلى الثانية بالاستحباب ضرورة.. فكلامنا في غالبه في دائرة المباحات والاستحسانات.. ولأن ما يتعلّق بالحرام والحلال لا يخفى.. ثم لا خيار فيه لأحد.. كما أسلفنا جميعاً.
وأختم بشكرك على وقفاتك البديعة التي تجلّى فيها ثاقب الفهم.. ونيّر العقل.. وواسع الإدراك..
متمنياً أن تثنيك ثرثرتي عن العودة التي وعدت بها.. فنحن في انتظارها بشغف.. وتقبل مني أرق المنى وأذكى التحيات.



 

رد مع اقتباس
قديم 04-12-2010, 07:04 PM   #8
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



بسم الله.
شكرا لك أبا فارس يا فارس المنتديات, شكرا يتضوع منه هذا الصندوق الماسي بأريج الحب والتقدير.
أشكرك على تثمينك لتعليقي على مقالكم الرصين, كما لا أخفيك استمتاعي بنكهة أسلوبك في الحوار, وأشعة فؤادك الطيب التي تعشي خفافيش الظن السيئ بل تعميها.
وقد وقفت كثيرا عند عبارة:
(فلم نؤت إلا من قبل التريّث الذي لا حدّ له.. مخافة مواجهة المجتمعات بما لم تعهده.. وفهمنا للنقد على أنه مناهضة لها وإدانة لتراثها.. واستخفاف بماضيها!!؟؟ ولا أظن لنقاد اليوم سلف حتى يوصفوا بالاستعجال..).
وو الله, إنها أصدق من أن يطالها التعليق بغير التسليم لها.
أما تعليقي السابق الذي دندنت فيه حول حساسية الموضوع الموهومة, فلا أعني به أمثالكم, حيث إنني لا أتوقع أي إشكال من نقد أمثالكم لأي موضوع, مهما بلغت حساسيته, فقد لمست من خلال الأسلوب أدبا جما, وتعقلا عاليا, وفكرا ساميا.
وصدقني, لا أجد أي حرج في أن أقطع جزءا من وقتي للحضور عندكم؛ للاستفادة من هذا الكنز الأدبي الذي بهرني بريقه تحت سطوركم النيرة.
فمثلكم يتناول الموضوع.
ومثل مجتمعاتنا أحوج إلى أمثالكم من أبنائه من أن يتحكم في ألسنتهم وأقلامهم.
فأرجو كريم تسامحكم إن كانت مشاركتي الخجولة قد أوحت إليكم بما يشبه الإرشاد أو التوجيه, فإنني لم أتقصد ذلك, وإنما مقصدي فقط إثراء الموضوع بإبداء بعض جوانبه التي يمكن أن يسرح فيها الفهم أو الوهم.
أشكركم أبا فارس مرة أخرى, وأجد حنينا إلى التعرف عليكم أكثر, إن رأيتم ذلك مناسبا.


 

رد مع اقتباس
قديم 03-28-2010, 08:59 PM   #9


الصورة الرمزية أبو فارس
أبو فارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 490
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 02-23-2011 (03:43 PM)
 المشاركات : 55 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



عزيزي أبا عبد الله أقدر لكم عودتكم.. وإضافتكم الثرية.. واستأذنكم في مشاركتكم بما تيسر على بعض ما ذكرتم..
اقتباس:
إن المجتمع الطارقي يعتبر من المجتمعات الإسلامية المنغلقة على ذواتها بسبب موقعها الجغرافي البعيد عن الطرق التجارية ,وبالتالي قليل الإحتكاك بالثقافات الأخرى
هذه حقيقة لا جدال فيها.. خاصة فيما يتعلق بماضيه.. ولكن الأمر تغيّر أو بدأ يتغير على أقل تقدير.. أخشى أن نستصحب حكم حالة ماضية وننزلها على واقع مغاير تماماً..

اقتباس:
ومن ما يميز الشعب الطارقي الحياء الشديد الذي يعتبر سمة وصفة من الصفات المحمودة ومن ما يربى عليه الأبناء
هذهفعلاً ميزة معروفة ونعم بها من ميزة وخصلة حميدة.. ولكن هل ما زالت؟؟ هل زار أحدكم مهدها قريباً.. أم هل تبصرون لها بقايا حيث نحن.. إنها وللأسف بدأت تتلاشى.. وتضمحلّ.. لأننا فرّطنا فيها في ظل تداعي الكثير من العوامل على الأجيال الجديدة.. نسأل الله السلامة والعافية.

اقتباس:
ومن العادات :أيضا أن لا يخشى الرجل الكبير في السن نوادي الشباب , لأنه لو فعل ذالك فسوف يتركونها حياء منه , وإعتباره آضقال لهم ,فكيف به وهو يمازحهم ؟ فأتت {تبوبشا} لكسر حاجز الحياء والتقاليد الذي تشكل عبر الزمن
هذا مما أدركته أنا ـ مع صغر سني ـ ولكن الأمور تغيّرت عزيزي.. فلقد رأيت وسمعت وحضرت مجالس.. عكس فيها الأمر.. لا أدري هل لأن الكبير لا يجد من يصغي إليه.. إلا تنزل إلى منزلة من هم دونه واتخذهم كأصحاب.. وإلا كان التهميش نصيبه في كل شيء!!؟؟ أم أمراً آخر لم أتفطن له؟؟ المهم أنني رأيت رجالاً كباراً يعقدون المجالس الشبابية ويتصدرونها بنوادر وتعليقات ومسائل تخجل من تربى على ما ذكرتم!! ربما تختلف المجتمعات.. بقدر نسبة تمسكها بتلك العادات ابتداءاً.


اقتباس:
ومن محاسن {تبوبشا }أيضا أن اباباش هو الشخص الوحيد في المجتمع الطارقي الذي يسمح له بالخروج عن العادات كما أسلفنا فبي التالي يكون الناصح والصادح بالحقيقة لأباباشنس{ إبن عمته أو إبن خاله } والتي لا يجرأ أحد من قولها حسب الأعراف والتقاليد .
من طريف ما لاحظت ورأيت أن حضور (أباباش) مصدر سرور واستبشار حتى عند حاشية(أباباشنيس) المقربين إليه.. خاصة عند من يلزمهم احترامه.. لأنه سيعلق عليه بأطرف التعليقات التي لا يتجرأون هم بالتعليق بها عليه ؛ لمكانته عندهم.. فيكون حضور (أباباشنيس) من أكبر مناهم.. بل لا يعدلون به شيئاً.. لأنه سيشفي غليلهم منه.

أبا عبد الله.. كما ترى ليس لدي ما هو مهم .. ولكني رغبت في مشاركتك... هذه الدردشة.. وأهلاً بعودتك مرات.. ومرات.. فأنا بك أسعد في كل كرة... تحياتي.


 
التعديل الأخير تم بواسطة أبو فارس ; 03-28-2010 الساعة 09:01 PM

رد مع اقتباس
قديم 04-14-2010, 01:29 PM   #10
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 11-13-2024 (11:11 AM)
 المشاركات : 1,680 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فارس نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أبا عبد الله.. كما ترى ليس لدي ما هو مهم .. ولكني رغبت في مشاركتك... هذه الدردشة.. وأهلاً بعودتك مرات.. ومرات.. فأنا بك أسعد في كل كرة... تحياتي.




بل أنا بك وبطرحك أسعد .. فكثيرا من مثقفينا يتهيبون الخوض في موضوع العادات الأزوادية,
ولا أعلم لهذا التهيب أي سبب موضوعي , وهو جدير بالدراسة والطرح الجاد ,ولذالك تجدني كلما تذكرت أمرا شاركت به حبا في الحوار والتواصل معك دمت قلما واعيا مسددا


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع