|
المنتدى العام يختص بالمواضيع العامةباحة شاسعة تسع آراءكم وأطروحاتكم وحواراتكم، التي لم تسعفها المنتديات الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
رد: من العادات الأزوادية
عزيزي اليعقوبي ممتن لعودتك.. ومعالجتك الفريدة للأمر ببيان العديد من أسبابه وأبعاده، وسأحاول مع كساد البضاعة أن أوضّح وجهة نظري تجاه بعض ما علقتم عليه.. .................................................. ............................................... ثانيا: ليست المجتمعات وحدها هي المصابة بمرض (الإلف) فإن أوساط طلاب العلم من الفقهاء والنحاة والمحدثين كذلك.. والقضية في نظري مشكلة (أحادية الثقافة) ولنرجع للعلم مثلا: فالفقيه غير المحدث تراه صلبا في مواقفه شديد التشبث بمذهبه (عادات قبيلته الفقهية). والمحدث غير الفقيه متطرف في الحكم على بعض القضايا أحادي الفكر فيها لا تقبل النقاش بحال من الأحوال.. والفقيه المحدث كالبيهقي وابن عبد البر تجد عنده من الاعتدال، وتقبل نقد ذاته والتنازل عن عادات قبيلته الفقهية ما لا تجد عند الأوليْن، ولا أريد أن أمثّل... .................................................. ............................................... لا أخفيك إعجابي بهذا الطراز من التمثيل الأصيل.. المبني على الإدراك العميق..وكما أسلفت ليس كل علمائنا يجيدون هذا التوظيف لجوانب العلم، بل ربما لا يلقون لها بالاً.. فيكف بمن دونهم من طلاب ـ أمثالي ـ أو عامة ليس من شأنهم الاستنباط والتأمل. ولكن هذه الأحادية التي تفضلتم بها ربما بدأت تختفي الآن.. على الأقل في الأجيال الحديثة.. لحتمية الاحتكاك ـ كما ذكرتم ـ في ظل هذا الزخم الهائل من وسائل التلقي التي تفرض نفسها..إلا لمن تقصّد ذلك واستغشى ثوبه أو ألزم أصابعه صماخ أذنيه. .................................................. ............................................... وكذلك المجتمعات: تجد الفرد الذي عايش مجتمعا آخر قد يتفهم نقد عادة ما أو عدم الانصياع والاتباع لها.. فمثلا: الذين يعيشون في العواصم من قبائلنا يتفهمون أن تسلّم عليهم بيد واحدة، خلافا لأحد الأشقاء الذي أو غر صدره أنه مدت إليه خمسة أصابيع.. .................................................. ............................................... هذا بالضبط ما أعبر عنه بأنه فرصة للتغيير.. فبعد أن كان المجتمع يداً واحدة على هذه العادات.. أصبح اليوم يتفهم مخالفتها وأدرك أنها ليست وحياً إلهياً يخلد مخالفه في الجحيم.. ولا جريمة يصلب ويرجم بالحجارة من تجرأ على مخالفتها.. ثم دعني أنزل معك إلى الواقع.. لو أن حازماً من الناس مرق من هذه الأعراف.. وتجاهل عادة من هذه العادات مالذي سيحدث.. هل تراه سيخسف به وبداره الأرض.. أم ستأخذه الصيحة؟؟ كلما هنالك تسخط أو ملامة من بعض الأطراف لا تلبث أن تزول لأنها بلا مبرر وعلى غير سبب منطقي.. فلو تلتها مخالفة أخرى منه أو من غيره لأصبح الأمر عادياً.. لأن هذه العادات أصلاً نشأت على هذا النحو.. فليست ناشئة عن اجتماع قررت فيه وأجمع عليها.. بل عن ممارسات بعض الأفراد فتمثّلها البعض الآخر لما يرونه من مناسبتها أو لمجرد ما لأولئك من منزلة عندهم. وماذا لو حدانا الأمل وافترضنا واقعاً أكثر وعياً.. فلو أن قبيلة أو فخذاً منها على الأقل عقدوا مجلساً عاماً لهم قرروا فيه ترك بعض العادات كالتي في الأفراح مثلاً.. أو أن شيخاً أو حكيماً مسموع الكلمة دعاهم إلى ذلك وحتّمه عليهم.. عندها لا نتوقع حتى ذلك التسخط أو تلك الملامة إلا ممن لا يلتفت إليهم.. وإن وجدت فهم أمام الأمر الواقع. لك أن تقول وبكل واقعية أيضاً ومن أين لنا أحد الأمرين أو كلاهما؟؟.. عندها أقول لك: أوافقك تماماً.. أن ذلك عزيز وجوده.. ولكنك حينها ستوافقني على أن السبب ليس عدم وجود فرص للتغيير ولا استحالة مخالفة تلك العادات أو تغييرها.. ولكن المشكلة الحقيقية هي عدم الاستعداد للتغيير أصلاً.. لمختلف الأسباب.. ومنها على سبيل المثال عدم وجود قيادات أو قدوات مسموعة.. وعدم الرغبة الصادقة والإيمان بقدرتنا على التغيير.. والتخوّف اللا مبرر وتضخيم العواقب وتوخيمها وهماً.. وقطع الطريق على الدعوات إلى التغيير وبذل الجهود للعمل على تثبيطها واغتيال مشاريعها في مهدها...الخ وهذا ليس في العادات وحدها.. بل يسري على كل محاولة للنهوض بأمتنا ومجتمعاتنا.. في شتى المجالات.. !!!؟؟؟؟ كالتي أشرت إليها أنت فيما يتعلق بالتعليم والمعيشة. .................................................. ............................................... ثالثا: مجتمعنا ليس بشاذ في هذا الباب ولا منفرد، بل المجتمعات الأخرى كذلك، وسأمثب بمثالين: أحدهما المجتمع السعودي: لديه عادات من النوع الذي ليس بمحرم ولا مأمور به شرعا، وتجد أن الدعاة لم يستطيعوا إلى الآن معالجتها بالحديث عنها، ولكن من احتك منهم بثقافات أخرى استطاع أن يتفهم على الأقل ممارسة الآخرين لها: خذ ذكر اسم الزوجة، أو الأم مثالا على ذلك... الثاني: المجتمع الموريتاني: من الفاشي فيه (كما هو موجود عندنا) تسمين النساء وتيليحهن، وهي عادة يعض عليها المجتمع بالنواجذ.. وقد شاركت وسائل الإعلام مع الدعاة في الحديث عن الوضوع منذ سنوات ... إلا أني أعتقد أن الاحتكاك بالآخرين في الداخل والخارج أكثر مردودا من ذلك.. .................................................. ............................................... أنا أوافقك تماماً في أن مجتمعنا ليس الوحيد المتأثر بل شأنه كشأن كل المجتمعات.. ولكن مجتمعنا هو الذي يعنيني أكثر من غيره، لذلك أنا أعبر عنه دون غيره.. ثم كل المجتمعات تطرح نفس الطرح.. ولم يبتعدوا عن واقعهم البائس إلا بقدر ما وعوا أن تلك القناعات لا تسمن في دينهم ولا تغني في دنياهم من جوع. .................................................. ............................................... رابعا: جوابا لسؤالك وسؤالي (التساؤلي) : المجتمع أقوى من الفرد، ولهذا يفرض عليك ما تقتنع بأنه ليس من مصلحتك الخاصة ولا العامة.. كإفراد نون الإناث مثلا: واجب فرض لازم لدى بعض قبائلنا .. ولا يمكن بحال من الأحوال أن تفكر في المساس به ... .................................................. ............................................... [color="navy"] نعم وبكل تأكيد.. المجتمع أقوى من الفرد.. ولكن المجتمع يتكون من مجموع أفراد.. فالعمل على تغيير نظرة الأفراد وتثقيفهم وتوعيتهم تجاه أمر ما، يعتبر خطوة فعّالة في تغيير واقع المجتمع برمته فيما أظن.[/ color].................................................. ............................................... فأتفق معك في ضرورة عدم الاستسلام .. على أن لا يدخل في عموم العدم المواجهة فإنها لا جدوى لها خصوصا إذا كان الأمر مستقبحا عقلا لا شرعا.. كما قيدتم.. .................................................. ............................................... لا.. لا.. المواجهة بالتأكيد ليست جزءاً من الحل.. إلا إذا اعتبر من هو على الخطأ الطرف الذي يسعى إلى تصحيح الخطأ مواجهاً له، ومعلناً التحدي معه.. فهذا ضمن خطئه الذي لا نملك تجاهه حيلة سوى الاستمرار في محاولة التصحيح.. فيبقى الخلاف لفظياً. .................................................. ............................................... ثم أخي أتمنى أن نتفق معا على أن التغيير في العادات يجب أن يسبقه التغيير في العبادات .. والتغيير في طريقة المعيشة (الاقتصاد الفردي) والتغيير في طريقة النظرة إلى التعلم .. فإذا ركزنا على هذه الثلاث أعتقد أن ما ننزعج منه سيخف إلى حد ما.. .................................................. ............................................... بالطبع أتفق معك تماماً .. إذ العبادات لا خيار لنا ولا للمجتمع إلا امتثالها ودعوة المقصّرين فيها.. ولا مجال للتنازل أو المجاملة في ذلك.. ولا مانع من المواكبة بين الدعوتين لاختلاف الطريقين وعدم تعارضهما.. مع تأكيد الأولوية المطلقة للعبادات. وأخيراً شيخنا الفاضل.. أكرر اعتذاري إن بدرت بادرة .. خانتني فيها عبارة فمالت عن جادة التأدب معكم.
وكلي تقدير واحترام لاحتمالكم لثرثرتي.. وأتمنى أن يكون لبقية الإخوة مداخلات.. تحول دون استئثارنا بالحديث..وقد سبقتني مشكوراً بالدعوة إلى ذلك، فلك الفضل من قبل ومن بعد. وتحياتي للجميع.
آخر تعديل أبو فارس يوم
03-16-2010 في 03:44 PM.
|
03-17-2010, 01:19 PM | #2 | |||||||||
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: من العادات الأزوادية
هذه إقتباسات من كلام ابن بطوطة:
وهو من رجال القرن الثامن الهجري أردت أن أجعلها تمهيدا لما خطر في ذهني وأنا أقرأ موضوع أخي أبافارس وردود أخي اليعقوبي عليه فليعذراني إذا لم يكن طرحي في مستوى طرحهما والأمر عندي خواطر أردت أن أشارك بها لعلها تدخلنا إلى لب الموضوع فقد ذكرفي الصفحة 340 عندما أتى على ذكر مسوفة وبعض عاداتهم "ذكر مسوفة الساكنين بأيوالاتن : { ولا يرث الرجل إلا أبناء أخته دون بنيه. وذلك شيء ما رأيته في الدنيا إلا عند كفار بلاد المليبار من الهنود. وأما هؤلاء فهم مسلمون محافظون على الصلوات وتعلم الفقه وحفظ القرآن. } وكذالك عندما تكلم عن سلطان تكدا في صفحة 351 "ذكر سلطان تكدا : {وفي أيام إقامتي بها، توجه القاضي أبو إبراهيم، والخطيب محمد، والمدرس أبو حفص، والشيخ سعيد بن علي، إلى سلطان تكدا، وهو بربري يسمى إزار " بكسر الهمزة وزاي والف وراء " ، وكان على مسيرة يوم منها، ووقعت بينه وبين التكركري، وهو من سلاطين البربر أيضا منازعة، فذهبوا إلى الإصلاح بينهما. فأردت أن ألقاه. فاكتريت دليلا وتوجهت إليه، وأعلمه المذكورون بقدومي. فجاء إلي راكبا فرسا دون سرج، وتلك عادتهم.وقد جعل عوض السرج طنفسة حمراء بديعة، وعليه ملحفة وسراويل وعمامة، كلها زرق، ومعه أولاد أخته، وهم الذين يرثون ملكه. فقمنا إليه .} الخاطرة الأولى : لكي نفهم بعض العادات الاجتماعية المتفشية في أمة أو شعب من الشعوب فيجب علينا العودة إلى جذور تلك العادة ما أمكننا ذالك حتى نستبين ما جرى عليها من تغير بسبب التلاقح الحضاري للأمم ,فقديما كان الطوارق يورثون أبناء الأخت ,ويحرمون أبنائهم من الميراث وقد أدا ذالك إلى إختراع مايسمى{تبوبشا} {وجهة نظر خاصة}لكي يسترد الوريث الشرعي بعضا من حقوقه المسلوبة بحكم الأعراف والتقاليدفي المجتمع الطارقي, وقد تأثرت ثقافة الطوراق بثقافة الوافدين الجدد من الدعاة ذوي الأصول العربية ومصاهرتهم لهم والعكس أيضا فيما لا يضاد الشرع, وقد اختفت ظاهرة التوريث تلك ولله الحمد وبقيت بعض المظاهر المصاحبة لها مثل تبوبشا كتذكير بمكانة أبناء ألأخت , وهي حيلة من حيل الموروث الثقافي للشعوب بعد تبنيها عقائد ومفاهيم جديدة . الخاطرة الثانية تبوبشا: هي عبارة عن تصريح أو إذن للفرد الطارقي , بتجاوز الأعراف و التقاليد بحق أفراد محددين, موقع من سلطة العادات والتقاليد,يخول صاحبه بكسر القيود وتجاوز الأعراف الاجتماعية التي لم تترك شيئا إلى وأطبقت عليه, خصوصا فيما يتعلق بعلاقة القرابات , مثل أن الأخ الكبير لا ينبغي له أن يزور منزل أخيه الأصغر حتى ولوكان على فراش الموت, ناهيك عن الأكل أمام كبير السن, والعلاقة بين الفروع البعيدة للعائلة,{أهنمو} وعلاقة الحماة مع زوج ابنتها ( تاضقالت )وعلاقة القبائل فيما بينهم والأعراف التي تحكمها, فإموشاغ مثلا :يستغلونها في حماية أخوالهم من أبناء عمومتهم حيث ينبري إبن الأخت للدفاع عن أخواله وبذالك لا يجرؤ أخواله من محاربة أبناء عمومته الذي حاربهم وعاداهم من أجلهم, مع بقاء المشترك بين جميع أهل اللثام وهو {فيتوالتبوبشا}المزاح وعدم الانصياع لكل الأعراف التي يجب أن يلتزم بها الطارقي , إننا في بحر من المختلف الثقافي مع الآخر شكلته تجارب وأحداث عبر مئات السنين, وهو يتلقى الآن بعض الضربات من خلال العولمةوالهجرة و المدنية التي غزت الشعب الأزوادي, ومازال تراث الطوارق كنزا ينتظرالصياد الماهر الذي يستطيع صياغته وتقديمه للآخر, ولم أطلع في هذا الباب إلا على بعض المحاولات الخجولة من الأديبين إبراهيم الكوني والأستاذ عمر الأنصاري, فتراثنا ثري جدا. وأهل اللثام فيما بينهم تفاوت كبير في استغلالهم لذالك التصريح بسبب تفاوت إلتزامهم ووعيهم العقدي ,وبرغم تدخل {تبوبشا }السافر في خصوصيات الفرد إلى أنني لا أرهاكلها شرمحض بل فيها من الخير الكثير إذا علمنا أن تطبيقها يختلف من طبقة إلى أخرى. وللحديث حول العادات بقية |
|||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 03-17-2010 الساعة 07:43 PM
|
03-17-2010, 07:48 PM | #3 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: من العادات الأزوادية
كلام جميل , وتناول رائع يا أبا عبد الله.
|
غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.
|
03-23-2010, 06:59 AM | #4 |
|
رد: من العادات الأزوادية
|
|
03-20-2010, 10:27 PM | #5 |
عضو مؤسس
|
رد: من العادات الأزوادية
لم يسمح لي وقتي ولا انشغالي بأن أشارك بالمقال الذي يكون في مستوى مقالاتكم رصانة وعمقا
ولكن لابد لي من أن أرحب أولا بالأخ أبي فارس ، وأشكر له ولإخواني المعلقين إثراءهم للموضوع ، وأعتذر عن عدم القراءة الكافية للنقد حرفا أو التقريظ وبحسبي أن أقول: إن أية عادة لاينظر في تسليمها أو استنكارها باعتبار نفسها بل ينظر فيها وفقا للأحكام الشرعية إن هي حرام فحرام ، يبتعد عنها ـولو سادت قرونا ـ وإن هي مباح فمباحة وإن اقتربت من الحرام ، فإنها تخلص من شائبة الحرمة وتبعد عن الحرمة وخير العادات عادات الصدر الأول لأنها عادات نبوية سلفية فلتقس بها العادات ، وليسع المصلحون الاجتماعيون إلى تطابقها معها فمثلا: ( تبوبش ) مزاح ، لنمازح إذن على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ، ولا نجف غيرنا ولا نغتابه ولانذمه في وجهه ولانحتقره ، هذا ما سمح به الوقت حبا لمشاركتكم فقط ، ولعل لي عودة أناقش فيها وأبدي القليل الذي عندي |
[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد [/marq] |
03-23-2010, 07:08 AM | #6 | |
|
رد: من العادات الأزوادية
اقتباس:
شيخنا الفاضل الشريف الأدرعي كلي شكر وتقدير لترحيبكم.. ولبيانكم المختصر المفيد في الوقت ذاته.. فمع كل هذا الاختصار إلا أنك أتيت بالزبدة ــ كما يقال ــ ولم تترك لنا إلا فتات الكلام.. ولولا تفصيل [اليعقوبي] البديع.. وروعة تأصيل [أبو عبد الله ] لكنت فارس هذا النقاش.. ولكن يكفيك أنك أجملت كل ما قيل في سطور.. فحياك ربي مراراً.. وانتظر عودتك. |
|
|
03-21-2010, 09:00 PM | #7 |
|
رد: من العادات الأزوادية
أبا عبد الله أشكرك على مشاركتك لنا في مناقشة على الموضوع بكل هذه المعلومات المهمة، وقد عدت بنا مشكوراً إلى أساس هذا الموضوع، وإلى المنطلقات التي ينبغي أن يناقش من خلالها.. فكان عرضك رائعاً ومتميزاً وخواطرك البديعة حرية بالتأمل والوقوف عندها.. وهذا ما حاولته معلّقاً بما أسعفتني به بضاعتي المزجاة.. وقد جعلت كلامك باللون الأحمر تمييزاً له عن تعليقاتي باللون الأزرق.. الخاطرة الأولى : لكي نفهم بعض العادات الاجتماعية المتفشية في أمة أو شعب من الشعوب فيجب علينا العودة إلى جذور تلك العادة ما أمكننا ذالك حتى نستبين ما جرى عليها من تغير بسبب التلاقح الحضاري للأمم هذا صحيح تماماً .. ولكن ليست كل الأمم تعتني بتراثها لدرجة تسعفنا إلى معرفة جذور عاداتها أو الممارسات والقناعات التي انبنت عليها.. والأمة الأزوادية ضمن تلك الأمم التي ضيّعت الكثير من ذلك أو فرّطت حتى اللحظة في تدوينه ونقله.. وقد تكون عوامل كثيرة لها دور في ذلك مما يعذرها نوعا ما.. فلم يبق إلا التكهنات والتحليلات التي تصيب ولا شك كما تخطئ.. ولكن يعز معرفة تلك الإصابة من ذلك الخطأ للسبب ذاته.. فقديما كان الطوارق يورثون أبناء الأخت ويحرمون أبنائهم من الميراث وقد أدا ذالك إلى إختراع (تبوبشا) لكي يسترد الوريث الشرعي بعضا من حقوقه المسلوبة بحكم الأعراف والتقاليدفي المجتمع الطارقي وقد تأثرت ثقافة الطوراق بثقافة الوافدين الجدد من الدعاة ذوي الأصول العربية ومصاهرتهم لهم والعكس أيضا فيما لا يضاد الشرع وقد اختفت ظاهرة التوريث تلك ولله الحمد وبقيت بعض المظاهر المصاحبة لها مثل تبوبشا كتذكير بمكانة أبناء ألأخت وهي حيلة من حيل الموروث الثقافي للشعوب بعد تبنيها عقائد ومفاهيم جديدة فلسفة معقولة في نظري.. ولكن ربما يشكل عليها ما عهد من (تبوبشا) بين قبيلة وأخرى.. إلا أن تكون جذورها ما ذكرت من المصاهرة.. وإن جهل ذلك مع مرور الأزمان. الخاطرة الثانية تبوبشا: هي عبارة عن تصريح أو إذن للفرد الطارقي , بتجاوز الأعراف و التقاليد بحق أفراد محددين, موقع من سلطة العادات والتقاليد,يخول صاحبه بكسر القيود وتجاوز الأعراف الاجتماعية التي لم تترك شيئا إلى وأطبقت عليه, خصوصا فيما يتعلق بعلاقة القربات , أعجبتني طريقتك في وصف تبوبشا ففيها شبه كبير بالتعاريف الاصطلاحية لما اشتملت عليه من دقة، مع عدم خلوّه من تكلّف وصعوبة كعادة التعاريف. مثل أن الأخ الكبير لا ينبغي له أن يزور منزل أخيه الأصغر حتى ولوكان على فراش الموت بئست العادة هذه.. وأحمد الله تعالى أنني لم أسمع حتى.. وعلاقة الحماة مع زوج ابنتها( تاضقالت) (تضّولا)هذه من العادات التي انفرد بها مجتمعنا الأزوادي فيما أظن.. وهي جديرة بالطرح والنقاش.. وسندرجها على قائمة ما يطرح لاحقاً.. إن وافقتموني على ذلك. وبرغم تدخل {تبوبشا }السافر في خصوصيات الفرد إلى أنني لا أرها شر محض بل فيها من الخير الكثير إذا علمنا أن تطبيقها يختلف من طبقة إلى أخرى. أما كونها ليست شر محض فلا جدال فيه.. إذ ما هذا وصفه نادر الوجود إن وجد أصلاً.. ولكن كما أشرتم يحصل في تطبيقاتها تجاوزات لولا استظلالها بها لما كانت مبررة.. كمزاح الشاب الصغير مع شيخ كبير بطريقة لا تليق حتى مع شاب مثله، لا لشيء إلا لأن بينهما تبوبشا.. وكمزاح الرجل مع امرأة من غير محارمه بتبادل الألفاظ التي قد تكون بذيئة وغير لائقة.. هذا إن اقتصر الأمر على مجرد الكلام!!؟؟ ورغم ذلك نستطيع أن نقول ولكن ما ذنب من جعلها سبيلاً للوداد.. ومدخلاً للسرور والابتهاج بينه وبين أقاربه ومحبيه. |
|
03-23-2010, 09:44 PM | #8 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: من العادات الأزوادية
اقتباس:
هذا في نظري بيت القصيد في موضوع تبوبشا, والإجابة الإيجابية على تساؤلاتك ,حول علاقة الكبير بالصغير, وانزلاق الأمر في بعض الحالات إلى أمور غير محمودة ,وأعو د قليلا مع أخي ابا فارس إلى نصف الكوب المملوء في {تبوبشا} بين الصغير والكبير ولكي نقدر مدى قوة سلطة تبوبشا فعلينا أن نلقي نظرة عابرة على العلاقة بين الصغير والكبير في المجتمع الطارقي وفي الظروف العادية, إن المجتمع الطارقي يعتبر من المجتمعات الإسلامية المنغلقة على ذواتها بسبب موقعها الجغرافي البعيد عن الطرق التجارية ,وبالتالي قليل الإحتكاك بالثقافات الأخرى ,ومن ما يميز الشعب الطارقي الحياء الشديد الذي يعتبر سمة وصفة من الصفات المحمودة ومن ما يربى عليه الأبناء
وهم الذين قال فيهم أبو محمد بن حامد الكاتب "قوم لهم شرف العلا من حمير### ##### وإن انتموا صنهاجة فهم هم لما حووا إحراز كل فضيلة #### #######غلب الحياء عليهم فتلثموا ولا أعني بأن الحياء هو سبب لثام الطوارق كما قال الشاعر ,وإن كان يعتبر من بعضالشواهدعلى قيمة الحياء كقيمة ثقافية وأخلاقية للقوم , ومن العادات :أيضا أن لا يخشى الرجل الكبير في السن نوادي الشباب , لأنه لو فعل ذالك فسوف يتركونها حياء منه , وإعتباره آضقال لهم ,فكيف به وهو يمازحهم ؟ فأتت {تبوبشا} لكسر حاجز الحياء والتقاليد الذي تشكل عبر الزمن ,ومن محاسن {تبوبشا }أيضا أن اباباش هو الشخص الوحيد في المجتمع الطارقي الذي يسمح له بالخروج عن العادات كما أسلفنا فبي التالي يكون الناصح والصادح بالحقيقة لأباباشنس{ إبن عمته أو إبن خاله } والتي لا يجرأ أحد من قولها حسب الأعراف والتقاليد . |
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالله ; 03-23-2010 الساعة 09:52 PM
|
03-24-2010, 08:11 PM | #9 |
عضو مؤسس
|
رد: من العادات الأزوادية
سعدنا بمرورك يا أبا فارس ، وأنت أنت الفارس ، ولي عودة قادمة قريبة أسعد فيها بحواركم العطررررررررررررر
|
|
03-28-2010, 09:03 PM | #10 |
|
رد: من العادات الأزوادية
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|