|
المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
تمبكتو تستعد لألفيتها
تمبكتو تستعد لألفيتها وحيدة وسط رمالها الذهبية في مهرجان ضخم يعيد تصوير أمجادها:عمر الأنصاري (الشرق الأوسط) كالعجوز التي سميت باسمها، تجاهد درة الصحراء وعاصمة العلم والتجارة في الغرب الأفريقي تمبكتو هذا العام لتذكير العالم بتاريخها والكشف عن كنوزها وآثارها المطمورة في الرمال، بمناسبة مرور ألف سنة على تأسيسها. في محاولة لتذكير العالم بمكانتها والتأكيد على أهميتها كحاضرة إسلامية لا تزال تكتنز من العلوم والمعارف والعراقة ما يمكنها من العودة مجددا. وعدا ماضيها فإن تمبكتو اليوم تستعد لمهرجان ألفيتها ببرنامج حافل يعيد تصوير تراثها ومجدها الذهبي، تشارك فيه كل الأعراق التي سكنت المدينة ولا تزال، بدءا بمؤسسيها الطوارق، وكذا الأعراق العربية التي عمرتها عبر القرون الماضية وكانت السبب في نهضتها العربية والإسلامية، وانتهاء بأحفاد ملوكها السنغي الذين عرفوا بملوك الذهب بسبب ثرائهم الفاحش وذهبهم الذي بهر العالم وسك منه «مثقال تمبكتو» الذهبي الذي كان من أقوى العملات الذهبية المتداولة حينها. لكن هذا المهرجان التراثي الكبير الذي يتم الإعداد له، والذي سينطلق في شهر ديسمبر (كانون الأول) نهاية العام الجاري سيساعد تمبكتو على العودة مجددا إلى الأذهان، خصوصا بعد الخيبة التي عاشها سكان المدينة بعد اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية قبل بضعة أعوام، إذ لم يساعد ذلك أهلها على تجاوز نسيان العالم لهم، وهو ما دفع بعض أبناء المدينة إلى سلوك طرق أخرى هي الوحيدة برأيهم التي من الممكن أن تساعد في عودة المدينة، وذلك عبر إعادة ترميم التاريخ والحفاظ عليه. فعدا أبنيتها العتيقة وشوارعها البالية وأزقتها المطمورة فإن زائر تمبكتو اليوم سيواجه أسئلة كثيرة بمجرد وصوله إلى المدينة، أهم تلك الأسئلة: هل تستحق رحلة مضنية إلى مدينة مطمورة كل هذا الجهد والوقت والمال؟ وهو السؤال الذي يجيب عنه ثنائي إيطالي التقتهما «الشرق الأوسط» في «مركز عبد القادر مما حيدرا للمخطوطات»، حيث أجابت فتاة إيطالية تجاوزت العقد الثاني بقليل، قائلة: «أردنا القيام برحلة مميزة، وأعتقد أن عناء الذهاب إلى تمبكتو يستحق، فهنا فقط يمكنني مشاهدة أكبر عدد من المخطوطات بأيدي الأهالي، وهنا فقط يمكنني رؤية الحياة على نمط طبيعي». وهو عين ما يشير إليه أحد أعرق أبناء تمبكتو، وصاحب أروع مكتباتها، عبد القادر مما حيدرا، الذي ورث عن عائلته آلاف المخطوطات التي لم يتعرف هو بنفسه إلا على ثلثها فقط، بسبب عدم توفر أية إمكانيات لإخراجها إلى النور، كغيره من العائلات الاثنتي عشرة التي تمتلك الآلاف من المخطوطات النادرة، التي تعتبر ثلث مخطوطات الغرب الأفريقي. إذ يشير حيدرا إلى أنه لا قيمة حقيقة لتمبكتو إلا بهذه المخطوطات التي كانت السبب في الطفرة العلمية التي شهدتها المدينة عبر تاريخها، وكما يشير فإن أهمية أية بناء وترميم للمدينة يجب أن ينطلق من ترميم ذاكرتها هذه. ويقوم حيدرا اليوم بجهد كبير في إخراج وفهرسة آلاف المخطوطات النادرة، إضافة إلى إنشائه مؤسسة خيرية لمساعدة أكثر من عشر أسر تمتلك آلاف المخطوطات بغية إخراجها إلى النور وفهرستها والتعريف بها وإتاحتها للباحثين في العالم. لكنه جهد حسب ما يشير يصطدم بعدة عقبات، أهمها أن الجيل الجديد في تمبكتو لا يعرف أهمية هذا الإرث، بسبب عدم معرفتهم باللغة العربية، وهو ما حمله على تأسيس عدة فصول لتعليم أبناء هذه العائلات اللغة العربية كونهم ورثة هذا التراث، وتجب عليهم معرفة لغة آبائهم ومخطوطاتهم. إضافة إلى عدة عقبات تتمثل في غياب دعم الحكومة المالي لهم، وتجاهل الكثيرين لهم، باستثناء جامعة هارفارد الأميركية التي ساعدت في تأسيس مركز عبد القادر حيدرا، وبعض المساعدات المحدودة من الإمارات العربية المتحدة، وبعض المؤسسات في المملكة العربية والسعودية وليبيا. لكنها مساعدات غير منتظمة كما يقول، مكنته فقط من إخراج خمسة آلاف مخطوط إلى النور، فيما بقيت عشرات الآلاف رهينة المخازن يتهددها التآكل. الجولة في تمبكتو ليست طويلة، ففي يوم واحد فقط يمكنك المرور على أهم مساجدها العريقة ومآذنها الشامخة منذ ألف سنة مضت، إضافة إلى بعض المواقع التي نسجتها الذاكرة المحلية في مخيلتها، لكن المدينة التي تذخر بعراقة لافتة تحتاج اليوم إلى تقديم دليل حقيقي للسياح التائهين في أزقتها، وكما يشير بعض المنتقدين للسلطة المحلية، فإن تجاهل تمبكتو من الداخل أكثر منه في الخارج، فالمدينة التي تعتبر بمثابة زهرة اللوتس في مالي، لن تجد فيها أية بصمة للسلطة المحلية، من حيث التخطيط العمراني والبنية السياحية، ناهيك بنسيان هذه السلطة حسب منتقديها لأهم إرث في تمبكتو، وهو مخطوطاتها التي لم تستطع الدولة مساعدة الأهالي في إخراجها ببناء مكتبات ومتاحف لائقة للحفاظ عليها، إضافة إلى بنية سياحية متهالكة لا تكاد تشجع الزائر على العودة، بسبب عدم انتظام رحلات الطيران من وإلى تمبكتو، وصعوبة الوصول إليها برا. وهي رحلة مضنية ومكلفة ماديا، دون مقابل معنوي كبير لسائح قطع آلاف الأميال. ورغم عدد من الاستثمارات والمساعدات التي بدأت تتدفق على المدينة فإن سوء إدارة تلك المشاريع وسوء تصريف تك المساعدات في بلد متهم بالفساد الإداري يجعل الإحباط ساريا والتشاؤم قائما في عودة المدينة إلى سابق عهدها. ففي الوقت الذي بدأت فيه جنوب أفريقيا وجمعيات أوروبية وإماراتية وأفراد من المملكة العربية السعودية الشروع والمساهمة في الحفاظ على المخطوطات، تقوم دول أخرى مثل ليبيا على ضخ استثمارات كبرى في البنية السياحية، بغية مساعدة المدينة على النهوض، لكنها تحركات تنتظر رغبة حقيقية من الدولة المالية التي ينتظر منها دور أكبر في هذه المدينة تحديدا.. التي يراهن على أنها تستطيع جلب حظها بنفسها والنهوض كالعنقاء كلما احترقت برمادها، وهو ما حصل لهذه المدينة عدة مرات في تاريخها. المهرجان الضخم الذي يجري الإعداد له سيعيد تصوير أمجاد المدينة، وسيشارك فيه آلاف الفنانين والحرفيين لإعادة تمثيل قوافل الملح العظيمة التي اشتهرت بها تمبكتو، وسيقام كرنفال ضخم حسب البرنامج الذي تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، يضم «أوبريت» ضخما تشارك فيه كل القبائل القاطنة في تمبكتو، ويتوقع أن يجلب البرنامج آلاف السياح من العالم، لكن المنظمين يأملون أن يعيد هذا الاحتفال تاريخ المدينة إلى الأذهان، وأن يشجع المستثمرين والسياح على التوافد إلى المدينة. ويشير القائمون على المهرجان إلى رغبة ملحّة في إعادة إحياء المدينة من خلال المحافظة على عمارتها السودانية الشهيرة، ومكتباتها، وإعادة الاهتمام باللغة العربية التي أصبحت مهددة بسبب التعليم الفرنسي المسيطر هناك. كما يسعى هؤلاء إلى محاولة إنشاء عدة متاحف، ومراكز للحفاظ على ذاكرة
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تمبكتو أسطورة التاريخ | أحمد رجب الحبوني | المنتدى التاريخي | 8 | 06-14-2010 07:26 PM |
تمبكتو, وثلاثية..الملح ,والذهب,والكتاب:1 | ولت فرش | المنتدى التاريخي | 13 | 10-22-2009 05:44 PM |