نفاضة الجراب.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السوقي الخرجي

ومن هذه الدرر التي ينبغي أن تكون في مقدمة هذه النفاضة قصيدة الشيخ همن بن إبراهيم بن ودا بن أشمويل بن آل بن كنبويس بن أغدانفاس بن أحمد الانصاري السوقي وهي من غرر القصائد الإخوانيات التي وقعت بين السوقيين والكنتيين وهي موجهة إلى الميمون الكنتي والد بادي بن الميمون وهي:ffice:office" />


أمن تذكر ربع عدمل عاف=عيناك تنهملان أي تذراف


ربع به للغواني قبل أندية=فصار للوحش بعد قاع تطواف


أخلت عليه ثلاث منذ أزمنة=قطر ومور ومر العاصف الساف


قد جئته سائلا عمن به انتقلوا=فلم يجبني كحال الذاهل الغاف


بلى أجاب بأن ليلاك قد سكنت=أرضا بعيدة أركان وأطراف


كم من فلا دونها صعب مسالكها=ومن غياض وأجبال وأحقاف


فقلت: هل يكشفني ما منيت به=إلا ركوب نجيب الأصل سرناف


عود ذليل ضليع الجنب مكتنز=جأب الفرانيس يفري كل نفناف


أو وخد يعملة قد عريت حقبا=تقرو مروج مرابع وأصياف


حتى توسف جسمها ولبد عن=هلب لها عبس يفضي لأخلاف


ردت كأن سنامها لرفعتها= من فوق جثتها أشم أطناف


فتلك تبلغني ليلى وإن بعدت= إذ قربها لسقام مهجتي شاف


مختالة في تثني القد طلعتها= إلى وثارة أعطاف وأرداف


لقد كسا وجهها المولى إلى خفر= طلاوة لم ينلها در أصداف


يزهو بها غصن بان تحت منسدل=معلنكس النبت وحف دون أحقاف


حورا كأن انتظام ثغرها درر= تزري بحسن أقاح غب توكاف


لم يحك فاها فواح المسك رائحة=ولا لماها ارتشافا رغوة الراف


هذا وليلى متى واصلتها انفصلت=وواعدتني رمت وعدي بإخلاف


لما تحققتها تبدي مصارمتي=سلوت عنها إلى ميموننا الصافي


صافي الفؤاد سليل العرب من مضر=أنجب به من فتى نجيب أطراف


ندب نبيل نزيه ماجد لبق=شهم نه راسخ في العلم غطراف


أكرم به من خضم خضرم خضل ال=أيام مغدودق الإحسان مضياف


كم من ملابس أعطاها العفاة وكم=يجود بالخيل مع ذوات أنواف


وكم وكم من كتاب قد أزال به= جهلا عن الناس نعم السيد الوافي


يوما يؤمر أقواما ويعزل أخ=رى برهة ويذب صولة الجاف


يا حسن سيرك فينا اليوم معتنيا= بحفظ عهد لنا يا نجل أشراف


يا أصيد الصيد يا ميمون يا أمل ال=محتاج بل يا مناخ البائس العاف


أولاك ربك في الدارين منزلة= رفيعة ونفى عنك الأذى النافي.

فيما يتعلق بمناسبة القصيدة فقد أخبر الباحث من أحد أعيان علماء السوقيين بغاو
وهو الشيخ إفدت بن مدسا خالل مقابلة أجراها معه في خريف 2018 ،أنها كانت طرفة
أخوية وقعت بين الشاعر همن بن ابراهيم التكرناتي السوقي وأمير كنته الميمون بن حمادي، وملخص ذلك
أن الميمون بن حمادي كانت تأتيه الكتب المطبوعة من بعض الجهات كالمغرب ومصر
وغيرهم، وكان ال يعطيها وال يعيرها َلحد أيا كان، فمن شاء مطالعتها طالعها عنده في
زاويته، وكانت كلما أتته كتب مطبعية جديدة توافدت عليه وفود السوقيين لقراءتها، وفي
بعض المرات كان من بين الوافدين عليه الشاعر همن بن إبراهيم السوقي، فرأى في
كتب الميمون كتابا أسر لبه حبا، فقال لبعض مرافقيه سأطلب من الميمون هذا الكتاب،
فقالوا له ستتعب نفسك وتضجر على الميمون؛ إذ تعرف عادته مع كتبه المطبوعة، فقال
لهم: سأستخدم له بعض الحيل التي تستعمل لتسخير الكرماء، فلما كان من الغد وتجمع
الناس حول الميمون، وقف همن أمامه منشدا القصيدة، فلما بلغ قوله: "وكم وكم من
كتاب قد أزاح به جهال عن الناس نعم السيد الوافي" لم يكن من الميمون إال أن قدم إليه
الكتاب على الفور، فضحك المجلس وانتهت الطرفة التي كانت هي مناسبة القصيدة وهللا
اعلم.