العودة   منتديات مدينة السوق > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-20-2016, 06:55 AM
ابراهيم عثمان غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3991
 تاريخ التسجيل : Aug 2015
 فترة الأقامة : 3354 يوم
 أخر زيارة : 08-06-2016 (09:59 PM)
 العمر : 54
 المشاركات : 7 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : ابراهيم عثمان is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الرضا



كلّفنا الله بأولادنا نسعهم بأرزاقنا على قدر ما قدّره المولى عزَّ وجلَّ لنا،
لم يكلفنا أن نخرجهم إلى المصايف أو المشاتي إلا إذا وجدت معنا الاستطاعة وأمنا من غشيان المساخر أو المحرمات، لكن لم يكلفنا أن نستدين ونحمل أنفسنا أثقالاً فوق أثقالنا لنخرجهم إلى المصايف أو إلى المشاتي،
وإنما علينا أن نطعمهم من الحلال، ونوفر لهم العلم والصحة والسكن الذي على قدر وسعنا. قدر الله لنا سكناً على قدر أرزاقنا، لم يكلفنا بأن نستدين آلاف الجنيهات مما نعجز عنه ونورثه ونتركه تركة عاجزة لأبنائنا لنشتري لهم سكناً فوق طاقتهم وطاقتنا
وإنما علينا أن نتحمل ظروف الحياة ونكيّفها بالرضا لنرضى عن الله، فمن لم يرزقه الله الرضا فلن يرضى ولو مَلَك كل مُقدرات البشر في هذه الحياة!! قال صلى الله عليه وسلَّم:
{ مَنْهومانِ لا يَشْبَعانِ طالِبُ عِلْمٍ وطالِبُ دُنْيا }(1)
لكن الرضا هو الذي يكيف الأمور، ويُصلّح الدهور، ويجعل المرء مستعداً ليوم العرض والنشور، لأنه يمشي على قدر ما قدّره له المولى عزَّ وجلَّ.
لم يكلفنا الله أن نشتري أثاثاً بالتقسيط، فما لا نملك شراءه الآن فلنصبر حتى يُحضر الله الخير الذي نشتريه به في أوانه ووقته
لم يكلفنا الله أن نقترض بالربا فنحمّل أنفسنا أعباءً لا طاقة لنا بها، وإنما المسلم يسير على قدر ما أفاض به الله عليه.
فتحنا على أنفسنا أبواب التقسيط واستسهلناها، وأبواب القرض بالربا وسهّلناها، فأصبح الرزق موزعاً نصيباً للأقساط، ونصيباً لسداد القروض، ونصيباً للمصائف والمشاتي، ونصيباً لكذا وكذا، ثم يشتكي المرء ويقول: من أين أطعم أولادي؟
ومن أين أسدّ لهم حاجاتهم؟
فإذا سأله امرؤ وعنفّه لـِمَ تأخذ الرشوة؟ فيقول إن رزقي لا يكفيني، وأنا في ضرورة وهي مباحة لي، فيفتي نفسه ليوقع نفسه في غضب الله ولا يشعر
لأن المؤمن لا يستدين إلا لضرورة قصوى، عندما لا يوجد في بيته طعام، أو تعرض أحد أولاده لجراحة عاجلة وليس معه ما يسد تكاليفها، أو أمر من هذا القبيل،
لكن لا يستدين لشراء فيديو، ولا يستدين لشراء ثلاجة، ولا يستدين لفسحة في إيطاليا، ولا يستدين لسهرة هنا أو هناك فكل هذه أمور لا يبيحها له شرع الله ولا يستدين أيضاً لعمل حفلة لعيد ميلاد، أو حفلة عيد زواج، أو ما شابه ذلك مما ننفق فيه جملة أرزاقنا ثم نشكو إلى الله، ونستبيح المحرمات ونحمل أنفسنا الإثم تلو الإثم لأننا كما قال الله عزَّ وجلَّ لنا في حديثه القدسي:
{ ابْنَ آدَمَ، عِنْدَكَ مَا يَكْفِيكَ وَأَنْتَ تَطْلُبُ مَا يُطْغِيكَ، ابْنَ آدَمَ، لاَ بِقَلِيلٍ تَقْنَعُ وَلاَ بِكَثِيرٍ تَشْبَعُ، ابْنَ آدَمَ، إِذَا أَصْبَحْتَ مُعَافىً في جَسَدِكَ آمِناً في سِرْبِكَ عِنْدَكَ قُوتُ يَوْمِكَ فَعَلَى? الدُّنْيَا الْعَفَاءُ }(2)
قال صلى الله عليه وسلَّم:
{ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ. فَإِنَّ نَفْساً لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا}(3)


(1)تاريخ دمشق عن أبى القاسم العلوى.
(2)صحيح البخارى ومسلم عن ابن عمر.
(3)عن عبد الله بن مسعود رواه البيهقي والبزار والدارمي.



http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D...7%D9%84%D9%85/

منقول من كتاب {الخطب الإلهامية شهر رجب والاسراء والمعراج} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً



[IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/wp-*******/uploads/book/Book_Khotab_elhameya_V3_Ragab_Wa_Esraa.JPG[/IMG]



 توقيع : ابراهيم عثمان

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع