334. النابغ بن كاوا الطارقي :

334. النابغ بن كاوا الطارقي :
هو السلطان النابغ بن كاو بن أمَّا بن أك الشيخ بن كردنّ بن أشّود(1) .
قال الشيخ العتيق : تأمر بعد وفاة أبيه على من لم يخرج عنه من التوارق والسودان والعرب ، ورأيت رسالة منه إلى رئيس الطائفة التي خرجت إلى بلاد تِيرَ ، وهو أسَنَفَلَّ بن وزَّيْدُ يلومه على عزل أمير من أمراء سنغي الذين معه في الوطن واسمه فُون ، وقال : له في الرسالة لِـمَ عزلته من غير مشورة مني نقضت عزلك إياه ورددته إلى إمارته . وذلك دليل على حكمه على العازل والمعزول معا .
وأما العرب فرأيت رسائل من أولاد سيد محمد بن الشيخ الكبير إليه وهم سادة جميع العرب الذين في شرقي إمارة جَبْرِيَّا ، منها رسالة أحمد البكا بن سيد محمد إليه ونصها : أنه من عبد ربه الغني به أحمد ابن محمد بن المختار إلى السلطان ابن السلطان بن السلطان بن السلطان النابغ بن كَاوَ بن أمَّا بن أكْ الشيخ ، بالسلام الأسنى ، والتحية الحسنى ، ونحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو والوصية لنفسي ولك بتقوى الله العظيم ، واقتفاء آثار نبيه الكريم لأنه تعالى يقول { قل إن كنتم تحبون الله } الآية هذا فيما يرجع إلى اتباعه صلى الله عليه وسلم ، واقتفاء آثاره ، وأما التقوى فحسبك فيه قوله تعالى { والعاقبة للمتقين } وقوله { من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } ولا يعرنّك تسويل الشيطان ، أن التقوى والاتباع صار في زمننا هذا من متعذر الأمور ومتعسرها ، فما لم تتق فيه فاتق في سواه ، وما لم تتبع سنته صلى الله عليه وسلم فيه فاتبع في غيره ، { وأتبع الحسنة السيئة تمحها إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } وإياك وإياك والتهاون بذوي الانتساب إلى رب الأرباب ، وإن كان الانتساب إليه فيما نرى مدخولا ، وعملهم الذي يتقربون به إليه تعالى معلولا ، فإن ذلك غير قادح في نفس انتسابهم ، ولا مبيح للوقوع بجنابهم ، فإنه سبحانه ربما انتقم منهم بتسليط العباد ، وانتقم لهم لسابق الوداد ، وانتقامه منهم تطهير أو تأديب ، وانتقامه لهم تنكيل أو تعذيب ، ولا يخافك ما بين المقامين فشتان ما بين الانتقامين ، فاضرع إلى الله أن لا ينتقم بك منهم ولا ينتقم بهم منك ، وأن يسد ذلك الباب جملة وتفصيلا عنك ، والله تعالى يوفق الجميع للرشاد ويعصمنا وإياكم من الزيغ والعناد ، وبعد فسترى أخانا أبا بكر بن عبد الله بن عم المَخَطَارْ قادما عليك بالمهر الذي تطلبه مني . مر إلى أن قال : فها أنا إذْ بعثت به إليك متلافيا ، ما فات غير ملتفت إلى ما فرط منك أدنى التفات ، فإن كنت في استرضاي كما أنا راغبا ، فابعث إليّ صخبة بأمة سباعية كأحسن ما تكون ، فإني إليها محتاج للدين ، والسلام . إهـ بخط منشئها البكّا بن سيد محمد
ومنها رسالة سيد محمد بن الشيخ سيد محمد ـ كان سمي أبيه ـ ونصها من خطه : هكذا
( بسم الله ، والحمد لله وحده ... إلخ ) .
ومنها رسالة أخيهما الشيخ المختار المعروف بباد جد أمراء كُنْتَ يعتذر فيها عن مغادرته أوطانه المألوفة في أزَوَادْ إلى بلاد تنبكت ، ويذكر له خراب ذلك الوطن ، ويستشيره فيما يفعل ، ويخبره بما أصاب قبائل من العرب ، وهي طويلة نحو ورقتين أو ثلاث ، فمنها أن قال : له ( خرجت حين خرجت من أهلي غائبا بنية شهرين ..إلخ ) .
وآخر أمره أنه جرت بينه وبين بني عمه في دنّك حروب فجمعوا قبائل دنّك ، ومن طاوعهم من آير وأهل كَرَسْ فأغاروا على وطنه بتَلاَتَيْتْ يقودهم موسى بن بُضَالْ وهجموا على الوطن من غير كثير استعداد من أهله فاشتد القتال بين الفريقين حتى جُرح النابغ في بعض المنافذ ودفن في تُفَبَيُغْ ، ومولده ووفاته لم يؤرخا . ومقتضى معاصرته لمن في منتصف القرن الثالث عشر من الأشياخ أنه كذلك(2) .

وقال الشيخ محمد حب : ثم إنه مات ـ يعني كاو ـ وخلفه ابنه النابغ(3) .