318. المرتضى بن أحمد البكا الإدريسي الجلالي السوقي :
هو الشيخ المرتضى المعروف بمتدِ بن أحمد البكا بن البخاري بن حَاحَ ينتهي نسبه إلى الشريف عبد الله الأدرع(1) .
قال الشيخ العتيق : مشارك في العلوم وله سمت حسن ووقار ومرؤة ، وكان نظّاما نثّارا ، وأخذ تعاليمه عن شيوخه وأهم من أخذ عنهم : خاله السّدَّادَ ، بن الصالح وهو لا يسميه باسم غير شيخي وما زال من شبابه إلى كبره يؤخذ عنه العلم ولكن لم يقم أحد من أهله بضبط شيوخه ولا تلاميذه أما مؤلفاته ومنظوماته : فقد كانت مجموعة قبل ما أصاب مكاتب جماعتنا في " كَاوَا " من تسلط أيدي الجيش عليها فنهبوا وحرقوا ومزقوا ولكن بقي بعض البقايا بسبب غيبتها عن محل الكراثة وكثير من مؤلفاته لا يكتب فيها اسمه ولا يسندها إلى نفسه فرارا من أن يكون في ذكر اسمه شيء من محبة الاشتهار وهو بريء من مثل ذلك كما هو حال كثير من أهل بيته ، فقد بلغني أنه لما أنشد قصيدته الأولى ورآها شيخه خاله السّدَّادَ قال له هذا مما لا يعمله أهل بيتنا مع كثرة كبار العلماء فيهم وتفوق علمائهم على كثير من الناظمين والناثرين وكلهم آثروا الخمول على الظهور ولم يشذ عن ذلك السبيل اللميدِ ولعل كلام هذا الشيخ هو الذي دعاه إلى إهمال اسمه في أوائل مكتوباته وأبت طبيعته واقتداره العلمي من إهمال الإنشاء رأسا . ومن رسائله رسالة وجهها إلى العالم السنغاوي محفوظ بن إبراهيم من أهل " تِبَنْعَوْتْ " يذكر فيها فضيلة العلم وأهله ويدعو فيها إلى تعظيم العلم وأهله ويحذر من عدم احترامهم وقد قرأها عليّ وقال : لي ذلك الأخ السنغاوي هو الذي أمره أولا بوضع الرسالة ، فقال له إن كان مرادك بوضعها أن تترفع على غير العلماء وتطالبهم برفع منزلتك وإجلالك فلا أعينك على ذلك وإن كان مرادك أن تعرِّف الناس من ذلك ما يجهلون وأن تأخذ نفسك بما يجب عليك فسأفعل ، فقال له : إنما أريد أن ينتفع بذلك وأعمل به ويعمل به من اطلع عليه من الناس فجمع له من ذلك فوائد كثيرة .
ومن أهم منظوماته : أرجوزة في الزكاة تكلم فيها بما ينبغي أن تصرف فيها وما يترتب على التساهل في شأنها وعدم تقوى الله فيها ، وهي طويلة جيدة في بابها . وله منظومات غيرها كثيرة منها ما يسميه " السبعيات " وهي على حروف الهجاء كل حرف منها ينظم فيه سبعة أبيات تحتوي على النصائح ومكارم الأخلاق . توفي عام 1393هـ(2) .