جزا الله الإخوة جميعا على تعليقاتهم الراقية ، وخاصة هذا اللوذعي الألمعي الذي نقب عن هذا الكنز الدفين بين طيات القصيدة السوقية منذ زمن بعيد ، ومع التماعه الشديد ــ فمثله من التبر الخالص لا يخفى ــ مع ذالك لم تسبقه الشركات المنقبة عن المعادن النفيسة ،فاهتدى إليه هو ببصيرته النافذة ، وبديهته الوقادة ورويته المنقادة ،
وبدون جواز سفر ، بل وبلا أجرة تغلغل في تلك الطائرة ، التي حقا من الطراز المميز من ( طائرات الفضاء الأدبي ) ، ليصف لنا بدقة كيف صورها وصنعها مهندسها الذي لم يتخرج من كلية الهندسة ، لكنه تخرج بامتياز من (كلية التصوير والخيال) . فقد جال بين كراسيها واعتبر بدقة صنعتها ، ولا ينسى في الموقف ـ الوقفة التأملية التي تشحن القلب إيمانا ـ
فأنت أيها الناقد القدير إذا كان الشاعر قد قام بالمهندسة التصميم في هذا الفيلم الرائع، فأنت قد قمت بإخراجه وديكوره ، فلك هذا الفضل بجدارة ،
فإلى الامام فنحن بانتظار مسلسلاتكم الراقية ، وهذا هو ما نريد ونتمنى ، ان لا يفقد الأدب السوقي جناحه الثاني(النقد)، فيطير ويحلق في سماء الفن مع أقرانه ، فالمزيد المزيد من الاكتشافات في هذا المنجم المعمور بأنواع المعادن النفيسة ، والجواهر الكريمة ، فسنلتقط كل ما سقط من خلال الثقوب ، ولن نترك فتيلا ملقى الثرى .
|