255. محمدُ بن حُميد الأنصاري التكيراتي السوقي

255. محمدُ بن حُميد الأنصاري التكيراتي السوقي :
هو الشيخ محمدُ بن حُميد بن عبد الرحمن بن الميمون بن أحمد بن محمد المصطفى بن محمد إكنن بن محمد سيدي ينتهي نسبه إلى الشيخ أشلوم الأنصاري (1).
قال الشيخ العتيق : وهو من علماء الجامعين بين عدد من الفنون كان نحويا فقهيا بيانيا أصوليا منطقيا خلف له والده كثير من مهمات الكتب ومن خطوطه وحواشيه على الكتب والتعليقات المفيدة وأعانه ذلك على التعلم لأن والده كفاه كثيرا من المهمات التي يهتم بها من ليس له سلف كسلفه من طلبة العلم ، أقرأه والده القرآن صغيرا وحفظه ولم ينسه بعد الكبر ثم أقرأه العقيدة والنحو وشيئا من الفقه ثم رحل إلى حي تَنْغَ أكْلِ المشهورين بالمهارة في إقراء علم النحو وتذليل صعابه وقرأ فيهم النحو مرة ثانية وأتقنه جيدا ، ثم رجع إلى أهله فقرأ علم البلاغة على الشيخ حَمَّدَا بن محمد وأخذ التفسير عن الشيخ سعد الدين بن عُمار وعن الشيخ المحمود بن الشيخ حماد وأخذ عن كثير من شيوخ حيه سوى هؤلاء من هم محمد بن شعيب أخذ عنه دروسا من مختصر خليل . وأما الأثر العلمي فلم يخلف منه كثيرا له رسالة في النحو بحل ... مشكلا في السيوطي على ألفية ابن مالك في باب التوكيد عند قول ابن مالك :
وما من التوكيد لفظي يجئ
مكررا كقوله ادرج ادرج

وله " نظم في تراجع الحملاي " ، وله رسالة أخرى في الفقه في جواب نازلة نزلت في بعض أحياء دُو إسحاق ، وله منظومات في موضوعات شتى ، منها أبيات استقبل بها وفْدا أتانا في كَاوَ فيه إمام مكة محمد السُّبَيّل ووزير داخلية مالي وهي :
بشرى لنا هذه إحدى أمارات
نجاحنا وتتابع المسرات

فلننشرح ولتطب أرواحنا فرحا
من زورة غبّها نيل السعادات

ركب نوى أرض مالي كان يقدمهم
إمام مكة سائس الكرمات

أهلا به وبهم أهلا بسيرتهم
وجمعهم كل شمل للديانات

أهلا بمكيهم أهلا بوفدهم
وكل من ثم من أهل المقامات

من فاضل يرتضي وزير داخلنا
أو من نجيب رئيس للجماعات(1)

شكرا لمالكنا شكرا لكم ولما
دفعتم من تراكم الضلالات

وله أشعار غير هذه الأبيات . وأما حسن خلقه وصبره على المكاره وتواضعه وحسن سيرته ومحبته لأهل العلم وتعظيمه العلماء والحرص على الاستفادة منهم فمما لا يختلف اثنان ممن يعرفه في إتصافه بها حتى ربما ظن من لم يعرفه أنه ليس من العلماء لعدم افتخاره بما نال من العلم ومن السيادة كما يظن من لم يعرفه أنه مسكين لا رأي له مع كونه أميرا لقبيلته ، وذلك من تواضعه ولما تولى رياسة قبيلته وتوسط بينهم وبين الحكومة أحسن القيام بمهماتهم السياسية وصفح عن أهل زلات أهل الزلات منهم وقابل جفواتهم بالصفح والعفو ودفع السيئة بالحسنة ، وكان يسعى في حوائجهم ويبذل ماله في مصالحهم العامة و بصون أموالهم بماله ويتعب جسمه في خدمتهم ويريحهم . ومن إصلاحه بناء مسجد أنفق فيه مالا كثيرا ، وكان الناس يصلون فيه حتى خربت قريتهم ودمرها جيش مالي وخرج الناس منها هاربين بعد كثرة القتلى فيهم ، وكانت تلك الوقعة يوم الأحد 17 من جمادي الأولى عام 1415هـ فلما خرج الناس من ديارهم بلا زاد ولا مراكب ولا أي شيء من العدة تلقاهم قادما من سفر هي التي بلغه فيها الخبر فسارع إلى ملاقاة البقية الهاربين من أثر الوقعة فقام بهم أحسن قيام وبالغ في انقاذهم مما يقاسونه من الشدائد ، وكان ذلك خاتمة أعماله لأنه مشتغل بذلك إذا أصابه مرض جاء بسببه إلى الطبيب في قرية نيامي فتوفي عند ذلك الطبيب في خمسة عشر من شوال عام ألف وأربعمائة وخمسة عشر 1415هـ تغمده الله برحمته ودفن في مقبرة كُدَلْ من مقابر نيامي ، ولم يدفن في المقبرة...(2)