187. محمد إغْلَسْ بن اليمان الإدريسي التُّمُكَسِيني السوقي

187. محمد إغْلَسْ بن اليمان الإدريسي التُّمُكَسِيني السوقي :
هو الشيخ محمد إغلس بن محمد بن اليمان بن محمد بن أبو الفاء بن أحمد باب بن محمد أحمد بن أُعَالَّ ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
قال الشيخ العتيق : كان من المفلقين المجيدين إلا أن شعره يُكثر فيه من غريب اللغة فاستصعب على جل الناس فهمه حتى صار كاللغز لا يفهم إلا بأن يحله فنفر عنه بعض الناس ، وله أجوبة عن المسائل التي سأل عنها الشيخ محمد محمود بن الشيخ السوقي الأرواني ثم التنبكتي جميع علماء السوقيين المعاصرين له وأكثر فيها من الامتحانات والألغاز من سائر الفنون فأجابه محمود بن محمد الصالح من أهل تكَللْتْ ، وعيسى بن تَحَمدُ من أهل تَبُورَقْ ، وإغْلَسْ من أهل تِمُكَسِنْ ولم ينتدب غير الثلاثة لجوابها مع كثرة العلماء في أحياء السوقيين في ذلك الوقت .
ومن أجوبته المنظومة : جوابه للشيخ سيدي محمد بن باي من آل الشيخ المختار الكنتي ، وكان سيدي محمد نظم قصيدة يسأل فيها علماء زمانه عموما وعلماء السوقيين خصوصا عن حكم الحج في الطيارة وما يتعلق بركوبها من الشروط فأجابه جماعة منهم محمد إغْلسْ هذا ، ثم أرسل إليه الشيخ الكنتي بقصيدة فيها بعض العتاب على أشياء منها دعواه للإجتهاد في بعض النوازل فأجابه بأخرى ، ثم طالت المناشدة بينهما إلى سنين ولم يعترف له بأي شيء يريد أن يعترف له به ، وكان محمد إغْلَسْ مشاركا في الفنون نحوا ولغة وأصولا وبيانا ، وأما الفقه فلم يتقيد فيه بمذهب ملك الذي هو مذهب أهل بلده فعيب عليه ذلك حتى أنكر بعض الناس أن يسمى فقيها ، وربما تطمح نفسه إلى الاستغناء عن كتب الفقه بالآحاديث ، ويرى مثل رأي من قال :
كل العلوم سوى القرآن متعبة
إلا الحديث وإلا الفقه في الدين

العلم ما كان فيه لفظ حدثنا
وما سواه فوسواس الشياطين


وربما مال إلى الاجتهاد في بعض النوازل فينكر عليه من لا يرى أن الاجتهاد ممكن في الأزمان الأخيرة ، وربما اعتمد في الفتوى على كتب الحنابلة فيعيب عليه كثير من الملتزمين للمذهب المالكي ، وجرت بينه وبين المنكرين عليه خصومات شديدة ومناقشات ، ومشاعرات يطول الكلام بإحصائها ، وحاصلها أنه لا يرضى قصوره عن مرتبة أهل الحديث وأهل الاجتهاد ولا يرى التقليد واجبا عليه لما من آلات الاجتهاد ، ولا يرى نفسه إلا تابعا للسنة ، وربما مال إلى الانكار على المتصوفة كثيرا من مقالاتهم وأحوالهم مع الاعتراف بفضيلة الصوفية المتمسكين بالسنة وكان من أشد الناس محبة لشيخنا الخضر بن الشيخ حماد واعترافا بسبقه إلى الفضائل وكماله في المقامات وتكلم بذلك في كثير من قصائد . ومات رحمه الله أوآخر صفر عام ألف وثلاث مائة وخمسة وتسعين هجرية 1395هـ (2).

قلت : ترجم له الشيخ يحيى بن إبراهيم الإدريسي ترجمة موسعة(3) .