44. إدريس الثاني بن إدريس الأول :
جد الدغوغيين الأدارسة : إدريس الأزهر بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي رضي الله عنهما(1) .
ترجم له الزركلي وغير واحد وقال ولد سنة 177هـ في مدينة وليلي (بجبل زرهون، على نحو 30 كم من مكناس) وتوفي أبوه وهو جنين، فقام بشؤون البربر راشد (مولى أبيه إدريس الأول وأمينه) وقتل راشد سنة 186 ه، فقام بكفالة إدريس أبو خالد العبدي، حتى بلغ الحادية عشرة، فبايعه البربر في جامع وليلي سنة 188 ه، فتولى ملك أبيه وأحسن تدبيره. وكان جوادا فصيحا حازما، أحبته رعيته، واستمال أهل تونس وطرابلس الغرب والأندلس إليه (وكانت في يد العباسيين بالمشرق، يحكمها ولاتهم) وغصت وليلي بالوفود والسكان فاختط مدينة (فاس) سنة 192 ه وانتقل إليها. وغزا بلاد المصامدة فاستولى عليها، وقبائل نفزة (من أهل المغرب الأوسط) فانقادت إليه، وزار تلمسان - وكان أبوه قد افتتحها - فأصلح سورها وجامعها وأقام فيها ثلاث سنوات، ثم عاد إلى فاس. وانتظمت له كلمة البربر وزناتة، واقتطع المغربين (الأقصى والأوسط) عن دعوة العباسيين من لدن السوس الأقصى إلى وادي شلف. وصفا له ملك المغرب وضرب السكة باسمه(2) .
توفي بفاس سنة 213هـ وله من العمر 36 ودفن بمسجدها(3) .