ترجمة شيخ شيوخنا احنى رحمه الله

[SIZE="5"]السوقي أحمد بن محمد أحمد الإدريسي رحمه الله.

نسبه وأسرته: هوالشيخ العالم الفقيه الزاهد الورع أحمد المعروف (أحنى) بن محمد أحمد المعروف (آيا) بن محمد أحمد بن هماهمــا بن القارئ الإدريسي السوقي وأمه عائشة بنت الشيخ محمد أحمد بن الشيخ هابا الإدريسي السوقي شيخ شيوخ مدرسة كل (فنبلقو) السوقية في صحراء الطوارق.
ميلاده: ولد الشيخ (أحنى)في مضارب قومه في أعمال ( أنسنقو) وهو مدفون في وادي (كيغروتن )غرب النهرفي صحراء الطوارق في جمهورية مالي).
موطنه: صحراء الطوارق - جمهورية مالي.
نشأته: نشأ الشيخ أحمد في بيئة علمية وتربى تربية علمية تحت رعاية والده وأخذ العلم عنه وعن علماء منطقته وهوجد العلمــاء المشاهير من قبيلة كل (فنبلقو( حتى أن القبيلة مازالت تدعى به رغم مضي أكثر من قرنين على وفاته, وكان شيخا جامعا بين علمي الشريعة والحقيقة و من السادة والقادة البارزين الذين تناقلت جهودهم الإصلاحية الركبان وجرت على كل لسان فــي صحراء الطوارق وكان مهيبا احتفظت الذاكرة المحلية له بصفات المروءة ونعوت الكرم , وجلال العلم.
أخلاقه: كان رحمه الله وقورا مهيبا له عناية بالفقراء والأيتام ومعروفا بحب أهل الدين والتفاني في خدمتهم وتقديم العون لهم وإجازة الوفود وإكرام الضيوف.
دوره أيام الاستعمار الفرنسي : وهو من كبار المشايخ في وقته وممن تؤخذ عنه بعض الأوراد على الطريقـــة القادرية وكان ضمن القـادة الدينيين السوقيين الذين انتدبهم الشيخ المجاهد محمد أحمــــد بن الجنيـد الأنصاري السوقي للمشاركة في جهاد الغزاة الفرنسيين خاصة في معركة وادي (كبرو) التي دارت رحاها بين الطوارق والفرنسيين عام (1916م) ليكون عونا وسندا له في غرب النهر في توعيـة الناس بوجوب مقاومة الفرنسيين, وترغيبهم وحثهم على الجهـاد خاصة في محيط نفوذ قبيلته العلمــــي.
وكانت معركة حاسمة استشهد فيها الكثير من قادة الجهاد الطارقي غرب النهر مما جعل هم الشيخ الأل حقن دماء من معه والقبول بمبادرة السلطان محمد المعروف (أجنت(الأدرعي السوقي الذي طلب منه الجنوح للسلم مع الفرنسيين والرضى بما يقتضيه ذلك من الضرائب التي يفرضها المستعمر على الناس.
وتعد مدرسة الشيخ أحمد المعروف (أحنى)مدرسة عريقة ووردا مورودا كما هو شأن الكثير من المدارس السوقية سواء في غرب نهر النيجر أو في ناحية الشرق.
وتعد منطقة (تيســـي) وضواحيها المحيط الجغرافي ومنطقة النفوذ العلمي والقضائي لهذه المدرسة بعد الغزو الفرنسي للبلاد وكانت قبله في الضفة الشرقية .
ولم تكن هذه المدرسة وليدة طفرة ثقافية, أو نبتة تاريخية غريبة بل كانت نتيجة حراك علمي دءوب وإن كان الشيخ (أحنى) من اللبنات المهمة في صرحها العلمي ففما لاشك فيه أن هناك ثلة من العلماء الأولين وجهت بوصلة هذه النهضات التي قاد ها ومهدوا له الطريق.
إصلاحاته : قاد الشيخ حركة إصلاحية تجاوبت أصداؤها وتجذرت عروقها غرب نهر النيجر, ولعبت دورا هاما في الإصلاح بشقيــه الروحي والتعليمـي واتخذت عدة مبادرات إصلاحية من أهمها:
1- جمع القبيلة في مكان واحد والتنسيق مع بعض القبائل السوقية التي في جوارها, وجعل المسجد مؤسسة تعليمية بكـل معاني هذه الكلمة وإعطائه دوره من العبادة والتعليم .
2 -الاهتمام بالتعليم حيث أنه أشرف على تخريج وتعليم كوكبة من طلاب العلم الذين حملوا أعباء النهضات التعليمية في المدرســة بعده مما مهد في توسيع محيطها الإشعاعي في المنطقة, حيث أن الكثير ممن طابت أردانهم بشذاها , وتضوعت بنسماتها العلميـة والتربوية صارلهم شأن في مدارس أحيائهم بعد ذلك.
3 - بالرغم من أن الشيخ (أحنى( صاحب مدرسة علمية صوفية فإنه مع ذلك كان شديد الاهتمام بالعمل وأمر اقتصاد الناس وتربيــة الماشيـة التي كانت مصدرا رئيسيا للرزق في البلد , ويــرى ضرورة الاعتماد على النفس وعدم التواكل الذي يسميه البعض توكلا.
شيوخه: أخذ العلم عن والده محمد أحمد المعروف (آيا) وعن علماء منطقته خاصة أعلام مدرسة حيه أمثال الشيخ حابيلا بن آيا وغيره.
تلاميذه : الشيخ محمد الصالح المعروف (اللادي)الابن الأكبر لصاحب الترجمة وولي أمر المدرسة بعده.
وأخذ عنه رجال من مدرسة كل (تموكسن) ولم نستطع تحديد من أخذ عنه, ولا ماأخذوه.
الشيخ محمدُ المعروف (ممدِ( بن أحمد المعروف (أحنى) الادريسي السوقي .
الشيخ عبدُ بن محمد اكنن المعروف (أما)الادريسي السوقي .
الشيخ الجواد جلا بن لالا السوقي الجنهاني.
الشيخ عيسى بن سيدي محمد الانصاري السوقي .
الشيخ مهدي بن سيدي محمد الادريسي السوقي .
الشيخ محمدُ بن أبي بكرالادريسي السوقي .
الشيخ حمدا بن محمد المعروف (شاغت) الادريسي السوقي .
قالوا عنه وعن مدرسته:
قال العلامة الشيخ العتيق في الجوهر الثمين: (ولأهل هذا الحي سلف في العمل والعمل وفيه كثير من حملة العلم).
وقال عنه ابنه وتلميذه الشيخ محمد الصالح مانصه( الشيخ العالم الفقيه الزاهد الورع ).
وقال الشيخ أحمدا بن عبدُ في معرض حديثه عن مدرسة هذه القبيلة الشيخ عند ترجمته لابنه محمد الصالح مانصه:(وهو من ضئضئ بيت عز وشرف وصلاح وعلم وورع ومروءة فائقة, وعدل مشاهد..إلخ).
وقال العالم محمد الصالح بن الثابت السوقي الأنصاري من مدرسة (إقدش) واصفا ومثنيا على جهود مدرسة الشيخ المترجم له.
مني إلى الحي الكُرام ابن الكٌرام أزكى سلام فائح عد السِّلام
عيبة نصحي ومناري في الخيام أو فوا بميثاق وأوفوا بالذمام
هم عدتي هم عمدتي دون الأنام قدما وحادثا إلى يوم ازدحام
وهم أباة الضيم من أهل الوئام وهم بناة الدين من بين اللئام
وهم معادن التقى على الدوام وهم نباريس مصابيح الظلام
لو ريم حصر مالهم من المقام لكلت الأقلام من قبل التمام
آثاره العلمية.
رغم تشييد الشيخ قلعة علمية في مدرسته فإن المصادر الموجودة لدينا لم تذكر له مؤلفات, ولكن الشيخ له فتاوى في بعض المسائل الفقهيـة وله حواشي على عدة كتب من كتبه.
وفاته: توفي رحمه الله 1334هج.
المصادر والمراجع.
الجوهر الثمين , في تاريخ صحراء الملثمين, ص 198 مخطوط.
سح السحاب, في تراجم الأشياخ والأصحاب للشيخ أحمدا بن عبدُ الإدريسي السوقي.
وانظر شيئا من الكلام عليه في أسرع الزوارق, إلى المدارس الأدبية في صحراء الطوارق ص 112 ج 1.
محمد احمدا عبد السوقي