|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
قصيدة الشرف الرفيع لأبي العلاء المعري
أرى العَنْقاءَ تَكْبُرُ أن تُصادا
أرى العَنْقاءَ تَكْبُرُ أن تُصادا **** فعانِدْ مَنْ تُطيقُ لهُ عِنادا وما نَهْنَهَتُ عن طَلَبٍ ولكِنْ **** هيَ الأيّامُ لا تُعْطي قِيادا فلا تَلُمِ السّوابِقَ والمَطايا **** إذا غَرَضٌ من الأغراضِ حادا لعَلّكَ أنْ تَشُنّ بها مَغاراً **** فتُنْجِحَ أو تُجَشّمَها طِرادا مُقارِعَةً أحِجّتَها العَوالي *** مُجَنّبَةً نَواظِرَها الرّقادا نَلومُ على تَبلّدِها قُلوباً *** تُكابِدُ من مَعيشَتِها جِهادا إذا ما النّارُ لم تُطْعَمْ ضِراماً *** فأوْشِكْ أنْ تَمُرَّ بها رَمادا فظُنّ بسائِرِ الإخْوانِ شَرّاً *** ولا تأمَنْ على سِرٍّ فُؤادا فلو خَبَرَتْهُمُ الجَوزاءُ خُبْري *** لَما طَلَعَتْ مَخافَةَ أن تُكادا تَجَنّبْتُ الأنامَ فلا أُواخي *** وزِدْتُ عن العدُوّ فما أُعادى ولمّا أنْ تَجَهّمَني مُرادي *** جَرَيْتُ معَ الزّمانِ كما أرادا وهَوَّنْتُ الخُطوبَ عليّ حتى *** كأني صِرتُ أمْنحُها الوِدادا أَأُنْكِرُها ومَنْبِتُها فؤادي *** وكيفَ تُناكِرُ الأرضُ القَتادا فأيّ النّاسِ أجْعَلُهُ صَديقا *** وأيّ الأرضِ أسْلُكُهُ ارْتِيادا ولو أنّ النّجومَ لديّ مالٌ *** نَفَتْ كَفّايَ أكْثرَها انْتِقادا كأني في لِسانِ الدهْرِ لَفْظٌ *** تَضَمّنَ منه أغْراضاً بِعادا يُكَرّرُني ليَفَهَمَني رِجالٌ *** كما كَرّرْتَ مَعْنىً مُسْتَعادا ولو أنّي حُبِيتُ الخُلْدَ فَرْداً *** لمَا أحبَبْتُ بالخُلْدِ انفِرادا فلا هَطَلَتْ عَلَيّ ولا بأرْضي *** سَحائبُ ليسَ تنْتَظِمُ البِلادا وكم مِن طالِبٍ أمَدي سيَلْقى *** دُوَيْنَ مَكانيَ السبْعَ الشّدادا يُؤجِّجُ في شُعاعِ الشمسِ ناراً *** ويَقْدَحُ في تَلَهّبِها زِنادا ويَطْعَنُ في عُلايَ وإنّ شِسْعي *** لَيَأنَفُ أن يكونَ له نِجادا ويُظْهِرُ لي مَوَدّتَهُ مَقالا *** ويُبْغِضُني ضَميراً واعْتِقادا فلا وأبيكَ ما أخْشَى انتِقاضاً *** ولا وأبيكَ ما أرْجو ازْديادا ليَ الشّرَفُ الّذي يَطَأُ الثُريّا *** معَ الفَضْلِ الذي بَهَرَ العِبادا وكم عَيْنٍ تُؤَمّلُ أن تَراني *** وتَفْقِدُ عندَ رؤيَتِيَ السّوادا ولو مَلأ السُّهى عَيْنَيْهِ مِنّي *** أَبَرَّ على مَدَى زُحَلٍ وزادا أفُلّ نَوائبَ الأيامِ وحْدي *** إذا جَمَعَتْ كَتائِبَها احْتِشادا وقدْ أَثْبَتُّ رِجْلي في رِكابٍ **** جَعَلْتُ من الزَّماعِ له بَدَادا إذا أوْطَأتُها قَدَمَيْ سُهَيْلٍ *** فلا سُقِيَتْ خُناصِرَةُ العِهادا كأنّ ظِماءَهُنّ بناتُ نَعْشٍ *** يَرِدْنَ إذا وَرَدنا بِنا الثِّمادا ستَعْجَبُ من تَغَشْمُرِها لَيالٍ *** تُبارِينا كواكبُها سُهادا كأنّ فِجاجَها فَقَدَتْ حَبيباً *** فصَيّرَتِ الظّلامَ لها حِدادا وقد كتَبَ الضّريبُ بها سُطوراً *** فخِلْتَ الأرضَ لابِسَةً بِجادا كأنّ الزِّبْرِقانَ بها أسيرٌ *** تُجُنِّبَ لا يُفَكُّ ولا يُفادى وبعضُ الظاعِنينَ كقَرْنِ شَمْسٍ **** يَغيبُ فإنْ أضاء الفَجْرُ عادا ولكِنّي الشّبابُ إذا تَوَلّى *** فجَهْلٌ أنْ تَرومَ له ارْتِدادا وأحْسَبُ أنّ قَلْبي لو عَصاني *** فَعاوَدَ ما وَجَدْتُ له افْتِقادا تذكَّرْتُ البِداوَةَ في أُناسٍ *** تَخالُ رَبيعَهُمْ سَنَةً جَمادا يَصيدونَ الفَوَارِسَ كلَّ يومٍ *** كما تَتَصَيّدُ الأُسْدُ النِّقادا طلَعْتُ عليهِمْ واليوْمُ طِفْلٌ *** كأنّ على مَشارِقِهِ جِسادا إذا نَزَلَ الضّيوفُ ولم يُريحُوا *** كرامَ سَوامِهمْ عَقَروا الجِيادا بُناةُ الشِّعْرِ ما أكْفَوْا رَوِيّاً *** ولا عَرَفوا الإجازَةَ والسِّنادا عَهِدْتُ لأحْسَنِ الحَيّيْنِ وَجْهاً *** وأوْهَبِهِمْ طريفاً أو تِلادا وأطْوَلِهِمْ إذا ركِبوا قَناةً *** وأرْفَعِهِمْ إذا نزَلوا عِمادا فتىً يَهَبُ اللُّجَيْنَ المَحضَ جوداً **** ويَدَّخِرُ الحديدَ له عَتادا ويَلْبَسُ من جُلودِ عِداهُ سِبْتاً *** ويَرْفَعُ من رُؤوسِهِمُ النِّضَادا أبَنَّ الغَزْوَ مُكْتَهِلاً وبَدْرا *** وعُوّدَ أنْ يَسودَ ولا يُسادا جَهولٌ بالمَناسِكِ ليس يَدري *** أغَيّاً باتَ يَفْعَلُ أم رَشادا طَموحُ السّيفِ لا يخْشَى إلهاً **** ولا يَرجو القِيامَةَ والمَعادا ويَغْبِقُ أهْلَهُ لبَنَ الصّفايا *** * ويَمْنَحُ قَوْتَ مُهْجَتِهِ الجَوادا يَذودُ سَخاؤُهَ الأذْوادَ عنه **** * ويُحْسِنُ عن حرائِبِهِ الذِّيادا يَرُدّ بتُرْسِهِ النّكْباءَ عنّي *** * ويجْعَلُ دِرْعَهُ تحْتي مِهادا فبِتُّ وإنّما ألْقَى خَيَالاً *** * كمَنْ يَلْقَى الأسِنّةَ والصِّعادا وأطْلَسَ مُخْلِقِ السِّرْبالِ يَبْغي *** ** نَوافِلَنا صَلاحاً أو فَسادا كأنّي إذْ نَبَذْتُ له عِصاماً *** ** وَهَبْتُ له المَطِيّةَ والمَزَادا وبَالي الجِسْمِ كالذّكَرِ اليَماني *** ** أفُلّ به اليَمانِيَةَ الحِدادا طَرَحْتُ له الوَضِينَ فخِلْتُ أني *** *** طرَحْتُ له الحَشِيّةَ والوِسادا وَلي نَفْسٌ تَحُلّ بيَ الرّوابي **** * وتأبَى أنْ تَحُلّ بيَ الوِهادا تَمُدّ لتَقْبِضَ القَمَرَينِ كَفّا ******* وتَحْمِلُ كيْ تَبُذّ النجْمَ زادا
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحجاج بن يوسف, والغــلام الهــاشــمـي(من روائع القَصَص) | الخزرجي السوقي | المنتدى الأدبي | 0 | 09-03-2012 01:18 PM |