|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
صوت صفير البلبل
قصة قصيدة صوت صفير البلبل هذه هي قصة الأصمعي مع أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي، فلقد كان أبو جعفر المنصور يحفظ القصيدة من أول مرة، وعنده غلام يحفظ القصيدة من المرة الثانية، وعنده جارية تحفظ القصيدة من المرة الثالثة، وكان أبو جعفر ذكياً، فأراد أن يباري الشعراء فنظَّم مسابقة للشعراء فإن كانت من حفظه منح جائزة، وإن كانت من نقله فلم يعط شيئاً، فيجيء الشاعر وقد كتب قصيدة ولم ينم في تلك الليلة لأنه كان يكتب القصيدة؛ فيأتي فيلقي قصيدته فيقول الخليفة: إني أحفظها منذ زمن.. ويخبره بها فيتعجب الشاعر ويقول في نفسه: يكرر نفس النمط في بيت أو بيتين أما في القصيدة كلها فمستحيل!!!!!!... فيقول الخليفة: لا وهناك غيري، أحضروا الغلام. فيحضروه من خلف ستار بجانب الخليفة، فيقول له: هل تحفظ قصيدة كذا ؟؟؟ فيقول: نعم، ويقولها فيتعجب الشاعر!! فيقول:لا وهناك غيرنا، أحضروا الجارية.. فيحضروها من خلف الستار، فيقول لها: هل تحفظين قصيدة كذا ؟؟؟ فتقول: نعم، وتقولها. عندها ينهار الشاعر ويقول في نفسه: لا أنا لست بشاعر.. وينسحب مهزوماً..... فتجمع الشعراء في مكان يواسون بعضهم؛ فمر بهم الأصمعي فرآهم على هذه الحال، فسألهم: ما الخبر؟؟؟؟ فأخبروه بالخبر فقال:أن في الأمر شيئاً، لابد من حل....فجاءه الحل فكتب قصيدة جعلها منوعة الموضوعات، وتنكر بملابس أعرابي حتى لا يعرف وغطى وجهه حتى لا يعرف ودخل على الخليفة وحمل نعليه بيديه وربط حماره إلى عامود بالقصر، ودخل على الخليفة وقال: السلام عليك أيها الخليفة. فرد السلام، وقال: هل تعرف الشروط؟؟ قال: نعم. فقال الخليفة: هات ما عندك. قال الأصمعي: صَوْتُ صَفِيْرِ البُلْبُلِ **هَيَّجَ قَلْبِيَ الثَمِلِ المَاءُ وَالزَّهْرُ مَعَاً **مَعَ زَهرِ لَحْظِ المُقَلِ وَأَنْتَ يَاسَيِّدَ لِي **وَسَيِّدِي وَمَوْلَى لِي فَكَمْ فَكَمْ تَيَّمَنِي **غُزَيِّلٌ عَقَيْقَلي قَطَّفْتُ مِنْ وَجْنَتِهِ **مِنْ لَثْمِ وَرْدِ الخَجَلِ فَقَالَ بَسْ بَسْبَسْتَنِي **فَلَمْ يَجّدُ بالقُبَلِ فَقَالَ لاَ لاَ لاَ لاَ لاَ **وَقَدْ غَدَا مُهَرْولِ وَالخُودُ مَالَتْ طَرَبَاً **مِنْ فِعْلِ هَذَا الرَّجُلِ فَوَلْوَلَتْ وَوَلْوَلَتُ **وَلي وَلي يَاوَيْلَ لِي فَقُلْتُ لا تُوَلْوِلِي **وَبَيِّنِي اللُؤْلُؤَلَي لَمَّا رَأَتْهُ أَشْمَطَا **يُرِيدُ غَيْرَ القُبَلِ وَبَعْدَهُ لاَيَكْتَفِي **إلاَّ بِطِيْبِ الوَصْلَ لِي قَالَتْ لَهُ حِيْنَ كَذَا **انْهَضْ وَجِدْ بِالنَّقَلِ وَفِتْيَةٍ سَقَوْنَنِي **قَهْوَةً كَالعَسَلَ لِي شَمَمْتُهَا بِأَنْفِي **أَزْكَى مِنَ القَرَنْفُلِ فِي وَسْطِ بُسْتَانٍ حُلِي **بالزَّهْرِ وَالسُرُورُ لِي وَالعُودُ دَنْ دَنْدَنَ لِي **وَالطَّبْلُ طَبْ طَبَّلَ لِي وَالسَّقْفُ قَدْ سَقْسَقَ لِي **وَالرَّقْصُ قَدْ طَبْطَبَ لِي شَوَى شَوَى وَشَاهِشُ **عَلَى وَرَقْ سِفَرجَلِ وَغَرَّدَ القِمْرِ يَصِيحُ **مِنْ مَلَلٍ فِي مَلَلِ فَلَوْ تَرَانِي رَاكِباً **عَلَى حِمَارٍ أَهْزَلِ يَمْشِي عَلَى ثَلاثَةٍ **مَشْيَةِ العَرَنْجِلِ وَالنَّاسُ تَرْجِمْ جَمَلِي **فِي السُوقِ بالقُلْقُلَلِ وَالكُلُّ كَعْكَعْ كَعِكَعْ **خَلْفِي وَمِنْ حُوَيْلَلِي لكِنْ مَشَيتُ هَارِبا **مِنْ خَشْيَةِ العَقَنْقِلِي إِلَى لِقَاءِ مَلِكٍ ** **مُعَظَّمٍ مُبَجَّلِ يَأْمُرُلِي بِخَلْعَةٍ **حَمْرَاءْ كَالدَّمْ دَمَلِي أَجُرُّ فِيهَا مَاشِياً **مُبَغْدِدَاً للذِّيَّلِ أَنَا الأَدِيْبُ الأَلْمَعِي **مِنْ حَيِّ أَرْضِ المُوْصِلِ نَظِمْتُ قِطعاً زُخْرِفَتْ **يَعْجِزُ عَنْهَا الأَدْبُ لِي أَقُوْلُ فِي مَطْلَعِهَا **صَوْتُ صَفيرِ البُلْبُلِ هنا تعجب الخليفة ولم يستطع حفظها لأن فيها أحرف مكررة فقال: والله ماسمعت بها من قبل. أحضروا الغلام، فأحضروه؛ فقال: والله ما سمعتها من قبل. قال الخليفة: أحضروا الجارية، فقالت: والله ما سمعت بها من قبل........ فقال الخليفة: إذاً أحضر ما كتبت عليه قصيدتك لنزينها ونعطيك وزنها ذهباً. فقال الأصمعي: لقد ورثت لوح رخامٍ عن أبي لا يحمله إلى أربعة من جنودك. فأمر الخليفة بإحضاره، فأخذ بوزنه كل مال الخزنة فعندما أراد الأصمعي المغادرة قال الوزير: أوقفه يا أمير المؤمنين والله ما هو إلى الأصمعي. فقال الخليفة: أزل اللثام عن وجهك يا أعرابي. فأزال اللثام فإذا هو الأصمعي، فقال: أتفعل هذا معي، أعد المال إلى الخزنة. فقال الأصمعي: لا أُعيده إلا بشرط أن ترجع للشعراء مكافئاتهم.. فقال الخليفة: نعم،،،، فأعاد الأصمعي الأموال وأعاد الخليفة المكافئات.
آخر تعديل أبوعبدالله يوم
09-08-2010 في 02:36 PM.
|
09-05-2010, 07:34 PM | #3 | |||||||||
مراقب القسم الإسلامي
|
رد: صوت صفير البلبل
جزاك الله خيرا أخي عبادي على هذه القصيدة ، ويراجع النقاش فيها على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=119772 وتقبل الله مني ومنك ، ومن الجميع الصيام والقيام ، وصالح الأعمال. |
|||||||||
l |
09-22-2010, 08:32 PM | #4 | |
|
رد: صوت صفير البلبل
مشكوووووووووووووووور على القصيدة القيمة و القصة الرائعة جزيت عنا كل خير
|
|
|
10-01-2011, 09:14 PM | #5 |
|
أصمعيات
(( الأصمعي و فصاحة الأعرابي ))
قال الأصمعي لـ أعرابي : أتقول الشعر ؟ قال الأعرابي : انا إبن أمه و أبيه . فغضب الأصمعي من طريقته في الرد وغروره ، و أراد ان يعجزه فلم يجد قافيه أصعب من الواو الساكنه المفتوح ما قبلها ، مثل ( لـَـو ْ ) قال ، فقلت : اعطنا مما عندك . فقال الأعرابي : هات ما عندك أنت . فقال الأصمعي : قـومٌ عهدنـاهـم سقاهم الله من النَو فـ رد ّ الأعرابي : النَو ْ تلألأ في دجا ليلةٍ حالكـةٍ مظلمـةٍ لَـو ْقال الأصمعي : لـَـو ْ ماذا !!؟ فقال الأعرابي : لَو ْ سار فيها فارسٌ لانثنى عـلا بـه الأرض منطَـو قال الأصمعي : منطـَـو ْ ماذا !!؟ فقال الأعرابي : منطَوِ الكشح هضيم الحشا كـالباز ينقض من الجَوْ قال الأصمعي: الجـَـوْ ماذا !!؟ فقال الأعرابي : جَوْ السماء والريح تعلو بـه فـاشتم ريح الأرض فـاعلَوْ قال الأصمعي : اعلـَـوْ ماذا !!؟ فقال الأعرابي : فـاعلَوْ لما عيل من صبرهِ فصار نحو القـوم ينعَـوْ قال الأصمعي : ينعـَـوْ ماذا !!؟ فقال الأعرابي : ينعَوْ رجالا ً للقنا شرعت كفيت بما لاقوا و يلقَـوْ قال الأصمعي : يلقـَـوْ ماذا !!؟ فقال الأعرابي : إن كنت لا تفهم ما قلته فـأنت عندي رجلٌ بَوْ قال الأصمعي : بـَـوْ ماذا !!؟ فقال الأعرابي : البَوْ سلخ قد حشي جلدهُ بـأضلف قرنين تقم أَوْ قال الأصمعي : أَوْ ماذا !!؟ فقال الأعرابي: أَوْ أضرب الرأس بصيوانةِ تقول فـي ضربتهـا قَـوْ فقال الأصمعي : فخشيت أن اقول قـَـوْ ماذا ؟ يأخذ العصا ويضربني !!!! |
|
10-04-2011, 07:23 PM | #6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: أصمعيات
حكى الأصمعي قال ضلت لي إبل فخرجت في طلبها وكان البرد شديدا فالتجأت إلى حي من أحياء العرب وإذا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء وهو يرتعد من البرد وينشد :
قال الأصمعي فتعجبت من فصاحته وقلت يا شيخ أما يستحي تقطع الصلاة وأنت شيخ كبير فأنشد يقول :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
11-14-2011, 09:07 PM | #7 |
مراقب عام
|
رد: أصمعيات
وعن الأصمعي قال: دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك بن مروان - وهو جالس على سريره وحواليه الأشراف من كل بطن وذلك بمكة في وقت حجة في خلافته - فلما بصر به قام إليه وأجلسه معه على السرير وقعد بين يديه وقال له: يا أبا محمد ما حاجتك? فقال: يا أمير المؤمنين اتق الله في حرم الله وحرم رسوله فتعاهده بالعمارة، واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار فإنك بهم جلست هذا المجلس، واتق الله في أهل الثغور فإنهم حصن المسلمين، وتفقد أمور المسلمين فإنك وحدك المسئول عنهم، واتق الله فيمن على بابك فلا تغفل عنهم ولا تغلق بابك دونهم. فقال له: أجل أفعل، ثم نهض وقام. فقبض عليه عبد الملك فقال: يا أبا محمد إنما سألتنا حاجة لغيرك وقد قضيناها فما حاجتك أنت? فقال: مالي إلى مخلوق حاجة. ثم خرج فقال عبد الملك: هذا وأبيك الشرف!
|
من حكم المتنبي ولم أرى في عيوب الناس عيبا = كنقص القادرين على التمام
|
08-26-2012, 08:48 PM | #8 |
|
رد: أصمعيات
قال الأصمعي: دخلت البادية ومعي شيء أودعته عند امرأة منهم. طلبته منها فأنكرت وجحدت، فقدمتها إلى شيخ منهم فقررها، فأقامت على إنكارها. فقال: قد علمت أنه لا يلزمها إلا اليمين أفتريد إحلافها، فقلت: لا تفعل، ألم تسمع قوله: من الوافر
ولا تسمع لسارقه يمينـا *** ولو حلفت برب العالمينا فقال: صدق الله ثم تهددها وتشدد عليها فأقرت وردت إلي مالي. فالتفت إلي الشيخ فقال في أي سورة هذا? فقلت في قوله: من الوافر ألا هبي بصحنك فاصبحينا ****ولا تبقي خمور الأندرينا فقال: سبحان الله، قد كنت ظننتها في : "إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً" "الفتح: 1". |
|
05-04-2013, 12:36 PM | #9 | |||||||||
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: أصمعيات
رحلة الأصمعي
من عجائب ما قابل الأصمعي وهو يبحث عن اللغة بين البدو والأعراب ماروى عن نفسه فقال: بينما أنا أسير في طريق اليمن إذا أنا بغلام واقف في الطريق يناجي ربه بأبيات من الشعر وهي: يَا فَاطِرَ الْخَلْقِ الْبَدِيعِ وَكَافِلاً ... رِزْقَ الْجَمِيعِ سِحَابُ جُودِكَ هَاطِلُ يَا مُسْبِغَ الْبَرِّ الْجَزِيلِ وَمُسْبِلَ السِّـ ... ـتْرِ الْجَمِيلِ عَمِيمُ طَوْلِكَ طَائِلُ يَا عَالِمَ السِّرِّ الْخَفِيّ وَمُنْجِزَ الْـ ... وَعْدِ الْوَفِيِّ قَضَاءُ حُكْمِكَ عَادِلُ عَظُمَتْ صِفَاتُكَ يَا عَظِيمُ فَجَلَّ إِنَّ ... يُحْصِي الثَّنَاءَ عَلَيْكَ فِيهَا قَائِلُ الذَّنْبُ أَنْتَ لَهُ بِمَنِّكَ غَافِرٌ ... وَلِتَوْبَةِ الْعَاصِي بِحِلْمِكَ قَابِلُ رَبٌّ يُرَبِي الْعَالَمِينَ بِبِرِّهِ ... وَنَوَالُهُ أَبَدًا إِلَيْهِمْ وَاصِلُ تَعْصِيهِ وَهُوَ يَسُوقُ نَحْوَكَ دَائِمًا ... مَا لا تَكُونُ لِبَعْضِهِ تَسْتَاهِلُ مُتَفَضِّلٌ أَبَدًا وَأَنْتَ لِجُودِهِ ... بِقَبَائِح الْعِصْيَانِ مِنْكَ تُقَابِلُ وَإِذَا دَجَى لَيْلُ الْخُطُوبِ وَأَظْلَمَتْ ... سُبْلُ الْخَلاصِ وَخَابَ فِيهَا الآمِلُ وَآيَسَتْ مِنْ وَجْهِ النَّجَاةِ فَمَا لَهَا ... سَبَبٌ وَلا يَدْنُو لَهَا مُتَناوَلُ يَأْتِيك مِنْ أَلْطَافِهِ الْفَرَجُ الَّذِي ... لَمْ تَحْتَسِبْهُ وَأَنْتَ عَنْهُ غَافِلُ يَا مُوجِدُ الأَشْيَاءِ مِنَ أَلْقَى إِلَى ... أَبْوَابِ غَيْرِكَ فَهُوَ غِرٌّ جَاهِلُ وَمَنْ اسْتَرَاحَ بِغَيْرِ ذِكْرِكَ أَوْ رَجَا ... أَحَدًا سِوَاكَ فَذَاكَ ظِلٌّ زَائِلُ عَمَلٌ أُرِيدَ بِهِ سِوَاكَ فَإِنَّهُ ... عَمَلُ وَإِنْ زَعَمَ الْمُرَائي بَاطِلُ وَإَذَا رَضِيتَ فَكُلُّ شَيْءٍ هَيِّنٌ ... وَإِذَا حَصَلْتَ فَكُلُّ شَيْءٍ حَاصِلُ أَنَا عَبْدُ سُوءٍ آبِقٌ كُلٌّ عَلَى ... مَوْلاهُ أَوْزَارُ الْكَبَائِرِ حَامِلُ قَدْ أَثَقَلَتْ ظَهْرِي الذُّنُوبُ وَسَوَّدَتْ ... صُحُفِي الْعُيوُبُ وَسِتْرُ غَفْوِكَ شَامِلُ هَا قَدْ أَتَيْتَ وَحُسْنُ ظَنِّي شَافِعِي ... وَوَسَائِلِي نَدَمٌ وَدَمَعٌ سَائِلُ فَاغْفِرْ لِعَبْدِكَ مَا مَضَى وَارْزُقْهُ تَوْ ... فِيقًا لِمَا تَرْضَى فَفَضْلُكَ كَامْلُ وَافْعَلْ بِهِ مَا أَنْتَ أَهْلُ جَمِيلِهِ ... وَالظَّنُّ كُلَّ الظَّنِّ أَنَّكَ فَاعِلُ قال: فدنوت منه وسلمت عليه فقال: ما أنا براد عليك حتى تؤدي من حقي الذي يجب عليك. قلت: وما حقك؟ قال: أنا غلام على دين إبراهيم الخليل عليه السلام لا أتغدى كل يوم ولا أتعشى حتى أسير الميل والميلين في طلب الضيف. فأجبته فرحب بي وسرت معه حتى وافينا الخيمة فصاح: يا أختاه فأجابته جارية من الخيمة: يا لبيكاه! فقال: قومي إلى ضيفنا فقالت الجارية: حتى ابدأ بشكر المولى الذي ساقه إلينا. فصليت ركعتين لله تعالى. قال: فأدخلني الشاب الخيمة وأجلسني وأخذ شفرة فقام إلى عناق فذبحها. قال: فلما جلست في الخيمة نظرت إلى الجارية فإذا هي أحسن الناس وجها. فكنت أسارقها النظر ثم فطنت لي فقالت لي: مم! أنا علمت انه نقل عن صاحب طيبة عليه الصلاة والسلام إنّه قال: زنى العينين النظر. أما إني ما أردت بهذا إنَّ أوبخك ولكني أردت أن أؤدبك لئلا تعود إلى مثل هذا. فلما كان النوم بت أنا والغلام خارج الخيمة وباتت الجارية داخلها. فكنت اسمع دوي القرآن إلى السحر بأحسن صوت وارقه. ثم سمعت أبيات من الشعر بأعذب لفظ وأشجى نغمة وهي: أَبَى الحبُّ أَنْ يَخْفى وَكَمْ قَدْ كَتَمْتُه ... فَأَصْبَحَ عِنْدِي قَدْ أَنَاخَ وَطَنّبا إِذَا اشْتَدَّ شَوْقِي هَامَ قَلْبِي بِذِكْرِهِ ... وَ ِإْن رُمْتُ قُرْبًا مِنْ حَبِيبي تَقَرَّبَا وَيَبْدُو فَأَفْنى ثُمَّ أُحْيَا بِهِ لَهُ ... وَيُسْعِدُنِي حَتَّى أَلَذُّ وَأَطْرَبَا فلما أصبحت قلت للغلام: صوت من سمعت؟! قال صوت أختي تقوم الليل تناجي ربها، فإذا استروحت أنشدت هذه الأبيات وذلك دأبها كل ليلة. فقلت: أنت أحق بهذا منها إذ أنت رجل وهي امرأة! فتبسم ثم قال: أما علمت إنّه موفق ومخذول ومقرب ومبعد؟! فودعتهما وانصرفت. __________________ مَشَـى الطـاووسُ يومـاً باعْـوجاجٍ؛ * فـقـلدَ شكـلَ مَشيتـهِ بنـوهُ فقـالَ: عـلامَ تختـالونَ ؟ فقالـوا: * بـدأْتَ بـه ، ونحـنُ مقلـِـدوهُ فخـالِفْ سـيركَ المعـوجَّ واعـدلْ * فـإنـا إن عـدلـْتَ معـدلـوه أمـَا تـدري أبـانـا كـلُّ فـرع ٍ * يجـاري بالخـُطـى مـن أدبـوه؟! وينشَــأُ ناشـئُ الفتيــانِ منـا * علـى ما كـان عـوَّدَه أبـــوه *** |
|||||||||
|
05-04-2013, 12:51 PM | #10 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: أصمعيات
وقال الأصمعي : حضرت أنا وأبو عبيدة عند الفضل بن الربيع فقال لي : كم كتابك في الخيل ؟ فقلت : مجلد واحد !
فسأل أبا عبيدة عن كتابه فقال : خمسون مجلداً ! فقال له : قم إلى هذا الفرس وأمسك عضواً منه وسمه ! فقال : لست بيطاراً وإنما هذا شيء أخذته عن العرب ! فقال لي : قم يا أصمعي وافعل ذلك ! فقمت وأمسكت ناصيته وجعلت أذكر عضواً عضواً وبلغت حافره ! فقال : خذه ! فأخذت الفرس ؛ قال : فكنت إذا أردت أن أغيظه ركبت ذلك الفرس وأتيته . وقال : كنت عند الرشيد فشرب ماء بثلج فاستطابه فقال : الحمد لله ! ثم قال لي : أتحفظ في هذا شيئاً يا عبد الملك ؟ فقلت : نعم ! وأنشدته : وشربة الثلج بماء عذب ... تستخرج الشكر من أقصى القلب شكراً من العبد لنعمى الرب فقال لي : يا أصمعي ! ما سمع بمثلك ! قلت : فالناس معذورون فيه إذ قالوا إنه يضع فإن هذا الاتفاق لاستحضار الأبيات بعيد فهو إما أن تكون الواقعة قد وضعها وإما أن يكون الشعر ارتجله وهو أعظم . وقال : لا ينبغي للإنسان أن يدخل على الملوك بغير الملح من السعر ؛ فإن الرشيد أعطاني في أبيات أنشدته في ليلة ثلاثة آلاف دينار ! وقال الأصمعي : وصلت بالعلم وكسبت بالملح . وقال : ذكرت يوماً للرشيد نهم سليمان بن عبد الملك وقلت : إنه كان يجلس وتحضر بين يديه الخراف المشوية وهي كما أخرجت من تنانيرها فيريد أخذ كلاها فتمنعه حرارتها فيجعل يده في طرف حلته ويدخلها في جوف الخروف فيأخذ كلاه ! فقال لي : قاتلك الله فما أعلمك بأخبارهم ! إعلم أنه عرضت علي ذخائر بني أمية فنظرت إلى ثياب مذهبة ثمينة وأكمامها زهكة بالدهن فلم أدر ما ذلك حتى حدثتني بهذا الحديث ! ثم قال : علي بثياب سليمان فنظرنا إلى تلك الآثار فيها ظاهرة فكساني منها حلة . وكان الأصمعي ربما خرج فيها أحياناً فيقول : هذه جبة سليمان ! وكان جد الأصمعي علي بن أصمع سرق بسفوان فأتوا به علي بن أبي طالب فقال : جيئوني بمن يشهد أنه أخرجها من الرحل فشهد عليه بذلك فقطع من أشاجعه فقيل له : يا أمير المؤمنين ! ألا قطعته من زنده ؟ فقال : يا سبحان الله ! كيف يتوكأ كيف يصلي كيف يأكل ؟ فلما قدم الحجاج البصرة أتاه علي بن أصمع فقال : أيها الأمير ! إن أبوي عقاني فسماني علياً فسمني أنت ! فقال : ما أحسن ما توسلت به ! قد وليتك سمك البارجاه وأجريت لك كل يوم دانقين فلوساً ووالله لئن تعديتهما لأقطعن ما أبقاه علي عليك ! |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|