|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الأم مدرسة للشاعر الكبير حافظ إبراهيم
الأم مدرسة
كم ذا يُكابدُ عاشقٌ ويُلاقي ... في حبِّ مصرَ كثيرةِ العشَّاقِ إِني لأحملُ في هواكِ صبابةً ... يا مصرُ , قد خرجت عن الأطواقِ لهفي عليكِ! متى أراكِ طليقةً ... يحمي كريمَ حماكِ شعبٌ راقِ كلِفٌ بمحمودِ الخِلالِ , متيَّمٌ ... بالبذلِ بين يديكِ والإِنفاقِ إِني لتُطربني الخِلالُ كريمةً ... طرَبَ الغريبِ بأوبةٍ وتلاقِ ويهزُّني ذكرُ المروَءةِ والندى ... بين الشمائلِ هزَّةَ المشتاقِ ما البابليَّةُ في صفاءِ مزاجها ... والشربُ بين تنافسٍ وسباقِ والشمسُ تبدو في الكؤوسِ وتختفي ... والبدرُ يشرقُ من جبين الساقي بألذَّ من خُلُقٍ كريمٍ طاهرٍ ... قد مازجتهُ سلامةُ الأذواقِ فإذا رُزِقتَ خليقةً محمودةً ... فقدِ اصطفاكَ مُقسّمُ الأرزاقِ فالناسُ هذا حظُّهُ مالٌ , وذا ... علمٌ , وذاك مكارمُ الأخلاقِ والمالُ , إِن لم تَدَّخِرْهُ محصنَّاً ... بالعلم , كان نهاية الإِملاقِ والعلمُ , إن لم تكتنفْهُ شمائلٌ ... تُعليهِ كان مطيَّةَ الإِخفاقِ لا تحسبنَّ العلمَ ينفعُ وحدَهُ ... ما لم يتوَّجْ ربُّهُ بخلاقِ كم عالمٍ مدَّ العلومَ حبائلاً ... لوقيعةٍ وقطيعةٍ وفراقِ وفقيهِ قومٍ ظلَّ يرصدُ فقهَهُ ... لمكيدةٍ أو مستَحلِّ طلاقِ يمشي , وقد نُصبتْ عليهِ عمامةٌ ... كالبرج لكن فوق تلِّ نفاقِ يدعونهُ عند الشقاقِ , ومادَرَوا ... أنَّ الذي يدعونَ حلفُ شقاقِ وطبيبِ قومٍ قد أحلَّ لطبّهِ ... ما لا تُحِلُّ شريعةُ الخلاّقِ قتلُ الأَجنَّةِ في البطونِ , وتارةً ... جمعُ الدوانقِ من دمٍ مهراقِ أغلى وأثمنُ من تجاربِ علمهِ ... يومَ الفخارِ تجاربُ الحلاقِ ومهندسٍ للنيل باتَ بكفِّهِ ... مفتاحُ رزق العامل المطراقِ متعنّتٍ تندى وتيبسُ كفُّهُ ... بالماءِ طوعَ الأصفر البرَّاقِ لا شيَء يلوي عن هواهُ , فحدُّهُ ... في السلب حدُّ الخائن السرَّاقِ وأديبِ قومٍ تستحقُّ يمينهُ ... قطعَ الأناملِ أو لظى الإِحراقِ يلهو ويلعبُ بالعقولِ بيانُهُ ... فكأَنَّهُ في السحر رقيةُ راقِ في كفّهِ قلمٌ يمجُّ لعابهُ ... سُمّاً وينفثُهُ على الأوراقِ يَرِدُ الحقائقَ وهي بيضٌ نُصَّعٌ ... قدسيةٌ علويَّةُ الإِشراقِ فَيردُّها سوداً على جنَبَاتها ... من ظلمةِ التمويهِ إِلفَ نطاقِ عَرِيتْ عن الخلق المطهَّرِ نفسُهُ ... فحياتهُ ثقلٌ على الأعناقِ مَنْ لي بتربية النساءِ فإِنَّها ... في الشرق علَّةُ ذلك الإِخفاقِ الأُمُّ مدرسةٌ إذا أعددتَها ... أَعددتَ شعباً طيّبَ الأعراقِ الأُمَّ روض, إِن تعهَّدَهُ الحيا ... بالريّ , أورقَ أيَّما إِيراقِ الأُمَّ أُستاذُ الأساتذةِ الأُلى ... شغلت مآثرهم مدى الآفاقِ أنا لا أقولُ: دعوا النساءِ سوافراً ... بين الرجالِ يجُلنَ في الأسواقِ يدرُجْنَ حيث أردنَ , لا مِن وازعٍ ... يحذرنَ رقبتَهُ , ولا من واقِ يفعلنَ أفعالَ الرجالِ لواهياً ... عن واجباتِ نواعسِ الأحداقِ في دُورِهنّ شؤونُهنَّ كثيرةٌ ... كشؤون ربّ السيفِ والمزراقِ كلاَّ , ولا أدعوكُم أن تُسرِفوا ... في الحُجْبِ والتضييق والإِرهاقِ ليستْ نساؤُكُمُ حليً وجواهراً ... خَوف الضياع تُصانُ في الأحقاقِ ليستْ نساؤُكُمُ أثاثاً يُقتنى ... في الدُّورِ بين مخادعٍ وطباقِ تتشكَّلُ الأزمانُ في أدوارِها ... دُوَلاً , وهنَّ على الجمود بواقِ فتوسَّطوا في الحالتَين , وأَنصفوا ... فالشرُّ في التقييد والإِطلاقِ ربُّوا البناتِ على الفضيلةِ , إِنَّها ... في الموقفَين لهنَّ خيرُ وثاقِ وعليكمُ أن تستبينَ بناتُكم ... نورَ الهدى وعلى الحياءِ الباقي
l |
05-05-2011, 11:44 PM | #2 |
|
رد: الأم مدرسة للشاعر الكبير حافظ إبراهيم
سلامي وتحياتي إلى شيخنا أدس ما أروع هذه الأبيات بلغ سلامي إلى أهل تمنغست
|
ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
05-07-2011, 08:28 AM | #3 |
مراقب القسم الإسلامي
|
رد: الأم مدرسة للشاعر الكبير حافظ إبراهيم
أخي الدغوغي وعليكم السلام من أهل تمنغست .
وبارك الله فيك، وجزاك خيرا على المرور والتوقيع |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|