|
المنتدى العام يختص بالمواضيع العامةباحة شاسعة تسع آراءكم وأطروحاتكم وحواراتكم، التي لم تسعفها المنتديات الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-29-2012, 11:31 AM | #61 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
وكذلك الشيخ محمد بن حسن الهاشمي, استفدت منه في جانب العقيدة وكان يدنيني ويقربني رغم صغر سني رحمه الله.
6- المرحلة الثانية مرحلة البحث عن العمل والبحث عن الأوراق الرسمية وقد استغرقت فترة تواجدي (بمكة) بدون (إقامة) أربع سنوات كما سبق فحصلت على (الفيزا) عن طريق أحد الإخوة من الجماعة في الرياض وكنت أظن جهلا مني أن الحائل بيني وبين الدراسة في الجامعة عدم وجود الإقامة فكنت شديد الحرص على الحصول عليها حتى رفعت يوما عقيرتي ليعرف الناس أنني جاد فقلت : يارب خفف حفف = من وطأة التخلف فقد دهاني شومه = وعيشه ذو الطفف إني رأيت منه ما = يدعو إلى التأفف قد قلت يوما زاجرا = للنفس صبرا واكفف عن التشكي إنه =يزري بأهل الشرف لو علموا بأنني =رب القوافي اللطف وطالب ماهمه =غير انتخاب النتف وغير صيد حكمة = من عالم ملقف لساءهم وضعي الذي = يدمي فؤاد المنصف ومنحوني منحة = من المقام الأشرف وذهبت إلى الرياض بحثا عن (كفيلي ) أولا وعن العمل ثانيا ففوجئت بأن الكفيل غير موجود وإنما صدرت الوكالة باسمه لشخص آخر غير جلده بعدما جئته , وأنكر الاتفاق الأول بيننا وكان الاتفاق على أن أدفع سبعة آلاف سعودي مقابل الإقامة وليس له أن يطالبني بشيء غير هذا المبلغ المذكور,ويسمح لي بنقل الكفالة متى أردت ذلك ولكنه أنكر ذلك كله ورفض التفاهم والمقابلة معنا أنا ويحيى بن إبراهيم الكريم ودفعنا له المبلغ الذي حدده مضطرين وأخذت أوراقي وذهبت إلى مدينة (الخرج), وأخبرني بعض الإخوة السوقيين أن هناك حلقة تحفيظ القرآن الكريم,في قرية من قرى الخرج اسمها(حي القطار),فأخذني الأخ المذكور إليهم وهو قاسم بن نقا,وأخبرهم بأنني من طلبة العلم فاختبروا قراءتي ويبدو أنها لم تعجبهم ولكنهم قبلوني على مضض مدرسا عندهم بسبب عدم وجود البديل, وأكرمني الله برجل هو أكرم من التقيت به في السعودية,ولاشك أن في البلد كرماء كثر لكنني أتحدث هنا عن معرفتي لاعن الواقع المفترض, ومن يكون هذا الرجل إلا عائض بن غائب الحارثي مسئول مكتب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حي القطار, وكانت هذه الوظيفة هي وظيفته قبل أن يكون موظفا رسميا,وكان حفظه الله من المصلحين ويعجبه الإصلاح, ويكره الفساد,وكان آية وغاية في ذلك,و يشرف على الحلقة التي كنت أدرسها, وتوثقت عرى الحب والود بيني وبينه,وأعتبره مثل والدي أستشيره في كل صغيرة وكبيرة, وهو الذي اخترت أن يكون كفيلي بعد (المخلوق) الذي مر ذكره, ويعجبك من السعودية أن الإساءة ليست سيمة فيهم على كل حال, وإن حصلت على سبيل الندور فإن هناك حسنات الكرماء والمحسنين تغطي ذلك وتغمره فقد لقيت من الشيخ عائض بن غائب من الإحسان ماغمر كل ماصدر من الكفيل الأول, وقلت أبياتا أثناء إجراءات نقل الكفالة منه إلى الشيخ عائض وهي: طول التسهاد عندي= زمنا نقل الكفاله تارة أطلب (بروة) = عجلا والحال حالة وكفيلي جعظري = بعض لومي قد سما له فهو دوما يتمطى= في تعال وجهاله قلت يوما في هدوء = ورقي في مقالة سيدي أين جوازي = لايك الاهمال غاله أوما كنا اتفقنا= أين عقدي ماجرى له قال لا لا (جب) فلوسي= لاكلام لاإقاله لا جواز لااتفاق = كل هذا لن تناله بعد دفع فليسلني = أي شخص مابدا له إن همي جمع (قرش) = بين أفراد العماله فعنى أمري شيخ= أقلق الموضوع باله وجرى نقلي إليه= ثم اسرى لي نواله بداية ارتباطي بالشيخ عائض بن غائب الحارثي. ثم ارتبطت بالشيخ عائض بن غائب الحارثي بعد ذلك وصار أبا وكفيلا, وناصحا أمينا لا يبخل علي برأي أو مشورة, أو نصيحة, وصار في نفسي بمنزلة الأب, ومن فضل الله علي أنني ما فقدت في حياتي من يوجهني ويقودني إلى الخير, بداية من جدتي مريم بنت عيسى, إلى معلمي محمد الأمين بن محمدُ, إلى الشيخين الفاضلين الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين, والشيخ محمد الحاح بن محمد أحمد,إلى الشيخ عائض بن غائب,ولم تشهد حياتي نتوءات أوتعثرات في دهاليز مظلمة, وما خلت يوما من مراقب وموجه,وناصح أمين ولله الحمد على ذلك لأن ذلك من نعم الله علي التي أمر بالتحدث عنها حين قال لنبيه ومصطفاه من خلقه: (وأما بنعمة ربك فحدث). وكان الشيخ عائض يحب أن يصطحبني في أسفاره, وقد قلت في رحلتنا إلى أبها والباحة: ياسائلا عن رحلة الجنوب= اسمع وقيت شرر الكروب قد انطلقنا من بزوغ الشمس= تقلنا في سيرنا هيلكس وما أتانا بعد ذا يوم الخميس= إلا ونحن في ندى أهل (الخميس) فاستقبلونا بوجوه مسفرة = ضاحكة طيبة مستبشرة لاسيما أخو الوفا منصور= وهو في إحسانه مشهور ثم انطلقنا نحوصوب الضلع كم نشتكي من خفضه ورفع فتارة ننزل في اصل الجبل= وتارة كأننا إلى زحل وهكذا حتى وصلنا الوادي= وكلنا من تعب ينادي ألاانزلوا فقد دنى التعريس= في بطن واد كله طعوس ثم حثثنا السير نحو (امحائل)= ولست في قولي ذا بالهازل من أنها ارض تسر الناظرين= وتبعث الراحة في القلب الحزين وبعدهاوقت ارتفاع الشارق لاحت لنا بالقرب ارض بارق وكان من اطرف مارأينا= جنب الطريق حين قد مررنا بجمل مربط ملثم= مكمم يعصر حب السمسم وبعدها ابتسم ثغر الفطن= سواقنا وقال ذا بالقرن وهي أرض شيخنا القرني= أكرم به من عالم مرضي ثم انطلقنا نحو صوب الباحة= وطرقها ضيقة المساحة تخفضنا تارا وتارا ترفع= وكم مررنا بجبال تفزع وقد دُعينا نحو دار مزهر= وهو في علومه كالمزهر وكان من خيرة أهل الباحة=إني امرؤ تعجبه الصراحة 3- وفي هذه المرحلة توسعت في العلاقات مع المشايخ وطلاب العلم بمدينة (الخرج), وفيها تزوجت, وبدأت الحياة تأخذ منحى جديدا يختلف عن المراحل السابقة والتي كنت فيها حرا طليقا أذهب متى أشاء, وأحضر الدروس والمحاضرات في المساجد إلى مقيد الحركة, بسبب ارتباط العمل, وحاجات البيت ومتطلبات العيش, فجمعت بين الحلقة وبين العمل في (البقالة), ولم تكن نفسي ترتاح إلى العمل في البقالة, بسبب عدم التفرغ للقراءة ولا للاستفادة ولأسباب اكتشف أحد أصحابي بعضها حين زارني ووجدني في البقالة فقال: حياتكم في مجال العلم والكتب= أولى من المكث بين (الكوس) والعلب فقلت رادا عليه ومدافعا عن نفسي: يا وديدي قم وقرب لي الصحاح سترى أن ليس في الشغل جناح لايلام المرء مهما جد في = طرق الكسب ليهنا بالمباح أو يكافح ليصون العرض من = ذلة تعرو الذي قد مد راح إنما اللوم أخيي للذي= ظل في مسي وفي ضوء الصباح يطرق الأبواب بحثا عن جدى= من أناس ألفوا البخل الصراح فاسع للعلم حثيثا واشتغل= وتصبر واطلب الرزق المتاح واعتلي ظهر بحابيح الثرى =واسع للمجد وبالغ في امتياح وبعد تركي للعمل في البقالة بحث لي الشيخ عائض عن مسجد أصلي فيه لأستفيد من المكافئة التي تعطيها الدولة للإمام بشرط أن يكون سعوديا وأنا لست سعوديا, فوافق بعض الشباب على أن يتقدم لوظيفة الإمام على أن أكون وكيلا له, وكل هذا بجهد من الشيخ عائض, وبارك الله في مسعاه هذا,وبقيت في هذا المسجد ثلاثة عشر عاما,وكلما استقال إمام بحث الشيخ عن إمام آخر إلى أن نصحني الشيخ نفسه بترك المسجد بسبب تغير الزمن والناس, فقبلت رأيه وعوضني الله خيرا. وهناك من لايقل أهمية من الشيخ في إحسانه إلي وهو ابن عمه وأخوه من الرضاعة الشيخ سفر بن عالي الحارثي فهما كفرسي رهان في هذا الاحسان منذ وصولي الخرج إلى يوم الناس هذا بارك الله فيهم وفي ذريتهم. وجماعة هذا المسجد رأيت فيهم من التعاون الشيء الذي لايمكن غض الطرف عنه, فقد صبروا علي طيلة هذه الفترة, ولم أذكر أن أحدا منهم لحقني منه سوء أو تفوه علي بما لايليق, فجزاهم الله عني خيرا, وكنت أسافر إلى البلاد لأجل الدعوة وزيارة والدي وأهلي فيخلُفونني في أهلي خيرا, وينتبهوا لأولادي إلى حين رجوعي فنعم الجيران هم. وبيني وبين هذا الحي ذكريات طيبة فهو مسقط رأس أولادي ما عدا بنتي مها, وأولادي الذكور أربعة, وهم عبد الرحمن وعبد الودود, والعتيق, وأسامة, وعندي اربع بنات, مها , وفاطمة, وسلي, وميمونة, ومن الذكريات الجميلة, أن بعض أصحابي سمع بولادة ابني عبد الرحمن وهو الأخ منير بن محمد بن حميدي الأنصاري, فأرسل إلي قصيدة تهنئة جميلة خففت عني من آلام الغربة, وذكرتني بليالي تلك الصحبة وهي: غن بلاعود ولا مزهر تهانئا لي بابني الأزهر سعد سعود نوّر الأرض من = أقصى بلاد(الخرج) للأزهر واستبشر الدين وسُرّ به = كل من القاموس والجوهر وهنأ التاج أساس اللغى = وبشر المصباح للجوهر قيل وقد بان علي الكرى = شوقا إليه. نم ولا تسهر فقلت هل يرقد من هام في = حب غزال أدعج أحور فقيل لا لكن نأت داره = فحاولن سلوانه واصبر فقلت هل يصبر من قلبه = في (الخرج) والجسم لدى المحجر ياقرة العين وإنسانها = يا أيها النجل الكريم السري عمرت كوفيت وقيت أذى = من ساحر أو من عدو جري ومن حسود شانئ عائن = ومن حقود كا ئد أغدر ومن. ومن يتم ولطم ومن = ومن. ومن ميل إلى منكر وذلة أو علة أو أسى =أو عيلة أو قلة تعتري وأسال الله علا أن تُرى =مقتديا بالمصطفى الأطهر قالون إن حبر حبرا إذا = فسر جعفيا متى يُخبر وأصمعيا في اللغى ما هرا= في النحو سَحبان على المنبر ومنشئا ما شاء إنشاءه = إن شاء ينظم أو يشا ينثر وقارئا أوقاريا إن أتى = لبابه السائل لم ينهر هش المحيا دائما بشه = لايخلف الوعد ولا يفتر ولايبيع الحمد والمجد والـ= ـإحسان بل هو اليشتري آمين آمين إلى الألف بل = إلى ألوف بل إلى (ملير) |
غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 06-19-2012 الساعة 11:28 AM
|
06-18-2012, 12:39 PM | #62 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
ومن المواقف التي مرت بنا في هذا الحي أن ولدي العتيق أصيب بألم شديد في أنفه, فلم نترك مستوصفا في الخرج إلا ومررنا به لنعرف أسباب الألم, ونسبر حقيقته, ومرت جميع محاولاتنا بدون فائدة, غيرأن الأطباء لم يدخروا جهدا في إصدار الأوامر إلى عُمالهم الصيادلة, لينظفوا الجيوب, ويملؤوا الأكياس من الحبوب, وكانوا ينظرون إلى المريض كما ينظر (السمكري) إلى أصحاب (المركبات) فنصيبه منها المصدومة والمكسرة.
بذا قضت الأيام ما بين أهلها ... مصائب قوم عند قوم فوائد وبالمناسبة فإني عانيت كثيرا من الصيادلة والسماكرة, وكانت الوطأة أشد علي (سماكرة) الخرج حين قلت: وإن أعجب فما عجبي بشيء = كهذي (الورش) أو تلك الشريحة من (البنغال) أو(هندي) دار = بلا فهم ولا لغة فصيحــــة بسياراتنا علموا وهم مع = جهالتهم بلا مهن صحيحة وإنا معشر الملاك صرنا = فرائس في شباكهم مريحة فكم سيارة أضحت لديهم = معطلة بفتكتهم جريحــة فويل الجاهل المسكين منهم = ومن كانت دراهمه شحيحة فبقينا على تلك الحالة شهرين كاملين, فمنهم من يقول لابد من إجراء العملية,والعملية مكلفة في بلد مثل السعودية فاتورة العلاج فيها في طغيان مستمر,ومنهم من يوصي بالذهاب للرياض ومستشفياتها وهكذا حتى مللنا من رؤية وجوههم, وفوضنا أمرنا إلى الله, وأنا في هذه الحالة وإذا بأخ من المقيمين الماليين في الخرج وله معرفة وبصر بأمور الطب الشعبي, فألقى نظرة في أنف العتيق وأخبرني بأن الأمر سهل, وأمرنا بأن نضع في أنفه قطرات من الزيت كل يوم مرتين فلبينا الطلب, وأحسسنا بأن الفرج قريب, وبعد أسبوع ونحن في هذه الحالة وإذا بالولد يعطس عطسة قوية,ثم تتابع عليه العطاس, حتى سقطت من أنفه قطعة كبيرة من (الإسفنج) مما كان يعبث به من أغراض البيت فحمدنا الباري سبحانه وشكرنا الأخ على ما فعل فقلت: ارفع يديك إلى المولى بإكبار = فليس يرجى لدى البلوى سوى الباري دع الخلائق واطرق باب مقتدر = والجأ إليه بآصال وأسحـــــــار هو الغني الذي تنهلُّ رحمته = على العباد بلا منّ وإقتـــــــار حسبي به وكفى ربا سما وعلا = عن كل ند ولا تغتر بغــــــرار سل الخليل وكم لله من منن = من الذي قد حماك من أذى النار وسل رسول الهدى من صدّعنك الأولى = جاؤوك بغيا ومن نجاك في الغار وإن تشا فاسألن موسى الكليم الذي = رباه فرعون وهو المفسد الضاري ويونس سله من نجاه حين غدا = في بطن حوت وفي هوات أخطار وسل (عتيقا) قضى شهرين من ألم = وكان يشكو أذى في وسط منخار فلم ندع من طبيب حسب طاقتنا = لكنّ ذا لم يفدنا عشر معشار فظل في ألم وبت في قلق = حتى قضى الله أن يُشفى من أوضار قالوا جميعا وقلناوالورى هتفوا = من ذا يُرجّى لدى البلوى سوى الباري شيوخي في مدينة الخرج. الشيخ عبد الرحمن الصغير مدير مكتب الدعوة والإرشاد بالنيابة وقد حضرت له دروسا عديدة في صحيح مسلم بشرح النووي وفي العقيدة استفدت منه شيئا كثيرا, وكان ورعا تقيا, وزاهدا متواضعا, جم المناقب , ذاكرالله تعلو وجهه بسمة غير متكلفة, ولا مصطنعة, يحب الفقراء, ولا يفري أحد فريه في الدعوة إلى التوحيد. الشيخ محمد إبراهيم الحارثي أخذت عنه العقيدة الواسطية, وكان يتقنها, ودروسا عديدة في زاد المعاد لابن القيم, وكذلك الممتع لابن العثيمين, وشرح مسلم للنووي ولازال هذا الدرس قائما منذ فترة لاتقل عن عشر سنوات وكان الشيخ محمد الحارثي ومن معه من إخوانه وغيرهم من الأسباب في بقائي في الخرج طيلة هذه المدة, بسبب ما بيني وبينهم من الحب والوداد الذي توثقت عراه, وتعمقت جذوره, وتوسعت فصوله وأبوابه, وتعددت أسبابه,وفي سجل الذاكرة منهم أسماء هي: محمد بن إبراهيم الحارثي. عبد العزيز بن عبدالله الجهني. سعود بن عبد العزيز اليحياالتميمي عمر عبد الله الخليفة. أحمد بن عبد الله الراشدي. عز الدين احمد الصياحين من (الاردن). مطلق بن عبد الهادي الجعيدي. حمدان بن إبراهيم الحارثي. محمد بن مرزوق الشلوي. دخيل الله جزا الشلوي. هذال ابراهيم الدوسري. سعد بن إبراهيم الحارثي. عبد الله بن عبد العزيز السعيس التميمي. محمد عبد الله السرحان. ومن المشايخ الذين نلت الشرف في الأخذ عنهم في الخرج. الشيخ سعد الغنام, وكان نعم العون في الدعوة وحمل همها. والشيخ القاضي فهد بن ناصر السليمان أخذت عنه دروسا عديدة في الجامع الكبير بالخرج وأغلب هذه الدروس في الفقه الحنبلي. والشيخ خالد الهويسين والشيخ عبد الله صالح العبيد وأخذت منه قراءة كامل كتاب الشمائل المحمدية وأخذت منه إجازة بذلك ولله الحمدوغيرهم. ومن الأصدقاء الذين يلزمني الوفاء بذكرهم الأخ علي يحيى القيسي, وهو نعم الأخ لبيب نجيب,وكريم حليم, اشتركت معه في تجارة الغنم فكان يذبح منها وكنت أناكذلك, حتى بارت التجارة, وتحققت الخسارة, فقلت: البيع في التيوس= مع فتى القيوس أولى من الجلوس= في زمن عبوس والمال وسط الكيس= أحلى لدى النفوس تجارتي طروسي = ومربحي جليسي أكرمه من كيسي = لا الجمع للفلوس |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 02-04-2013 الساعة 09:56 PM
|
07-02-2012, 12:28 PM | #63 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
الحديقة الوديقة, في مواقف مختلفة وعلائق وثيقة. زيارتي للأمير. وفي هذه الفترة قمت بزيارة الأمير الشيخ والشيخ الأمير عبد الله الفيصل الفرحان آل سعود, ومعي جمع من طلبة العلم بالخرج في بيته في حي (المشيرفة) فأكرمنا وأحسن وفادتنا واستفدت منه كثيرا في تاريخ الدولة السعودية, وتاريخ الإمام محمد بن سعود, وكان الأمير عبدالله يحب طلبة العلم جدا ويواسيهم, ويسمع منهم,فلا يخرجون من بيته إلا وهم يشيدون به وبأخلاقه, وقد كنت جهزت أبياتا في ورقة كانت معي في الثناء عليه, وشكر جهوده وهي: أقدم على ماجد من آل فرحانا = تلقى من العلم والإحسان ألوانا فذاك دأب الألى جد الزمان بهم = كانوا لدين إله الكون أركانا لله سيرتهم لله غيرتهم = عن سنة المصطفى ودين مولانا لله مابذلوا لله ماحملوا = لله ما عملوا في الله أحيانا قد جددوا سننا هدت قواعدها = وعم نفعهم برا وخلجانا ما قلت ماقلت تزويرا ولاملقا = كلا ولا كان تمويها وبهتانا فأسرة من سعود طاب مغرسها = فاستغلظ الزرع رقراقا وقد بانا وافوا الجزيرة تشكو من مصائبها = وما رأته من التخريف أزمانا فطهروها من الإشراك في زمن = لم يلق فيه الهدى دعما وسلطانا فانجر ذيل الهدى في الكون متسعا= واندس ما كان للإبداع قد بانا ياآل فرحان هذا طرق مغترب = لبابكم فاسمعوا بالجد شكوانا وخففوا ثقلا أضحى بكاهلنا = لازلتم لبني الاسلام أعوانا فسألني عن حاجتي فقلت زيارتكم والسلام عليكم, وإن كان ولابد (ففيزا) منكم لزوجتي ووالدتي فأمر مدير مكتبه مباشرة بتلبية هذا الطلب جزاه الله عني خيرا, وكنت أزوره للسلام عليه وآخر زياتي له كانت بسبب حضور الشيخ ابن العثيمين عنده, وإلقائه درسا في مجلسه في تفسير سورة (ق) رحمهما الله رحمة واسعة. التقديم للجامعة. دعاني فضولي الى الذهاب إلى جامعة الإمام محمد بن سعود لمواصلة دراستي ,وكان ذلك برفقة الشاب الطيب مشعل بن مقبل الحارثي لتقديم أوراق طلب التسجيل, وكان الأخ يود أن أكون معه رغبة في أن أحول له ماسماه (أوعر المهالك) إلى اسمه الحقيقي (أوضح المسالك) لابن هشام, وكان يجد صعوبة في فهم الكتاب, فذهبت معه, وطلبوني بتزكية المشايخ, فأخذت تزكية من غالب مشايخ الخرج وشفاعة من الأمير عبدالله الفيصل آل فرحان آل سعود فذهبنا بها إلى إدارة القبول والتسجيل بالجامعة فنظروا إلى التزكيات والشفاعة فقال لي المسئول بالحرف الواحد: (جيب واسطة قوية قوية قوية). فذهبت إلى الخرج ومعي هذه (القاءات الثلاث), ولا زلت أبحث عنها في مفردات وقواميس المعارف فلم يغن ذلك شيئا. وللوفاء والكرم أهل ورجال. عشت في السعودية عشرين سنة, حتى الآن وكانت هذه السنوات حافلة بالمواقف الجميلة, التي سجلت بعضها ذاكرتي وسوف أسجل هنا المواقف المشرفة التي رأيتها في هذا البلد الكريم بكرم أهله وذويه,وأود التنبيه إلى أنني لا أمدح نفسي بالوفاء, ولا أذمها بعدمه, ولكنني أستطيع أن أقول أنني أكره التنازل بسهولة عن أصحابي ومعارفي, وأستغرب ممن يُفصّل الأصدقاء والأحباب, كما يفصل الثياب, ويبقى طول حياته على هذه الحالة يغير, ويستبدل,ويختار, فيحتار, كما أنني أعجب من أُناسٍ يدفنون مثل هذه المواقف وهي حية وكيف يسوغ لهم أن يعيدونا إلى سير الوأد وكأنهم لايعرفون أن دفن بنيات الأفكار, قريب من دفن البنات الأبكار, فتلك في البراري والوديان, وهذه في مجاهل النسيان , وهناك من يفضل أن يصون مثل هذه المواقف في صدره ويبقي اللثام على وجهه وأرى أن ذلك أشد أنواع البخل حينما تُكرم وتسكت, وتُمطَر بغمام مكارم الأخلاق فلاتُمسك ولاتنبت, ولست أدري الى أي نوع من أنواع الصخور أنسب هذا القلب , ولاأي شكل من أشكال الأحجار قدت منها عيونه التي ترى المواقف النبيلة, والخلال الأصيلة فتتعامى عنها, في حين أنه يتكلف ويتعقر, ويتشدق عندما يتعلق الأمر بحاضر أمامه , وأمل يرجوه , وجاه يطلبه. والعجب أن الناس ينظرون إلى الناس والدنيا من خلال أنفسهم كمن يستعمل نظارة سوداء فلا يرى أمامه غير السواد,ويعرف هذا من يقرأ كتب الأدب والشعر العربي, فتجد شاعرا متشائما, وتجد الزمن في شعره باكيا بائسا, وآخر في نفس الزمن أو في ذات المكان يرسم عبر أسلات شعره وقلمه لوحة عن الدنيا وعن الزمن الضاحك, والدنيا هي هي. ولا أنكر اختلاف المواقف, التي تضطر المرء أحيانا إلى أن يتذمر, ويتألم من تقلبات الدنيا وأهلها, كما أنني لا أنكر وجود ناس مجدودين وآخرين محرومين وهذه سنة جارية, لامهرب منها, وقد صور ذلك الامام الشافعي أحسن تصوير حين قال: الجد يدني كل شيء شاسع ... والجد يفتح كل باب مغلق فإذا سمعت بأن مجدوداً حوى ...عوداً فأورق في يديه فصدق وإذا سمعت بأن محروماً أتى ... ماء ليشربه فجف فحقق وأحق خلق الله بالهم امرؤ ... ذو همة يبلى برزق ضيق ولربما عرضت لنفسي فكرة ... فأود منها أنني لم أخلق |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 07-09-2012 الساعة 08:26 PM
|
07-09-2012, 12:13 PM | #64 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
أنا في الخرج. ولم أكن في تواجدي بالخرج منعزلا عن الناس, أو بعيدا عن المجتمع وقضاياه بل أرى وأسمع, وأقرأ وأكتب وشاركت في كثير من الفعاليات التي فتح فيها المجال أمامي , سواء في المراكز الصيفية,أو في العيد الوطني وقد ألقيت في الأخير قصيدة نوهت فيها بحملة الملك فهد بن عبد العزيز, في دعم شعب (البوسنة والهرسك).فمن هذه المواقف الرائعة التي ينبغي أن تسجل في سجل التشريفات الأدبية, ما يلي : 1- سافرت إلى مكة في إحدى المرات ومعي زوجتي وأولادي , وتعطلت سيارتي في قرية (ظلم)بفتخ الظاء وهي بين حلبان والطائف, وكنت قريبا من ورشة تصليح سيارات وتبين أن العطل في الكهرباء فذهبت إلى محل كهربائي ففكك (الدينمو) قطعة قطعة, ثم دخل غرفته ونام,وكنت أظن أنه ذهب لبعض شغله وسيعود, فتبين أنه ذهب لينام, فذهبت إلى غرفته أضرب الباب بكل قواي والأولاد يبكون, والزوجة في حالة خوف وذعر شديدين, فأبى أن يفتح الباب, وقال من وراء حجاب (صديق بكرة) فنظرت يمينا ويسارا فلم أر غير الظلام الدامس الذي نصب على قرية (ظلم) خيمة من الهدوء, فإذا باثنين من الشباب السعودي وأظن أنهم من الجيش فأوقفتهما, وقصصت عليهما قصتي, وشرحت لهما أمري, وبينت لهما حاجتي إلى مساعدتهما فماكان منهما إلا أن أوقفا سيارتهما, وتقدما نحو باب غرفة الأخ (الباكستاني) فأوسعاها ركلا بأرجلهما حتى فتح الباب, فمسكا بتلابيبه وهدداه,وأمراه بإصلاح السيارة على جناح السرعة ففعل مكرها في أقل من ربع ساعة, وقلت لهما سوف تشتغل السيارة الآن فرفضا الذهاب قبل التأكد من الأمر وجلسا في سيارتهما ينتظران مايؤول إليه أمر السيارة حتى اشتغلت فحمدت الله وشكرت الشابين فردا علي باللهجة السعودية (ماسوينا شيء) وهي كلمة في غاية من الرقي في مراقي الاخلاق يستخدمها السعوديون لإعادة الاعتبار للمثني وللمادح أثناء ذكره لإحسانهم له, وهي تعني أن هذا المعروف يستحق من قدم إليه أكثر منه, أو أنه قليل من كثير فعلات الأجواد. 2- وفي أحدى المرات ذهبت إلى الرياض معزوما عند أحد الإخوة ومعي أهلي أيضا فانقطع (سير) المكينة,وكان عندي سير احتياطي, فأخذته ولم أعرف تركيبه فجاءني رجلين (أسمرين) فأشرت إليهما فأوقفا سيارتهما , ونزلا وعرفا سبب العطل فسألاني هل يوجد عنك (سير) قلت نعم, فأحضر الصغير منهما (العدة) وهي عبارة عن أدوات فك وتركيب لا ينبغي أن يستغني عنها السائق, فركّبا السير , وكان ذلك بملابسهما النظيفة التي شوهت زيوت سيارتي بياضها وحولتها إلى بقع سوداء كما انتظمت نجوم الأفق في فحمة الدجى. 3- ومن هذه المواقف أنني بحثت عن (كفيلي) عائضا فلم أجده وأنابحاجة إلى السفر, والإقامة قد انتهت في نفس اليوم, وذهبت إلى الجوازات لتجديدها فقدمت أوراقي إلى العسكري, فقال لي أين الكفيل,(روح جيب كفيلك),فذهبت كما أتيت,وعند مدخل باب مبنى الجوازات رأيت واحدا يبدو أنه معقب, فسألته عن اسمه فقال: اسمي (سهل) فقلت : الحمد لله تسهلت أموري, والعجب أنني قلت هذا الكلام بكل ثقة, قبل أن أعرف رد الرجل على طلبي, فقال لي (إيش عندك) فقلت له أحتاج إلى تجديد, إقامة فذهب وأخذ صوري ورجع إلي بعد ساعة, والإقامة مجددة, ورفض أن يأخذ مني ريالا واحدا, جزاه الله عني خيرا. 4- ومن هذه المواقف أنني في أحدى المرات كنت في رفقة الشيخ عائض بن غائب الحارثي فنفد وقود السيارة ونحن في الطريق السريع بين (بلجرشي) و(رنية) فأمرني بأن أقف جانب الطريق لعل مارا يراني فيقف لي ويحملني لأقرب محطة (وقود) فأشّرت, ووقفت, بلا جدوى فرجعت إلى الشيخ وقلت له اذهب أنت برفقة ولديك لأن ذلك أكثر استعطافا من عيناي الحمراوين, وبشرتي السمراء, ولغتي التي كانت خليطا بين الفصحى واللهجة السعودية, وكان أصحابي يسألون عن السبب في عدم إتقاني للهجة السعودية, وأرى أن السبب في ذلك راجع إلى أمرين: 1- عدم قدرتي على التقليد ولو كلفت بتمثيل أي موضوع أو قصة لأتى دوري ناقصا غير كامل, ولعل هذا هو السر في عدم نجاحي في تقليد أي قارئ. كما أن عدم إتقاني للهجة السعودية, راجع أيضا إلى ما سبق, وإلى عدم وجود لهجة عربية نتكلم بها في صحراء الطوارق غير الفصحاء فهي التي تعلمناها, وننطق بهاحرفيا كما هي. 2- أنني جربت شؤم (التقليد) في أشياء, قلدت فيها غيري فتبين لي بعد حين أنهم كانوا ممثلين مهرة أدوا دورهم في (الفيلم) ثم ذهبوا وتركوني فريدا وحيدا لاأنيس لي غير بساطتي وسذاجتي فتعقدت نفسي من التقليد لأنني بكل صراحة (أكلت منه مقالب) كما يقول المثل الشعبي. قبِل الشيخ نصيحتي وذهب إلى جانب الطريق واقفا بين ولديه ابراهيم وعبد الرحمن يؤشرحتى مرت به سيارة وقص عليهم القصص, ووافقوا على أن يأخذوني إلى أقرب (محطة) شرط أن لايُرجعوني فركبت معهم ووصلت إلى المحطة فأخذت الوقود وبقيت ساعة أطلب من كل صادر ووارد أن يوصلني إلى الشيخ وأولاده, ولا ننسى أن المكان بعيد يحتاج إلى نصف ساعة للمسرع المجد فكل من عرف المكان يكون جوابه الرفض, حتى وقف عندي رجل خمسيني نجيب, لبيب , خراجة ولاجة, تقرأ في وجهه النجابة, ليس من المنعمين, ولا من البداة الجافين, فبادرته وقلت له من أنت ؟ فنظر إلى نظرة استغراب ولكن أدبه وخلقه اقتضيا أن يرد الرد السريع, ويقول إنني من قبيلة (سبيع) فشرحت له قصتي, واعتذر بأنه مشغول وعنده مدارس وبنات يوصلهن , فقلت له أعرف أنك مشغول ولكن العربي الأصيل لايمكن أن تعرض عليه خلال ثلاث من خصال الخير إلا وقبلها أويقبل بعضها فإني أعرض عليك خلالا ثلاثا قال: هاتها: قلت: 1- إماأن تأخذني ووقودي معي فهي أنبل وأخير . 2- وإما أن تأخذ(الوقود) وأجرتك من النقود, وتوصلها إلى الشيخ وألاده, وتتركني هنا إن كنت خائفا مني وهي دون الأولى. 3- أولا تأخذني ولا تأخذ وقودي, ولا أجرة فتذهب بعارها, ولا أعدم من الدنيا رجلا فيه خير يوصلني إلي غايتي. فقال اركب وخذ معك وقودك, فانطلق بي مسرعا يمتشط تلك الفلوات, ويذرع هاتيك البيد, حتى وصلنا إلى الشيخ وأولاده, وقد اسبدت بهم مشقة الانتظار, في تلك القفار, فعبينا الوقود واشتغلت السيارة, فأخذت الأخ السبيعي على جنب وقلت له هذه قيمة أجرة السيارة,فرفض وانتفض, ورد الأجرة والعوض, وقال أما قلتَ لي إن الخصلة الأولى أنبل وأفضل, وأخير وأمثل, قلت كلا, فسلم علينا وولى, وتولى من نبل وشرف هذا الموقف ماتولى. 4- ومن المواقف التي لم تكن من قبيل ما سبق أن ولدي عبد الرحمن جاءني من المدرسة ضائق الصدر, سيء الحال وقد خنقته العبرة, فسبقتني إليه أمه وقالت له مالك, وماجرى لك, قال أستاذ, قلت ماشأنه قال كان يعرف أنني متفوق وهناك مسابقة من إدارة التعليم لجميع طلاب فصلي, فحسدني ورفض أن أشارك معهم بحجة أنني غير سعودي, فقلت له لابأس هون عليك سأراجعهم السبت وأتحقق من الأمر بنفسي, فذهبت إلى المدير واستفسرت من الأمر فأنكر ذلك أشد الإنكار. ويكون الخطب سهلا, والمصاب محتملا إذا صدر هذا الموقف من رجل لاعلاقة له بالتعليم, ولكن البلية أن تصدر هذه الأساليب ممن تصدر لوظيفة التعليم وسلم له الناس فلذات أكبادهم, ليقوم بواجب تعليمهم, لاتسميمهم, وتثقيفهم, لاتسخيفهم, ومنابر التعليم, ينبغي أن تبقى للعلم والمعرفة, وتظل مُصانة من أن تتحول إلى منصات لإطلاق شحنات التفرقة بين الناس. وقد تعقد الولد من المدرسة من ذلك الوقت, فنقوده إليها ويجمح كما يجمح المهر الأرن, وكان قبل ذلك لايعرف الفرق بين الناس وينظر إلى زملائه في الفصل وفي المدرسة وكأنهم من عشيرته, أوأبناء عمومته, ويظن المسكين أنه (سعودي) وأتحاشى أن أفند في نفسه هذا الظن لا لشيء سوى الخوف مما حصل له من التعقيد بسبب فعل هذا المدرس أما الآن فيسألني دائما متى نذهب إلى (مالي). ومن هذه المواقف أنني قبل أن تكسر أشغالي أذهب من (الخرج) كل خميس وجمعة إلى الرياض لزيارة الأقارب وكانت معي سيارة (داتسون) من نوع (مأتين إل) قديمة أدت كثرة تردادي على هذه النقطة إلى معرفتهم بي وبهذه السيارة فلم تفدني هذه المعرفة بل كانت جزءا من مشكلتي حيث إنهم اعطوني عدة (قسائم) فقلت في إحدى المرات: سئمت من طول عسج = بين الرياض وخرج [/size][/font]
أرى القسائم تترى = علي من كل فج |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 07-09-2012 الساعة 07:42 PM
|
07-11-2012, 08:50 PM | #65 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
عشر سنوات في مجال الدعوة.
قبل الحديث عن الدعوة أود أن أنوه هنا بالدور الذي لعبته المدارس السوقية في صحراء الطوارق, وما كان الحديث عن السوقيين إلا حديث عن كوكبة مضيئة من أعلام الإسلام في صحراء الطوارق كرسواحياتهم في خدمة الدين, والذود عن حمى اللغة العربية في هذا الجزء البعيد عن كبريات مراكز التحضر ومحاضن الفكر في الوطن العربي, فماوهنت منهم العزائم وما ضعف فيهم الانتماء , وما ركدت ريح اتصالهم بمنابع العلوم الإسلامية والعربية في هذا الجزء من جنوب الصحراء, هذا حالهم . وحالنا معهم أننا ثوريون عليهم سواء في العقائد أو في السلوك وحتى في طرق المعيشة وعادة الثوري أنه ينفي الآخر, ويقصيه, ويبعده ويلغيه, وهذا ما فعلناه بهم, والحقيقة أنهم وإن أخطؤوا في بعض الأمور فصوابهم وجهادهم لايمكن لذوي العقول السليمة, والفطر المستقيمة, أن يجحده, فعلى مدار ستة قرون أو أكثر لم يسجل لهم غياب عن الصدع بالحق حسب قدرتهم, والقيام بالوظائف الدينية المناطة بهم في البلد, وممارسة الإصلاح بشقيه الإرشادي , والسلوكي , وكانت الحروب التي عصفت أعاصيرها بالمنطقة قبل الاستعمار الفرنسي وأثناءه وبعده لم يغب فيها زئير علمائهم وثرثرة أقلامهم عن ساحات هذه الأحداث, بالإضافة إلى ذلك هم الوعي الديني المتيقظ, والصوت المجلجل. ومشكلتنا نحن الشباب أننا نعرف ذلك ولكننا نتجاهله من أجل حب التغيير الذي نعشقه عشقا, ولكننا لانبذل من أسبابه إلا نذرا يسيرا فليس منا من جلس لتعليم الناس وتبصيرهم في دينهم والصبر على ذلك كما كانوا يفعلون. وغالب الشباب الذين يأتون إلى الصحراء يأتون من السعودية في الإجازة الصيفية وهم مرتبطون بأعمالهم, فيبذلون جهدا يشكرون عليه, ولكنه لا يرقى إلى مستوى أن يكون بديلا عن علماء السوقيين ولاغيرهم من العلماء في المنطقة, بل كنا نستخدم طريقة (اضرب واهرب) أو مايشبه اللافتة التي تذكّر مادامت منصوبة, فإذا ذهبت أو سقطت ذهب معها ما عليها, وكنا ننسخ الأساليب التي رأينا الدعاة يستعملونها في مجتمعات كبيرة فنحاول أن نلصقها في عشائر بدوية مثل السوقيين . وكانت العشر السنوات الماضية شهدت تحولات كبيرة في مجال العمل الدعوي عندنا ومورست خلالها كل الوسائل الممكنة في ايصال الدعوة إلى مجتمعنا حسب الوسائل المتاحة, ولم تشهد هذه الفترة طرح أي مواضيع غير ذلك بمعنى أن المواضيع الاجتماعية والاقتصادية وغيرهما ليست ضمن أوليات الطرح في تلك الفترة بل كانت الدعوة هي السمط الحاوي لجميع تلك الجهود. وكان غالب الدعاة هم من فئة الشباب أبناء الثلاثين والخمس والعشرين سنة ويستثني من ذلك أشخاص يعدون بالأصابع ولم تخل هذه الفترة من اشتهادات شبابية شابتها بعض الأخطاء ولكن الحق يقال فإن أغلب الدعاة أعني السوقيين منهم ضربوا أروع الأمثال في الهدوء وفي حسن تعاملهم مع كافة الشرائح التي كانت(محل) هذه الدعوة ولاأبرئ الشباب من بعض الاجتهادات الخاطئة ولوكان هناك من ينصف لأشاد بهذا الجهد الذي بذل في تلك الفترة ولكننا إذا قمنا بتحليل أوضاع مجتمعناالنفسية وجدنا أن أشد مايعيق عملنا الدعوي في هذه الفترة هو: [/size][/SIZE][/FONT] |
|
07-14-2012, 07:02 PM | #66 | |||||||||
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: فصول من حياتي
سيرة ذاتية ممتعة نستشف من خلالها مدى ما يتمتع به أديبنا الخرجي من رباطة جأش وقوة تحمل مع أمانة نقل الوقائع كما هي- مازلنا ننتظر ونتابع شيخنا وأديبنا الفاضل
|
|||||||||
|
07-15-2012, 11:45 AM | #67 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
• عقدة الكمال حيث أننا أمة مغرمة بحب الكمال ، والتشدق به ، وتكلفه ، والتلبس بزيه أحيانا ولا ينجو من ذلك الداعية ولاالمدعو ولا المناوئ.
فالناقدون للدعاة يرون فيهم قدرا من الكمال وبالتالي فكل ما يصدر منهم فلابد أن يكون كاملا وإلا فالويل لهم من التجهيل والنعت بعدم الحكمة, والتشبع بمالم يعطوا وأنهم طلاب دنيا وأصحاب مشاريع وغير ذلك . وكذلك فإن هذه النظرة الكمالية وجدت عند كثير من الشباب ونتج عنها عدم مراجعة طرحنا الدعوي وإصلاح الخلل إن كان فيه وحصل هناك خلل في فكرنا بين قدسية وكمال ما ندعو إليه وبين طينية وآدمية ما نمارسه من أعمال وأفعال ولم يتم النظر إلى فرضية نقص يعتري أوعيب يكتنف وصرنا نركن في عملنا إلى التقليد الذي نعيناه على غيرنا وتحولت بل استحالت ممارساتنا الدعوية تعاني من استنساخ مستمر!!.. وصار بعضنا يسير وهو لايدري في نفس الخط البياني الذي رسمه اعداء أهل السنة من أهل الاعتزال الذين حاولوا فرض عقائدهم على الناس بالقوة, وتحول فهم الشيخ أو رأيه في النص عند هؤلاء إلى الوجه الوحيد الممكن لفهم النصوص, حتى صُور عند البعض أن أقوال شيوخهم هي الصورة المثلى لعطاء الاسلام ومعالجته للأحداث والمشكلات. والطامة الكبرى أن بعضا ممن ينتسب إلى العلم من هؤلاء المقلدة لايرضون أن يشاركهم غيرهم صفاء التوجه ونقاء العقيدة خاصة إذا كانت أصوله غير (نجدية) فقد قال الشيخ الريس بالحرف الواحد أنه يحمده الله على توصله إلى نتيجة لاتقبل الشك في رده على الشيح الحسن الددو وهي أن من كان (صوفيا) في الأصل والمنشإ يبقى على صوفيته وبدعته وإن تظاهر بمظهر أهل السنة, ولا أدري لماذ تنفق الأموال وتسير قوافل الدعاة, وتبث منح الدراسة في أنحاء المعمورة, وما الفائدة وراء هذا كله إذا كان الأمل مفقودا في أن يتحول هؤلاء الطلاب إلى سنيين وسلفيين. وأشد من هذا كله من انشغل عن عيوبه بعيوب الناس وادعى جورا وزورا أنه يخدم العقيدة والدين , فأنفق وقته في تصنيف الناس وأعجبني قول العلامة بكر أبو في وصفه البليغ لهؤلاء: ( وإذا علمت فُشُوَّ ظاهرة التصنيف الغلابة ,وإن إطفاءها واجب , فاعلم أن المحترفين لها سلكوا لتنفيذها طرقا منها : * أنك ترى الجراح القصاب , كلما مر على ملأ من الدعاة اختار منهم ((ذبيحا)) فرماه بقذيفة من هذه الألقاب المرة,تمرق من فمه مروق السهم من الرمية,ثم يرميه في الطريق, ويقول: أميطوا الأذى عن الطريق,فإن ذلك من شعب الأيمان؟؟؟ * وترى دأبه التربص,والترصد:عين للترقب وأذن للتجسس,كل هذا للتحريش,وإشعال نار الفتن بالصالحين وغيرهم . * وترى هذا ((الرمز البغيض)) مهموما بمحاصرة الدعاة بسلسلة طويل ذرعها,رديء متنها, تجر أثقالا من الألقاب المنفرة, والتهم الفاجرة ,ليسلكهم في قطار أهل الأهواء، وضلال أهل القبلة, وجعلهم وقود بلبلة , وحطب اضطراب وبالجملة فهذا (( القطيع )) هم أسوأ (( غزاة الأعراض بالأمراض )) والعض بالباطل في غوارب العباد , والتفكه بها , فهم مقرنون بأصفاد : الغل , والبغضاء , والحسد , والغيبة , والنميمة , والكذب , والبهت , والإفك , والهمز , واللمز , جميعها في نفاذ واحد . إنهم بحق : (( رمز الإرادة السيئة )) يرتعون فيها بشهوة جامحة . نعوذ بالله من حالهم , لا رعوا). ومن حبنا للكمال والتفاني في سبيل الوصول إليه أننا نخبويون لانعرف التعامل إلا مع النخب والدليل على ذلك أننا توجهنا مباشرة إلى دعوة العلماء وطلبة العلم ومحاسبتهم على أخطائهم العقدية والسلوكية وكان نقد التصوف والصوفية هو الحاضر الذي لايغيب وقد جرت محاولات جادة لضغط المراحل الدعوية واختصار مسافاتها من خلال هؤلاء المشايخ الذين نظن أننا نستطيع إقناعهم بما جئنا به وبالتالي فلا حاجة في تجشم المعاناة التي لاقاها الأنبياء في سبيل إيصال رسالتهم إلى الناس كل الناس وإلى الأرض كل الأرض وغضضنا الطرف عن دعوة العامة والدهماء ولم نستطع خلال هذه السنوات العشر إيجاد منابر ثابتة في القبائل المجاورة لنا مما أدى إلى دوران دعوتنا في أطر ضيقة وعاشت في قوقعة صلبة ظاهرها لايسمح بمرور من ليس من السوقيين وباطنها يصفي وينتقي ولا يتعامل إلا مع النخب من السوقيين فقط وكأن عقدة حب الكمال قدرنا الذي يلاحقنا أنا اتجهنا. وأخشى ماأخشاه أن تتخذ بعض العراقل التي تمر بها الدعوة عندنا أوأخطاء من أخطأ فيها ذريعة للتملص من واجب الدعوة علينا فيصدق علينا قول القائل: ألقى الصحيفة كي يخفف رحله والزاد حتى نعله ألقاها فلا ينبغي أن نعطي الفرصة بان يصرع الحق الذي ندعو إليه من قبلنا, فللباطل جولة , وللحق جولات, كيف لا يكون ذلك ونحن نعلم أن الحق وجود, والباطل عدم, فالداعية ينبغي أن يكون مثل الطبيب, الذي لايمنعه صراخ المريض أو سبه من إنجاز مهمته.2- عقدة المال, حيث أن بعض الدعاة يرى أن كل شيء من أمر الدعوة لابد أن يكون بالمال وفي اعتقادي الذي لا ألزم به أحدا أن هذا أخطر شيء تواجهه الدعوة في مجتمعنا حيث أننا ربطنا أنشطتنا وأعمالنا بالمال وهذا ليس جيدا أ ن يتعود عليه المجتمع وهو مساعدة لهم بلون آخر من الممارسة التي كانت سائدة عندهم, ولاتنمى فيهم مواهب العطاء في مجالات الدعوة ولنضرب مثالا بإفطار الصائم وغيره من أعمال الخير فلا يوجد مجتمع في نظري إلا ويستطيع أن يكتفي ذاتيا في مثل هذه الأعمال إذا وجه ودرب على ذلك. |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 07-25-2012 الساعة 04:07 PM
|
07-25-2012, 03:50 PM | #68 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
موقف شيوخنا من الدعوة.
والاعتراف بالحق فضيلة فإن الكثير من علماء السوقيين كانوا على قدر كبير من لين الجانب وخفض الجناح أمام الدعاة الشباب عكس الزعامات الصوفية الأخرى في الساحة, وسار قطار الدعوة عندنا على هذا النحو بدون أي تصادم فترة من الزمن لابأس بها,ثم حصل جفاء محدود في الآونة الأخيرة يصعب تصنيفه تحت أي عنوان فهوأقرب إلى(الشخصنة) منه إلى شيء آخر. ويلاحظ أن مشايخنا حاولوا أن يهندسوا طريقة خاصة ويمسكوا العصا من الوسط بحيث يحافظون على الموروث الصوفي مع غض الطرف عن الشباب وفتح الباب أمامهم للاتحاق بالمدارس التي تصنف على أنها سنية وسلفية. وهذا جانب مهم غفل عنه الكثير ممن يتناولون هذا الموضوع, وينسى أن ذلك فتح الباب أمام شبابنا لرفع مستوى الفهم عندهم، وكذلك نسبة المعرفة، وعمق التفكير؛. واقع الدعوة وغياب المرجعية. الدعوة في صحرائنا ومدننا وقرانا لاينقصها غير الرجال, ومن فضل الله علينا وعلى الدعوة أن الشباب مع الدعوة ولا ينقصهم غير المحاضن التربوية التي تربي وتنمي فيهم فكرة الدعوة وتلهب فيهم مشاعل الإيمان . وشبابنا اليوم احوج الى الشيخ الداعية والداعية الشيخ الذي يربي بصغار العلم قبل كبارها مع كرم النفس، وسعة الصدر، وعظم الصبر، متمكناً في قرآنه ، راسخاً في إيمانه داعية في سلوكه، أسوة في عمله وفي منطوقه، يحمل هموم مهمته، ويفهم واقع أمته حتى تتفتق الأذهان بين يديه وتنطلق الألسنة على مسمعيه وتكتب الحروف بين ناظريه. والدعوة اليوم هي أحوج ماتكون إلى من يقود سفينتها بأفعاله وسلوكه قبل خطابه ومقاله ولو تأملنا في كتاب الله تعالى لوجدنا فيه إناطة النصر للمؤمنين بما يتصفون به في ذواتهم وما يفعلونه لا بمجرد ما يقولونه للناس. ويمكن القول أيضا أن وعد الله بالاستخلاف للمؤمنين لن يكون إلا لمن تحلى بالإخلاص الخالص لله تعالى حيث يتخلى المؤمنون حملة الدعوة عن حظ نفوسهم لمصلحة الدعوة، و يقدمون ما يحبه الله على ما تحبه قلوبهم وتهواه، ويقدمون أمر الله تعالى على أمرهم. قال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئا( وهذا تمكين مشروط بشرط الأعمال السابقة. وأما التمكين الثاني فإنه منة من الباري سبحانه (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ). ونحن في هذه الفترة في أمس الحاجة إلى الأمور التالية قبل أن ندعو بهاغيرنا: 1- أن نحقق في أنفسنا ما نريد أن نحققه في الآخرين، فنتعهدها بالرعاية ونؤطرها على السلوك الطيب، وتحري الصدق في المواقف، والإخلاص في النية، ونحاكم أنفسنا إلى القيم والمبادئ التي ندعو إليها اولا قبل أن نطالب المدعوين بها وأعجبني قول أحدهم ( إذا كانت الأفكار هي الماء الذي يروي ويحيي، فإن حاملها هو الإناء الذي يحوي، لذلك يجب أن يحافظ عليه نظيفًا حتى يبقى ما في داخله نقيًا صافيًا). 2- أن نلزم أنفسنا و أن نقترب ما أمكن من منطق الشاطبي في موافقاته مع اقتباس من جرأة ابن حزم في محلاه متجنبًين غرائبه وغاراته على مخالفيه... ونستنير من احتياطات ابن حجر في فتحه، ومن ترددات النووي بين التهيب وإحداث قول جديد في مجموعه، مثلما نساير ونماشي توسيعات ابن تيمية في فتاواه, وحكمة ابن باز مع مخالفيه. 3- كما قال ابن القيم رحمه الله: "..فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ورد ما قالوه من الباطل، ومن فتح الله له هذا الطريق فقد فتح له من العلم والدين كل باب، ويسَّر عليه من الأسباب. 4- توفر مناخ تربوي يفسح المجال لنمو شخصية أفراد العمل الدعوي فأفكار دعاتنا لاتنمو فتطرح نفس التي طرحت من قبل ولا يوجد تجديد في الخطاب ولا تحديث لأسلوب العمل بل يجري إعادة تكرار ما سبق طرحه وصار مألوفا معروفا. |
|
07-26-2012, 02:01 AM | #69 | |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: فصول من حياتي
اقتباس:
|
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|