|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
رثاء الأندلس
قصيدة
ابي البقاء في رثاء الأندلس لكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصـانُ.....فلا يُغرُّ بطيـب العيـش إنسـانُ هي الأمـورُ كمـا شاهدتهـا دُولٌ...مَن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتـهُ أزمـانُ وهذه الدار لا تُبقـي علـى أحـد....ولا يدوم على حـالٍ لهـا شـان يُمزق الدهر حتمًـا كـل سابغـةٍ...إذا نبـت مشْرفيّـاتٌ وخُرصـانُ وينتضي كلّ سيـف للفنـاء ولـوْ....كان ابنَ ذي يزَن والغمـدَ غُمـدان أين الملوك ذَوو التيجان من يمـنٍ....وأيـن منهـم أكاليـلٌ وتيجـانُ ؟ وأين مـا شـاده شـدَّادُ فـي إرمٍ.....وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟ وأين ما حازه قارون مـن ذهـب...وأيـن عـادٌ وشـدادٌ وقحطـانُ ؟ أتى على الكُل أمـر لا مَـرد لـه.....حتى قَضَوا فكأن القوم مـا كانـوا وصار ما كان من مُلك ومن مَلِـك...كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ دارَ الزّمانُ علـى (دارا) وقاتِلِـه...وأمَّ كسـرى فمـا آواه إيــوانُ كأنما الصَّعب لم يسْهُل لـه سبـبُ...يومًـا ولا مَلـكَ الدُنيـا سُليمـانُ فجائـعُ الدهـر أنـواعٌ مُنوَّعـة.....وللزمـان مـسـرّاتٌ وأحــزانُ وللحـوادث سُـلـوان يسهلـهـا....وما لما حـلّ بالإسـلام سُلـوانُ دهى الجزيرة أمرٌ لا عـزاءَ لـه....هـوى لـه أُحـدٌ وانهـدْ ثهـلانُ أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ.....حتى خَلت منـه أقطـارٌ وبُلـدانُ فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيـةً).....وأينَ (شاطبـةٌ) أمْ أيـنَ (جَيَّـانُ) وأين (قُرطبـة)ٌ دارُ العلـوم فكـم.....من عالمٍ قد سما فيهـا لـه شـانُ وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ.....ونهرهُا العَـذبُ فيـاضٌ ومـلآنُ قواعدٌ كـنَّ أركـانَ البـلاد فمـا......عسى البقاءُ إذا لـم تبـقَ أركـانُ تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ;أسفٍ....كما بكى لفـراق الإلـفِ هيمـانُ على ديار مـن الإسـلام خاليـة.....قد أقفرت ولهـا بالكفـر عُمـرانُ حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما......فيهـنَّ إلا نواقـيـسٌ وصُلـبـانُ حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ......حتى المنابرُ ترثي وهـي عيـدانُ يا غافلاً وله في الدهـرِ موعظـةٌ.....إن كنت في سِنَةٍ فالدهـرُ يقظـانُ وماشيًـا مرحًـا يلهيـه موطنـهُ.......أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطـانُ ؟ تلك المصيبةُ أنسـتْ مـا تقدمهـا......وما لها مع طولَ الدهـرِ نسيـانُ يا راكبين عتاق الخيـلِ ضامـرةً.....كأنها في مجـال السبـقِ عقبـانُ وحاملين سيُـوفَ الهنـدِ مرهفـةُ.....كأنها فـي ظـلام النقـع نيـرانُ وراتعين وراء البحـر فـي دعـةٍ.....لهـم بأوطانهـم عـزٌّ وسلطـانُ أعندكـم نبـأ مـن أهـل أندلـسٍ.....فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبـانُ ؟ كم يستغيث بنا المستضعفون وهـم.....قتلى وأسرى فما يهتـز إنسـان ؟ ماذا التقاُطع فـي الإسـلام بينكـمُو.......وأنتـمْ يـا عبـادَ الله إخــوانُ ؟ ألا نفـوسٌ أبَّيـاتٌ لـهـا هـمـمٌ....أما على الخيرِ أنصـارٌ وأعـوانُ يا مـن لذلـةِ قـومٍ بعـدَ عزِّهـمُ.....أحـال حالهـمْ جـورُ وطُغيـانُ بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهـم......واليومَ هم في بلاد الكفـرِّ عُبـدانُ فلو تراهم حيـارى لا دليـل لهـم.......عليهمُ مـن ثيـابِ الـذلِ ألـوانُ ولو رأيـتَ بكاهُـم عنـدَ بيعهـمُ....لهالكَ الأمرُ واستهوتـكَ أحـزانُ يـا ربَّ أمّ وطفـلٍ حيـلَ بينهمـا.....كمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبــدانُ وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت....كأنمـا هـي ياقـوتٌ ومـرجـانُ يقودُها العلـجُ للمكـروه مكرهـةً.....والعيـنُ باكيـةُ والقلـبُ حيـرانُ لمثل هذا يبكي القلـبُ مـن كمـدٍ......إن كان في القلبِ إسـلامٌ وإيمـانُ
سوقي وأعتز شامخ الراس مايهنز أشوف المدينه ويضيع قلبي ويفز
|
12-01-2010, 08:52 PM | #2 | |||||||||
مراقب القسم الإسلامي
|
رد: رثاء الأندلس
لمثل هذا يذوب القلـبُ مـن كمـدٍ......إن كان في القلبِ إسـلامٌ وإيمـانُ
بارك الله فيك يا ابن المدينة على هذه المرثية المبكية التي ﻻ يمكن أن يقرأها مسلم إﻻ اغرورقت عيناه بالدموع - وهذا ما عهدته منذ أول سماعي لها قبل ما يقرب من أربعين سنة، وكيف ﻻ تكون كذلك ، وهي رثاء وطن، وأي وطن ؟ إنه اﻷندلس ، وإنك لتتحرق أسى عند تتذكر قرطبة فتمر عليك تلك اﻷعلام التي كانت محلقة هناك ، كالقرطبي صاحب الجامع ﻷحكام القرآن، وشيخه صاحب المفهم بشرح صحيح مسلم، وابن رشد الجد صاحب البيان والتحصيل ، والمقدمات، والفتاوى ، وحفيده الفقيه اﻷصولي صاحب بداية المجتهد ، الطبيب، الفيلسوف ، والشاطبي صاحب اﻻعتصام والموافقات وغيرها ، والشاطبي صاحب الشاطبية في القراءات .وغيرهم، وغيرهم من اﻷيمة الفقهاء والمفسرين واﻷطباء واﻷدباء والفلاسفة، و...و...و... أسأل الله أن يعيدها إلى المسلمين مرة أخرى. آمين. |
|||||||||
l |
12-05-2010, 10:17 PM | #4 | |||||||||
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: رثاء الأندلس
إختيار موفق وقصيدة دامية ورائعة وواقع الأمة اليوم أشبه إلى واقع دول الطوائف في الأندلس نسأل الله أن يبرم لهذه الأمة أمر رشدها وأن يجعلها خير الأمم .
|
|||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|