|
المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
النصل الصرم في وجوب الاستمساك بالمعاضّة على طرفي حبل صـــلة الرحم
سمط الجمانات المسمى: النصل الصرم في وجوب الاستمساك بالمعاضّة على طرفي حبل صـــلة الرحم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الكريم البر الحميد اللطيف، حمداً يوالي نعمه ويسدر مزيد آلاء جوده الفياض المتبرك بذكره من أنعم عليه بالمقام الشريف،: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ. حمد المقر بما اقترفه من الخطايا الثقال إقرار من يرجو رحمة ربه يوم يخشى حسابه الآثم والمأجور. سبحانك اللهم وبحمدك وتعالى جدك ولا إله غيرك فلطف بعبدك أسير ذنبه بين من رحمته ومننت بهم، متيمناً لهجاً بذكر حمدك رجاء أن تنالني بركاته يوم نوعّظ بقولك:{وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}. مصلياً ومسلماً على من اصطفيته ـ أحمد ـ وأكرمته ـ محمداً ـ بقولك: (قُل إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً). صلاة تترى وسلاماً تلو صلاة أخرى مسبكة آله الأطهار وصحبه الأخيار المهاجرين الأنصار المنهمر برهم كرما. غيث الفضل الوابل العميم، خير من مدّ إليه الإحسان يد الندى الندي الكريم. براعة الاستهلال: معشر الفصحاء، اللسن البلغاء، دعوني أقول مستعيراً على سنة من قال:أسرب القطا هل من يعير جناحه..فادعوا لي اليعقوبي اللغوي فهو من أرباب لسان العرب قديماً وحديثاً أعني فرسانه وفصاحه. ادعوا لي اليعقوبي اللغوي ليعير للأسدي المخضرم لسان الفصاحة، فهو ممن ورث حسان بلاغة حسان بن ثابت ، المنقب بمنقبة: وروح القدس معك. الثابتة الظاهرة الفضل بهم صراحة. فـ" إيه .... لا يفضض الله فاك " . أيها اليعقوبي الأديب: قفا نبك ... ليلة ليلى اللـيليات ولا سيــــما يوم بــدارة جـلل تصــدّ وتبدي عن أسيل وتـتقي بنـــاظرة من حش وجرة مطـفل الحق يقال: إن صرف ما لا ينصرف ليس بممتنع على الإطلاق. من ذلك لطف صرف النظر عن المليحة المستعار عنها استشعارها المبدى في تخوفها المفرط خاصة ساعة أن طفقت تدعو مرة بالاستعاذة وتارة تذكرني بالموعظة الحسنة، وحيناً آخر تتلو بلسان الحال، قول مريم ـ عليها السلام ـ حين: {قالت إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا}. فلما لهجت بالمواعظ الحسان، والاستعاذات بالمعيذ الكريم الرحمن، ألهمت أن أتلو لها ـ إيناساً إياها من الهلع على وجه الازدواجية في العظة ـ قول يوسف ـ عليه السلام: ((مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)) معيداً لصواحبات يوسف أمنهن ـ إن شاء الله ـ اللهم إلاّ من وقع لي منهن ماضي : فانكحوهن بإذن أهلهن ـ على سنن هدي يوسفهن ـ عليه السلام ـ، جارياً مني ذلك جري المثل المشهور: التاريخ يعيد نفسه. وهو هنا على غير من هو له، وتلك من الموافقات الظراف. فما بالك أيها اليعقوبي الأديب بالطاهرات الصالحات الغافلات الممنوع صرف الواحدة من هن إلى غير الحسنى بألفات التقوى المقصور فقلت في ذلك مضمناً بيتهن تي اللمحة، ومختلساً فصها من صاحب الملحة: هنّ وليــلى فــرتنا مع هرّ قولي: كفيت المســلمات شرّ وأعوذ بك يا ربي من المنفوسات النفيسات الأمارات بالسوء: {وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين} ديباجة الهلال: أيها اليعقوبي المتفضل بدرر نفائس النصائح:{لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}. عوجا على الطلل المحيل (لعلنا) نبكي الديار كما بكى ابن حَذام وما حبّ الديار شغفن قلبي ولكن حبّ من سكـن الديارا أيها اليعقوبي أخي الشقيق النصائح:{إن في تذكر عرصات يوم القيامة لشغلاً عن مسلسلات الهوى ولغو اللهو، يوم يسعد بقول الباري جلّ في علاه: ونهى النفس عن الهوى. فَأَقْصَرْتُ عَنْ ذِكْرِ الغَوَاني بِتَــوْبَةٍ ... إِلى اللهِ مِنِّي لا يُـنَادَى وَلِيدُها لـ : يوم يفر المرء من أخيه.... يوم يفوز من وصلته صلات شؤبوب الرحمات، فعلى مسها بسوء تسكب العبرات، وقتل النفس البريئة بالتحسر بعد الزفرات: أورد الإمام القرطبي ـ رحمه الرحمن ـ ما يلي تلخيصه في عظم أمر صلة الرحم: ********- وآت ذا القربى حقه (3) " يعنى صلته. وإنما خص ذا القربى لان حقوقهم أوكد وصلتهم أوجب، لتأكيد حق الرحم التى اشتق الله اسمها من اسمه، وجعل صلتها من صلته، فقال في الصحيح: " أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك. *******- في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذاك لك - ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - اقرءوا إن شئتم " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم. وقال قتادة وغيره: معنى الآية فلعلكم، أو يخاف عليكم، إن أعرضتم عن الايمان أن تعودوا إلى الفساد في الارض لسفك الدماء. قال قتادة: كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله تعالى ! ألم يسفكوا الدماء الحرام ويقطعوا الارحام وعصوا الرحمن. فالرحم على هذا رحم دين الاسلام والايمان، التي قد سماها الله إخوة بقوله تعالى: " إنما المؤمنون إخوة " . *******- وبالجملة فالرحم على وجهين: عامة وخاصة، فالعامة رحم الدين، ويجب مواصلتها بملازمة الايمان والمحبة لاهله ونصرتهم، والنصيحة وترك مضارتهم والعدل بينهم، والنصفة في معاملتهم والقيام بحقوقهم الواجبة، كتمريض المرضى وحقوق الموتى من غسلهم والصلاة عليهم ودفنهم، وغير ذلك من [ الحقوق ] المترتبة لهم. ******* - وأما الرحم الخاصة وهي رحم القرابة من طرفي الرجل أبيه وأمه، فتجب لهم الحقوق الخاصة وزيادة، كالنفقة وتفقد أحوالهم. وترك التغافل عن تعاهدهم في أوقات ضروراتهم، وتتأكد في حقهم حقوق الرحم العامة، حتى إذا تزاحمت الحقوق بدئ بالاقرب فالاقرب. وقال بعض أهل العلم: إن الرحم التي تجب صلتها هي كل رحم محرم. وقيل: بل هذا في كل رحم ممن ينطلق عليه ذلك من ذوي الارحام في المواريث، محرما كان أو غير محرم. ********- والصواب أن كل ما يشمله ويعمه الرحم تجب صلته على كل حال، قربة ودينية، على ما ذكرناه أولا والله أعلم. وقد روى أبو داود الطيالسي في مسنده قال: حدثنا شعبة قال أخبرني محمد بن عبد الجبار قال سمعت محمد بن كعب القرظي يحدث عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [ إن للرحم لسانا يوم القيامة تحت العرش يقول يا رب قطعت يا رب ظلمت يا رب أسئ إلي فيجيبها ربها ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ]. وفي صحيح مسلم عن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[ لا يدخل الجنة قاطع]. قال ابن أبي عمر قال سفيان: يعني قاطع رحم. ورواه البخاري. *******- وقوله: [ قامت الرحم فقالت ] يحمل على أحد وجهين: أحدهما - أن يكون الله تعالى أقام من يتكلم عن الرحم من الملائكة فيقول ذلك، وكأنه وكل بهذه العبادة من يناضل عنها ويكتب ثواب من وصلها ووزر من قطعها، كما وكل الله بسائر الأعمال كراما كاتبين، وبمشاهدة أوقات الصلوات ملائكة متعاقبين. فكأنه قال: لو كانت الرحم ممن يعقل ويتكلم لقالت هذا الكلام، كما قال تعالى: " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله - ثم قال - وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ". *******- وقوله: [ فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة ] مقصود هذا الكلام الإخبار بتأكد أمر صلة الرحم، وأن الله سبحانه قد نزلها بمنزلة من استجار به فأجاره، وأدخله في ذمته وخفارته (2) وإذا كان كذلك فجار الله غير مخذول وعهده غير منقوض. ولذلك قال مخاطبا للرحم: [ أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ]. وهذا كما قال عليه السلام: [ ومن صلى الصبح فهو في ذمة الله تعالى فلا يطلبنكم الله من ذمته بشئ فإنه من يطلبه بذمته بشئ يدركه ثم يكبه في النار على وجهه.....] هنا انتهى مجمل كلام الإمام القرطبي الغالي النفيس حول وجوب بر صلة الرحم، وفضلها نقلاً وعقلاً. باب قول الله ذي الإكرام والجلال: بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب المبين* إنا أنزلناه قراناً عربياً لعلكم تعقلون*نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ*إذ قال يوسف لأبيه يا أبتي إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين؛ قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين) إلى آخر هذه السورة الكريمة. بسم من لا يجوز طلب العون إلاّ منه خاصة في الأمر المدلهم وهو المعين المستعان، ذو المنن الصافية الضافية الحسان، اللهم علمني التأويل وفقهني في الدين، لا لحول ولا قوة إلاّ بك يا كريم يا بر يا متين. اللهم لا سهل إلاّ ما جعلته سهلاَ، لا رادّ لفضلك و لا معقب لقضائك مجري سحائب الجود والإحسان على من شئت من عبادك عدلاً وفضلا، يا ربي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين فأهلك، فلا تحرمني من برك وفضلك، أنت حسبي وكفى نعم المولى النصير، العلي القدير السميع البصير، أنت كما أثنيت على نفسك لا نحصي ثناء عليك. أيها اليعقوبي الأديب الأريب المتذوق لطائف ودقائق آراء الأندلسيين ـ في التفسير ـ والقراطبة، خذها عن طريق رواة قواميس تفاسير الأسديين أهل سوق أسواق المغاربة. قائلاً بعد: وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب. توطئة السحر الحلال:[/ إن سورة يوسف ـ عليه السلام ـ اشتملت على عظات وعبر، ابتداءً من قوله جلّ شأنه: الر تلك آيات الكتاب المبين* إنا أنزلناه قراناً عربياً لعلكم تعقلون* إلى قوله سبحانه وهو العليم الخبير: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ* قلت: هذه السورة العظيمة النفحات الربانية، الجليلة الأحاديث الإيمانية، الجميلة السماحة بين إخوان الصفاء، أهل البر والإحسان والوفاء، صدق الله العظيم، عالم غيب السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى الحكيم العليم، القائل: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ* قصص وأي قصص؟ هي قصص الوحي المبين، أكرمت به هذه الأمة وأي أمة؟ هي خير أمة أخرجت للناس أمة المصطفى الكريم! قصص حق! وفضل! وبر! وكرم! وسماحة! واتساء! وقدوة في الإحسان! وصلة بالأرحام! ومنن من الله الرحمن! وعطاء سخي! وهبات حسان! نزل بها الروح الأمين. قصص وقعت بين جبال من جبال الرحمة، صالحين مصلحين خيار الأمة، أنبياء أبناء أنبياء أحفاد أبي الأنبياء أكرم بهم سلسلة بين سلاسل البشر صدقاً وعدلا، ثم أكرم بهم أباً وأجلهم جداً وأفضلهم أصلا عقب المكارم إحساناً وفضلاً. أيها اليعقوبي اللغوي خلاصة الخلاصات ـ باب فضل القيد: الشرط يغني.....الخ. إنني بين يدي قصص هذه السورة الكريمة سائر على نهج عرض السوانح واللطائف لا غير عقلاً لا نقلاً، إذ التفاسير المعتمدة المعتبرة ذاخرة بذلك دقه وجله فتناوله في معرض الاستمتاع بنسيم الصبا لون حسن نفلا. إذ تالله إن في معانقة بنات الأفكار من اللذة العظمى لفي شغل شاغل من التعلق بغواني الثيبات والأبكار. فنهجي في تناولي لطائف قصص هذه السورة العظيمة، ما يلي: *- جني ثمار الآيات التي تركزت على الأحداث التي جرت بين يوسف وإخوته ـ عليهم ـ السلام ـ بصفة خاصة. *- استشمام زهور معاني الآيات التي خرج بها نظم السياق الكريم إلى لون آخر جميل كأحداث ما جرى ليوسف من الخادم إلى الملك العزيز ـ عليه السلام. *- ترصيع دلالات الآيات ذات الأشباه والنظائر، كقوله تعالى حكاية عنهم: {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (78) سورة يوسف. بقوله تعالى حكاية عنهم أيضاً: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ } (يوسف-88). *- جمع الآيات ذات المعاني المتناثرة الفوائد، كقوله تعالى حكاية عنهم: {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} (15) سورة يوسف. من هذه الآية الكريمة إلى آية: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} (20) سورة يوسف. كذا في معرض نظم لطائفها.... *- تصدير آيات القصص الحسنى، بل أحسن القصص، بعنوان: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى. بعد تقييدها بلمعة من اللمع، مبتدءاً بحمد الله العظيم المن بين يدي لطائف هذه القصص البالغة الغاية في الحسن، قائلاً: اللمعة الأولى: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ} (7) سورة يوسف { هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ }. نعم ، إنه لحق ما في قصة يوسف وإخوته ـ عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ من دلائل الحق مجموعة من الأسئلة الربانية المتنوعة، المأخوذة لطائف مجملاتها من قول العليم الخبير: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (111) سورة يوسف. أيها اليعقوبي اللغوي، لقد تأملت مشاهير التفاسير من تفسير ابن عباس،.... فالطبري،.....والبغوي،.....ثم ابن كثير،.....بعد المحرر الوجيز، فما وقفت على ما يأتيك من لطائف تفسير قصة يوسف وإخوته ـ عليهم السلام ـ إلاّ في قطعة من نسخة ديوان تفاسير بني أسد لقصة يوسف في كتاب الله العزيز. ذلك من فضل ربي وحده لا شريك له. فانظر تفسير قوله تعالى: ((لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ ......)) مفسرة بقوله سبحانه: ((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ .....)) الآنفة الذكر، فالآية المفسِّرة تناولت المفسَّرة ـ حسب ما توصلت إليه مما منّ الله علينا من مشاركة المفسرين مما يجري مجرى السوانح واللطائف ـ والله ذو الفضل العظيم ـ هو المسئول أن يجعلها خالصاً لوجهه الكريم، وأن يتقبلها بقبول حسن. قائلاً حسب ما تيسر إدراكه في تلك الآية: 1- الاتعاظ والاعتبار عند ذوي البصيرة بما جرى فيها من الأحداث التارخية ذات الفوائد الإيمانية والدينية، والأخوية، والاجتماعية، والخلقية العظام. 2- تحقق وقوعها على وجه خطئهم على أخيهم يوسف بصفة خاصة، وأخيه بنيام ـ أخيهم أباً بصفة عامة، بعد خطئهم على أبيهم ـ يعقوب ـ بهما بوجه عام ـ عليهم أفضل الصلاة والسلام. 3- تصديق جانب رسالة الصادق المصدوق نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقصتهم لأنه ما كان يعلمها من قبل أن ينزل الوحي بها كبرهان مبين على منكري الرسالة الخالدة رسالة خاتم النبيين والمرسلين على وجه إقامة الحجة على أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين ما زالت أجيالهم تقرأ من كتبهم السماوية شيئاً من قصة يوسف مما لا يعلمه إلاّ أحبارهم، أو ممن أخذها عنهم، من لدن زمن يوسف وإخوته إلى زمن رسالة نبينا عليهم وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. 4- حسن جانب سرد القصص بما وقع فيها من الأحداث على وجه التفصيل لأنه أدعى للاعتبار بما فيها من المعاني الجليلة الجسام. 5- بواعث الرشاد والهدى لمن ألقى السمع، أو هو شهيد. 6- نفحات الرحمات للمصدق المؤمن بأن ما يجري من الخلق من أحوال الكمال الظاهر ومن قصر عنه الكمال من ذوي الفضل الظاهر كلها جارية مجرى الحكمة البالغة، ذلك تقدير العزيز العليم. اللمعة الثانية: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} (4) سورة يوسف. 1- قلت: إن الله جعل للمسببات أسباباً جهلت، أو علمت، مستأنساً بقوله سبحانه: { وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا}. وذلك أن سبب هذا الحدث التاريخي العظيم الذي تناوله القرآن بالتفصيل والمتابعة لأجل أهمية عبره في سورة خصيصة بجل أحسن القصص ـ قصة يوسف وإخوته عليهم السلام. 2- خطورة مآل الأسباب إن سعي في تطبيقها، خيراً كانت أو شراً، إذ هذه القصة الكريمة سببها هو مجرد معنى المنافسة في الأفضلية التي قد تؤدي إلى أمور غير محمودة العواقب إن وقع الفضل للغير ـ إلاّ من رحم الله ـ فلذا جاءت هذه الآية الكريمة التي تحمل معنى من معاني الفضل وهو سجود الكواكب الأحد عشر ليوسف دون إخوته. قلت: هذه اللطيفة مأخوذ تفسيرها من آية: {قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (5) سورة يوسف. 3- تنبيه المفضَّل والمفضّّل عليه بأن أمر الله مفعول لا محالة، إذن فلا بدّ من الرضا بمشيئة الله النافذة تسليماً لقضاء الله وحباً لأخيك ما قدر له في سابق علم الله تعالى من الفضل، كما جرى على وجه البشارة ليوسف مما سيقع له قبل أن يقع المفسرَّ بقوله سبحانه: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (6) سورة يوسف. اللمعة الثالثة: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} (8) سورة يوسف. 1- عظم خطورة ملاحظة فضائل الغير من غير غبطه بها الذي يدعو إلى التنافس في الخيرات: وصدق الله إذ بقول عن مثل ما يورث فضله:{وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}. وذلك ليحظى كل من الغابط والمغبوط به بفضل الله الواسع، والله ذو الفضل العظيم. 2- خطورة تجريم الأبرياء بما هم منه براء إضافة إلى خطأ أساس مبنى التهم، لأن يوسف وأخاه ليس عليهما ما يوجب ملاحظة إخوتهم عليهما في تفضيل أبيهم لهما لو وقع المستحيل في حق نبي الله يعقوب ـ عليه وعليهم السلام. 3- الداء العضال، وهو مواطأة الفضلاء على أمر لا يليق بأهل الفضل، بل أي مواطأة على غير أمر رشد من أي جماعة مستهجنة غاية الاستهجان، كما حكى الله تعالى عن لوط ـ عليه السلام ـ في اجتماع أمر قومه على غير هدى، فقال لهم مقالته: {أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ }. اللمعة الرابعة: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} (9) سورة يوسف. 1- ضرورة ضبط النفس في محاولة سوء التخلص ممن في مقام الغبطة في أي أمر عظيم جسيم فضلاً عما لا يستحق أن يكون سبباً أصلاً لضعف اعتباراته نقلاً وعقلاً. 2- معاقبة المتجاوز سنن الهدى إلى أي أمر غير محمود بنقيض المقصد على وجه الحرمان، لأن أباهم يعقوب ـ عليه وعليهم السلام ـ شغله حنان الابن المفقود عن طيب الحياة والسعادة معهم كما تضمنته عدة آيات منها، قوله سبحانه حكاية ما آل إليهم حالهم مع أبيهم، من قولهم: {قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} (85) سورة يوسف 3- عظم التحايل على وسائل المآثم تطاوعاً للنفس الأمارة بالسوء في تحقيقها، رجاء الرجوع إلى سبل الهدى والرشاد، بعد وقوع الأمرـ والعياذ بالله. اللمعة الخامسة: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} (10) سورة يوسف 1- محاسن آثار الأمر بالمعروف بين الإخوة، خاصة في الأمر الجلل مهما بلغ التواطؤ فيه على غير سبل السلام. 2- لطافة التماس بيان البدائل للحيلولة دون الوقوع في أنكر المنكرات إلى منكر أقل منه في عظم الإثمية، أو إلى منكر محض، خاصة إذا جرى ذكر البديل على شيء من محاسن دقائق التعليل. اللمعة السادسة: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ} (11) سورة يوسف 1- أهمية استشعار خطورة تسهيل وسائل التمكين عند الهم بأمر منكر شرعاً نقلاً وعقلاً، لا سيما من يتسم بالصلاح والإصلاح على وجه النصح. 2- من ذلك قولهم: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (12) سورة يوسف. 3- ونحو ذلك ما جرى به جوابهم لأبيهم في قوله لهم: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ* وقولهم له: قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ} (14) سورة يوسف اللمعة السابعة: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} (15) سورة يوسف من هذه الآية الكريمة إلى آية: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} (20) سورة يوسف. 1- في هذه الآيات العظيمات جرت أحداث القصة بالفعل كما قال الشاعر: كــــلّ الحوادث مبدأها من النَّظر ومـــعظم النار من مستصغَرِ الشَّرر أي تنشأ أي فتنة أحياناً من لا شيء إلى الشيء بل إلى عظام الأشياء ـ والعياذ بالله. 3- وفي مثل هذه الحوادث يصل من فضلّ على غيره بفضل من الله إلى الدرجات الرفيعة، كما حكاه الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (21) سورة يوسف هذا إذا لم يكن ـ لمن هو في مقام الغبطة ـ يد في تلك الفتنة، إذ الأمر كما قال الله تعالى: { وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} (43) سورة فاطر اللمعة الثامنة: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (21) سورة يوسف من هذه الآية إلى قبيل آية: {وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (57) سورة يوسف. فهي آيات تناولت مجمل ما يلي: 1- فضل الله العظيم على نبي الله يوسف ـ عليه السلام. 2- ابتلاء امرأة العزيز به 3- محنته بالسجن تخلصاً من ابتلاء نساء مصر به، وفراراً من كيدهن. 4- قيامه بأمر الدعوة إلى الله بين المساجين. 5- ظهور نعمة الله عليه بالبراعة في علم تأويل الرؤى. 6- إعلان نساء مصر براءة يوسف ـ عليه السلام ـ مما اتهم به من قبل امرأة العزيز وصواحباتها. 7- تربعه على عرش ملك العدل والفضل لأهل مصر قاطبة من غلام خادم سجين إلى ملك كريم عزيز حفيظ عليم. كما قص الله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (56) سورة يوسف. [/size][/size]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
آخر تعديل السوقي الأسدي يوم
03-21-2009 في 10:33 PM.
|
03-21-2009, 10:02 PM | #2 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
اللمعة التاسعة: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ} (58) سورة يوسف
1- سنة من بيده ملكوت السماوات والأرض على من قدرت له ـ في سابق علمه سبحانه ـ الفضائل العظام، جارية جري الجواري المنشآت في البحر كالأعلام. وصدق الله إذ يقول قبل أن تأتي الفضائل بالفعل على من هي له ـ يوسف عليه السلام: وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. 2- عظة واعتبار لكل من تعرض لهمزة من همزات الشيطان تجاه من في مقام الغبطة به أن يتقي الله تعالى بالكف عن تعرضه بسوء، إذ الرياح أحياناً تجري بما لا تشتهيه السفن. هذا يوسف في مقام كريم مقام الملك العزيز، وإخوته بين يديه في جملة من الناس يعرف أنهم هم إخوته، ((وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ)) لا يعلمون أنهم بين يدي من: ((شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ)). بدليل قوله تعالى عنهم في معرض التجليات: {قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ} (90) سورة يوسف ففعلاً صدق الشاعر حين قال: أخا أخاك إن من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح اللمعة العاشرة: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ} (59) سورة يوسف 1- معنى لطيف من معاني الجزاء من جنس العمل، لأن إخوة يوسف ـ عليه وعليهم السلام ـ لما أرادوا به ما جرت عليه أحداث القدر، استعملوا شيئاً من لطائف الحيل مع أبيهم ـ عليهم السلام ـ ليمكنهم به، قائلين:{يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ} (11) سورة يوسف. 2- حسن صيغ حيل المقاصد الحسنة من غيرها، وحسن البرهنة لها بشواهد الحق، كما ظهر بقول وفعل جلي من يوسف ـ عليه وعلى إخوته السلام، في قوله تعالى حكاية عن يوسف ـ عليه السلام ـ قائلاً: {ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ} (59) سورة يوسف. 3- من ذلك قوله لهم على وجه الازدواجية، لما مضى أن قاموا به سابقاً من لطافة التعليلات لأبيهم التي تمكنهم من يوسف، فيوسف أيضاً نهج خير منهج في التعليلات التي ستمكنه لاحقاً بالإحسان إليهم ـ عليهم السلام ـ قائلاً: {فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ} (60) سورة يوسف. اللمعة الحادية عشر: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ} (61) سورة يوسف من هذه الآية الكريمة إلى آية: {وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } (68) سورة يوسف تناولت الآيات الكريمات مجملات ما يلي: 1- ردّه إليهم أثمان بضاعتهم في وعائهم تفضلاً من يوسف ـ عليهم السلام ـ ليقضي الله أمراً كان مفعولاً. 2- عرض إخوة يوسف على أبيهم ما ورد مورد الاحتيال عليهم من أخيهم يوسف ـ عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم ـ من منع الكيل إن لم يأتوا بأخيهم بنيامين. 3- أهمية أسبقية حسن السيرة، والمحافظة عليها، وآثارها الحميدة في العاجل والآجل، والترفع عن كل ما لا يليق بأهل الفضل، وذلك أن يعقوب ـ عليه السلام ـ لما أخبره بنوه إخوة يوسف بمنع الكيل إن لم يأتوا بأخ لهم من أبيهم، واجههم بصريح الماضي عليهم، قائلاً لهم ـ عليهم السلام: {هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ}. 4- آثار الحيل الحميدة ذات المقاصد الشرعية الحسنة. وذلك أن تفضل يوسف ـ عليه السلام ـ برد أثمان بضاعة إخوته في أوعيتهم لهم، نشأ عليه تعليل إخوة يوسف الحسن لأبيهم إقناعاً له بصدق خبرهم وحسن نواياهم لأخيهم بنيامين، كما حكته هذه الآية الكريمة: {وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ} (65) سورة يوسف. 5- خطر العثرات على أهل المقامات الرفيعة، وذلك أن يعقوب ـ عليه السلام ـ لما عرض عليه بنوه تمكينه لهم بأخيهم يوسف ـ بادئ ذي بدء ـ سلم لهم أمره من غير شرط من الشروط، لأنه ما علم من سجلهم إلاّ الحسنى، لكنه في المرة الثانية بعد كبوة الجواد بهم، نهج نهج الحيطة معهم، قائلاً: {لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } (66) سورة يوسف. 6- رحمة الأب على الأبناء العظيمة، وحسن دقائق توجيهات الآباء للأبناء، وإن بلغوا مبلغ الرجال الكمل، لأن يعقوب تنبه لعدد بنيه ـ عليهم السلام ـ الذي قد يوجه أنظار الناس إليهم بمجموعهم، فقال على وجه الشفقة عليهم ورجاء سلامتهم، ما يأتي، باعثاً روح التوكل على الله مع ذلك في نفوسهم، على أن قدر الله لا مرد له لو كان، إلاّ أن اتخاذ الأسباب من الأمور المشروعة، وصدق الله إذ يقول حاكياً ما جرى من توصيات يعقوب لبنيه، قائلاً: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ*وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } (68) سورة يوسف. اللمعة الثانية عشر: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (69) سورة يوسف. 1- عظم شفقة القريب لأقرب الأقارب، وهلم جرّ من الأقرب فالأقرب، وصدق الله إذ يقول: { وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}. 2- جلالة إيناس كل أخ لأخيه بما جهله من أمر قرابته له، ليكون على علم من فيض حنان رحمة الأخوة لمن هو منه إليه من غيرها. 3- حسن تنبيه الأخ بمجريات الأحداث التاريخية المرتقبة في القرابة على وجه لطيف، ليصبر ويتصابر ويتجلد بعدم المشاركة في تأجيجها مأجوراً غير مأزور، كما تمثل في شخصية بنيامين ـ عليه السلام ـ عند ما صرحوا في حقه أمامه مقالتهم: {إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ}. اللمعة الثالثة عشر: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} (70) سورة يوسف. من هذه الآية الكريمة إلى آية: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } (87) سورة يوسف. اشتملت الآيات الكريمات مجملات ما يلي: 1- عود يوسف إلى سلسلة من الحيل الفعلية الحسان التي ستمكنه ـ بإذن الله ـ من بره بأبيه وإخوته الكرام ـ عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ إذ وعن مثل ذلك العود إلى الحيل الحميدة يستحسن قول القائل: والعود أحمد. 2- لطافة حيرة الأبرياء في معرض التهم: {قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ} (71) سورة يوسف. 3- حسن الإبداع خاصة إذا جرى في مجاري الحيل ذات البر الفياض: {قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ} (72) سورة يوسف. 4- أهمية مدافعة التهم المحضية بذكر المرء عن نفسه محاسنه الدالة على براءته، كما في قول إخوة يوسف ـ عليهم السلام: {تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ } (73) سورة يوسف. 5- حسن وجمال تهيئة المرء نفسه للمعاريض الحسان أمام البراهين الساطعة، إذا كان ذا مقصد شرعي عظيم، كما نهجه يوسف مع إخوته ـ عليهم السلام ـ مما هو مجمل في قوله تعالى: {قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ} (74) سورة يوسف. 6- قوة أعراف الناس بينهم في حلّ القضايا المشكلات، وحسن الرجوع إليها، كما يشير إليه قوله تعالى حكاية عنهم: {قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } (75) سورة يوسف 7- جمال خطوات المتحايل الماهر في صناعة الحيل الشرعية الباهرات، كما تشعع في قوله سبحانه حكاية لصنيع نبيه يوسف ـ عليه وعلى إخوته السلام: {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (76) سورة يوسف اللمعة الرابعة عشر: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ} (77) سورة يوسف 1- عسر التخلص إلى القول الحسن في المواقف العسرة، وصدق الله إذ يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (8) سورة المائدة. 2- حسن كظم الغيظ لدى أولي الألباب في مثل هذه المنقبة الكريمة، وشدد يديك بقوله تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}. 3- جمال آثار ضبط النفس في معرض الدفاع عنها مع القريب بأسلوب بديع رصين، ولطافة نيل الكريم من عرض الكريم على وجه ظريف جميل، كما تجلى في قول يوسف لإخوته ـ عليهم السلام ـ كما في قوله:{أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ}. وذلك تعريض لسوء حال مكان إساءتهم تلك ساعة الرد ـ والله أعلم. اللمعة الخامسة عشر: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (78) سورة يوسف. 1- حسن سياسة تخلص الفاضل الكريم المغلوب، بالشفاعة إلى ذكر ألقاب شرف أخيه المكرم بحقيقة ذلك الثناء. 2- جمال عرض البدائل ولو برهن أعزّ ما يملكه الناس وهو الأنفس على سبيل الوفاء بالوعد الكريم الأكيد. 3- أهمية الاعتراف بفضل الغير، إذ الاعتراف بالحق فضيلة. اللمعة السادسة عشر: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالَ مَعَاذَ اللّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّآ إِذًا لَّظَالِمُونَ} (79) سورة يوسف 1- فضل التمسك بما يؤول حسنه على الخاصة والعامة، إذا ساندته المقاصد الشرعية الحسنة. ولو كان ظاهر أمره لغير العالم به مبهماً. 2- عظم تجريم أحد الأبرياء بمظلة قريبه، لأنه ظلم في الحقيق، إذ هو شيء وقريبه شيء آخر في الخير والشر إلاّ أن يكونا فيه سواء نقلاً وعقلاً، وصدق الله إذ يقول: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}. اللمعة السابعة عشر: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ } (80) سورة يوسف. من هذه الآية الكريمة إلى آية: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } (87) سورة يوسف تناولت مجملات ما ملخصه. 1- فضل درجة الكبير على غيره بصفة عامة، والأخ الكبير بصفة خاصة، إذا ادلهمت الأمور. 2- نقل المشاهد على واقعها إذا اقتضى الأمر ذلك، وإن كان الحق خلاف ظاهرها، كما حكى الله عنهم قولهم ـ عليهم السلام: {ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ } (81) سورة يوسف. 3- حسن الاسترسال في معرض التبريرات،كما حكى الله عنهم قولهم ـ عليهم السلام: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} (82) سورة يوسف. 4- قوة أثر العثرة مع جلالة قدر صاحبها، كما حكى الله تعالى عن يعقوب قوله لبنيه ـ عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (83) سورة يوسف. 5- عظم حنان يعقوب لابنه المفقود ـ يوسف عليه السلام ـ وحسن رحمته لبنيه جميعاً كما تصور في هذه الآيات الكريمات، منها قوله تعالى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ*قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ*قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ*يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } (87) سورة يوسف. اللمعة الثامنة عشر: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: { فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ } (يوسف-88). 1- حسن استعمال الأدب في مخاطبة العظماء، والتسامح اللطيف في رفع الحوائج المستعصية توفيرها إلى مقام أهل البر الكريم. 2- لطافة حسن استعمال المصطلحات المدرة استعطاف أهلها بها كما في قولهم: وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ. لكونهم نبهوا من هو عليم بفضل الصدقة على أمثالهم ابتغاء مرضاة الله، خاصة أنهم ساعة أن مسّهم الضر هم من أهلها شرعاً وعرفاً. 3- جمال التوطئة الكريمة بين يدي عرض المطالب الجليلة، كما تجلى في مقام كريم في آية سابقة، وهي قوله تعلى حكاية عنهم: {قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (78) سورة يوسف. 4- قولهم: إنا نراك من المحسنين. توطئة بديعة ظريفة لقولهم هنا في معرض عرض المطالب: يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ. وأحسن بقول القائل في معرض ثناء إخوة يوسف على أخيهم يوسف ـ عليهم السلام: النـاس أكيس من يمدحوا رجـلا مــا لم يروا عنده آثار إحسان والبيت أصدق في مثل شواهد بر يوسف من غيره، خاصة أن أنواع الإحسان التي قام بها يوسف ـ عليه السلام ـ لإخوته من رد الأثمان مع المثمن لهم عزيز نظيره لمن ظاهر أمره أنه مخطئ في حقك، فالإحسان إليه من البر العزيز، كما حكاه الله تعالى عنه، في قوله تعالى: {وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ } (65) سورة يوسف. نتج من مجموع إحسان يوسف إليهم استئناسهم المتمثل منه معنى المثل المشهور: اللبيب بالإشارة يفهم. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-21-2009 الساعة 10:12 PM
|
03-21-2009, 10:03 PM | #3 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
اللمعة التاسعة عشر: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ} (89) سورة يوسف.
1- حسن جلال أدب صاحب الحق حين تدعو الحاجة إلى تعرض ذكره في معرض البيان، لأن يوسف ـ عليه السلام ـ فاتحهم بالاستفهام عن الحدث الذي جرى منهم له ـ عليهم السلام. 2- فضل جمال التعليل الصارف قصد تعمد التجاوز الصادر من أهل مقامات الفضل، حين الرجوع إلى مائدة الفضل والإحسان بين المتجاوِز والمتجاوَز عليه. اللمعة الموفية العشرين: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (90) سورة يوسف. 1- في هذه الآية أصل لطيف للمثل المشهور، وهو قولهم: كاد المريب أن يقول خذوني. 2- حسن التفضل بإشارات الرضا والسرور للمحاكم المتجاوز عنه، لإسكان روعه، في معرض المآخذ الأخوية المتجلي في قول يوسف ـ عليه السلام: ((قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي)) لكون عرض ذكره لهم فيه بشارة لهم من مكان بعيد دقيق عن سلامته، لما تعرض له بنيامين من تهمة السرقة ساعة تسلمهم أمره للملك راجعين إلى وطنهم الرجوع الذي قالوا فيه عنه: {يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ } (81) سورة يوسف. 3- عظم فضل الله للذين اتقوا وصبروا ابتغاء مرضاة الله تعالى: إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ. اللمعة الحادية والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ} (91) سورة يوسف. 1- حسن التهرب إلى الاعتراف بتأكيد الفضل لأهله حين تعرض الموازين لمجازات أهل البر والإحسان بالإقرار بها الإقرار الصادق. 2- جمال التصريح بالألفاظ المصطلح بها لنوع المجاوزة: وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ. اللمعة الثانية والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (92) سورة يوسف. 1- فضل مقابلة المتجاوز المصرح بالفضل لأهله، بجر ذيل الإحسان إليه بالعفو الأكيد والصفح الحميد: لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ... 2- حسن نشر حلل المحاسن عنه المؤيدة بالدعاء لكل من تجاوز على أخيه أن يدعو له بالمغفرة والرحمة: الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. اللمعة الثالثة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} (93) سورة يوسف. 1- جمال تذييل الإحسان والبر إلى أقرب الأقارب في الرحم وآكدهم الأحياء عطاء غير مجذوذ. 2- فضل مواصلة الإحسان والبر من المتجاوز عليه إلى المتجاوز مبالغة في إصلاح ذات البين ـ جعلنا الله ممن : {يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ} (21) سورة الرعد. اللمعة الثالثة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ} (94) سورة يوسف. في هذه الآية معنى دقيق من معاني عظم فضل صلة الرحم بإصلاح ذات البين الصادق ابتغاء مرضاة الله والدار الآخرة. وذلك أن يعقوب عليه السلام توالت مواصلة أبنائه به وبأخيهم يوسف ـ عليهم السلام ـ غير ما مرة، ومع ذلك لم تحصل له هذه الكرامة إلاّ في هذه المرة التي جمعت يوسف بإخوته على متن سفن خير الصِلاة ـ عليهم وعلى نبينا أتم السلام وأفضل الصلاة. اللمعة الرابعة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ} (95) سورة يوسف. 1- قلت: في هذه الآية الكريمة أصل لطيف للأثر المأثور: حدثوا الناس بما تفهم عقوله. أو كما ورد. 2- كما فيها أيضاً معنى جميل من معاني المثل المشهور، وهو قولهم: الناس أعداء لما جهلوا. والله تعالى أعلم وأحكم. اللمعة الخامسة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (96) سورة يوسف. 1- استئناس لطيف للمقالة المشهورة: الاسم يدل على المسمى.: أَن جَاء الْبَشِيرُ. 2- حسن ترك المماراة في الحق إلى حين الوقوف على فصل الخطاب بالدلائل القاطعة، لأن يعقوب عليه السلام لما قال فيما حكاه الله تعالى عنه، في قوله: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ}. قال له مستمعوه: {تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ}. فإنه ما أعرض عن الرد ساعتئذ، ولكن لما وقع برهان القول، قال ما تناوله قوله تعالى: {فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (96) سورة يوسف اللمعة السادسة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} (97) سورة يوسف. وجوب بر الآباء بصلة أرحامهم، مع حسن الاعتذار لهم على وجه تلطيف جانبهم في معرض طلب العفو والصفح. اللمعة السابعة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (98) سورة يوسف. عظم عقوق الآباء بعدم الإحسان إلى صلة أرحامهم شرعاً وعرفاً، لأن يعقوب ـ عليه السلام ـ سوّف الاستغفار لبنيه ـ عليهم السلام ـ قائلاً: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}. اللمعة الثامنة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ} (99) سورة يوسف. في هذه الآية الكريمة من معاني فضل المبالغة في بر الآباء ما لا يمكن وصفه، مع حسن استعمال لطائف الترحيبات: ((ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ)). اللمعة التاسعة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (100) سورة يوسف فصل جمال الكمال: أيها اليعقوبي الأديب إن من الجميل نشر الجميل مرة تلوى أخرى، كما قال القائل: وينثني عنكم ينس البر. لذا إن للفضل أسبابا، وللخير والبر باباً، وصدق الله إذ يقول {وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. خذ ضرباً من الهمزات التي لم يذكرها المبرد في الكامل على وجه المستخرجات: همزة خير ـ همزة فضل ـ همزة صلة رحم ـ المكنى باسم فاعل العدل: الـــعليّ فالعــــلي ثم البلاد ارحل ولا تسـهل في الحمل واعمل بالذي ترويه والشيخ بجل لا تطل عليه كما قال السيوطي. ثم اذكر أخا ثقة الشيخ البار الفاضل، نجل المكارم والفضائل، المكنون كنيته في اسماعيل، الشيخ المحب النبيل، الذي من حسناته العطرة ما جرّ إليه من المقام الجليل، أخ كريم من أهل بيت كريم، ذرية من نصروا نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ قف في الحسب، مشت إليهم الفضائل مطاوعة، بنفس زكية آمرة بالخير طائعة، ـ جزاهم الله عنا كل خير، ودفع عنهم كل ضير، لقد صدتم الخير بمعنى قول الشاعر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان فأدركتوه بلا عناء، إن أنس فلن أنسى مطعم الشفاء والهناء، مطعم النفور، مطعم مطاعم الأكل الفخور، مطعم فضل وبر وصلة رحم، مطعم كأن ذخارفه في الحسن والجمال، هي المتمثلة بقول الشاعر: كنواح ريش حمامة نجدية مسحت باللثتين عصف الإثمد. مطعم باشرت ضيافتنا جواري رحمة الرحم الحسان، ولقد قصرت عن وصف ما قدمت لنا مما لذّ وطاب، إلاّ باستصحاب معنى آية: {فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا} (4) سورة النساء وقد سارقتهن النظر لما رأيت من جمالهن الباهر، في حلل إستبرق قرابة بل مع السندس الفاخر، فتمثل فيّ شخصية القائل: ففاضت دموع العين مني صبابة على النحر حتى بلّ دمعي محمل. أيها اليعقوبي الناصح رتل قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} (82) سورة يوسف. أخي الفاضل الشيخ أبو إسماعيل، بقية إخوتي الكرام النبلاء الأفاضل، قديماً ما قيل حق أمثالكم: من سادة قــــادة شم غطارفة من آلك الغر أهل المجد والحسب بيض الوجوه جحــاجيح لهم أنف عن أن يقيموا على ضيم ولا نصب شم الأنوف مــن القوم الذين هم وما لهم في سـوى العلياء من أرب من ختام المسك عرض رسالة رحم إلى رحم ومن رحم إلى رحم، منها ما يلي: وأنا أقول في معرض الاعتذارات الرحمية، إن جمانة: النصل الصرم .... كلها مبنية لاعتذار لكم جميعاً غاية الاعتذار فتقبلوا اعتذار أخيكم في الله ثم الرحم. عاقداً على نفسي الميثاق في بركم ، ما دمت حياً ـ اللهم اجعلني ممن يوفون بالميثاق. والعقد الميثاقي جار على ذرية آل أبي العباس أن يتعاهدوا بالبر آل أبي إسماعيل إلى يوم : يرث الله الأرض ومن عليها. اللهم يا ذا الجلال والإكرام برّ بقسمي فيّ وفي ذريّتي لآل أبي إسماعيل، وبقية إخوانه ـ يا سميع الدعاء. اللهم اغفر لي خطيئتي يوم الدين، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}. أخوكم أبو العباس . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-23-2009 الساعة 01:09 AM
|
03-22-2009, 06:15 PM | #4 |
|
بارك الله فيك ووفقك على هذا الجهد المشكور وسامحني أن أنبهك ثانية إلى أنك كلما أوجزت استفدنا منك أكثر وكلما طولت مر الكرام مرورهم المعهود، وهذا يفوت علينا ثمرة جهدكم المبارك ولو أن غيرك كان الكاتب واحتاج القارئ إلى أن يتأمل بعض ما ذكر ويعلق عليه، فإن ذلك عسير متعذر مع (الإطالة) أقول لك هذا لأن من الأحرصين على قراءة ما تكتب أنت ومن (يفيد) فلا تملونا بالتطويل ورحمة الله وبركاته على الشريف الأدرعي السوقي الصريح الصريح الحريص (الصحراء!!!!!) بوركت ووفقت |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-22-2009, 10:23 PM | #5 |
عضو مؤسس
|
كلمة عابرة
كلما قرات شيئا في هذا الموقع أو غيره أظل أبحث من وراء السطور عن الكلمات التي تبحث عن توحيد الكلمة ،
ولم الصف، وبث روح المودة في الموقع وغيره ، وكلما وجدتها هششت وبششت ، وكلما جلست مجلسا ، وأخذت أستمع فكذلك أستمع بأذن الفرس يقولون :إذا سقطت منه الشعرة سمع وقعها على الأرض ، استمع للخير للشر وفي نفس الوقت لا أهتم بالتعرف فضلا عن التخصص في كل أبعاد وأعماق الأشياء ، خوفا من التصنيف أو الاختطاف أو على الأقل : التهمة لا أهتم بأكثرمن ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) إن عجزت عنها بلساني صراحة قلتها بأسلوب آخر ، وإن عجزت عن كل ذلك قالها قلبي أخيرا دخلت في موقعنا ، ورأيت مذكرة اعتذار ، والاعتذار إما أن يكون لشيء ما وقع أو يكون عبثا والشريعة والعقول السليمة لاتحب العبث ، فلم يبق إلا أنه اعتذار لشيء ما طلبا لتعود المياه إلى المجاري الطبيعية لإقامة الوزن بالقسط ووصل ما أمر الله به أن يوصل والاعتذار في نفسه بعيدا عن كل ملابساته فيه دعوة إلى حل الخلافات بطريق هادئ غير متنافر حيث إنه باعتباره إقرارا بالخطإ أو باعتباره دعوة إلى الاشتباك الذي فقد في فترة ما قبل الاعتذار أو لأنه ركون من أحد الطرفين الداعي إليه أو مستقبله قابله كل ذلك ما يجعله يشد انتباه عشاق الإصلاح وإن لم يصلحوا -جعلنا الله من المصلحين - فما ملكت نفسي أن عادتني فرحة جبلت عليها كما جبلت على سائر الجبليات من حب مثل هذه المعاني فوجب أن أقول : شكرا لكل الذين أحبوا وصل الرحم وشكرا لكل الذين يسخطهم ما يسخط إخوانهم فاعتذروا وشكرا لكل الذين قبلوا من إخوانهم وشكرا لكل الذين اطلعوا على الاعتذار ، فشكروا ، وكل المعاني التي ادعيت قبل قليل أنها تحملها كلمت الاعتذار هي التي جعلتنا أستجيزه علنيا ولو بعد عنها قليلا ولو في فهم من لم يفهمها بذلك لأعددته أنا في حقه من باب النصيحة التي يستحب لها أن تكون وراء الستار من ثم لولم أجد محلا بعنوان ( تعليق ) ربما ما علقت وأنا بجانب اليعقوبي في طلب الاختصار وأزيد فأقول : لعل قضايا الموقع بإمكانها الفضفاضية المطلقة ، هذا في العامة فكيف بأخص الخاصة ، وشكرنا لليعقوبي الأنصاري تعليقه ، وشكرنا له حبه واهتمامه وتفقده وإنه لجدير بأن لا تغيب تعليقاته وأطروحاته وشكرنا لصاحب المذكرة وشكرنا للجميع حب الوحدة والتضامن والتضامم وعلى الصفاء يابني الأجداد نلتقي ،وكل ما يسئ أحدا من أعضائنا نتقي وعلى المودة يعرس الركب ثم ينطلق ،وفي موارد الصفاء نكرع ، |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-23-2009, 12:24 PM | #6 |
عضو مؤسس
|
كلمة عابرة (معدلة )
[كلما قرات شيئا في هذا الموقع أو غيره أظل أبحث من وراء السطور عن الكلمات التي تبحث عن توحيد الكلمة ،
ولم الصف، وبث روح المودة بين الإخوان والأحباب وكلما وجدتها هششت وبششت ، وكلما جلست مجلسا ، وأخذت أستمع فكذلك أستمع بأذن الفرس ، يقولون :إذا سقطت منه الشعرة سمع وقعها على الأرض ، استمع للخير للشر وفي نفس الوقت لا أهتم بالتعرف - فضلا عن التخصص - في كل أبعاد وأعماق الأشياء ، خوفا من التصنيف أو الاختطاف أو على الأقل : التهمة أو على الأكثر التمأزق لا أهتم بأكثرمن ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) إن عجزت عنها بلساني صراحة قلتها بأسلوب آخر ، وإن عجزت عن كل ذلك قالها قلبي أخيرا دخلت في موقعنا ، ففاجأتني مذكرة اعتذار ، والاعتذار إما أن يكون لشيء ما وقع أو يكون عبثا والشريعة والعقول السليمة لاتحب العبث ، فلم يبق إلا أنه اعتذار لشيء ما حصل لعل المياه تعود إلى المجاري الطبيعية - ومجاريها الطبيعية طبعا أعذب من الماء ذاتها - والاعتذار في نفسه بعيدا عن كل ملابساته فيه دعوة إلى حل الخلافات بطريق هادئ غير متنافر باعتباره إقرارا بالخطإ من جهة أو باعتباره دعوة إلى الاشتباك الذي فقد في فترة ما قبل الاعتذار من جهة أخرى أو باعتباره ركونا من أحد الطرفين :الداعي إليه ، أو مستقبله قابله كل ذلك ما يجعله يشد انتباه عشاق الإصلاح وإن لم يصلحوا -جعلنا الله من المصلحين - فما ملكت نفسي أن عادتني فرحة جبلت عليها كما جبلت على سائر الجبليات من حب مثل هذه المعاني فوجب أن أقول : شكرا لكل الذين أحبوا وصل الرحم وشكرا لكل الذين يسخطهم ما يسخط إخوانهم فاعتذروا وشكرا لكل الذين قبلوا من إخوانهم وشكرا لكل الذين اطلعوا على الاعتذار ، فشكروا ، ثم وجب أن أقول إن كل المعاني التي ادعيت قبل قليل أنها تحملها كلمة الاعتذار هي التي جعلتني أستجيزه جهريا، ولو أنه بعد الاعتذار عنها قليلا - ولو في فهم من لم يفهمه بذلك لأعددته أنا في حقه من باب النصيحة التي يستحب لها أن تكون وراء الستار من ثم لولم أجد محلا بعنوان ( تعليق ) ربما ما علقت وأنا بجانب اليعقوبي في طلب الاختصار وأزيد فأقول : لعل قضايا الموقع بإمكانها الفضفاضية المطلقة في التعبير ، هذا في العامة فكيف بأخص الخاصة ، وشكرنا لأبي العباس مذكرته وشكرنا لأبي إسماعيل تقبلها وشكرنا لليعقوبي الأنصاري تعليقه ، وشكرنا له حبه واهتمامه وتفقده وإنه لجدير بأن لا تغيب تعليقاته وأطروحاته وشكرنا للجميع حب الوحدة والتضامن والتضامم وعلى الصفاء يابني الأجداد نلتقي ،وكل ما يسئ أحدا من أعضائنا نتقي وعلى المودة يعرس الركب ثم ينطلق ،وفي موارد الصفاء نكرع ، |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-23-2009, 12:25 PM | #7 |
عضو مؤسس
|
كلمة عابرة (معدلة )
[كلما قرات شيئا في هذا الموقع أو غيره أظل أبحث من وراء السطور عن الكلمات التي تبحث عن توحيد الكلمة ،
ولم الصف، وبث روح المودة بين الإخوان والأحباب وكلما وجدتها هششت وبششت ، وكلما جلست مجلسا ، وأخذت أستمع فكذلك أستمع بأذن الفرس ، يقولون :إذا سقطت منه الشعرة سمع وقعها على الأرض ، استمع للخير لا للشر وفي نفس الوقت لا أهتم بالتعرف - فضلا عن التخصص - في كل أبعاد وأعماق الأشياء ، خوفا من التصنيف أو الاختطاف أو على الأقل : التهمة أو على الأكثر التمأزق لا أهتم بأكثرمن ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) إن عجزت عنها بلساني صراحة قلتها بأسلوب آخر ، وإن عجزت عن كل ذلك قالها قلبي أخيرا دخلت في موقعنا ، ففاجأتني مذكرة اعتذار ، والاعتذار إما أن يكون لشيء ما وقع أو يكون عبثا والشريعة والعقول السليمة لاتحب العبث ، فلم يبق إلا أنه اعتذار لشيء ما حصل لعل المياه تعود إلى المجاري الطبيعية - ومجاريها الطبيعية طبعا أعذب من الماء ذاتها - والاعتذار في نفسه بعيدا عن كل ملابساته فيه دعوة إلى حل الخلافات بطريق هادئ غير متنافر باعتباره إقرارا بالخطإ من جهة أو باعتباره دعوة إلى الاشتباك الذي فقد في فترة ما قبل الاعتذار من جهة أخرى أو باعتباره ركونا من أحد الطرفين :الداعي إليه ، أو مستقبله قابله كل ذلك ما يجعله يشد انتباه عشاق الإصلاح وإن لم يصلحوا -جعلنا الله من المصلحين - فما ملكت نفسي أن عادتني فرحة جبلت عليها كما جبلت على سائر الجبليات من حب مثل هذه المعاني فوجب أن أقول : شكرا لكل الذين أحبوا وصل الرحم وشكرا لكل الذين يسخطهم ما يسخط إخوانهم فاعتذروا وشكرا لكل الذين قبلوا من إخوانهم وشكرا لكل الذين اطلعوا على الاعتذار ، فشكروا ، ثم وجب أن أقول إن كل المعاني التي ادعيت قبل قليل أنها تحملها كلمة الاعتذار هي التي جعلتني أستجيزه جهريا، ولو أنه بعد الاعتذار عنها قليلا - ولو في فهم من لم يفهمه بذلك لأعددته أنا في حقه من باب النصيحة التي يستحب لها أن تكون وراء الستار من ثم لولم أجد محلا بعنوان ( تعليق ) ربما ما علقت وأنا بجانب اليعقوبي في طلب الاختصار وأزيد فأقول : لعل قضايا الموقع بإمكانها الفضفاضية المطلقة في التعبير ، هذا في العامة فكيف بأخص الخاصة ، وشكرنا لأبي العباس مذكرته وشكرنا لأبي إسماعيل تقبلها وشكرنا لليعقوبي الأنصاري تعليقه ، وشكرنا له حبه واهتمامه وتفقده وإنه لجدير بأن لا تغيب تعليقاته وأطروحاته وشكرنا للجميع حب الوحدة والتضامن والتضامم وعلى الصفاء يابني الأجداد نلتقي ،وكل ما يسئ أحدا من أعضائنا نتقي وعلى المودة يعرس الركب ثم ينطلق ،وفي موارد الصفاء نكرع ، |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-28-2009, 11:40 PM | #8 | |
عضو مؤسس
|
اقتباس:
شكرا للجميع على الجميع هذا كل ما أمكنني قوله وتقبلوا مروري . وعفوا على الاختصار لأن الأخ الأدرعي واليعقوبي من أتباع مدرسة ملخص بن مختصر وليس بخاف ما يقع بينها وبين مدرسة موضح بن مبسط أما أخوكم فيعجبه دائما الانتماء إلى مذهب سهل بن ميسر وكلا مذهبي المدرستين العريقتين له وجه من النظر عند شيخنا والله أعلم . |
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الفرق بين الرجل الاجابي والرجل السلبي في قضية الازواد | ولت فرش | المنتدى العام | 6 | 06-29-2009 01:12 PM |
تداخل صلة الرحم والنسب بين القبائل | ابو ياسر الشريف | المنتدى العام | 3 | 05-24-2009 07:15 PM |