العودة   منتديات مدينة السوق > قسم الأعلام و التراجم > منتدى الأعلام و التراجم

منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-25-2014, 01:45 PM
الدغوغي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5423 يوم
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 العمر : 14
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : الدغوغي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي 205. محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي الجلالي السوقي



205. محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي الجلالي السوقي :
هو الشيخ العلامة المحدث محمد عرف الحاج ابن أحَمَ بن مَحمد بن مَحمد عرف بلى بن إدّا بن محمد الإمام بن محمد بن أحمد بن ربيع ينتهي نسبه إلى عبد الله الأدرع الشريف(1) .
ترجم له ابنه الشيخ أحمد محمد فقال :
أ‌- اسمه :هو محمد بن محمد أحمد الحسني, ثم الأدرعي نسباً، الجلالي قبيلة ويلقب بالـ"الحاج"
ويجمع له بين الاسم واللقب،وبتقديم الأول على الثاني، فيقال: " محمد الحاج " ويعكس نادرا، فيقدم اللقب على الاسم فيقال:( الحاج محمد ) كصنيعه في بعض كتاباته, وقد يكتب الاسم " محمد " دون اللقب ـ كما في إحدى فتاويه كما يأتي ـ وهذا قليل منه.
وغلب عليه اللقب كما هو دائر الشيوع بين ألسنة عارفيه, قال في بعض شعره:
وسماي محمد، وبوصف الـ*** حج لقبني جميع الأهالي
وورد في بعض مخاطباته بينه وبين العلماء كما في قول العلامة محمد سالم بن محمد عالي ولد عدود رحمه الله مخاطبا له:
أهدي إلى محمد ذي الوصف***بالحج شكري وودادي أصفي
وكما في قول الشيخ حمدي بن إبراهيم الحسني الجلالي يرد على أبيات إخوانية أرسلها إليه
سلام ذكي من الحاج هاجا*** هياما أطال بقلبي المعاجا
وقد ينسب نفسه إلى جده كما في خاتمة نظمه لنخبة الفكر, إذ يقول
وإنني محمد بن أحمد*** الحسني الأدرعي المحتد
وكما في مقدمة نظمه للمنفردات والوحدان, إذ يقول
قال محمد سليل أحمد***الحسني الأدرعي المحتد
ب: ميلاده:
قال رحمه الله ولدت عام [1359هـ] وذلك في شهر رمضان المعظم انظر:الأنس المصفى ص5
وذلك حوالي مدينة "غاو" آزواد شمال مالي
.

نسبه :
هو :محمد بن محمد أحمد بن أحمد ( باختلاس حركة الضم, دون تشديد, ـ كما في صحراء مالي ـ بعكس ما عند الشناقطة الذين يشددون, ويعجمون الدال أحياناً.بن مَحمد بن مَحمد الملقب "بلى" بن مَحمد الملقب (إدا) بن مَحمد الإمام .
قال - رحمه الله –ويعرف جدي المذكور بلقب " الإمام "؛ لأنه كان إماماً لمسجد حيه, ومن انضم إليه بانتخاب من أهل الحل والعقد، ولذلك قصة مشهورة لا نطيل بذكرها؛ اكتفاء بشهرتها وهو أي: محمد الإمام المذكور, والأسماء الثلاثة معه, كلهم بفتح ميم محمد, كما هو شائع في سكان الصحراء الكبرى ،وينتهي نسبه إلى الشريف محمد بن عبيد الله الأدرع بن عبد الله بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه ورضي الله عنه .
وانتساب بيت المترجم إلى محمد بن عبيد الله الأدرع ـ أمير الكوفة في خلافة المأمون العباسي ـ أمر مشهور محفوظ، وما زالوا يحوزونه, ويكتبونه بأقلامهم،
قال الشيخ العلامة المفسر إسماعيل بن محمد الصالح الحسني الجلالي ت 1364 في شهرة شرف أهل هذا البيت « وأما في هذا العصر، فلا أحصي من سمعت منه ذلك إلا بالجهد ... ». انظر: الدرر الثمان في شرافة الغر الثمان خ ص (9)).
وقال أيضاً في حيازتهم لشرفهم: «...مع حيازة ذلك مثل أو أكبر من حيازة الأملاك... » الدرر الثمان ص 9 كما أن انتساب الأدرع إلى الحسن المكبر أمر مشهور أيضاً, يعرف ذلك من رجع إلى أي كتاب من كتب الأنساب -أعني أنساب الأشراف خاصة .
ـ مكانة أسرته العلمية:
نشأ - رحمه الله - في بيت علم من كلا طرفيه جداً فجداً، فلا يعرف فيهم إلا عالم معلم - من أبيه الأدنى إلى الأب العاشر - وعراقة أهل بيته وقبيلته علمياً أشهر في الصحراء منطقة آزواد من أن تذكر, حيث يمتد إشعاعها العلمي من القرن التاسع ولما ينقطع فيهم العلم – بحمدالله- .
وكما كان عموده هكذا، فكذلك عمود سلاسل بني عمه، فكل تلك الأعمدة مسلسلة بالعلماء والحفاظ للقرآن المهرة, والخطاطين الذين يضرب المثل بحسن خطهم.
قال شيخنا العلامة المؤرخ العتيق بن الشيخ سعدالدين الحسني الجلالي متحدثاً عن مكانتهم العلمية: «..فلم يزل العلم والفضل والمكارم فيهم، ذلك ما بلغنا عمن قبلنا، وشاهدناه فيمن عاصرناهم، ولم تخل جماعة منهم من علماء أجلاء، وأولياء كبار، ومهرة في حفظ القرآن وتحفيظه وتفسيره، من القرن التاسع الهجري إلى الآن، ومكاتبهم مملوءة بمخطوطات لأسلافهم، وكانوا من أجود الناس خطا، ومن أكثرهم نقلا للعلوم في سائر الفنون، يقتنون بعض مخطوطاتهم، وينفقون بعضها على من شاء الله من قرابتهم ومن المتعلمين من غير قرابتهم انظر: الجوهر الثمين ص(417).
وقال الشيخ العلامة المحمود بن الشيخ حماد الحسني التبورقي متحدثاً عن سبط المترجم منهم: « ...ولسبط ربيعة خصوصية أخرى, وهي: أن الله يسر لهم من حفظ القرآن، ومن كثرة قراءته, وإقرائه ما كل عنه كثير من الناس، فلما اشتهروا بالمهارة فيه، ازدادت أقدارهم عظماً, وفخامة عند الناس, حتى ضربوا بهم الأمثال، وأرجو لهم من ثناء الملإ الأعلى ما هو أعلى من ثناء أهل الأرض كلهم ... ». التبر التالد ج/2 ص (331).
وقال هو نفسه - رحمه الله - في كلام له عن مكانتهم العلمية: «....على أنه من المحقق أنه لم ينقطع فيهم العلم من القرن التاسع, إلى يومنا هذا، وذلك في العام المتمم عشرين وأربعمائة بعد الألف, والحمد لله... ».الأسرة الثمانيون الأدرعيون ص(2)
وقال الشيخ عبد الكريم بن أحمد الكرماني الحسني الجلالي في شرحه لمنظومته: ( الدرر) نظم النخبة, للمترجم: « فما زال أجداد الناظم يعدون من أهل العلم», انظر توضيح الغرر على جباه الدرر (246).
أثر بيئتة العلمية على نشأته: لا بدع إن تركت البيئة المتقدمة أثرها الواضح على نشأته، حيث إنه دارت نشأته بين أعمامه وهم - كما تعرفت على قليل منه من حيث أصالتهم العلمية - وبين أخواله وغيرهم من قرابته في التجمع الثلاثي - وكل علماء -
وهؤلاء مجموعهم - مع أبناء عمومتهم وبقية إخوانهم ممن سكنت أسلافه مدينة السوق الأثرية ـ قديما– هم :" تنبكت "الثانية في الصحراء، ومن انتهى إليهم يبحث عن شيء من أمور الدين إرشاداً, وتعلماً, فقد وصل، فكانت نشأة موفقة بالفعل؛ إذ بينهم عاش بواكر عمره، متنقلاً بين مجالسهم المباركة، يكرع من كؤوسها، ويستنبئ خزائنهم التليدة عن مخدراتها، وهكذا حتى بلغ أشده العلمي, وورث أشياخه في علمهم بعد ما شهدوا له بالسبق والتفوق، وفي شبيبته العلمية دار بين محاضر قومه أهل تجللت، وأهل تبورق وأهل تكرتن ـ وهم من أشرنا إلى سعة علومهم حتى أخذ عنهم العلوم التي تتلقى في بلده، وشهدوا له بالتضلع والمهارة .
ولا نستطيع أن نجزم بأنه تأثر بإحدى محاضر قومه ( كل تجللت وكل تبورق وكل تكرتن) أكثر من الأخرى، فقد تداخلت فيها عوامل التأثير والتأثر تداخلاً امتزاجياً, لا يسمح بأي حال بادعاء انفراد إحداهما بدور أقوى تأثيراً في مجموع طلابها, إلا النادر القليل، وسيأتيك مسرد شيوخه موضحاً ذلك أكثر.
تضلعه في العلوم:
أ: في علم النحو
قد ألقيت الضوء في إلمامة يسيرة على مطلع نشأته، وأنها كانت في بيئة علمية موروثة، وتحدثت فيها عن المرحلة التي درس فيها القرآن، والتي تردد فيها بين الأعمام والأخوال فماذا بعد . ؟
يقول رحمه الله – بعد ذكره لدراسته القرآن وشيء من العقيدة -
[.... اشتغلت بعلم النحو الذي هو القنطرة في بلادنا، فمن تمهر فيه، فقد جاوز القنطرة وانفتحت له الطريقة إلى العلوم فيتعلمها بسهولة ، ...فأول ما تعلمت فيه :
ـ المقدمة الآجرومية على عادة أسلافنا من إعراب المثل والآيات القرآنية والشواهد وتفهيم الطالب جميع مبادئ النحو في إبان تعلمه ثم .
ـ نظم شيخنا وشيخ شيوخنا سعد الدين ين عمار الحسني [الجلالي ] لكتاب قطر الندى لابن هشام سماه غيث الجدى
ـ ألفية ابن مالك إلى أن أتممتها مع شرحها للسيوطي. ثم بعد ذلك قرأت
أبواباً من الكافية لا تكون دون الربع الأول
ـ التصريح للأزهري
ثم أخذت في مطالعة المطولات من كتب النحو مع جماعة من أقراني مثل:
ـ حاشية الصبان على منهج السالك للأشموني
ـ حاشية الخضري على ابن عقيل
ـ ومغني اللبيب لابن هشام
كل ما أخذت بالدرس مما ذكر أخذته عن جماعة من العلماء من قرابتي القربى وما سوى ذلك أخذته بالمطالعة مع أقراني، ومن هذا القسم: همع الهوامع شرح جمع الجوامع للسيوطي.
وبعد ما ذكرت شرعت في حفظ بعض المنظومات المتداولة عند أسلافنا كـ
ومنظومة الشوارد، لشيخنا وشيخ شيوخنا مهدي بن الصالح الحسني[ الجلالي ] وفوائد الصبان، للشيخ يعمربن عبدالرحمن التنغاكلي

وفي خلال ذلك أحضر دروساً يلقيها شيخنا حمدا بن محمد الحسني [الجلالي] على بعض أصحابي وأقراني، بعضها في شروح الألفية، وبعضها في نظمه لقواعد الإعراب المسمى مواعد الإطراب في نظم قواعد الإعراب، واستفدت كثيراً منها -ولله الحمد - الأنس المصفى ص(11-12)
قلت: هذه هي رحلته الأولى في دراسته، وأول محطاتها:علم النحو،ولا شك أنها انتهت إلى النجاح،
في الأدب:
قال رحمه الله:
(ولما أوجست من نفسي خلال دراستي لعلم النحو أني حصلت منه على نصيب يؤهلني؛ لتوسيع الدائرة في طلب علم اللغة العربية، والتمهر في فن الأدب، والأخذ بآداب النظم والنثر، تاقت نفسي إلى صرف الهمة لدراسة علم اللغة وفن الأدب، فأخذت في تلك الفترة أقرأ
ـ مقامات الحريري
ـ ديوان امرئ القيس وهما اللذان أخذتهما عن أشياخي بالتدريس.
وأما ماسواهما كبقية الشعراء الستة وشروح المقامات المختصرة والمطولة، فقد بذلت جهدي في مطالعتها وممارستها، مستعينا على وحشيها وغريب مفرداتها بالشروح، وكل حين تتزايد رغبتي في علم العربية وفن الأدب وملحه، ودواوين الشعراء الجاهليين والمحدثين، ورسائل البلغاء، ولا أرى ولا أسمع في تلك الفترة إلا ما له صلة بملح الأدب وفكاهته ونوادر الشعر ومستعذباته ،فاشتغلت في تلك المدة بمطالعة شرح الشريشي لمقامات الحريري ومجمع الأمثال للميداني(ونظمت أيام العرب التي كانت في آخره)
ومن الدواوين الشعرية:
ـ ديوان أبي الطيب المتنبئ
ـ وديوان الموسوي
ـ وديوان الحماسة لأبي تمام وغيرها
ــ كمقصورة ابن دريد
ـ وديوان حسان بن ثابت الأنصاري،
ـ ـولامية العجم للطغرائي وشرحها الغيث المسجم
ولامية العرب وكثير غيرها.
ثم ترقت الرغبة إلى كتب العربية المطولة وغيرها، فأخذت في مطالعة كتب الأدب قبل الانغماس فيها والخوض في تيارها.
ومما اخترت حنيئذ من كتب الأدب: ما اختاره الأدباء كالأربعة المذكورة في قائمة أهم كتب الأدب وهي: الكامل للمبرد والبيان والتبيين للجاحظ وأدب الكاتب لابن قتيبة. وكتاب الأغاني للأصفهاني وهذه الأربعة جعلتها برهة من الدهر في أيام نعومة أظفاري سميري وأنيسي، وقلما تجدني إلا وواحد منها جليسي الأنس المصفى ص12

معاجم اللغة :
يقول- رحمه الله-فمن مختصرات كتب العربية التي لازمتها في تلك الفترة::
ـ مختار الصحاح للرازي
ـ المصباح المنير للفيومي
ـ وأساس البلاغة للزمخشري .
ومن المطولات:
ـ القاموس المحيط،للفيروزابادي
ـ شرحه تاج العروس للمرتضى الزبيدي وغيرها
ـ لسان العرب لابن منظور فقد استفدت منه .لكني لم ألازمه كما لازمت تاج العروس، فإن من منن الله علي أن ذلك الكتاب على طوله المفرط، وكبر حجمه وتوسعه في العلوم والآداب والمعارف، قد طالعته مرتين من الهمزة إلى الياء . ] انظر: الأنس المصفى ص (12)

قلت : أتذكر أنه في الأيام التي يعكف على مطالعة التاج ليست له نسخة خاصة، وكان كلما انتهى من العكوف على مجلد، بعثني إلى مكتبة خاله الشيخ العلامة المنير(أنار) بن الشيخ حماد الحسني التبورقي- وكانت كغيرها من مكاتب قريته - وادي الشرف - المخطوطة والمطبوعة مفتوحة له بلا قيد؛ لما عرف عنه من الانهماك في البحث والطلب ولتقديم الناس له- فآتيه بمجلد وهكذا ،ويوما من الأيام – وأنا صغير - ولعلي – إذ ذاك- أدرس ملحة الإعراب للحريري ،كان يقرأ في التاج، فدعاني فقرأ علي بيتين فيه ملغزا بهما ومكتنها أين وصل فهمي للعربية فحفظتها وهي:

أراك تروم إدراك المعالي*** و تزعم أن عندك منه فهما
فما شيء له طعم وريح*** فذاك الشيء في شعري مسمى
يعني "أراكا " أي الشجر المعروف
ولا يتعجب من صبره على مطالعته مرتين إلا من لم ير فناءه فيها وانكبابه عليها، فما وصفه هنا ليس في تاج العروس وحده فهو سيرته مع الكتب .

البلاغة :
يقول -رحمه الله - [ فما قضيت منها نهمتي، صرفت همتي إلى علم البلاغة من فن المعاني وتوابعه من علم البيان والبديع، فقرأت من ذلك الفن:
تلخيص المفتاح للقزويني مع شرحه للتفتازاني..وحفظت أيضاً من علم المعاني نظم شيخنا محمود بن محمد الصالح الإدريسي [الجلالي] المسمى محرض الحريص ولم أزل أشتغل بمطالعة كتب البلاغة وكتب اللغة مختصراتها ومطولاتها . ] الأنس المصفى ص (12)

المنطق:
قال - رحمه الله - بعد الكلام على دراسته للبلاغة [ وفي تلك الآونة اشتغلت معها بمنظومة الأخضري في المنطق التي تسمى بالسلم المرونق مع شرحها عون رب العالمين للبرتيلي انظر: الأنس المصفى ص (12) والظاهر أنه أتقن المنطق كغيره من الفنون لما هو معلوم عند عارفيه من العلماء وطلبة العلم من قوة مناظرته .
نماذج تعبر عن شخصيته الأدبية:
قد تحدثنا عن دراسته لعلوم الآلة وتضلعه في اللغة والنحو والصرف والأدب فيحسن هنا أن نعطي نماذج تعبر عن شخصيته الأدبية

ومن الطبعي: أن من انشغل بفن، وتغلغلت فيه ملكته، انعكست آثاره على خطابه ، ومن المعروف أن الخطاب إما نثر وإما شعر:
وعليهما سيدور الحديث ، وسأعطي نماذج تدل على ثروته الأدبية في كليهما .

يتبع =



 توقيع : الدغوغي

ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله
والحمد لله
ولا إله إلا الله
والله أكبر

رد مع اقتباس
قديم 06-25-2014, 01:46 PM   #2


الصورة الرمزية الدغوغي
الدغوغي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 العمر : 14
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: 205. محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي الجلالي السوقي



أ: شاعرا
لما كان شعره واحة تجد فيها من كل بستان زهرة، فسنعطي لكل غرض ما تيسر من نماذج :
أولا : الإخوانيات:
يعتبر هذا الغرض باكورة شعره ـ كدأب كثير من شعراء الصحراء ـ إذ من الغالب أنه حين تبدأ ملامح النبوغ على الشاعر الصحراوي يبادرـ هوـ أو يبادر من طرف أحد الأصفياء له ـ من ذوي الموهبة الشعرية إلى مقاولته شعريا ـ فيجد الشاعر النابغة في ذلك المجرى تلمسا صدقا لمبلغ قدرته الإبداعية،ويكتنه أين وصل نبوغه ؟
على هذا المنوال جرت مداولات بين المترجم في فجر شبابه وبين عدة من الشعراء،ووجهتنا شطر إعطاء صور عن المخاطبات التي جرت بينه وبينهم
مع الشاعر الشيخ: محمد بن يوسف الحسني التبورقي رحمه الله ـ
يقول متحدثا عنه وممن برز في قرض الشعر ونبغ فيه في ذلك الزمن أخي وقريني ونابغة أواني، محمد بن يوسف الإدريسي المتوفى عام (1403)هـ فقد تجاذبنا أطراف الشعر معه في مدة مديدة، فأول ما جرى بيني وبينه أن أرسل إلي قصيدة لامية الروي تتضمن الشوق إلي، ومطلعها :
أبى مربع أقوى ظللت أسائله *** برد الجواب أن تفوه منازله
ألحت عليه بعد ما بان أهله *** سوار سواجم، فسالت مسائله
وبفور وصولها إلي أنشأت قصيدة على بحرها ومطلع القصيدة :
على طلل الأحباب عجت أسائله*** وكم سائل لم تجد نفعا مسائله
لأية ساعة، أو أية نية*** تحول ظبي كنت فيك أماقله
فأصبحت دارس الرسوم وأقفرت*** مثاوٍ، بها كم من أنيس أغازله
الأنس المصفى ص( 13) خ
وذيلها بأخرى مطلعها:
لمعناك في فكري ومغناك في صدري *** وسر هواك في الجوانح كالجمر
قضى لي قاضي الوجد أني متيم*** فللغرب إرسال الغروب إلى النحر
إلى أن قال :
لقد فقت في فن البلاغة أهله*** ولكن "لا" على لسانك لاتجري
وقد ملكت فكاك توشية اللغى*** كما سلكت كفاك في مسلك وعر
فإن كنت قد أهديت لي بحترية*** فهاءك هذه كميتية النجر
فدونكها نفلا،وتلك فريضة *** ولا بدع إن سح السحاب على البحر
وأجابه محمد بقصيدة أخرى منها :
قرم على صهوات العز متكئا*** رقم،وغرته بالمجد مرقومه
له مبان بناها عن ذرى شرف*** من كل مكرمة، بالحلم مدعومه
إلى أن قال سصف قدرة عارضته على الإنشاء:
يزبرج الوشي إنشاء بعارضة***في النسج ماهرة، ليست بمسئومه
ما اسودكاغده إلا استضاء بما*** عنه انطوى شذرا بالمسك مرسومه
إلى أن قال يصف عبادته:
وكم ترست إلى أن أدهشت، وغدت*** رجلاه في أخريات الليل موصومه
وكم أكب لحر الوجه، مبتهلا*** لله مستعبرا عيناه، كالديمه
يدعو ويامل عفو الله منتصبا*** في كل داجية دجياء مظلومه
إلى ان قال :
أناله ربه ذكرا مداركه*** تعيي ذوي همم بالحزم محزومه
مع الشاعر الشيخ معاذ بن الشيخ عيسى القاضي الحسني التبورقي رحمه الله
المشاعرة الودية بينهما: فضمنية فرعية عن السابقة ـ وإن كانت الدواعي في قوة أن تسمها بالاستقلال ـ يقول الوالد - رحمه الله- متحدثا عن الرائية التي تقدم بعض منها في جواب الشاعر محمد- رحمه الله-
فلما أنهيتها ترصيعا، وقطعتها تقطيعا، أرسلتها والتي قبلها للبارع الأديب، الشاعر المفلق الأريب، فتى الفتيان وفارس الفرسان الأخ معاذبن عيسى القاضي الإدريسي - رحمه الله- وكتبت على ظهر أول ورقة ممازحا له
معاذ هاءك هذي*** فاستفهمن غير هاذي
تقل فناك ملاذي *** وأنت أنت معاذي
إلى قدوم فتاها*** وإن أتاها فتاها
وهش قل منتهاها*** في سيرها أنت، هاها
فلما اطلع الأخ المذكور على القصيدتين تحرك منه كل ساكن، وسار منه كل كامن؛ غيرة منه على ما جرى، من أن الشعر إلى باب غيره سرى، فلم ألبث إلا قدرا يسيرا من الزمن، إذ فاجأتني منه قصيدة طنانة لامية الروي .
ومن المؤسف أنه لم يبق في ذاكرتي منها ـ ولو بيتا واحدا ـ فأجبته بأخرى رائية لا أحفظ منها غير يتين من أولها وهما:
قلم الصبابة يمطر الأشعارا*** وجمال من اهواه يوري النارا
أوكلما أشفيت فاستشفيت يا*** لهفي يؤنبني العذول مرارا
انظر :الأنس المصفى ص(14)
مع الشيخ العلامة محمد (إغلس) بن محمدبن اليماني الحسني المرسي رحمه الله
قال -رحمه الله- [ هذا وممن شرفني بإهداء الشعر النابع من أعماق قلب شديد المودة من أقراني وأشياخي :شيخنا وصديقنا الأوفى، وحبيبنا الأصفى، أخونا العلامة، وخنذيذنا الفهامة، أبو المكارم محمد إغلس بن محمد بن اليماني الإدريسي، فإنه كان من المشايخ الذين صحبتهم وممن كانت مودتهم لي صافية، وكثيرا ما يتحفني بفوائد وفرائد رائقة، وكان لي موسم أفد عليه فيه، فأتنعم وأتعزز وأستفيد من الجواهر التي يلقيها من فيه، فاستبطأ زيارتي له سنة من السنين؛ لأنه تأخرت عما يعتاده،فكثر منه الحنين ،وإنما تأخرت؛لأعذار منها :أن بيني وبينه شقة بعيدة تشق على المسافرين،فأنشد أبياتا أبدع فيها نفس المصدر ص (15)
ومطلعها:
أفيك حقوقا كنت أرقب إلها*** مخافة أن تحجى العهود أفيكا
فتيك قديما سنة قرشية*** تقام لدي أو أداس فتيكا
وقد أجابه على هذه بقصيدة أخرى طائية الروي على منوالها وليست عندي وقت الكتابة.
مع الشيخ الشاعر حمدي بن إبراهيم الحسني الجلالي حفظه الله
قال في الحديث عمن تجاذب معهم أطراف الشعر ومنهم السيد البجال، البارع المتصف بكريم الخصال، ذاك ابن عمي حمد بن إبراهيم بن أحمد البكاي الحسني الأدرعي، فإنه أهدى إلي من إنشاداته: قصيدة من غرر القصائد، ومن الدرر الفوائد، ولا أذكر منها إلا أنها لامية الروي ،كما أني أرسلت إليه أبياتا، تتضمن شوقي إليه ورويها:"حرف النون" التزمت منها ما لايلزم من إتمام كل بيت منها بلفظة: (عين) حتى جمعت منها كثيرا من معاني لفظة (عين ) في العربية، فأهدى إلي أبياتا أخرى ورويها: حرف الجيم المفتوحة بعدها ألف المد انظر: الأنس المصفى ص (15)
قلت : وإليك القطعة التي أجابه بها الشيخ حمدي قال -حفظه الله-:
سلام ذكي من (الحاج) هاجا*** هياما أطال بقلبي المعاجا
هياما يقيم مقام الكرى *** بجفني السهاد، إذا الليل فاجا
فعيناي عينان نضاختا*** ن، فعذبا فراتا، فملحا أجاجا
فردي إليه أريح الصبا*** سلامي، ولا تستثيري العجاجا
مع الشيخ محمد يحيى "آمدي" بن حمدا الحسني الجلالي رحمه الله
وعنه يقول: [....ومنهم: الأخ الصديق الألمعي، الحاذق اللبيب اللوذعي، محمد يحيى بن الشيخ حمدا، فإنه أهدى إلي من أشعاره الرائقة،ومن شذراته الفائقة: قافية ضمنها بلسان صادق، وقلب وامق، ولفظ رائق، شدة اشتياقه إلي، ونبذة من الثناء علي، الأنس المصفى ص (15)
قلت: ومما خاطبه به الشيخ محمد يحيى - تغمده الله بسابغ رحمته - قصيدة ميمية وجدتها بخطه معنونا إياها بما يلي: قصيدة من الإخوانيات أنشأها : أمد بن حمدا عــــام:( 1994) في الاشتياق إلى أخيه الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي قال متخلصا بعد أبيات تعبر عن شدة لوعته وصبابته إلى أخيه:
إذا استلأم الامر الذي ساء وقعه *** أناسي، واستنت إلي فئامه
فلي منه مأوى"الحاج" من ينح بابه *** قضاها، أيهمي فوق ربع غمامه!؟
فتى لم أشعاث الديانة بالنهى*** وقوم منها ماتداعى انهدامه
منيب ينادم التقى طول ليله*** وعن قدم الذكرى يقوم مقامه
يساعف أسحارا بتذكار ذاكر*** ويغمر أطراف النهار صيامه
إلى أن قال يصف كرمه:
وما البحر إلا من ينابيع خمسة *** وما شطحات الوكف إلا جمامه
فمن شام برق الجود منه وأرعدت*** رواعده سحت عليه سجامه
إلى أن قال :
وتعنو وجوه المفردات له، ففي*** جمان الفصاح والشذور اعتيامه
شهاب مدارس، همام سمادع*** قصي المدى، أعلى السماك مقامه
لو استيم يوما في البلاغة واللغى*** مسائل سال نثره ونظامه ثم استمر يذكر شوقه إليه وختم بالتسليمات الزكية.
مع الشاعر الشيأحمد المصلي بن أحمد الحسني الجلالي حفظه الله
قال عنه :ومنهم الخنذيذ البارع المصلي،في محراب البلاغة وفي سباقها هو المجلي، ذاك أحمد بن أحمد الكرماني الإدريسي النسب ،الرفيع الحسب، فإنه قد أهدى إلي من شعره الرائق، وكثيرا ما يهدي إلي من نثره الفائق،وأنا أيضا ربما نظمت شعرا يتضمن الشوق إليه، والتسليم عليه والكثير من تلك الشذرات ، ضاع الأنس المصفى ص (15)
مع الشاعر الشيخ المرتضى(أمو) بن محمد الحسني التبورقي ـ رحمه الله ـ
قال عنه : ومنهم مالك زمام البراعة، وفارس فرسان اليراعة الأخ المرتضى بن محمد الإدريسي ثم الحسني ومن أحبائي وأقراني، وإخواني من أبناء أخوالي، لكن شعره لم يصل إلي ولم تره عيني، ولذلك لم أتعرض لجوابه حتى عريت أفراس الصبا والشوق، وكبر عمرو عن الطوق الأنس المصفى ص(15)


ثانيا:المعارضات :
إنما نعني بالمعارضات هنا: الأشعار التي تناول فيها مع بعض الشعراء قضية شبه جدلية بين الطرفين، ولكن ماوراء ذلك إلا إسراف في الألفاظ العذبة، والمعاني اللطيفة. وسأضع بين يديك - بإذن الله- ثلاثة نماذج من هذا النوع :
مع الشيخ محمد الصالح "زيد" بن العربي الحسني الجلالي رحمه الله
وفي ذلك يقول- رحمه الله – [ ومنهم : محمد الصالح بن العربي - وهو من بني عمي- ولكنه من طبقة أشياخي جرت في حينا ممارات هزلية في شأن المفاضلة بين الإبل والبقر على عادة أهل البوادي وسكان الصحراء من أن بعضهم يميل إلى تفضيل جنس من أجناس الحيوانات للقنية على الآخر، وأنا ممن مال إلى تفضيل الإبل على البقر على عكس ماهو معروف عند أهل بيتي من تفضيلهم للبقر لمن أراد اقتناء الحيوانات وتنميتها, فانجر ذلك إلى أن وصل إلى مقاولات شعرية، كما هو سنة الأدباء من إظهار بلاغتهم وقدرتهم على الإنشاء في المفاضلة بين شيئين كالليل والنهار والسماء والأرض والعقل والعلم وفصول السنة وكذلك الشمس وغيره مما تجد كثيرا منه في كتب الأدب فنظمت في ذلك أبياتا لا تحضرني الآن فرد علي الشيخ محمد بن الصالح العربي بقصيدة سينية ورددت عليه بأخرى سينية هي
ألاقف بتيلك الربوع الدوارس***وسائل بهاعن الظباءالكوانس
.وثم مجرالرامسات ذيولها***فعادمجرالرامسات الكوانس
.كذلك دءب الدهرمازال قاضيا***برفع النعال وانخفاض القلانس
.كمانمنم الإنشادقوم ورفعوا***به عن نجارالعيس نجرالجوامس.
فمرتكب تلك الوعوركمن غدا***يجرعلي الإكليل ذيل الحنادس
.ومثبت ماقدصادم النص خابط***تتيه به العشواءتحت الدواعس
.ألم تك في عصرالنبوة مركبا***للب بني عدنان لب الأحامس
ألم تك أوداج الذبيح بهااحتمت***ففادى بهافيالهامن نفائس
ألم يك ليث الله فوق بروقة***غداةسقته الحتف هندالأحامس
ألم تك للدما رقوءافتنثني***ولماتناج الهام بيض الفوارس
ألم يك مماقدرواه أيمة***ثقاةعن الثقاةلاعن موالس
؟.عن المنحمناأنه قال:أكرموا***وهل قال ذاكم في مجال التنافس
وهل قال ماقدقال إلالعزها***وعزذويهادون تلك الخنافس
ومن عزهاماقدأبى الشرع غيرها***تزكى نصاباخمسةدون سادس
.ومن عزهاإضافةشرفت بها***علي رغم شان شاتم أومدالس.
وتحمل أثقالاإلى بلدأتت***وغير من آيها فهل من ممارس
.ولولاشذورنظمت ضاع عرفها***جلالةشاديهاعلي النفس حابسي
.أهاب وأستحيي يقال جراءة***من الإبن لاحوار حب موانس.
لمزقت عن ذات الخوارجلاببا***كساهابنان الشعرتحت البرانس
.بقافيةطنانةتذرالورى***سكارى وتطوي الشعرطي الوساوس
.ولكنني ألجمت مهري هنيهة***فحيعل لي داع ألاقل وجانس.
فنهنهته ياليت أني مناضل***من القوم ترباغاشماأي فارس
.أجاوله في معرك اللفظ صائلا***عليه بقرضاب من القول رائس.
وأستغفرالمولى وإني وإن جنت***يداي فلست من إلاه بآنس
.وصلى علي مختاره متبوءا***مقاعدصدق في علالي الفرادس
وسلم تسليماعليه وآله...وأصحابه الشم الهداةالمداحس

مع الشيخ عمه المرتضى بن البكاي الحسني
كان هذا الشيخ ضمن أولئك الذين لم يرق لهم تفضيل الإبل على البقر من الأدباء الجلاليين قال الوالد:[ فرد علي بأرجوزة لعلها لا تقل عن ألف بيت ] الأنس المصفى ص (16)
قلت :ولم يرد عليه الوالد لمقامه منه عمومة وسنا وشيخوخة علم، وستأتي أبيات لطيفة خاطبه بها أوردناها في غرض الاعتذار
مع الشيخ العلامة المحمود بن يحيى الأنصاري -رحمه الله-
قال : [ ومنهم المحمود بن يحيى الأنصاري - وهو من طبقة أشياخي- وسيأتيك اسمه من قائمة المقلين من أشياخي وهو - أيضا - من قرابتي الذين يكرمونني غاية الإكرام، ويبجلونني مع مزيد الاحترام، وكان من تلامذة والدي - رحمه الله- وكان يعاتبني على عدم كثرة زيارته حرصا على صحبتي ومجالستي ويعاتبني على ذلك فاتفق أن أصيب يوما بحمى مكثت أياما ولا تقلع، فقدرعلي أني لم أزره في أوائل الأيام التي أصابته فيها، وأنا - إذ ذاك- قريب العهد بالنبوغ في الشعر، وهو على ماكان قديما من الشغف بالشعر واستحسانه،أعرف أن عنده للشعر قيمة، وأن من نبغ من قرابته يقربه على غيره منهم،فكتبت إليه ممازحا؛ لأني على صغرسني يمازحني، ولم يمنعني ماكنت أعرفه قبل ذلك من أنه ممن بز أقرانه في مجالات منها: قرض الشعر، فكتبت إليه أبياتامنها :
إليك – محمود- من أغلى الهديات*** أبهى السلام وأبهر التحيات
إلى أن قال :
لابأس إذ لم يكن بغضا ولا مللا*** هيهات -كلا- ورافع السماوات
فأجابني بأبيات تتضمن التهديد بالشعر منها قوله:
لولا مخافة أن تؤوب القهقرى*** خوف القريض، رددت ردا أبهرا
فعليك ، أياما، السلام ولايكن*** مما انتظرت قبول مثلي ماجرى
مع أنني متحمل من إخوتي*** كل الإذاية ما خلا أن أهجرا
فمكثنا يكتب وأجيب، وأكتب ويجيب، كل هذا في أسرع وقت ممكن إلى أن كان ختام ذلك اليوم الذي اختلسناه من يد الدهر، وجعلناه كله الأنس أن كتبت إليه ماهو هكذا:
إيه، فإن عنان الشعر طوع يدي*** إن فهتَ فهتُ، أو استزدتني أزد
لسوف أرسله ولا أثبطه*** حتى تناديني صه أو تقول قدي
الأنس المصفى ص(16-
17)


 

رد مع اقتباس
قديم 06-25-2014, 01:47 PM   #3


الصورة الرمزية الدغوغي
الدغوغي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 العمر : 14
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: 205. محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي الجلالي السوقي



ثالثا :الاعتذار:
سبق - وقبل قليل- أن أوردنا قطعته التائية التي اعتذر فيها للشيخ المحمود الأنصاري عن تأخر الزيارة عن موعدها المألوف، وذكرنا لم أوردناها في المعارضات، وهذه قطعة أخرى خاطب بها عمه العلامة المرتضى بن أحمد البكاي الحسني الجلالي -ولم أجد ما لعمه - قدم لها بالتالي :
( لكني بعد أن ذكرت من أقراني جملة ممن جرى بيني وبينهم من المساجلة الشعرية ما يستأنس به الجليس، أزيدك بثلاثة من فحول العلماء من طبقة أشياخي منهم: عمي الشاعر الخنذيذ الفقيه العلامة المرتضى بن أحمد البكاي، فإنه أنكر علي شيئا بلغه أني فعلته، وذلك في عنفوان شبابي، حيث لا أستعد لمناظرة مثله من فحول العلماء، لكني لا أتلكأ في تلك الأيام عن المجاراة في الشعر من أحد كائنا من كان، فأرسل إلي أبياتا تتضمن مطالبته لي بالدليل الشرعي على جواز ما بلغه أنني فعلته، فلم أتمالك نفسي - مع مابي من توقيره وتقديره - أن أنشأت أبياتا تتضمن أني أجله؛ لأنه مني بمنزلة الوالد سنا وعلما وقرابة، ولأنه ابن عم والدي يلتقي معه في الجد الثالث، والأبيات التي أرسلتها إليه هي :
خبر الشيخ خافضا للجَناح*** أيها الرق ، رافعا للجُناح
أنني لا أجيبه لا وكلا*** ما انقضى الليل بابتسام الصباح
ذكرتني أبياته قول شاد***( طرق الجد غير طرق المزاح )
فكبحت طرفي وقلبت طرفي*** فرأيت الصموت أطيب راح
الأنس المصفى ص( 16-17)
رابعا: الفخر:
لم أجد له في هذا الغرض نفَسا طويلا؛ لأن الغالب فيه عند الشعراء، إما أن يكون لاستثارة تقتضي من الشاعر بث أمجاده، وإما أن تحمل عليه نزعة من كبرياء الذات، وما هو بسبيل كل ذلك، إذ ليس متشبعا بما لم يعط ، ولا بمستنزر ما أعطي، يكفيه ما يكفيه، فإن في بيته من الشرف والعز ما فيه .
لاأحاشي مما يمكن تصنيفه تحت هذا العنوان إلا أبياتا عنونها بأنها :" تعريف بقومه من قريش والأنصار" أنشأها تذييلا لكتابه إتحاف المودود، لكنها لو عثر عليها أديب يصنف أغراض شعره ولم يقابله وجه المناسبة ما اطمأنت نفسه إلا بأن يدرجها تحت الفخر من أجل ذلك :كتبناها هنا، لا تجافيا لمقصده الذي هو البعد عن الفخر-كما أشار إليه آخرها- ولكن:
والقوافي شاهدات أننا*** عرب ننحتها، كيف نجول
ما اشتكى اللكنة منا مشتك*** لا ولا عيا به حين يقول
إن تكن في ريبة، فاستفت من*** ساجلونا في مجالات العقول
واسأل اللسن من ارباب اللغى*** هل رأوا من حدنا أدنى فلول
أو رأوا من شمسنا إذ أشرقت*** فوق جواللفظ والمعنى أفول
قد ورثناها وغذينا بها*** وارتضعناها، وكالأصل الفصول
إلى آخرها.
خامسا : المدح :
إن المدح في الشعر- غالبا - إما أن يجعله الشاعر وسيلة تستدنيه من فريسة مادية ينقض عليها بكلكله ، وإما أن يكون مكافأة على إفضال ناله، أو لصفات أعجبته في ممدوحه.
أما الأول :فلم أجد له مثالا في مدونته الشعرية، فإن تعففه حال دون التكفف.
وأما الثاني: فكقصيدته في حجته الأخيرة، شكرا لمن أحسنوا إليه ممن لقي من العلماء وطلبة العلم، وتأتي عند ذكر رحله في رحلته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية ـ حرسها الله وأدام عزها ـ .
أما الثالث: فلعل مثاله قصيدة أهداها إلى بعض علماء نجد نورد منها :
فثم أهلة، وثم أجلة*** وثم أدلة، دعاة إلى الرشد
حماة لشرع الله من إفك آفك*** وزيغة من بالنقص زاغ أو الزيد
كماة توارثوا البسالة، مثلما*** توارثها الآباء جدا إلى جد
بنوا بالتقى والجود مجدهم كما*** شروا بالسخا والبشر حمدا على حمد
سماحتهم أكرم بها طار صيتها*** ومدت رواقها على الجمع والفرد
أشعتها أضاءت الأفق فاهتدى*** إلى منتداهم رائد البذل والرفد
إلى أن قال :
فمن لي بطيار، فأسعد مرة*** بزورتهم ويسمحوا لي بالعود
أباحثهم في كل فن وأجتني*** ثمار حوار الشيب مثلي والمرد
إلى أن قال :
وآخر ما أهدي سلام مرونق *** يحاكي مذاقة لذيذا من الشهد
يشيعه مني أتم تحية*** إلى من بنجد أو بقرب ربى نجد

سادسا: التهنئة:
يتمثل هذا الغرض في شعره، إما في تهنئة أحد إخوانه بمناسبة مولود تجدد إليه، أو بناء دار، وكل ذلك تعبير عن معاني البهجة لخير حم لأخ، أو صديق، أو لأخ صديق .
ومن نماذجه: ما هنأ به ابن خاله وتلميذه: الشهيد السيد أحمد بن الشيخ البشيربن الشيخ حماد الحسني التبورقيلما ابتنى دارا في حاضرة "وادي الشرف" فالتمس منه الدعاء والتهنئة قال فيها :
لا زلتم في الأمن في صحة*** في نعم صافية ضافية
لازلتم في شامخ العز، بل*** دامت لكم أيامكم صافية
سابعا: المراثي :
اقتصرت مراثيه فيما اطلعت عليه على البكاء على العلماء والتعزية فيهم
من مراثيه : مرثيته للشيخ العلامة ذي الكفل بن مفلح الحسني التبورقي ومطلعها :
تراءت الحور في أعلى علاليها*** مستبشرات بقادم يوافيها
ومن مراثيه: مرثيته للشيخ العلامة الفقيه: سيدي محمد بن بادي الكنتي المعروف بلقب: ( سيدي حم )
صدع جرى قلم القضا، فقضى به*** باري البرى، هدا لبعض هضابه
إلى أن قال معزيا للكنتيين :
أترون أنكم يساء حليفكم*** يوما بسوء ما، ولا نوسى به
هيهات ما عضتكم من أزمة *** إلا تحض الجفن عن تسكابه
ومن مراثيه: مرثية الشيخ العلامة المحدث إسماعيل الأنصاري
ما بال فكرك برهة يستعجم*** وهتون دمعك كالغمام مترجم
إن قيل: هذا مفحم من حزنه*** فلرب دمع من حزين يرحم
إلى أن قال :
يا بقعة بأبي الوفاء الشيخ" إسـ*** ماعيل " قدشرفت - سقاك المنعم-
حياك صوب هاطل من رحمة*** محفوفة برضاه،وهو الأعظم
أحرزت من شرف على شرف بما*** ضمنته، وهو الهمام العيلم
ألف العلوم، دقيقها وجليلها*** قد راضها بقريحة لا تسأم
في عنفوان شبابه شهدت له*** أهل الفنون، ولم يزل يتقدم
شهدت له أشياخه بالسبق في*** ذاك المجال، وكلهم متقدم
أفنى الشبيبة والكهولة، ناصرا*** للسنة الغرا، يبث ويخدم
إلى أن قال :
ما جاءه شاك شكى من فاقة*** إلا استوت آلافه والدرهم
أدنى القريب مع البعيد، مواصلا*** صلة القريب، فكل ذينك مكرم
إلى أن قال :
ورث المكارم كابرا عن كابر*** إن الخيار جدوده وهم هم

ثامنا : مناسبات أخرى:
هذا ومما لايصنف تحت الأغراض الأصلية ولكن تناوله شعره
أولا : الترحيب والاستقبال:
إذا استنطقنا هذا الغرض في شعره، نطق بأنه أثر من آثار ما عند المترجم من صدق الحفاوة وما عنده من كرم الضيافة، يعرف ذلك من يعرفه، وسأورد له من ذلك أنموذجين فقط:
أ-الترحيب برئيس مالي السابق موسى تراوري عند زيارة قام بها لجماعة المترجم عام 1403هـ تقريبا، فقال حفاوةبمقدمه ومنها:
وأسرعنا إلى الأمداح نبني ***لسؤدده بها ظلا ظليلا
وننشر فوق رايته برودا*** من الترحيب، تهديه السبيلا
فأهلا، ثم أهلا، ثم أهلا*** به من قادم وبه نزيلا
وشكرا ثم شكرا ثم شكرا*** له، ولمن يكون له دليلا
إلى أن قال :
وعنك يكف كف البغي كفا*** وباغيه، عزيزا أو ذليلا
وساق إلى مناطق أرض مالي *** من الثروات ما يروي الغليلا
فيصدر أهلها البترول طورا *** وطورا يلقحون بها النخيلا
ب : الترحيب بالشيخ محمد بن عبد الله السبيل إمام الحرم المكي في زيارة قام بها إلى حاضرة المترجم " وادي الشرف " مع وزير داخلية مالي – آنذاك - عام(1406)هـ

أرقت صبابة أنى يلام***أخو وجد يؤرقه الغرام
أرقت -ولا عليك- فكم مذيع*** بما يمليه للدهر ابتسام
بلى قد زارنا من أم رحم*** وزمزم والصفا وفد كرام
كرام من كرام من كرام*** بزورتهم قد انكشف الظلام
لقد فازت قداحك أرض مالي*** بما أسدى لك البلد الحرام
وقد أسدى لنا مننا فماذا*** يكافئها ؟ سوى شكر يدام
وتيهي وافخري بالعز ياتي*** فإن الوفد يقدمه الإمام
إمام المسجد المكي طابت*** خطاه وطاب للوفد المقام
فزاد الله تربتها سموا*** يطوف حولها وبها يصام

عاشرا : الشعر العلمي:
إن هذا النوع من الشعر يخص شاعرا دون شاعر، فالشاعر الذي يخصه من جمع بين العالمية والشاعرية، فما كل عالم يجيد الشعر،ولاكل شاعرعالم، ولاكل شاعرعالم مجيد .
من ثم، فما أسميته بشعره العلمي:عبارة عن بحوث علمية عميقة يجيد ترتيب مادتها، ثم يصوغها في الوزن والقافية، أو تحسينات لبحوث عرضت عليه؛ لنقدها، أو إمضاء ما فيها، فيذكر من خلال تقريظها رأيه في المسألة ،وسأقسمه على اعتبار كل ذلك إلى نوعين: شعر النقاشات العلمية ، وشعر التقريظات
أولا : شعرالنقاشات العلمية:
أهم ما رأيته له في هذا الغرض قصيدته التي ناقش فيها العلماء في مسألة "تزكية الأوراق النقدية" وقال في مناسبتها :[... لما تباينت أنظار العلماء وتضاربت آراء الفقهاء في مسألة هذه الأوراق النقدية من جهة إثبات الزكاة فيها قياسا على النقدين، ومن جهة نفيها قياسا على العروض، أو نظرا إلى شبهها بالفلوس عند من ذهب إلى إلحاقها بالفلوس؛ لعدم ورود نص فيها، واختلف أيضا في ربويتها، فنظرت في علاقة المسألة بأبحاث فقهية تزيد على بابي الزكاة والربا كما يعرفه من مارس كتب الفقه ، لكن كثيرا من الناس لا ينتبه لذلك، فلذلك أردت إلفات نظري ونظر غيري إلى ما في المسألة من بحوث فقهية .... وهذا نص السؤال، وقد كان إيراد الأسئلة وإلقائها على العلماء عام (1380) هـ تقريبا وكتب مقدمة لها :
سؤال منظوم من الفقير إلى رحمة ربه محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني وجهه إلى كل من وصل إليه من أهل العلم عملا بقوله تعلى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ الأنس المصفى ص (17)
وتأتي في قسم فقهه :وقد سبق نشرها في هذا الموقع تحت هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=288196
وهذه القصائد من أكبر الدلائل على النبوغ المبكر المفرط لصاحب هذه الترجمة حيث إنه نظمها وهو ابن إحدى وعشرين سنة ، فهو من مواليد عام (1359هـ) وقد نظم الأسئلة عام (1380)هـ وما فيها من نضج لغوي وفقهي نادر جدا أن يحصل لابن خمسين فكيف بابن عشرين،
وسأوردها هنا كاملة لكثرة فوائدها في الكلام على فقهه رحمه الله.
ثانيا : تقاريظ الكتب:
كثيرا مايطالبه بعض علماء قطره عند الفراغ من إنتاج علمي بأن يقرظه له ويزكي عمله.
وربما يحصل منه ذلك بدون طلب من المؤلف كغيره من العلماء الذين قد يرى أحدهم عملا علميا يشجعه ، وربما كان لخطة مرتسمة في ذهنه يتمنى أن لو أنجزت، فإذا رءى الكاتب قد أجاد، حمله الإعجاب بمكتوبه على تقريظه
ومن تقاريظه :
أ ـ تقريظه للعلامة الشنقيطي محمد بن أبي مدين في كتاب الصوارم والأسنة،في الذب عن السنة ،قال:
بارز، فحسبك ما سللت صوارم ا*** فاجمع جموع معانديك وصارما
وادفع عن البيضآ، وذد عن حوضها*** من خاض يحسب خوضه لك هازما
واصدم، فإنك إذ هززت أسنة*** من سنة صحت، هزمت مصادما
واربع عليك، فما لهم من حجة*** إلا دعاوى يحسبون دعائما
أو هيتها وقلعتها مستأصلا*** ياصولها، لاهائما بل هادما
ونصبتها لأسنة مسنونة *** فحذفنها، وكفى بهن جوازما
ورفعت بالضم الدلائل، جامعا*** ما صح بالإسناد جمعا سالما
وفصلت موصولاتهم بأكفهم *** وكففتهم وقصمتهم بقواصما
ما ذاعليك وأنت قد جددت من*** سنن الثقات المهتدين معالما
فاجهد وجاهد واجتهد، لاتخش في*** دين الإله مؤنبا لك لائما
لك أسوة فيمن مضى من أهله*** إذ كافحوا بأسنة وصوارما
ب : تقريظه للشيخ: المهتدي بن إبراهيم الكريم الحسني وفيها يقول :
هذي دلائل بينت للمهتدي*** ماسنه خير الورى، فبه اقتد
هذي معالم لم تدع من شبهة*** للمستريب ولا لغير المعتدي

هذي نقول لم تذر لمناظر*** نظرا، ولاقولا لغير مؤيد
جادت بها كف امرئ ما ضل في *** ما نمقته يداه بل هو (مهتدي)
إلى أن قال :
بعض بقال وقيل عارض سنة*** صحت ولم يعبأ بقول مفند
والبعض الآخر مدع تقليده*** للأصبحي إمامنا ذي السؤدد
أو ماروى هذا وذاك كلاهما*** ما في الموطإ من حديث مسند
يرويه عدل ضابط عن مثله*** عدل عن المختار أفضل مرشد
وهو الرسول ومالك قد قال ما*** تقريبه للباحث المتردد
إن الكلام بأسره ما بين مقـ***بول ومردود لدى من يهتدي
إلا كلام المصطفى ، أفديه بي*** فهو الهدى وإمام كل موحد
هذا وإن القبض مما سنه المخـ*** تار والصحب الكرام ومن هدي
فضع اليمين على الشمال وضعهما*** من فوق صدرك وقفة المتعبد
ودع الخلاف، فما الخلاف بمثمر*** حاشا ولا هو حيث كان بمنجد
وإمامنا المشهور مالك الرضى*** ما زال يفعل ذاك دون تردد
مازال يفعله استنانا - عمره-*** حتى مضى متواريا بالمرقد
لم يرو عنه سوى الذي أدنيته*** للقطف حيث ينال أخذا باليد
ورواية الإرسال إن ثبتت فلن*** تقوى على دفع الصحيح الجيد
وعلى الثبوت يقال مما ناله*** في محنة لا لابتغاء تعبد
فاربع عليك ، فما لخصمك حجة*** يدلي بها للمدعي ،وليجهد
وكفى بما أمليته من سنة *** مرفوعة صححتها، وبها قدي
الله يجزيكم بمايجزي به*** من ذب عن دين الأمين محمد
ج: تقريظه للشيخ عبد الكريم بن أحمد الكرماني الحسني الجلالي
قرظه في رسالة له أنكر فيها بعض مخالفات عقدية في الصحراء سادت عند عوام الناس والمتعالمين الذين لايعرفون في العلم إلا اسمه، سماها :"كشف الريب، عن تخطئة المتطلع إلى الغيب ".
قال الشيخ الوالد رحمه الله :وفي طليعة تلك الأجوبة:جوابه في مسألة كثر التعامي من علماء البلد عنها، وطال ذلك حتى ادعى بعض القاصرين في العلوم الشرعية من ذلك ماهو محظور، وكاد بعض الفضلاء يصرح أنه لاشيء هنالك محذور،كما هو عادة المنكر إذا ترك إنكاره أول نشأته أن يدعي من ينشأ من الطبقات بعد أول نشأته أنه غير منكر، ويقلد أولئك من بعدهم، ألا وهي مسألة: حساب المرضى وما يشاكلها من التكهنات والتنبؤات للغيب الذي نص القرآن العزيز أنه لايعلمه إلاالله تعلى، وأجمعت الأمة قديمها وحديثها سلفها وخلفها على حرمة التطلع له، فلا جرم أن ما كتبه في تلك المسألة وما معه من أجوبته الفقهية التي اختلست النظرفيها من العوائق والعلائق والمشوشات جارعلى المنهج القويم،والصراط المستقيم، قال فيها :
برئت إلى الإله من الكهانة وفاعلها ولا أرضى دهانه
وأبرء من حساب طول عمري*** لغير دراهم أو كالجمانه
ومن طرق الحصاة وكل شيء***يؤدي للضلالة والمجانه
برئت من الجميع وزجر طير*** وتنجيم يروج لذي الخيانه
فقد لاحت لنا سنن وصاحت*** بأن الكل ليس من الديانه

يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 06-25-2014, 01:49 PM   #4


الصورة الرمزية الدغوغي
الدغوغي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 العمر : 14
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: 205. محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي الجلالي السوقي




ب : ناثرا:
إن ما تقدم من شعره لكفيل بأن يدل على نثره، فإن النثر والشعر من مشكاة واحدة، وما من شك أن نثره ليس بأقل من شعره باعتبار الأهمية الأدبية ،كلاهما روضة غناء فواحة الأزهار، وتقدمت شذرات من نثره الأدبي تتخلل كلامه في حكاية شيء مما وقع بينه وبين إخوانه الأدباء وهناك نماذج أخرى(يتبع)

مهارته في الخط العربي السوقي:
لماكان الخط من عداد العلوم التي نتحدث عنها، فإنه يحسن – هنا - أن نذكر أن المترجم - رحمه الله - من ذوي الحظ الكبير في مهارة الخط، وليس ذلك منه غريبا، فتلك عادة أهل بيته من ....إلى .....ولعل الخط ملكة .
بل إن جده الخامس محمد الإمام يحكى هو الذي أجرى في الخط المغربي المعروف التطورات التي جاز بحكمها أن ينفرد باسم الخط السوقي في منطقة الصحراء شمال مالي "آزواد" ـ على ما أخذت عن بعض العلماء الجلاليين ـ ثم استمرت فيه التطورات.
وقد يؤيد ذلك أنه لم يستقل هذا الخط باسم ولا دخلته التعديلات إلا في القرن الثاني عشر الذي عاش فيه محمد الإمام، والذي لاشك فيه أنه لو يستدل بالإرث على معلومة تاريخية لاستدل به على هذه، فكما نال من ذلك الميراث قدرا غير قليل،
قال الشيخ العلامة إسماعيل(فلينن) بن محمد الأمين الحسني الجلالي في ترجمة والد المترجم رحمهم الله
-«...بادر الشباب إليه نصيبه من المنقبة التي اشتهرت بها أسلاف عشيرته من جودة الخط، سيما أبناء وقته، وكان والده – يعني جد المترجم – ممن نال من تلك القسمة الوهبانية التراثية سهما وافرا،وقد سبق القضاء بوراثة الفرع للأصل ويصدق ذلك أني كنت أول ما أدركت هذا الابن – يعني والد المترجم – أرى مهرة الكتاب من جيرانه يتواعدون منزله بكرة وعشيا ويتخذونه دار ندوة المكاتبة، ويحاكون كيفيات بديعة يخترعها رب المنزل من أنواع التجويد، ويحيلون إليه عند الشروع في تحصيل أية نسخة فواتح البدايات وخواتم النهايات زيادة في طلب رواج المكتوب
أما المترجم فأكبر شاهد على مهارته فيه تلك المخطوطات التي خلفها مكتوبة بيده، ولمهارته فيه كان كثير ممن حواليه من الخطاطين يأتون إليه؛ ليبري لهم الأقلام ويستوهبونها منه - رأيت ذلك كما رآه إسماعيل في أبيه -، إذ يرى غير الخطاطين المهرة أن أقلام الخطاطين أرقى بهم إلى شيء من الجودة والإتقان.
وينطبق على خطه ماقال أخوه الأنصاري المحمود بن يحيى واصفا براعة جماعة علماء (وادي الشرف ،قريته) في الخط السوقي المغربي
فنخط الحروف خطا أنيقا
لم يقرمط مجودين ارتصاعه
لا ترى الألفات تشكو اعوجاجا
لا ولا الميم تشتكي الطمس ساعه
أسطر تستوي كأسنان مشط
قومت أسهما كذاك الصناعه
وقول الشيخ محمد بن يوسف الحسني التبورقي في نفس السياق:
تخال إذا ما رقشوا الرق رقهم
بتائك ريش من خوافي الطواوس
بل قال فيه نفسه الشيخ عبد الكريم الحسني الجلالي في مرثيته له
وبجودة الخط الذي قد زخ
رفته بنانه من قبل سار الراكب
ولما كان الحديث عن الخط فلا بأس أن يذكر تذييلا عليه ما أوتي أيضا من القدرة الفذة على قراءة الخطوط بأنواعها الجيدة والرديئة، والمشرقية والمغربية في ذلك سواء، فقد رأيته كلما وجد مخطوط مشرقي الخط أو مقرمطه، وأعوزت قراءته بعض العلماء رفعوه إليه فيقرؤه ،كما يقرأ خط يده،وكذلك كثيرا ما يقف بعض العلماء الفطاحلة في الصحراء من جيرانه دون قراءة الخط المشرقي (الرقعة )فيأتيه به فيقرؤه له كأنه كتبه ،
ويذكرني هذا أيضا أنه وردت علينا في وادي الشرف عام "1405" هـ تقريبا كتب أدبية من جمهورية العراق ،ومن ضمن تلك الكتب: كتاب فيه شعر فني على شكل دوائر متداخلة ، لكل واحدة منها مركز تنطلق منه الأبيات، وربما لاتقل عن أربعين بيتا متداخلات على أشكال هندسية، فاجتمع إليه عدد من الأدباء والعلماء يحاولون قراءته، فاستعصى فك العقدة حتى آل امرها إلى أحجية، وكان المترجم ليس في المجلس أولا، وإذا هو قدجاء فناولوه الكتاب، وقليلا من اللحظات قرأ عليهم القصيدة مسترسلا، فشكروا له وأثنواعليه خيرا، وكذلك يظنون منه قبل مأتاه، أسمعهم يقولون لو جاء فلان لحل لنا اللغز أو ما معناه هذا.
حياته مع العلوم الشرعية:


العقائد والفرق:
كما أولى – رحمه الله - العلوم العربية من نحو ولغة وأدب عناية فائقة حتى أحرز السبق فيها على كثير من معاصريه، وكما يشهد له مارأيت من دقة دراسته لعلوم العربية بشهادة احتباك شعره ومتانة نثره.
وكما شهدله به العلماء والشعراء،فكذلك لم ترض له نفسه النهمة في طلب العلم أن يكون متخصصا في فن دون فن، بل تسلق اهتمامه وعنايته إلى أفانين فنون الشريعة، فصار مرجعا مهما فيها في جميع علومها، وغصت حلقته بطلبة العلم، وتتابعت عليه استفتاءات من علماء صقعه يستفيدون من علمه، وسنتناول بعض جهوده في الدراسة الشرعية في مباحث:
يقول –رحمه الله-في الكلام حول دراسته للعلوم [ وأما علم العقائد،
ـ فمما طالعت وقرأته بتفهم وتحقيق :
- ـ كتاب التوحيد، لابن خزيمة
ـ الفقه الأكبر، للإمام أبي حنيفة
ـ العقيدة ، للصابوني
ـ العلو للعلي الغفار، للذهبي
- ـ نونية ابن القيم وشرحها
ـ والصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، له ،وكثير من كتب ابن تيمية وابن القيم
ـ والأسماء والصفات، للبيهقي
ـ والاعتقاد، له
ـ وشرح اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكاي الذي جمع فيه كثيرا من عقائد أهل السنة والجماعة.
ـ والعقيدة الطحاوية
ـ وشرحها لابن أبي العز الحنفي
وكتاب التوحيد من صحيح البخاري
مع شرحه فتح الباري وكذلك غيره من كتب الحديث من أمهاتها وغيرها
والملل والنحل، للشهرستاني
-والفِصَل في الملل والنحل، لابن حزم
والإبانة ،للإمام الأشعري
-ومقالات الإسلاميين واختلاف المصلين له
وكتاب السنة ،لعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل
وكتاب السنة ،لمحمد بن نصر المروزي
وكثير من كتب الإمام محمد بن الوهاب وشروحها
وكثير مما صنفه العلماء المعاصرون في عقيدة السلف ، وكثير سوى ما ذكرنا مثل:
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة للشاطبي
فلم أزل ألازمها مدة مديدة وأراجعها بإمعان النظر في كل جزئية وقفت عليها من الجزئيات المتنازع فيها، ، وأقتني ماوجدت سبيلا إلى اقتنائه منها في بعض الأحيان، وأستعيرها، وأراجعها مرة بعد الأخرى،...
ثم إني بعد أن طالعت هذه الكتب المذكورة ،واطلعت على كثير من خباياها وخفاياها المستورة، جمعت زبدة ما استخلصت منهافي رسالة نفيسة سميتها: " الجواهر السنية، في العقائد السنية " .
وحاصل ماكتبت فيها بعد نقل ما اطلعت عليه من مقالات علماء السلف والخلف أني على عقيدة أيمة السلف من المحدثين والعلماء الأعلام المرضيين مثل البخاري وابن خزيمة والإمام مالك بن أنس والشافعي رضوان الله عليهم-
ثم نقل نقولا كثيرا عن الأيمة في إثبات الصفات ونقل بعض عقائدهم
وقد ذكرنا فيما تقدم أنه اختار سلفنا الماضون وأيمتنا المتقدمون عقيدة ابن أبي زيد القيرواني فكانت عندهم من أهم مايتعلمون من العقائد السلفية،وقد تقدم أني لقنتها في أيام نعومة أظفاري، ولم أزل بعد ذلك أعلمها لتلامذتي صغارا وكبارا، وأرشد إليها من استرشدني من المبتدئين كماكان عليه أسلافنا؛ لما هو معروف من كونها الجامعة لعقائد السلف الصالح - رضي الله عنهم
محدثا:-
قال -رحمه الله- في سياق دراسته للفنون وانقطاعه إلى خدمة العلم:
... إلى أن ألهمني الله تعلى –وله الحمد- أن علم الحديث هو: ميراث النبي ﷺوالاشتغال به من أهم القربات إليه –كما قال القائل –
العلـم مـيراث النـبي كـذا أتى*** في النص، والعلمـاء هـم وراثـه
فـإذا أردت حقيـقة تـدري بهـا*** وراثـه، وعرفـت مـا ميراثـه
ماورث المخـتار غـير حـديثــه*** فـينا، وذاك متاعـــه وأثاثـه
فلنا الحـديث: روايـة نبـويــة*** ولكل محـدث بدعـة إحـداثـه
وقال بعض الأعلام في صدر ثبت له في ذكر بعض ما لأهل الحديث من الشرف ما لفظه :
«..وكفى الراوي المنتظم في هذه السلسلة شرفا وفضلا، وجلالة ونبلا أن يكون اسمه منتظما مع اسم المصطفى في طرس واحد، على رغم أنف الحاسد المعاند، وبقاء سلسلة الاسناد من شرف هذه الأمة المحمدية، واتصالها بنبيها خصوصية لها بين البرية...» فهرس الفهارس (ج 1 / ص 81)
فحين ألهمت ذلك وأرشدت إلى ماهنالك ترقت الهمة، وقويت العزمة فاشتد مني الاشتياق إلى علم الحديث وأصوله، وقد سبق أني في عنفوان شبابي أقرأ صحيح البخاري في مسجد قومي - يعني الجلاليين - على عادة المغاربة المألوفة عند القدماء من علمائنا أنهم يقرؤن صحيح البخاري في المساجد في شهري رجب وشعبان كل عام، ولم تتغير تلك العادة عندنا حديثا كما أوضحته في رسالتنا التي سميتها: بـ ( اللؤلؤ المنسوق، في كيفية تعاليم أهل السوق )
وهذه العادة تكلم عليها بعض علماء المغرب كالعلامة عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني في فهرس الفهارس، فإنه ذكر في ترجمة ابن غازيأنه : «...كان يسمع في كل شهر رمضان صحيح البخاري...» فهرس الفهارس (ج 2 / ص 891)
فكما ألفت قراءته كما ذكرت لك في عهد الشباب حفظت كثيرا من متون أحاديثه وأسانيده، وعرفت من ضبط رواته أخذا عن الأشياخ المعتنين بضبط كل مايرجع إليه ماقدر الله لي، وأخذت في تلك المدة إجازة خاصة بصحيح البخاري ثم إجازة عامة لجميع كتب السنة وغيرها ،بل ولجميع كتب الفنون، فافتتحت قراءة كتب الحديث بعد بلوغ سن الاكتهال الذي كان هو الأصلح لقراءة الحديث؛ لما لايخفى من أنه مجتمع العقل ورجوع الانسان إلى خشية ربه والتمكن من الفهم عن الله ورسوله لمن حصل من علوم اللسان وأصول الفقه بعد أصول الدين على مايؤهله للمشاركة في تلك المراتب السامية .] الأنس المصفى ص(28)

كتب المصطلح:
قال رحمه الله : [ فابتدأت بقراءة أصوله المعبر عنها بمصطلح الحديث ؛لما علمت من أن الإقدام على قراءة الحديث من غير تحصيل لأدواته ولا أخذ عن أهله مما لاسبيل إليه فحفظت بادئ بدء
المنظومة التي تعرف بالبيقونية وهي :الأرجوزة التي نظمها عمر بن محمد
وكذلك الكثير من شراحها قد لازمته ثم حفظت :
ألفية السيوطي في علم الأثر، وقد لازمتها عدة سنين مع شروحها
منهج ذوي النظر لمحمد محفوظ الترمسي وبعد ذلك لازمت :
مقدمة ابن الصلاح مع:
شرحها التقييد والإيضاح للعراقي:
تدريب الراوي على تقريب النواوي وهو كتاب نفيس للإمام النووي لخص به مقدمة ابن الصلاح وسماه: التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير .

ـ ومن الكتب التي لازمتها بعد أن طالعتها عدة مرات
الكفاية في قوانين الرواية للخطيب البغدادي
و الجامع لاخلاق الراوي وآداب السامع له أيضا ثم
معرفة علوم الحديث للحاكم محمد بن عبد الله النيسابوري
و الاقتراح في محاسن الاصطلاح لابن دقيق العيد
وألفية زين الدين بن عبدالرحيم بن الحسين العراقي
وشرح المؤلف عليها
وشرح زكريا الأنصاري عليها المسمى فتح الباقي على ألفية العراقي
وفتح المغيث في شرح ألفية الحديث للسخاوي
وتوجيه النظر إلى علم الأثر للجزائري
وقواعد التحديث للقاسمي
ومقدمة القسطلاني لشرحه على البخاري مع شرح نجا الأبياري عليها
ومقدمة فتح الباري التي تسمى هدي الساري لابن حجر
وكذلك نخبة الفكر له أيضا مع شروحها قد لازمتها مدة ، ونظمتها في بحر الرجز نظما رائقا سميته الدرر في علم الخبر وعدة أبياتها (217)وتاريخ ذلك مذكور بالرمز في خاتمة الكتاب وستأتيك -إن شاء الله- وأنقل لك بعد الفراغ من نقل فاتحته وهي هذه :

ثم بعد أن أتحفك بنقل فاتحته نعززها بنقل خاتمته لتكون على يقين من أن الكتاب من نظم المترجم وهي هذه:
باسم الإله المالك البدايه*** ومنه نرجو الفوز في النهايه
نحمده – علا- على إحسانه*** حمدا يدوم مدة امتنانه
من خصنا بنعمة الإسناد*** من خصنا بنعمة الإسناد
إلى أن قال
ولم تزل عناية الأكابر*** مصروفة لحفظه في الغابر
قد صنفوا فيه وهذبوه*** ونقحوه ثم رتبوه
وكان ممن فاق فيه ابن حجر***إذ صاغ للطلاب نخبة الفكر
إلى أن قال :
لما رأيت درها غزيرا ***منسجما ودرها نثيرا
ناجتني النفس إلى تنسيقها ***لكن مع العجز على تنميقها
إلى أن قال :
أسميته الدرر في علم الخبر *** في نظم نخبة الإمام ابن حجر وهذه خاتمة النظم :
إلى أن قال في خاتمته :
دونكها فقد تناهى وانتجز*** تنسيقها، وبحرها بحر الرجز
إن فاتني بنسجه العراقي*** فإن هذي نخبة الأعلاق
ضمنتها النخبة لا مزيدا*** عنها، سوى ما لاتزان زيدا
أدنيت منها سائغا مسهلا*** وقد أجزتها لمن تأهلا
وافق ختمها أواخر رجب*** في عام شكر الله مالكي وجب)
وإنني محمد بن أحمد*** الحسني الادرعي المحتد

ثم قال : ـ رحمه الله ـ وقد وضعت على هذا النظم شرحا سميته : (تجديد الأثر، لمن اعتنى بعلم الأثر ) وسيأتيك الكلام عليه -إن شاء الله- عند ذكر المؤلفات الآتي آخر الترجمة.
ثم إني لما طالعت الكتب المذكورة ولازمتها سنين ورسخت في قلبي جملة وافرة من قواعد فن المصطلح الذي هو السلم الأعلى إلى تعلم الحديث،وحفظت كثيرا من متونه وإن كان كثير من أهل زماني قلما يلتفتون إليه به كما وصف به أبو عبدالله محمد بن عبد الرحمن السلوي الرباطي - أكثر أهل زمانه - إذ قال لبعض من أجازه من تلامذته ما لفظه :
«...ولا يخفى عليك أيها المحب ماعليه غالب أهل الوقت من الإقدام على قراءة الحديث من غير تحصيل لأدواته ولا أخذ عن أهله، وبعضهم يعتمد على إجازة شيخه، مع أن الاعتماد في ذلك على إجازة الشيوخ مجردة عن تحصيل ما لا مندوحة عنه من الأدوات ومعرفة مصطلح أهل هذا الشأن اغترار وجهالة، لتعليق المجيزين ذلك على الشرط المعتبر عند أهل الحديث والأثر، وبالضرورة انتفاء المشروط بانتفاء شرطه... » فهرس الفهارس (ج 1 / ص 173)
ازداد الشغف مني إلى علم الحديث ورجاله والتفقه فيه كما هو الغاية القصوى والمهمة العظمى في دراسته وتعلمه ، لامجرد الدعوى الذي هو نصيب الكثير من الناس
ولذلك حداني مابي من الرغبة فيه على جمع مسموعاتي ومروياتي ومجازاتي من الفن وصرفت همتي إلى بذل الجهود في تعلمها مابين كتب الصحيح والسنن وكتب الأحكام وكذلك كتب الرجال وكتب العلل والموضوعات .
كـ
بلوغ المرام مع شرحه:
سبل السلام
والمنتقى مع شرحه :
نيل الأوطار للشوكاني
فمن الصحاح التي بذلت جهدي في تعلمها والتفقه فيها
الصحيحان لإمامي المحدثين أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري) ومسلم بن الحجاج القشيري وأضفت إليهما لمة بالمطالعة أجزاء من:
صحيح ابن حبان المسمى بالتقاسيم والأنواع ، وأجزاء من :
صحيح ابن خزيمة
ومن كتب الأيمة:
موطأ الإمام مالك مع شروحه
-والرسالة
والأم، لمحمد بن إدريس الشافعي
وسنن النسائي
وسنن الدارمي
وأجزاء من المسند للإمام أحمد بن حنبل
ومن السنن :
سنن أبي داوود
وسنن الترمذي
وسنن ابن ماجه
ودروس بالمطالعة من سنن البيهقي؛ لأنه من مجازاتي عن الشيوخ
ومن المعاجم :
المعجم الصغير للطبراني
ومن غيرها :
المستدرك للحاكم
والمختارة للضياء المقدسي
وكلها بشروحها وحواشيها ومنها:
الأدب المفرد للبخاري

وأما صحيح البخاري فقد قرأته مع شرحه: فتح البارئ للحافظ ابن حجر العسقلاني ( قلت : لقد رأيت نسخته التي قرأ فيها صحيح البخاري مع الفتح، وليس فيها مجلد إلا كتب عليه تاريخ الانتهاء منه ،وما فيه من مسألة مهمة-وكلها مهمة- إلا وعليها أثر قلمه،ولقد كتب عليها تمليكا لي تفاؤلا منه أن انقطع إلى علم الحديث كانقطاعه إليه – حقق الله له ذلك)
وصحيح مسلم قرأته مع شرحه المسمى بالمنهاج شرح مسلم ابن الحجاج
وأما سنن أبي داوود فمع كثير من شروحه، لكن شرحه المسمى بعون المعبود المطبوع معه شرح ابن القيم هو الذي لازمته أخيرا،
وأماسنن الترمذي فمع شرحه المسمى : عارضة الأحوذي لابن العربي المالكي
وأماسنن النسائي فمع حاشية السندي والسيوطي عليه
وأما ابن ماجه فمع حاشية السندي عليه
ومن غير السنن :
كشف الاستار عن زوائد البزار
ومصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه
وغيرها ]
من كتب الرجال التي لازمها:
قال -رحمه الله- :[ وإليك قائمة بأسماء ما حضرني منها الآن منها :
تهذيب الكمال للمزي
وتقريب التهذيب لابن حجر
وتهذيب التهذيب له
وميزان الاعتدال للذهبي
ولسان الميزان لابن حجر
والكامل لابن عدي
وتاريخ ابن معين
والاستغنا فيمن عرف بالكنى لابن عبد البر
والكنى والأسامي لأحمد بن حنبل
وتاريخ الثقات، للعجلي
وإسعاف المبطا، برجال الموطا
وتاريخ أسماء الثقات، لابن شاهين
وتاريخ عثمان بن أبي شيبة
والمعين في طبقات المحدثين
وكتاب مشاهير علماء الأمصار، لابن حبان
وتاريخ واسط، لبحشل
وتاريخ دمشق، لابن عساكر
وطبقات خليفة ابن خياط
والجمع بين رجال الصحيحين، للمقدسي
وتعريف أهل التقديس، لابن حجر
وبلغة القاصي والداني في شيوخ الطبراني لحماد بن محمد الأنصاري
وكثير غيرها من كتب الفن منها:
إصلاح غلط المحدثين للخطابي
وأخبار المصحفين للعسكري
وكشف الخفا والإلباس للعجلوني
والمقاصد الحسنة ، في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة للسخاوي
والمنتقى من مسند المقلين
ومسند الحب بن الحب أسامة بن زيد
وجزء القراءة خلف الإمام للبخاري
والتاريخ الكبير
- والصغير له
والموضح لأوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي
والضعفاء والمتروكون للنسائي
والاكمال في المؤتلف والمختلف لابن ماكولا
والمشتبه في الرجال أسمائهم وأنسابهم للذهبي
وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر
والأنساب للسمعاني
والاستيعاب في أسماء الأصحاب لابن عبد البر
يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 06-25-2014, 01:50 PM   #5


الصورة الرمزية الدغوغي
الدغوغي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 العمر : 14
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: 205. محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي الجلالي السوقي



وتجريد التمهيد المعروف بالتقصي له
وتهذيب الأنساب لابن الأثير
والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر
وكثير غيرها.
وأما كتب التراجم التي لاتختص بأهل الحديث فقد طالعت كثيرا منها ولازمتها بعد أن اقتنيتها.
فمنها :
مايختص بمذهب " المذهب المالكي" مثل كتاب:
المدارك للقاضي عياض
-والديباج المذهب في ذكر أعيان علماء المذهب لابن فرحون
ونيل الابتهاج بتطريز الديباج كلاهما لأحمد بابا التمبكتي
والابتهاج بتوشيح الديباج للقرافيوهو ذيل الديباج
-وشجرة النور الزكية في طبقات المالكية
وفتح الشكور في علماء التكرور للبرتلي
ومن المختصة بالشافعية:
طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي
ومن المختصة بالنحويين:
بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة
ومن المختصة ببلد من البلاد:
البستان في تراجم علماء وأولياء تلمسان
ومن المختصة بالأصوليين:
الفتح المبين في طبقات الأصوليين
ومن المختص بالصوفية :
طبقات الصوفية للشعراني
ومن المختصين بالبلدان ويتضمن تراجم أهلها من الأعلام
معجم البلدان لياقوت الحموي
وأما الكتب التي لاتختص بمذهب ولابلد فمنها :
التاج المكلل في تراجم الرجال لصديق حسن القنوجي
54ـ الدرر الكامنة في اعيان المائة الثامنة لابن حجر
والبدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني
وحسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة للسيوطي
-وفهرس الفهارس والأثبات
ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات للكتاني
وتبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام الأشعري
.وغيرها مما لا أكاد أحصيه مما استفدت منه أو اقتنيته أولازمته بالمطالعة أو التدريس

ومن أهم كتب الفن التي لازمتها وأفرغت جهدي في دراستهاوتفهمها وضبطها كتاب:
المنفردات والوحدان لإمام المحدثين مسلم بن الحجاج القشيري- صاحب الصحيح وهو الذي أفرده لتسمية من روى عنه رجل أوامرأة حفظ أو حفظت عن رسول الله ﷺمن قول أو فعل ، فلا يروي عن كل واحد منهم إلا واحد من مشهور التابعين لا ثاني معه في الرواية عنه كما قال الإمام مسلم في مقدمة الكتاب .
وأنا ايها المسود للورقات من حسن حظي أني قد وقفت على هذه الذخيرة العظمى حين كنت أشتغل بتحصيل كتب الحديث التي ضاعت في خزانتي بسبب الوقعة المعروفة في ( وادي الشرف ) التي سنلم بنبذة من خبرها فيما يأتي وهو –إذ ذاك- بيد أخي وحبيبي وصفيي وزميلي وابن خالي محمد زين الدين بن الشيخ المنير الحسني الإدريسي - حفظه الله ـ وأطال بقاءه في عافية- فكدت أطير فرحا لشدة رغبتي في كتب الحديث المتداولة، فكيف بالغريبة وضعا، النادرة طبعا، فحين رءى الشيخ المذكور -حفظه الله- شدة شغفي به آثرني بالنسخة التي بيده- فجزاه الله خيرا-
وحين آثرني به شرعت في مطالعته فورا، ولم أزل كذلك حتى طالعته من الدفة إلى الدفة، بالرغم من كون تلك النسخة كثيرة الأخطاء المطبعية، لكني مع تفاقم تلك الاخطاء وتورطي في التصدي لتصحيحها من كتب الرجال وشراح الحديث واجتهادي في ذلك أرسلت إلى الآفاق في طلب نسخة تساعدني على مهمة التصحيح بعد تفتيش المكاتب التجارية مرة بعد مرة أطلب منه نسخة ولم أزل أطلب من أرباب الخزائن من كان عنده خبر لتلك الضالة المنشودة ، لكن الله تعلى لم يقدر النجاح لتلك الجهود التي بذلتها في تلك المهمة حتى قدر الله تعلى وله الحمد أن بعثت برسالة في إنشاد تلك الضالة إلى أخينا وصديقنا الموريتاني محمد سالم بن علي بن عبد الودود رئيس المحاكم الشرعية بموريتانيا وعضو المؤتمر الإسلامي في السعودية فأهدى إلي منه نسخة كتب عليها- هكذا-
أهدي إلى محمد ذي الوصف*** بالحج شكري وودادي أصفي
أسقى زلال رصف بالرصف*** قرضا فكيف لي برد النصف
أجزي لباب بره بعصف*** دخن فما هذا إذن بالنصف
فلما وصلت إلي تلك النسخة فرحت بها فرحا لا يكون أقل من فرحي بذلك الكتاب الذي أعرف اسمه قديما، ولم أطلع على مسماه قبل حين أتحفني به الأخ المذكور، وقد ذكره الحافظ ابن حجر في نخبته في مبحث الوحدان حيث قال: وصنف فيه الإمام مسلم والحسن بن سفيان النسوي وقلت في نظم النخبة التي تقدمت فاتحته وخاتمته
وفيه صنف الإمام الحسن*** ومسلم، وكل ذين حسن
ومع الأسف وجدت النسخة الجديدة مع القديمة متقاربتين أو هي هي أو إياها على القولين الشهيرين
وكان وصولها إلي بعد الفراغ من نظمه وتصحيح الكثير من أخطائه، وماحملني على الشروع في نظمه قبل الفراغ من تصحيحه أو اليأس منه إلاشدة استملاحي لهذا الصنيع الفذ لاسيما من مثل هذا الإمام الذي كان جديرا بقول القائل :
هيهات لا يأتي الزمان بمثله*** إن الزمان بمثله لبخيل
ولاجرم أني حصلته في ألف بيت ومأتين وستين بيتا تقريبا لما تضمنه من الفوائد وتقييدا لما حواه من الأوابد والشوارد .
ودونك مقدمة الأرجوزة المذكورة ،وناتي بعدها بخاتمته وهي هذه:
قال محمد سليل أحمد*** الحسني الأدرعي المحتد
وهو من بني ربيعة الهمام*** من آل نجله الشهير بالإمام
نحمدك اللهم يامن منحا*** عباده من فضله وفتحا
إلى أن قال :
وبعد: فالعلم أجل ما اقتنى*** عبد فنعم المقتفى والمقتنى
وهو حياة بعد موت أهله ***خلاف ما لجاهل بجهله
أفنيت في خدمته سن الشباب*** وخضت من بحاره كل عباب
وقد جعلت كتبه أنيسا*** أبذل فيه النفس والنفيسا
وهي النجي والجليس المؤتمن*** وماسوى العلم كخضراء الدمن
فاخترت من خيارها علم الحديث ***وهو الأهم في القديم والحديث
إلى أن قال :
هذا وللعلم فنون جمه*** أجلها ما صنف الأيمة
ومن أهمها لنفع المسلم ***ما جمع الحفاظ مثل مسلم
فإنه بذل في التصحيح ***جهوده وقام بالتنقيح
فأفرد الوحدان للرواة ***وجمع الذين واللواتي
فعن لي تنظيم تللك الدرر ***مقرونة بما لها من طرر
ثم إني أريد أن أتحفك بنقل خاتمته وهي هذه:
هنا انتهى والحمد لله على*** إحسانه الجزيل جل وعلا
إليكها تتمة للباب*** جعلتها خاتمة الكتاب
ضمنتها معذرة للألمعي*** وثاقب الذهن وكل لوذعي
فمن يصادف خللا، فليصلح*** والله عنده جزاء المصلح
لعل جل مايرى من ناسخ*** صحف أو حرف قول الراسخ
إلى أن قال:
أبياته "حمد" يليه "شكر"*** لمن له حق الثنا والشكر
في سادس الأيام من ذي الحجة*** قد انتهى فاقبل إلهي حجتي
من عام ألف مع أربعمئين***وستة من بعد عشرة تبين
انظر : الأنس ص(31-32)
قلت : من نماذج معانته في تصحيحه قوله :(وهاهنا شيء نريد التنبيه عليه لأنه أشكل علي، فلذلك أفصحت بإشكاله علي نظما وهو أن يزيد بن طلق ذكره الإمام مسلم فيمن روى عنه يعلى بن عطاء وتفرد به ورقمه في النسخة التي بيدي( 655)وبعد خمسة من أسماء الرواة الذين انفرد عنهم تكرر ذكر ذلك الاسم ونسبه من غير فرق بينهما ورقمه هكذا ،فبحثت في المراجع التي بيدي فلم أجد إلا واحدا له ترجمة في الثقات لابن حبان (ج 5ص543) وفي تهذيب الكمال للمزي (ج6ص 429)وكلهم اتفقوا على أن شيخه عبد الرحمن بن البيلماني،وأنه روى عنه يعلى بن عطاء كما ذكره الإمام مسلم ، فلذلك نبهت على ذلك نظما؛ لعدم وثوقي بالنسخة الموجودة عندي من جهة الصحة، ولم أزل في البحث ولم أجزم بكون ماهنا تكرار ولا غير تكرار وقلت نظما
وهاهنا لابد للمطالع*** من لفتة أبرزها للسامع
أن يزيد وهو ابن طلق*** ذكر مرتين دون فرق
وقد وجدت الاسم كرتين*** وكان مرقوما برقمتين
لذاك قد قيدته تقييدا*** مقلدا لمن مضى تقليدا
فابحث معي كي نجد البيانا*** واكشف لمثلي كي يرى عيانا
انظر هدية الولدان نظم المنفردات والوحدان ص خ
ثم قال - رحمه الله- :
أعود فأقول : من كتب الفن التي لازمتها منذ أمد مديد كتب الموضوعات مثل :
كتاب تنزيه الشريعة لابن عراق
والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني
واللئالئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي
وكتب غريب الحديث كـ
النهاية لابن الأثير
ومشارق الأنوار للقاضي عياض
ومشكل الحديث لابن قتيبة وغيرها مثل :
الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث وهو من قسم الموضوعات -كما عرفت-
ويعجبني أن أتمثل بقول الحافظ أبي القاسم ابن عساكروأقتدي به في قوله في هذا المجال:
لقول الشيخ أنبأني فلان*** وكان من الأئمة عن فلان
إلى أن ينتهي الإسناد أحلى*** لقلبي من محادثة الحسان

أ: فقيها
قال بعد كلام في دراسته الأدبية ...
[ فثنيت العنان إلى ماهو خير من ذلك وهو: التفقه في الدين فإن { من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين } كما ورد عن الرسول الأكرم ﷺوشرف وكرم وعظم ، فابتدأت في تعلم الفقه بالمذهب المالكي الذي هو السائد في البلاد الصحراوية التي هي مسكني ومسكن أسلافي منذ قرون لاتقل عن خمسة( حيث إن أجداده وصلوا إلى الصحراء قادمين من المغرب في القرن التاسع الهجري، وقد تكلمت على ذلك بشيء من البسط سابقا ) وكذلك ما حول الصحراء وكان أسلافنا ممن كان يعتنقه قديما، ما بلغني أن احدا منهم تمذهب بمذهب غيره في العصور التي قبلنا من دخولهم للبلاد الإفريقية إلى يومنا هذا
ولا أستثني من ذلك إلا أن يكون واحدا من علمائهم متبصرا في القواعد الفقهية، ويطلع على الأدلة فيرجح من الأدلة ما هو أقوى عنده وإن وافق نظره نظر واحد من العلماء من أهل المذاهب الأخرى تبع الدليل ولم يتقيد بالمذهب ولا يسمى خروجا عن المذهب -كما لايخفى-
ففي أول مرحلة من تعلم الفقه شرعت في قراءة:
مختصر خليل مع شروحه لكن شرح الدردير
مع حاشية الدسوقي عليه هو الغالب في دروس أهل طبقتي وهو من المتوسط من الشروح التي بين أيدينا وهو أيضا من شروح المختصر التي وقع عليها اختيار كثيرمن علماء بلدنا؛ لكونه متوسطا، فأخذت في دراسته مع ذلك الشرح وتلك الحاشية على أيدي جماعة من مشايخ قبيلتي والعادة عند مشايخنا عند التدريس: أن يستحضروا عند الدرس من الشروح والحواشي ماتدعو الحاجة إليه مثل:
شرح عبد الباقي الزرقاني
والخرشي
والشبرخيتي
ومواهب الجليل للحطاب
وجواهر الإكليل وغيرها، ويحضر الدرس جماعة من العلماء من طبقة أشياخ المدرس ويستفيد من حضر من المشايخ من تلك الشيوخ ، فكنت في تلك المدة متقيدا بالشرح المذكور مع حاشيته المتقدمة -كما علمت- ...ثم قال : وبعد ذلك اشتغلت بمطالعة غير شراح خليل ما بين مختصر ومطول فمنها:
كتاب القوانين الفقهية، لابن جزي الكلبي
وبداية المجتهد ونهاية المقتصد
وكتاب المقدمات والمتممات، لابن رشد واستفدت كثيرا من المطولات كـ
-شرحي الحطاب
-والمواق على خليل ومن الحواشي: كـ
حاشية البناني
والرهوني
-وجنون وغيرها ومن شروح الرسالة كـ
شرح النفراوي
وحاشية العدوي على كفاية الطالب على الرسالة وغيرها مثل :
كتاب الدرة اليتيمة في الفرائض للأخضري] الأنس المصفى (26)
ب:أصوليا:
يقول رحمه الله :
ثم بعد ماتقرر نبين لك أني بعد ما قرأت على المشايخ جملة من الكتب الفقهية ،وطالعت الكثير منها، تاقت نفسي إلى علم أصول الفقه ؛لأنها: الأساس الوحيد للتفقه في الفروع منصوصها ومستنبطها، والحكم العدل في المسائل الإجماعية والخلافيات وقد قالوا: من لم يثبت على دعيمة أصل تلاعبت به الفروع ؛لأنه لا يعرف الحجاج ولا يعرف ترتيب الأدلة ولايميز بين مايقوي الدليل وما يضعفه ولا يكون خبيرا في تطبيق الأحكام على النوازل والوقائع
فأخذت عن المشايخ الآتي ذكرهم:
جمع الجوامع لابن السبكي مع
شرحه المحلي
وحاشيته للبناني
و( حاشية ) العطار وطالعت:
مسلم الثبوت بشرح فواتح الرحموت
واللمع لأبي إسحاق الشيرازي
وإرشاد الفحول إلى علم الأصول للشوكاني
كالمستصفى للغزالي
والأشباه والنظائر للسيوطي
وكتاب الموافقات للشاطبي
وكتاب الفروق للقرافي
ومن مختصراتها :
الورقات لإمام الحرمين
وغيرها...] الأنس المصفى ص( 26-27)

قلت :ومن قرأ فتاويه عرف أن له مطالعة واسعة في علم الفقه وما يرجع إليه، ولماكان كلامنا على دراسته للفقه، وأصوله فلا بأس إن ألقينا الضوء على صلته بالفتوى وطريقته فيها .

أنموذج من فتاويه
وإذ تكلمنا عن خدمته للفقه فنورد هنا نموذجين من فتاويه :
أـ فتوى في البيوع تتعلق بـ"السمسرة "
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله تعلى على محمد وآله وصحبه وسلم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد/ فيقول العبد الضعيف، المرتجي رحمة ربه اللطيف، الاتي باسمه، آخر رسمه، ألقي إلي كتاب كريم، من أخ كريم يتضمن سؤالا هذا نصه .
ما قولكم في رجل اشترى جملا من آخر بواسطة سمسار، فاستحق الجمل في يد المشتري، فرد له البائع ما قبض من الثمن، وبقي ما قبضه السمسار؛ لأجل سمسرته، هل ينظر في ذلك إلى عادة القرية التي وقعت فيها تلك البيعة أو يرد سمسرته ما قبضه إذ إنما قبضه لأجل ما استحق من يد المشتري أم لايرده لقاعدة من عليه التوى فله النماء، فإنه أي السمسار كالضامن بالوجه إذا استحق المال الذي بيع بالسمسرة ولم ير البائع، فإن السمسار يغرم القيمة فيما رأيت عند القرويين، ولا أدري هل لذلك الحكم مستدلا أم لا؟ أفيدوا الجواب ؟
فأجبته متبرئا من الحول والقوة لله تعلى، ومستمدا من آلائه التي ما زالت تتوالى، بأن الذي أدى إليه نظري الفاتر أن ما أخذه السمسار من جهة سمسرته في مسألة المبيع إذا استحق يرد على صاحبه ما سوى ما يقابل ما انتفع به مالك ذلك المبيع من مال السمسار من سكنى منزله، والشرب من مائه، وأكل ضيافته، وما يتبعها من الشاي وغيره، وما سوى ذلك منه فلا أعرف لتركه له وجها سائغا وإن لم ينتفع بشيء مما ذكرنا فيرده كاملا؛لأن ذلك المال جزء من المال المردود بدون أدنى شك، ولا داعي لرد البعض وإبقاء البعض.
وأما اعتبار عادة القرية أو البلد فله شروط مذكورة في كتب الفقه .
الخرشي عند قول خليل وإلا فبالعادة، والعادة يعمل بها إن لم تكن فاسدة؛ لأن العادة يعول عليها إذا لم يكن نص إلا إذا وافقت قواعد الشرع اهـ
وفي تلخيص المفيد: والأمور المراعى فيها العرف إنما تعتبر بشروط منها: أن يكون العرف موافقا لقول ـ ولو ضعيفاـ
أو يثبت بالعدول المثبتين ـ ممن لهم معرفة في الجملة ـ أن العمل جرى بذلك من العلماء المقتدى بهم في الأحكام .
الزرقاني: لا عبرة بالعادة إذا خالفت الشريعة اهـ
ومن المعلوم أنه لاشريعة تتيح أكل مال امرئ مسلم بالباطل.
وأما قاعدة من عليه التوى فله النماء، فلا أراها من هذا الباب؛ لأنها إما تجري بين البيعين ـ لا غيرـ وقد علمت أن السمسار ليس من هذين،كما أن تشبيه السمسار بالضامن بالوجه غير تام، بل ضمانه ضمان الغرم ؛ لأنه ما دخل أولا إلا على الغرم، على أنه لا يبيح له الضمان بالوجه أكل شيء من مال استحقت سلعته فرد الثمن إلى مشتريها؛ لأن الضمان من الثلاث التي ذكر الفقهاء أنها لا تكون إلا لوجه الله تعلى.
وأما فرض تغريم السمسار إذا لم يوجد البائع،فليس بشيء مما نحن فيه؛ لأن ذلك التغريم تقابله أموال جزيلة يأخذها السمسار من السلع الغير المستحقة وما سواها من الأموال ليس له عليها حكم، وحاصل ما عندي أن المال المذكور يرد على صاحبه فورا؛ لأن آخذه وإن كان وكيلا على البيع ويأخذ من المال جعلا على خدمته فيما وكل على بيعه فإن الوكالة من أصلها قد انهدمت بالاستحقاق وإن كان أجيرا،فالإجارة أيضا قد انفسخت؛ لانعدام ما تستوفى منه وهو المال المردود؛لأن المعدوم شرعا كالمعدوم حسا، وبيع المستحق كلابيع فأنى يترتب عليه لغير البيعين شيء بعد ما تبين عدم انعقاد البيع بينهما حكما والله أعلم وأحكم

ب :فتوى في بيع عملة بدين عملة أخرى:
ونص السؤال هل يجوز بيع فضة الجزائر بدين سيفا؟
ونص الجواب :فالجواب عنه ـ والله أعلم ـ أن ذلك صحيح ؛ لأنه لا يخلو من أحد أمرين :
إما أن يكون من المصارفة في الذمة، وإما أن يكون من تعيين ما في الذمة.
أما الأول فهو صحيح في النقود بشرط كون العوضين معلومين
إما بصفة يتميزان بها، وإما أن يكون للبلد نقد معلوم أو غالب فينصرف الإطلاق إليه، ولو قال بعتك دينارا مصريا بعشرين درهما من نقد عشرة بدينار، فإن لم يكن في البلد نقد عشرة بدينار غير نوع واحد، انصرفت تلك الصفة إليه .
قال ابن قدامة في المغني (وكذلك الحكم في البيع )
وقال في موضع آخر، (ويجوز اقتضاء احد النقدين من الآخر ويكون صرفا بعين وذمة في قول أكثرأهل العلم )
واما الثانية وهي: تعيين ما في الذمة المعبر عنه بقولهم : المعينات لاتقبلها الذمم فإن هذه القاعدة المعروفة خالفها المالكية في صورتين إحداهما هذه ، وقالوا فيها لا يتعين النقدان بالتعيين ،وإنما تقع المعاملة بها على الذمم وغن عينت النقود إلا أن تختص بامر يتعلق به الغرض كشبهة في أحدهما أو سكة رائجة دون النقد ، وقالوا إن خصوصية الدنانير والدراهم لا تتعلق بها الأغراض فلا اعتبار لها في نظر الشرع ،وعلى هذا فكل ما يقوم مقامها وألحق بها قياسا فلا مانع من جواز بيعه وصرفه على هذا الوجهفيما يظهر لي ، هذا عن نظرنا إلى قول من قاسها على النقود، واما إن نظرنا إلى قول من قاسها على غيرها فلا مانع ايضا . والله الموفق للصواب
وكتبه الفقير إلى عفو الله وكرمه
محمد الحاج بن محمد أحمد بن أحمد الحسني ثم الأدرعي ـ تاب الله عليه ـ
ونكتفي بهذين الأنموذجين، وعندي عدة فتاويه، ومنها ما يصل إلى كراسة متوسطة، ولا أريد إثقال الكتاب بها؛ لأني على نية ـ إن أمد الله من العمر،وجرت الأماني على المرغوب أن أفردها في مجلد مستقل مرتب على الأبواب محقق، إن ذلك على الله يسير.

ومن شوارده الفقهية:
أ: أرجوزة رائعة ذيل بها بيتي ابن غازي الشهيرة عند أصحابه المالكية
بيع الشروط الحنفي حرمه ***وجابر سوغ لابن شبرمه
وفصلت لابن أبي ليلى الأمه***ومالك إلى الثلاث قسمه
وقد وجدتها مكتوبة بخط شيخنا العلامة زين الدين بن المنير الحسني الإدريسي ـ حفظه الله ـ وهي متداولة عند طلبة الفقه عندنا ،قال شيخنا زين الدين : كتب بيده المباركة ما نصه :
هذا ولما وقفت على البيتين المشهورين في البيع والشرط، وكانا في غاية من التعقيد،ولعل ذلك إنما وقع من جهة الإيجاز، الذي يكاد يئول إلى الإعجاز، ويجعل الكلام في سبيل الإلغاز، أردت ان أفصل ذلك المجمل تتميما للفائدة ، فقلت والله الموفق للصواب
تفصيل ما أجمله وأبهمه***بعضهم، إذ قال فيما نظمه
"بيع الشروط الحنفي حرمه***وجابر سوغ لابن شبرمه"
"وفصلت لابن أبي ليلى الأمه***ومالك إلى الثلاث قسمه"
أن حديث النهي عنه قدمه***أبو حنيفة؛ لذاك حرمه
وبحديث جابر قد سلمه***من دون قيد شيخنا ابن شبرمه
إذ باع عند المصطفى وأبرمه***ناقته، وشرط حلب ألزمه
فلم يزل بظهرها مستخدمه***حتى أتى مع الرسول حرمه
وابن أبي ليلى ومن قد لاءمه***قد سوغ البيع بقصة الأمه
إذ شرط الولاء في المساومه***فالشرط بالنص الرسول هدمه
ومالك ـ أكرمه ونعمه ـ***مولاه جل لثلاث قسمه
وقال ما للعقد من ملازمه***به، وما المقصود مما لاءمه
أو كان مما قد يحل قيمه***أو اقتضى العقد له به سمه
أولا، ولكن لم يناف المبرمه***فأول منها كثان حرمه
وثالث كرابع قد سلمه***إمام دار طيبة المكرمه
مبينا ما غيره قد أبهمه***قالوا ونص هؤلاء علمه
لكن بغير ما ارتضوه فهمه***فكلها بما رءاه أسهمه
وهاهنا أذكر في المتممه***إذ فاتني التنبيه في المقدمه
أني قد نقلت هذي التقسمه***عن الدسوقي، حبي بالمرحمه
صلاة مولانا على من قدمه***وبالسلام منه جل كرمه
وبالرضى توجه وعممه***ما فتح امرؤ بذكره فمه

ب :فريضة القضاة
للشيخ العلامة محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي الحسني الجلالي ت 1423هـ
إن مات مولى معتق عن سيد ***سيده وولد للسيد
فولد السيد بالولاء ***أولى ومن سواه عنه ناء
من ثم قد روى عن الإمام ***بعض من الأجلة الأعلام
في ابن وبنت شريا أباهما ***فعتق الاب بحكم عنهما
فأعتق الأب رقيقا ثم مات ***مولاه بعدما يوافيه الممات
أنهما يقتسمان بالنسب ***لابالولاء جمع ماترك أب
والابن وحده له ولاء ***مولى أب، بذلك الافتاء
كما إذا ماأعتقته وحدها ***فلهما بنسب لادونها
فالإرث بالولاء فيه يشترط ***أن لايكون وارث النسب قط
قال الفقيه الحاذق ابن عرفه ***خزانة العلم فسل من عرفه
قلت وهذه لدى الثقاة ***قد سميت فريضة القضاة
غلط فيها عدد كثير ***والخطب في استعصائها شهير
وهاأنا قيدتها للمعتني ***بالنظم كي يدعو لي من يقتني
دونكها والحمد للمعين ***فاشدد عليها راحة الضنين
أسنى صلاة ربنا الحسيب ***علي النبي المصطفي الحبيب
ومن أهم نظمه العلمي القصائد التي جرت بينه وبين علماء موريتانيا ففي عام 1380هـ تداول العلماء في صحراء شمال مالي "منطقة آزواد" مسألة الأوراق النقدية ،وكان رحمه الله ممن ناقش مع أهل العلم هذه المسألة ومن أجل من ناقش معه المسألة واحتفظت بذلك ذاكرة تراث شعري فقهي رائع كل من شيخنا العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله
والعلامة المؤرخ المختار بن حامد الديماني ـ رحمه الله ـ
وغيرهم وقد نشرت في الموقع سابقا .

بعد أن عرفت تمكنه في الفقه وأصوله، فإنه بحكم ذلك اعتمدت عليه الفتوى في منطقته مع توافر العلماء الكبار والأجلاء، فصار هو منتهى المسائل والإفتاء في كثير من قضاياهم،
وقلما تأتيه مسألة إلا وتحول إليه وقد يأتيه أحد العلماء الأعلام مع الخصوم بنفسه ، وقد يجتمع العلماء في أحد أنديتهم على مسألة فلا يبتون فيها إلا إذا حضر، وكلما أفتى لايعقب على فتواه .
وأعرف مسألة تعقدت من خلال تناول القضاة لها وتغاير وجهات نظرهم فيها تتعلق بالأنكحة، انتهت إليه أخيرا فقضى فيها، وبعد وفاته أثيرت مرة أخرى، فرفعت إلى كثير من علماء الصحراء،وكل منهم بعد معرفته بما قضى به يلزم طرفي النزاع به، وأخيرا رفعت إلى علماء ( تامكوتات ) فسأل من رفعت إليه من أكابرهم طرفي النزاع، هل رفعت المسألة إلى أحد قبلنا ؟ فقيل: رفعت إلى فلان وفلان وفلان وإلى الشيخ الحاج، فسألهم بما قضى به، ثم ألزمهم به ثم قال لهم ما معناه : قضاء قضى به الشيخ الحاج من الصعب نقضه .
وكما يرجع إليه كثير من أهل العلم في بلده فكذلك يراسله منهم من كان بعيد الصقع، وقد شاهدت في ( وادي الشرف ) أنه يؤتى كلما أعضلت معضلة علمية؛ لكشف الستار عنها ،
قال -رحمه الله- في سياق بيان طريقته في الفتوى [...يستدعي أن أبين لك -أيها القارئ الكريم- أني ما أفتيت في مسألة من النوعين الذين ذكرتهما إلا بعد تعيين من مشايخي وزملائي من أهل العلم .
فإن بعضهم ربما أرسل إلي خصوما؛ لأفصل بينهم في قضية، (قلت : يقع هذا كثيرا من الشيخ العلامة المنير بن الشيخ حماد الحسني التبورقي ،ومن أخيه الشيخ البشير، أن يرسل إليه خصوما؛ ليفصل بينهم ،ومن العلامة محمد(زد) بن حميدي الأنصاري التيكراتي ومن العلامة الرشيد الأنصاري الجلالي - رحموا جميعا – ومن ... ومن .... شاهدت ذلك مرارا وتكرارا
وبعضهم يأتيه الخصوم فيرشدهم إلي. (قلت يقع هذا من علماء منطقته كثيرا إما: حضوريا أو كتابيا)
ومنهم من يأتيني مع الخصوم؛لأفصل بينهم وهو حاضر( قلت قد شاهدت ذلك مرارا من الشيوخ الأجلاء : محمد(زد) بن حميدي الأنصاري التيكيراتي والرشيد بن أحمد بن موسى الأنصاري الجلالي .
ومنهم من يأتيه استفتاء من صقع قريب أوبعيد من أحد أهل العلم هناك، فيستنيبني في فصل القضية ( قلت ممن وقع له معه ذلك العلامة إسماعيل بن السعيد الحسني التبورقي وغيره).وإذا فصلتها حبذ ذلك أوسلمه أو قرظه إن كان مكتوبا ( من نماذج ذلك: فتواه ببدعية خطبة قبل خطبتي الجمعة التي استفتى فيها قاضي منطقة (منكا)محمد محمود بن القاسم الجعفري علماء وادي الشرف، فأحالوا عليه، فأجاب بمؤلف (عندي ) فقرظه كل من الشيخ العلامة زين الدين بن المنير الحسني التبورقي وابن عمه العلامة أحمد بن محمد أحمد( أيد) والعلامة محمد زد بن حميدي الأنصاري التيكيراتي ومنها: مسألة الصوم بخبر المذياع فقد قرظه آخرون ) حتى صار الأمر إلى أن أكبر المسائل التي ترفع إلى مجتمعنا ربما وجهها إلي أهل الحل والعقد من الأشياخ والعلماء من جماعتنا.
فإذا كان الأمر كذلك وهالني الخوف مما أعلم من خطورة باب الفتوى( القضاء ) أنه نيابة عن الشارع فلا ينبغي أن يستهان به ولا التساهل فيه تفكرت في أن نصب أحد للفتوى أو عزله إنما يكون للعلماء بشروط مذكورة في كتب الفقه في كلا الأمرين، وقال النابغة الأغلالي:
والحق أن تفتي بعد أن ترى*** نفسك أهلا ، ويرى ذاك الورى
فمالك أجازه سبعون ا ***محنكا للصحب يتبعون ا
وقال ما أفتيت حتى شهدا*** سبعون شيخا أنني على الهدى ....

طريقته في الإفتاء:
قال -رحمه الله
ثم إني لما اطلعت على كثير من كتب الفقه المالكي أصولا وفروعا، واطلعت على قواعده، ،وطالعت من ذلك جملة وافرة لم أضيق على نفسي في مطالعة ما سواها من كتب المذاهب الأخرى، سواء كان أصولا أو فروعا أوكان من شروح الأمهات الحديثية، لكن جل اهتمامي إنما هي على التي تكلم على فقه المسألة، ثم تأتي بالدليل في مواقع الإجماع والخلاف كالمغني لابن قدامة وبداية المجتهد لابن رشد فكلاهما يأتي بفقه المسألة ثم بالدليل ثم بمواقع الإجماع والخلاف ويرجح من ذلك مارجح عنده دليله، والغالب أن يكون ذلك من دون تعصب لمذهب على مذهب ولا لمشرق على مغرب، ولذلك كان يعجبني كل منهما ويعجبني أيضا من شراح الحديث ماكان على هذا المنوال مثل فتح الباري على صحيح البخاري وشرح النووي على صحيح مسلم المسمى بالمنهاج شرح مسلم بن الحجاج وما شاكلهما.
وأما الإفتاء فإذارفعت إلي مسألة فقهية نظرت فيها، ثم فتشت الكتب وبحثت عنها في كتب المالكية، فإذا لم أجدها منصوصة للمالكية فتشت، وبحثت عنها في غيرها من كتب المذاهب الأخرى التي تتكلم على فقه المسألة وتأتي بالدليل من الكتاب والسنة إن كانت منصوصة، وإن كانت مستنبطة بينوا ذلك في محله، وإذا وقفت عليها ووقفت على ما استدل به نظرت في ذلك، فإن ظهر لي وجه استدلاله عملت بالدليل وأفتيت بمقتضاه من غير خروج عن المذهب ولا تقليد للآخر؛ لأن ما ثبت بالدليل من الكتاب والسنة لا تقليد فيه لأحد من المقلدين كما لا اجتهاد فيه للمجتهدين .
ومن المعلوم أنه متى وافق الدليل قولامن أقوال الأيمة، فالعمل بالدليل لابقول القائل، وإن خالفه قول واطلعنا على الدليل، فإنا نتبع الدليل من غير غض من القائل، والمذاهب الفقهية أيضا مما لاسبيل إلى توحيدها إلا بطريقة واحدة وهي: الإجماع في المسائل التي ثبت فيها وهي قليلة بالنسبة إلى ما تقرر فيها الخلاف منها بين الأيمة ، وكما لاسبيل إلى توحيدها لاسبيل إلى تضليلها كلها بحسب مخالفة قول قائل غير الرسول ﷺ مالم يخالف قاطعا من كتاب أوسنة أو إجماع ، وذلك ليس مذهبا لواحد من الأيمة فيقلد فيه ،فإن الأيمة اتفقوا على أن كل ماصح عن رسول الله ﷺ فهو مذهبهم وصرح به كل واحد منهم انظر الأنس ص (27
شيوخه :
تكلم عن شيوخه ـ رحمه الله ـ وذكر ما أخذ عن كل واحد منهم بالتفصيل وقسمهم ثلاث طبقات، وأنا أذكرهم مسرودين فقط
شيوخه الذين تصافح مع بعض شيوخه عندهم وهم :من أخذ عنهم درسا أو درسين.
ثم قال - رحمه الله –(أما الطائفة الأولى منهم وهو: من أخذت عنهم درسا أو درسين فغالبهم: شيوخي وشيوخ أشياخي؛ فلذلك لايناسبني أن أهمل ذكرهم؛ لأجل قلة ما أخذت عنهم ولا لكونهم أشياخ أشياخي؛ فإنهم ممن لا يتهاون بهم ولا يستهان بنعمة الأخذ عن أمثالهم ؛لما يرجى فيهم وفي أمثالهم من الخير والفضل والبركة، ولا يستهان أيضا بمشاركة المرء لأشياخه في بعض أشياخهم، وما زال العلماء يرغبون في ذلك ويفرحون به؛ لقلة عدد الوسائط في حق من حصل ذلك بينه وبين المصنفين بالنسبة إلى من لم يحصل له ذلك.
فمن أولئك الذين ذكرت أنهم من أشياخي وأشياخ أشياخي وأخذت عنهم بلا واسطة:
الشيخ العلامة سعد الدين بن عمار الحسني الإدريسي الجلالي ت(1371هـ
الشيخ العلامة محمود بن محمد الصالح الحسني الإدريسي[ الجلالي ] ت (1370هـ
الشيخ العلامة السداد واسمه: الصالح بن محمد الصالح الحسني الأدرعي[ الجلالي ] ت(1369) هو من مشايخ مشايخنا.
الشيخ العلامة المرتضى بن أحمد البكاي الحسني الأدرعي[ الجلالي ] ت (1393)هـ
الشيخ العلامة محمد الصالح المعروف بزيد بالضم والتنوين بن العربي الحسني الأدرعي [ الجلالي ] ت (1394)هـ
6/ الشيخ العلامة أحمد الكرماني بن عمار الحسني الإدريسي [ الجلالي ] ت (1381)هـ
الشيخ العلامة العلامة محمد الصالح المعروف بـ(متال) القرشي الكنتي [ الجلالي ] ت (1373)
الشيخ العلامة المحمود بن يحيى الأنصاري الأيوبي التبورقي ت(1406)
الشيخ العلامة محمد القاضي بن محمد أحمد الكنتي نسبا الجلالي
الشيخ:محمد أحمد بن عمران الحسني الإدريسي[ التبورقي ] ت (1406)هـ
الشيخ العلامة محمد بن شعيب الحسني الإدريسي [ التبورقي ] ت (1396)هـ
شيوخه الذين أخذ عنهم الكثير ـ وهم الأكثرـ
قال -رحمه الله-
[ وأما من أخذت عنهم كثيرا من الكتب، أو أخذت عن واحد منهم كتابا من الكتب التي قرأتها ولازمتها فمنهم :
الشيخ ابن العم محمد بن محمد الأمين الحسني الأدرعي الجلالي
الشيخ ابن العم السداد بن المختار الحسني الأدرعي الجلالي
الشيخ العلامة محمد الشيخ بن موسى الحسني الجلالي (1383)هـ
الشيخ محمد المعروف بـ"إلي" بن محمد ويعرف بمحجرالحسني الأدرعي الجلالي
الشيخ العلامة أحمد بن الأمين الكنتي الجلالي [ يلقب حمود ت (1394) هـ
الشيخ محمد أحمد بن محمد الصالح المعروف بمتال الكنتي الجلالي ويلقب :السُلم
الشيخ العلامة إنجُنَّ بن حاز الحسني الإدريسي التنغاكلي
الشيخ العلامة نوح بن محمد الصالح بن عبد الرحمن الإدريسي [ الجلالي ] يلقب بصفوان
ه الشيخ العلامة زين الدين بن محمد الصالح الأنصاري التكيراتي ت (1420)
الشيخ العلامة محمود بن محمد الصالح الأنصاري التكيراتي ت (1403 ) هـ
الشيخ العلامة محمد بن محمد الصالح تان الأنصاري التيكيراتي ت(1402)هـ
الشيخ العلامة محمد الصالح -يعرف بـ"الفتى" بن محمد أحمد -الكنتي الجلالي ت (1405
( الشيخ العلامة المحمود بن الشيخ حماد الإدريسي التبورقي ت (1407
الشيخ العلامة محمد العتيق بن سعد الدين بن عمار الحسني الإدريسي [الجلالي
الشيخ العلامة حمدا بن محمد بن الخضرالإدريسي الجلالي ت (1389)ه
شيوخه الذين أخذ عنهم من غير تدريس:
قال -رحمه الله-
وأما أشياخي الذين أخذت عنهم من غير طريقة التدريس واستفدت منهم كثيرا - ولله الحمد - فمنهم :
الشيخ العلامة المنير(أنار) بن الشيخ حماد الحسني الإدريسي التبورقي ت(1415)هـ
الشيخ العلامة عبد القادر بن الشيخ محمد الصالح الكنتي الجلالي ] ت(1414)
الشيخ العلامة محمد إغلس محمد بن اليماني الإدريسي النسب ت(1399 )
الشيخ العلامة محمد بن الخضر بن حرم بن زين الجكني [ الشنقيطي ] (ت 1414)هـ
الشيخ العلامة محمد محمود بن القاسم الجعفري الناصري الموريتاني ت (1424
الشيخ العلامة مما بن الشيخ حيدرة الشريف الحسني التنبكتي التندتاسي
قال رحمه الله والحاصل أن من أدركت من مشايخ بلدنا ومن لقيت من العلماء الآفاقيين،قل منهم من ليس له علي مشيخة .
انظر:الأنس ص (56-58))


 

رد مع اقتباس
قديم 06-25-2014, 02:07 PM   #6


الصورة الرمزية الدغوغي
الدغوغي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 العمر : 14
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: 205. محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي الجلالي السوقي



أسانيده:
لقد كان من فضل الله علينا وعليه أن رزقه بأسانيد كتب السنة وغيرها من الكتب المتداولة إجازتها شرقا وغربا، ومدار أسانيده التي اطلعت عليها على ستة شيوخ، التقى بعضهم مع بعض في شيخه، وأخذ بعضهم عن بعض ، اللهم إلا الأخير من شيوخه، فإنه انفرد به عن أشياخه وزملائه ـ فيما أعلم ـ
ـ ما يتضمن ثبته من فهارس:
يتضمن ثبته عدة فهارس، وكل فهرست عبارة عن عدة فهارس أيضا ونلخصها لك
íأولا :فهرست شيخنا الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين الحسني الجلالي(وهو أول من أجازه)
وهي عبارة عن ثلاثة أثبات: :
ـ ما أجازه به والده العلامة الشيخ سعد الدين بن عمار كما أجازه به العلامة شيخه المفسرمحمد الصالح بن محمد بن ميدي الحسني الجلالي بإسناده الذي ينتهي إلى الشيخ أحمد بن الشيخ الحسني الجلالي عن شيخه التنبكتي محمد بن محمد بغيغ بن محمد جورد عن أبيه، إلى آخر الثبت الجلالي المتداول بين علماء منطقة جنوب الصحراء من القرن الحادي عشر إلى أن أخذته أنا أيها الكاتب عام( 1425)هـ من عدة طرق.:
ـ ما أجازه به الشيخ عيسى القاضي بن تحمد الحسني التبورقي، عن مولاي عبد الرحمن عن الشيخ باي عن الشيخ حمزة الفلاني
ـ ما أجازه به الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري كما أجازه محمد ياسين بن عيسى الفاداني المكي وغيره من أشياخه إجازة.

وهي عبارة عن سبعة أثبات :
- ما أجازه به الشيخ سعد الدين بن عمر بسنده المشار إليه ويأتي - إن شاء الله-
- ما أجازه به الشيخ عيسى القاضي بن تحمد بسنده المشار إليه ويأتي - إن شاء الله-
ما أجازه به الشيخ أحمد الجلادي وهوالمعروف – (أوسك بن هُلي) - كما أجازه به شيخه سديد، عن الشريف مولاي عبد الرحمن عن الشيخ باي- أي نفس سند الشيخ عيسى القاضي - إذ الشيخ عيسى يلتقي مع الشيخ المحمود في شيخه مولاي عبد الرحمن الذي روى عنه بلا واسطة ، وروى عنه المحمود من غير طريقه بواسطتين:
ـ ما أجازه به العلامة حك بن إبراهيم الجلادي وهو نفس ثبت الشيخ أوسك فإن كليهما أخذ عن الشيخ سديد عن الشيخ عبد الرحمن، ويقال فيه بالمقارنة مع سند الشيخ عيسى ما قيل في الذي قبله
ـ ما أجازه به الشيخ محمد ياسين بن عيسى الفاداني ـ مكاتبة ـ
ـ ما أجازه به الشيخ محمد شعراني المنذري
ـ ما أجازه به الشيخ زكريا أبو عبد الله
كل الثلاثة الأخيرة أجازوه بالمكاتبة - وبوساطة الشيخ إسماعيل الأنصاري- وكما أجازه
شيخهم جميعا عمر بن حمدان المحرسيويأتي سندهم – إن أذن الله-
ثالثا: فهرست الشيخ الفتى بن محمد أحمد الكنتي الجلالي وتتضمن :
ما أجازه به الشيخ عيسى القاضي بن تحمد بالسند المتقدم
رابعا :فهرست الشيخ محمد بن تان الأنصاري التيكراتي وتتضمن :
ـ ما أجازه به الشيخ المحمود بن الشيخ حماد الحسني وقد عرفت شيوخه ـ
íخامسا:فهرست شيخنا الشيخ زين الدين بن الشيخ المنير الحسني التبورقي (وهو من زملائه وأقرانه، وقد استجازه بعد ضياع أصوله وأخذه في نهضة جديدة لاستعادة الأسانيد،)
وتتضمن خمسة أثبات:
ما أجازه الشيخ المحمود كما أجازه من تقدم ذكرهم
ما أجازه الشيخ والده المنير بن الشيخ حماد : - وهو عبارة عن أسانيد أحمد بن الشيخ الحسني الجلالي - ولم يعين بالتحديد من أخذها عنه فيما كتبه بالنيابة عنه الشيخ عيسى لابنه زين الدين.
ما أجازه الشيخ عيسى القاضي بسنده المشار إليه والآتي -إن شاء الله-
ما أجازه الشيخ العتيق بأسانيده إلى شيوخ شيوخه المتقدمة .
ما أجازه الشيخ أحمد بن محمد أحمد الحسني التبورقي كماأجازه الشيخ المحمود به بأسانيده المتقدمة .
سادسا : فهرست الشيخ مما بن حيدرة بن محمد الصالح التندتاسي التنبكتي وكما أجازه أشياخه منهم أبو الخير عبدالله الإرواني. -
وقد انفرد بهذا السند الأخير عن جميع شيوخه وأقرانه ـ فيما أعلم ـ
ويمكن اختزال هذه الفهارس التي وصلت بمجموعها إلى ستة، وبطرقها إلى ثمان عشرة طريقا في أربعة فقط:
أولا ـ فهرست الشيخ سعدالدين [ الثبت الجلالي ] الذي أخذه المترجم عن ابنه الشيخ العتيق، والشيخ المحمود.
ثانيا:فهرست الشيخ المحمود الذي أخذه عنه المترجم- بلاواسطة- وأخذه -بالواسطة- عن كل من الشيخين محمد بن تان الأنصاري، وزين الدين الحسني.
ثالثا:فهرست الشيخ عيسى القاضي الذي أخذه بواسطة أربعة من الشيوخ وهم : الشيخ المحمود،
والعتيق والفتى وزين الدين
الشيخ مما بن حيدرة التنبكتي أخذه عنه بلا واسطة .فهرست
وجدير بالذكر هنا أنه - رحمه الله - جمع أسانيده وأثبات شيوخه في فهرست تعتبر موسوعة لأسانيده وأسانيدهم سماها :(تزيين المدارس، بما لأشياخي من الفهارس) وهو لو طبع لصار مجلدات .
وكان هذا الكتاب النفيس مما ضاع يوم العدوان في ( وادي الشرف ) ، وعسى الله أن يرده إلينا سالما في جمع من مؤلفاته ومخطوطات أجدادنا العزيزة وكل ماضاع من تراث آبائنا.
وبعد أن تأخر عنه لقاؤه بعد الضياع، وطال منه الحنين والأنين والدعاء أن يرد إليه ،لخص مضمونه في رسالة سماها: ( الدر النضيد فيما لدي من الأسانيد ) ، وقد أودعته كله لكتابنا الإمتاع والإبهاج الذي نلخص منه هذه الترجمة
ولاهتمامه المنقطع النظير بالأسانيد وخدمتها اعتبر فيها في بلده مرجعية ، فأخذ عنه الإجازات حتى أقرانه فكيف بغيرهم من العلماء وطلاب العلم

بعض الآخذين عنه:
أخذ عنه خلق كثير لا أحصيهم .
فمنهم :من أخذ عنه درسا.
ومنهم :من أخذ عنه إجازة.
ومنهم :من أخذ عنه درسا وإجازة.
وقد أخذ عنه قبل إدراكي سن التمييز كثير وكثير، وهؤلاء لا سبيل إلى معرفتهم إلا بإقرار من أحدهم، أو الاطلاع على مكتوب فيه ذلك .
من مجالسه العلمية
والذي شاهدته من مجالسه العلمية الجماعية سبعة في "وادي الشرف" ما يلي
أولا : مجلس درس فيه موطأ الإمام مالك بفقهه وأسانيده، قد جمع ذلك المجلس إلى طلبة العلم كبار المشايخ وتسابق الناس في حضوره والاستفادة منه، وسيأتي بعض أسماء من حضره - إن شاء الله -
ثانيا:مجلس درس فيه نيل الأوطار،للشوكاني،وكان زعيما درسه الشهيدين: محمود بن المنير بن حماد الحسني التبورقي ـ رحمه الله ـوابن عمه الأدنى أحمد بن البشير ـ رحمه الله ـ فانضم إليهما بقية إخوانهما من أهل وادي الشرف،وقد حضره لفيف من طلبة العلم والمشايخ.
ثالثا: مجلس درس فيه تدريب الراوي للإمام السيوطي، وقد حضره الطلاب الكبار من أهل وادي الشرف .
رابعا: مجلس درس فيه ألفية الإمام السيوطي وقد تكرر مثل هذا المجلس منه
خامسا: مجلس درس فيه مختصر خليل في الفقه المالكي وقد تكرر مثل هذا المجلس منه
سادسا: مجلس درس فيه جمع الجوامع في أصول الفقه، وقد تكرر مثل هذا المجلس منه
سابعا: مجلس درس فيه نظمه لنخبة الفكر المسمى بـ"الدرر، في علم الخبر"

أما بقية مجالسه الفردية لأخذ الفقه أو المصطلح أو العربية فأمر يدور مع الليل والنهار في حياته ،ولا يقطعه إلا عذر من سفر أو مرض أو نحوها، ثم تستأنف .

وسأذكر بعض الآخذين عنه ـ على اختلاف طبقاتهم سنا وعلما ـ ولا أذكر هنا إلا من رأيته يتلقى عنه أو سمعته يقول ذلك أو رأيت ذلك مكتوبا .
ومن أولئك:
شيخنا محمد يحي ( آمدي ) بن حمدا الحسني الجلالي ـ رحمه الله ـ أخذ عنه في مصطلح الحديث وفي الفقه وعلوم العربية، وأجازه بجميع مروياته ومسموعاته، وجدت ذلك في تراجم مختصرة مطبوعة على الكمبيوتر لأعضاء جمعية البر والدعوة إلى الدين الحنيف .
أما ما أخذته عنه شفويا فهو: الإشادة بكثرة إفادته له في كل فن، وأن له عليه فضلا عظيما في كل شيء، وأخذ عنه إجازة كما في إجازته لي – وهي عندي بخطه ـ رحمه الله -
شيخنا المحمود بن محمد (ألاغ) الأنصاري التكراتي ـ حفظه الله ـ أخذ عنه في المصطلح،وفي الفقه، وأجازه بجميع مروياته ومسموعاته، وجدت ذلك في تراجم مختصرة مطبوعة على الكمبيوتر لأعضاء جمعية البر والدعوة إلى الدين الحنيف – وأخذ عنه إجازة، وقد أفادني الشيخ محمد ذو الكفل بن محمد ين تان الأنصاري أنه أجازه الشيخ المحمود وأعطاه تلك الإجازة التي كتبت بخط الوالد - رحمه الله – تكريما له .
وقد رأيت في كتاب الفيض الفراتي في أخبار الحي التكراتي لأخينا الشيخ حمزة بن عثمان الأنصاري التكراتي أنه اخذ عنه في الفرائض
شيخنا السيد المبارك بن محمد الحسني السكني ـ حفظه الله ـ أخذ عنه إجازة، وكانت إجازته له ضمن أسانيده التي ناولني إياها وأجازني بما فيها، ولعله أخذ عنه غير ذلك .
الشيخ إسماعيل بن محمد ظلع الأنصاري التيكيراتي ـ حفظه الله ـ فقد أخذ عنه إجازة ورأيته يحضر بعض مجالسه العلمية في وادي الشرف
الشيخ محمد محمود بن القاسم الجعفري الناصري، ـ رحمه الله ـ قاضي مدينة ( منكا) – سابقا، أخذ كل منهما عن الآخر في الفقه وغيره ،ذكر الشيخ ذلك في الأنس المصفى انظر ص (63)
الشيخ العلامة الأمير بَزي بن حسب الفلاني الجابري ـ رحمه الله ـ أخذ عنه كثيرا من العلم والذي شاهدته، أخذه عنه ألفية السيوطي في المصطلح .
الشيخ المهتدي بن إبراهيم الكريم الحسني التجشي ـ حفظه الله ـ مؤسس المركز الإسلامي في (إبنغ)أخذ عنه في أصول الفقه: جمع الجوامع وفي الفقه المالكي: مختصر خليل، رأيته يدرس عنه في بيته عام ( 1413)تقريبا ، وكان يعرض عليه بعض رسائله العلمية للنظر فيها قبل تداول الايدي.
الشيخ عثمان بن محمد (ألاغ) الأنصاري التكراتي ـ حفظه الله ـ ، أجازه بجميع مروياته كما أفادنيه أخي ابنه الشيخ حمزة ، مضيفا أن الإجازة عند والده بخط المجيز.
الشيخ أزمزم بن حينح الإسحاقي – من شيوخ منطقة منكا شيخ قبيلة (تنسلمت ) ـ رحمه الله ـ
أخذ عنه في الفقه، ورأيته يسأله عن مسائل سؤال الطالب لشيخه فيفيده،وقد أكثر من ذلك
الشيخ عبد الله بن أزمزم الإسحاقي ـ حفظه الله ـ – من شيوخ منطقة منكا شيخ قبيلة تنسلمت–
أخذ عنه في الفقه، ورأيته يسأله عن مسائل سؤال الطالب لشيخه فيفيده ،وقد أكثر من ذلك، ولدي رسالة منه إليه بخطه
بسم الله وكفى والسلامان على المصطفى ، وبعد فإلى حضرة الشيخ الجليل عالم الوقت من التسليمات والتحيات مايليق بجنابه الأفخم ، ثم إن الباعث على الكتاب إعلامك بأنه وصل إلي كتابك الكريم فأعجبني ما فيه من التفاؤل ولذيذ خطابك،فتلقيته بالقبول،...ولقد اقتضت جلالة قدرك أن يكون لك مرتب من جهة الحكومة ،فلما لم يكن كان حقك ثابتا علينا، إذ لولا وجودك في هذا البلد لانقطع عن الحركة العلمية،، ولذلك فأهم خاطر خطر ببالي حين سمعت نزولك في "تن فاضمات" ما يكون لك عونا في المقام فينا لعلمي أن نزولك علينا من نعم الله التي يخاف ذهابها بعدم القيام بواجب شكرها......تذييل فإن وقفت على نص في ولي خصا كبشاليتيمة فمات من الخصاء هل كان يضمن ؟إن كان لذلك نص فأرسله إلينا بخطك في يد أول طارق،وقد وقعت منا هذه النازلة ولم نجد لها نصا من الكتب التي بأيدينا، والسلام أخوك في الله وتلميذك ومحبك عبد الله بن الزمزم.

- الشيخ القاضي سيدي أحمد بن محمد محمود الجعفري ـ حفظه الله ـ - قاضي "منكا" -
أخذ عنه في فنون شتى – أفادني بذلك - والملابسة بينهما المؤكدة تقتضي ذلك، وقد سألته في الرياض عام 1428هـ عما أخذ عنه فاستطرد يذكره حتى قال لي ومن ضمن محفوظاتي عنه القصيدة الرائعة للشاعر الشنقيطي التي قالها زمن استقلال موريتانايا
(العالم العربي يعمل جاهدا ***ليضمنا قسرا لأرض المغرب
(مإن لنا من حاجة ببلاده***إلا بمكة أو مدينة يثرب)
فقرا علي القصيدة كلها .
الشيخ الدكتور العلامة عبد الباري بن حماد الأنصاري ـ حفظه الله ـ أخذ عنه إجازة، وقد زرته في مكتبته العامرة- زادها الله عمارة - 26/7/1429هـ و أفادنا أن الإجازة بيده وأشار إليها إشارة القريب .
الشيخ الداعية عبد الله بن موسى السوقي ـ حفظه الله ـ رئيس منظمة المركز الخيري بالنيجر، أخذ عنه علما كثيرا عن طريق السؤال ومناقشة الطالب للشيخ، وقد أفاد أنه أخذ عنه الربع الأخير من ألفية ابن مالك وما أخذ عنه غير ذلك أكثر .
الشيخ يحيى بن إبراهيم الكريم الحسني التجشي، أخذ عنه إجازة –أفادني بذلك.
الشيخ عمر إسماعيل مفتي جمهورية النيجر رحمه الله. أخذ عنه،ولكن لا أعرف تفاصيل المأخوذ
الشيخ محمد بن المهدي الحسني الإغشري ـ حفظه الله ـ أخذ عنه في الأصول، رأيته أيام كان يسكن في النيجر أتاه بمسائل في إرشاد الفحول للشوكاني؛ ليقربها إليه، وربما أخذ عنه كثيرا غير ذلك؛ لأنه تخرج عن مشيخة الجلاليين،وأغلب الظن أنه أخذ عنه في علوم العربية ولا أقول إلا بعلم .
ـ الشيخ أحمد بن آمدي الأنصاري التكراتي - مدير منظمة المركز الخيري -أخذ عنه في مصطلح الحديث وخصوصا ألفية السيوطي، رأيت ذلك في -وادي الشرف- وأفادني في مكة المكرمة في حجته عام 1430هـ أن مما أخذ عنه كتاب التلخيص في البلاغة إلى حوالي مبحث (كل ) واستفاد منه غير ذلك. .
الشيخ باي ـ حفظه الله ـ -شيخ قبيلة ( إبجن) الإسحاقية، أخذ عنه في الفقه واستفاد منه كثيرا.
شيخنا الشهيد محمود بن المنير الحسني التبورقي ـ رحمه الله ـ أخذ عنه في الحديث، وكان الشيخ محمود بلغت به ثقته بما عليه المترجم له من التفاني في المطالعة أنه كلما استجد إليه كتاب جديد أرسله إليه؛ ليقرأه كله وليلفت انتباهه بحكم تضلعه في العلوم إلى المسائل المهمة بالنسبة لطالب العلم جدا فيعلم له عليها ثم يعيد إليه الكتاب بعد قراءته، وكثيرا ما أكون أنا الموصل له للكتاب بعد قراءة الشيخ له..
ـ الشيخ الشهيد السيدأحمد بن البشير الحسني التبورقي ـ رحمه الله أخذ عنه في الحديث، وقد رأيته يوما أهدى إليه المغني،لابن قدامة، إكراما له..
الشيخ الشهيد السيد محمد بن المنير الحسني التبورقي ـ رحمه الله ـ أخذ عنه في الحديث.
شيخنا الشهيد البشير بن أحمد الكرماني الحسني الجلالي ـ رحمه الله ـ أخذ عنه في فنون شتى، اللغة،والفقه،والحديث، والمصطلح، والأدب، بل لايسميه إلا شيخي .
شيخنا محمد بن عبد القادر الفهري الجلالي. ـحفظه الله ـ أخذ عنه في الفقه والحديث والمصطلح واستفاد منه كثيرا.
الشيخ ابن أخته أحمد بن الفتى الفهري الجلالي ـ حفظه الله ـ. أخذ عنه في الفقه والحديث والمصطلح واستفاد منه كثيرا.
الشيخ الشهيد محمد المعروف بإعَيْدْ بن محمد الأنصاري التكراتي ـ رحمه الله ـ أخذ عنه في الحديث والمصطلح والفقه ، وكان من اكثر الناس عناية بدرسه في الموطا ، إن لم يكن هو أعناهم به ، رايته يأتيه صباح مساء ويناقشه ، وياخذ عنده أوراق فوائده
المحمود بن حمود الفهري ـ حفظه الله ـ أخذ عنه في الكافية ، وفي موطإ الإمام مالك، افادني ذلك .
ـ الشيخ السعيد (إنتسعدن)بن محمد الحسني الجلالي ـ حفظه الله ـ أخذ عنه في الفقه المالكي
ـ الشيخ خيري بن محمد الحسني الجلالي ـ حفظه الله ـ
أخذ عنه في الفقه وغيره .
الشيخ عبد العزيز بن عالي الحسني المرسي ـ حفظه الله ـ أخبرني أنه أخذ عنه كثيرا من العلم حينما لقيته في بيته في " تن أكوف" في دولة بوركينا فاسو، ولم يعين لي في أي فن. .
ـ الشيخ محمود بن محمد بن محمد الحسني التبورقي ـ حفظه الله ـوهو ممن له حضور في درسه في نيل الأوطار ـ على صغر سنه ـ وكان الوالد ، ـ كما كتب لي الشيخ محمود بيده الشريفة ـ (يظهر ابتهاجه وسروره بمشاركاته ويراعي إشكالاته كغيره من الكبار حتى يوضحه، وربما ألقى بعض الأسئلة سبرا لفهم الحاضرين للدرس، قال محمود :فإذا وفقت في شيء من الإجابة أبدى الفرح بذلك فيكملها إن كان فيها نقص ، وقد تكرر منه أن يسمع الناس بعض العبارات التي ترمز لما يتفاءل به في مستقبلي من ناحية العلم والفهم) ما بين القوسين من كلام محمود بالنص.
ـ الشيخ عبد الكريم بن أحمد الكرماني الحسني الجلالي ـ رحمه الله ـ أخذ عنه فقها وحديثا وعربية، وهو من المراقبين له في تعليمه والمشجعين له ـ كما ذكر ـالشيخ عبد الكريم في شرحه للدرر نظم الوالد للنخبة ـ
ـ الشيخ محمد ذو الكفل بن محمد تان الأنصاري التيكيراتي ـ حفظه الله ـ أخذ عنه في الفقه
ـ الشيخ محمد بن الحسن الحسني الجلالي ـ حفظه الله ـ ، أخذ عنه في البلاغة –رأيته يأخذ عنه من تلخيص المفتاح عام 1414 هـ
-ـ الشيخ الشهيد محمد بن البشير بن أحمد الأنصاري الجلالي رحمه الله أخذ عنه في المصطلح نظمه لنخبة الفكر بالمشاركة معي
35- ـ الشيخ الشهيد موسى بن حب الحسني التبورقي ـ رحمه الله ـ أخذ عنه في العربية في رحلتهما إلى نيجيريا، ولعله أخذ عنه أكثر من ذلك
ـ الشيخ العارف بن محمد الحسني الجلالي ـ حفظه الله ـ أخذ عنه في فنون شتى.
ـ الشيخ أبو تراب محمد بن البشير الأنصاري الجلالي ـ حفظه الله ـ أخذ عنه في الفقه المالكي وفي المصطلح، وهو آخر من أخذ عنه نظمه لنخبة الفكر بالمشاركة مع الأخ الشيخ حمطايا بن البشير الحسني الجلالي ـ حفظه الله ـ
ـ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحاج ـ حفظه الله ـ المدرس بمعهد الحرم المكي، سألته عما أخذ عنه ، فقال لي : أذكر أني أخذت عنه إجازة
ـ الشيخ محمد بن أحمد بن عبد الحسني الفامبلجي ـ حفظه الله ـ أخذ عنه في النحو والأدب.
الشيخ البشير بن محمد عالي الحسني الفامبلجي ـ حفظه الله ـ رئيس جمعية التنمية رأيته لخدمة المجتمع في مالي رأيته في تلمذته في بيت المترجم في حدود عام (1412)هـ أفادني أنه أخذ عنه في النحو و في البلاغة الجوهر المكنون .
الشيخ موسى بن محمد الحسني التبورقي ـ حفظه الله ـ. في المصطلح ، ولا يسميه إلا شيخي.
الأستاذ سيدي حم بن محمد أحمد الحسني المرسي ـ حفظه الله ـ .
أخذ عنه في الحديث والمصطلح، وقد رأيته يدرسه مهتما بتعليمه كل الاهتمام .
الشيخ محمد أحمد بن المهدي الحسني الجلالي ـ حفظه الله ـ. أخذ عنه في النحو.
الشيخ أحمد بن محمد بن تان الأنصاري التكراتي ـ حفظه الله ـ. أخذ عنه إجازة، ونسخة من إجازته له بيدي – والغالب على الظن أنه أخذ عنه تدريسا
ـ الشيخ أنار بن إسماعيل الأنصاري التبورقي ـ حفظه الله ـوقد أخذ عنه كثيرا وقلما يبرح مجلسه وكان من أمنائه، وينقل له كثيرا من مؤلفاته من المسودة إلى المبيضة. أخذ عنه في الفقه المالكي، وكان من طلابه الملازمين أخيرا.
ـ شيخنا البشير بن حمود الفهري الجلالي ـ رحمه الله ـ أخذ عنه في الفقه المالكي وفي غيره وقل يوم إلا ويحضر لدى مجلسه صباحا ومساء ، ومجلسه كله في العلم والتعليم.
ـ الشيخ إبراهيم بن محمد الفهري الجلالي ـ حفظه الله ـ أخذ عنه، ومما أخذ عنه شيء من الشعر الجاهلي ،ومن درسه له يوما حفظت ـ وأنا صغير ـ بيتي امرئ القيس:
أيا هند لا تنكحي بوهة**عليه عقيقته، أحسبا
به عسم يبتغي أرنبا **مرسعة بين أرساغه
ليجعل في رجله كعبها**حذار المنية أن يعطبا
ـ الشيخ المحمود بن محمد" إلي" الحسني الجلالي ـ حفظه الله ـ أخذ عنه في المصطلح وغيره . ـ الشيخ أحمد بن محمد بن الميمون الأنصاري أخذ عنه جزءا من خليل ، ونظمه لنخبة الفكر في مصطلح الحديث.
الأخ/ إبراهيم بن آميدي بن حمدا الحسني الجلالي ، أخذ عنه ولا اعرف تعيين المأخوذ ، ولا يسميه إلا شيخي.
ابنه أحمد بن محمد الحاج ، خريج جامعة ساي بالنيجر.
ـ ابنه أحمد محمد بن محمد الحاج الحسني الأدرعي الجلالي ـ كاتب هذه الترجمة ـ أخذت عنه الآجرومية بأعاريبها إلا دروسا،وأخذت عنه دروسا من ملحة الإعراب وقطر الندى بكامله ، ونظمه لنخبة الفكر،ودروسا في المنطق وفوائد أخرى ،وهو شيخ شيوخي إجازة.

هذا ما تذكرته من الآخذين عنه،وقد رتبتهم حسب شريط تذكرهم في ذهني ومن لم أعرف أكثر بكثير ممن عرفت، ولربما نسيت بعضا ممن علمت، وأتذكر من الإسحاقيين من بعض طلبة العلم من حفظه القرآن كاملا، لكني نسيت اسمه ـ وللأسف ـ ومنذ أن طلب العلم - وهو صغير- لازال يعطيه حتى لحق برحمة ربه

علاقاته العلمية والثقافية بمحيطه: نماذج
له - رحمه الله - علاقات ثقافية بالمحيط الذي هو فيه، وأعني بمحيطه هنا – تحديدا- كلا من الدول: ، مالي ، النيجر، موريتانيا، نيجريا، الجزائر، ليبيا، المغرب، وقد تقدم ما يشير إليها وسنتحدث عنها هنا تفصيلا
في جمهورية مالي:
أما في جمهورية مالي ، ففي صحرائها (آزواد) ولد ونشأ وتربى وأخذ وأعطى، وفيها ارتبط بعلماء الصحراء من السوقيين في فترة الأخذ حتى امتك ما عندهم من العلم، ثم ارتبط به طلبة العلم وتواردوا عليه يأخذون عنه .
ولا أعنى هنا ببيان كل ماله من الارتباط الثقافي، إذ لا اعرف تفاصيل كل ذلك، إنما أذكر فقط خيوطا تدل على امتداد علاقاته الثقافية في دولته وفي الدول المجاورة
فبدءا بـ
[ ولاية غاو ]
مدينة غاو :قد تعارف مع العرق النابض فيها من أهل الثقافة العربية والإسلامية، وكان عضوا رئيسا للشؤون الاجتماعية في فرع "جمعية مالي للاتحاد وتقدم الإسلام بمدينة "غاو"
وله ارتباط بما فيها من المدارس العربية والقائمين عليها كمدرسة سبيل الإسلام والدعوة إليه .
ومن تلك الرجالات المثقفين الذين كانت بينهم علاقة علمية وثقافية حميمة شيخ وأمير ( منطقة هوسا فلان ) العلامة بزي بن حسبا الفلاني رحمه الله
وتقدم أنه من الآخذين عنه، ويأتي عند الكلام على مؤلفاته ما جرى بينهم عند الكلام على كتابه " إتحاف السائل بمشروعية الصلاة في أوائل الكتب والرسائل "

أنسنغو: التابع لولاية " غاو فإن ممن ربطتهما العلاقة العلمية الشيخ العلامة محمد زين الجكني وتقدم أنه من مشايخه، ومن الذين أثنوا عليه خيرا.
و في منكا الشيخ القاضي محمد محمود بن القاسم الجعفري وتقدم أن كلا منهم استفاد من الآخر
وكذلك ابنه القاضي من بعده.
والناجي بن محمود الشنقيطي قاضي منكا قبله وكذلك سائر مشيخة الإسحاقيين كالشيخ باي والشيخ حام شيخي قبيلة إبجن الإسحاقية
وكذلك الشيخ أزمزم بن حينح رحمه الله وابنه الشيخ عبد الله حفظه الله وقد تقدمت رسالة منه تعبر عن مكانته في منطقة منكا
وغيرهم كثير من العلماء وطلبة العلم .
وقل أحد هناك إلا وأخذ عنه أو أخذ عمن أخذ عنه.
ومن ليس كذلك فإنه سمع به من خلال فتوى في مسألة أو قضاء قضى به أو مسألة اختلف فيها العلماء فقرب بين وجهات أنظارهم ورفع النزاع فيما بينهم فانتهت إليه فحسم فيها النزاع. .

[ ولاية تنبكت ]
تقدم في رحله أنه رحل إليها بحثا عن الآثار ولقاء العلماء هناك، ولقي منهم لفيفا حيث إنه قضى فترة يرتاد معهد أحمد بابا التنبكتي الذي هو أهم مورد ثقافي للعلماء هناك .
وممن لقيهم في " تنبكتو الشيخ العلامة مما بن حيدرة التنبكتي وقد تقدمت إجازته له ضمن ثبته
ومن رجالات ولاية" تنبكتو ذوي الثقافة العربية الذين كانت بينه وبينهم صداقة وعلاقة
السيد محمود زبير ـ سفير جمهورية مالي في الرياض سابقا، ومستشار رئيس مالي سابقا في الشئون الدينية، فإنه من أصدقائه الأعزاء،
ولاية كيدال: أهم علاقاته الثقافية مع الشيخ الأمير إنتال بن الطاهر ـ حفظه الله ـ ويأتي في الكلام على مؤلفاته ،أنه باستفتاء منه ألف رسالته "كشاف القناع، في إثبات الصوم بخير المذياع، وأما العلماء وطلاب العلم من السوقيين هناك فحدث ولا حرج، فقد حضرت لهم مؤتمرا في "كيدال"يدعو إلى تقدم السوقيين في ولاية غاو و مجالات الحياة عام (1424)هـ حضرته بالنيابة عن عدد من " حضره كبار السوقيين في المنطقة وقل من مشيختهم من عرفني إلا وقرأ نبذة من الثناء على الوالد
ومنهم من يحفظ بعض أشعاره.
ومنهم من يحتفظ على بعض رسائله العلمية .
هذا عن ولايات الشمال الآزوادي.
أما ولايات الجنوب المالي فلا أعرف له فيها علاقات ثقافية يمثل بها إلا
[ولاية سيغو ]وتقدم ما جرى بينه وبين الشيخ العاقب السوسي، وقد ولدت تلك العلاقة علاقات أخرى في نفس المدينة لم يخلدها الشعر، لكن هي أيضا مع رجالات آخرين من أهل العلم سمى شيخنا العلامة العتيق بعضهم في قصيدته التي خاطب بها العاقب خصوصا وعلماء (سيغو) عموما، وتقدم أن العاقب ممن دعاه إلى عقد الترجمة لنفسه وتقدم بعض ما جرى بينهما من الأشعار في الكلام على رحله
ولاية باماكو العاصمة:
أعرف ممن ربطته معه علاقة الشيخ سعيد كانساي مدير نهر جوليبا، وهو الذي ألقى عليه أسئلة في كيفية تعلم السوقيين بالمشاركة مع آخر –كما يأتي - فألف رسالته المسماة باللؤلؤ المنسوق في كيفية تعاليم أهل السوق جوابا له، وربما يوجد غيره من رجالات الثقافة العربية والإسلامية ممن له معه علاقة .
وفي جمهورية النيجر
للشيخ فيها علاقات ثقافية قديما وحديثا، وأذكر أنه من علاقاته الثقافية القديمة أنه أخبرني أو أخبر وأنا أسمع أنه في حدود عام (1975) م - وتجمعه يسكن في منطقة التابعة لولاية " تلابير" - جاء إليهم وفد ثقافي من النيجر وبمرافقة رئيس الوزراء النيجري ـ حينه ـ بوبو هما، يطلب إعارة المخطوطات من التجمع السابق المشهور باقتنائها، فلم يجد ذلك الوفد مسمعا من أي أحد إلا من قلة هو منهم فجمع لهم ما أمكن من المخطوطات، وأفاد بأنه اطلع عليها أو على بعضها في المكتبة الوطنية في النيجر خلال اعتياده للبحث فيها أيام سكناه في ( نيامي) ما بين( 1415-1421)هـ تقريبا حين فترة لجوء جماعته إلى النيجر أيام جلاء الحروب لهم .
وعموما أقبل عليه العلماء وطلبة العلم هناك ونال تقديرا فيها، وأقبل الناس إليه يستفيدون من علمه،وحتى المفتي في النيجر عمر إسماعيل ـ رحمه الله ـ كان يرجع إليه ويستفيد منه .
ومن المؤسسات العلمية والثقافية التي له بها صلة وثيقة "الجامعة الإسلامية بالنيجر " من خلال صداقته مع عدة دكاترة يريدون الاستفادة من علمه، بل حتى مديرها السابق د عبد العلي الودغيري - كما يأتي –
ومن إشعاعه الثقافي فيها أنه أودع فيها عدة مخطوطات من تراث قومه، وأودعتها هي بالمركز الإفريقي لإحياء التراث التابع لها.
ومنها: "المكتبة الوطنية في النيجر " التي عرفت من خلال تفانيه في البحث الدءوب فيها أنه أهل للتقدير، ففتحت له أبوابها كل وقت، وفتحت له الاستعارة بلا قيد.
ومن المكاتب التي يأخذ منها ما شاء ( مكتبة الشيخ مولاي زيدان ) وعندي عدة أثبات لإجازة الحديث مخطوطة بيده يتصل بها، ذكر – رحمه الله – أنه نسخها من أصول مخطوطة من تلك المكتبة.
وكان من العلماء الكبار الذين تحرص( منظمة المركز الخيري في النيجر ) على أن يقابلها زوارها عند تأسيسها.
بل وقد بعثته حكومة النيجر في بعثة من كبار علمائها إلى ليبيا – كما تقدم قريبا – عند الكلام على رحله .
ومنها: ( فرع جمعية الدعوة العالمية بالنيجر ) التي اكتشفت قيمته العلمية ومهارته الأدبية، فقدرتها قدرها، ومن ثم فهي: حريصة على أن يحضر دوراتها، ويشارك في محاضراتها، والإشراف على تدريب دعاتها في نيامي .
ومن رجال الثقافة غير العربية الذين كانت بينه وبينهم علاقة ثقافية قوية في النيجر السيد أنسِي وزير الثقافة سابقا فقد قويت العلاقة جدا، وقد زرته بعد وفاة المترجم له في منزله، فقال :لابد أن يكتب عنه، فإنه شخصية تستحق الكتابة ، وطلب مني أن أزوده ببعض صوره الشخصية .
ومنهم مولاي زيدان صاحب المكتبة السابقة، وبلغ الارتباط الثقافي بينهما أن انقلب إلى أخوة حميمة .
ومنهم ...ومنهم ...
ومن المكاتب التجارية التي أنعشها بالشراء لها ( مكتبة نذير مالم ) والتي يأتيها يوميا ويستكشف ما استجد إليها، فإن كان ليس من ملكه مرغوبا فيه منه اشتراه أو استقرضه، وقد بلغ التأثر بصاحبها يوم بلغه نعي المترجم له أن بكى، وقد زرت مكتبته بعد وفاة الشيخ الوالد لشراء بعض الكتب فلما علم أنني ابنه أهدى إلي بعض الكتب
.
وفي الجمهورية الإسلامية الموريتانية :
أهم علاقاته الثقافية مع كل من :
الشيخ العلامة:المختار بن حامد الديماني مؤرخ موريتانيا
وشيخنا العلامة محمد سالم بن عبد الودود (ولد عدود)
والقاضي أحمد فال التندغي
ومنهم :الشيخ العلامة محمد بن أبي مدين الشنقيطي ـ صاحب كتاب الصوارم والأسنة في الذب عن السنة، وتقدم تقريظه له وأنه جرت بينهما مكاتبة، وأخيرا مع شيخنا العلامة أباه ولد النعمة المجلسي الشنقيطي ـ شيخ محضرة لفريوة ـ فإنه اطلع على بعض مؤلفات المترجم فأحبه جدا فكتب إليه رسالة ودية يريد منه أن يزوده ببعض مؤلفاته وخصوصا التاريخية، وكان - حينذاك - يكتب كتابا في التاريخ له صلة بالمنطقة، فأراد أن يضم إليه ما يستفيده من بعض مؤلفاته التاريخية، وأهدى إليه هو بعض مؤلفاته مثل: شرحه لأرجوزة حماد المجلسي الشنقيطي في الآداب، وجرت بينهما مكاتبة ودية، كما أهدينا إليه نحن نسخة مصورة من إتحاف المودود، للمترجم له .
وقد يدخل ضمن ما تقدم علاقاته مع رجالات الثقافة الموريتانيين الذين استوطنوا مالي وصاروا من أهلها ـ وتقدم طرف منها هناك ـ.
وفي الجماهيرية العربية الليبية:
تقدم أنه بنى علاقات ودية مع مبعوثيهم في فرع جمعية الدعوة العالمية بالنيجر، وأنه ابتعث إليها وتقدمت قصيدة له بمناسبة حضوره لبعض ملتقياتهم في "سرت" بل له قصائد في الثناء على جهود الزعيم الليبي في إنعاش الحركة الثقافية في النيجر منها::
يا أيها الفكر هيا
وهات ما قد تهيا
وانسج من الشعر نسجا
به الكرام تحيا
نشر منها ذ/ علي سعيد الطابوني في كتابه: الشعر ديوان للتواصل الإفريقي أبياتا لم يرتبها ترتيبها الصحيح ، ثم إنه لم يهتد إلى
مناسبة القصيدة حيث ذكر أنها في مشايعة الإمام الحسن بن معاذ في إجدز
ويمكن الرجوع غلى ماكتبه تحت هذا الرابط
:http://3zqatar.com/vb/t83353.html
في الجزائر :
تقدم أنه لقي بعض علماء " آدرار " وسبق أنه لقي بعض ذرية محمد بن عبد الكريم المغيلي وكاتبهم وأرسل إليهم رسالة تتضمن مساءلات عم أجداده أبو الهدى للشيخ المغيلي.
وفي تلك الرحلة حصل بعض كتب الأسانيد التي تهمه، والتي بحث عنها كثيرا ولم يجدها إلا في تلك الرحلة كبرنامج الوادي آشي
وفي المملكة المغربية :
لم أعرف من رجالاتها المثقفين من ربطتهما علاقة علمية ثقافية ودية مثل د /عبد العلي الودغيري، أستاذ اللغويات بجامعة الملك محمد الخامس وعضو استشاري في مجلة الدراسات اللغوية بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، حيث ربطتهما صداقة ثقافية متينة، واستملح ما اطلع عليه من إنتاجه وإنتاج قومه وصور بعضا منه ، وذلك أثناء تواجده في النيجر مديرا للجامعة الإسلامية بـ "ساي جامعة ساي وأودعه في وكان مهتما بالاستفادة من علمه، وكثيرا مايبعث إليه خطابا لحضور إحدى الندوات التي تقام في الجامعة، وقد ذكره الودغيري في مقال له بالإنترنيت بعنوان :دور المغرب في نشر الاسلام ولغة القرآن بالغرب الإفريقي ،وذكر أنه تعرف عليه و في النيجر أن بينهما مجالسة كثيرة ووصفه بالعلم ويمكن الرجوع إلى مقال فضيلته تحت هذا الرابط
.http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/ADAD53partie3.htm
وفي جمهورية نيجيريا:
تقدم في رحله أنه لقي علماء سكتو، وتقدم الكلام على ما جرى بينهما في رحلته إلى نيجيريا هذا قليل من كثير، وما أعلمه لم أستهدف إحصاءه، فكيف بما لا أعلم ،وهو الأغلب.

خدمة للتراث العربي الصحراوي(الآزوادي)
وكما ترى علاقاته الثقافية في محيطه الثقافي، فإنه كذلك حاول أن تكون علاقته بالمراكز الثقافية في المنطقة علاقة ذات أثر إيجابي، حيث إنه أودع فيها بعض التراث السوقي .
وقد تقدم عليك إيداعه لجملة من المخطوطات السوقية في المكتبة الوطنية بالنيجر قبل ما يقارب ثلاثين سنة ،أي بدايات القرن الهجري.
ثم إنه جعل ذلك همه حيث إنه ما عاد إلى النيجر واستوطن فيها من عام 1416 إلى 1422هـ إلا وبادر أيضا ببناء علاقة مع الجامعة فيها والمركز الإفريقي لإحياء التراث التابع لها وإيداع ما أسأرته أيدي الأعداء فيه عن طريقها مما أخذ طلاب العلم في الجامعة يجنون ثمرته تقبل الله منه .
وقد عانى من ذلك كل المعاناة حيث إنه التزم أن ينقل أغلب ما يودعه بخطه تفاديا للأخطاء فيها،ومع ترجمة مختصرة لصاحب الأثر، وما لم يلتزم فيه ذلك التزم فيه تصحيحه .
وفي ذات الهدف قام هو و شيخنا العتيق بوضع فهرسة لمخطوطات ( وادي الشرف ) وإيداعها في مركز أحمد بابا التنبكتي قبل أن تقع الكارثة بقليل، وقد رأيت في فهرسة مخطوطات مركز أحمد بابا كثيرا منسوبا إلى السوقيين ومنه ما هو منسوب لجماعته،كما اطلعت على جزء من تلك الفهرسة، أما خدمته للتراث بتصحيحه والتعليق عليه فأمر لا يمل منه، وقد رأيته يوميا في وادي الشرف يذهب إلى خزانة من خزائنه فيفتشها ولا يقطعه عن ذلك إلا حر الشمس ثم يعود بعد العصر وهكذا ..كما أشرت إليه بقولي في مرثيتي له ، أذكر حاله مع الكتب.
يا كم ينادمها في قلب هاجرة
من حرها تدع الجلمود منصدعا
وأضع أنموذجا واحدا حيا لذلك أمامك،وأكتفي به وهو خدمته لتراث مشايخه الذين أخذ عنهم مما جرى بينهم وبين الكنتي سيدي حم بن بادي في شأن الحج في الطائرة قال -رحمه الله – في مقدمته :
( يقول عبيد ربه ورهين كسبه الراجي عفو ربه ولطفه محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني ثم الأدرعي قد اطلعت أثناء تفتيشي للمكتبة الزيدانية في ( يمي) عاصمة النيجر في أواخر شهر ربيع الأول عام (1421)هـ من هجرة الرسول ﷺعلى نسخة مخطوطة مما جرى بين الشيخ سيدي محمد بن بادي الكنتي وبين علماء السوقيين المعاصرين له من الأشعار ... إلى أن قال ... فاغتنمت إحياء ذلك التراث النفيس لأمور منها:أن تلك الشذرات ما رأيتها منتسقة ومتسقة مجموعة عند أحد قبل هذه المرة ،ومنها أن هذا الجمع لصاحب الأسئلة التي أثارت البحث والمحاجة بين أولئك الأعلام ،ومنها اغتنام تصحيح ما يحتاج إلى التصحيح؛ لأني جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، فإن جلها مما أجاب به أشياخي الذين هم جل من أجاب، تلقفته عن كل واحد منهم رطبا قبل أن يبرزه للناس، فلما أبرزه كنت من أشد الناس اعتناء به حتى إن كثيرا من أبيات تلك القصائد حفظته عن ظهر قلب ولم يزل بعد ذلك محفوظا عندي إلى هذا الوقت .
وكلما ثبطني عن ذلك ما أنا فيه من المثبطات نشطني ما بي من الحرص على تحرير نسخة من هذه الأعلاق النفيسة سالمة من وثاق التصحيفات والتحريفات التي كادت تستغرق منها نحو الثلث، وزاد الطين بلة أن تلك النسخة المذكورة قد ربطها بعض ممارسيها بمسامير شد بها أطرافها السفلى، فجنت على ما هناك من الكلمات وهو كثير بعضها يمكن تلافيه وبعضها لا، والمرجو من الله أن يعينني على تصحيحها ولو بعد حين وهذا نص ما كتبه الناسخ بعد البسملة والصلاة على النبي ﷺ...
ومن خدمته للتراث المميزة ما قام به من خدمة تلك الأسانيد التي يتداولها سلفه منذ ثلاثة قرون ،وذلك بالتصحيح والتعليق وترجمة الأعلام وذلك في كتابه الدر النضيد فيما لدي من الأسانيد .


 

رد مع اقتباس
قديم 06-25-2014, 02:09 PM   #7


الصورة الرمزية الدغوغي
الدغوغي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 العمر : 14
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: 205. محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي الجلالي السوقي



ثناء العلماء وطلاب العلم عنه:
إن المجال في ثناء عارفيه عنه مجال واسع - ولم أنتدب لاستقصاء كل ذلك ؛ إذ لا أقدر لكن من باب ما لا يدرك كله لا يترك كله،أذكر بعض انطباعات أهل العلم عنه، بغض النظر عن غيرهم؛ إذ هم الأهم،وما هي إلا نماذج ـ فحسب ـ وأقسم الكلام عليهم إلى فئات وهي:
أولا:شيوخه الذين أخذ عنهم تدريسا أو إفادة،
ثانيا : من استفاد منهم بلا تدريس
ثالثا: ممن في طبقتهم
رابعا : شيوخ آفاقيون من طبقة أشياخه باحثهم، فأثنوا عنه
خامسا :أقرانه وزملاؤه
سادسا: أقرانه من الآخذين عنه
سابعا: آخرون
ثامنا: طلابه
تاسعا: طلاب طلابه
عاشرا:آخرون
أولا: شيوخه الذين أخذ عنهم تدريسا:
1ـ الشيخ المحمود بن الشيخ حماد الحسني التبورقي وهو من شيوخه الذين أخذ عنهم العلم درسا وإجازة،حدثني الشيخ الثقة العلامة إسماعيل(إما) بن السعيد الحسني التبورقي أنه سمعه يقول: - وهو أيضا من أخص تلامذته - متحدثا عن العلم وأهله في البلاد الصحراوية، فذكر بعد إلمامة بسعة علم من مضى من شيوخه وشيوخهم أن بينهم وبين معاصريه من أهل العلم قنطرة لم يوفق لتجاوزها والقفز عليها إلا المترجم و...
ومن الأدلة على ماله عنده من مكانة علمية أنه لما كتب الشيخ المحمود رسالة في تجويز السلم الحال، كتب عليها تلميذه هذا تقريظا، فكتب مؤلفها في آخرها أنه لا يسمح بنشرها إلا ومعه ما كتبه ، هذا تزكيته له إجمالا..
وقد سمعت الوالد يقول: قال له:لم أر فيمن عاصرنا ولا من قبلنا- يعني من علماء الصحراء- ممن يكتبون التراجم ما أعجبني مثل تناولك لها أنت والشيخ محمد بن محمد محمود الحسني التبورقي.
بل ومن تزكياته اللطيفة له ما حدثنيه شيخنا العلامة محمد يحيى"آمدي بن حمدا الحسني الجلالي ـ رحمه الله ـ أنه لما زار الرئيس موسى تراوري ـ رئيس مالي الأسبق ـ جماعتهم أمر الشيخ المحمود ـ فيمن أمر ـ ثلاثة من الشعراء ـ وكلهم من طلابه ـ: بإنشاء قصائد ترحيبية، فأتوا بها، فنظر إليها الشيخ المحمود فقال :
أما قصيدة الحاج فهي لي: أستقبل بها الرئيس.
وأما قصيدة فلان ، فقد وهبتها للحاج بدلا مما أخذت منه .
وأما قصيدة فلان فقد وهبتها لفلان .
وهذا نقد في مشهد أدبي ممتع من أديب عظيم،ولا يخفى عليك ما تضمنه من تزكية العمل الأدبي للمترجم، ويكفي للقصيدة فخرا أن يرضى الشيخ المحمود ـ وهوهو ـ أن يختارها وينميها لنفسه في قسمة أدبية. .
2ـ شيخنا العلامة العتيق بن الشيخ سعد الدين الحسني الجلالي - وهو من أشياخه أيضا- كثيرا ما يثني على علمه وأخلاقه ، وهو من أعرف الناس به وبأحواله .
وقال قبل نقول نقلها عنه في كتابه الجوهر الثمين «...وقد نقل الشيخ الحاج بن محمد أحمد، وهو من الجماعة الذين أريد الكلام عليهم، وكان بحاثة في الأنساب والتواريخ ومعرفة رجال العلم والحديث والتاريخ.. » الجوهر ص (414) ثم ساق النقل ...
وقال أيضا في إجازته له - وكان أهلا أن يجاز - من جهة علمه ودينه وأدبه – كما تقدم.
3ـ الشيخ العلامة الفتى الفهري الجلالي وهو من شيوخه- ، ومن ثنائه عليه أني سمعت الوالد يقول:عرضت عليه نظمي لنخبة الفكر حتى وصلت إلى قولي في ديباجته متحدثا عن النخبة وأهميتها بالنسبة لطالب الحديث
لما رأيت درها غزيرا
منسجما، ودرها نثيرا
ناجتني النفس إلى تنسيقها
لكن مع العجز على تنميقها
فلما وصل إلى ذلك الحد استوقفه الشيخ الفتى فقال له وكيف تعجز عن ذلك؟ وقد نمقت وزدت.
4ـ الشيخ العلامة زين الدين بن عبد الفتاح الأنصاري التيكيراتي قال عنه :"هو الذي وهب الله له المواهب اللدنية، ومنحه الرتب العلية ، والمقامات السنية، وألبسه حلل الكمال،فاكتسب أشرف الخصال بما كشف له من أسرار العلوم ، وعلمه علما لدنيا، فصار بذلك وليا لله مرضيا،فسبحان من أعذب ورده الروي، ومنهجه السوي،حتى ارتوى من كئوس الصفا،واستنشق عرف نسيم الوفا،وصفا عن الأغيار، لما انكشفت له الحجب والأستار،وحصلت له أنواع السرور والبشائر،فصار لسان التعبير عنه قاصر،... فلله دره من فاضل جمع فأوعى،وسعى في تحصيل الخيرات، فلا خيب الله له مسعى،وجعلني وإياه من المخلصين في خدمته، الفائزين بمغفرة ورحمته وختم لي وله في الأولى بالحسنى،وجعلني وإياه في الآخرة في المحل الأسنى . ترغيب المشوق للشيخ زين الدين بن عبد الفتاح الأنصاري ص (251)

ثانيا : من استفاد منهم بلا تدريس:
1ـ الشيخ العلامة المنير"أنار" بن الشيخ حماد الحسني التبورقي .
ويكفي من مكانته عنده أنه قلما ينعقد مجلسه العلمي إلا ويستدعي طلب حضوره له ،وقلما تنزل نازلة إلا ويدعو لحضوره واستطلاع رأيه شاهدت ذلك يوميا في حياتهما.
2ـ الشيخ العلامة إغلس بن محمد اليماني الحسني المرسي: وهو من أشياخه الذين استفاد منهم بلا تدريس قال في سياق شدة توقيره له [ ...فإنه مع تقدمه علي في السن وكونه في درجة أعمامي وأخوالي إذا رأيتني معه حسبت أني من أشياخه ؛ لشدة ما يظهر لي من التوقير والاحترام ولا يكاد يفتي في نازلة من النوازل التي كثيرا ما يستفتى فيها وأنا حاضر، وربما قال لمن حضره من المستفتين لاتسألوني مادام فلان معي، فإنهم أشياخي وأشياخ آبائي ] الأنس المصفى ص62
3ـ الشيخ العلامة محمد بن الخضر بن حرم الجكني :
من ثنائه عليه وتقديمه ما ذكره الوالد عند ذكر شيوخه وعده منهم فقال :[ ...قال لي يوما وهو يدرسنا إذ وقف وقفة يبين لنا شيئا واضحا عندنا ،فقلت له هون عليك في تفسير الألفاظ العربية لنا فقال له: لا أشك أنك أعلم مني بالعربية وأعرف مني بتراكيبها وأساليبها، ولكني تعودت تدريس البلداء فيما مضى حتى رسخ في إلقائي للدروس، فأرجو المسامحة من الأذكياء إن عاملتهم في ذلك معاملة الأغبياء قال الوالد: بعد إيراده لكن هذا منه تواضع ،لأنه من أعلم أهل زمانه في كثير من الفنون... ] الأنس المصفى ص63
ثالثا: ممن في طبقتهم
 4ـ الشيخ العلامة محمد (حب) بن محمد أحمد الحسني التبورقي: يكفي من ثقته بعلمه أنه أودع بعض آثاره لكتابه المجموع، مع نزوله عنه سنا بكثير،فهو من طبقة أشياخه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تزكيته لعلمه، ولاسيما والجانب النقلي في المجموع أشبه باختيارات من مؤلفه

رابعا : شيوخ آفاقيون من طبقة أشياخه باحثهم، فأثنوا عنه، منهم
1ـ شيخناـ علامة شنقيط ـ محمد سالم بن محمد عالي بن عبد الودود ( ولد عدود) المباركي، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في موريتانيا سابقا، وعضو تأسيسي في المؤتمر الإسلامي في(جدة )وشيخ محضرة آل عبد الودود ـ رحمة الله عليه - فإنه قد جرت بينهم مناقشة فقهية شعرية تتعلق بالأوراق النقدية وزكاة البنوك، وأسفرت عن اعترافه بعلمه وثنائه على فقهه – وقد تقدم بعض ما بينهما -
قال في الثناء عليه في مطلع قصيدة له جوابا عن أخرى للمترجم
هذي مسائل سائل متعرف**طبن بتوجيه الكلام مصرف
وكتب أيضا على كتاب من كتب رجال الحديث أهداه إليه
أهدي إلى محمد ذي الوصف
بالحج شكري وودادي أصفي
أسقى زلال رصف بالرصف
قرضا،فكيف لي برد النصف
أجزي لباب بره بعصف
دخن فما هذا إذن بالنصف
فهنا في هذه الأبيات بالغ - حفظه الله - في تزكيته، حيث إنه اعتبر ماله من الإنتاج العلمي - وهو قلائد من ذهب - قشور دخن بالنسبة لما للمترجم - رحمه الله - الذي يرى إنتاجه لباب بر، وإن كان كلامه يحمل على تواضع العلماء ومعرفة الفضل من أهل الفضل
إنما يعرف ذا الفضـل لذي ال
فضل من الناس ذووه

2ـ الشيخ العلامة مؤرخ موريتانيا المختار بن حامد الديماني فقد كان ممن جرت بينه وإياه مساجلة فقهية انتهت بالثناء عليه واعترافه بفقاهته قال -رحمه الله- مخاطبا للوالد

يا أيها العلم الذي نتشوف
للقائه ، وبمثله نتشرف
نهدي بعاطفة إليك تحية
وسلامنا عطرا عليها يعطف
لله درك من خليل لم تزل
فيه تصرف مالك تتصرف
فإذا تناءى عرشه وتمنعت
بلقيسه يوما فعندك آصف
تجني ثمارا منه يصعب قطفها
ولربما تكفي اللبيب الأحرف

إلى أن قال :
وعرفت للمتأخرين مقايسا
أنتم بها لاشك مني أعرف
وختم قصيدته بقوله :
وعليكم منا تعود تحية
يا أيها العلم المنيف المشرف


خامسا :أقرانه وزملاؤه:
1ـ الشيخ العلامة محمد بن حميدي الأنصاري التيكيراتي عرف ( زد) -رحمه الله- فإني رأيته كلما أشكلت عليه مسألة أو هرع إليه الخصوم ،غالبا ما يأتي إلى المترجم بمسألته أو خصومه ويناقشه ثم يثني على ما أجاب أو قضى به، وعندي تقريظ منه لبعض مؤلفاته.
2ـ الشيخ العلامة محمد العاقب السوسي حيث قال مخاطبا له :

شكرا وشكرا للبليغ العارف
شكرا لبحر باللآلئ قاذف
حدث عن البحر الخضم بما تشا
فالبحر يعجز عنه وصف الواصف
إلى أن قال بعد الثناء على علماء آل السوق عموما:
وكفاهم فخرا نبوغ محمد
منهم مجلي شعره المتآلف
هو ناثر، هو شاعر، هو كاتب
هو ناقد صرف اللغى من زائف
يحيي دفين ثراه رقة لفظه
ويعيد ترب النثر تبر النادف
وله من الشعر المرقق مسمع الصم الـ
جماد ومرقصات الآسف
لله در محمد من سيد
سن المعالي ظللت بملاحف

وقال فيه أيضا:
بلى، نظم بكف فتى أداني
مزاياه البراعة في اللسان
يراع الكتب تجري طائعات
بما يهوى مسلمة العنان
فتفعل ما تشا طورا وتابى
لما يأباه ذا الخرق المعاني
إذا جر المزابر فوق طرس
تسابق نحوه غر المعاني
بأوصاف حواها وهو طفل
ممازحة بذلك قد رماني

3ـ شيخنا العلامة زين الدين بن المنير الحسني التبورقي - حفظه الله- فإنه كان ممن يكثر الثناء عليه، -سمعت ذلك مرارا في غير ما مناسبة.

4ـ الشيخ العلامة حمدي بن إبراهيم الحسني الجلالي - حفظه الله- فإنه يكثر الثناء عليه في مجلسه بشتى الأساليب، وبينهما مشاعرة أدبية وكان يقدمه جدا مع انه من أقرانه سنا وذلك لشدة محبته له.
5ـ الشيخ العلامة إسماعيل(إما) بن السعيد الحسني التبورقي فإني لا أتذكر يوما جمعني وإياه المجلس إلا وأفاض في الثناء عليه، وأنه أفاده بكذا وكذا، وأنه آية في حفظ العلوم،وأنه ...وأنه كذا وكذا .. وكان الشيخ إسماعيل مولعا به وبإنشاءاته وإنشاداته، ومن ثنائه عليه ـ رحمهما الله ـ أنني أيها الكاتب قلت للشيخ إسماعيل ـ وكان قد جرأني على نفسه بتقريبي وإكرامي إكراما لايطمع فيه أحد من كثير من أقراني وزملائي ـ إني سائلك فقال :لا حرج، فقلت له أيهما أعلم طبقتي أم طبقتك إذ كنتم في سننا ؟ أقصد طلاب العلم في قبائلنا، فقال لي بعضكم أعلم من بعضنا، وبعضنا أعلم منكم، ثم قال : وممن لم أر مثله فيكم ، والدك ـ رحمه الله ـ.
6ـ الأمير العلامة بزي بن حسب الفلاني - رحمه الله- ت (1416)هـ فإنه كان من الذين ينبهرون بعلمه .
ومما جرى بينهما أنه ألف إليه المترجم رسالة في مشروعية الصلاة على ﷺ في أوائل الكتب والرسائل، وكان سببها أن الشيخ بزي بن حسب اطلع على كتاب لمحمد حسين هيكل سماه (حياة محمد) وكتب تحت الاسم الكريم الصلاة عليه والتسليم عليه، ثم ذكر أنها كتبها لزخرفة الكتاب، لا لأنها واجبة الكتابة،فرآى العلامة بزي ذلك، فاستنكره، فطلب من الشيخ أن يبين له الصواب في ذلك، فألف في المسألة .
فلما وصله منه الجواب أبدى اعتراضا على بعض مسائله، فرد عليه الشيخ المترجم في تذييل على الكتاب،فاقتنع، فقرظ الكتاب وكتب إليه في آخره ما وضح فيه أنه عوده على أن يوضح له ما ليس له بواضح أولا، ثم ختم ذلك ببيت ضمن فيه الثناء عليه وعلى السوقيين قال فيه::
شنشنة أعرفها من أخزم
ومن يناضل كلسكيا)يهزم
والكُلسكي نسبة إلى "كَلسَكُ "التي تعني بالنطق السوداني للطارقية كل أسوك أي بالعربية "أهل السوق"وقد تقدم الكلام على السوق وصلة أسرة المترجم به وما يجوز نسبتهم إليه
6ـ الشيخ العلامة محمد (مهمن) بن صفوان الحسني الجلالي-رحمه الله- فإنه كثير الثناء عليه، وقد حدثني الأخ محمد بن أحمد بن عبد أنه كان يدرسه في اللغة حتى وصل إلى بيت فيه كلمة:(جردق) فاستبهمت عليه، فقال له: اذهب إلى الشيخ الحاج واسأله عن معناها، فلا أعلم أعلم منه بالعربية قال الراوي: فذهبت إليه، فشرحنيها بديهة .
7ـ الشيخ أحمد بن عبد الحسني الفامبلجي - حفظه الله -فإني عثرت على رسالة منه إليه- وهي بيدي -يريد أن يوصل المترجم خطابه إلى رئيس النيجر الراحل باري مينسر،لوجاهة له يعرفها عند بعض من دونه من رجال الدولة فكتب فيها ما يدل على ثقته بقيامه بمهمته ثم كتب (ولا أظن أن يفعل ذلك إلا الشيخ الحاج الذي كان غير حسود، فكان غير المحسود...)
8ـ الشيخ المهتدي بن محمد أحمد الحسني التبورقي - حفظه الله- فإنه قال في تقريظ كتاب له واصفا إياه بقوله
وهذا أخو التصنيف في كل معضل

سادسا: أقرانه من الآخذين عنه:
1ـ شيخنا العلامة المحمود بن محمد ألاغ الأنصاري التيكيراتي - حفظه الله- ما رأيت مجلسا ضمني وإياه إلا وأغدق الثناء فيه على قرينه المترجم ويصفه بسعة الاطلاع، وقلما ينتهي به الحديث حتى يذكر تميزه في علم الحديث والتاريخ، وأنه استفاد منه كثيرا ـ وخاصة في هذين الفنين ـ
وحدثني الأخ محمد بن أحمد بن عبد الحسني الفامبلجي أنه سأل الشيخ المحمود هذا عن شعراء السوقيين أيهم أقرب شعره إلى المعاني التي تتمدح بها العرب الشعر من جزالة في المعاني، ولطافة في الألفاظ؟ فقال له: لم أعرف منهم من أتذوق من شعره ما أتذوق من شعر الشيخ الحاج .
2ـ شيخنا العلامة محمد يحيى- آمدي - بن حمدا الحسني الجلالي ـ رحمه الله ـ فهو ممن لايمل من ذكره والإشادة بسعة علمه والتنويه بقدره في مجالس أهل العلم والفضل، وإن في شعره السابق لدليلا على مكانته عنده.
ومما قال عنه في قصيدة قرظه بها:
هو الشهم منشيها فتى من مصاقع
تحـن إلى ما زخرفـوه المجامع

سابعا: آخرون :
ومنهم :
ـ الدكتور الشيخ العلامة عبد الباري بن الشيخ المحدث حماد الأنصاري- حفظه الله- فقد سألته عن أسانيد رأيتها عند الوالد مهداة منه إليه، هل هو إجازة منه له؟ فقال لي والدكم أجل من أجيزه، وإنما أراد أن يتصل بأسانيد والدي، وهذا تواضع منه لجلالة المجاز له فقد عثرت على إجازته له ونصها كما نقل شقيقي أحمد من خط الوالد (هذاماكتب الشيخ عبدالباري بن حمادالأنصاري وأنابحضرته بدارسكناه بالمدينةالمنورةعام 1421 هجرية وكتبه علي أول ورقة من كاتب أهداه الي بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله وحده والصلاة والسلام علي نبينامحمدوءاله وصحبه وبعدفأهداء هذه النسخةمن هذاالكتاب للشيخ العلامةمحمدالحاج بن محمدأحمدالادرعي المحدث الأديب اللوذعي وفقه الله لمايحب ويرضي وجعلني وإياه من أهل البروالتفوي شافعاذلك بإجازتي له أن يروي عني جميع مايحق لي روايته عن والدي محدث المدينة النبوية رحمه الله وغفرله ورفع درجته ،إجابةلسواله وإن كنت لست من أهل ذلك ولاآله ،وأسأل الله جل ذكره أن يجعلني وإياه من المقتدين بسنة سيد المرسلين صلي الله عليه وسلم العاملين علي نهج السلف الصالحين آمين .قاله وكتبه: عبدالباري بن حمادالأنصاري في ليلة الإثنين الخامس والعشرين من ذي القعدةعام 1421هجرية)
ثامنا: طلابه :
ومنهم:
1ـ الشيخ عبد الكريم بن أحمد الكرماني الحسني الجلالي - رحمه الله - فإنه قد أكثر الثناء عليه في شرحه لمنظومة الدرر له، ومن ذلك قوله عند قول المترجم في مقدمتها :
نحمده علا ، علا على إحسانه
«...ومن إحسان الله إليه أن جعله عالما متفننا في العلوم الشرعية عامة وخاصة في علوم العربية والأدب والتفسير والحديث وعلومه، ولا سيما علم الرجال الذي هو: زمام علم الحديث، ومن إحسانه إليه تمكينه من إنشاء ما أراد إنشاءه من العلوم الدينية والشرعية والعربية ويستوي عنده النظم والنثر، وقد لينهما الله له كما لين الحديد لداوود عليه السلام وسخرهما له كما سخر الريح لسليمان ...» توضيح الغرر، لجباه الدرر لعبد الكريم الحسني الجلالي ص (8)
2ـ الشيخ منير بن محمد بن حميدي الأنصاري التيكيراتي فإنه قال فيه في الدعاء له في مرض وفاته ـ:

أبقه طالعا يضيئ سمانا
تستمد منه البدور لميعا
أبقه يا قريب عقدا يحلي
برهة جيد ذا الزمان رصيعا
للمسائل جده ولسار
نجم هدي ،وللعفاة ربيعا

3ـ الشيخ أبو تراب محمد بن البشير الأنصاري الجلالي في تقريظ كتابي الإمتاع والإبهاج الذي لخصنا منه الترجمة فإنه قال :

بحر من العرفان، طام، مزبد
في نشر دين الله سار،ساع
ومُباحث يرمى لديه مناظر
بشهاب إفحام، مع الإقناع
قد فاق في علم الحديث، رواية
ودراية، بإجازة وسماع
جبل من الحفاظ في إتقانه
كالبيهقي، وصاحب الإلماع
وإذا ارتئى في الفقه رأيا أوقضى
لم يستسغ تفنيده الأوزاعي
خدم العلوم حياته بلسانه
وبنانه، ما ثم أي نزاع
كتب المعاجم والمساند ولولت
وجدا به لما نعاه الناعي
أبقى له الرحمن ذكرا طيبا
أبدا يضوع بسائر الأصقاع
خلعت عليه مع المسرة والرضا
حلل الكرامة يوم يدعو الداعي
قل لامرء ساماه أو ساعاه لا
تتعب، فلست لشيخنا بمساع

4 ـ الشيخ محمد بن محمد توحة بن العربي الحسني الجلالي في تقريظ كتابي الإمتاع والإبهاج الذي لخصنا منه الترجمة فإنه قال :

هو حافظ متبحر، هو لافظ
لمثافنيه اللؤلؤ البراقا
هو صائم هو قائم بنهاره
وبليله، كم سامر الإيراقا
خدم العلوم بنظمه وبنثره
يارب، فاشكر حبره المهراقا
فن الحديث رواية ودراية
هذي وهذيك احتوى استغراقا
علم الرجال مجاله ، لو لم يكن
سباحة أودى به إغراقا
كم سنة أحيا، وكم من بدعة
لقيت لديه الحتف والإحراقا
حكم القوافي، مبدع في رصفها
والضاد كان حصيفها المخراقا
سكناه في التكرور لم يمنع له
بقريضه الإنجاد والإعراقا
طود الشجاعة والوقار فلا تخل
زأر الهزبر لروعه إفراقا
برداه من نسج الشهامة والندى
لم لا، وأعرق فيهما إعراقا

5ـ الشيخ محمد بن أحمد بن عبد الحسني الفامبلجي فقد وصفه في موضع من كتابه المدارس الأدبية بالشيخ الأديب (المدارس الأدبية في صحراء الطوارق ، لمحمد بن أحمدا بن عبد الإدريسي ص (64) وقال ايضا يتكلم عن علوم الحديث في المدارس السوقية (أما في وقتنا الحاضر فهناك علماء قدموا مشاركات قيمة في تقريب هذا الفن الجليل للطلاب، وساهموا بشكل جيد في تزويد المكتبة الحديثية السوقية مثل الشيخ محمد الحاج بن محمد أحمد..) نفس المصدر ص(297

6ـ ابنه أحمد محمد بن محمد الحاج الحسني الأدرعي الجلالي، فقد قال في مرثيته الآتية ـ وما شهدنا إلا بما علمنا ـ

أشاع ناعيه جهرا أن قضى أجلا
فليته لخزائن العلوم نعى
إما كظمت بجنبي الحزن متقدا
فمن لكتب أراها تشتكي جزعا؟
بها يرى الأنس لا بالإنس مستقيا
منها، فصار وعاء العلم حين وعى
يا كم ينادمها في قلب هاجرة
من حرها تدع الجلمود منصدعا
والليل بالفكر في الآيات يغمره
إذا أراح لذيذ النوم من هجعا
ترى لدى بابه الطلاب في ضفف
ينحونه زمرا، من أجدب انتجعا
فيرتوون بما يرويه من ملح
لألاؤها مثل عقد اللول ملتمعا
ذلت رقاب صعاب المعضلات له
ففي جميع فنون الشرع قد برعا
أما الحديث ففيه كل سلوته
يا نضر الله وجها صانه ورعى
أفنى نضارة عمر في تصيده
رجاله ثقة منهم ومن وضعا

تاسعا: طلاب طلابه ( عبرت بطلاب طلابه ؛ لأنهم ما أخذوا عنه ،فيما أعلم،ولكن أعلم أنهم أخذوا عمن أخذ عنه) ممن أنشأوا قصائد في الابتهال إلى الله أن يعافيه في مرضته الأخيرة ومنهم:
1ـ الشيخ: علي بن سليمان الحسني التبورقي قال يشكو إلى الله مرض المترجم الذي توفي فيه مرض موته بالشفاء:
لما احتبت بفناء من يقاطع في
ضبط العلوم الكرى مستصحبا سهرا

وقال فيها:

الله يبقيك في أمن وعافية
تحيي من السنة الغراء ما اندثرا
أبقاك ربي لبث العلم تنشره
كما عهدنا فيروي عنك من حضرا
وللدروس وتنميق التآليف في
فن الحديث يعيها من روى ودرى

2ـ الشيخ محمد بن الفاروق الحسني التبورقي قال يدعو له في مرض موته بالشفاء:

إليك شكونا صيلما نزلت بمن
يتم لأعلام الحديث به نشر
وزعزعت الركن الشديد الذي لنا
إليه إذا ما الجهل طاردنا السير
بلاء رمى أهل الحديث بأسهم
صوارد من هم يلين له الصخر

وقال ضمن تقريظه للإمتاع والإبهاج في التعريف بالعلامة المحدث محمد الحاج لابن المترجم أحمد محمد الحسني الأدرعي قال: ( كيف لا، والمتناول فيه فخر للجميع وتاج, وبحر من بحور العلم تتضارب فيه الأمواج، إنه الشريف الأدرعي والدنا الحاج، من أضاءت أنواره بالجلالة فأشرقت، وهطلت أنواؤه بالإحسان فأغدقت ،فهو الصبح لا يُتمارى فى إسفاره، ولا يفتقر إلى دليلٍ على إشراق أنواره، من أذرى سناؤه بالكواكب والأقمار, واشتغل بالثناء عليه المهاجرون والأنصار)
3ـ الشيخ حمزة بن عثمان الأنصاري التيكيراتي فإنه قال يذكرابنه الأستاذ أحمد محمد في عداد مجموعة من طلبة العلم :
وأحمد محمدُ بن الحاج
من كان في أسلافنا كالتاج
غيث الأرامل، وفارس القلم
ومن يشابه أبه فما ظلم
وأفادني بأن وصف الوالد بفارس القلم ـ كما يفيده تشبيه ابنه به في هذا البيت ـ ومعلوم أن المعنى في المشبه به أقوى منه في المشبه ـ إنما حفظه وهو صغير عن عمه العلامة المحمود بن ألاغ الأنصاري الذي لايذكر المترجم ـ غالبا ـ إلا ويصفه بها، كما قال.

عاشرا:آخرون
عبرت هكذا؛ لأني لا أستطيع أن أبرهن على أنه أخذ عنه أو أخذ عمن أخذ عنه.
1ـ الأخ البشير بن علي الحسني المعروف (صح)الحسني التبورقي ـ رحمه الله ـ قال يدعو له في مرض موته بالشفاء:
إن قيل سمه وسمه، فحسبي من
هذين عامر بيت الله حاججه
عيالم عالم الفنون منه حوى
ما فيه تحمد يوميا برامجه
سمح إذا حكت السما سماحته
زان الربى النبت باهيه وباهجه

2ـ الشيخ المحمود بن أحنى الأنصاري التيكيراتي فإني لقيته في حج عام 1431هـ في مكة المكرمة ـ حرسها الله ـ ومما سمعته يقوله في سياق يتحدث فيه عن علماء (وادي الشرف):ما معناه أنه قال : إن الشيخ الحاج يكفي من جلالته وعلمه أنه هو الذي يدفع به الناس في نحر ما أهمهم من القضايا العلمية، فيحيلون عليه عويصات المسائل، إن نثرا فنثر، وإن شعرا فشعر،.وكأن كلامه هذا هو الذي نظمه الشيخ عبد الكريم بن أحمد الكرماني الجلالي في مرثيته له إذ يقول:
هو أمة ينتابه العلماء في
حل المسائل،إذ تنوب نوائب
فيجيب بالمرضي والمروي والـ
مرعي عن ثقة وما هو صائب
كم وجه العلمآ إليه مشاكلا
فيحلها حلا،عدته مثالب

وبالجملة فكل العلماء وطلبة العلم الذين عرفوه أثنوا عليه، سواء في ذلك شيوخه وأقرانه ومن جرت بينهم وبينه مكاتبات وتلامذة تلامذته –كما رأيت قليلا من كثير منه
عرف العالمون فضلك بالعلـ
م وقال الجهال بالتقليد
وأرى الناس مجمعون على فضـ
لك من بين سائد ومسود

أوصافه الخَلقية والخُلقية:
أوصافه الخَلقية:
نظرت فيما وصف به ابن عمه الشيخ إسماعيل بن محمد الأمين والد المترجم له فوجدت شبه الفرع بالأصل، فمما قال عنه : (رجل أسمر جميل الوجه أسيل الخد ذو أرنبة وذو هيئة ومروة ... هشاش لا يملكه الغضب، ألوف مألوف موطأ الأكناف، لين الجانب يتودد للأقارب صفوح وصول للرحم، كريم النفس غاض البصر، يتغاضى ويتغافل ، واسع الصدر، رحيب الفناء على الزوار،عاقل حازم عازم رشيد راشد ، أديب وقور أمين عند المشورة صائب الرأي) وهذا في ترجمته لوالد المترجم له وقد أودعها الشيخ المحمود في كتابه :التبر التالد..
ومما لم يذكر الشيخ إسماعيل في أبيه وكان من أوصافه هو أنه طويل القامة طولا غير مفرط كما وصف به بعض الشعراء أهل بيته الهاشميين فقال: (م الهاشميين الطوال الزهر) متوسط الهامة، أجلى الجبهة، بعيد الإدراك، إذا نظر إليه من يجيد الفراسة قرأ على وجهه أنه شعلة ذكاء.
فارق الدنيا، ولم يتم بياض ناصيته، يمشي مشية متواضعة وقورة ليس فيها خيلاء حتى كأن قدميه تسيل في نعليه، لايلتفت في مشيته، إذا رأيته رأيت سمت العلماء ورزانة الفضلاء، مهاب جليل حيي، إذا سمع شيئا لا يليق نكس رأسه خجلا من فعل صاحبه.
يغضي حياء ويغضى من مهابته
فلا يكلم إلا حين يبتسم
وإن رآى منكرا تغير وجهه، ولا يخاف في الله لومة لائم، فإن كان لديه مقترف السوء حاضرا أنكر عليه ورآى على وجهه التغير
وكان طيب السيرة، ويكفي من ذلك أنني لم أسمع منه ـ طول حياته التي أدركتها ـ قرابة خمس وعشرين سنة اغتياب أحد لا سرا ولا علنا، لافي حضوره ولا في غيابه .
وكان تعجبه المشورة، ويذكر أن اجتماع الناس؛ لتداول آرائهم في قضاياهم له أثر فاعل في توحيد كلمتهم وتخفيف سوء التفاهم بينهم، ويثني كثيرا على من كان ذلك منهجه من إخوانه وأقرانه. .
ثانيا: أوصافه الخُلقية:
: تقدم منها ما ذكره الشيخ عمنا إسماعيل في أوصاف والده، فالأوصاف الخلقية تتداخل أحيانا مع الخلقية؛ إذ الخلق عرض من أعراض الذات وإنما أذكر هنا بعض العناوين فقط فقد أقول اليسير، ويفوتني الكثير.
ومجمل القول: أنه كان - رحمه الله- دمث الأخلاق، برا بمن عرف ومن لم يعرف، يألف ويؤلف، يحبه كل من تعارف معه حبا جما،حتى كأنه أخلص إخوانه، أو أخص أخدانه.
وقد عقلت منه بعض أخلاقيات شدت انتباهي تعود كلها إلى كرم الطبيعة وزكاء الطوية
فمن أخلاقه : جوده وكرمه؛ فإنه غاية في الجود بما ملكت يداه، سواء أيسر أو أعسر، فقد رأيته يجتمع إليه من كرائم الإبل وسواد الشاء في مدة قليلة ما يجعله من أغنياء بلده، لو أنه جمع فأوعى, لكنه يفرقه على الناس شذر مذر.
وكيف يزكي المال من هو باذله
فما أحقه بقول القائل :
لايألف الدرهم المضروب صرتنا
لكن يمر عليها وهو منطلق
إنا إذا اجتمعت يوما دراهمنا
ظلت إلى طرق العلياء تستبق
وقد شهد له بذلك كل من عرفه وكثر الثناء عليه بذلك ، ووصفه به أقرانه.
الناس أكيس من أن يمدحوا رجلا
من غير أن يجدوا آثار إحسان
وقد سمعت مجلسا من عارفيه بعد وفاته، يتحدثون بما رأوا من جوده وكرمه، وكل يذكر قصة يعرفها، وقد وصفه بذلك الأدباء والشعراء من أقرانه وزملائه..
واسمع للشيخ محمد بن يوسف الحسني التبورقي- رحمه الله - إذ يقول يصف جوده وكرمه:
ما مسبلات غوادق مجلجلة
تنسي المواهب منه وهي مطمومه
يوما بأكثر منه يوم مسغبة
نفعا لميتمة وافته مهجومه
بدر يحت بدورا يوم مسألة
حتا لمسكنة بالطول مهمومه
وللأراجل يستغلي مراجله
سودا مكتكتة بالكتر موكومه

وقال الشيخ محمد يحيى (آمدي) بن الشيخ حمدا الحسني الجلالي يصف كرمه
وما البحر إلا من ينابيع خمسة
وما شطحات الوكف إلا جمامه
ومن شام برق الجود منه وأرعدت
رواعده سحت عليه سجامه

وقال الشيخ العاقب السوسي يصفه بمثل ذلك:

وهو الكريم النفس طبعا مابه
كبر ولاعجب كطبع محالف
ما إن على من بابه من حاجب
غير الندى ويجيب هل من غارف
إلى غير ذلك

ومن إنفاقه الذي كان يشهد به كل عارفيه أن طعام بيته طعام لكل ما حواليه من الأرامل والأسر الغيب أهلها، بل كل ما حضر طعامه استدعى سائر جيرانه فيطعم الكل عنده .ينادي يا فلان... يا فلان... ولا يرتاح حتى يجتمعوا إليه، وإن اعتذر بعضهم بشيء ما، كأن يكون قد طعم قبل أو نحو ذلك، تأسف كل الأسف وظهر ذلك على قسمات وجهه، وبالمقابل يهتش ويطرب إذا اجتمعوا للطعام لديه ، وسواء في ذلك القليل والكثير والرخاء والضيق .
بل ينادي كل شبح رآه مارا على الشارع ليطعم عنده، هذا يعرفه كل من يعرفه، وكان جيرانه يتعجبون من حرصه على أن يأكلوا من طعامه حتى ولو في حال حضور طعامهم هم وحال رخائهم ولسان حاله يقول فيهم :
أنا الجار لا زادي بطيء عليهم
ولا دون مالي في الحوادث باب
ولا أطلب العوراء منهم أصيبها
ولا عورتي للطالبين تصاب
ولا تسأل عن تفقده للأسر المحتاج أهلها، فقد كنت أعرف أسرا غرائب في قريتنا( وادي الشرف ) شمال مالي ( آزواد) كان حاله معهم في وقت تشتد فيه عليه أزمة الضيق، أول ما أجلى الجدب الناس إلى ( وادي الشرف ) عام 1404هـ بعد هلاك المواشي وجفاف الزروع أنه كلما تجدد إليه شيء من مؤن المعاش صرف لهم من النفقة ما يصرف لأهله .
وأعرف من أولئك رجلا تحسن حاله بعد فقر مدقع، فصار من أهل الثروة والغنى فأتيته يوما، وكلما رآني بالغ في إكرامي مكافئة لإحسان الوالد إليه – آنذاك -
وقد قال لي يوما إن بعض الناس يحفظ أن بيني وبينهم عهدا، والحق أن العهد الأكيد، ليس إلا بيني وبينك عرفانا لإحسان أبيك إلي، هذه أسر غريبة
أما إحسانه إلى جيرانه وقرابته فأمر يجري منه مجرى النفس
وهم ربيع للمجاور فيهم
و المرملات إذا تطاول عامها
ويكفي لجوده أنه مع ما فتح الله علي من حطام الدنيا لم يورث لا دينارا ولا درهما ولم يورث إلا مكتبة أغلب ما فيها كتب الحديث ورجاله ومصطلحه.
وما تقدم من شمائل الكرم الذي وصف به هو سيرة أهل بيته الأدرعيين كما عبر به نفسه في قصيدة له إذ يقول :
والسخا فيهم قديما سنة
قد رووها عن أصول عن أصول
ومن أخلاقه: الصفح الجميل،فإنه يتجرع الإذاية ويسيغها بماء الحلم والعفو، والغالب تذويبه ملوحتها في نهر فياض من الإحسان، وكان حاله مع إخوانه لو بدر منهم ما يستاء منه غيره ـ لو كان محله ـ .
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد
جاءت محاسنه بألف شفيع
بل كان بارا بهم كما عبر عنه نفسه في رسالة له سبقت في قسم الأدب حيث قال (وما شوش خاطري منذ عقلت أشد علي من أن يظن أحد من إخواني أني أسأت الأدب معه...) فهو كما تمثل نفسه في رسالة له بقول الشاعر:
إذا اعتذر الصديق إليك يوما
تجاوز عن مساويه الكبيره
فإن الشافعي روى حديثا
بإسناد صحيح عن مغيره
عن المختار أن الله يمحو
بعذر واحد ألفي كبيره
وهكذا حاله وكان يأمرنا به – معشر تلامذته وأبنائه – وكنت أتذكر وأنا صغير أنني تأذيت يوما من الأيام من أحد الأطفال، فهممت أن أوقع به، فناداني فقرأ علي قول الله تبارك تعلى ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ وفسرها لي،وقال لي ما معناه: ذلك رسول الله ﷺ فكيف بك ؟
ومن ذلك الوقت ما تأذيت من أحد فأريد مقابلته بالمثل إلا مثل لدي ذلك الموقف وتذكرت الآية ،وكيف قرأها علي وفسرها - فجزاه الله عني كل خير-
ومن أخلاقه: لين عريكته، مع أنه لا يتحمل الضيم، بطيئ الغضب، سريع الفيئة،وكان حريصا على التقريب بين وجهات أنظار رإخوانه ، ولا يطمع أحد في كسبه لغير موقف الحق، ومن كسبه في قضية من قضايا محيطه يرى أنه كسب سندا قويا .
ولا يتكلم إلا فيما يعنيه، وإذا تكلم أفحم المخاطب بحجة قلما يقوى لهاكما وصفه به الشيخ عبد الكريم الحسني الجلالي قائلا –كما يأتي – في مرثيته له
وإذا يقول تهيبوه فإنه
لم ينفحم مذ طر منه الشارب
فإذا يناظر في عويص مسائل
أعيت عقول الناس ،فهو الغالب


 

رد مع اقتباس
قديم 06-25-2014, 02:10 PM   #8


الصورة الرمزية الدغوغي
الدغوغي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 العمر : 14
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: 205. محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي الجلالي السوقي



ومن أخلاقه : عزة العلماء ، فكان لا يقبل أن يهان ولا أن يهان الشرف والعلم الذي يحمله .
ولوأن أهل العلم صانوه صانهم
ولو عظموه في النفوس لعظما

ومن أخلاقه: التواضع: فقد كان - رحمه الله - على جانب من ذلك، وقد مرت عليك من خلال كلامه في هذه الترجمة نماذج من ذلك يذكر فيها أن ما وصفه به زملاؤه إنما يعتبره تفاؤلا فقط - وقد وصفه به الشيخ العاقب السوسي
وهو الكريم النفس طبعا ما به
كبر ولا عجب كطبع محالف

وهذا التواضع ظاهر في سمته وكلامه وحاله كله، بل وفي عدم تطلعه إلى الدنيا والنظر إليها بعين الازدراء.
ومما يردد كثيرا :" إذا حصلتك يا قوت، فلا أبالي أين ذهب الدر والياقوت "
دنوت تواضعا وعلوت مجدا
فشأناك انخفاض وارتفاع
كذاك الشمس تبعد أن تسامى
فيدنو الضوء منها والشعاع
ولا باس لو ختمنا الكلام على أخلاقه بما نقله الشيخ عمنا إسماعيل أيضا في مثل هذا المقام في الكلام على والده إذ يقول (وأما ماعدا ما سبق التصريح به من خصاله السنية وأفعاله السنية،فهو موكول إلى القياس على ما هو الغالب على مآثر أسلافه ـ يعني أسلافه الجلاليين ـ فهم مفطورون على التنقب بعمائم إخمال النفوس وعلى التستر بقباب التأبي من تشهير المحاسن والمناقب والصالحات إلا ما أبت المشيئة إلا أن يكون شريك الشمس سائرا معها في فضاء مر الدهور،
انظر: التبر التالد، للشيخ المحمود بن الشيخ حماد الحسني التبورقي ج2/378

آثاره العلمية والكلام عليها :
قبل أن نذكر مؤلفاته ونتكلم عليها نذكر: أن قلمه -رحمه الله -كان قلما جاريا، سواء في نثره ونظمه، فإني منذ رأيته ما رأيته إلا وهو منكب على الكتب، إما منهمكا في مطالعة، أو جادا في تحقيق مادة ما أو ترتيبها.
وقد ذهبت الغارة السوداء على قريته في وادي الشرف عام 1415هـ بكثير من نتاجه العلمي- ما علمت منه وما لم أعلم ـ وأكثر الشكوى إلى الله في كتاباته بعد الكارثة أن يرد الله عليه ما ذهب من ذلك - ولعل الله يرد إلينا مما ضاع من علمه ما يقر أعيننا.
والكلام - هنا - على ما عرفناه من مؤلفاته ورسائله ، سواء الموجود منه والمفقود ، ونقسمه حسب التصنيف التالي :
أ- في العقيدة :
منها:
1- الجواهر السنية، في العقائد السنية،وهو مجلد وسط،وقد تقدم الكلام عليه عند كلامه على عقيدته .
2-أرجوزة في التنفير عن التكفير،رد على بعض شيوخ الصحراويين أطلق التكفير على بعض القبائل وهي مخطوطة بيد ناظمها(بملكنا وفي حوزتنا)
ب : في الفقه:
منها:
3- الكلام على أحاديث التيمم، والتحقيق في أحاديث الضربتين ( في مسوداته توفي قبل إكماله وبملكنا وفي حوزتنا)
4- الأزهار الفائحة، في عدم إجزاء الصلاة بترجمة الفاتحة.
5- إرشاد الخلف، إلى هدي السلف أي: إلى هدي السلف فيما أحدثه بعض الناس في القيام في المساجد ، يعظون ويقصون على الناس قبل خطبتي الجمعة.
وكان سبب تأليف الكتاب استفتاء جاء إلى علماء " وادي الشرف " من الشيخ: محمد محمود بن القاسم الجعفري ، - قاضي منطقة منكا سابقا - فأحالوا عليه الجواب، وقد أفتى ببدعية ذلك، وأنه محدث في القرن الثامن الهجري، ولما اطلع علماء الوادي على ما كتبه قرظه كل من: شيخنا أحمد بن محمد أحمد أيد الحسني التبورقي وشيخنا زين الدين بن المنير الحسني التبورقي والشيخ محمد بن حميدي الأنصاري التيكيراتي ( بملكنا مخطوط بيده وأخرى )
6- كشاف القناع ، في إثبات الصوم بخبر المذياع ،رد على من لا يرون إثبات العبادات التي ترتبط بالمواقيت بالبث الإذاعي – ولو كان من دولة مسلمة -وهو جواب عن استفتاء جاء من الشيخ إنتال بن الطاهر أمير ولاية (كيدال ) إلى علماء ( وادي الشرف )
فأحالوا عليه الجواب فأجاب وأجاد (مخطوط بيدي وبملكنا )
5- فتاوى في مسائل منها: مسألة الصوم ، بخبر المذياع ،كانت قبل تأليف الأول.
6 - مسالك الترقية ، في حكم تزكية الحبوب قبل التنقية ( عندي منه نسخة مخطوطة بيدي )
7 - السهم الصائب ، في الرد على من يقول بجواز معاملة الغاصب .
8 - رسالة في حكم قرض الطعام بالطعام ( مخطوطة بيده وبملكنا )
9-إتحاف السائل، بمشروعية الصلاة في أوائل الكتب والرسائل : جواب لسؤال، توجه إلى العلامة الشيخ إسماعيل(إما) بن السعيد الحسني التبورقي من العلامة الشيخ :بزبن حسب الفلاني،
وحدثني الشيخ إسماعيل هذا فاه إلى في أنه كان على ثقة من أن تناول الشيخ للكتابة في الموضوع أحسن من تناوله له – لو تناوله - فأحاله عليه فأجاد ، وكان في أصله ردا على محمد حسين هيكل في كتابه (حياة محمد) صلى الله عليه وسلم حيث ذكر فيه ما معناه أنه ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا للوجوب ....
وقد قال الشيخ زين الدين بن عبد الفتاح الأنصاري التيكراتي في كتابه ترغيب المشوق إلى شعر آل السوق متحدثا عن هذا الشرح في سياق الثناء عن المترجم ـ كما قدمنا طرفا منه ـ" وناهيك بتأليفه أيضا في الصلاة على النبي أول الكتب والرسائل ،هل هي واجبة أم لا؟ فإنه السلك الفريد، الجامع بين الطريف والتليد،الحاوي لفنون من العلوم متفرقة ،المشتمل على مسائل لم توجد في غيره محققة،ولما اطلعت عليه انشرح به صدري غاية الانشراح، لما أودع فيه من المعاني الشريفة والأقوال الصحاح،وأعدت نظري فيه المرة بعد المرة،فإذا تحت كل ذرة درة،وفي تأليفه قالب همته القوية،وفي تركيبه فكرته الجلية ،فسبحان من وهب من شاء ما شاء،من حسن التأليف وغريب الإنشاء، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء،ولقد أودعه مؤلفه من المحاسن أدناها وأقصاها،وإن تخيلت أن للبلاغة ثديين فقد مصاهما،وصدق فيه المثل السائر،كم ترك الأول للآخر،فظهر بذلك علو شأنه ، وتميزه في الفضل على أقرانه ، فجزاه الله خيرا فيما صنع،وأثابه الثواب الجزيل فيما وضع" ) ( مخطوط بيدي وبملكنا )
10- جمع نوازل العلامة أبي الهدى (مفقود) وقد ذكر بعضها في ترجمته له وفي تعليقاته الأخيرة على إتحاف المودود - له -
وغير ذلك من فتاوى عديدة وشوارد فقهية منها ما هو منظوم ومنها ما هو منثور
ج- في مصطلح الحديث:
11- الدرر، في نظم نخبة الفكر، تقدمت فاتحته وخاتمته، اطلعت على كثير من منظومات النخبة، فلم أر منها نظما إلا ونظمه أحسن منه، وقد تميز بأمرين :
الأول :حبكته الجمالية التي تجعله سلسلا عذبا حتى كأنه شعر رائع.
والثاني: أنه لم يغير في النخبة شيئا، فلو عرضته على النخبة لرأيت العجب من القدرة على النظم، حيث إنك تجد ألفاظها كما لفظها مؤلفها إلا بيسير من التعديل، مما تستلزمه القافية أحيانا.
وهو متداول بين طلبة العلم، وقد شرحه الشيخ عبد الكريم بن أحمد الكرماني الحسني الجلالي شرحا سماه توضيح الغرر على جباه الدرر ( بملكنا )
12- تجديد الاثر، لمن اعتنى بعلم الأثر شرح للنظم السابق - وهو مجلد ضخم -،وقد لخصه العلامة شيخنا المحمود بن محمد (ألاغ ) الأنصاري التيكراتي في كراسة ،وقد رأيت تلخيصه هذا في مكتبة شيخنا العلامة زين الدين بن المنير الحسني عند الأستاذ الشيخ : أحمد بن إبراهيم الحسني التبورقي أما أصل الشرح، فهو ( مفقود )
وقد قال الشيخ زين الدين بن عبد الفتاح الأنصاري التكراتي متحدثا عن هذا الشرح في سياق الثناء عن المترجم ـ كما قدمنا طرفا منه ـ "ويكفيك أنه أنشأ أرجوزة نفيسة في مصطلح الحديث،وشرحها شرحا تنثلج بفوائده الصدور، وتزري قلائده بقلائد البحور،وتخضع بتدقيقاته رقاب ذوي الآداب ،وتسحر بتحقيقاته عقول أولي الألباب، مذيلة هاتيك القلائد، بدرر من الفوائد، فلله در هذا الشارح لقد أبرز من مخدرات مسائل هذا الشرح العرائس،وأحرز من محجباته النفائس".
د- في علم الرجال :
13- هدية الولدان، وتحفة الأقران ، نظم المنفردات والوحدان للإمام مسلم، يزيد على( 1200) بيت (مخطوط بيده وبملكنا) ، ولهذه المنظومة فيما أعلم ثلاث نسخ بخط ناظمها
14- تعليقات على هذا النظم وصل فيها إلى وسطه تقريبا حيث إن الكتاب نظم من نسخة ملحونة فعكف عليه يصححه من كتب الرجال .
هـ- في المشيخات والأسانيد:
15- تزيين المدارس، ببعض ما لأشياخي من الفهارس ، مخطوطة لو طبعت لصارت مجلدات جمع فيها كل الأثبات التي يتصل بها سنده ورتبها ترتيبا جيدا (مفقود)
16- الدر النضيد، فيما لدي من الأسانيد وقد أودعته كله هذه الترجمة في قسم أسانيده"مخطوط بيده وبملكنا"
17- تعليقاته على ثبته هذا، وهو عبارة عن تصحيح النسخة المتداولة بين العلماء من القرن الحادي عشر إلى يومنا هذا" الثبت الجلالي"بالإضافة إلى أسانيده الأخرى التي رزقها، وقد عني ـ رحمه الله ـ بتصحيح الأخطاء فيه وبترجمة أعلامه وبشرح بعض المصطلحات ذات الصلة بالثبت، ولم ينته من تبييضه حتى نزل عليه ضيف الموت ـرحمه الله ـ ولعل الله يوفقنا لإخراجه بتعاليقه المفيدة ( مخطوط بيده وبملكنا )
18- أرجوزة نظم فيها سنده إلى طريقة المعمرين من الأسانيد ،وقد ذكرها في الكلام على أسانيده،ولم أطلع عليها، ولا يعني ذلك عدم وجودها .
و- في التاريخ والتراجم والأنساب:
19- لسان الترجمان، المعبر عما في الدرر الثمان، وهو كتاب ضخم بناه على تاريخ الأشراف والأنصار من آل السوق ،وقد مكث في تأليفه (20) سنة يفتش المكاتب القديمة، ترجم في مجلده الأول لعلماء بني عمه من الأشراف الحسنيين الأدرعيين، وهو تفصيل لما أجمله ابن عمه إسماعيل بن محمد الصالح في كتابه الدرر الثمان في شرافة الغر الثمان ،فيما يتعلق بتاريخ أهل هذا البيت، وقد جاءت كارثة وادي الشرف- -لا أعاد الله على العلماء والتراث الإسلامي مثلها- فذهبت بالمجلد الأول ومسودات ما بعده.
فلا الأول عاد إلينا إلا ورقة يحتمل أنها من مبيضاته أو من مسوداته، فيها أوائل ترجمة الشيخ أبي الهدى، ولا مسودات ما بعده.
ولا الشيخ أعاد بناء الكتاب على خطته الأولى فيما بقي من عمره بعد الكارثة، لكثرة المشوشات كما قال في خاتمة نظمه للمنفردات والوحدان ،معتذرا عن الخلل فيه - إن وجد - بما حصل له من مشوشات ومقلقات واصفا قليلا مما تعرض له العلماء في وادي الشرف
أيضا فرب ما يشوش على
ذي اللب يذهل امرءا قد عقلا
من فتن تفاقمت وإحن
أدت إلى مصاعب ومحن
فرب من ترى نشيطا عيقا
إذ يسمع الشهيق والنعيقا
وقلما يخلو من المكدر
ومن منغـص ومن مــدمر
لذاك فليعذرنــــي اللبيب
وليدع ربه لـــــي الحبيب

20- إتحاف المودود ، بالجواب عن أسئلة الابن محمود ، وهو جواب عن أسئلة وجهها إليه الشيخ محمود بن محمد الحسني التبورقي أصالة عن نفسه ونيابة عن بعض إخوانه الطلاب في موريتانيا، وذلك عام (1417)هـ تتعلق بالسوق والسوقيين وتاريخهم وأنسابهم.
وقد نال إعجاب العلماء وطلبة العلم من أهل السوق وتداولوه، فصار من مراجعهم الأساسية في موضوعه، بل وقرظوه، وممن قرظه الشيخ محمد يحيى "آمد " بن حمدا الحسني الجلالي ـ رحمه الله ـ والشيخ المهتدي بن محمد احمد "أيد" الحسني التبورقي، وقد رأيت إلحاق التقريظين هاهنا حيث ضمهما مؤلفه إلى نسختها التي ورثتها منه ,
قال الشيخ محمد يحيى "آمدي " ـ رحمه الله ـ وكتب المترجم له عند إيرادها في آخر الكتاب (تقريظ الشيخ العلامة محمد يحيى بن حمدا، أنشأه بعد ما طالع هذا المؤلف )
طربت وما للهو مذ أنا يافع
طربت وما لهو لمثلي نافع
وما طربي بالغيد كن أوانسا
يبن ،فشقن والدموع هوامع
ولا بسواجع ينحن بسحرة
إذا ناح ساجع تجاوب ساجع
ولكن بتحفة تبدت هدية
لمودود مهديها الذي هو جامع
هيه درة بيضاء أتقن صنعها
خبير بمثلها ، فسل من يطالع؟
أو اغرودة غنى بها متودد
إلى إخوة في الله ، هل أنت سامع
بناها على سرد السلاسل للألى
نمتهم قريش أم شراف سمادع
ومن هم بنصرة الرسول افتخارهم
ومنماهم لخزرج مترافع

إلى أن قال:

وأحيت رميم النسبتين وأوصلت
فبرهان من حازوهما هو قاطع
إلى نشرها عراقة في عروبة
وإن الفصول للأصول توابع
فما هي إلا فرحة لمن انتمى
إلى السوق أو عرق العروبة نازع
أو اعجوبة تهدي الجميع لأصله
يعز بها كهل وشيخ ويافع
فشكرا له شكرا لتنقيح فكره
وتصحيحه لذا ، فجمت منافع
وشكرا لما أحيى من انساب خزرج
ومن أصله أدارس أو أدارع
أو احتاز قدما نسبة قرشية
يناضل عنها مستفزا يمانع
فتلك أصولنا أصول رواسخ
لها من ينابيع المعالي منابع
كفى ما وشى من الأدلة مثبتا
ومن حجج يشئى بها من يسارع
وقال الشيخ المهتدي بن محمد أحمد (أيد ) الحسني التبورقي، وكتب المترجم له عند إيرادها بعد الأولى (تقريظ الشيخ العلامة الألمعي، والدراكة اللوذعي، الأخ الشاعر المهتدي بن محمد أحمد (أيد ) الإدريسي ثم الحسني لما جمعه عبيد ربه محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني ثم الأدرعي من التعريف بالسوقيين وسماه إتحاف المودود، بالجواب عن أسئلة الابن محمود ـ وفقهما الله لما يحب ويرضى ـ )
ألم ترض إلا أن تزور الغوانيا
فتجني لديهن الثمار الدوانيا
وتلقي إليهن الأغاليط تارة
وآونة تنشي لهن المواليا
إذا رحلت لبنى رحلت بأسرها
وأنضيت في المسرى القلاص النواجيا
كذلك ما تنفك في اللهو والهوى
وفي اللغو ما تزداد إلا تماديا
لعمري لبئس الهم همك فاتئد
وكن في سوى الطاعات والبر وانيا
وهذا أخو التصنيف في كل معضل
وفاعل حج البيت يملي الأماليا
يحقق دعوانا ويثبت أننا
من العرب العربآ، ولسنا مواليا
أدارسة والأدرعيون والألى
نماهم إلى الأنصار من كان ناميا
وأبناء فهر من بني العم ، يالهم
لهم من سمات المجد ما ليس خافيا
ونسخته المخطوطة بيده أهداها لأخيه الصفي الشيخ محمد يحيى( أميدي ) بن حمدا الحسني الجلالي - رحمهما الله -
21- نبذة تاريخية صغيرة بعنوان( الأسرة الثمانيون الأدرعيون ) تحدث فيها عمن له أثر علمي من أسرته، وقد كتبها جوابا لسؤال وجهه إليه تلميذه محمد بن أحمد بن عبد، وهي عجالة لم تستوعب ( مخطوط بيده وبملكنا )
22- اللؤلؤ المنسوق، في كيفية تعاليم أهل السوق ،وهو جواب لأسئلة وجهها إليه حسن معلم عبده مبعوث دار الإفتاء السعودي وأحمد سعيد كانساي المدير العام لمعهد نهر جوليبافي جولة قاما بها في شمال مالي عام (1404)هـ
23- الأنس المصفى، في ترتيب أشياخي ومن أخذت عنهم صفا فصفا، وهو عبارة عن ترجمة موسعة له توفي قبل إكمالها، وقد دعاه إلى عقدها تلبية رغبة كثير من طلاب العلم وعليها جل اعتمادي في هذا الكتاب ( مخطوطة بيده وبملكنا)
24- ترجمة الشيخ أبي الهدى محمد بن محمد بن أبي بكر الحسني( مخطوطة بيده بملكنا )
25- ترجمة الشيخ أحمد الإمام بن محمد إكنن الحسني مطبوعة على الكمبيوتر (بملكنا) ، وعند حفدته.
26- ترجمة ابن عمه الشيخ الداعية: عبد الله بن المحمود الحسني وجدت منها أوراقا بعد كارثة وادي والشرف وهي بمكتبتي بـ" تامكوتات " كتبها بمناسبة اقتراح تسمية مدرسة باسمه في بلاد تيسي ( مخطوطة بيده وبملكنا )
27 ـ ترجمة الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين الحسني الجلالي،لم أطلع عليها لا في مكتبة المترجم ولا المترجم له، ( ولعلها مفقودة )
28- ترجمة الشيخ العلامة إسماعيل بن السعيد الحسني التبورقي ، ترجمه بطلب منه أفادني بذلك المترجم له-ولم أرها-
ز- في الأدب :
28- نظم أيام العرب (مفقود(
29-ديوان شعر، عسى الله أن يوفقني لإظهاره للقراء بمظهر يليق به ، هذا ما علمت ،وأغلب الظن أنه يوجد ما لا أعلم . والله أعلم.

مرضه ووفاته:
كان - رحمه الله - في سنيه الأخيرة غير ممتع بموفور الصحة، تزداد قواه انهيارا، حينا إلى حين، تارة يراجع أقرب طبيب إليه، إما في "مالي " وإما في " النيجر" فيعطيه مهدئات ذات مفعول قليل الجدوى.
وغالب أمره: أن تداهمه الحمى مع شدة الصفراء فيقضي فترة على ذلك.
وهكذا حاله وقد شغل الناس وشغله هو عن كل شيء إلا منادمة المطالعة، فإنه مع ما به من الضعف الشديد لا يخرج الكتاب بين يديه، إلا إذا غلبته غلواء المرض جدا.
إلى أن أصيب بمرضته الأخيرة التي عانى فيها من البلاء ما أرجو وأدعو الله أن يكون في ميزان حسناته وتطهيرا لسيئاته، فمرض في " نيامي " عاصمة "النيجر" ما لا يقل عن ثمانية أشهر قضى جلها على سرير المستشفى، وقد يسمح له بالخروج ثم يعود
ثم إنه لما أيس من محاولات أطباء "النيجر" أشار عليه بعض الناصحين بأن الطب التقليدي مما يرجى لمثل مرضه، فطمأنوه بالرجوع إلى أهله في "تامكوتات" شمال مالي (آزواد)وعظم ما نابه على الناس، وبدءوا يتسابقون في البحث عن الأدوية التقليدية له، إلا أنه لم تكن بأحسن حظا من غيرها؛ ليقضي الله أمرا كان مفعولا، وهو في كل ذلك صابر محتسب، إذا جاءه العواد تهلل وجهه حفاوة بهم حتى وكأنه ليس مما هو فيه، ونهض إليهم غير متثاقل مع عظيم ثقل المرض المدنف.
والعلماء وحفظة القرآن من أهل قريته لا يغادرون منزله إلا لماما، يتناوبون على البيات عنده، ويتسارعون إليه حين يمسون وحين يصبحون جميعا، إن ذهب هذا جاء الآخر.
ويردد كثيرا:
وقاية الله أغنت عن مضاعفة
من الدروع وعن عال من الأطم
ولما كانت رؤيا المؤمن جزءا من ست وأربعين جزءا من النبوة كما في حديث أنس في البخاري { من رآني في المنام فقدرآني فإن الشيطان لايتمثل بي ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة }
فمن الجدير ذكره: أنه في إحدى غيبوباته في مرضه استيقظ واستدعاني أنا واثنان من خاصته، فقال: إني رأيت نبينا محمدا ﷺ في منامي هذا، وهو يريد أن أرتحل إليه، ففهمتها كبقية الحاضرين بدنو أجله؛ لأنه على حال مقارب، ولكن عبرتها له بالشفاء موريا بالسلامة من أهوال الآخرة ومتفائلا برؤية النبي ﷺ في الجنة، ولاغرابة لو رآى النبي ﷺ من شغله الشاغل الانشغال بحديثه، فإن أغلب الرؤى أن ترى حاضر ذهنك ومحل اهتمامك .
ثم بعد يومين أو ثلاثة تم ارتحاله - وعلى رب كريم نزل – أرجو له رحمته، وأستعيذ به منه، وأستشفع به إليه أن لا يعذبه هو، ولا أصوله وفصوله وأحبابه ، إنه جواد كريم.
وقد درج العلماء على ذكر مثل هذا في تراجم الأعلام ـ ويذكر هنا أيضا - وهو مما يثير العجب - أنه في آخر ليلة من تمريضنا له سهرت الليل كله؛ لأني أتوقع نزول ضيف الموت عليه كل وقت، فأصابتني غفوة لا أتمالكها من رهق أيام عديدة في التمريض، وكنت عند رأسه، فرأيته في النوم يقرأ علي بيتين لم تمر علي من ذي قبل فيما أذكر، فضلا عن أن تكون في حافظتي، ولم أتذكر منها إلا المصراع الأول وهو:
مناي من الدنيا علوم أبثها
وعند إتمامه علي في النوم قراءة البيتين سمعت أحد ممرضيه شيخنا العلامة محمد يحيى ( آمدي) بن حمدا الحسني الجلالي - رحمه الله -يناديني لات حين نوم، فانبعثت إليه فزعا فوجدته قد قضى - رحمه الله - ولعل الفارق الزمني بين قراءة الأبيات في النوم ونداء الشيخ إن وصل إلى دقيقة فلا يزيد
هذا وكان من آثار اشتداد مرضه على قطره أن هرع الناس إلى الله يدعون له، وممن ابتهل إلى الله في الدعاء له مجموعة من طلبة العلم من بني إخوانه ، وهم مابين طلابه وطلاب طلابه ، فأنشدوا قصائد في الدعاء يسألون الله له الشفاء .
ومن أولئك الشباب النبلاء الأخ الشيخ: علي بن سليمان الحسني التبورقي –حفظه الله-قائلا:
حسب امرئ في الدفاع بذل ما قدرا
فإن دهى قدر فاستشفع القدرا
وادع المهيمن سرا أو علانية
فليس عنك سواه يكشف الضررا
إليه منه لجأنا لا إلى أحد
سواه ، نرجو بما سقنا الرجا ظفرا
إليك نشكو إله العرش داهية
دهياء أظلم منها الجو واعتكرا
لما احتبت بفناء من يقاطع في
ضبط العلوم الكرى مستصحبا سهرا
روت لنا لابن عباس حديث أسى
وعن كريب وهمام روت أثرا
هذا الذي ترك الأوهام حائرة
وصير الطب علما ليس معتبرا
إن كان أعيا الدكاتر العلاج وما
أغنوا فتيلا سوى أن عظموا الخطرا
فالله اسأله تجديد عافية
للشيخ تزداد طول العمر،لاقصرا
وصحة فوق ما يرجو ويأمله
وأن يجازى مجازاة امرئ صبرا
الله يبقيك في أمن وعافية
تحيي من السنة الغراء ما اندثرا
أبقاك ربي لبث العلم تنشره
كما عهدنا فيروي عنك من حضرا
وللدروس وتنميق التآليف في
فن الحديث يعيها من روى ودرى
يا كاشف الكرب يا من لاملاذ لنا
سواه إن لم تنل نجحا، فلا وزرا
أبنا إليك وفي أغلال مسكنة
أعناقنا، فاكشف الغم الذي غمرا
واتبع العسر يسرا والأسى فرجا
والخوف أمنا وإيراد الرجا صدرا
ومنهم الأخ الشيخ / محمد بن الفاروق الحسني التبورقي- حفظه الله-
أمالكنا يا من له الخلق والأمر
ومن هو كافينا إذا حزب الأمر
إليك لجأت مستعيذا ،ولائذا
من أمر دهاني ضاق من أجله الصدر
بلاء طرا، لا نستعد لوقعه
سوى الصبر لاكِ الصبر في مثله صبر
وليس لنا إلا إليك معول
فها نحن قد جئناك يحدو بنا الذعر
نرى فرط ضعفنا إليك وسيلة
ونوقن أن العسر يتبعه اليسر
فلا تضحنا عن ظل رحماك واستجب
فما بسوى رحماك يستسهل الوعر
إليك شكونا صيلما نزلت بمن
يتم لأعلام الحديث به نشر
وزعزعت الركن الشديد الذي لنا
إليه إذا ما الجهل طاردنا السير
بلاء رمى أهل الحديث بأسهم
صوارد من هم يلين له الصخر
وشنت على أهل التعلم غارة
سيدفعها القرآن لا العسكر المجر
بقرآنك الشافي المنزل رحمة
ندافع أجناد البلا ، فلنا النصر
فلا تك يا رحمان عيس رجائنا
بخائبة ولينأ عن ساحنا الشر
وجنب جناب شيخنا ما يسوءه
وبدله أمنا وليطل بعده العمر
وحطه بأسوار الأمان منعما
بعافية تمتد، وليجزل الأجر
وأنت الرحيم الواسع العفو ربنا
ولم يخف عنك أمرنا إنه إمر
فوسع علينا واعف عنا فإننا
نقر بأن في القضا الحلو والمر

إلى آخرها
ومنهم الشاعر: البشير بن علي الحسني المعروف "صح "الحسني التبورقي-رحمه الله-
نيل المنى صح إن صحت مناهجه
وصح منهجه ما خاب ناهجه
ولا يعد عدد الدعاء من عدد
تعد مما به تقضى حوائجه
لي افتقار إلى إلى الإله ولي
به افتخار،وهمي الله فارجه
فإن من سور القرآن فاتحة
لسور سؤلي متى تقرع رتائجه
يا ربنا عبدك اللاجي انتهت لذرى
رحماك من بعد ما زمت نواعجه
عل التجائي إليك منك تضمن لي
فوزا بما أرتجي فورا نتائجه
يا حي فرج فإن الحي حيره
ما فاجأ الشيخ من هم يلاعجه
لجا إليك فنجه فأنت له
وكهف رحماك ذاك اللاج والجه
الله يشفيه فهو حسبه وكفى
مهمى تعين إن أعيى معالجه
وآية ﴿ أدعوني استجب لكم ﴾ ضمنت
له العلاج بلا شك يخالجه
إليه يهدى بديع النسج معتذرا
يدعو له الله رب الناس ناسجه
فإن يكن راضيا به فبعض منى
حققت أولا فما تغني زبارجه
نفسي الفداء لبحر من فوائده
كم تملأ السفن ما احلولت نماذجه
إن قيل سمه وسمه فحسبي من
هذين عامر بيت الله حاججه
عيالم عالم الفنون منه حوى
ما فيه تحمد يوميا برامجه
سمح إذا حكت السما سماحته
زان الربى النبت باهيه وباهجه
الله طول عمره ومتعه
بصحة طيبها تزكو أرائجه
يا منتهى الركب كشف الكرب مطلبه
فليحظ بالسؤل حاديه وحادجه

ومنهم الأخ الشيخ منير بن محمد بن حميدي الأنصاري التيكراتي–حفظه الله-
كيف لانرفع الأكف جميعا
نسأل القادر القريب السميعا
يا إلها والى علي إلاه
كل وقت وإن أسأت الصنيعا
يا قريب ويا مجيب ويا من
عم بالفضل عاصيا ومطيعا
أنا أشكو إليك ما ناب خالي
من سقام من أجله القلب ، ريعا
قد برى جسمه وأوهى قواه
فاستحال على الفراش صريعا
يا كثير النوال أبرح أدعو
وألح مادام خالي وجيعا
فاشف خالي يا إلهي شفاء
لايغادر أي سقم سريعا
وقه عافه وألبسه برءا
ليس يبلى مدى الزمان بديعا
وأعذه وبوأنه وبوأ
آله أمنك الحصين المنيعا
وأطل عمره معافى وعمر
كل ولد فطيمهم والرضيعا
أبقه طالعا يضيء سمانا
تستمد منه البدور لميعا
أبقه يا قريب عقدا يحلي
برهة جيد ذا الزمان رصيعا
للمسائل جده ولسار
نجم هدي ،وللعفاة ربيعا
رب واجعل له السرور رفيقا
وجليسا وصاحبا وضجيعا
رب سلمه عافه اشف اكفه قه
لا تخيب عبدا دعاك طميعا
بأسام علمتها أحدا أو
أنت ضمنتها الكتاب الرفيعا
أو أسام بها تسميت و استأ
ثرت في الـغيب لم تشأ أن تشيعا
يا صحيح تفاؤلا ،لا تخف لا
تخش - والله ربُنا- أن تضيعا
أسأل الله أن تنال شفاء
يرأب الخاطر الكسير الصديعا
يبرء الحزن ينعش الغصن يرضي
يبعد الشجن السخين المريعا
رحمة الله بعدها بركات
عنكم آل بيت طه جميعا
فعليه صلى منبئه ما
أنشأ المرتجي جوادا يشي عا
وعلى آله وأصحابه ما
سأل السائل القريب السميعا

ومنهم الأخ الشيخ حمطايا بن البشير الحسني الجلالي-حفظه الله-ٍ
لجأت إلى البر الرحيم مناديا
نداءة عبد كان للنجح راجيا
لجأت إليه سائلا متوسلا
بطه الذي قد جاء للخلق هاديا
وحرمة تنزيل العزيز ورسله
وآياته طرا ومن كان تاليا
شفاء وتصحيحا وإبراء مدنف
معنى لأصناف السقام معانيا
شفاء هنيئا لايغادر علة
ولاسقما يبقى ولو كان خافيا
شفاه الذي سواه من كل علة
يكابدها رغما لمن كان قاليا
كساه إلهي من برانس صحة
حسانا بها يبقى مدى الدهر زاهيا
ونسأ في أيامه الغر سالما
معافى ومرضيا لدى الصحب راضيا
فيا رب يا من عم بالفضل خلقه
قه السوء وانف الضر عنه معافيا
ويا رب يا رحمن يا من يجيبنا
إذا ما اضطررنا فاستغثناه يا ويا
بحسنى الأسامي والصفات التي علت
وسر معانيها تقبل دعائيا
فليس يؤود الرب إبراء مشتك
وإن كان ما يشكوه أعيى المداويا
رحيق صلاة الله مزج سلامه
بكاسات تكريم يصفق صافيا
لياسين في أصحابه مع أهله
وأتباعه طرا ومن كان تاليا

ومنهم الأخ الشيخ/ عبد الحميد بن يعلى الحسني التبورقي ولم أجد إلا مطلع قصيدته حين الكتابة وهو :
إلى إلاك إله العرش تدلج
عيس السؤال وطرق الفوز تنتهج
تنجو إليك وترجو من نوالك أن
تحيطها وسط أبحر الشفا لجج
تعود موقرة اصناف عافية
ما إن لها دون ذاك الشيخ منعرج
به أناط ثياب العفو خالقه
أماط عنه البلا، طالت به حجج

هذا ما عثرت عليه منها ، وآخرها :
بقيت للدين نجما يستضيء به
من في اقتنآ علمه يسري ويدلج
هذا ما وقع بيدي من ابتهالاتهم الشعرية إلى الله أن يعافيه .
وممن ليس بيدي شعره: الأخ الشيخ / أبو تراب محمد بن البشير الأنصاري الجلالي
فجزا هم الله جميعا خير ما يجزي به أهل الإحسان، وشكرهم على عاطفتهم الصادقة، وإن عجزنا عن مكافأة حسن صنيعهم - ولو بكلمة مناسبة - فعلى الله أجرهم .


 

رد مع اقتباس
قديم 06-25-2014, 02:12 PM   #9


الصورة الرمزية الدغوغي
الدغوغي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 العمر : 14
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: 205. محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي الجلالي السوقي



ثانيا :وفاته :
توفي -رحمه الله- في حدود الساعة السادسة صباحا يوم الأربعاء (3/ 7 /1423 هـ الموافق 11/9/ 2002) م بعد أن كان آخر ما سمعنا من كلامه ( لا إله إلا الله ) نسأل الله له ولنا وللمسلمين الجنة
ولا أظن أن أحدا غاب من أهل قريته عن محضر جنازته، فقد اجتمعوا كلهم عن بكرة أبيهم، - والحزن عاليهم – وصلى عليه العلامة زين الدين بن الشيخ المنير الحسني التبورقي- حفظه الله- وشيعت جنازته في محفل كبير إلى مقبرة ( تامكوتات) والتي يجاوره فيها العلماء .
اللهم فاغفر له وارحمه واجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
ولئن ذهب فقد ترك الذكر الحسن، فما رأيت بعد وفاته من يعرفه أو سمع به إلا قرأ علي جملا من الثناء عليه .
فمضى وقد أبقى مآثره
ومن الرجال معمر الذكر
مراثيه:
رثاه جماعة من الشعراء منهم :
الشيخ أحمد المصلي بن أحمد الكرماني الحسني الجلالي
وأخوه تلميذ المترجم الشيخ العلامة عبد الكريم بن أحمد الكرماني
وابن عمهما الشيخ محمد بن المهدي
وابن المترجم كاتب هذه الترجمة،وليس بيدي من ذلك إلا قصيدتي وقصيدة الشيخ عبد الكريم قال-رحمه الله:
حكم المنية في البرية واجب
ما إن لها دون الخليقة حاجب
والموت داع لم يدع منا ـ ولو
أهل النهى ـ فإليه كل آيب
أو ممكن ممن دعاه تصامم؟
كلا، فكل إن دعاه يجاوب
مرت لذائذ عيشة الدنيا، وهل
تحلو وإن ( الحاج )شيخي غائب؟
فتوحشت من بعده أسفاره
وتعطلت أقلامه ومكاتب
هو عالم علامة، فهامة
نقادة ،وهو الأديب الكاتب
هو شمس علم يستضي بضيائه
أترابه، فهم لديه كواكب
هو أمة ينتابه العلماء في
حل المسائل،إذ تنوب نوائب
فيجيب بالمرضي والمروي والـ
مرعي عن ثقة وما هو صائب
كم وجه العلمآ إليه مشاكلا
فيحلها حلا،عدته مثالب
كم زاره يرجو زكاة علومه
ثقة بذلك، عالم أو طالب
في العلم نافس منذ شب شيوخه
حتى انثنت تنحو ذراه ركائب
إن جسمه في اللحد غاب، فذكره
في الناس مثل المسك سارٍ ذاهب
أبهى وأبهر نضرة الدنيا له
بث العلوم ،وكالقريب أجانب
وبجودة الخط الذي قد زخـ
رفته بنانه من قبل سار الراكب
بل لايفارق كفه قلم ولا
تعييه مسألة إذا هو كاتب
ومتى يطالع خلته نشوان من
فرط الغرام فما يطالع خالب
وبنشره شتى العلوم علا ،على
أقرانه ،كم راودته مناقب
ناهيك من إنشائه دررا، ومن
إفشائه ما غيبته مذاهب
وإذا يقول تهيبوه فإنه
لم ينفحم مذ طر منه الشارب
فإذا يناظر في عويص مسائل
أعيت عقول الناس، فهو الغالب
وله تآليف ما حوت يغنيك عن
تفتيش كتبك للذي هو غائب
وله أراجز عضها بنواجذ
من نافسوه، فأين أين مغالب؟
وله قصائد كاللآلئ جمة
كاللفظ معنى،كالثمار أطايب
ولكم أجاد وكم أفاد مقربا
بالنظم ما نثر الإمام الراغب
وعلى تدبر محكمات الذكر والـ
مأثور عن خير الأنام يواظب
كم جولة قد جالها،كم دولة
قد زارها والقصد ثم مكاتب
بين الرواية والدراية جامع
فله مزايا جمة ومواهب
والضبط حيث يتم ،متصف به
ومميز عدلا ومن هو كاذب
فاعدده حقا من أولي التـو
فيق لا التلفيق ،إن هو قائل أو كاتب
لم يخش في إظهار حق لائميه وشاتميـ
ـه ،ولو لحاه الصاخب
فإذا يناقشه القرين فإنه
بصحاح أخبار النبي يغالب
سبحان من جمع العلوم بأسرها
في صدره، وهو الكريم الواهب
الله نضره وأكرم نزله
وسروره لقاه يوم يحاسب
من للمزابر حين حل مقابرا
وبكته بعد مآثر ومآرب
إن ابن خلي وابن أختي وارث
لفخار والده الذي هو غائب
و( محمد ) مزجا بـ(أحمد) قبله
علم له، فلعله هو نائب
يا رب فارض على أبيه مباركا
في ولده ،يا رب أنت الواهب
الله أصلحهم وألف بينهم
متعاونين ،وليس فيهم خائب
﴿ولنبلونكم ﴾لآخر آية
تنفي الأسى عمن عرته مصائب
صلى الإله على محمد الرضى
والآل ما سقت السوام سحائب
ثم الصحابة والألى نصروا الهدى
ما غاب حبر للمهيمن آيب

وقد قلت أنا واصفا ما عانيت من الحزن على فراقه، وواصفا بعض ما شاهدت منه من الأخلاق النبيلة ، وحاكيا ما سمعت عنه من الثقات من عارفيه.
بأي فكر أبث الهم والوجعا
وقد دهاني خطب يبعث الجزعا
خطب رماني عن قوس موترة
بسهم حزن أصاب القلب فانخلعا
لقد رمتني أيامي بداهية
سواداء، تكسو أثيث اللمة الصلعا
فالصدر يصلى جحيما لا يزايله
حتى ترد إلى الضرع الذي ارتضعا
والكبد منشطر الأفلاذ من سقم
مثل الزجاج ،فلا رأب إذا انصدعا
لا الدمع يجدي، وهذا الشجو يبعثه
وإن تجمد في العينين واجتمعا
يا ويح نفسي من كرب يدكدك من
أوتاد صبري ما أرسيه فانقلعا
فضاقت الأرض عني حينما سلبت
عقلي مصيبة هذا الخطب إذ فجعا
والغم لبد -كالغيم- السماء سوى
أني أضاجع غما ليس منقشعا
عمت وخصت ولي منها على مضض
سهم المورث، كم ما غصني جرعا
أين اصطباري لرزء إن تذكره
منك الفؤاد أثار الهم والفزعا
كأن فؤادي برجل الطير معتلق
طير إذا ما تدلى للثرى ارتفعا
أو شلو لحم تنوشه الوحوش إذا
ما مجه سبع أغرى له سبعا
بالله يا لائمي نفسي على أسف
صبا علي سجال اللوم أو فدعا
فكيف أسلو وذي دهياء داهية
على ذرى جبل تستنزل الصدعا
هل تنقمون على ابن بر والده
يرعاه حتى إذا ما روحه انتزعا
فظلت أرقبه بالطرف مكتئبا
حتى تلفع بالأكفان وادرعا
لما تيقنت أن الأمر منحتم
تضاءل الكون في عيني وانقمعا
يا من يواري ببطن الأرض جثته
مهلا دفنتم بها الإخبات والورعا
فإن تغيب عن أكدار دار أسى
فذكره ليس بين الناس منقطعا
ما العلم والحلم إلا حشو بردته
يزينه اثنان في ظل الحياة معا
أشاع ناعيه جهرا أن قضى أجلا
فليته لخزائن العلوم نعى
إما كظمت بجنبي الحزن متقدا
فمن لكتب أراها تشتكي جزعا؟
بها يرى الأنس لا بالإنس مستقيا
منها، فصار وعاء العلم حين وعى
يا كم ينادمها في قلب هاجرة
من حرها تدع الجلمود منصدعا
والليل بالفكر في الآيات يغمره
إذا أراح لذيذ النوم من هجعا
ترى لدى بابه الطلاب في ضفف
ينحونه زمرا، من أجدب انتجعا
فيرتوون بما يرويه من ملح
لألاؤها مثل عقد اللول ملتمعا
ذلت رقاب صعاب المعضلات له
ففي جميع فنون الشرع قد برعا
أما الحديث ففيه كل سلوته
يا نضر الله وجها صانه ورعى
أفنى نضارة عمر في تصيده
رجاله ثقة منهم ومن وضعا
رضت له همم هامات ما عجزت
من النقول العقول عنه فاضطلعا
جمت فوائده ، عمت موائده
فمن عوائده بذل لمن طمعا
وإن أتاه ضريك حلف مسغبة
فلا يفارقه إلا إذا شبعا
وليس يرضى انحصار الزاد مدخرا
بل للأيامى وللأيتام ماجمعا
كم نعمة نالها لكن يمررها
جودا إلى الفقرآ تنحوهم دفعا
والجار يشهد عنه كل مكرمة
تعمم الناس فضلا كلهم جمعا
أب أبي به تزهو العشائر لا
تخاف هضما - حياته- ولا ضرعا
مؤلف بينهم -على تآلفهم-
وليس يطمع في هتك لما رقعا
لله درك من ندب يغار على
أحسابنا، ولكم عن قومه دفعا
ثلت عرائشنا بفقد طلعته
ويرحم الله عبدا قال واجزعا
وتهت من بعده في اليتم مغتربا
أمتاس غصنا،ولكن شفني وجعا
لكن رحمة رب العرش تشملنا
معا، ويرفو الذي بفقده انصدعا
عمدا وقفت فلا أحصي مكارمه
وإن وجدت مجال القول متسعا
الله يرحمه وهو الرحيم بنا
وليس يحرم من به التجا ودعا
حجتك من سحب الغفران طائفة
وطفاء لازال منها اللطف منهمعا
وساق نحوك رب العرش خالقنا
كأس الهناء به يسقيك مترعا
وصار قبرك روضا نبته عبق
تغشاه رحمة رب جوده اتسعا
ثم الصلاة وتسليم السلام على
خير البرايا إمام النخبة الشفعآ

ترجم له ـ رحمه الله
ـ ترجم له الشيخ/ زين الدين بن عبد الفتاح الأنصاري التكراتي في كتابه ترغيب المشوق في شعر آل السوق
ـ ترجم لنفسه في كتابه الأنس المصفى في ذكر أشياخي ومن أخذت عنه صفا فصفا
ـ ترجم له ابنه وتلميذه/ أحمد محمد بن محمد الحاج الحسني الأدرعي الجلالي في كتابه (الإمتاع والإبهاح في التعريف بالعلامة المحدث محمد الحاج) وقد أودع فيه خلاصة الأنس المصفى ، وتكلم على آثاره وهو مجلد ضخم في 700صفحة ، ومنه لخص هذه الترجمة
ترجم له في موسوعة البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين ، ترجمة لم تخل من كثير من الأخطاء، وسنوردها مصححة.
تُرجم له الشيخ أبو تراب محمد بن البشير الأنصاري ترجمة مختصرة لخصها من ترجمته لنفسه الأنس المصفى
ـ أجرى طالبان في جامعة ساي بالنيجر بحث تخرج عن حياته وآثاره، أحدهما في عام 1433هـ وهو الأخ مصلي بن محمود الحسني الإدريسي التبورقي، والثاني طالب من نيجيريا قبل ذلك ولم يوفق حيث كان ما كتبه عنه أغلبه أخطاء ابتدأت باسمه وانتهت بما بعد ذلك
ترجمته التي بين يديك وقد لخصها ابنه أحمد محمد بن محمد الحاج الحسني الأدرعي من كتابه المتقدم ذكره (الإمتاع والإبهاج ) .


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ترجمة العلامة المحدث محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي الجلالي ـ رحمه الله ـ الشريف الأدرعي منتدى الأعلام و التراجم 15 06-09-2014 08:20 AM
89. زين الدين / حماد بن محمد الصالح الأنصاري التكيراتي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 2 06-08-2014 08:47 PM
مؤلفات السوقيين عبدالحكيم منتدى المكتبات والدروس 19 03-27-2014 10:39 AM
17.أحمد بن الشيخ بن أحمادُ الإدريسي الجلالي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 0 03-18-2014 02:32 PM
فهرسة الأعلام المذكورين في كتاب الشيخ العتيق بن سعد الدين المسمى ( الجوهر الثمين ) الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 1 12-01-2013 10:22 PM